الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده ....وبعد..
إن شاء المولى _عزوجل_سأبدأ سلسلة ((وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ)) والتى تنقسم إلى ثلاثة أجزاء ، وكل جزء يتكون من عدة أجزاء نُطوف من خلالها فى ركن من أركان العبادة لله تعالى.....
بالطبع هو موضوع مكرور للجميع ولكن حسبى أن أساهم ولو بكلمة فى هذا الموضوع .....والموضوع فى مُجمله هو خواطر تجول بأذهاننا جميعاً ولكنى جمعتها ورتبتها واستعنت بكتابات تغذى الموضوع وتجعله بإذن الله مفيد ......الله أسأل أن ينفعنا به وأن يرزقنا حبه وحب نبيه وحب عباده الصالحين.....
**مقدمة ::
إن المحبة ما هى إلا صورة من صور المعاملة التى ينبغى أن يعامل بها العبد ربه ، وأكبر عامل يؤثر ويحدد درجة المعاملة هو ((المعرفة)).....
فكلما ازدادت المعرفة بالله تعالى تحسنت درجة معاملة العبد له، وازداد له حباً وإجلالاً وهيبة وخشية ، وفى المقابل عندما يجهل الإنسان ر به ولا يعرف قدره فإن ذلك من شأنه أن يؤدى إلى أن يعامله معاملة لا تليق بجلاله وكماله ، فيخشى الناس أكثر مما يخشاه ....ويحب نفسه وماله وعقاراته أكثر مما يُحب ربه ....
فالسبب الأول لإعراض الناس عن الله واستهانتهم بأوامره هو ""جهلهم بقدره سبحانه""....
_نبدأ الجزء الأول من السلسلة إن شاء الله بجزء من الأهمية بمكان ألا وهو
((ثمار محبة العبد لربه )))....
**كلما تعرف العبد على مظاهر حب ربه له ، وسيطرت هذه المعرفة على مشاعره انعكس ذلك على علاقته به سبحانه فيزاداد لربه حباً وشوقاً....
وعندما يملأ هذا الحب القلب ستكون له بلا شك ثمار عظيمة تظهر فى سلوك العبد وأعماله ....هذه الثمار لا يمكن الحصول عليها من أى شجرة أخرى غير شجرة الحب ....فالحب يُخرج من القلب معانٍ للعبودية لا يخرجها غيره..
يقول شيخ الإسلام ((ابن تيمية ))_رحمه الله تعالى_ :::
((وإذا كانت المحبة أصل كل عمل دينى ، فالخوف والرجاء وغيرهما يستلزم المحبة ويرجع إليها ...فإن الراجى الطامع إنما يطمع إنما يطمع فيما يحبه لا فيما يُبغضه ..والخائف يفر من المخوف لينال المحبة ((({أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }الإسراء57.....)))...
_فتعالوا بنا نتعرف على بعض ثمار ""محبة العبد لربه"":::
_أولاً:: التلذذ بالعبادة وسرعة المبادرة إليها ::...
*كلما ازداد حب العبد لربه ازدادت مبادرته لطاعته واستمتاعه بذكره ، وكان هذا الحب سبباً فى استخراج معانى الأنس والشوق إلى محبوبه الأعظم والتعبير عن ذلك من خلال ذكره ومناجته....
وهذه المعانى ما كانت لتخرج إلا إذا فُتح لها باب الحب ، فالمُحب يقبل على محبوبه بسعادة ، ويُطيع أوامره برضى ، لا تُحركه لتلك الطاعة سياط الخوف من عقوبة عدم أدائه للعمل بل يُحركه ما حرك كليم الله _عليه الصلاة والسلام_ عندما قال لربه ((وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى }...وكذلك ما جعل رسولنا_عليه الصلاة والسلام_ يقول لسيدنا بلال ((أرحنا بها يا بلال ))....
إن هناك بالفعل سعادة حقيقية ومتعة وشعور باللذة والنعيم يجدها المُحب فى مناجاته وذكره وخلوته بربه وهذا ما يُطلق عليه ((جنة الدنيا)) هذه الجنة لا يمكن دخولها إلا من باب ""المحبة""...
ولله در القائل ""مساكين أهل الدنيا ، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل ::وما أطيب ما فيها ؟؟ ..قال محبة الله ومعرفته وذكره"".....
وقال مُحبٌ أخر ::""إنه لتمُرُ بى أوقات أقول ::لو كان أهل الجنة فى مثل هذا إنهم لفى عيشٍ طيب ""...
*ثانياً :: الرجاء والطمع فيما عند الله ::...
_فكلما اشتدَ الحب ، اشتدَ الرجاء فى الله وحسن الظن فيه ألا يلقى حبيبه فى النار ...فالمُحب لا يُعذب حبيبه ..كما جاء فى الرد الإلهى على اليهود والنصارى عندما قالوا ((نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ))...
وقال رسول الله كما صحح العلامة الألبانى (((والله ، لا يُلقى الله حبيبه فى النار))...
_مرض أعرابى فقيل له ::إنك تموت ..قال ::وأين أذهب ؟؟؟ قالوا ::إلى الله ..قال ::فما كراهتى أن أذهب إلى من لا أرى الخير إلا منه ؟؟!!!
_وكان سفيان الثورى_رحمه الله_ يقول :: ما أحبُ أن حسابى جعل إلى والدىَ ...ربى خيرٌ لى وأرحم بى من
والدىَ..
_وقال ابن المبارك _رحمه الله_ ::أتيت سفيان الثورى_رحمه الله_ عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبته وعيناه تهملان فبكيت ، فالتفت إلى فقال :: ما شأنك؟؟؟..فقلت ::من أسوء أهل الجمع حالاً ؟؟؟
قال :: الذى يظن أن الله لا يغفر له....
وان شاء الله سأكمل باقى الثمار مختصرة تباعاً ...وهو جهد المقل والله أسأل أن يغفر لى تقصيرى وخطأى ...
والحمد لله رب العالمين ...
يتبع إن شاء الله وقدر....
الجزء الثاني من (((ثمار محبة العبد لربه))
الجزء الثالث من ((ثمار محبة العبد لربه))
تعليق