بطلان الأسس التى تقوم عليها عقيدة الصلبوالفداء!!
يعتقد النصرانيون أن المسيح مات مصلوباً فداءاً للبشريةوكفارة للخطيئة الموروثــة .
وهذه العقيدة رغم مخالفتها للعقل والمنطق فهيمخالفة لقواعد أساسية ونصوص رئيسة اشتمل عليها الكتاب المقدس ، فمن هذه القواعــد :
1))لا يقتل الآباء عوضاً عن الأبناء .
2))كل واحـد يموت بذنبه .
3))أن النفس التي تخطىء هي تموت وآدم عليه السلام كان نفساً بشرية .
4))أن الله يقبل توبة التائبين .
أما النصوص التي اشتملت على هذهالقواعــد فمنها :
1_سفر التثنية [ 24 : 16 ] : (( لا يقتل الآباء عنالأولاد ، ولا يقتل الأولاد عن الآباء كل إنسان بخطيته يقتل))
وإذا كان كلانسان بخطيئته يقتل ؛ وآدم عليه السلام هو انسان ، فثبت ان خطيئته لم تتعدى نفسه ، ولايقع إثمه على غيره ، ولا يتحمل خطأه سواه .
2_سفر إرميا [ 31 : 29 : 30]
((وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَنْ يَقُولَ أَحَدٌ: قَدْ أَكَلَ الَْآبَاءُالْحِصْرِمَ فَضَرَسَتْ أَسْنَانُ الأَبْنَاءِ». بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُبِإِثْمِهِ، وَمَنْ يَأْكُلُ حِصْرِماً تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ .)) .
3_سفرحزقيال [ 18 : 19 : 22]
)) لِمَاذَا لاَ يُعَاقَبُ الابْنُ بِوِزْرِأَبِيهِ؟ حِينَ يُمَارِسُ الابْنُ الإِنْصَافَ وَالْحَقَّ وَيَعْمَلُ بِكُلِّفَرَائِضِي فَإِنَّهُ حَتْماً يَحْيَا.أَمَّا النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِيءُ فَهِيَتَمُوتُ. لاَ يُعَاقَبُ الابْنُ بِإِثْمِ أَبِيهِ وَلاَ الأَبُ بِإِثْمِ ابْنِهِ. يُكَافَأُ الْبَارُّ بِبِرِّهِ وَيُجَازَى الشِّرِّيرُ بِشَرِّهِ. وَلَكِنْ إِنْرَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ خَطَايَاهُ كُلِّهَا الَّتِي ارْتَكَبَهَا، وَمَارَسَجَمِيعَ فَرَائِضِي وَصَنَعَ مَا هُوَ عَدْلٌ وَحَقٌّ فَإِنَّهُ حَتْماً يَحْيَا،لاَ يَمُوتُ. وَلاَ تُذْكَرُ لَهُ جَمِيعُ آثَامِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا. إِنَّمَايَحْيَا بِبِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ(( .
أيها القارىء الكريم :
إنفكرة تحمل الخطيئة لذرية آدم وصلب المسيح نيابة عنهم لا تجد لها أصلاً في تعاليمالمسيح ولا تعاليم الأنبياء بل إن كل الانبياء نادوا بأن : (( لا تزر وازرة وزرأخري))
ويدعي النصرانيون أن المسيح صلب تحقيقاً للعدالة والرحمة _ أي عدلوأي رحمة في تعذيب إنسان غير مذنب ؟!
إن العقل الحر النزيه عندما ينظر إليفكرة الصلب والفداء لا بد أن يتسائل :
1))أليس من السخف والإ ستهزاءبالعقول أن تغفر خطيئة آدم ، عندما أكل من الشجرة بخطيئة وجريمة أبشع ، وهي قتلالإله الابن الذي هو ذات الله ؟
2))أليس من السفه الفكري أن نقول ان اللهسبحانه وتعالى لم يرضى أن ينتقم من المجرمين الظالمين وانتقم من ابنه البرىء كمافعل الملك السفيه ؟ !
3))ثم ما الحكمة العظمى التي من اجلها يظل ابن آدممتحملاً لخطيئة أبيه حتى يأتي الإله يسوع في آخر الزمان ليكون قرباناً وبين عيسىوآدم عليهما السلام أنبياء ورسل لا حصر لهم ؟
4))وهل من العدالة الإلهية أنيحاسب الإنسان على فعل غيره ؟ !
5))إن القول بتوريث الخطيئة لهو في غايةالظلم الذي يتنزه عن الله سبحانه وتعالى ، إن قانون العدل ان لا تقع مسئولية الفعلإلا على من أقدم عليه ولا شأن للآخرين به (( كل نفس بما كسبت رهينة)) .
6))ما رأيكم عن رجل أخطأ عبده في حقه ، فبقي بعده مدة غاضباً ، ساكتاً على معاقبته ،حتى ولد لنفسه ولداً ، فعمد إلي قتله بذنب العبد الذي كان أذنب له ؟ !!
7))أليس الاعقل والاعدل أن يقول هذا الإله للمذنبين : تطهروا من أخطائكم وتوبوا إليأقبلكم ؟
فلا يكون هناك قتل ولا صلب ، ولا لف ولا دوران !!!
وإذا كانهذا الصلب بسبب ذنب اقترفه آدم _ عليه السلام _ فهو إما أن يتوب الله سبحانه وتعالىعليه ويعفو عنه ، أو أن يعاقبه ، ولا ثالث لهما ، وذلك مقتضى عدل الله ، أما أنهيصلب ابنه الوحيد بزعم العدل ، أوالرحمة ، فهذا لا يقيله من عنده مسحة عقل !!
ونحن نسأل :
هل المسيح كان مستحقاً للصلب حتى الموت أم لا؟
فإن كان مستحقاً من أجل إثم أو ذنب جناه فلا يكون نائباً عن آدم وذريتهوإنما يكون صلبه جزاء ما فعله ، فلا معنى لتكفير الخطيئة عندئذ. وإن لم يكن مستحقاًللموت فإن موته يكون ظلماً واعتداء يتنزه الله سبحانه وتعالى عنهما .
ثـمنقول :
1_يلزم من عقيدة الفداء والصلب ان يكون خالق الكون عاجزعن اتمام مراده بالجمع بين عدله ورحمته ( تعالى الله ) لأن صفتا العدل والرحمة لاوجود لهما في صلب المسيح ، ذلك لأن الله عذب المسيح من حيث هو بشر وهو لا يستحقالعذاب لأنه لم يذنب قط ، فيكون تعذيبه بالصلب لا يصدر من عادل ولا من رحيم من بابأولى ، وهل يعقل أن الله العادل والرحيم ، يخلق ناسوتاً(( أى انساناً )) ويوقعه في ورطة ويعطيه صفة الألوهية ثم يعاقبه عن خطأ بشرى لم يقترفه قط؟
2- لم نري أحداً من العقلاء ولا من علماء الشرائع والقوانين يقول :
إن عفوالإنسان عمن اذنب إليه ، أو عفو السيد عن عبده الذي يعصيه ينافــي العدل والكمال ،بل يعدون العفو من أعظم الفضائل ، ونرى المؤمنين بالله من الأمم المختلفة يصفونهبالعفو الغفور ، ويقولون إنه أهل للمغفرة ، فدعوى النصرانين إن العفو والمغفرة مماينافي العدل مردوة غير مقبولة عند أحد من العقلاء والحكماء .
يقول اللهسبحانه وتعالى في سورة طه : 121 : ((وعَصَى آدم رَبَّهُ فَغَوى * ثم اجتباه رَبُّهُ فتاب عليه وهَدَى...))
ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة : 37 :
(( فتلقى آدم من ربه كلماتفتاب عليه إنه هو التواب الرحيم((
3_ان عقيدة الصلب والفداء هذه باطلةلأنها تتنافى مع القول بالألوهية حيث أنها أوقعت الإهانة والعذاب للاله ، والالهلا يُعَذب أو تلحقه الاهانات كما لا يجوز عليه الموت . والمسيح عند النصرانيينإله مطلق ، حيث إنه : (( إله حق من جوهر أبيه )) _ كما يقولون _ وحيث أنموت الاله محــال لذا فإن عقيدة الصلب محالة لما فيها من تناقض . ولو كان ناسوت (أى بشريته) المسيح هو جزء من الله لكان ما وقع عليه من العذاب والاهانة والقتل قد وقع على الله . وهذا مستحيل .
ولو كان ناسوت المسيح هو جزء من آدم الذي هو أصل البشر لكانما وقع عليه من عذاب واهانة وقتل هو على الناسوت فقط . وهذا يبطل فكرة الفداءوالتكفير التي تقضى ان الله نزل وتجسد ليصلب وانه ليس سوى الله القادرعلى حملخطايا البشر على الصليب . وفي هذا بطلان للاهوت المسيح وزلزلة لفكرة الفداء ..
لأن الله لا يموت .
4_هناك العديد من الطوائف المسيحية تعتقدبأن من يؤمن بهذه العقيدة سينال غفران شامل للخطايا اللاحقة والسابقة وبهذا تكونعقيدة الصلب والفداء هي امتداد للخطيئة وليس غفران لها ، فيكون الشريرالذي يعتدىعلى أموال الناس وأنفسهم وأعراضهم ويفسد في الارض ويهلك الحرث والنسل ويزني ويشربالخمر : إذا مات وهو مؤمن بموت المسيح على الصليب سينال الغفران ويكون من أهل ملكوتالله ... فأين العدل الالهي ؟
وصدق الله العظيم إذا يقول : (( وان ليس للانسانإلا ما سعى((
ان مؤاخذة بريء بجريمة مذنب ليس مخالفاً للشريعة فحسب ، بل هويتعارض مع الفكرة الاساسية للعدالة الانسانية قال الله سبحانه وتعالى : (( قال معاذالله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذاً لظالمون))
فأي عدل هذا الذييتحقق بعقاب برىء لم تقترف يداه ما يوجب له العقاب . وما ذنب الابناء في إثم ارتكبهأبوهم ؟
5_انه لو صح وكان هناك فداء لكان من الاعدل والأحكم صلب ( بعلزبول)رئيس الشياطين الذي أغوى آدم وحواء أو يطالب آدم بتقديم نفسه قرباناً علىالصليب تكفيراً عن خطيئته بعد ارتكابه للمعصية .
6_يعتقد الارثوذكس أن روحالمسيح استطاعت ان تذهب إلي جهنم بقوة لاهوت الكلمة لكي تخرج الانبياء من لججالجحيم !
نعم أيها القارىء الكريم ان الارثوذكس يعتقدون ان ابراهيم خليلالرحمن وموسى كليم الله
و نوح عليهم السلام وغيرهم من الانبياء كانوا في لججالجحيم حتى خلصهم المسيح !!
وهل يعقل أن يكون أنبياء الله وهم صفوة خلقهوالذين أتوا قبل المسيح لهداية البشرية والدعوة إلي الله كانوا في لجج الجحيم وبسببالخطيئة الموروثة ؟
وإذا كان كذلك فلم نجى الله نوحاً ومن معه من الغرق ؟ولم نجى الله إبراهيم بعد إلقائه في النار ؟ ولم فلق الله البحر لموسى وأنجاه منفرعون وكيده ؟
تناقض النصارى في جمعهم بين عقيدة صلب المسيح وألوهيته :
ثم انه قد جاءفي كتابكم المقدس : (( أن من علق على خشبة ملعون )) سفر التثنية
فبناء عليهفقد أصبح ابن الله ملعون _ وهو في نفس الوقت الاقنوم الثاني من الثالوث وأن الثلاثةواحد كما تعتقدون فيكون الجميع ملعونين _ فكيف يعبد من أصابته اللعنة _ واللعنةنقــص والله منزه عن النقــص .
7_هل ينقسم الله على ذاته؟
قالالمسيح للفرنسيين حين زعموا أنه يخرج الشياطين بواسطة ( بعلزبول ) رئيسهم (( إن كانالشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته )) متى [ 12 : 26]
ونحن نقول : إنكان الله يصلب ويهين الله فقد انقسم على ذاته !
8-هل فدى الله آدم ببعضآدم ؟
إذا قيل أن الله لم يتعذب ، بل الذي تعذب هو ناسوت المسيح ، قلنا إماأن يكون ناسوت المسيح جزءاً من الله فيكون العذاب قد وقع على الله ، وهو غير جائزعقلاً ، أو أن يكون ناسوت المسيح جزءاً من آدم كسائرالبشر الذي توالد منه ، فيكونآدم قد فدى ببعضه ، وأن يفدي الناس بأحد منهم يبطل عقيدة الفداء والصلب ،ولا يكونهناك معنى لنزول الله ، إذ أن عقيدة المسيحيين لا تنص على كون الله انتقم من الناسفي شخص أحدهم ، أو قبل فداء واحد منهم عن الآخرين . وإما أن يكون العذاب قد وقع علىناسوت المسيح ولا هوته ، ولا يخرج حكم ذلك عما قدمنا ، فثبت بذلك بطلان جواز دعوىالفداء .
9_ ان جميع النصوص التي يذكرونها في الدلالة على ان الصلب وقعفداء للبشر ليس فيه نص واحد يعين الخطيئة التي يزعم النصرانيين أن الفداء كان لأجلهاوهي خطيئة أبينا آدم ، فجميع نصوص الكتاب المقدس لا تعين هذا الأمر ولا تحدده ، ممايدل على انها من مخترعات النصارى المتأخرين الذين حالوا أن يرقعوا بها فساد القولبالفداء كفارة عن الخطايا .
10-إن دعوى أن المسيح قام من قبره ولمسوه وتأكدوا منه ، ثم ارتفع إلي السماء تنقض دعوىأنه ابن الله وأنه تجسد بالصورة البشرية لأن الدور الذي تجسد من أجله قد أداهوانتهى ، ثم إن التجسد البشري لا حاجة إليه حيث يذهب المسيح في زعمهم عن يمين اللهأبيه وهذان من أوضح القضايا لو كانوا يعقلون .
منقوووول
تعليق