إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء.



    الشبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء.


    أ.د. الوليد بن عبد الرحمن ال فريان
    المقدمة:الحمدُ لله رب العالمين، والصلاةُ والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    وبعد:
    فإنّ من أعظم خصائص العقيدة الإسلامية الثبوتَ والوضوح والكمال بما لا تجده في دين آخر؛ وذلك أن الله تعالى تكفّل ببيانها وحفظها في كتابه العزيز، وفي سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [سورة المائدة: 3]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك[1]
    وأولاها العلماءُ أكبر عناية تعليما وتدريسا وتأليفا، منذ أنْ ذرَّ قرنُ الاختلاف في العقيدة بظهور طوائف الخوارج والشيعة[2]، وما تلاهما من الفرق والمذاهب العقدية المنحرفة.
    على أنه لم ينقطع هذا الزيغُ طيلة التاريخ الإسلامي إلى عصرنا، وإنْ تغيّرت الأسماءُ واختلفت الشعارات، وتبدّلت الأهداف والغايات؛ فإنَّ لكل قومٍ وارث.

    وما زال العلماءُ المخلصون يبذلون وسعهم من أجل بيان الحقيقة، وتبصير الناس بالعقيدة الإسلامية الحقة.ويلاحقون الأفكار الضالة والوساوس الشيطانية الدخيلة، ويغتنمون الفُرص المتاحة لبسط الحقائق ومطاردة إبليس وحِزبه ﴿أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ [سورة المجادلة: 19].

    وما هذا المؤتمر إلّا حلْقةٌ من حلَقات العمل الدؤوب، لخدمة الإسلام والذّب عن أصوله ومقوماته. وعلى المشتغلين بالعلم الشرعي والعمل الإسلامي الإسهامُ في تعضيد هدفه والمشاركة في تحقيق غاياته.فرأيتُ من المـُتعينّ عليَّ الكتابة في جانب من جوانب موضوع هذا المؤتمر، وهو بيانُ ما أُثير من الشبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء ومناقشتُها.

    التمهيد:عقيدةُ الولاء والبراء: أصلٌ عظيم من أصول الدين، وشعبةٌ من شعب الإيمان، ولازم من لوازم التوحيد، وتطبيقٌ عملي لكلمة الإسلام الخالدة؛ قال الله تعالى:﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى [سورة البقرة: 256]، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: أوثق عُرى الإيمان الحبُّ في الله والبغضُ في الله[3]، وجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم: مفارقةَ المشركين، قرينةَ التوحيد وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة[4]. وبايع أصحابَه على البراءة منهم[5].

    وهي العقيدةُ التي تمنح المسلم عُزلةً شعورية، وانفصالاً تاماً عن الكفار، وانخلاعاً عن تصورات الجاهلية وقيمها وقيادتها وسلطانها وشعائرها وشرائعها، وتعزّز انتماءه لدينه وأمته وقيمه ومبادئه وقيادته، وتنمّي فيه روحَ الشرف والعزة والكرامة، وتدفع به نحو الرقي والأصالة، وتزيده ثقة وطموحاً. ولذلك كانت هدفاً لأعداء الإسلام، فأوسعوها تشويهاً وانتقاصاً، وأحاطوها بالشبهات والتُّرهات.وشايعهم بعضُ جهلة المسلمين، فنالوا منها بفهومهم الخاطئة ونظراتهم القاصرة، وجعلوها ذريعةً للنيل من أهل الإسلام، والطعن في الولاية الشرعية ظلما وعدوانا.

    ولكن الله تعالى لا يزالُ يغرسُ في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه بطاعته[6]، ولله عند كل بدعة كيد بها الإسلام ولياً من أوليائه يذب عنها[7].

    وقد بقيت هذه العقيدة ناصعة بمظاهرها، عنيةً بمبادئها، وكانت حصناً منيعاً في وجه الكائدين والمتربصين.فالمحبةُ لله ولرسوله وللمؤمنين، والنصرة والنصيحة للمسلمين، والسمعُ والطاعة للولاية الشرعية، ولزومُ الجماعة: من أعظم سِمات الولاية لأهل الإسلام.

    كما أنَّ الجهاد في سبيل الله، والبُغضَ لأعداء الإسلام، والتنديدَ بفجورهم وفسادهم وإظهارَ معايبهم، والحذرَ من التشبه بهم والإقامة بينهم، والاحتفاءِ بهم وأعيادهم: من أبرز سمات البراء من أهل الكفر والعصيان. وتلك قيمٌ إسلامية أصيلة، لا تستقيم الحياة بدونها ولا تنعم الأمة إلا في ظلها.
    يتبع إن شاء الله.

    المراجع في آخر فقرة.


    وعجلت إليك ربِّ لترضى


  • #2
    رد: الشبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء.

    المبحث الأول: الشُّبهاتُ المتعلّقةُ بحقيقة الولاء والبراء، ومناقشتُها.
    وفيه مطلبان:
    المطلب الأول: الشبهاتُ المتعلّقة بحقيقة الولاء، ومناقشتُها.
    المطلب الثاني:الشبهاتُ المتعلّقةُ بحقيقة البراء، ومناقشتها.


    المطلب الأول: الشبهاتُ المتعلّقةُ بحقيقة الولاء، ومناقشتُها.
    الولاءُ ذو أنواع وشُعب، والجامعُ لها: الدنو والقرب[8]. فمنها: التولي: وهو الإقبالُ والإتباع والركون، وما يتبعه من الرِّضى، والنصرة والمحبة والإكرام. ومنها ما دون ذلك من الموالاة: وهي المعاونة والمـُظاهرةُ، على اختلاف درجاتها وتفاوت منازلها وأحوالها[9].
    والمـُراد به هنا: الولاءُ المحرم شرعاً، وهو الولاءُ لأهل الكفر العصيان.

    وأهمُّ الشبه المتعلِّقة بحقيقة الولاء، ما يأتي:

    أولاً: التسويةُ بين صُور الولاء المختلفة.
    ونوقش ذلك:
    بأنَّ الولاء له شُعب متعددة، كتعدد شُعب الإيمان والكفر. والتسوية بين هذه الشعب في اجتماعها: مخالفٌ للنصوص وما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، وداخلٌ في عُموم مقالات أهل البدع والأهواء[10].

    ثانياً: الخلطُ بين الولاء المطلق ومطلقِ الولاء.
    ونُوقش:
    بأنَّ الأصل حملُ الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة على الولاء المطلق، وهو: الولاءُ التام الكامل، لا على مُطلق الولاء.
    ما لم يقترن به ما يدلّ على خلاف ذلك[11].

    ثالثا: الخلطُ في معنى الولاء بين المـُصانعة في الدنيا والمـُخالقَة لأجلها، وبين الولاء في الدين.
    ونُوقش:
    بأنَّ الله تعالى قد استثنى المصانعة في الدنيا والمـُخالقَة؛ في قوله جل وعلا:
    ﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً [سورة آل عمران: 28][12].

    رابعاً: التَّوهُّم بأنَّ الولاء العملي كالولاء الاعتقادي.
    ونُوقش:
    بأنَّه يجب التفريقُ بين العملي والاعتقادي.
    فلا يكون الولاءُ حقيقاً إلا مع عمل القلب، وهو المحبة والرضا والانقياد[13].

    خامساً: القولُ بأنَّ قيام شُعبة من شُعب الولاء يقتضي تحققه ووقوعه.
    ونُوقش:
    بأنّه لا تلازم بين قيام شُعبة من شُعب الولاء وبين تحقّقه ووقوعه، وإنْ كانت الشُّعبة نفسُها يُطلق عليها ذلك؛ كالإيمان لا يلزم من قيام شُعبة من شُعبه في أحد أن يُسمى مؤمناً، وإنْ كان ما قام به من الإيمان[14].
    سادساً: الظنُّ بأنَّ مِن الولاء للكفار برَّهم والعدلَ معهم.
    ونُوقش:
    بأن الله تعالى أباح لأهل الإسلام البرَّ بالكفار المـُسالمين والعدلَ معهم؛ قال تعالى:﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [سورة الممتحنة: 8][15].

    سابعاً: الخلطُ بين الصلات الدينية مع الكفار والعلاقات الأسرية والمالية والاقتصادية والسياسية ونحوها.
    ونُوقش:
    بأنّ الله تعالى: أباح نكاح نساء أهل الكتاب وأكلَ ذبائحهم، وقبل النبيُّ صلى الله عليه وسلم ضيافَتهم، وتعامل معهم، وصالحهم وعقد المعاهدات والاتفاقيات السياسية بينه وبينهم[16].

    المطلب الثاني: الشُّبهاتُ المتعلِّقةُ بحقيقة البراء، ومناقشتُها.
    البراءُ: التنزُّه، والتَّباعدُ، والتخلّص[17].
    وهو كالولاء: ذُو شعب. فمنها التبرئ: وهو المجاهدةُ والمقاطعة والإعراض، وإظهارُ العداوة، وما يتبعه من البُغض والكُره والهجر وتركِ النصرة والإكرام.
    ومنها ما دون ذلك من البراءة: وهي ترك المـُعاونة والمظاهرة، على تفاوت درجاتها واختلاف أحوالها[18].

    والمقصودُ هنا: البراء الواجب شرعاً، وهو: البراء من الكفار، وأهل الفسق والعصيان.

    وأهمُّ الشُّبه المتعلقةِ بحقيقة البراء، ما يأتي:
    أولاً: القولُ بأنّ البراء له شُعب كشعب الإيمان، ولا يعني استبعاد شعبة من شعبه استبعاد الإيمان كاملاً[19].
    ثانياً: التَّوهمُ بأنّ البراء لا يتحقق إلا بإظهار العداوة.
    ونُوقش:
    بأنَّ البراء يتحقق بوجود العداوة. وأمّا إظهارُ العداوة، فيُعذر فيه بالعجز والخوف؛ كما قال تعالى:﴿إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً [سورة آل عمران: 28][20].
    ثالثاً: الزَّعم بأنَّ البراء الاعتقادي لا ينفك عن البراء العملي.
    ونُوقش:
    بأنّ البراء الاعتقادي قد ينفك عن البراء العملي، كما ينفك الكفرُ الاعتقادي عن الكفر العملي[21].
    رابعاً: الإدعاءُ بأنّ البراء لا يتحقق إلا بترك المـُداراة.
    ونُوقش:
    بأنَّ المـُداراة من الدفع بالتي هي أحسن؛ قال تعالى في شأن فرعون مع موسى وهارون عليهما السلام:﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [سورة طه: 44] فلا يصح الخلط بين المداراة والمداهنة[22].
    خامساً: الظنُّ بأنَّ البراء لا يتحقق إلا بالإساءة إلى الكفار والعصاة، وظلمهم.
    ونُوقش:
    بأنَّ الله تعالى أذن ببر المـُسالمين من الكفار والعدل معهم وترك مساءلتهم؛ فقال تعالى:﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [سورة الممتحنة: 8][23]، ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن إيذائهم[24]، أو قتلهم، فقال عليه السلام: من قتل معاهِداً لم يَرَح رائحة الجنة[25].


    يتبع إن شاء الله

    وعجلت إليك ربِّ لترضى

    تعليق


    • #3
      رد: الشبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء.

      المبحث الثاني: الشُّبهاتُ المتعلّقةُ بأدلة الولاء والبراء، ومناقشتُها.
      وفيه مطلبان:
      المطلب الأول: الشُّبهاتُ المتعلقةُ بأدلة الولاء والبراء من القرآن الكريم، ومناقشتُها.
      المطلب الثاني: الشُّبهاتُ الـمُتعلقةُ بأدلة الولاء والبراء من السنة النبوية ومناقشتُها.

      المطلب الأول: الشُّبهاتُ المتعلِّقةُ بأدلة الولاء والبراء من القرآن الكريم، ومناقشتُها.

      الدليل الأول: الأدلة على النهي عن اتخاذ الكفار أولياء؛ كقوله تعالى:﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [سورة آل عمران: 28]، وقولِه:﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا [سورة النساء: 89]، وقولِه:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا [سورة النساء: 144]، وقولِه:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [سورة المائدة: 51]، وقولِه:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [سورة المائدة: 57]، وقولِه:﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [سورة المائدة: 81]، وقولِه:﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ [سورة الأعراف: 3]، وقولِه:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [سورة التوبة: 23]، وقولِه:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ [سورة الممتحنة: 1].

      وجه الاستدلال:أنّ الله تعالى نهى عن موالاة الكفار ونفى الإيمان والولاية عمن والاهم؛ لما يقتضيه ذلك من المودة والمحبة.

      ونُوقش من سبعة أوجه:
      الوجه الأول: أنّ نفي الإيمان والولاية عمن اتخذ الكفار أولياء ليس نفياً لأصل الإيمان والولاية، وإنما الـمُراد نفي كمالها[26].
      الوجه الثاني:أن المراد بالموالاة المنافية للإيمان والولاية، الموالاةُ التامة المـُطلقة لا مُطلق الموالاة[27].
      الوجه الثالث: أنّ موالاة الكفار لا تقتضي المحبةَ؛ فإنَّ الله تعالى فرّق بين الموالاة والموادّة في قوله:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ [سورة الممتحنة: 1]، وأذن للمستضعفين في عدم الهجرة مع ما يقتضي البقاءُ من المعاملة والمعاشرة.
      الوجه الرابع:لو سلّمنا أنّ الموالاة تقتضي المحبة، فإنّ محبة الكفار ليست كفراً إلا أن تقترن بمحبة دينهم أو معاداة الإسلام وأهله؛ ولذلك لم يُكفِّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بَلْتعة[28]، مع ما في فعله من الموالاة والمودة لغرض دنيوي[29].
      الوجه الخامس:أنّ موالاةَ الكفار ليست كفراً؛ فإن الله تعالى نهى عن الموالاة ولم يحكم بكفر من فعل ذلك[30].
      الوجه السادس:لو سلّمنا أنّ الموالاة كفر، فإنه لا يجوز تكفير المعيّن إلا حين تتحقق الشروط وتنتفي موانع التكفير، من إكراه أو استضعاف أو خوف أو جهل أو تأويل؛ لأن الله تعالى استثنى من النهي عن الموالاة تقية، فقال:﴿إِلَّا أَنْ تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً [سورة آل عمران: 28][31].
      الوجه السابع: أنّ أهل السنة والجماعة لا يحكمون بكفر أحد من أهل القبلة، إلا أن يدل الدليلُ الصريح على كفره[32].

      يتبع إن شاء الله.



      وعجلت إليك ربِّ لترضى

      تعليق


      • #4
        رد: الشبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء.

        الدليلُ الثاني:
        الأدلةُ على النهي عن محبّة الكفار، كقول الله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ [سورة آل عمران: 118][33]، وقولِه:﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [سورة التوبة: 24][34]، وقولِه:﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ [سورة هود: 113][35]، وقولِه تعالى:﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [سورة المجادلة: 22]، وقولِه تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ [سورة الممتحنة: 1].

        وجه الاستدلال:
        أنَّ الله تعالى نهى عن محبة الكفار ونفى الإيمانَ عمن أحبَّهم.

        نُوقش من ثلاثة أوجه:
        الوجه الأول:أنَّ نفي الإيمان عمن أحب الكفار ليس نفياً لأصل الإيمان، وإنما المـُراد نفي كماله[36]، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: لايؤمن أحدكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه[37].
        الوجه الثاني:أنَّ محبة الكفار ليست كفراً، إلا أن تكون مقترنة بمحبة دينهم أو معاداة الإسلام وأهله؛ ولذلك لم يكفِّر الله تعالى من أحب الكفار، كما في قوله تعالى:﴿هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ[38] [سورة آل عمران: 119]، ولم يكفِّر النبي - صلى الله عليه وسلم - حاطب بن أبي بلتعة لما كاتب الكفار[39]، وقد أخبر الله تعالى أن ذلك كان عن مودة؛ كما في صدر سورة الممتحنة[40].
        الوجه الثالث:لو سلّمنا أنَّ محبة الكفار كفر، فإنَّه لا يجوز تكفير الـمُعيَّن، كما تقدم.


        الدليل الثالث:
        الأدلةُ على النهي عن تولّي الكفار؛ كقولِه تعالى:﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [سورة المائدة: 51]، وقولِه:﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [سورة التوبة: 23]، وقولِه:﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[سورة الممتحنة: 9]، وقولِه:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ [سورة الممتحنة: 13][41].

        وجه الاستدلال:أنَّ الله تعالى نهى عن تولّي الكفار، وحكم بكفر من تولّاهم.

        ونُوقش من أربعة أوجه:
        الوجه الأول:أنَّ النهي عن تولّي الكفار ووصْفِ من فعل ذلك بالظلم وأنه منهم، لا يُفيد كفر من فعله؛ كما لا يفيد ذلك قولُه - صلى الله عليه وسلم -: من تشبه بقوم فهو منهم[42] باتفاق أهل العلم[43].
        الوجه الثاني: أنَّ الـمُراد بالتولّي: التولّي التام المطلق، لا مُطلق التولي[44].
        الوجه الثالث: أنَّ الغالب على التولّي تعلُّقُه بالقلب لا بالأفعال الظاهرة، فلا يجوز الحكم بمجرد الظاهر[45].
        الوجه الرابع:أنَّ وصف التولّي بالكفر، لا يقتضي كفر الفاعل[46].

        الدليل الرابع:

        الأدلةُ على أنَّ الدين والإيمان لا يتحققان إلا بالولاء والبراء؛ كقوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى [سورة البقرة: 256]، وقولِه:﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ [سورة المائدة: 81] وقولِه:﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [سورة التوبة: 71].
        وجه الاستدلال: أنَّ الله تعالى جعل الولاء والبراء علامةَ الإيمان والدين.
        ونُوقش من ثلاثة أوجه:
        الوجه الأول:أنَّ الولاء والبراء علامةٌ على الإيمان والدين الكامل، لا على أصل الإيمان والدين[47].
        الوجه الثاني:أنه ليس في هذه الأدلة تكفير من ترك شيئاً من الولاء والبراء.
        الوجه الثالث:أنَّ جعل الولاء والبراء علامة على الإيمان والدين لا يقتضي كفر من تركه[48].

        يتبع إن شاء الله.



        وعجلت إليك ربِّ لترضى

        تعليق


        • #5
          رد: الشبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء.

          المطلب الثاني: الشُّبهاتُ المتعلقةُ بالولاء والبراء من السنة النبوية، ومناقشتُها.

          الدليلُ الأول: الأدلةُ على النهي عن مخالطة الكفار والسكنِ معهم؛ كقوله - صلى الله عليه وسلم -: من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله[49]، وحديث: لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم، فمن ساكنهم أو جامعهم فليس منا[50]، وحديث: أنا بريء من كل مسلم مع مشرك[51]، وحديث: أنا بريء من مسلم يقيم بين أظهر المشركين[52]، وحديث: لا تستضيئوا بنار المشركين[53].

          وجه الاستدلال:
          أنَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن مخالطة الكفار، وشبَّه من خالطهم وسكن معهم بهم، وحكم بالبراءة منهم.
          ونُوقش من أربعة أوجه:
          الوجه الأول:أنَّ التشبيه بالكفار لا يقتضي الكفر، كما لا يقتضيه التشبه بهم[54].
          والبراءةُ عقوبةٌ لا تقتضي التكفير، ولذلك سمّاه مسلماً[55].
          الوجه الثاني:أنَّ المراد بالمخالطة والسكن، مع محبة دينهم أو معاداة الإسلام وأهله[56].
          الوجه الثالث:أنّ المـُراد حكمُهم في القتل وأخذ المال إذا خرجوا مع الكفار، لا الحكم بتكفيرهم[57].
          الوجه الرابع:أنَّ الحكم على الفعل بالكفر لا يقتضي كفر الفاعل[58].


          الدليل الثاني:

          الأدلةُ على أنَّ الولاء والبراء لا يتحقق الإيمان والدين إلا بتحققهما؛ كحديث: أوثق عُرى الإيمان الحبُّ في الله والبغض في الله[59]، وحديثِ: وهل الدين إلا الحب والبغض[60].

          وجه الاستدلال:
          أنَّ الإيمان والدين لا يتحقق إلا بالولاء لأهل الإيمان والبراء من أهل الكفر والعصيان.
          ونُوقش من ثلاثة أوجه:
          الوجهُ الأول:أنَّ الإيمان والدين الكامل لا يتحقق إلا بالولاء والبراء، لا أنَّ أصل الإيمان والدين لا يتحقق إلا بهما؛ ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أفضل الإيمان أن تحب لله وتبغض لله[61]، وقال: أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله[62]، وقال: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان[63].
          الوجه الثاني:أنَّه ليس في هذه الأدلة تكفيرُ من ترك شيئاً من الولاء والبراء.
          الوجه الثالث:أنَّ جعل الولاء والبراء دليلاً على الإيمان والدين لا يقتضي كفر من تركه.


          الدليلُ الثالث:
          الأدلةُ على النهي عن محبة الكفار؛ كقوله عليه الصلاة والسلام: لا يحب رجل قوماً إلا حُشر معهم[64]، وقولِه: المرء مع من أحب[65].
          وجه الاستدلال:
          أنَّ محبة الكفار تقتضي الكونَ معهم، والدخولَ في زُمرتهم.
          ونُوقش من ثلاثة أوجه:
          الوجه الأول:أنَّ المراد بالمحبة المحبَّةُ الدينية لا الدنيوية؛ ولذلك لم يكفر النبي- صلى الله عليه وسلم - حاطب بن أبي بلتعة، وأخبر اللهُ أنَّ من المؤمنين من يُحب الكفار[66].
          الوجه الثاني:أنَّه ليس في هذه الأدلة تكفير من أحب الكفار.
          الوجه الثالث: أنَّ القول بأن محبة الكفار كفرٌ، لا يقتضي كفرَ من فعله.

          يتبع إن شاء الله.

          وعجلت إليك ربِّ لترضى

          تعليق


          • #6
            رد: الشبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء.

            المبحث الثالث: الشُّبهاتُ المتعلّقةُ بأقوال العلماء في الولاء والبراء، ومناقشتُها أئمة الدعوة أُنموذجاً.

            تُعدّ دعوةُ الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى من أكثر الدعوات الإصلاحية احتفالاً بعقيدة الولاء والبراء؛ ولذلك كثُر كلامُ علماءِ هذه الدعوة عن هذه المسألة، وأفردوها بالتأليف منذ وقت مبكر. ومن أبرز هذه المؤلفات: كتابا الدلائل، وأوثقُ عُرى الإيمان للشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ت 1233هـ، وكتاب سبيلُ النجاة والفكاك للشيخ حمد بن عتيق ت 1301هـ إلى جانب الردود الكثيرة والفتاوى العديدة، التي استوعبت أهمَّ الجوانب المتعلقة بهذه العقيدة. إلا أنه وقع في بعض كلام هؤلاء الأئمة ألفاظٌ مجملة: لم تُفهم على وجهها، ولم تُرد إلى صريح عباراتهم؛ لينكشف المقصودُ ويُعرف المـُراد.
            فوقع ما وقع من التحريف والتأويل لكلامهم، وتحميله ما لا يحتمل من المعاني والمقاصد.
            وقد تصدّى علماءُ الدعوة لهذه الظاهرة منذ أنْ ذرَّ قرنُها في أواسط القرن الثالث عشر تقريباً، وفنَّدوا هذه الآراء المنحرفة وكشفوا زيغها وباطلها[67] وما زال علماءُ الدعوة يُلاحقون هذه الظاهرة بالردود والتفنيد إلى عصرنا الحاضر.



            ومن أبرز ما تعلّق به هؤلاء المجادلون، ما يأتي:

            1- قولُ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، في ستة مواضع من السيرة: أن الإنسان لا يستقيم له دينٌ ولا إسلامٌ – ولو وحَّد الله وترك الشرك – إلا بعداوة المـُشركين، والتصريح لهم بالعداوة والبغض؛ كما قال تعالى:﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية [سورة المجادلة: 22][68].

            ونُوقش من وجهين:
            الوجهُ الأول:أنَّ الشيخ رحمه الله صرَّح في موطن آخر، بأنه لا يكفّر بمجرد الموالاة، فقال: وما ذَكر الأعداءُ عني أني أكفّر بالظن وبالموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة. فهذا بهتانٌ عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله[69].
            وقال في موضع آخر: والموالاةُ منها ما هو كفر، ومنها ما لم ليس بكفر[70].
            الوجه الثاني:أنَّ مُراده بذلك: أن إسلام من لم يفعل ذلك ناقص، وصاحبَه معرَّضٌ للوعيد[71].

            2- قولُ الإمام محمد بن عبدالوهاب، في نواقض الإسلام: الثامن: مُظاهرة المشركين ومعاونتُهم على المسلمين[72].
            ونُوقش من وجهين:
            الوجه الأول:أنَّ المراد مظاهرتهم ومعاونتهم على المسلمين مع المحبّة لدينهم وعداوتهم للإسلام وأهله؛ لما سبق.
            الوجه الثاني:أنَّ القول بأنَّ مظاهرة المشركين ومعاونتَهم على المسلمين ناقضٌ للإسلام، لا يقتضي نقضَ إسلام من فعله؛ لما تقدم[73].

            3- قولُ العلامة الشيخ عبدالرحمن بن حسن، في نواقض ومبطلات التوحيد: الأمرُ الثالث: موالاةُ المشرك والركونُ إليه، ونصرته وإعانتُه باليد واللسان أو المال[74].
            ونُوقش:
            بما سبق في القول قبله.

            4- قولُ العلامة الشيخ سليمان بن عبدالله، في كتاب الدلائل: إنَّ الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقةَ على دينهم، خوفاً منهم ومداراة لهم ومداهنة لدفع شرهم: فإنه كافرٌ مثلهم، وإن كان يكره دينهم ويبغضهم، ويحب الإسلام والمسلمين[75].

            ونوقش من ثلاثة أوجه:
            الوجه الأول:أنَّ الشيخ كفَّر من أظهر الموافقة للمشركين على دينهم، والموافقة شيءٌ والموالاة شيءٌ آخر؛ ويدل عليه، قوله بعد ذلك: فكيف إذا والاهم وقطع الموالاة بينه وبين المسلمين[76].
            الوجه الثاني:أنَّ المؤلف فرَّق في كتاب أوثق عرى الإيمان: بين المـُوالاة مع المساكنة والخروج معهم لقتال المسلمين، وبين الموالاة دون مساكنة وموالاة من أجل الدين[77].
            الوجه الثالث:أنَّ الحكم بأنَّ موالاة الكفار كفر، لا يقتضي كفر من فعله.



            المبحث الرابع: آثارُ الشُّبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء.

            وفيه مطلبان:
            المطلب الأول: آثار الشبهاتِ المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء الدينية والاجتماعية.
            المطلب الثاني: آثار الشّبهاتِ المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء الاقتصادية والسياسية.


            المطلب الأول: آثارُ الشُّبهاتِ المتعلقةِ بعقيدة الولاء والبراء الدينية والاجتماعية.

            لعل من أبرز آثار الشبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء الدينية والاجتماعية، ما يأتي:

            1- تشويهُ صورة الإسلام عند عامة المسلمين وغير المسلمين، وما يترتب على ذلك من الطَّعن في الإسلام والتنفير منه.
            2- تشويهُ عقيدة أهل السُّنة والجماعة التي تتخذ من عقيدة الولاء والبراء شعاراً إسلامياً أصيلاً بعيداً عن المزايدات السياسية والمطامع الشخصية.
            3- التنفيرُ من أهل السنة والجماعة، ورميُهم بالتشدد والانغلاق، واتهامُهم بالتطرف والإرهاب.
            4- الوقوعُ في خطيئة التكفير، واتهام الناس بالأباطيل.
            5- زرعُ الخصومات، وبذرُ التفرق والاختلاف في أوساط الأمة المسلمة.
            6- التشكيكُ في علماء الأمة والمؤسسات الدينية الرسمية.
            7- تقطيعُ أواصر العلاقات الأسرية والاجتماعية.
            8- تدميرُ السِّلم الاجتماعي، وزرعُ الضغائن والأحقاد بين أفراد المجتمع الواحد.
            9- إشغالُ الأمة عن رسالتها وأهدافها السامية.



            المطلب الثاني: آثار الشّبهاتِ المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء الاقتصادية والسياسية.

            يمكن لنا – في ظل التشابك والتداخل العميق بين السياسة والاقتصاد – القول: بأن من أهم الآثار الناجمة عن هذه الشبهات على الاقتصاد والسياسة، ما يأتي:
            1- الإضرارُ بالعلاقات الاقتصادية والسياسية بين المسلمين وغيرهم.
            2- الحرمانُ من الإسهام في المؤسسات الإقليمية والدولية والمنظمات العالمية.
            3- الامتناع عن المشاركة في المعاهدات الدولية والمواثيق العالمية.
            4- التنديدُ بالتعاون الدولي، في مجالات الأغذية والأدوية والإغاثة وغيرها.
            5- التشكيكُ في الولاية الشرعية، واتهامُها بالعمالة والفساد.
            6- تفتيتُ الجبهة الداخلية، وإضعاف الأمة في مواجهة ضغوط الكفار ومطامعهم.
            7- زعزعةُ الأمن، وإضعاف هيبة الدولة والنيلُ من تماسك الأمة وثباتها.
            8- تدمير الاقتصاد، وهدرُ الفرص الاستثمارية.



            وعجلت إليك ربِّ لترضى

            تعليق


            • #7
              رد: الشبهات المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء.

              الخاتمة

              بسم الله الرحمن الرحيم

              الحمدُ لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على النبي الكريم محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
              وبعد:
              فتُعد الشبهات المتعلقةُ بعقيدة الولاء والبراء من أكثر الشبهات تداولاً في أوساط الناشئة، ويجد فيها أعداءُ الإسلام طريقاً ملائماً لنشر أباطيلهم ونفث سمومهم وتفريق كلمة المسلمين، ووسيلةً إلى تجنيد هؤلاء الشباب للنيل من الأمة في حاضرها ومستقبلها، باسم العقيدة الإسلامية والغيرة على الدين وأهله والتمكين للأمة واسترداد الحقوق ورفع راية الإسلام.
              فكانت هذه التصرفاتُ الطائشة التي لا تمتّ إلى الإسلام بصلة، وهم كما وصف النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: أحداث الأسنان سُفهاء الأحلام، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم[78].

              وإذا كان أسلافُ هؤلاء قد قاموا بهذا الدور البائس بدافع الجهل والحماقة والغيرة العمياء، فأرهقوا الأمة الإسلامية سنين عديدة حتى شتت الله شملهم وفرق كلمتهم. فإنَّ أخلافهم في هذه الأمة قد لبسوا لبوسهم، وإنْ تنصَّلوا من بدعتهم وادعوا السلفية والجهاد. وستكشفُ الأيامُ مدى جنايتهم وما ألحقوه بالأمة من الأذى والفساد، ويستبينُ الناس علاقاتهم المشبوهة بدوائر الشر والمنظمات السرية في العالم، والتي وفرت لهم الملاذات الآمنة ورعتهم وسهلت لهم سبل الشر والضلال، وقامت باستغلال ذلك وتوظيفه لخدمة أهدافهم والتمكين لهم وتنفيذ أيدلوجياتهم وبسط نفوذهم، والحد من طموحات الأمة ولو في الواقع المنظور، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
              لكن الله تعالى وعد هذه الأمة ووعده الصدق: أنه مظهر دينه وناصر عباده ولو كره الكافرون، قال الله تعالى:﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [سورة الصف: 8]، وقال تعالى:﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [سورة التوبة: 32].

              ولعل في هذا البحث ما يكشف الحقيقة ويدفع اللبس ويسهم في إعادة هؤلاء إلى جادة الصواب. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

              منقول من شبكة الألوكة



              [1] أخرجه ابن ماجه في السنن رقم 43، 420، وأحمد في المسند 4/126، والطبراني في الكبير 18/619، 622، والحاكم في المستدرك 1/96، 97 وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب 1/46، من حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه -، وله شاهدٌ من حديث جابر - رضي الله عنه -: أخرجه مسلم في الصحيح رقم 1218.
              [2] ينظر ابن تيمية، مجموع الفتاوى 1/279.
              [3] أخرجه أحمد في المسند 4/286، من حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه -، وله شاهدٌ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 11/41، والطبراني في الكبير 11/215، وذكره الألباني في صحيحه رقم 1728، وانظر بقية التخريج: في مجموع رسائل الشيخ سليمان في ص101.
              [4] أخرجه النسائي في المجتبى 7/148، وأحمد في المسند 4/357، 358، 360، 363، 365 من حديث جابر ابن عبدالله - رضي الله عنه -، وله شاهدٌ من حديث معاوية بن حيدة أخرجه: النسائي في المجتبى 5/4، 82، وابن ماجه في السنن رقم: 234، وأحمد في المسند 5/4، 5. وينظر: الدرر السنية 8/355.
              [5] أخرجه: أحمد في المسند 4/357، 358، من حديث جرير بن عبدالله - رضي الله عنه -.
              [6] أخرجه ابن ماجه في السنن رقم 7، وأحمد في المسند 4/200، وابن حبان في الصحيح رقم 326، وصححه البوصيري في مصباح الزجاجة 1/45، وقال: رجاله كلُّهم ثقات. من حديث أبي عتبة الخولاني رضي الله عنه.
              [7] أخرجه ابن وضَّاح في البدع ص4 عن ابن مسعود، ونقله في الدرر السنية 9/433.
              [8] ينظر: الأزهري، تهذيب اللغة 15/447، 451، وابن فارس، مقاييس اللغة 6/141.
              [9] ينظر: الطبري التفسير 5/315، وشرح الطحاوية لابن أبي العز 403، وسليمان بن عبدالعزيز تيسير العزيز الحميد 422، والدرر السنية 1/474، 2/325.
              [10] ينظر: الدرر السنية 1/478، 8/333، 342.
              [11] ينظر: ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم 1/167، والدرر السنية 1/470.
              [12] ينظر: ابن جرير التفسير 5/315، 317، وبن أبي حاتم التفسير 2/629، 630، والدرر السنية 1/474.
              [13] ينظر: ابن تيمية اقتضاء الصراط المستقيم 1/159، والدرر السنية 1/479، 480.
              [14] ينظر: ابن تيمية اقتضاء الصراط المستقيم 1/208، والدرر السنية 1/484.
              [15] ينظر: الدرر السنية 13/417.
              [16] ينظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى 29/14، وابن القيم، أحكام أهل الذمة 2/883.
              [17] ينظر: الأزهري تهذيب اللغة 15/269، وابن فارس مقاييس اللغة 1/236.
              [18] ينظر: ابن تيمية الفرقان 7، والدرر السنية 1/133، 2/325، 8/305، 331.
              [19] ينظر: الدرر السنة 1/478.
              [20] ينظر: الدرر السنة 8/359.
              [21] ينظر: الدرر السنية 1/480.
              [22]ينظر: الآجري، الغرباء 79، والقرافي الفروق 4/236، والدرر السنية 14/215، 8/71.
              [23] ينظر: الدرر السنة 13/417.
              [24] أخرجه البخاري في الصحيح رقم 3408، 6917، من حديث أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.
              [25] أخرجه البخاري في الصحيح رقم 3166، 6914، وأحمد في المسند 2/186 من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما.
              [26] ينظر: ابن تيمية مجموع الفتاوى 7/524، وما يأتي في مناقشة الشبهة الواردة على الدليل الثاني.
              [27] ينظر: ابن تيمية اقتضاء الصراط المستقيم 1/167.
              [28] أخرجه البخاري في الصحيح رقم 3007، ومسلم في الصحيح رقم 2494، والترجمة في الإصابة لابن حجر 2/432.
              [29] ينظر: ابن تيمية مجموع الفتاوى 7/522، وابن كثير التفسير 13/506، وسليمان بن عبدالله أوثق عرى الإيمان 142، والدرر السنية 1/473، 478.
              [30] ينظر: مجموعة الشيخ محمد بن عبدالوهاب 12/60، والدرر السنية 8/422، 10/113.
              [31] ينظر: ابن تيمية منهاج السنة 5/88 ومجموع الفتاوى 3/229، 10/372، 12/489، والدرر السنية 1/471، 8/305، 359، 10/136، 11/76.
              [32] ينظر: ابن تيمية منهاج السنة 5/89.
              [33] البطانة: الأخلاء والأصفياء. ينظر: الطبري، التفسير 5/707.
              [34] قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى 7/307: ومعلومٌ أن كثيراً من المسلمين أو أكثرهم بهذه الصفة.
              [35] الركون: السكون إلى الشيء والميل إليه بالمحبة. ينظر: الواحدي، البسيط 11/576.
              [36] ينظر: ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم 1/490، مجموع الفتاوى 7/305، 350، 423، 517، 524.
              [37] أخرجه البخاري في الصحيح، رقم 13، ومسلم في الصحيح، رقم 45، وأحمد في المسند 3/176، 272، 278، من حديث أنس رضي الله عنه.
              [38] ينظر: تفسير الطبري 5/716.
              [39] تقدم تخريجه.
              [40] ينظر: تفسير ابن كثير 13/506.
              [41] وأما قولُه تعالى:﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ [سورة المائدة: 80]، وقولُه:﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [سورة المجادلة: 14 - 15] فهي في شأن اليهود والمنافقين، كما هو ظاهرٌ من سياق الآيات الكريمات. ينظر: الواحدي، البسيط 7/491، 21/354، وابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم 1/157، وابن كثير، التفسير 5/308، 13/465.
              [42] أخرجه أبو داود في السنن رقم 4031، وأحمد في المسند 2/50، 92، وابن أبي شيبة في المصنف 5/313، عن ابن عمر رضي الله عنه، وصححه ابن تيمية في الاقتضاء 1/236، والذهبي في السير 15/509، وله شاهدٌ من حديث حُذيفة، أخرجه الطبراني في الأوسط رقم 8323. قال ابنُ تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم 1/152، 238: منهم: في القدر المـُشترك الذي شابههم فيه.
              [43] ينظر: ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم 1/78، 339، 345، 355، 359.
              [44] ينظر: الدرر السنية 1/474، وما تقدم في مناقشة الشبه المتعلقة بحقيقة الولاء.
              [45] ينظر: ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم 1/159.
              [46] ينظر: ما تقدم في مناقشة الشبهة المتعلقة بالدليل الأول.
              [47] ينظر: ما تقدم في مناقشة الشبهة المتعلقة بالدليل الثاني.
              [48] ينظر: ما تقدم في مناقشة الشبهة المتعلقة بالدليل الأول.
              [49] أخرجه أبو داود في السنن، رقم 2787، من حديث سُمرة بن جُندب - رضي الله عنه -. وانظر بقية التخريج في مجموع الرسائل للشيخ سليمان بن عبدالله 169.
              [50] أخرجه الحاكم في المستدرك 2/141 وصححه ووافقه الذهبي.
              [51] أخرجه النسائي في المجتبى 8/36، عن قيس بن أبي حازم مقطوعاً.
              [52] أخرجه أبو داود في السنن، رقم 2645، والترمذي في الجامع، رقم 1604، وسعيد بن منصور في السنن، رقم 2663، 2664، وذكره الألباني في صحيح الجامع، رقم 1474 من حديث جرير بن عبدالله - رضي الله عنه -.
              [53] أخرجه أحمد في المسند 3/99، والطبري في التفسير 5/710 من حديث أنس - رضي الله عنه -، وفسره السرخسي في المبسوط 10/24 بالدخول تحت راية المشركين. وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة 1/210: الصحيح أن معناه: مباعدتهم وعدم مساكنتهم.
              [54] ينظر: ما تقدم في مناقشة الشبهة المتعلقة بالدليل الثالث من المطلب الأول.
              [55] ينظر: الدرر السنية 11/343.
              [56] ينظر: الدرر السنية 8/163، 432، 456.
              [57] ينظر: الدرر السنية 8/456.
              [58] ينظر: ما تقدم في مناقشة الشبهة المتعلقة بالدليل الأول من المطلب الأول.
              [59] تقدم تخريجه.
              [60] أخرجه الحاكم في المستدرك 2/291 وصححه، وابن أبي حاتم في التفسير 2/632، وأبو نُعيم في الحلية 8/368، 9/253، والبزار في المسند زوائد رقم 3566، وذكره الألباني في صحيح الجامع رقم 3624.
              [61] أخرجه أحمد في المسند 5/247، من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه -، وأخرجه الطبراني في الكبير 20/426 من حديث معاذ بن أنس - رضي الله عنه -.
              [62] أخرجه أبو داود في السنن، رقم 4599، وأحمد في المسند 5/146 وسكن عنه الحافظ في الفتح 1/47 من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -.
              [63] أخرجه أبو داود في السنن، رقم 4681 من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -، وأخرجه الترمذي في الجامع، رقم 2523، 2523 وقال حديثٌ حسن، وأحمد في المسند 4/438، 440، والطبراني في الكبير 20/412، والحاكم في المستدرك 2/164 وصححه ووافقه الذهبي، من حديث معاذ بن أنس الجهني - رضي الله عنه -.
              [64] أخرجه الطبراني في الأوسط، رقم 6446، والصغير رقم 874 بإسناد جيد كما قال المنذري في الترغيب والترهيب 4/28 من حديث علي رضي الله عنه، وله شاهدٌ من حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه أحمد في المسند 6/145، 160، وأبو يعلى في المسند رقم 4566، والحاكم في المستدرك 1/19، 4/384، وشاهدٌ من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -، أخرجه الطبراني في الكبير رقم 8023.
              [65] أخرجه البخاري في الصحيح، رقم 6168، ومسلم في الصحيح، رقم 2641، وأحمد في المسند 4/392، 395 من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
              [66] ينظر: مناقشة الشبهة المتعلقة بالدليل الثاني من المطلب الأول.
              [67] ينظر: رد الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن، على من كفَّر أئمة المسلمين بمكاتبة الملوك المصريين. الدرر السنية 1/466، ورد الشيخ سليمان بن سحمان، والشيخ محمد بن عبداللطيف، والشيخ سعد بن عتيق. الدرر السنية 8/489، 9/123، 158.
              [68] الدرر السنية 8/113.
              [69] الدرر السنية 10/113.
              [70] الدرر السنية 10/83.
              [71] ينظر: الدرر السنية 11/539، 580، 12/414.
              [72] ينظر: الدرر السنية 2/361، 9/292، 10/92.
              [73] ينظر: مناقشة الشبهة المتعلقة بالدليل الأول من المطلب الأول في المبحث الثاني.
              [74] ينظر: الدرر السنية 11/302.
              [75] الدلائل للشيخ سليمان بن عبدالله 41 مجموع الرسائل.
              [76] المصدر السابق.
              [77] أوثق عرى الإيمان 132 مجموع الرسائل.
              [78] أخرجه البخاري في الصحيح، رقم 3611، 5057، 6930، ومسلم في الصحيح، رقم 1066، وأحمد في المسند 1/81، 113، 131 من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.





              وعجلت إليك ربِّ لترضى

              تعليق

              يعمل...
              X