السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العقيدة والإنسان
بقلم فضيلة الشيخ أ/د أحمد بن الرحمن القاضي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد :
فإن الحديث عن (الإنسان) كالحديث عن النفس، أو قريباً منه. فكأن الحديث عن النفس في القرآن يُعنى ببيان
الطبيعة الكامنة في الذات الإنسانية؛ من حيث كونها أمارةً، أو لوامةً أو مطمئنة، ومن حيث إلهامها فجورها وتقواها.
في حين أن الحديث عن الإنسان يتعلق بالجوانب المسلكية المنظورة، وتنوع أدائه مع مختلف المتغيرات الحياتية.
وقد وصف القرآن الكريم (جنس الإنسان) بجملة من الأوصاف السلبية. ومن ذلك :
1- الظلم، والجهل : قال تعالى : ( إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)[الأحزاب/72]
2- الضعف : قال تعالى : (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)[النساء/28]
3- العجلة : قال تعالى : (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا)[الإسراء/11] وقال : (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) [الأنبياء/37]
4- اليأس، والقنوط : قال تعالى : (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ)[هود/9]
وقال : (لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ) [فصلت/49]
وقال : (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا)[الإسراء/83]
5- الفرح والفخر : (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) [هود/10]
6- الكفر، والجحود : قال تعالى : (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)[إبراهيم/34] وقال : (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ)[الحج/66]
وقال : (فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ)[الشورى/48] وقال : (قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) [عبس/17]
وقال : (إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) [العاديات/6]
قال ابن كثير، رحمه الله: (إنه لنعم ربه لجحود كفور. قال ابن عباس، ومجاهد وإبراهيم النَّخعِي، وأبو الجوزاء
وأبو العالية، وأبو الضحى، وسعيد بن جبير، ومحمد بن قيس، والضحاك، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس
وابن زيد: الكنود: الكفور. قال الحسن: هو الذي يعد المصائب، وينسى نعم ربه) تفسير ابن كثير. يوضح ذلك
قوله تعالى : (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى
ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[يونس/12] وقوله : (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا
إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ
قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) [الزمر/8]
7- الخصومة والجدل : (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ)[النحل/4]
وقال: (وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا) [الكهف/54]
8- الهلع: الجزع، والمنع : قال تعالى : (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا.إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا.وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا)
[المعارج/19-21] وقال : (وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا) [الإسراء/100].
قال ابن عباس، وقتادة : أي بخيلا منوعًا. وقال : (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ
الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ) [فصلت/51]
فهذه الطائفة الكريمة من الآيات تصف الإنسان، من حيث هو إنسان، بجملة من الأوصاف الذميمة
التي ترجع إلى وصفين أساسيين :
أحدهما : الظلم : الذي ينشئ الكفر، والجحود، والخصومة، والجدل، والمنع، والتقتير.
الثاني : الجهالة : الناشئة من الضعف الذي ينشئ اليأس، والقنوط، والهلع، والكنود. أو العجلة، والفرح، والفخر.
و(الإنسان) يراوح بين المضمارين، ويتردى في إحدى الهوَّتين، إلا أن يتشبث بسبب من السماء، ويستمسك
بالعروة الوثقى؛ وهي (العقيدة) التي تنشطه بأذيالها، وتستنقذه من المستنقع الآسن، وتنفخ فيه من روح الإيمان ما
يقابل به هذه الأوصاف الذميمة بأضدادها. قال تعالى : (وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) فالأصل في الجنس الإنساني الخسار والهلكة، إلا من جمع هذه
الأوصاف الأربعة. فليس مراد الله بسرد صفات الإنسان السلبية مجرد الذم، والحط، والتأنيب، وإنما الدعوة
للتزكية،والطهر والترغيب.ولأجل ذا، نجد أن الله تعالى يستثني من تلك الوصمات، بعض عباده، فيقول مثلاً :
(إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ . إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [هود/10، 11]
وقوله : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ.الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ. وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ. لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ.
وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ. وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ.إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ.وَالَّذِينَ هُمْ
لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ.فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ
هُمُ الْعَادُونَ.وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ.وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ.وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ
يُحَافِظُونَ.أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ)[المعارج/22-35]
فهؤلاء السعداء المكرمون، هم الذين كسروا الطوق، واستعلوا على ثقلة الطين، وحمأة الشهوة، وظلمة الشبهة
وهذبوا أنفسهم، وقلموا أظفارها، فانقادت لهم، طيعةً، مختارة لنداء الفطرة، ورجعت إلى قواعدها سالمة :
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)[التين/4].
والحمد لله رب العالمين.
العقيدة والإنسان
بقلم فضيلة الشيخ أ/د أحمد بن الرحمن القاضي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد :
فإن الحديث عن (الإنسان) كالحديث عن النفس، أو قريباً منه. فكأن الحديث عن النفس في القرآن يُعنى ببيان
الطبيعة الكامنة في الذات الإنسانية؛ من حيث كونها أمارةً، أو لوامةً أو مطمئنة، ومن حيث إلهامها فجورها وتقواها.
في حين أن الحديث عن الإنسان يتعلق بالجوانب المسلكية المنظورة، وتنوع أدائه مع مختلف المتغيرات الحياتية.
وقد وصف القرآن الكريم (جنس الإنسان) بجملة من الأوصاف السلبية. ومن ذلك :
1- الظلم، والجهل : قال تعالى : ( إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)[الأحزاب/72]
2- الضعف : قال تعالى : (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)[النساء/28]
3- العجلة : قال تعالى : (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا)[الإسراء/11] وقال : (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) [الأنبياء/37]
4- اليأس، والقنوط : قال تعالى : (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ)[هود/9]
وقال : (لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ) [فصلت/49]
وقال : (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا)[الإسراء/83]
5- الفرح والفخر : (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) [هود/10]
6- الكفر، والجحود : قال تعالى : (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)[إبراهيم/34] وقال : (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ)[الحج/66]
وقال : (فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ)[الشورى/48] وقال : (قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) [عبس/17]
وقال : (إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) [العاديات/6]
قال ابن كثير، رحمه الله: (إنه لنعم ربه لجحود كفور. قال ابن عباس، ومجاهد وإبراهيم النَّخعِي، وأبو الجوزاء
وأبو العالية، وأبو الضحى، وسعيد بن جبير، ومحمد بن قيس، والضحاك، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس
وابن زيد: الكنود: الكفور. قال الحسن: هو الذي يعد المصائب، وينسى نعم ربه) تفسير ابن كثير. يوضح ذلك
قوله تعالى : (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى
ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[يونس/12] وقوله : (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا
إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ
قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) [الزمر/8]
7- الخصومة والجدل : (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ)[النحل/4]
وقال: (وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا) [الكهف/54]
8- الهلع: الجزع، والمنع : قال تعالى : (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا.إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا.وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا)
[المعارج/19-21] وقال : (وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا) [الإسراء/100].
قال ابن عباس، وقتادة : أي بخيلا منوعًا. وقال : (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ
الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ) [فصلت/51]
فهذه الطائفة الكريمة من الآيات تصف الإنسان، من حيث هو إنسان، بجملة من الأوصاف الذميمة
التي ترجع إلى وصفين أساسيين :
أحدهما : الظلم : الذي ينشئ الكفر، والجحود، والخصومة، والجدل، والمنع، والتقتير.
الثاني : الجهالة : الناشئة من الضعف الذي ينشئ اليأس، والقنوط، والهلع، والكنود. أو العجلة، والفرح، والفخر.
و(الإنسان) يراوح بين المضمارين، ويتردى في إحدى الهوَّتين، إلا أن يتشبث بسبب من السماء، ويستمسك
بالعروة الوثقى؛ وهي (العقيدة) التي تنشطه بأذيالها، وتستنقذه من المستنقع الآسن، وتنفخ فيه من روح الإيمان ما
يقابل به هذه الأوصاف الذميمة بأضدادها. قال تعالى : (وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) فالأصل في الجنس الإنساني الخسار والهلكة، إلا من جمع هذه
الأوصاف الأربعة. فليس مراد الله بسرد صفات الإنسان السلبية مجرد الذم، والحط، والتأنيب، وإنما الدعوة
للتزكية،والطهر والترغيب.ولأجل ذا، نجد أن الله تعالى يستثني من تلك الوصمات، بعض عباده، فيقول مثلاً :
(إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ . إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [هود/10، 11]
وقوله : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ.الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ. وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ. لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ.
وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ. وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ.إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ.وَالَّذِينَ هُمْ
لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ.فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ
هُمُ الْعَادُونَ.وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ.وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ.وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ
يُحَافِظُونَ.أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ)[المعارج/22-35]
فهؤلاء السعداء المكرمون، هم الذين كسروا الطوق، واستعلوا على ثقلة الطين، وحمأة الشهوة، وظلمة الشبهة
وهذبوا أنفسهم، وقلموا أظفارها، فانقادت لهم، طيعةً، مختارة لنداء الفطرة، ورجعت إلى قواعدها سالمة :
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)[التين/4].
والحمد لله رب العالمين.
تعليق