إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا يذبح بمكانٍ يُذبح فيه لغير الله -عز وجل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا يذبح بمكانٍ يُذبح فيه لغير الله -عز وجل

    لا يذبح بمكانٍ يُذبح فيه لغير الله -عز وجل
    الذي يذبح الآن يذبح لله، لكنَّه يذبح في مكانٍ يُذبح فيه للأصنام، يُذبح فيه للقبور، فلا يجوز هنا أن يصرف الإنسانُ العبادةَ لغير الله -سبحانه وتعالى- فلا يجوز أيضًا أن يُشارك المشركين في مكانهم، ولا في موقفهم، ولا في عبادتهم، فلا يُشاركهم بأيِّ شيءٍ من هذه الأمور ، ولذلك أُمِرَ المسلمُ ألا يُوافق المشركين بأيِّ حالٍ، فلا يُوافقهم في لباسٍ، ولا يُوافقهم في عيدٍ؛ لأنَّ المُشاركة الظاهرة سيكون لها أثرٌ على الموافقة الباطنة.
    1)عن ثابت بن الضَّحَّاك -رضي الله عنه- قال: "نذر رجلٌ أن ينحر إبلًا بِبَوَانَة، فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوثَانِ الجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟» قال: لا. قال: «فَهَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِن أَعْيَادِهِم؟» قالوا: لا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «أَوفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ الله، ولا فِيما لا يَمْلِكُ ابنُ آدَمَ». رواه أبو داود، وإسناده على شرطهما").

    ثابت بن الضحاك-رضي الله عنه- يذكر هذه القصة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ رجلًا نذر أن ينحر إبلًا، أي جمالًا ينحرها في مكانٍ يُقال له بوانة، وبوانة هذه في أقرب الأقوال أنَّها قريبة من منطقة ينبع، بين أملج وينبع.
    فنذر هذا الرجل أن ينحر إبلًا ببوانة، فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- ما سبب تخصيص هذا المكان، فقال: «هَلْ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوثَانِ الجَاهِلِيَّةِ؟» وهو ما يُعبد من دون الله، سواءً كان شجرًا أو حجرًا أو قبرًا أو غيره، قال: لا يا رسول الله. قال: «هَلْ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِ الجَاهِلِيَّةِ؟» قال: لا. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «أَوفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّه لا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلا فِيمَا لا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ». رواه أبو داود، وإسناده على شرطهما، أي شرط الصحيحين، فالحديث صحيح.
    إذن أَذِنَ له النبي -صلى الله عليه وسلم- فلو كان فيها وثنٌ هل سيأذن النبي -صلى الله عليه وسلم؟ ولو كان فيها عيدٌ من أعياد المشركين فهل سيأذن؟ ولذلك إذا كان هذا المكان فيه اجتماع المشركين فيذبحون فيه فلا يذبح فيه المسلم، ولو كان ذبح لله -سبحانه وتعالى- فلا تجوز هذه الذَّبيحة في هذا المكان.
    أيضًا لو كانت عند قبرٍ، فلا يجوز أن يذبح، ولا يجوز أن يدعو عند هذا القبر، وإنما يكون فيما شرع الله -عز وجل- ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «أَوفِ بِنَذْرِكَ». ثم قال: «فَإِنَّهُ لا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ الله» فإذا نذر الإنسانُ نذرَ معصيةٍ فلا يَفِ به.
    لفظ الجاهلية -كما تعلمون- جاء فيه عدة أحاديث لكن لفظ الجاهلية بشكلٍ عامٍّ زال ببعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فالجاهلية بشكل عام انتهت ببعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم.
    2)قوله -تبارك وتعالى: ﴿لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا﴾ [التوبة: 108] هذا يتعلَّق بمسجد الضِّرار، والذي أخبرنا الله -عز وجل- خبره في سورة التوبة: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ﴾ [التوبة: 107، 108]. فقصة هذا المسجد أنه كان هناك رجلًا يُقال له أبو عامر الراهب، كان يترهب في الجاهلية، أي يُسوِّي نفسه عابدًا، ويلبس الثياب الخشنة، فلما بُعِثَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- شَرِقَ بالإسلام، وحارب الإسلام كل المُحاربة، حتى أنَّه قاتل المسلمين في أُحدٍ، وهو الذي حفر الحُفرَ التي وقع في إحداها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فسُمِّي بعد ذلك بأبي عامر الفاسق، فكان يُسمِّي نفسه الراهب، وحينما يئس العربُ من محاربة الإسلام بعد انتصار الإسلام، ذهب أبو عامر هذا إلى قيصر وطلب منه النصرة، ثم مات هناك، وأمر المنافقين في المدينة أن يبنوا مسجدًا بجوار مسجد قباء؛ لأجل أن يجتمعوا فيه، ويأتي رسوله إليهم هناك، ويرصدوا فيه لمحاربة الرسول -صلى الله عليه وسلم.
    ولما بنوا المسجد أرادوا أن يأخذوا الموافقة من رسول الله فقالوا: نريد أن تصلي فيه يا رسول الله قبل أن تسافر. فقال: «أَنَا عَلَى سَفَرٍ». فلمَّا رجع النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يصل إلى المدينة نزل عليه الوحي بهذه الآية: ﴿لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا﴾ [التوبة: 108]، فأرسل إليه اثنين من أصحابه، فأحرقوا ذلك المسجد، ولا يزال مزبلةً، ولذلك فكلُّ مسجدٍ بُنِيَ على قبرٍ فإنَّما هو مسجد ضِرارٍ، لا يُقام فيه، وهو ضرار، يضر بالمسلمين، ويفرق المسلمين، وهو دعوة إلى الضلالة.
    انظر هنا أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- ألا يقم في هذا المسجد أبدًا، لماذا؟ لأنَّه أُسس على هذا الباطل، وأُسس للمنافقين، فكذلك المكان الذي يكون فيه المشركون يذبحون لأصنامهم، ويذبحون لآلهتهم، لا يجوز للمسلمين أن يكونوا في هذا المكان.
    إذن لما كان مسجد ضرارٍ اتُّخذ للمعاصي فكان ضرارًا وكفرًا وتفريقًا، فدلَّ على أن كلَّ مكانٍ يُعصى فيه الله -عز وجل- لا يُقام فيه، فهذا مسجد للصلاة، ومع ذلك نهى الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- عن القيام فيه.

  • #2
    رد: لا يذبح بمكانٍ يُذبح فيه لغير الله -عز وجل

    جزاكم الله خيرا
    وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

    تعليق


    • #3
      رد: لا يذبح بمكانٍ يُذبح فيه لغير الله -عز وجل

      ​جزاكم الله خيراً
      قلتُ : يا أقصى سلاماً، قالَ : هل عادَ صلاح؟ قلتُ : لا إنّي حبيبٌ يرتجي منكَ السماح !
      #الأقصى_في_خطر


      تعليق


      • #4
        رد: لا يذبح بمكانٍ يُذبح فيه لغير الله -عز وجل

        وأنتم أهل الخير والجزاء

        تعليق


        • #5
          رد: لا يذبح بمكانٍ يُذبح فيه لغير الله -عز وجل

          جزاكم الله خيرا

          ونفع بكم
          ومما زادني شرفا وتيها وكدت بأخمصي أطأ الثريا
          دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا



          تعليق


          • #6
            رد: لا يذبح بمكانٍ يُذبح فيه لغير الله -عز وجل



            تعليق

            يعمل...
            X