إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
    أما بعد:

    الخطأ الأول :

    قول: ( الله غير مادي )

    أجاب الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – عن ذلك بقوله: (( القول بأن الله غير مادي قول منكر، لأن الخوض في مثل هذا بدعة منكرة، فالله تعالى ليس كمثله شيء ، وهو الأول الخالق لكل شيء وهذا شبيه بسؤال المشركين للنبي e، هل الله من ذهب أو من فضة أو من كذا وكذا ؟ وكل هذا حرام لا يجوز السؤال عنه وجوابه في كتاب الله: } قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4){ فكف عن هذا، مالك ولهذا السؤال ))

    مجموع فتاوى ابن عثيمين ( 3/75 )









    الخطأ الثانى : قول: ( الغاية تبرز الوسيلة )



    قال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله – (( هذا على إطلاقه تقعيد فاسد، لما فيه من العموم في الغايات، والوسائل، فالغاية الفاسدة لا يوصل إليها بالوسيلة ولو كانت شرعية، والغاية الشرعية لا يوصل إليها بالوسيلة الفاسدة، فلا يوصل إلى طاعة الله بمعصيته.

    نعم: الغاية الشرعية تؤيد الوسيلة الشرعية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. مع أن لفظ (( تبرز )) هنا غير فصيح في اللسان. والله أعلم.

    معجم المناهي اللفظية (403)











    الخطأ الثالث :قول (أنتم أيها المسلمون خلفاء الله في أرضه)

    أجابت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن هذا التعبير بقولها ((هذا التعبير غير صحيح من جهة معناه، لأن الله تعالى هو الخالق لكل شيء، المالك له، ولم يغب عن خلقه وملكه، حتى يتخذ خليفة عنه في أرضه، وإنما يجعل الله بعض الناس خلفاء لبعض في الأرض، فكلما هلك فردٌ أو جماعة أو أمة جعل غيرها خليفة منها يخلفها في عمارة الأرض، كما قال تعالى:
    (
    وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ) الأنعام (165) ، وقال تعالى (قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)[الأعراف/129] ،
    وقال (
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) [ البقرة/30] ،
    أي نوعاً من الخلق يخلف من كان قبلهم من مخلوقاتة))


    فتاوى اللجنة الدائمة(1/71)







    الخطأ الرابع : " اليوجا " ، أصلها ، وحكم ممارسة رياضتها





    ما هي اليوغا ؟

    تعني اليوغا : " الوحدة " ، يقول أحد أقطابها : إنها اتحاد الإنسان مع الروح !!

    وتحتوي اليوغا تمارين وطقوساً مختلفة ، ولكن أهمها وأشهرها تمرين يدعى ( ساستانجا سوريا ناماسكار ) ويطلق عليه اختصاراً : ( سوريا ناماسكار ) ، وهو يعني باللغة السنسكريتية : " السجود للشمس بثمانية أعضاء " من الجسم !! وقد حددوا هذه الأعضاء : بالقدمين والركبتين واليدين والصدر والجبهة .

    ويفضَّل لمن يمارس اليوغا أن يكون عاري الجسم ، ولا سيما الصدر والظهر والأفخاذ !!

    وأن يستقبل الشمس بجسمه عند شروقها ، وعند غروبها !! إذا أراد يوغا صحيحة ونافعة ، وأن يثبت نظره ويركّز انتباهه على قرص الشمس ، وعليه أن يتعلق فيه بكليّته ، وهذا يشمل جسمه وجوارحه وفكره ولبَّه !! ، أما إذا كان في العمران ولا يستطيع رؤية الشمس : فقد سُمح له بأن يرسم قرص الشمس أمامه على الجدار !! يقول أحدهم : إذا كان المتمرن صاحب دين ، وخشي الكفر : فلا مانع أن يرسم أية صورة أمامه ويتوجه إليها بكليته !! .

    ومما تضمنّه اليوغا أن تتأمل جسمك مليّاً ، وأن تفكِّر وتنظر في كل عضو من أعضائك ، ويكون ذلك بدءاً من أصابع الأقدام ، وصعوداً إلى الرأس ، عند الاستيقاظ من النوم وقبل مغادرتك الفراش ، وبالعكس من الرأس ونزولاً حتى أصابع الأقدام قبيل النوم ، ولا يجوز أن تنسى أو تنشغل عن هذا العمل الهام !! .

    ومن أراد الاستفادة من اليوغا ينبغي له أن يكون نباتيّاً .

    وعليه أن يردد كلمات معينة في أثناء قيامه بالتمارين ، وبصوت جهوري ، وتدعى هذه الكلمات ( المانترات ) وأشهرها مانترات " بيجا " وهي " هرام ، هريم ، هروم ، هرايم ، هراوم ، هراة " ، وكذلك يردد بعض المقاطع الأساسية في اليوغا مثل : أوم .

    وبالإضافة إلى ذلك لا بد أن يردد أسماء الشمس الاثني عشر ؛ لأن ذلك جزء رئيسي وهام في اليوغا .

    من أسماء الشمس :

    رافا ناماه ... ويعني : أحنيت لك رأسي يا من يحمده الجميع .. !

    سوريا ناماه ... ويعني : أحنيت رأسي لك يا هادي الجميع .. !

    بهانافي ناماه ... ويعني : أحنيت رأسي لك يا واهب الجمال .. !

    سافيتر ناماه ... ويعني : أحنيت رأسي لك يا واهب الحياة .. ! إلخ .

    ويدّعون أن في هذا الترداد فائدة وأية فائدة !!

    يقول بعض من مارس اليوغا : إنه يستيقظ الساعة الثالثة والنصف صباحاً ولا يزال يقوم بتمارين اليوغا وصلواتها الخاصة حتى الساعة السادسة والربع ، وفي المساء يفعل ذلك من الساعة السادسة وحتى السادسة والنصف .

    وهكذا يقضي ثلاث ساعات وربع الساعة كل يوم في اليوغا ، ويقول : إن بعضهم يقضي أكثر من ذلك ، ويدَّعون أنه كلما قضيت وقتاً أكبر : كانت الفائدة أعم وأعظم .


    " اليوغا في ميزان النقد العلمي " ( ص 13 – 18 ) .



    حكم الإسلام في ممارسة اليوغا

    وخلاصة القول : أنه لا يجوز للم
    سلم أن يمارس اليوغا البتة ، سواء أكانت ممارسته عن عقيدة ، أو عن تقليد ، أو كانت طلباً للفائدة المزعومة ، ويرجع ذلك لأسباب نستنتجها مما سبق ، والتي نلخصها فيما يلي :

    1. كون اليوغا تمس عقيدة التوحيد ، وتشرك مع الله سبحانه وتعالى معبوداً آخر سواه ، لما فيها من سجود للشمس ، وترديد أسمائها .

    يقول تعالى : (
    قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ ) الرعد/ 36 ، ويقول أيضاً : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) الزمر/ 65 .

    2. لأن فيها تقليداً للوثنيين ومشابهة لهم ، ويقول صلى الله عليه وسلم : ( مَن تشبَّه بقوم فهو منهم ) رواه أحمد وأبو داود والطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما .

    3. لأن بعض تمارينها تضر أغلب الناس ، وتؤدِّي إلى عواقب ومخاطر صحية لديهم .

    وبعض طرقها الأخرى جلوس معيب ، وخمول ، وذهول فقط ، وهذا أيضاً يضر من الناحية الصحية والنفسية ، يقول صلى الله عليه وسلم : ( لا ضرر ولا ضرار ) رواه أحمد وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما .

    4. لأن فيها إضاعة للوقت بما لا يَرجع على صاحبه إلا بالأذى والثبور في الحياة الدنيا ، والويل والقنوط في الحياة الآخرة ، يقول الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم : ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه ، وعن علمه ما فعل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه ) رواه الترمذي عن أبي برزة .

    5. لأنها دعوة فاضحة إلى التشبه بالحيوانات ونكس عن الإنسانية ، مثل : تبني العري ، الاعتماد على الأطراف الأربعة في أغلب تمارين ( سوريا ناماسكار ) ، والوقفة الخاصة في التمرينين الثالث والثامن .

    6. لأن كثيراً ممن حاولوا ممارسة المسماة " اليوغا العلمية " أو " الطب السلوكي " تردوا في هوّة المخدرات ، وغطسوا في مستنقع الإدمان ، وقد ثبت عقم هذه الطريقة العلاجية وعدم جدواها .

    7. لأنها قائمة على الكذب والتدجيل ، وقد اعتمد مروِّجوها الغش وقلب الحقائق في أثناء نشرها والدعاية لها ، وذلك لجذب أنظار أكبر عدد من السذّج والبسطاء ، وجرف كثير من ضعاف الإيمان .

    8. لأن عددًا قليلاً من المتمرسين في اليوغا ، أو بعض الاتجاهات الغامضة والمنحرفة الأخرى قد تظهر على أيديهم خوارق للعادة يخدعون بها الناس ، وهي في أغلبها إنما يستخدمون شياطين الجن كما في الاستدراج والسحر وغيره ، وهذا حرام في الإسلام .

    9. كون أكثر الوصايا التي يوصى بها دعاة اليوغا: وصايا ضارة، ومؤذية للإنسان، والتي منها :

    أ. العري : وما يسببه من أمراض بدنية ونفسية وجنسية وحضارية .

    ب. تعريض الجلد للشمس : وقد رأينا مضار ذلك ، ولا سيما عندما يكون التعريض للشمس طويلاً .

    ج. تركيز النظر إلى قرص الشمس ، وقد مرّت أخطاره الشديدة على العين .

    د. التشجيع على الحمية النباتية التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وقد مرّ تفنيدها .

    " اليوغا في ميزان النقد العلمي " ( ص 84 – 86 ) .

    والله أعلم






    الخطأ الخامس : قول ( أدام الله أيامك )



    سئل الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – عن عبارة أدام الله أيامك , فأجاب بقوله : ( قول " أدام الله أيامك " من الاعتداء في الدعاء ؛ لأن دوام الأيام محال مناف لقوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) ) ] الرحمن [ , وقوله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) ) ] الأنبياء [


    مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ( 3 / 69 )




    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 22-09-2014, 12:06 PM. سبب آخر: تشكيل الآيات..بوركتم

  • #2
    رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "

    بارك الله فيكم وفى مجهودكم وجزاكم الجنة ولا حرمنا الله من الإفادة من مشاركاتكم .متابع+تقييم

    تعليق


    • #3
      رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "

      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عبد الغفور مشاهدة المشاركة
      بارك الله فيكم وفى مجهودكم وجزاكم الجنة ولا حرمنا الله من الإفادة من مشاركاتكم .متابع+تقييم

      جزاك الله خيرااا على مروركم العطر

      تعليق


      • #4
        رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "


        الخطأ الخامس : قول ( أدام الله أيامك )



        سئل الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – عن عبارة أدام الله أيامك , فأجاب بقوله : ( قول " أدام الله أيامك " من الاعتداء في الدعاء ؛ لأن دوام الأيام محال مناف لقوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) ) ] الرحمن [ , وقوله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) ) ] الأنبياء [


        مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ( 3 / 69 )











        تعليق


        • #5
          رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "

          الخطأ السادس :

          قول (شاءت الظروف أن يحصل كذا وكذا) و ( شاءت الأقدار كذا وكذا) و (شاءت قدرة الله) و (شاء القدر)

          أجاب الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – عن ذلك بقوله: (( قول شاءت الأقدار)) و ((شاءت الظروف)) ألفاظ منكرة ؛ لأن الظروف جمع ظرف وهو الأزمان، والزمن لا مشيئة له، وإنما الذي يشاء هو الله – عز وجل – نعم لو قال الإنسان: (( اقتضى قدر الله كذا وكذا )) فلا بأس به. أما المشيئة فلا يجوز أن تضاف للأقدار لأن المشيئة هي الإرادة، ولا إرادة للوصف، إنما الإرادة للموصوف.

          وقال رحمه الله في موضع آخر: (( لا يصح أن نقول شاءت قدرة الله )) لأن المشيئة إرادة، والقدرة معنى، والمعنى لا إرادة له، وإنما الإرادة للمريد، والمشيئة لمن يشاء، ولكننا نقول: اقتضت قدرة الله أي مقدوره كما تقول: هذا خلق الله أي مخلوقه. وأما أن نضيف أمراً يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز. ومثل ذلك قولهم (( شاء القدر كذا وكذا )) وهذا لا يجوز لأن القدر والقدرة أمران معنويان ولا مشيئة لهما، وإنما المشيئة لمن هو قادر ولمن هو مقدّر. والله أعلم.



          مجموع فتاوى ابن عثيمين (3/13-114)


          الخطأ السابع : التساهل في الحلف

          الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
          فمن الأخطاء العقدية الشائعة لا سيما عند التجار والصغار كثرة الحلف، فيبادرك أحدهم بالحلف ولو لم يقتضي الأمر ذلك، ويزداد الأمر سوءاً حينما يتبين لك كذبه، ولعل السر في الاتصاف بذلك ضعف تعظيم الله في القلب..
          وقد دلت النصوص على تحريم ذلك، وأرشدت إلى حفظ اليمين، وتوعدت من استهان بهذا الباب، فإليك أيها القارئ الكريم طرفاً منها:-
          1. قال الله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} قال ابن عباس: يريد لا تحلفوا. وهذا أحد القولين في الآية.
          2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب}. [متفق عليه] أي الحلف نفاق ورواج للسلع، والمحق هو النقص والمحو، والمعنى أنه إذا حلف على سلعة أنه أعطي فيها كذا وكذا، أو أنه اشتراها بكذا وكذا، وقد يظنه المشتري صادقا فيما حلف عليه، فيأخذها بزيادة على قيمتها، والبائع كاذب في ذلك، وإنما حلف طمعا في الزيادة، فيكون قد عصى الله، فيعاقب بمحق البركة، فإذا ذهبت بركة كسبه دخل عليه من النقص أعظم من تلك الزيادة التي دخلت عليه بسبب حلفه، وربما ذهب ثمن تلك السلعة بالكلية، فإن ما عند الله إنما ينال بطاعته، وإن تزخرفت الدنيا للعاصي، فعاقبتها الاضمحلال والذهاب والعقاب الوبيل.
          3. عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم}. وذكر منهم المنفق سلعته بالحلف الكاذب.
          قال ابن قاسم: وصاحبها إن كان موحدا فتوحيده ضعيف، وأعماله ضعيفة بحسب ما قام بقلبه، وظهر على لسانه وعمله، من تلك المعاصي العظيمة مع قلة الداعي إليها. [حاشية كتاب التوحيد]
          4. عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته}
          قال إبراهيم النخعي: (كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار). وهذا فيه تمرين الصغار على طاعة ربهم، ونهيهم عما يضرهم، وفعلهم ذلك إنما هو لئلا يعتادوا إلزام أنفسهم بالعهود وهي الأيمان، لما يلزم الحالف من الوفاء، وربما أثم وكذا الشهادة، فإنه إذا اعتادها حال صغره سهلت عليه، فربما أداه ذلك إلى التساهل حال كبره، فإن من شب على شيء شاب عليه.
          اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
          */ المحكمة الشرعية - المذنب
          6/2/1429







          تعليق


          • #6
            رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "



            الخطأ الثامن : إنكار الخطأ وقبول بقية الصواب



            الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
            فهذا الأمر – إنكار الخطأ وقبول بقية الصواب – كان من منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تصحيح الأخطاء ، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم - سواءَ في العبادات أو غيرها – أنه أنكر موضع الخطأ وشدّد عليه وصححه ، وقبل بقية الصواب ، ووافق صاحبه عليه ، وشجعه ، وأمضاه .
            والعمدة في هذا الموضوع هو ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه حيث ساق بسنده : عن خالد بن ذكوان قال : قالت الرّبيٍّع بنت معوَّذ بن عفراء : جاء النبي صلى الله عليه وسلم يدخل ، حين بُنيَ عليَّ ، فجلس على فراشي كمجلسك منّي ، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدّف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر ، إذ قالت إحداهنَّ : وفينا نبيّ يعلم ما في غد ، فقال : ( دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين )[1] .
            فهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنكر موضع الخطأ وهو قول الجارية : وفينا نبي يعلم ما في غدِ ، وعلّل ذلك عليه الصلاة والسلام – كما جاء عند ابن ماجه – بقوله : ( ما يعلم ما في غد إلا الله )[2] وأشار عليهما بترك قولها السابق ثم ، قَبِلَ الباقي عليه الصلاة والسلام وهو المدح غير المبالغ فيه وغير المذموم ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي : ( اسكتي عن هذه وقولي الذي كنت تقولين قبلها )[3]
            وهذا النهي هو ما يتعلق بمدحه عليه الصلاة والسلام المدح المتجاوز فيه ، والمنهي عنه ، وهو الإطراء الذي ورد عنه النهي عنه صريحاً : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله )[4] ، [5].
            وكذلك ورد مثل هذا في قوله صلى الله عليه وسلم لوفد بني عامر لما قالوا له : أنت سيدنا ، فقال : ( السيد الله تبارك وتعالى ) قلنا ، وأفضلنا ، فضلاً وأعظمنا طولا ، فقال : ( قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجر ينّكم الشيطان )[6] .
            فالنبي هاهنا أنكر عليهم قولهم : أنت سيدنا ، وعلّل ذلك بأن السيد هو الله تبارك وتعالى ، ثم سكت عن باقي المدح إعلاماً منه عليه الصلاة والسلام أنه صواب ، ولا شيء فيه لكنهم ينبغي لهم أن لا ينساقوا وراء الشيطان في كثرة المدح .
            وهذا الموضوع – إنكار الخطأ وقبول بقية الصواب – يدل على منهج النقد أيما دلالة حيث إن من تعاريف النقد اللغوية : أنه تمييز الدراهم عن غيرها ، والنقر بالإصبع في الجوز [7] .
            فكأن إنكار موضع الخطأ وقبول بقية الصواب كتمييز الدراهم بعضها من بعض لمعرفة الجيد منها والرديء ، وكذلك النقر للجوز لمعرفة الصحيح منه وغير الصحيح ، ولذلك فقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم هذا المنهج حتى في العبادات ، فقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم بعض الناس على بعض الأمور مع الإنكار عليهم في أمور ، فدلّ ذلك على أن هذا المنهج هو من مناهج تصحيح الأخطاء ، التي ينبغي لمن أراد التصحيح أن يعتني به ، إذ ليس في كل أقوال وأفعال الناس خطأ عام ، فهناك من الناس من يقول كلاماً أو يفعل فعلاً ، وليس بالضرورة أن كل كلامه خطأ ، ولا كل فعاله خطأ ، وإنما الذي يحتاج إليه أن يُعَدَّل له خطؤه ويصحح له ، ويبقي الصواب .
            ولا شك أن مثل هذا التصرف يشعر المخطئ بإنصاف ، وعدل القائم بالإنكار والتصحيح ، ويجعل تنبيهه أقرب للقبول في النفس ، بخلاف بعض المنكرين الذين قد يغضب أحدهم من الخطأ ، غضباً يجعله يتعدى في الإنكار يصل به إلى تخطئة ورفض سائر الكلام ، بما أشتمل عليه من حق ، وباطل ، مما يسبب عدم قبول كلامه وعدم انقياد المخطئ للتصحيح [8].
            أما الشاهد في موضوعنا وهو إنكار موضع الخطأ وقبول بقية الصواب في أحاديث العبادة فمن ذلك ما يلي :
            1- حديث صفوان بن يعلى أن يعلى قال لعمر رضي الله عنه : أرني النبي صلى الله عليه وسلم حين يوحي إليه . قال : فبينما النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة – ومعه نفر من أصحابه – جاءه رجل فقال : يا رسول الله ، كيف ترى في رجل أحرم بعمرة وهو متضمّخ بطيب ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة فجاءه الوحي ، فأشار عمر رضي الله عنه إلى يعلى، فجاء يعلى – وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب قد أُظلًّ به – فأدخل رأسه ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم محمرّ الوجه وهو يَغِطٍّ ، ثم سُرِّى عنه فقال : أين الذي سأل عن العمرة ؟ فأُتى برجل فقال : ( اغسل الطٍّيب الذي بك ثلاث مرّات ، وانزع عنك الجبّة ، واصنع في عمرتك كما تصنع في حجّتك )[9].
            فالنبي عليه الصلاة والسلام صحح الخطأ عند ذلك الرجل لما جعل في ثوبه الطيب بغسله ، ثم أمره بنزع الجبًّة ، ثم أقرّه على سائر عمله وأمره أن يصنع في عمرته كما يصنع في حجه .
            واستُدلَّ بهذا الحديث ، كذلك على أن من أصابه طيب في إحرامه ناسياً أو جاهلاً ثم علم فبادر إلى إزالته فلا كفارة عليه .
            وهذا الحديث ظاهر في أن السائل كان عالماً بصفة الحج دون العمرة فلهذا قال له صلى الله عليه وسلم ( واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجك )[10]
            وفي هذا الحديث إشارة كذلك إلى هذا المنهج ، وهو منهج النقد بإنكار محل الخطأ وتصحيحه ، وهو غسل الثوب من أثر الطيب ، ونزع الجبّة ، ثم قبول باقي الأعمال كما هي صحيحة ، حيث لم يؤمر الرجل بالإعادة لما تقدم من أعماله في العمرة ، كالتلبية ، وانعقاد الإحرام ، وغير ذلك .
            ولأنه لم تلزمه الفدية ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بها ، وقيل لأنه أتى بهذه الأمور قبل نزول الحكم ، ثم نزل الحكم بعدها .[11]
            2 - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيخاً يهادى بين ابنيه قال : ( ما بال هذا ؟ ) قالوا : نذر أن يمشي ، قال : (إن الله – عن تعذيب هذا نفسه – لغني وأمره أن يركب )[12]
            - ومثله حديث عقبة بن عامرقال : ( نذرت أختي أن تمشي إلى بيت الله ، وأمرتني أن أستفتي لها النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستفتيته ، فقال صلى الله عليه وسلم : لتمش ولتركب)[13].
            ففي هذين الحديثين بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم موضع الخطأ وأنكره ، فحديث الرجل الذي نذر أن يمشي إلى الكعبة كان موضع الخطأ هو المشي لأن الرجل لا يطيق هذا المشي لكبر سنه ، بل وصحّح له النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخطأ ، بحيث أمره بالركوب ، وسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن الباقي ، وهو النذر ، بل أجازه ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء بنذره بالمشي إلى الكعبة لأمرين :
            1- (( لأن الحج راكباً أفضل من الحج ماشياً ، فنذرُ المشي يقتضي التزام ترك الأفضل ، فلا يجب الوفاء به .
            2- لكونه عجز عن الوفاء بنذره . ))[14]
            أما حديث عقبة في إخباره عن أخته ، فإنكار موضع الخطأ بيِّن ، حيث أنَّ نَذرها المشي إلى بيت الله الحرام مع عجزها عن ذلك خطأ فصحَّح – عليه الصلاة والسلام – هذا الخطأ بقوله : ( لتمش ولتركب ) ومعناه كما قال النووي : (( تمشي في وقت قدرتها على المشي ، وتركب إذا عجزت عن المشي ، أو لحقتها مشقة ظاهرة ، فتركب ، وعليها دم ))[15]
            ووجه كونها عليها دم ، لما وقع في رواية أخرى للحديث : ( فلتركب ولتهدِ بَدنَةِ ) ، أما النّذر بحدِّ ذاته فصحيح ، ولذا سكت عن بيانه عليه الصلاة السلام وإنكاره ، بل أقرهم عليه وأمرهم بالوفاء به .
            - ومثل ما سبق : ما ورد عن رجل يسمى بأبي إسرائيل حيث نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مره فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه )[16].
            فأنكر الرسول صلى الله عليه وسلم موضع الخطأ ، وهو القيام ، وعدم الاستظلال ، والصمت ، وصححه له ، بحيث أمره بالكلام ، والاستظلال ، والقعود ، وقبل منه الباقي وهو الصوم لأنه صحيح وهو من نذر الطاعة ولا يشق ذلك – الصوم – على الرجل .
            وعلق ابن حجر رحمه الله على هذا الحديث بقوله : (( وفيه – الحديث – أن كل شيء يتأذى به الإنسان ، ولو مآلاً مما لم يرد بمشروعيته كتاب ، أو سنة ، كالمشي حافياً ، والجلوس في الشمس ، ليس هو من طاعة الله فلا ينعقد به النذر ، فإنه صلى الله عليه وسلم أمر أَبا إسرائيل بإتمام الصوم دون غيره ، وهو محمول على أنه عَلِمَ أنه لا يشق عليه ، وأمره أن يقعد ويتكلم ويستظل ))[17]
            3 - حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حيث يقول : أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الغائط، فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار ، فوجدتُ حَجرين ، والتمستُ الثالث ، فلم أجده ، فأخذتُ روثةً ، فأتيته بها ، فأخذ الحجرين ، وألقى الرّوثة ، وقال : ( هذا ركس ).[18]
            فهذا الحديث يدل كذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر الخطأ . بل وبادر إلى ردِّه ، وذلك لما ردَّ الروثه – التي نهى أن يستنجى بها - ، وقال : ( هذا ركس ) إنكاراً عليه فعله هذا . أي : (( فكأنه قال : هذا ردُّ عليك )) [19] .
            والركس هو الرجيع وهو ردُّ من حالة الطعام إلى حالة الروث .[20]
            وبهذا يتبين أهمية منهج : إنكار الخطأ وقبول الصواب ، كما سنَّ هذا المنهج المصطفى عليه الصلاة والسلام.
            فكم نحن بحاجة إلى اقتفاء هذا منهج ،وخصوصاً في تعاملنا مع المخالف والمخطئ والعاصي والذي ارتكب خطاً وهو يظن أنه يحسن صنعاً بدافع الحماس أو الغيرة أو ما إلى ذلك.

            --------------------------------------------------------------------------------



            [1] أخرجه البخاري في كتاب النكاح باب : ضرب الدّف في النكاح والوليمة حديث رقم ( 5147 ) .
            [2] أخرجه ابن ماجه كتاب النكاح ، باب الغناء والدّف حديث رقم ( 1897 ) . والحديث صحيح حيث صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه برقم ( 1539 ) ، 1 / 320 .
            [3] أخرجه الترمذي كتاب النكاح ، باب 6 : ما جاء في إعلان النكاح حديث رقم ( 1090 ) و صحح الحديث الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم ( 870 ) ، 1 / 316 .
            [4] تقدم تخريجه ص 220 .
            [5] انظر فتح الباري : 9 / 110 .
            [6] أخرجه أبو داوود كتاب الأدب ، باب في كراهية التمادح ، حديث رقم ( 4806 ) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داوود برقم ( 4806 ) ، 3 / 181 .
            [7] القاموس المحيط مادة ( نقد ) ص 412 .
            [8] انظر : الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس : المنجد ص 66 .
            [9] أخرجه البخاري كتاب الحج ، باب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب حديث رقم ( 1536 ) ، ومسلم كتاب الحج ، باب تحريم الطيب في الحج ، حديث رقم ( 1180 ) .
            [10] انظر شرح صحيح مسلم للنووي 3 / 256 وكذلك فتح الباري : 3 / 462 .
            [11] انظر فتح الباري : 4 / 75 .
            [12] أخرجه البخاري في كتاب جزاء الصيد ، باب : من نذر المشي إلى الكعبة حديث رقم ( 1865 ) ، ومسلم ، كتاب النذر ، باب من نذر أن يمشي إلى الكعبة حديث رقم ( 1642 ) .
            [13] البخاري المصدر السابق حديث رقم ( 1866 ) ومسلم المصدر السابق كذلك حديث رقم ( 1644 ) .
            [14] فتح الباري : 4 / 95 .
            [15] شرح صحيح مسلم للنووي : 4 / 268 .
            [16] أخرجه البخاري كتاب الأيمان والنذور باب : النذر فيما لا يملك وفي معصية حديث رقم ( 6704 ) .
            [17] فتح الباري : 11/ 598 .
            [18] أخرجه البخاري كتاب الوضوء ، باب : لا يستنجى بروث ، حديث رقم ( 156 ) .
            [19] فتح الباري : 1 / 310 .
            [20] انظر : المصدر السابق .



            تعليق


            • #7
              رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "

              الخطأ التاسع : رد من سأل بوجه الله

              الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
              ومن الأخطاء العقدية التي تحرم على العبد رد من سأل بوجه الله، كأن ترد من قال لك: أسألك بوجه الله أن تدعو لي، أو نحو ذلك
              وقد دل على ذلك مايلي:-
              1) عن ابن عمر - رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له، حتى تروا أنكم قد كافأتموه} رواه أحمد وأبو داود والنسائي بإسناد صحيح، وصححه النووي وغيره.
              2) حديث ابن عباس: { من سألكم بوجه الله فأعطوه } رواه أحمد وأبو داود. وفي رواية له: "من سألكم بالله"
              3) وله عن ابن عمر: {من سألكم بالله فأجيبوه إلى ما سأل}
              4) عن ابن عباس مرفوعا: {ألا أخبركم بشرار الناس ؟ رجل يسأل بوجه الله ولا يعطي}. رواه الترمذي وحسنه، وابن حبان في صحيحه.
              5) ولأن منع من سأل بالله أو بوجه الله من عدم إعظام الله وإجلاله
              ولكن العلماء قد اشترطوا شرطين لتحقق الحكم :-
              1. أن يكون المطلوب من مقدورك.
              2. أن لا يكون المطلوب أمراً محرماً.
              ويدخل فيه القسم عليه بالله أن يفعل كذا
              اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما نافعاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
              */ المحكمة الشرعية - المذنب




              الخطأ العاشر : محبة الكفار ومولاتهم



              الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
              ومن أعظم الأخطاء العقدية حب الكافر ومودته وموالاته، وإظهار ما يدل على ذلك
              فقد قال تعالى {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}
              يقول ابن جرير -ورحمه الله- بعد نقله لأسباب نزول الآية:(إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصارا وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله وغيرهم وأخبر أنه من اتخذهم نصيرا وحليفا ووليا من دون الله ورسوله والمؤمنين فإنه منهم في التحزب على الله وعلى رسوله والمؤمنين وأن الله ورسوله منه بريئان غير أنه لا شك أن الآية نزلت في منافق كان يوالي يهودا أو نصارى خوفا على نفسه من دوائر الدهر لأن الآية التي بعد هذه تدل على ذلك وذلك قوله :{فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} الآية
              وأما قوله : {بعضهم أولياء بعض} فإنه عنى بذلك : أن بعض اليهود أنصار بعضهم على المؤمنين ويد واحدة على جميعهم وأن النصارى كذلك بعضهم أنصار بعض على من خالف دينهم وملتهم معرفا بذلك عباده المؤمنين : أن من كان لهم أو لبعضهم وليا فإنما هو وليهم على من خالف ملتهم ودينهم من المؤمنين.
              وقوله:{ومن يتولهم منكم فإنه منهم} يعني ومن يتول اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم يقول: فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم فإنه لا يتولى متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمه حكمه، وكان لهم ظهيرا ونصيرا لأن من تولاهم فهو لله ولرسوله وللمؤمنين حرب) إهـ بتصرف [تفسير الطبري 6/94].
              ونقل ابن كثير عن ابن سيرين عن عبد الله بن عتبة قال: ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر قال: فظنناه يريد هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء } [تفسير ابن كثير2/94]
              وقال تعالى:{لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير}
              قال ابن كثير: نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين ثم توعد على ذلك فقال تعالى :{ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد بريء من الله
              وقوله تعالى : {إلا أن تتقوا منهم تقاة} أي إلا من خاف في بعض البلدان أو الأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته [تفسير ابن كثير 1/476]
              والأيات في هذا المعنى كثيرة وكذلك الأحاديث، ينهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عباده المؤمنين عن موالاة ومحبة الكفار أو إظهار ما يدل على ذلك إلا ما ستثني في الآية وهي حال الخوف من الكفار وهي حالة استثنائية لا يجوز التعلق بها في كل الأزمان والركون إليهم دائماً بحجة قوتهم وتمكنهم، وقد قال تعالى:{ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} [هود: 112]
              والموالاة والمحبة والمودة وإن كانت أعملاً قلبية إلا أن الأفعال والأقوال تدل عليها دلالة ظاهرة، لذا ندب الشرع إلى إظهار العداوة للكفار، كما في قوله تعالى:{ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده} الآية [الممتحنة:4]
              ولإيضاح هذه المسألة وبيانها، أورد هذه الفتوى للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، حيث سئل عن حكم موالاة الكفار؟ فأجاب بقوله : موالاة الكفار بالموادة والمناصرة واتخاذهم بطانة حرام منهي عنها بنص القرآن الكريم قال الله تعالى : {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}
              وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً} وأخبر أنه إذا لم يكن المؤمنون بعضهم أولياء بعض والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ويتميز هؤلاء عن هؤلاء، فإنها تكون فتنة في الأرض وفساد كبير.
              ولا ينبغي أبداً أن يثق المؤمن بغير المؤمن مهما أظهر من المودة وأبدى من النصح فإن الله تعالى يقول عنهم:{ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء} ويقول سبحانه لنبيه : {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} والواجب على المؤمن أن يعتمد على الله في تنفيذ شرعه، وألا تأخذه فيه لومة لائم، وألا يخاف من أعدائه فقد قال الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} وقال تعالى : {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين}
              وقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم} والله الموفق.
              ومع وضوح هذا الأصل الأصيل من عقيدة أهل السنة والجماعة، وتواتر نصوصه، إلا أنه بدأ ينتقص منه كغيره من الأصول، بفعل الإعلام، ووسائل الهدم الأخرى..
              أسأل الله أن يعاملنا بعفوه، إنه جواد كريم، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
              */ المحكمة الشرعية - المذنب











              تعليق


              • #8
                رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "


                الخطأ الحادى عشر : التمائم والحلقة النحاسية

                الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنام والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

                فاعلم -أرشدك الله لطاعته- أن أهل الجاهلية كانوا مرتكسين في حضيض الغواية، ومتمرغين في أوحال الضلالة ، وهائمين على وجوههم في وادي الخرافة، قد تخبطت نفوسهم في ظلمات الجاهلية، وأشربت قلوبهم حب الوثنية، لا عقل يزجرهم ، ولا زاجر يعقلهم، قد انفردت بهم الشياطين انفراد السباع الضارية بالشياه المسيبة، فنشبت أنياب الضلالة في عقولهم، وغرست مخالب الخرافة في قلوبهم، فلم تتركهم إلا بعد أن سقطوا على أرض الشقاء يتشحطون في دماء الانحطاط والبهيمية ، ويلفظون أنفاس الرفعة والإنسانية، تراهم يتعلقون بخرزات علقوها، ويعتقدون في أوتار صنعوها، كالكحلة والينجلب ، والقبلة وكعب الأرنب.

                شبح الإصابة بالعين يلاحقهم في كل مكان ، قد شخصت أبصارهم وبلغت قلوبهم حناجرهم خوفا من الإصابة بعين الحيوان، كالحيات والثعالب والطواويس والكلاب، بل تجاوز الأمر إلى ما هو أقبح وأنكر، وأفظع وأشر: وهو عدم تهجي بعضهم حروف أسمائها خشية الإصابة بعينها.

                وهكذا استمر غرقهم في بحر لجي مضطرب الأمواج ، قعر سخافاته تنقطع دونه أنفاس الأقلام ، وكثرة ضلالاته يقصر عنها نظم الكلام، فقام سيد البشرية -صلى الله عليه وسلم- وأشرف البرية على منبر الإصلاح كأنه النذير العريان، ناصحا أمينا ، مشفقا رحيما ، فغلظ وأوعد، وتلطف ووعد، وأبدى وأعاد، ومد يد الحق لينقذ الخلق من الغرق، وغزا معسكر الشيطان بجيش عرمرم من الحجة والبرهان، فضرب أعناقهم ومزق أحشاءهم، ونكس راياتهم وهدم حصونهم، فتركهم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، لا تسمع لهم ركزا ولا ترى لهم باقية.

                واعلم –رحمك الله تعالى- أن مما كسر النبي -صلى الله عليه وسلم- صنمه الذي نحته الأفاكون، ونسف عجله الذي صنعه السامريون، التعلق بالتمائم والحلق ونحوها لدفع البلاء قبل وقوعه أو رفعه بعد حصوله، فقال -صلى الله عليه وسلم -: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله).

                وقال –صلى الله عليه وسلم-:(من تعلق تميمة فقد أشرك).

                وقال –صلى الله عليه وسلم-:(من تعلق شيئا وكل إليه).

                وقال –صلى الله عليه وسلم- : (إن الرقى والتمائم والتولة شرك).

                ورأى -صلى الله عليه وسلم- رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: “ما هذه”؟ قال: من الواهنة. فقال: “انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا).

                وأرسل -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره رسولا: ( أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر، أو قلادة إلا قطعت).

                فلا مقفأ بعد اليوم ولا معمى، ولا قلادة وتر ولا حلقة صفر، ولا سن ثعلب ولا سن هر.

                فالحمد لله رب العالمين الذي أنعم علينا ببعثة هذا النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

                وأحب في الختام أن أنبه القارئ الكريم على مسألتين متعلقتين بلبس تلك المحقرات المهلكات لأجل دفع البلاء قبل الوقوع أو رفعه بعد الوقوع .
                فأقول وبالله أستعين:

                1-[المسألة الأولى]: من علق تلك الأشياء بقصد السببية ، بمعنى أن هذا الخيط أو تلك الحلقة ونحوها سبب لدفع البلاء قبل وقوعه أو رفعه بعد وقوعه ، فقد وقع في الشرك الأصغر ، وأما إن اعتقد أن ذلك يدفع استقلالا لا سببا فقد وقع في الشرك الأكبر والذنب الذي لا يغفر ، إلا من تاب منه واستغفر.

                قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله تعالى- في [الحاشية]: (وطلب الشفاء والبركة بالحلق والخيوط وغيرها هضم لجناب التوحيد ، ولبسها على قسمين، اعتقاد أنه سبب، فشرك أصغر ، أو يدفع أو ينفع فشرك أكبر) اهـ

                وقال العلامة السعدي –رحمه الله – في: [القول السديد]: (إذا علم ذلك فمن لبس الحلقة أو الخيط أو نحوهما قاصدا بذلك رفع البلاء بعد نزوله، أو دفعه قبل نزوله فقد أشرك ; لأنه إن اعتقد أنها هي الدافعة الرافعة فهذا الشرك الأكبر.
                وهو شرك في الربوبية حيث اعتقد شريكا مع الله في الخلق والتدبير.
                وشرك في العبودية حيث تأله لذلك وعلق به قلبه طمعا ورجاء لنفعه، وإن اعتقد أن الله هو الدافع الرافع وحده ولكن اعتقدها سببا يستدفع بها البلاء، فقد جعل ما ليس سببا شرعيا ولا قدريا سببا، وهذا محرم وكذب على الشرع وعلى القدر.) اهـ

                وقال العلامة ابن باز –رحمه الله تعالى- في: [تعليقاته على فتح المجيد]: (ومثل ذلك ما يعلقه بعض الناس اليوم على السيارات من صورة قرد ونحوه، وما يضعه بعضهم على أبواب البيوت والحوانيت من (حدوة) حمار أو حصان ، وتعليق سنابل من الحنطة أو غير ذلك كله من عمل الجاهلية المنهي عنه أشد النهي، وقد يصل إلى الشرك الأكبر عند بعضهم حين يعتقد فيه أنه هو الذي يدفع حقيقة الضر والسوء)اهـ

                وقال العلامة العثيمين –رحمه الله تعالى- في : [القول المفيد]: (ولبس الحلقة ونحوها إن اعتقد لا بسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله فهو مشرك شركا أكبر في توحيد الربوبية ؛ لأنه اعتقد أن مع الله خالقا غيره.

                وإن اعتقد أنها سبب ، ولكنه ليس مؤثرا بنفسه ، فهو مشرك شركا أصغر؛ لأنه اعتقد ما ليس بسبب سببا)اهـ

                وقال العلامة صالح آل الشيخ –حفظه الله تعالى- في: [شرح فتح المجيد]: (فإن اعتقد في الحلقة ، والخيط أنها مؤثرة بنفسها فهذا شرك أكبر، إذا اعتقد أنها ليست سببا ، ولكن هي تؤثر بنفسها، أو ترفع المرض بنفسها أو ترفع العين بنفسها، ليست أسبابا ولكن بنفسها مؤثرة فهذا شرك بالله شركا أكبر ) اهـ

                2-[المسألة الثانية]: ما حكم لبس (الحلقة النحاسية) التي يزعم بعض الأطباء المعاصرين أنها علاج لمرض (الروماتيزم) وغيره من الأمراض، وأنها كثيرة النفع وقوية التأثير؟

                والجواب: هذه الحلقة قد أكثر العلماء عليها الكلام واختلفت فيها الأفهام:

                فقال الشيخ بن حميد في: [شرح كتاب التوحيد/ الشريط الخامس: (00:55)]: (يتخذ على عضده حلقة من حديد أو صفر بزعمه أنها تمنع من الحمى وأن لها خاصية بذلك كل هذه من الأمور الباطلة، وأي خاصية عند هذه الحديدة لكن هذه من وسائل الشرك وذرائعه أما لو اعتقد أن هذه بذاتها هي التي تدفع البلاء وتجلب النفع هذا كفر وهذا هو توحيد الربوبية منكرا لتوحيد الربوبية حينئذ حيث اعتقد أن هذه الحلقة تنفع وتضر ، فإذا قال أن لا أعتقد أنها تنفع وتضر لكن أن بها خاصية وبها كذا تمص أو تشحذ (الروماتيزم) أو ما أشبه ذلك نقول هذا من الوسائل وأي خاصية عند هذه ؟! فلو قلت هذا من الأسباب ، نقول لك: إنا لا ننكر الأسباب لكن الأسباب على حسب ما جاءت بها الشريعة أما أنك تأتينا بوسائل الشرك وتقول أسباب)اهـ

                وقال العلامة ابن باز –رحمه الله تعالى_: ( سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
                فقد وصلني كتابكم الكريم وصلكم الله برضاه، وأشرفت على الأوراق المرفقة المتضمنة بيان خصائص (الأسورة النحاسية) التي حدثت أخيراً لمكافحة (الروماتيزم)، وأفيدكم أني درست موضوعها كثيراً، وعرضت ذلك على جماعة كثيرة من أساتذة الجامعة ومدرسيها، وتبادلنا جميعاً وجهات النظر في حكمها، فاختلف الرأي، فمنهم من رأى جوازها؛ لما اشتملت عليه من الخصائص المضادة لمرض (الروماتيزم)، ومنهم من رأى تركها؛ لأن تعليقها يشبه ما كان عليه أهل الجاهلية، من اعتيادهم تعليق الودع والتمائم والحلقات من الصفر، وغير ذلك من التعليقات التي يتعاطونها، ويعتقدون أنها علاج لكثير من الأمراض، وأنها من أسباب سلامة المعلق عليه من العين، ومن ذلك ما ورد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلق تميمةً فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له))، وفي رواية: ((من تعلق تميمة فقد أشرك))، وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في يده حلقة من صفر فقال:((ما هذا؟)) قال: من الواهنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا))، وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه في بعض أسفاره أرسل رسولاً يتفقد إبل الركب ويقطع كل ما علق عليها من قلائد الأوتار التي كان يظن أهل الجاهلية أنها تنفع إبلهم وتصونها.
                فهذه الأحاديث وأشباهها يؤخذ منها أنه لا ينبغي إن يعلق شيئا من التمائم أو الودع أو الحلقات، أو الأوتار أو أشباه ذلك من الحروز كالعظام والخرز ونحو ذلك لدفع البلاء أو رفعه.

                والذي أرى في هذه المسألة هو ترك (الأسورة) المذكورة، وعدم استعمالها سداً لذريعة الشرك، وحسماً لمادة الفتنة بها والميل إليها، وتعلق النفوس بها، ورغبة في توجيه المسلم بقلبه إلى الله سبحانه ثقة به، واعتماداً عليه واكتفاء بالأسباب المشروعة المعلومة إباحتها بلا شك، وفيما أباح الله ويسر لعباده غنية عما حرم عليهم، وعما اشتبه أمره وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)) ولا ريب أن تعليق (الأسورة) المذكورة يشبه ما تفعله الجاهلية في سابق الزمان، فهو إما من الأمور المحرمة الشركية، أو من وسائلها، وأقل ما يقال فيه أنه من المشتبهات، فالأولى بالمسلم والأحوط له أن يترفع بنفسه عن ذلك، وأن يكتفي بالعلاج الواضح الإباحة، البعيد عن الشبهة، هذا ما ظهر لي ولجماعة من المشايخ والمدرسين، واسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، وأن يمن علينا جميعا بالفقه في دينه والسلامة مما يخالف شرعه، إنه على كل شيء قدير، والله يحفظكم والسلام.) اهـ

                وقال العلامة العثيمين: (ظهر في الأسواق في الآونة الأخيرة حلقة من النحاس يقولون: إنها تنفع من (الروماتيزم)، يزعمون أن الإنسان إذا وضعها على عضده وفيه (روماتيزم) نفعته من هذا الروماتيزم، ولا ندري هل هذا صحيح أم لا؟ لكن الأصل أنه ليس بصحيح؛ لأنه ليس عندنا دليل شرعي ولا حسي يدل على ذلك، وهي لا تؤثر على الجسم؛ فليس فيها مادة دهنية حتى نقول: إن الجسم يشرب هذه المادة وينتفع بها؛ فالأصل أنها ممنوعة حتى يثبت لنا بدليل صحيح صريح واضح أن لها اتصالا مباشرا بهذا (الروماتيزم) حتى ينتفع بها.)اهـ

                وقال الفوزان : (إذا كان فيها خاصية طبية وعلاج فلا بأس أما إذا كانت تلبس لاعتقاد للاعتقاد أنها لا تنفع ولا تضر فهذا لا يجوز هذا شرك أو وسيلة إلى الشرك أما إذا كان فيها خاصية طبية ولا بأس بذلك ) اهـ

                وبعد هذه النقول أقول:

                الأحوط للمسلم أن يبتعد عنها، خاصة إذا علم أن أقوال الأطباء في فاعليتها ونفعها على طرفي نقيض، وأن الدراسات فيها متضاربة متنافرة.

                هذا والله أعلم

                وصلى الله وسلم على خير من أرسل وعلى آله وصحبه ومن والاه










                الخطأ الثانى عشر : عبارة : (نسيه الموت)


                الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
                فمن الأخطاء اللفظية عبارة : (نسيه الموت) ومثلها عبارة : (ربنا افتكره أو افتكاره رحمة).
                وحكم هذه العبارة يختلف باختلاف مقصد العبد :
                فإذا كان مراده بذلك أن الله تذكره ثم أماته فهذه كلمة كفر؛ لأنه يقتضي أن الله عز وجل ينسى، والله سبحانه وتعالى لا ينسى، كما قال موسى عليه الصلاة والسلام، لما سأله فرعون: {فما بال القرون الأولى * قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى} [طه: 52]، وقال تعالى: {وما كان ربك نسيّاً} [مريم: 64] فإذا كان هذا هو قصد المتكلم وكان يعلم ويدري معنى ما يقول فهذا كفر.
                أما إذا كان جاهلاً ويريد بقوله: "إن الله افتكره" يعني أخذه فقط فهذا لا يكفر، لكن يجب أن يطهر لسانه عن هذا الكلام، لأنه كلام موهم لنقص رب العالمين عز وجل ويجيب بقوله: توفاه الله أو البقاء لله, أو لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شئ عنده بمقدار فاصبر واحتسب أو نحو ذلك.
                ولا ريب أن الله تعبدنا بما نقول كما تعبدنا بما نفعل، لا كمن يظن خلاف ذلك. فإذا أراد الكافر أن يدخل الإسلام فإنه يقول: لا إله إلا الله..وهكذا. فترتيب الأحكام على الألفاظ مما اعتبرته الشريعة.
                اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا إنك أنت علام الغيوب، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



                */ المحكمة الشرعية - المذنب
                انظر: مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثالث - باب المناهي اللفظية.

                تعليق


                • #9
                  رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "

                  الخطأ الثالث عشر : الاستهزاء بأهل الصلاح


                  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
                  في ظل الهجمة الشرسة على ثوابت الدين ومسلماته، تُظهر فلتات ألسن المنافقين وأقلامهم ما تكنُّه صدورهم من عبارات تشي ببغض أهل الصلاح المستمسكين بعرى الدين وشعائره، رجالاً ونساء، أسوة بأسلافهم تلاميذِ ابن أبيّ حينما قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً ... يريدون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويظهر ذلك على صفحات صحفهم، وقالات أقلامهم، ونبرات منابرهم الإعلامية..وغيرها.
                  ومن أمثلة ذلك:-
                  1. وصف أهل الصلاح والاستقامة ، بالإرهابيين والنفعيين، وطريقتهم بالرجعية.
                  2. السخرية بمظاهرهم وهيئاتهم المبنية على السنة، كالسخرية باللحية وقصر الثوب، وكذا بالحجاب والقفازات للنساء.
                  3. تحجيم أخطائهم وهفواتهم، ووضعها تحت المجهر، وتناسي إنجازاتهم ولو على مقياسهم، والتغافل عن طوام إخوانهم وأنفسهم،كما قال القائل:
                  إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحاً مني وما أذنوا من صالح دفنوا
                  صم إذا سمعوا خيراً ذكرت بـه وإن ذكرت بشر عندهم أذنوا


                  وغير ذلك من الأمثلة التي لا تخفى على كل ذي عينين.
                  ولنا أن نتساءل... ما لذي يحمل أولئك على ذلك؟!
                  أهو بغض الشريعة وحملتها، فيا لَله! كم يحلم ويفجرون!؟
                  أم هو جهل بمعرة سوء أفعالهم؟
                  أم هم يعلمون ولكن أغاظهم حب الناس لهم والتفافهم عليهم
                  فكما قال القائل:
                  إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم


                  أم جل ذلك فهي الطامة، نسأل الله لهم الهداية والتوفيق إلى الصراط المستقيم
                  لأجل ذلك، ولكثرة ما يكتب في بعض الصحف حول السخرية بأهل الصلاح والإصلاح أحببت أن أهمس في أذن أولئك ومن يوافقهم في رأيهم أو يسمعهم فيرضى فعالهم، أو يتقاعس عن الرد عليهم ظناً منه أنها قضية فرعية لا تستحق الرعاية... إلى كل أولئك أقول: إن السخرية بأهل الصلاح والإصلاح ليست بالأمر الهين فقد دلت النصوص على شناعتها والتحذير منها، واعتبرت مرتكبها كافر بالله العظيم! إذا كانت سخريته نابعة من بغض الدين أو شعيرة من شعائره.
                  قال الله تعالى: {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤوا إن الله مخرج ما تحذرون (64) ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون (65) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين} [التوبة: 66] عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- قال : قال رجل في غزوة تبوك في مجلس : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء ! فقال رجل في المجلس : كذبت ولكنك منافق ! لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن قال عبد الله بن عمر: فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول : ( يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ! ) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} [أخرجه ابن أبي حاتم كما في صحيح أسباب النزول للوادعي (ص77)، وابن جرير(10/119)]
                  فقد دلت هذه الآية مع هذا الخبر على أن الاستهزاء بالمتمسك باالكتاب والسنة نظرا لما تمسك به كإعفاء اللحية وتحجب المسلمة, أنه كفر إذا صدر من مكلف, وينبغي أن يبين له أن هذا كفر فإن أصر بعد العلم فهو كافر, لقوله تعالى: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} وينبغي أن يفرق بين من يسخر بأهل الصلاح ومظاهرهم الثابتة بالسنة لأجل ماهم عليه من الإستقامة وبين من يسخر بأشخاصهم مع قطع النظر عن تلك السنن التي امثلوها فهذا لايكفر ولكنه على خطر عظيم.
                  وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-:
                  عن الحكم فيمن يسخر بالملتزمين بدين الله ويستهزئ بهم ؟ فأجاب بقوله:-
                  هؤلاء الذين يسخرون بالملتزمين بدين الله المنفذين لأوامر الله، فيهم نوع نفاق لأن الله قال عن المنافقين : {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم}[التوبة 79] . ثم إن كانوا يستهزئون بهم من أجل ما هم عليه من الشرع فإن استهزاءهم بهم استهزاء بالشريعة، والاستهزاء بالشريعة كفر، أما إذا كانوا يستهزئون بهم يعنون أشخاصهم وزيهم بقطع النظر عما هم عليه من اتباع السنة فإنهم لا يكفرون بذلك؛ لأن الإنسان قد يستهزئ بالشخص نفسه بقطع النظر عن عمله وفعله، لكنهم على خطر عظيم، والواجب تشجيع من التزم بشريعة الله ومعونته، وتوجيهه إذا كان على نوع من الخطأ حتى يستقيم على الأمر المطلوب.
                  ولا يجوز لمن حضر مجالس هؤلاء أن يقعد معهم؛ لأن الجلوس من دون إنكار فيه رضا بما يقال كما قال - عز وجل -: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً}.[النساء: 140]
                  ولقوله –تعالى- في الآية السابقة: (إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين). قال بعض أهل العلم: هؤلاء حضروا وصار عندهم كراهية لهذا الشيء، لكنهم داهنوا فصاروا في حكمهم لجلوسهم إليه، لكنهم أخف لما في قلوبهم من الكراهة، ولهذا عفا الله عنهم وهداهم إلى الإيمان وتابوا.
                  فنسأل الله الهداية لهم وأن يردهم إلى جادة الصواب، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

                  */ المحكمة الشرعية - المذنب






                  الخطأ الرابع عشر : تسمية نوع من الزهور بعبَّاد الشمس

                  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
                  فمن الأخطاء العقدية، تسمية نوع من الزهور، فيه خاصية متابعة الشمس بعبَّاد الشمس، وهذا الاسم متداول على الألسن، وكذلك هو الاسم العلمي لهذه النوع من الزهور.
                  ولا ريب أن هذه تسمية خاطئة، فلا يجوز إطلاقه عليه؛ وذلك لأن جميع المخلوقات بما فيها الأشجار لا تعبد إلا الله تعالى، كما قال - عز وجل- :{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ } الآية [الانبياء: 18]، فاالتسمية بذلك مخالفة لمدلول القرآن.
                  وتحري اللفظ الصحيح، مطلب شرعي، بقطع النظر عن نية المتكلم، فقد نهى الله عباده المؤمنين عن قول: {راعنا} للنبي صلى الله عليه وسلم مع حسن قصدهم؛ لما يترتب عليها من سخرية اليهود به عليه الصلاة والسلام؛ حيث يريدون بها الرَّعونة.
                  فالواجب على المسلم تجنب التسمية بذلك، واستبداله بدوار الشمس أو مراقب الشمس أو غيره مما ليس فيه ذكر للعبودية
                  والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


                  */ المحكمة الشرعية - المذنب

                  تعليق


                  • #10
                    رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "

                    ما شاء الله ،، جزيتم خيراً
                    قلتُ : يا أقصى سلاماً، قالَ : هل عادَ صلاح؟ قلتُ : لا إنّي حبيبٌ يرتجي منكَ السماح !
                    #الأقصى_في_خطر


                    تعليق


                    • #11
                      رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "

                      المشاركة الأصلية بواسطة يقظة قلب مشاهدة المشاركة
                      ما شاء الله ،، جزيتم خيراً

                      جزاكِ الله خيرًا على مرورك العطر

                      تعليق


                      • #12
                        رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "

                        جزاكم الله خيرا

                        ونفع بكم
                        ومما زادني شرفا وتيها وكدت بأخمصي أطأ الثريا
                        دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا



                        تعليق


                        • #13
                          رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "

                          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          بارك الله فيكم ونفع بكم

                          تعليق


                          • #14
                            رد: أخطاء عقدية ** " متجدد بمشيئة الله "

                            جزاكم الله خيرا على مروركما الطيب

                            تعليق

                            يعمل...
                            X