إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مَن تَبرَّكَ بشجرٍ أو حجرٍ ونحوهما

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مَن تَبرَّكَ بشجرٍ أو حجرٍ ونحوهما

    مَن تَبرَّكَ بشجرٍ أو حجرٍ ونحوهما
    عن أبي واقد الليثي قال: "خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حُنين، ونحن حُدَثَاءُ عهدٍ بكفرٍ، وللمشركين سِدْرَةٌ يعكفون عندها ويَنُوطُونَ بها أسلحتهم، يُقال لها ذات أنواطٍ، فمررنا بسِدْرَةٍ، فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواطٍ كما لهم ذات أنواطٍ. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أَكْبَرُ، إِنَّهَا السُّنَنُ، قُلْتُمْ -وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ- كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: ﴿اجْعَللَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ [الأعراف: 138]،لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ». رواه الترمذي وصحَّحه)}.
    (ونحن حُدَثَاءُ عهدٍ) أي أسلمنا قريبًا، وكأنَّه يعتذر لما قالوا، ولما وقع منهم، وكأن هذا اعتذارٌ. فيريد أن يقول: نحن وقع منا هذا الأمر بسبب أن عهدنا حديثٌ بالكفر. فكانت عندهم بعض مُعتقدات الكفار، ومُعتقدات الكفار أنَّهم يتبرَّكون بالأشجار، ويتبرَّكون بالأحجار، ولذلك مَن وقع فيها من المسلمين فهو مُشابهٌ للكفار، فالأولى بالمسلم أن يقرأ ما كان من أخبار الجاهلية، فإذا قرأت أخبار الجاهلية ثم قارنت بينها وبين ما يقع لبعض المسلمين اليوم ستجد نفس الحكم ونفس القضية.

    (وللمشركين سِدْرَةٌ)السِّدْرة هي من شجر الطلح، أو شجر السدر يفرقون بينهم، فهي شجرة كبيرة.

    (وللمشركين سدرة يعكفون عندها)العُكُوف هو البقاء المستمر، فهم يبقون عند هذه الشجرة،
    لأنَّهم يعتقدون أن هذه الشجرة مباركة، فيجلسون عندها يتبرَّكون بها.


    (ويَنُوطُون بها أسلحتهم) أىيُعلِّقون أسلحتهم فيهالأنهم يرجون بركتها، فيقولون: إن البركة تنزل من هذه الشجرة في هذا السلاح.

    (يقال لها: ذات أنواطٍ) لأنَّها ذات معاليق يعلقون فيها.

    (فمررنا بسدرةٍ) مرَّ هؤلاء الصحابة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسدرةٍ أُخرى قريبة من سدرة هؤلاء، أو شبيهة بها

    (فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواطٍ كما لهم ذات أنواطٍ) اجعل لنا شجرةً نتبرَّك بها، ونُعلِّق عليها أسلحتنا حتى تكون فيها بركةٌ كما كانت لهم في ذلك.
    فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أَكْبَرُ» مُتَعَجِّبًا، ومُستَعْظِمًا قولهم، يقول هذا الأمر الذي طلبتموه عظيم، هذا الأمر الذي تذكرونه عظيم، أي ما ينبغي لكم، ولا يجوز لكم، فالإسلام لا يجوز فيه هذا، ولذلك قال: «اللهُ أَكْبَرُ».
    «إِنَّهَا السُّنَنُ» أي هي طرق الأمم السابقة، فهذه هي الطرق التي سلكتها الأمم السابقة، وهي التي ستسلكها هذه الأمة

    ثم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ» يُقسم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الذي نفسي بيده حياةً وموتًا وتدبيرًا، أنهم قالوا كما قالت بنو إسرائيل لموسى، ماذا قال بنو إسرائيل؟ قالوا: ﴿اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ [الأعراف: 138]، فبنو إسرائيل لما أنجاهم الله -عز وجل- من البحر، كان الأصل أن يشكروا الله ويخلصوا له العبادة، لكن الذي حدث أنهم قالوا: ﴿اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾.

    فهذه سُنن الأمم السابقة، فالأصل في الإنسان إذا أنعم الله عليه بنعمةٍ أن يُخلص العبادة لله رب العالمين.

    قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ». رواه الترمذي وصحَّحه، والحديث صحيحٌ.

    فإذن أغلظ النبي -صلى الله عليه وسلم- ونهى عن مُشابهة الأمم السَّابقة، وعن مشابهة المشركين في هذا التَّبرُّك بهذه الأشجار أو هذه الأحجار أو غيرها، وهذه من القضايا التي وقعت في هذه الأمة، فقد ذكر ابنُ وضَّاحٍ المالكي -رحمه الله- في كتابه أنَّه وُجِدَ في زمنه أناسٌ يتبرَّكون بعينٍ ماء، فقام إليها قبل الفجر ثم دفنها، وأذَّن عليها الفجر وأنهى أمرها.

    ولذلك فحري بالمسلم أن يتتبع حديثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعرف خطورة هذا الأمر الباطل، وهذا مُنتشر، فبعضهم يقول: تربة الحسين مثلًا مباركة، كم آخذ منها؟ قال: تأخذ منها هذا القدر، فتأكل التراب. كيف هذا وقد أنعم الله عليك: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الإسراء: 70] فكيف يأكل التراب؟ فبعضهم يأكل التراب، وبعضهم يأكل الحصى، وبعضهم يأكل غير ذلك، من أين هذا؟ فهذا شيءٌ لا يثبت. بينما نجد -للأسف الشديد- أن بعضهم يترك البيت الحرام الكعبة خلفه، وهو آتٍ من بلادٍ بعيدةٍ، ويذهب إلى هذا المكان أو غير ذلك، ويأخذ منه هذا التراب، أو يأخذ منه هذه الأشياء، هذا من الشرك -نعوذ بالله من الخذلان- وفي أعظم البلاد وأفضل البلاد، فيحذر الإنسانُ دائمًا من هذه القضايا.



    2)قول الله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾ [النجم: 19]
    (اللات) رجلٌ كان يلُتُّ السَّويق للحجاج أي يُطعم الحجاج.والسَّويق هو بُرٌّ يُطبخ في حبِّه، ثم بعد ذلك يُطحن، ثم يُوضع عليه الماء، فيكون سريعًا جدًّا للمسافر.فهذا الرجل كان يَلُتُّ السَّويق، ويضعه بالسَّمن، ويُطعم الحُجَّاج، فهو يقوم بعملٍ صالحٍ وهو في الطَّائف، والذي يقرأ تاريخ ابن كثير -رحمه الله تعالى- سيجد أن ابن كثير يذكر الأماكن التي كان يزورها الناس قبل بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى قال: "كان للعرب أماكن يزورونها ويقصدونها، كان عندهم الكعبة، وعندهم الكعبة اليمانية، وعندهم أماكن أخرى يحجون إليها ويذهبون إليها في الجاهلية". الكعبة اليمانية وذو الخُلصَة، وهدمها النبي -صلى الله عليه وسلم.وحينما يتأمل الإنسانُ اليوم واقعَ العالم الإسلامي -للأسف الشديد- يجد أن هذه الأماكن عندهم نفس القضايا أماكن يحجُّونها من دون الله -عز وجل- ويذهبون إليها.


    (العُزَّى) كانت لقريش، وكانت قرب مكة تعبدها قريش ومَن معها، فكان عندهم بناء، وهذا البناء كان مستورًا عليه بستائر، وكان عندها ثلاث ثمرات، والثمر هو نوعٌ من الطَّرح، لكنَّه ليس طويلًا، ولا يكون كبيرًا، فكانوا يتبرَّكون بهذه الثَّمرات الثلاث حولها، فكان عندها بناء.

    (مناة الثالثة) هذه بجهة المدينة، كانوا يحرمون للحج من عندها، فهي صنمٌ آخر.

    ﴿وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ [النجم: 20] أي الثالثة الحقيرة التي تعبدونها أيُّها المشركون.

    ﴿أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى﴾ [النجم: 21] لأنَّ المشركين قالوا: الملائكة بنات الله. وهم إذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظلَّ حزينًا مُتجَهِّمًا، وقالوا: لنا الذكر.
    ﴿تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى﴾ [النجم: 22] هذه القسمة جائرة في ذلك.

    ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا﴾ [النجم: 23] أنتم سميتموها آلهةً، وإلا فهي ليست آلهة.
    ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ﴾ [النجم: 23] فليس عندهم يقين في ذلك. ﴿وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى﴾ [النجم: 23].


    والبركة تأتي بمعنى طلب البركة أن يكون بالكثرة والثبوت والاستمرار، ولذلك هذا القرآن ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ﴾ [ص: 29]، فكتاب الله تعالى مُباركٌ، هذا القرآن العظيم، عظم خيره، وكثر ودام وثبت.

    أخبرنا الرب -سبحانه وتعالى- أنَّه بارك بعضَ الأماكن، مثل: مكة والمدينة، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَدَعَا لأَهْلِهَا، وَإِنِّي حَرَّمتُ المَدِينةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وإِنِّي دَعَوتُ فِي صَاعِهَا ومُدِّهَا بِمِثْلِ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ لأَهْلِ مَكَّةَ».
    أيضًا حول بيت المقدس مبارك، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «طُوبَى لِلشَّامِ» لأيِّ شيءٍ ذلك؟ قال: «إِنَّ مَلائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيهِ».
    فإذن هناك بعض الأماكن أخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى باركها، لمَن أقام فيها ولازمها، كما فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فليس معنى هذه البركة أننا إذا أتينا إلى تراب المدينة أو مكة نأخذ من ذلك، فهذا غير مشروعٍ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أقاموا في هذه الأماكن المباركة، فأقاموا في مكة، وأقاموا في المدينة، ولم يتبركوا بشجرها ولا بحجرها، ولا بترابها، ولا بغيره.


    وهذه البركةهي بلزومها والصبر والإقامة فيها، في مكة والمدينة، وفضائلهما. ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أقاموا في هذه الأماكن المباركة، فأقاموا في مكة، وأقاموا في المدينة، ولم يتبركوا بشجرها ولا بحجرها، ولا بترابها، ولا بغيره.


    ثبت في الآثار أن الناس كانوا مع عمر بن الخطاب فإذا هم يتسابقون فقال: "ما للناس؟" قالوا: إنهم يصلون في مكانٍ صلى فيه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إنَّما أهلك مَن كان قبلكم تتبع الآثار". وقال: "مَن أدركته الصلاةُ فليُصَلِّ، وإلا فليَمْضِ".
    ولم يثبت أنَّهم توقفوا في مكانٍ صلى فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم-

    وُجِدَ أيضًا ما يتعلق بالتَّبرك ببعض الأوقات، كالتبرك بالمولد، فيجعلونه في ربيع الأول ويقولون: هذا مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- ومولد النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يثبت فيه تاريخ،
    ولا شك أنه صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول عام الفيل، سنة 571 من ميلاد عيسى عليه السلام.ولا يعرف كان ذلك لليلتين خلتا من ربيع الأول، أو لثمانية أو لتسعة أو لاثنتي عشرة.... خلت منه.وأكثر أهل السير على أنه ولد يوم الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل، بعد الحادثة بخمسين يوما.
    وأقرب الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأحبهم إليه محبةً صادقةً كانوا يقفون أمام رسول الله والرماح في أجسادهم، وحب الصحابة للرسول -صلى الله عليه وسلم- مشهور، ومع ذلك لم يحتفلوا بمولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهذا من التبرك الممنوع، غير المشروع، الذي طرحه مثل هؤلاء الأقوام.
    د/عبد الله بن دجين السهلى (بتصرف)


  • #2
    رد: مَن تَبرَّكَ بشجرٍ أو حجرٍ ونحوهما

    جزاكم الله خيرا كثيرا
    هذة أمتّي هذا حآلها وإن قعدت أنا فمن يقوم هذي بلادي وليس لي غيرها فإن لم أجاهد أنا فمن يذود هذا عرضي ...... ذاك ديني وأعاهدالله على النضآل فأعنّا يا الله وتقبّل منّا وانصرنا بمعيّتك

    تعليق


    • #3
      رد: مَن تَبرَّكَ بشجرٍ أو حجرٍ ونحوهما

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا ونفع بكم

      تعليق


      • #4
        رد: مَن تَبرَّكَ بشجرٍ أو حجرٍ ونحوهما

        ​جزاكم الله خيراً
        قلتُ : يا أقصى سلاماً، قالَ : هل عادَ صلاح؟ قلتُ : لا إنّي حبيبٌ يرتجي منكَ السماح !
        #الأقصى_في_خطر


        تعليق


        • #5
          رد: مَن تَبرَّكَ بشجرٍ أو حجرٍ ونحوهما

          بارك الله فيكم

          تعليق

          يعمل...
          X