إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[تفريغ نصي] إثبات صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منقول] [تفريغ نصي] إثبات صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى



    لقد بين الله عز وجل في كتابه وعلى لسان رسوله أن له أسماءً تسمى بها وصفاتٍ اتصف بها
    وينبغي على المسلم أن يتعبد لله عز وجل بهذه الأسماء والصفات إثباتاً لها وعملاً بمعانيها ومقتضياتها
    متقرباً بذلك لله جل وعلا وإن الإيمان بهذه الأسماء والصفات ينمي في حس المسلم ووجدانه معاني الإيمان
    ويحيي في قلبه معاني التعظيم لله جل وعلا وتقديره حق قدره.


    إثبات صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

    أما بعد:
    فأن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة,
    وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار.

    ثم أما بعد:
    فإن العلم بصفات الله جل في علاه هو أرقى العلوم وأشرفها، إذ العلم علمان: علم بالله, وعلم بأمره ونهيه. وأشرف العلوم على الإطلاق العلم بالله؛ لأنه ليس أحد أشرف من الله جل في علاه.
    والعلم بالله ينقسم إلى علم بربوبيته جل في علاه، وعلم بأسماء الله الحسنى، وعلم بصفات الله جل في علاه.
    لا يوصف الله جل وعلا بالبركة؛ لأنه لم يرد دليل من الكتاب ولا من السنة يصف الله بالبركة, وصفات الله جل في علاه توقيفية, يعني: لا نعرفها إلا عن طريق السماع من الكتاب أو السنة.

    فلا نصف الله بالبركة، وإنما نصفه جل في علاه بتبارك؛ لأن الدليل جاء فقصرها على الله جل في علاه, فلا يصح أن نصف الله بالبركة.
    السمع والبصر صفتان ثبتتا لله جل في علاه بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة،
    فقال الله تعالى:
    إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء:58] فأثبت لنفسه السمع والبصر،
    والنبي صلى الله عليه وسلم عندما تكلم عن سمع الله وبصر الله وضع أصبعه على عينه، ووضع الأصبع الآخر على أذنه، كما في السنن أنه فعله أبو هريرة ورفع الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم.


    وفي الصحيحين عن أبي موسى لما كانوا في سفر وعلت أصواتهم فقال: لهم النبي صلى الله عليه وسلم:
    (أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصماً ولا غائباً، وإنما تدعون سميعاً بصيراً).
    فأثبت لربه السمع والبصر.

    وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن لله سمعاً وبصراً.


    المعنى اللغوي لصفتي السمع والبصر المثبت لله تعالى

    والسمع في اللغة معلوم، فبه تسمع كل المسموعات، فلا يخفى على الله جل في علاه شيء، فيسمع حتى دبيب النملة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء، ويرى مخ سوقها. فيسمع نبضات القلب، بل يسمع همسات الصدر,
    ويسمع كل شيء، السر والنجوى، سبحانه جل في علاه. وأما معنى البصر: فهو أن الله أحاط بكل شيئاً بصراً, ولذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين أنه قال: (حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه)، سبحات يعني: أنوار وبهاء وعظمة وجمال وجهه، قوله: ( ما انتهى إليه بصره من خلقه) أي: أن بصر الله ينتهي إلى جميع خلقه، فقد أحاط بكل شيء سمعاً وبصراً.

    وفي
    البخاري أن عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت: سبحان الذي وسع سمعه الأصوات كلها,
    إن المرأة تشتكي لرسول الله وأنا في ناحية المنزل يخفى عليّ بعض حديثها، فأنزل الله جل في علاه:
    قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا




    أنواع سمع الله عز وجل





    وسمع الله أنواع: سمع تهديد وسمع تسديد ونصرة وتأييد, وسمع قرب وإجابة ورفع بلوى وكشف كربة.
    أما سمع التهديد: فكما بين الله جل في علاه لهؤلاء الذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله، ثم بعد ذلك يدبرون الأمر بالليل، فأخبرهم أنه يسمع سرهم ونجواهم، وهذا السماع وهذه الآية تدل على أن الله يهددهم،
    فكأنه يقول لهم: أسمع سركم وأسمع نجواكم، فإن سمعت ما تقولون أو ما تسرون في قلوبكم أو في
    أماكنكم فإن قوتي ستصل إليكم؛ لأني سمعت ما تدبرون وإني قاصم لظهوركم. سبحانه جل في علاه.
    فهذا سمع تهديد، يهدد به الله جل في علاه القلوب المريضة، ولترجف وترجع.وسمع تأييد ونصرة وتسديد. اللهم اسمعنا بنصرك يا رب العالمين، وبتسديدك وتأييدك.

    وهذا السمع هو الذي قاله الله جل في علاه لموسى عندما قال:
    رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى [طه:45]، وذلك لما ذهب إلى فرعون الطاغية الأكبر الأرعن، الذي تجرأ وقال: إني أنا ربكم الأعلى.
    فخاف موسى وخاف على هارون,
    قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى [طه:45]،

    فبين الله أنه يسمعهم، وهذا السمع يستلزم التأييد والنصرة، بل ويستلزم أن الله جل وعلا يعصمه من كل شر.
    قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]، أي: أسمع ما يحاك بكم، وما يدار بينكم، وكل ما يدور معكم،
    وإني منجيكم من هؤلاء الكفرة الظلمة,
    قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46].
    فسمعه سمع قرب, وإجابة وكشف الكربة, ورفع البلوى. فيسمع لعبده في السحر في الليل وهو متخشع متذلل متضرع لربه جل في علاه، فيسمع دعواه ويستجيب له.

    ولذلك ينزل ربنا نزولاً يليق بجلاله وكماله إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر، فيسمع دعاء عبده
    كما قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ [البقرة:186]، وخاصة إذا قدمت بين دعاءك
    دعاء الثناء؛ لأن الدعاء: دعاء عبادة ودعاء مسألة, فإذا قدمت دعاء الثناء والعبادة فإن الله يقبل المسألة. ومثال ذلك: إذا كنت في الصلاة فقرأت:
    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]،

    فقد أثنيت على الله بالربوبية,
    الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ [الفاتحة:3-5]، وهذا ثناء على الله بأنه المتفرد وحده بالعبادة، فقد أثنيت على ربك أولاً بدعاء الثناء وهو دعاء العبادة، بل هو كل العبادة. وقد احتج له شيخ الإسلام بحديث فيه ضعف، ولكن أستأنس به ومعناه صحيح،
    وهو حديث: (
    من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلين
    ) فإذا أديت دعاء العبادة، ثم ركعت فعظمت الرب قائلاً: سبحان ربي العظيم، فقد قدمت ثناء العبادة أو دعاء العبادة،
    فدعاء المسألة لك مستجاب، فقل: سمع الله لمن حمده, يعني: أن الله سمع ثناءك وحمدك وشكرك، وسيجازيك عن ذلك خيراً,
    فهذا السماع: سماع قرب واستجابة للدعاء.وقد سمع الله قلب زكريا قبل صوته عندما خفق قلبه على الولد،
    وقد بلغ من الكبر عتياً، وامرأته عاقر. ولما دخل على مريم رضي الله عنها وأرضاها ورأى عندها فاكهة الصيف في الشتاء والعكس بالعكس, نادى ربه، وهو يعلم بأن الله سميع قريب مجيب سيسمع دعاءه فقال:
    قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ [آل عمران:38].

    وهذا هو سمع الإجابة, فكانت المكافئة: يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى [مريم:7]. ولو تدبر أحدنا ذلك وعلمه،
    واجتهد حتى يتعلم هذه الصفات، وكيف يتعبد بها لربه جل في علاه؟ومن السمع القريب:
    سمع الله جل في علاه في كشف الكربة ورفع البلوى,

    كما في قصة المرأة التي جاءت تشتكي زوجها، وأنه بعدما كبر سنه، وبعد العشرة الطويلة, قال لها: أنت علي كظهر أمي. وكان هذا في الجاهلية يعد طلاقاً، فكأنه بت طلاقها. فذهبت تشتكي ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
    كيف يفعل بها ذلك؟ وهي حجرها له وطاء، وهي معه في هذا العمر المديد. فأنزل الله جل في علاه كاشفاً عنها الكربة ويقول: لا ليس بطلاق، إنما هذا منكر من القول وزور، فقال تعالى:
    قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا
    [المجادلة:1]

    فسمع شكوى المرأة، وكشف كربتها، ولم يجعل هذا طلاقاً بائناً أبداً, بل جعله منكراً من القول، ثم عاقب هذا القائل بأنه لا بد أن يكفر عن هذا القول الذي هو منكر وزور, فكشف الكربة، ورفع البلوى.وهذه الصفة قد تعبد بها يونس عليه السلام،
    عندما كان في ظلماتٍ ثلاث: ظلمة البحر، وظلمة الحوت، وظلمة الليل، فقال:
    لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87]، وفي بعض هذه الآثار
    وإن كانت إسرائيليات لا تصدق ولا تكذب، أن الملائكة كانوا يقولون: سمعنا قولاً، أو سمعنا كلاماً أو صوتاً من مكان بعيد، ولكنه عند الله قريب ولذلك سمع الله له, فجاد عليه جوداً لم يجده على نبي مثله.

    أثر الإيمان بصفتي السمع والبصر

    ومن اعتقد في الله هذا الاعتقاد, وعلم أن ربه يسمع وأنه يرى, فإنه سيخشى أن يقع في ما يضره عند الله جل في علاه. وفيما ينزل قدره عند ربه جل في علاه, وإذا علم أن الله يسمعه سمع التسديد والنصرة والتأييد فلا يقع في بلوى,
    أو في مأزق, أو في أي أمر من الأمور إلا ويستحضر ذلك، ويعلم أن الله مؤيده، وأن الله غالب على أمره. وإذا علم أن الله يراه فإنه سيستحي أن ينظر إلى ما يغضب الله جل في علاه.

    ((
    تفريغ نصي للشيخ محمد محسن عبدالغفار))






    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 12-01-2015, 12:44 AM. سبب آخر: تنسيق الخط

    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين



  • #2
    رد: [تفريغ نصي] إثبات صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم



    تعليق


    • #3
      رد: [تفريغ نصي] إثبات صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى

      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم


      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق

      يعمل...
      X