Tweet
العقيدة الصحيحة ركن أصيل
وما زال في المسلمين من يُقدس القباب ويعبدها من دون الله رب العالمين
ولا زال في المسلمين من يصير به وهمه إلى الاعتقاد في الرمم والجيف الباليات وإلى قصد العباد من دون رب العباد رب الكائنات
ما زال في المسلمين من لا يعرف عقيدته معرفة صحيحة ، وبها تقاتل وبها تُنازع ... دين الله رب العالمين اعتقاد صحيح بعبادة منضبطة ومعاملة مستقيمة وأخلاق قويمة
فهذا الركن الأصيل ـ الله رب العالمين لا يقبل فيه خللا أبدا (إن الله لا يغفر أن يُشرك به) فمن أتى بشيء من الشرك فقد حبط عمله كما بين ربنا جل وعلا في كتابه العظيم (أنا أغنى الشركاء عن الشرك) يقولها ربنا في الحديث القدسي الصحيح (فمن أشرك معي غيري وكلته للذي أشرك) لأنه أغنى الأغنياء وأكرم الأكرمين ـ هو رب العالمين
لازال في المسلمين اليوم من يصير وهمه إلى أن رفع الذل إنما هو في قصد فلان وفلان من الأموات الذين صاروا ترابا ... الذين صاروا رمما ... لا يقدرون على شيء ولا يستطيعون لشيء جلبا ولا دفعا ، والله رب العالمين وحده هو القادر على الرفع والدفع ، وهو القادر على أن يُعز ويُذل وهو على كل شيء قدير
مازال المسلمون اليوم لا يستطيع جملة كبيرة منهم أن تقضي حاجتها على المنهج الإسلامي الصحيح فضلا عن أن تتوضأ للصلاة أو تغتسل ، فضلا عن أن تُصلي بالعبادة المنضبطة المستقيمة ،
لازال كثير من المسلمين اليوم لا يدرون في أمر المعاملات على الوجه الشرعي المستقيم .. لا قليلا ولا كثيرا
لا زال كثير من المسلمين إلي اليوم لم يتحلم بعد بالأخلاق الفاضلة التي جاء بها محمد .. لا يذلون لمن كان على الشاكلة ممن يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله
ودونك .. دونك أبا ذر رضوان الله عنه لما أغضب أخاه بلالا رضوان الله عليه فعيره في سقطة كانت هنالك بفلتة لسان ، يقول : يابن السوداء
فلما رُفعت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : أعيرته بأمه ؟ إنك أمرؤ فيك جاهلية
على كبر سني يا رسول الله ؟
قال : على كبر سنك
وإذا فكيف المخرج وأين السبيل ... والله لا أرفع خدي عن الأرض حتى يأتي بلال فيطأ على خدي الآخر بنعله لله رب العالمين وكرامة لمحمد الأمين صلى الله عليه وآله وسلم .... يتحرج بلال شيئا ثم يُنفذ عزمة أخيه ـ ألا رضوان الله عليهم
بها سبقوا الدنيا لأن الأخلاق لا تكون إلا ثمرة لما وراءها من ذلك اليقين الكامن في القلوب ، من ذلك الإخلاص المسيطر على الأرواح ...
عباد الله ... لابد من تصفية هذا الدين من كل ما يشوبه حتى يعود المسلم حرا في عقيدته ، حتى يصير المسلم حرا من الخوف لا تقيده المخاوف ولا تسلسله فتزلزله الظنون ، وإنما يكون منطلقا لا يخاف إلا من الله رب العالمين
أما أسرى الوهم وأما الذين لم ينفكوا بعد من تلك المخاوف فهم عُباد لها ، فأولئك كيف تقوم عليهم عزة أمة هي أمة العزة .. وليست بأمة المذلة التي إليها يُخلدون
لابد من أن يُحرر الإنسان قلبه من أضابير الوهم ومن سيطرة الخرافات ... لابد أن يحرر الإنسان عقله من تلك التصورات من خرافات العجائز يحكينها في الليالي المظلمات الشاتيات ... هنالك تحت الأغطية الثقيلات ... والعجائز يأتين بالوهم بالخرافات ثم تكبر في نفوس أولئك الذين هم من أمة سيد الكائنات
تعليق