::: بداية العمل المنظم للدعوة السلفية :::
بعد ذلك بفترة وجيزة قرر الإخوان المسلمين أن يجبروا الأخوة على الإنسحاب من الجامعة
فكان المشايخ يخرجون في الساحات في الكليات و يعطون دروسهم أو كلماتهم فيها ، فبدأ الإخوان يكلمون الشباب في الإنصراف عن سماع السلفيين ويخبرونهم أنهم متشددين ومتنطعين ، و بدأوا في تفريق الناس
بعض الإخوة السلفيين انفعلوا من أفعال الإخوان فذهبوا إليهم و قالوا ماذا تفعلون ؟
فقالوا نحن نحذر الناس ، فقالوا لا تحذروهم ، مما أدى إلى حدوث اشتباك بين الإخوان المسلمين والإخوة السلفيين
الإخوان كانوا جاهزين نفسيا ، أول ما بدأ الإشتباك تحول الأمر إلى درس تأديبي- علقة ساخنة – لجميع السلفيين الموجودين
أدى ذلك الى أن المشايخ قرروا أن يعملوا عملا منظما فلابد من وجود عمل منظم ، و وقع ساعتها اختلاف كبير بين المشايخ ، بعضهم رأى ضرورة الإنسحاب من العمل الجماعي ، فالمكان الذي سيتواجد فيه الإخوان المسلمين من باب درء الفتنة نتركه ونذهب لمكان اخر و الأماكن كثيرة
الفريق الثاني رأى ضرورة التواجد و بتنظيم كامل و عدم الإقتصار على ما ورثوه من الجامعة الإسلامية بمعنى عدم الإقتصار على مجرد الكلمات و الدروس و المدرسة السلفية التي كانت موجودة
و يالنسبة للمدرسة السلفية التي كانت في مسجد عمر بن الخطاب استولى الإخوان على هذا المسجد و طردوا المشايخ و الإخوة و أوقفوا دروس العلم التي كانت فيه ، و تم نقل المدرسة لمسجد عباد الرحمن
بعدها قرر المشايخ أن ينشئوا عمل دعوي منظم ، و قد كان هذا الكلام في بداية سنة 80 و أواخر 79 م ، و قرروا أن يطلقوا عليه اسم "الدعوة السلفية "
بعد ما كان ( المدرسة السلفية ) أصبحت ( الدعوة السلفية ) ، و كان أول مسئول عن الجامعة شيخ لم يكن مشهورا في هذه الفترة الشيخ عماد عبد الغفور ، ثم أصبح الشيخ ياسر برهامي مسئول الجامعة ، وظل الشيخ ياسر مسئولا رسميا عن الجامعة حتى سنة 2002 م .
كانت هذه مرحلة من المراحل ، بدأت الدعوة السلفية بعد ذلك توسع أنشطتها الدعوية ، فبدأ تكوين لجنة إعلامية و لجان مختلفة و بدأ ترتيب العمل في المناطق ، وبدأ تقسيم الدعوة إلى لجان : لجنة اجتماعية ، لجنة زكاة ، لجنة توظيف اللأموال ، وهكذا
كانت بعض الأنشطة تتم بصورة منظمة لكن غير رسمية مثل مسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الحسبة) ، المحاكم الشرعية و طبعا في غير الحدود ، ثم تكوين العديد من اللجان الدعوية
و تم إصدار مجلة صوت الدعوة ، و كان الهدف الأساسي منها هو التوصيل الإعلامي للقضايا الفكرية الأساسية للدعوة السلفية
كذلك تم إنشاء معهد إعداد الدعاة المعروف "بمعهد الفرقان"
و ظلت هذه الأنشطة الدعوية مستمرة حتى سنة 1994 م وبعد ذلك تم إيقافها
تم تلفيق قضية أمن دولة للمشايخ و بعد هذا توقفت جميع الأنشطة ما عدا نشاط الجامعة و الطلائع حتى سنة 2002 م فتوقف كذلك نشاط الجامعة والطلائع بعد الضربة الأمنية للدعوة ، وظل الأمر على ذلك حتى قامت ثورة 25 يناير .
هذه صفحة في النشأة والصفحة التالية في التميز الفكري ..
تعليق