إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدرس السادس عشر(السحر)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدرس السادس عشر(السحر)

    رابط المحاضرة:
    http://www.youtube.com/watch?v=gpawXYECzf4
    تفريغ المحاضرة:
    الشيخ:
    بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الرسل والنبيين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
    نرحب بكم في هذه اللقاءات المتجددة في مقرر العقيدة (1) في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، فحيى الله الإخوة جميعا، وأهلا وسهلا بالحضور معنا، فحياكمُ الله.
    توقفنا في اللقاء الماضي بالأمس في باب ما جاء في السحر، وقُطع علينا الحديثُ، يعني الوقت كان قد أدركنا بحيث انقطع الحديث في وسط الباب.
    فنعود اليوم إلى الإشارة للنصوص التي مرت معنا بالأمس، وأيضا نُشير هذا اليوم بمشيئة الله تعالى ببعض الأسئلة التي أرسلها الإخوة، سنشير إليها بمشيئة الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنه حقٌّ علينا، ولا نريد أن يضيع شيء من هذه الأسئلة، ونبدأ من حيث انتهينا بالأمس.
    بالأمس بدأنا في باب ما جاء في السحر، وبينا ما علاقة هذا الباب بالسحر، فما علاقة هذا الباب بالسحر؟
    {السحر؛ لأن الساحر يُطيع الشيطانَ، ويقع في الشركِ، ولذلك المؤلف -رحمه الله- ذكره في كتاب التوحيد}.
    شكر الله لك، نعم هو أن هذا الباب متعلق بمسألة طاعة الشيطان، ولذلك لما يتأمل الإنسان في كتاب الله تعالى؛ نجد أن الله يحذر العباد، يحذرهم من الشيطان ﴿ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ ﴾ [الأعراف: 27]، فيحذرهم ﴿ يَا بَنِي آدَمَ ﴾ يناديهم بهذا النداء الرباني العظيم، فنجد التحذير من هذه القصة، تكرار هذه القصة، فالساحر هو في الحقيقة لا يكون ساحرًا حقيقيا حتى يعبد الشيطانَ، ولذلك الشياطين يستحيلُ أن تُطيعه بدون مقابل، لا يوجد ساحر أو شياطين تطيع هذا الساحر إلا بمقابل، يكون فيه تخييلي، أنهم يخيلون على الناس، لكن المراد في هذا الباب السحر الحقيقي الذي يكون فيه إضرار بالناس، إما أن يضرَّ به، أو يمرضه، أو يقتله، أو يفرق بينه وبين زوجته، ولا يكون شيء من ذلك إلا بإذن الله الكوني القدري.
    ولذلك أي ساحر أو ما يذكر أحيانًا عند بعض المؤلفين إنه يقال: السحر منه، من السحرة من لا يكون ما يكون فيه عبادة للشيطان، أو فيه طاعة للشيطان، هذا غير صحيح، الساحر لا بد أن يكون مطيعا للشيطان، بعضهم يتلاعب به الشيطان، البعض سواء معالجين أو أحيانًا يكون من بدأ في القراءة. .. يتلاعب به الشيطان حتى يُخرجه من مساره، فمثلا بعضهم يقول أن عندي قراء، أنا عندي جن صالحون، مؤمنون يساعدونني، قد يكون صادقا في بعض أحواله، هم يساعدونه بلا شيء، لكن بعد ذلك لا بد أن يطلبوا منه شيئا، لا، مستحيل أن الجن لا تُطيع أحدا من الناس إلا لغرضٍ، حالهم مثل حال الإنس، فالإنسُ لا يُطيعون أحدًا إلا لشيءٍ، إلا لغرض، أما بغير غرض حتى الذي يعمل لله -عز وجل-، يحضر. .. بهذه الدروس يريد الأجر من الله -سبحانه وتعالى-.
    ذكرنا في هذا الباب تكلمنا عن آيتين من كتاب الله -تبارك وتعالى-، والتي تظهر الآن أمامكم، الآية الأولى هي قوله -تبارك وتعالى-: ﴿ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ [البقرة: 102]؛ أي السحر، اليهود علموا أن من اشترى السحر أنه ما له من خلاق، ما له من نصيب في الآخرة، وهذا من الأدلة على كفر السحر.
    الدليل الثاني: ﴿ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ﴾ [النساء: 51]، أيضًا عن اليهود، وذكرنا فيها أثر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وأثر جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-.
    جابر حكى ما كان في حال المشركين، قال: "الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد" كان العرب في الجاهلية عندهم في كل قبيلة وفي كل حي وفي كل بلد، يكون فيه كاهن، هذا الكاهن يتحاكمون إليه، يرجعون إليه، وهذا الكاهن لماذا يطيعونه الناس؟ لماذا يرجعون إليه؟
    {لأنه يخبرهم الغيبيات}.
    من أين حصل على هذه المعلومات.
    {من الشياطين}.
    من الشياطين، كما أخبر الله -عز وجل- عن الشياطين في سورة الجن، ماذا قال؟ ﴿ وَأَنَّا كُنَّا ﴾ [الجن: 9]
    {﴿ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ﴾ [الجن: 9]}.
    كانوا يسترقون السمع، قبل بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فلما بُعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- حُرست السماءُ ببعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فما كانوا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه من قبل، فإذن تكلمنا عن هذه النصوص، والباب فيه كلام عن جزئيتين:
    الجزئية الأولى: عن حكم السحر والثانية عن حكم الساحر، واحدة عن السحر، جزء عن السحر، والثاني حكم الساحر.
    أيضًا من الأدلة حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
    اقرأه لنا يا حمد.
    {وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله: وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذفُ المحصنات الغافلات المؤمنات».}
    نعم، هذه السبع المهلكات، هل يوجد غيرها؟ نعم، يوجد غيرها من كبائر الذنوب، وهذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم، فهو في الصحيحين، فالنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: «اجتنبوا السبع الموبقات»؛ يعني المهلكات، تهلك في ماذا؟ تهلكُ في الجسد أم في الدينِ؟ تهلكه في الدينِ، ولذلك الهلكة العظمى إن الإنسان يهلك في دينه، يكون على دين باطل، يكون على معتقد باطل، وليس هلكة الجسد الموت، لا، إنما الموت الحقيقي أن الإنسانَ يكونُ على معتقدٍ باطلٍ، يكون على دينٍ باطل، ولذلك «اجتنبوا السبع الموبقات»، هنا قال: «اجتنبوا» ما قال: اتركوا؛ لأن الاجتناب أكثر وأعظم، البعد عنها غاية البعد، غاية البعد من هذه السبع الموبقات، أن الإنسان يكون منها في غاية البعد تماما ويجانبها في كلها والأسباب الموصلة إليها، لا يقرب هذه الأشياء، ولا الأسباب الموصلة إليه، فلا يقرب الشرك ولا الأسباب الموصلة إلى الشرك، ولا السحر، ولا الأسباب الموصلة إلى السحر.
    فأول هذه الكبائر، وأول هذه المهلكات الشرك بالله، والشرك أن تجعل لله ندا وهو خلقك، عبادة غير الله، يصرف الإنسان العبادة لغير الله، إما يعبد قبرا، أو يعبد صالحا، أو يعبد جنا، أو يعبد حجرا، أو يعبد أي شيء من ذلك، كل هذا فإنه شرك، عبادة غير الله -سبحانه وتعالى-.
    وكما مر معنا بالأمس، ذكرنا قصة قوم نوح، أنهم عبدوا رجالا صالحين، كانوا رجالا صالحين، فلذلك الذي يقول إنه يعبد الصالحين ويحبهم، وهذا من انتكاس الفطر، بعض الناس اليوم، رأى إذا نهيناه أو نهاه أهل الإيمان وأهل التوحيد عن عبادة القبور، أو عبادة الأولياء وغيرهم، قال: أنتم ما تحبون الصالحين. جعل عبادة الصالحين، محبة الصالحين هي عبادته، وجعل النهي عن الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك هو بغض الصالحين، هذا انتكاس في الفطرة، بل نحبهم ولا نبغضهم، لكننا لا نعبدهم، إنما نعبد الله وحده، كما أمر الله -سبحانه وتعالى-.
    والشرك أعظم الذنوب، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، فالشرك أعظم هذه الذنوب.
    ثم قال: «والسحر» وهذا محل الشاهد، هنا السحر، «والسحر» عطفه على الشرك، أليس السحر يُشترط فيه الشرك، يشترط فيه الشرك، لا بد، ولذلك كثير من المشركين من الفرق الضالة المنتسبة للإسلام لا بد أن يكون رؤوسهم أهل سحر، سحرة، وجربنا ذلك، أول ما يتعلم من القضايا التي يتعلمها يتعلم السحر، بل بعض طرق الصوفية لما انتهى الشيخ، هذا موجود في كتبهم، وفي سيرهم، ليس سرا، لما انتهى التلميذ من التتلمذ على هذا الشيخ، اذهب لقد أعطيتك ألفين وخمسمائة من الجن يخدمونك، يخدمونه مجانا؟ لا بد لهم غرض في ذلك.
    ولذلك كثير من أهل البدع، لا أقول الجميع، بل كثير من أهل البدع، ودعاة الشرك والضلالة كثير منهم يستعمل السحر، وهذا شاهدناه في بعض التائبين منهم، قال: كنا أول ما نتعلم، نتعلم السحر، بعض الكبار من الباطنية وغيرهم، قالوا: كنا نتعلم، وبعض كبار الصوفية: يُقبض عليه في قضايا السحر، يأتي إلى المملكة ويقبض عليه في قضايا السحر، لماذا؟ لأنه دخل في السحر وبعضهم تدخله الشياطين عن طريق الخلوة الشيطانيةِ، فهو يخلو بنفسه أربعين يوما في مكان لا يوجدُ فيه أحد، مكان خال مظلم، فتتلبس به الشياطين، وتُضله الشياطين، نعوذ بالله من الخذلان.
    فإذن: الأول من هذه المهلكات هو الشركُ بالله، والثاني: السحرُ، ولذلك خصَّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالذكر هنا، خصه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يدخل في الشرك.
    الثالثة: قال: «وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق»، ما هي النفس التي حرم الله إلا بالحق؟ المؤمن، المؤمن حرم الله -عز وجل- قتله إلا بالحق، لا يجوز أن يُقتل المؤمن، ولذلك جاء الوعيد ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنا مُتَعَمِّدا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ ﴾، جاء الوعيد الشديد فيها ﴿فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابا عَظِيما﴾ [النساء: 93]، شيئًا عظيمًا، فقط المؤمن؟ أم يوجد غير المؤمن؟
    {المعاهَد}.
    الشيخ:
    كالمعاهَد، ولذلك جاء في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- «من قتل معاهَدًا لم يرحْ رائحة الجنة»، الكافر الذي دخل بلاد المسلمين لا يجوزُ قتله بأي حالٍ، دخل بعهودٍ ومواثيقَ، قال: «لم يرحْ رائحة الجنة»، ولذلك قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث؛ الثيب الزاني»؛ يعني الذي تزوج ثم زنى، «الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة» طيب سيأتينا أحاديث الآن في قتل الساحر، أين يكون الساحر؟
    {المفارق لدينه}.
    الشيخ:
    المفارق لدينه، التارك، ولذلك لو نجد في بعض المعارض، لما تجد المعارض بالذاتِ عن قضايا السحر أو غيرها عند الهيئة أو غيرها، ستجد الجانب الذي في السحرة أن عندهم قضايا لا بد فيها إهانة القرآن الكريم، إهانة كلام الله -سبحانه وتعالى-، والكفر به -سبحانه تعالى-.
    الرابع منها: «وأكل الربا»، أكل الربا جاءت فيه النصوص وفيه الوعيد الشديد في ذلك، ولذلك من مشكلات العالم اليوم الربا، الذي يتكلمون عنه هو قضية الربا.
    والخامس: «وأكل مال اليتيم» : مال اليتيم، اليتيم هو: من مات أبوه وهو دُون البلوغ، والواجب الإحسان إليه، فإذا أكل ماله ظلمًا وعدوانًا وهو لا يستطيع الدفاعَ عن نفسه؛ لضعْفِه وصِغَرِ سنِّه وعدم معرفته، فجاءت من الموبقاتِ والمهلكاتِ.
    السادس: «والتولي يوم الزحفِ»: إذا التقى أهلُ الإيمان وأهل الكفر؛ فلا يجوز للمسلم أن يتولى ولا يرجع، بل عليه القتال، كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفا لِّقِتَالٍ﴾ [الأنفال: 15، 16]، إذن هذا الذي يجوز له عند التحرُّف للقتال ليقاتل، ﴿أَوْ مُتَحَيِّزا إِلَى فِئَةٍ﴾ فإذن يجوز في هاتين الحالتين، التحرف أو التحيز إلى فئة من المؤمنين أخرى ﴿فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [الأنفال: 16].
    المهلكة الأخيرة: قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، قذف المحصنات الغافلات، الغافلات عن ماذا؟ عن قضية الفاحشة كلها، لا تدور لهن بخلد، ما يعرفن هذه القضيةَ إطلاقًا، المؤمنات، ولذلك على الإنسانِ أن يحفظ لسانه، ويدخل في هذا الرجلُ والمرأة.
    فهذا النص يدلُّ على تحريم السحر وتعلمه وتعليمه، وأنه من .. العمل به، وأنه من السبع الموبقات المهلكات وفي ذلك، وأنه من الشرك.
    كل الأحاديث التي مرت معنا في الكلام عن ماذا؟ عن حكم السحر، الآن يأتي الأحاديث التي فيها حكم الساحر، التي يأتي فيها حكم الساحر، ماذا نفعل بالساحر؟ ستأتينا الأحاديث.
    أولها حديث جندب -رضي الله عنه- مرفوعًا قال: «حدُّ الساحرِ ضربةٌ بالسيفِ» رواه الترمذي وقال: الصحيحُ أنه موقوف هو موقوف على جندب، وجندب هذا ليس جندبًا البجليَّ -رضي الله عنه-، بل لقبه جندب الخير، وذكر بعض الشراح أنه جندب بن كعب الأسدي، جندب بن كعب الأسدي، وليس جندبًا البجليَّ -رضي الله عنه-، قال: «حدُّ الساحر ضربة بالسيف»، هذا الحديث ضعيف، ضعيف موقوف عليه، لكن حسنه بعض أهل العلم لأنه يتقوى بطرقه وله أصل، يعني صح عن جندبٍ هذا قتل الساحر، فله أصل في ذلك.
    فإذن حكم الساحر: وجوب قتله، يجب قتل الساحر،كما قال الله تعالى: ﴿مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [يونس: 81]، فإذن الساحر ماذا؟ مفسد، الساحر مفسد، ولذلك بعض السحرة لم يكن عندهم حاجة للمال، لكن عنده مُسارعة، يعني من خلال تتبع بعض أعمال السحرة وجد أن عندهم مسارعة إلى أعمال الإفساد بين الناس، يصرف المرأة عن زوجها، ويصرف الزوج عن امرأته، ويعمل أشياء من ذلك. لماذا؟ ماذا تتوقعون؟ لماذا هذه المسارعة في الإفساد بين الناس وتخريب البيوت؟ لماذا؟ ماذا تتوقعون؟
    {لإرضاء الشيطان}.
    الشيخ:
    نعم، وهو الصحيح، أن الشياطين تقولُ له وتهدده، إذا لم تفسد ستتخلى عنك الشياطين، لا بد أن يفسدُ، هذا شرطُ الشياطين، ولذلك انظر بعض من يتشبهُ بهم أو غيره، يأتيهم المريض، ويقولُ: سحرك أخوك فلان، ابن عمِّك فلان، قريبُك فلان، ثم يشعلون الناس، يشعلون بين الناس الإشكال، ولذلك لا يُصدق مثل هؤلاء، وبعضهم إن كان يتلبس بالطب الشعبي أو غيره، فتصديق مثل هؤلاء لا يصح في هذه الحال، فالساحر مُفسد في الأرض، ولذلك وجبَ قتْلُه.
    أيضًا أنه ناقض، فجاءت فيه.. سيأتينا أحاديث مرَّت معنا، وسنعيدها مرة أخرى في نهاية الباب، لبيان أن الساحر ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾ [البقرة: 102].
    الدليل الثاني على حكم الساحر: حديث عمر -رضي الله عنه-، أو فعْل عمر -رضي الله عنه- في صحيح الإمام البخاري، أصله في الصحيح، عن بَجالة بن عبدة، بجالة هذا هو أحد كتاب الولاة في زمن عمر، كاتب لأحد الولاة، فجاءت رسالة من عمر -رضي الله عنه- فهو يحكي لنا قصة هذه الرسالة التي جاءت عن عمر -رضي الله عنه-، قال: "كتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال: فقتلنا ثلاث سواحرَ"، يعني ثلاث نساء ساحرات، ثلاث نساء ساحرات قتلوهن بأمر عمرَ -رضي الله عنه-، أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- متواترون، وكان إجماعًا من الصحابة -رضي الله عنهم-، «قتلنا ثلاث سواحر» تطبيقًا لقول عمر. وهذا الحديث سنده صحيح، وأصله في البخاري.
    فإذن هذا الفعل من عمر -رضي الله عنه-، ومن أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- في زمن عمر، في تطبيق هذا الأمر.
    وصحَّ عن حفصةَ أم المؤمنين، حفصة بنت عمر بن الخطاب، أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها أَمرت بقتل جاريةٍ لها سَحَرَتْها، فقُتلت، أمرت بقتل ساحرةٍ، لماذا؟ كانت هذه حاولت سحر أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها-، فأمرت بها فقتلت؛ تنفيذًا لأمر الله -عز وجل- وحكم الله -سبحانه وتعالى-.
    قال المؤلف: وكذلك صح عن جُندب، وكذلك صح عن جندب، وهو جندب الخير، جندب بن كعب الأسدي، فأيضًا صح عنه.
    فإذن صح عن ثلاثة، عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو خليفة، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، وعن حفصة أم المؤمنين، وعن جندب الخير، جندب بن كعب الأسدي -رضي الله عنه-.
    وكان جندب -رضي الله عنه-، أنه قيل له: إن أحد الولاة عنده ساحر، يُظهر للناسِ أنه يقطع عنقه ثم يرد رأسه مرة ثانية، فجاء مشتملا بسيفه، يعني أتى بالسيف في خفية، ثم لما جاء عند هذا الساحر ضربه بالسيف، فقال: اعدل رأسك الآن! يعني أرِنا جهدك الآن في ذلك، -رضي الله عنهم- قاموا بما أمر الله -عز وجل-.
    ولذلك قال الإمام أحمد -رحمه الله- الإمام المشهور، إمام أهل السنة: "صح عن ثلاثة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قتل الساحر، وهم: عمر بن الخطاب وحفصة أم المؤمنين، وجند بن كعب الأسدي، جندب الخير -رضي الله عنه-".
    فإذن نأخذ من ذلك أن الصحابة قتلوا الساحر؛ لأنه كافرٌ مرتدٌّ، وما قتلوه إلا لكفْره، لذلك جاءت الأدلة، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ﴾؛ لأن اليهود نسبوا إلى سليمانَ السحرَ، لكن الله -عز وجل- بَرَّأَه من ذلك، وسَمَّى السحر هنا كفرًا، قال: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ﴾. وأيضًا قوله -تبارك وتعالى-: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ﴾، فإذن أيضًا هذا دليل على أنهم يُعلمون السحرَ، لكن يقول هو فتنة، كفر، ﴿فَلا تَكْفُرْ﴾ تخرج من الإسلام.
    وقوله: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ هذا قدَر الله الكوني في ذلك.
    أيضًا قوله -تبارك وتعالى-: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ﴾؛ أي: ما له نصيب، المؤمن له نصيب في الآخرة أو ما له؟ له نصيب، أهل الإيمان وأهل التوحيد، حتى ولو استحقوا العذاب؛ فإن مصيرهم إلى الجنة، هؤلاء أهل التوحيد، أما أهلُ الشرك وأهل الكفر فإن مصيرهم النار، ولذلك قال: ﴿مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ﴾ ما له أي نصيب، ليس له شيء في الآخرة.
    ولذلك قوله أيضًا، من الأدلة قوله: ﴿وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 102، 103]، انظر. . ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا﴾ يعني أنهم غير.. ليسوا من أهل الإيمان في ذلك، وقوله: ﴿إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾ [طه: 69]، وأهل الإيمان يعني لهم فلاح، وإن كان قد يتوعدون بالعقوبة على ذنوبهم ومعاصيهم، لكن لهم فلاح، أما هذا فلا يُفلح في ذلك.
    فلذلك الراجحُ من هذه الأقوال أن الساحرَ كافرٌ، وأنه يُقتلُ، ويرجع في قتله إلى الحاكمِ، يُقتل إلى الحاكم، حتى لا تكونَ فوضى بين الناس، كلما قال هذا ساحر ثم قتلوه لا يجوز بهذه الأحوال، وإنما يرجع فيه إلى الحاكم في ذلك، وهناك كلام كثير في مسألة استتابته أو غيرها في ذلك.
    والآن كثُر للأسف الشديد بين الناس بسبب غفلتهم عن ذكر الله وعن طاعة الله، وعن التوحيد عن بيانه للناس، كثر فيهم قضايا السحر، وابتزاز السحرة لهم، يتصلون على بعض الناس، ويقولون: أنت رأينا لك كذا.. وأحيانًا من ابتزازهم للناس تأتي إليهم فيقولون أنت عبد الله بن مسعود جئت من البلاد الفلانية، أتيت من تلك البلاد، وبلدك كذا وشكلها كذا، وأتيت لهذا الغرض، مع أنه أول مرة يقابلك، طيب.. كيف أتى بهذه المعلومات عني؟ كيف يا ناصر يأتي بالمعلومات؟
    {عن طريق الشايطين الذين يطلب رضاهم}.
    الشيخ: طيب، أين هؤلاء الشياطين الذين طلب المعلومة منهم؟
    {ما نستطيع أن نراهم}.
    الشيخ:
    ما تستطيع، لكنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا عنهم، قال: «ما من أحد إلا له قرينٌ» كل إنسان له قرين، فأنت لك قرين، ولذلك تحضيرُ الأرواح أيضًا، الذي يزعمونه أنه تحضير أرواح إنما هو تحضير لذلك القرين، يأتون بذلك القرين، فيقلد الصوت ويأتي لك بمعلومات عن هذا القريب وعن هذا الشخص، ثم يقولون إن هذا قريبه، هذا كله غير صحيح فإنما هو استخدام للجن.
    تحمست يا مسعود؟
    {وقد يكون من أصدقاء هذا الساحر، يخبرهم أن هذه الأشخاص}.
    الشيخ:
    لكن الغالب هو تعاملهم عن طريق سؤال القرين، الجن تتصل بالجن فتأخذ هذه المعلومات، ولذلك فالجنُّ عندها استطاعة للحركةِ والوصول في ذلك.
    وسيأتينا في الباب القادم الآن، وهو ما يتعلق بشيءٍ من أنواعه، لكن بعده باب ما يتعلقُ بالكهان، ما يتعلق بأمر الكهانِ.
    النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتى كاهنًا؛ لم تقبل له صلاة أربعين يومًا»، وقال: «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد» -صلى الله عليه وسلم-، فكيف بمن أتى الساحر؟!! الأمر أشد.
    المؤلف هنا لما انتهى من هذا الأمر، انتهى من هذه القضية، قضية السحر وحكمه، الآن يتكلم عن شيء من أنواع السحر، يتكلم عن بعض أنواع السحر، نعم.. تقرأ لنا.. من يقرأ لنا؟
    تقرأ يا حمد؟ اقرأ..
    {قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: باب بيان شيء من أنواع السحر.
    قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن حيان بن العلاء، حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ العيافةَ والطَّرْقَ، والطِّيَرَةَ من الْجِبْتِ»، قال عوف: العيافة: زجر الطير، والطرق: الخط يُخَطُّ بالأرض، والجبت، قال الحسن: رنة الشيطان. إسناده جيد، ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه}.
    الشيخ:
    يعني المسند من هذا الحديث هو رواه أبو داود وغيره، نعم.. عن ابن عباس..
    {عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من اقتبس شُعبة من النجوم؛ فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد» رواه أبو داود، إسناده صحيح.
    وللنسائي من حديث أبي هريرة: «من عقد عُقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئًا؛ وُكِلَ إليه».
    وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا هل أُنبئكم ما العَضْهُ؟ هي النميمة القالة بين الناس» رواه مسلم، ولهما عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن من البيان لسحرًا»}.
    الشيخ:
    إذن: قال المؤلف هنا الآن: هذا باب في شيءٍ من أنواع السحر، باب في شيء من أنواع السحر، المؤلف الآن يُبين لنا بعض أنواع السحر.
    فأنواع السحر، يعني لما بيّن حُكم السحر، وأنَّ السحر أمره خطيرٌ وشديد، كأنَّ النفوسَ الآن تطلعتْ إلى ما هو أنواعه، يُريد أنْ يعرفَ ما هو السحرُ، أريد الآن إني أعرفُ ما هو السِّحرُ حتى أحذرَ هذه أنواع السِّحر، فلذلك قال المؤلفُ: باب بيان شيءٍ من أنواع السحر، فهُناك فيه أنواع من السحر لم يبينْها المؤلفُ، لكن سنُبين بعض القضايا المتعلقة بقضية التوحيدِ، المتعلقة بقضايا التوحيد في ذلك. وهذا من باب تحذير الناس، يعني يجب أن يُبيّن للناس الخير، ويُبين لهم الباطلَ حتى يَحذروه.
    قال الإمامُ أحمد في مسنده: حدثنا محمد بن جعفر، المراد به غندر، حدثنا عوف، عوف بن أبي جميلة، أي معروف باسم عوفٍ الأعرابيِّ، إمام ثقة -رحمه الله تعالى-، وهو الذي شَرَحَ الحديثَ.
    قال المؤلف بعدها: قال عوف، يعني هو عوف هذا الراوي، عن حيان عن ابن العلاء أنه سمع.. عن قطن بن قبيصة الهلالي عن أبيه أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ العِيافة والطَّرق والطِّيَرَةَ من الْجِبْت»، فإذن هذه ثلاثة أشياء، فسَّرَها عوف -رحمه الله تعالى-.
    قال: العِيافة: زجرُ الطيرِ، وهذه قضايا مرَّتْ، زجر الطير، هذه من الطِّيرة، ومرتْ معنا، ومن التشاؤم، فإذا ذهب الطيرُ باتجاه اليمينِ، قالوا: هذا فأل، وإذا ذهب بجهة اليسار يكون شؤمًا، فكانوا يتشاءمون، وإلى الآن الأمم تتشاءم، فبعض الناس يتشاءم من رقم معين، وبعضهم يتشاءم من يوم معين، وكل قوم لهم طريقة في قضية التشاؤم.
    والواجب على المسلم أنه يرجع إلى ما قال الله، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: لا يجوزُ التشاؤم بأي حالٍ من الأحوال، وأضيق الناسِ حياةً هو المتشائم، يحس أن هذا الشخص فيه شؤم، يحس أن السيارة هذه فيها شؤم، يحس أن الشارع هذا في شؤم، فأصبحت الدنيا كلها عنده ضيقة، كل الدنيا في ضيق، يعيش في ضيق، ويعيش في نكد.
    قال عوف: العيافة: زجز الطير، أنه يزجر الطير حتى يتجه يمينًا لا يتجه شمالا، لا يذهب إلى اليسار، يزجر الطير.
    فالتشاؤم أيضًا بصوت الطير، أو أسماء الطيور أو مسارها، أو ببعض الإشكال أو ببعض الأشخاص، أو بعض الناس يقابله رجل في الصباح، رجل أعرج فيتشاءم منه، ما جريمته؟ مسكين، أو رجل أعور أو كذا.. فبعضهم يتشاءم من هذه القضايا.
    القضية الثانية: الطرق، قال: الطرق هو: الخط يُخَطُّ في الأرض، أنه يخط له الأرضَ، ولذلك المسير على الأرضِ يُسمى طَرْقًا، وكأنه قال، يعني طرق الأرض إذا سار عليها، وتخطيطها مثل المشي عليها، فالأثر موجود، سواء خططها أو مشى عليها، ولذلك قال: الطرق خط يَخُطُّه في الأرض.
    وورد في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن نبي يخط، فقال: «من وافق خطُّه خطَّه؛ فذاك» إذا وافق خطك خط هذا النبي فذاك. هذا ممكن؟ غير ممكن، ولذلك علَّقه النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيء غير ممكن، وأيضًا هذا نبي يُوحَى إليه، هذا نبي يوحى إليه، ولذلك لا يصح مسألة الخط وما يقولها فيها.
    ما المراد بهذه القضايا كلها، التي هي: العيافة، زجر الطير، أو التطير، والطرْق تخطيط الأرض، ما المراد به؟ ما الهدف منه؟ وسيأتينا قراءة الفنجان، وقراءة الكف، وغير ذلك، والذهاب إلى الكهان، ما المراد من هذه القضايا كلها؟ يا شباب؟ معنا؟
    {يعني كلها داخلة في أنواع السحر}.
    الشيخ:
    من أين السحر؟ من أي ناحية؟
    {من ناحية مثلا العيافة، والطرق كما عرفنا معناها مثلا أن العيافة والطرق والطيرة، يعني أن كلها الإسلام أو الدين لا يرضى بذلك}.
    الشيخ:
    لا يرضى بها، لكن هي ماذا؟
    {إنما يأتي من الشياطين}.
    الشيخ:
    صحيح أنه أتى من الشياطين، لكنه أتى من أي طريق؟ أخبرنا بالطريق الذي حاولوا بها؟
    إذن هذه القضايا كلها تدور على قضية واحدة وهي علم الغيب، وكأن الذي ذاهب في طريق، والطير ذهب يمين، يقول: إن طريقي إن شاء الله جيد، أو قابل شخص، قال: والله الأمر إن شاء الله يعني جيد. أو خط الأرض، يخط الأرض ويريد عِلم الغيب. والذي يذهب للكهان يريد يعلم الغيب.
    وهذه طبيعة بشرية، محاولة معرفة الغيب طبيعة بشرية قديمة، لكن لا وسيلة لمعرفة الغيب، فليقطع الناس الرجاء من هذه القضية، مثل ما يأتي أحيانًا في بعض المجلات وغيرها، يقول: البروج، أنت وُلدت في برج العقرب يأتيك رزق، ولدت في كذا يمكن تُفكر أنك تتزوجُ، وترى كلامَهم كله يدورُ على قضيتينِ، على الرزق والزواجِ، هذه طبائعُ بشريةٌ، الرزق لن يموت إنسان حتى يستكمل رزقه، لا يمكن، ولذلك ما دام الإنسان حيًّا سيأتيه رزقهُ، متى ينقطع الرزق؟ عند الموت، أما ما دام حيًّا فسيأتيه رزقه، طيب. . ما الفائدة إذن؟ لا يمكن أنه يحدد لك.
    ولذلك هو يُعطيك عبارات عامة، قضية الزواج، هذا خلق، يعني هذا شيء في طبائع البشر بل في طبائع البهائم كلها، كل البهائم لا بد من التزاوج، من الزواج، طبيعة في خلق الناس، كل صنف يميل إلى الصنفِ الآخر، فلذلك جميع عباراتهم مُوهمة لأجلِ أنهم يجذبون الناس.
    قال الحسنُ البصري -رحمه الله-: الجبت: رنة الشيطان، أي وحي الشيطان وإملاؤه، هذا الشيطان هو الذي يُملي عليهم هذه القضايا، سواء في العيافة أو الطرق أو غير ذلك، في هذه القضايا.
    قال: ولأبي داود والنسائيِّ وابن حبان في صحيحه المسند منه: يعني المسند دون قول عوف، "قال عوف، العيافة كذا.." هذا لم يأتِ، لم يروه أبو داود وابن حبان والنسائي وغيرهم، والحديث ضعيف، وإن كان سيأتي ما يقويه.
    وعن ابن عباس -رضي الله عنه-، الحديث الثاني حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد» يعني إذا زاد في الاقتباس زاد في السحر، وإذا قل في الاقتباس، يعني مُقلا ومُستكثرًا. رواه أبو داود وإسناده صحيح وهو كما قال المؤلف، وهو كما قال المؤلف سنده صحيح.
    ابن عباس -رضي الله عنه- يتكلم هنا «من اقتبس شعبة من النجوم» ما المراد بالنجوم هنا؟
    علم التنجيم. أما دراسة الفضاءِ ودراسة الكواكب هذه قضيةٍ أُخرى، لكن هنا هو علم التنجيمِ، هذا علم قديم عند الطوائف والأمم الضالة، اليونان كانوا يعبدون النجوم، وقوم إبراهيم كانوا يعبدون الكواكب، كانوا يقيمون لها المعابد ويتجهون لها ويتعبدون لها، وإذا ظهر هذا الكوكب كان له عبادة معينة، ويسمونها عند بعضهم، عند بعض الفلاسفة الذين أخذوا فلاسفة اليونان نقلوا هذه الأفكار كلها، لذلك ألف بعضهم "السر المكتوم في مخاطبة السحر والنجوم" يقول لك: يجوز أنك تخاطبُ السحر وأنك تخاطب النجوم، وتتكلم معها، ويسمونها الروحانيات، والمراد منها الجن، هم يخاطبون الجن ويتعبدون لها.
    ولذلك عرف شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره عرفوا التنجيم بأنه: نسبة الحوادث الأرضية إلى الأحوال الفلكية، نسبة الحوادث الأرضية إلى الأحوال الفلكية.
    يعني إذا ظهر هذا النجمُ معناه يكون كذا.. إذا التقى هذا النجم مع النجم الآخر فيها.. وفيها قصة فتح عمورية، القصة التي ذكرها.... السيف أصدق أنباء من الكتب في حده، هم لما أراد الخليفة المعتصم الغزو، قالوا: طلع نجم السوء، لا ننصحك بالغزو، فكانت كلها خير وفتح للمسلمين، وعلي -رضي الله عنه- لما أراد في إحدى غزواته جاءه بعض المنجمين وقالوا: لا ننصحك، هذه فيها شؤم، وكانت من أيمن الغزوات بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
    ومن هذا ما يكتبُ الآن في بعض المجلات، النجم كذا.. وبرج كذا.. وكل هذه الأبراج أصلا مأخوذة من اليونان، يعني ليست اليوم، قديمة جدًّا وغير صحيحة، ولكن مما ابتلي بها من الناس ويلعبون بها على الناس في ذلك، وكل أمورهم تدور على هذه القضية، تعيش كذا.. يعني مال.. كلها تدور على هذه القضايا، لا يوجد فيها قضايا أخرى ممكن أن يتكلم الناس فيها في ذلك.
    طيب. . تعلم الآن تعلم.. الله -عز وجل- جعل النجوم والكواكب لمعرفة الحساب، فإذا تعلم الإنسان الحساب، وقال والله هذا اليوم صلاة المغرب ستكون في الساعة الفلانية، وصلاة العشاء في الساعة الفلانية، يعني الآن معنا في الساعات توقيت، هل هذا من التنجيمِ؟ ماذا يُسمى هذا؟ ولذلك هذا يسمونه علم التسيير، يعني معرفة مواقيت العبادة، مواقيت الزراعة، متى يزرع الزرعَ الفلاني؟ الدلالة في البر وفي البحر، كل هذا من علم التسيير، وهذا مجاز ومباح، بل هذا مما شرعه الله -عز وجل- لعباده.
    أما الاعتقاد بأنَّ النجومَ مُؤثرة يُسمونه علم التأثيرِ، وهذا هو المرادُ هنا، علم التأثير، أنَّ النجوم مؤثرة، وهذا هو الذي جاء فيه حديث ابن عباسٍ -رضي الله عنه-.
    ولذلك التنجيم نوع من أنواع السحر وتوجه إلى الشياطين، التنجيم هو توجه لهذه الشياطين، وعبادتها، كما يذكره الفلاسفة في كتبهم، يقولون: هو التوجه للروحانيات، ما مقصودهم بالروحانيات؟ هي الشياطين، ويقولون: خدم الكواكب، خدم، يسمونها أحيانا بالروحانيات، ومرة بخدم الكواكب، وغير ذلك.
    قول ابن عباس -رضي الله عنه- «زاد ما زاد» يعني كلما زاد من الاقتباس زاد من السحر، «فمقل ومستكثر» فهذا تحذير من الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
    الحديث الثالث في هذا الباب هو: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «من عقد عقدة ثم نفث فيها، فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئًا وُكل إليه» هذا الحديث ضعيف، إلا الجملة الثالثة منه، فهذا الحديث دل أيضًا على حرمة السحر، قال: «ومَن سحر فقد أشرك».
    «من نفث نفثة» يعني «من عَقَدَ عُقدَةً، ثم نفث فيها؛ فقد سحر». كما قسم الله -عز وجل-: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ [الفلق: 1،4]، ينفثن في ذلك، لماذا؟ الشياطين لا تتعرض. . انظر.. السحرة أحيانًا يحاولون، يقولون: أعطنا من ثيابه أو من غطرته أو طاقيته أو شيء لم يُغسل. لماذا؟
    {كنا سبق أن أخذنا بأن الشياطين لا يتعرفون على الإنسان إلا عن طريق الرائحة}.
    الشيخ:
    عن طريق الرائحة، هل يعلمون الغيب أو لا؟
    {لا}.
    الشيخ:
    لا يعلمون الغيب، ما يعرفون الإنسان إلا عن طريق رائحته، كيف يعلمون الغيب في ذلك. ولذلك من عقد عقدة ثم نفث فيها، فقد سحر في ذلك، ومَن سحر فقد أشركَ، فهذا الدليلُ فيه، ولذلك هذا دليلٌ على أنه الساحرُ لا بد أن يستعينَ بالشياطين، الساحر الحقيقي لا بدَّ أن يكون مستعينًا بالشياطين، أما الذي يموه على الناس في ذلك، ولذلك من اعتقد.. جاء في الحديث قال: «ومن تعلق شيئًا وُكل إليه» يكله الله إليه، من تعلق بالمنجمين، أو تعلق بالسحرة والمشعوذين والمنجمين والأولياء والقبور وغيرها؛ وَكَلَه الله إليه، وتركه الله -سبحانه وتعالى- عقوبة له، وتخلى عنه -سبحانه وتعالى- نعوذ بالله من الخذلان، وهذا غاية الخذلان للإنسان، فمن ذهب إلى مشعوذ، يُريد منه العلاج أو يُريد منه ذلك هو من هذا الباب وكله الله إليه، فيسأل الله العبد الشفاء، وينطرح بين يدي ربه -سبحانه وتعالى-.
    الحديث الأخيرُ في هذا الباب، حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال -رضي الله عنه- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا أنبئكم ما العضْهُ، هي النميمة، القالة بين الناس»، هذا الحديث رواه الإمام مسلم.
    النميمة معروفة وهي: نقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد، وعن يحيى بن كثيرٍ قال: "يُفسد النمامُ في ساعةٍ ما يُفسده الساحرُ في سَنةٍ"، ولذلك انظروا الجامع بينهما، الهدف هو الإفساد بين الناس، انظرْ بعض من يدَّعي الطبَّ الشعبي أو غيره، يأتي إليه الإنسان ويقول: أنت سَحَرَكَ فلانٌ، أو سببك عين من فلان، يعني من قريبك، وأحيانًا يضع لهم ويقول: ماذا ترى صورة؟ هو يتخيل صورة أقاربه، الذي يتخيلُ صورًا من؟ لم يراها؟! وإنما يتخيلُ من يكون قريبًا إليه أحيانًا، فجاؤوا بهذه الطرق وأفسدوا بين الناس.
    كذلك هنا النمام أفسدَ بين الناس، ما يُفسده الساحر في سَنة يُفسده النمامُ في ساعةٍ واحدةٍ، والنميمةُ من كبائر الذنوب، ولذلك جاء في الحديث عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «لا يدخلُ الجنةَ نمامٌ»، وفي رواية: «لا يدخلُ الجنةَ قتاتٌ»؛ أي نمام.
    النميمةُ محرمة كما يحرم السحر، لكنَّ السحر كفرٌ، والنميمة فسقٌ، ولذلك النميمة كما أخبر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لما مرَّ بالقبرين، قال: «إنهما ليُعذبان، وما يُعذبان في كبيرٍ، أما أنه كبير، أما أحدهما كان يمشي بالنميمة» يمشي بالنميمة، يُفرق بين الناس.
    الحديث الأخير في هذا الباب هو: حديث ابن عمر -رضي الله عنه-، ولهما: أي للبخاري ومسلم، حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن من البيان لسِحرًا» البلاغة، ولذلك بعض الناس أعطاها الله الآن بيان، لكنه يدعو إلى ماذا؟ يدعو لعبادة غيره، يدعو للضلالة، يدعو لقتل المسلمين، يدعو للضلالة، هذا أعطاه الله بيانًا، لكن بيانه كان شرًّا عليه، ولذلك جاء في الحديث أيضًا وهو حسنٌّ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، «إن الله يبغض الرجل البليغ الذي يتخللُ بلسانه كما تتخللُ البقرة بلسانها»، ولذلك إذا أعطى الله الإنسان بلاغة فيجب عليه أن يجعلها في بيانِ الحقِّ، والدفاع عن الحق، وبيان ما يجبُ عليه، ودعوة المسلمين إلى الخيرِ، أما أن يجعلها في بيان الشر، نعوذ بالله من الخذلان.
    ولذلك قال: «إن من البيان لسحرًا» أنه يسحره، ويصرفه، وكم من دعاة الضلالة الآن من صرف بعض أبناء المسلمين بسبب حلاوة لسانه وكلامه، في ذلك، فيحذر الإنسان وهذا كما جاء في الحديث أنه من السحر، أنه من السحر، فيسحر الناس.
    في بعض الأسئلة بالأمس لم نتعرض لها، لعلنا نتعرض لها اليوم أو نشير إليها، بعضها أشرنا إليه، لكن إنا نشير إلى هذه الأسئلة، منها ما سبق، ومنها ما لم يكن معنا.
    منها ما جاء من أم ياسر من الجزائر وأم مصعب من المغرب الكلام عن المولد، وأنه انتشر في هذه الأيام، وأنه تُقام الاحتفالات في هذه الأيام بمناسبة مولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومر معنا في المحاضرة الماضية ما ذكرناه أنه يُردد في هذا المولد شرك بالله، يردد في هذه الموالد الشرك، والاعتقادات الباطلة، فمنها:
    فإن من جودك الدنيا وضرتها ** ومن علومك: علمُ اللوح والقلمِ
    يعني الرسول -صلى الله عليه وسلم- خلق الدنيا وخل الآخرة! من الخلاق -سبحانه وتعالى- ؟!
    ومن علمك علم اللوح والقلم، فلذلك كما كتب بعضهم قال: إنها هي مفاسد لا موالد، هي مفاسد لا موالد، وقد جاءت العقوبات لهم، لكن بعض الناس لا يتعظ.
    ذكر الجبرتي أو غيره، بعض المؤرخين أنه في أحد الموالد وجد من الخمور ومن الفساد ومن الانحراف الأخلاقي قال: فأصابتهم في ذلك اليوم ريح شديدة غرق من غرق، ثم لم يقيموا ذلك المولد بعد إلا بعد سنوات.
    الموالد هذه أصبحت وسيلة دعاية للمذاهب، ليست حبًّا للرسولِ -صلى الله عليه وسلم-، بل هو من الكذب، إذا قالوا أنه حب للرسول؛ كذابين، بل هي دِعاية للمذهبِ، ولذلك يُقيمون المولدَ في جميع السنة الآن، يُقيمون المولد في جميع أوقات السنة؛ لأجل أنهم يجذبون الناس إلى مذاهبهم، بل إن بعض المقبورين عندهم مثل البدوي وغيره له كم مولد؟ تتوقعون كم مرة ولد البدوي؟ كم تتوقعون؟ كم مرة؟
    {يمكن يكون له اثنا عشر شهرًا، يعني اثنا عشر مولدا}.
    الشيخ:
    لا، لا ما كثرهم، له ثلاثة موالد! مولد الحصاد الشتوي؛ لأن الناس يكون عندهم شيء من الغلال والبذور، ومولد الحصاد الصيفي، يعني مولد في الصيف ومولد في الشتاء، وفيه مولد في الوسط، فثلاثة موالد فيها.
    فهذه من القضايا التي جعلوا فيها، فالمولد ليس للرسول، بل الآن تفتحوا فيها، والمراد من هذه الموالد الدعوة لمذاهبهم الباطلة.
    سؤال أيضًا من الأخ مصعب من المغرب، وجزاه الله خيرًا عليه، سؤال عن الاستغاثة، قال: لما نهاهم عن الاستغاثة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، قالوا: إن الله فضل النبي -صلى الله عليه وسلم- على غيره على من سواه، وأنه هو من سيغيث الناس يوم الفزع الأكبر، فلولا شفاعته لم قضي بين الخلق.
    نعم النبي -صلى الله عليه وسلم- فضله ربه، وله فضائل -عليه الصلاة والسلام- وكتبت في فضائله، وفي فضله -عليه الصلاة والسلام- وجعل الله له من الفضائل ما يغنيه عن مديح أحد بالباطل، وقول أحد بالباطل، لكن هل أجاز ربنا -سبحانه وتعالى- أننا نستغيث بالرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ هل استغاث الصحابة بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو بين أظهرهم؟ هل استغاث الصحابة والتابعين وتابعيهم؟ هل استغاث أحد منهم بالرسول بعد موته -عليه الصلاة والسلام-؟ لم يكتبْ في مسألةِ الاستغاثة في الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا في نهاية القرن السابع الهجري، يعني بعد متى؟ بعد وفات الرسول بسبعمائة سنة، بل يُذكر.. انظر في قصص المسلمين القديمة، لم يجد فيها استغاثة أبدًا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- أما شفاعته -صلى الله عليه وسلم- في ذلك اليوم العظيم والمشهد العظيم هو ما أخبرنا به وأمرنا أن ندعو، ندعو كل يوم إذا سمعنا الأذان نقول: «اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلة..» إلى آخرِ الدعاء.
    وأيضًا أنه لا يأتي بها مباشرة، وإنما هو يسجد -عليه الصلاة والسلام- ويسأل ربه، فيقول: «ارفع رأسك، وسل؛ تُعطه»، فإذن هذا ما جاء في النصوص علينا نتوقف فيها، أما إذا عندنا شيء آخر لم يأت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا دين آخر لا نعرفه، ولم يأتنا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
    هنا أيضًا أحد الإخوة يسأل عن حكم الصلاة وراء من يغالي في القبور، ويرد عند نصيحته بأنه يقوم بذلك من باب التبرك بهؤلاء؟
    هذا هو نفس الكلام الذي مر معنا من قبل، نحن نريد أن نرى أسئلة إخواننا أيضًا هذا اليوم.
    هذا نفس كلام المشركين الأوائل، أنهم يتبركون بهم، ويتقربون إليهم، وهذا ما مر معنا في الباب السابق، وحديث قوم نوح فإنهم عبدوهم لماذا؟ لأنهم قوم صالحين، لذلك لا تجوز الصلاة خلف هذا الإمام، ويجب على المسلمين أن يكون لهم الإمام الموحد الذي يتابع الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
    الأخ سعدي أيضًا من السعودية يقول: من زاد في الأذكار غير جائز، أذكرها بعض الأحيان، يقول: أزيد فيها في بعض الأحيان.
    الأصل ألا تزيدَ فيها بعض الأذكار، وجاءت أحاديث أخرى في الذكر المطلق، سبحان الله والحمد لله، والاستغفار فيزيد في هذه الإنسان ما شاء ويذكر الله ما شاء، أم ما جاءت بحالة معينة بوضع معين، يعني بعد الصلاة، الذكر الذي ورد يطبقه كما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
    لو أدخلنا الاستحسانات والأقوال هذا لا ينتهي، ولذلك الأصل في العبادات التوقيف، حتى يأتي الفعل عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
    أيضًا أسئلة اليوم، ماذا يفعل من دعي إلى ولية المولد النبوي؟
    الأصل أنه لا يحضر هذه الوليمة، ولا يحضر إلى هذه الدعوة، إلا إذا كان سينكر هذا لمنكر ويُبيّن لهم ويدعوهم إلى متابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أما مجرد الحضور مع هؤلاء فلا يجوز في أي حال من الأحوال في ذلك.
    هنا أيضًا، الأخ يقول: إذا اعتقدت المرأة أنها طهرت.. هذه في مسائل الفتوى فلعل الإخوان تكون في مسائل بعد ذلك، أو يكون لقاؤنا الذي يكون إن شاء الله يوم الثلاثاء ممكن تُجاب على بعض الفتاوى، لكن ما في المقرر نلتزم بالأسئلة التي في المقرر.
    هنا أيضًا الأخ يقول: ذكرت في درس سابق كراهية قول "اللهم اغفر لي إن شئت" وكنا نتلفظ بتلك الأقوال دون قصد؛ حرصًا منا على ذكر مشيئة الله في كل شيء، فهل نحن محاسَبون عليها؟
    الذي كَرِهَ ذلك، الذي نهانا ذلك هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه قال: «إن الله لا مُكْرِهَ له» فليعزم الإنسان المسألة، ولا يذكر المشيئة في هذا الباب، لأنه يسأل الله -سبحانه وتعالى- فيعزم ويظهر الرغبة إلى الله -سبحانه وتعالى- في هذه المسألة وفي هذا الأمر، فلا يجوز مثل هذه العبارة، ولا شك إذا قالها الإنسان عن غير قصد، فالله -عز وجل- في آخر سورة البقرة، مما أعطاه لرسول -صلى الله عليه وسلم- ﴿رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286]، فأسألُ الله ألا يؤاخذنا وإياه ويوفقنا جميعًا لما يحب ويَرضى. ننتهي إلى هذا القدر، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

  • #2
    رد: الدرس السادس عشر(السحر)

    الدليل الأول
    ﴿ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ [البقرة: 102]

    الدليل الثاني:
    ﴿ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ﴾ [النساء: 51]

    جابر حكى ما كان في حال المشركين، قال: "الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد

    وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله: وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذفُ المحصنات الغافلات المؤمنات»

    حديث جندب -رضي الله عنه- مرفوعًا قال: «حدُّ الساحرِ ضربةٌ بالسيفِ» رواه الترمذي وقال: الصحيحُ أنه موقوف هو موقوف على جندب

    وفي (صحيح البخاري) عن بجالة بن عبدة
    "كتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال: فقتلنا ثلاث سواحرَ"،






    باب في شيء من أنواع السحر



    النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أتى كاهنًا؛ لم تقبل له صلاة أربعين يومًا»، وقال: «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد» -صلى الله عليه وسلم-


    قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن حيان بن العلاء، حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ العيافةَ والطَّرْقَ، والطِّيَرَةَ من الْجِبْتِ»، قال عوف: العيافة: زجر الطير، والطرق: الخط يُخَطُّ بالأرض، والجبت، قال الحسن: رنة الشيطان. إسناده جيد، ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه}.
    أي وحي الشيطان وإملاؤه


    {عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من اقتبس شُعبة من النجوم؛ فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد» رواه أبو داود، إسناده صحيح.


    وللنسائي من حديث أبي هريرة: «من عقد عُقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئًا؛ وُكِلَ إليه».


    وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا هل أُنبئكم ما العَضْهُ؟ هي النميمة القالة بين الناس» رواه مسلم

    ولهما عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن من البيان لسحرًا»}.

    تعليق


    • #3
      رد: الدرس السادس عشر(السحر)

      تعليق

      يعمل...
      X