إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

::: التمايز الفكري للدعوة السلفية عن سائر التيارات الاسلامية :::

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ::: التمايز الفكري للدعوة السلفية عن سائر التيارات الاسلامية :::


    منذ بداية نشأة الدعوة السلفية تميزت الدعوة بالمخالفة الفكرية الواضحة و الصريحة لكل ما يخالف منهج السلف مع الإيمان الكامل بأن صحة المنهج هي الضمان الوحيد لاجتماع الصف
    فكان أول تمايز فكري للدعوة السلفية بمثابة تحدي كبير للدعوة ، و كان ذلك عند قيام الثورة الإسلامية في إيران
    الثورة الإسلامية أو ثورة الخميني هي ثورة شيعية ادعى ( الخميني ) أنها ثورة إسلامية وكان ظاهرها أنها أسقطت الحكم العلماني حكم الشاه ( محمد رضا بهلوي ) و إقامة الحكم الإسلامي "حكم آية الله "و زعمت إقامة الدولة الإسلامية و الجمهورية الإسلامية و تطبيق الشريعة
    في هذا الوقت كانت الأمة الإسلامية لا تزال تعاني مرارة معاهدة السلام و زيارة القدس ، وكان الناس يرون أن الإسلام كدولة لا تكون إلا عن طريق الإطاحة بالحكام
    لقيت ثورة إيران تأييدا من الأزهر الشريف و كذلك من الإتجاهات الإسلامية الموجودة على الساحة
    بعض هذه الإتجاهات اختار السكوت و لم يؤيد أو يعارض كالجمعية الشرعية و أنصار السنة
    أما بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين فقد كانوا أكثر الناس فرحا بذلك ، و كذلك جماعة الجهاد و الجماعة الإسلامية في الصعيد و الجماعة الإسلامية المسلحة
    كل هؤلاء رؤوا الخير الكثير في ثورة الخميني ، فضلا عن الشارع المصري الذي اعتبر أن هذه ثورة إسلامية و أنها بداية تغيير ، فضلا عن كثير من الحكومات التي أيدت سقوط حكومة الشاه و قيام حكومة الخميني
    وسط هذا الإنبهار العارم بهذه الثورة والدعوى بأنها إسلامية خرج مشايخ الدعوة و قاموا بنقد هذه الثورة صراحة و قالوا أن هذه ثورة شيعية ، وأنها تمثل طعنا للسُنّة وأنه لا يمكن أبدا أن تتفق المبادئ الشيعية مع عقيدة أهل السنة والجماعة
    انتقد الجميع الدعوة السلفية نقدا عارما في هذا الموقف
    و يشبه هذا الموقف ما حدث أيام ( حسن نصر الله ) في 2005 م عندما تقاتل مع اسرائيل و ألحق بهم بعض الهزائم ، وأخذ الناس يرددون (إذا جاء نصر الله والفتح ) بمعنى أن حسن نصر الله هو نصر الله وهكذا
    فكان قول الدعوة السلفية بمثابة الصفعة الشديدة على وجوه الناس ، و بالتالي .... كان مردود هذه الصفعة تَلَقِي آلاف الصفعات
    تكالب كل الناس وتحزبوا على نقد الدعوة السلفية فإما أن يُتهموا بأنهم لا يفهمون ، أو اتهامهم بأنهم عملاء للنظام
    و كما هو معروف أن ( السادات ) انفرد عن سائر الدول و رفض الثورة الإيرانية واستقبل ( الشاه بهلوي ) الذي رفضت جميع الدول أن تستقبله حتى أمريكا ، فكان ذلك عند الناس دليلا واضحا على العمالة للنظام !!! كما أن معاهدة السلام تركت عند الناس انطباعا عميقا أن هذا النظام نظام خائن

    و لكن شاء الله عز و جل ألا تمضي على الثورة الإيرانية أوقات طويلة حتى بدأت الثورة تُكشر عن أنيابها ...... و تغير موقف الكثير منها و على رأسهم الاخوان المسلمون



    :: تغير موقف الاخوان المسلمين من الثورة الايرانية ::

    تلقى الإخوان المسلمين صفعة شديدة للغاية عندما ألقى الخميني بالقبض على "أحمد مفتي زاده " كبير الإخوان المسلمين في إيران و أوضعه في السجن

    و قد كان ( أحمد مفتي زاده ) أحد كبار الإخوان و أحد عوامل نجاح الثورة الخمينية بايران
    فهو الذي ضمن تأييد السُنّة للثورة في إيران

    لكن بعد ما أتى الخميني الى السلطة بدأ تحويل إيران لدولة شيعية بكل وضوح و بدأ التصريح بالعقائد الشيعية الباطلة

    فأحمد مفتي زاده كان أحد المغرر بهم بدعوى التقريب ، فكانت صدمة حين وجدوا أن أم المؤمنين تُتهم علانية بالزنا و تطعن في عرضها والقرآن يُطعن فيه صراحة ، وأصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم – يُتتدين بسبهم

    فلم يتحمل أحمد مفتي زاده هذا مهما كان مفتونا بدعوى التقريب ، فما كان من الخميني إلا أن قبض عليه و أودعه في السجن
    وظل في السجن إلى أن بلغ به المرض إلى مرحلة اللا عودة إلى مرحلة الإقدام على الموت ، عند ذلك أخرجه الخميني من السجن و لم يلبث إلا أيام خارج السجن و مات بعدها - غفر الله له - ، فكان هذا بمثابة الصفعة المدوية على وجه الإخوان المسلمين

    و كانت بداية استعادة الناس للثقة في الدعوة السلفية و في موقفها تجاه الثورة الخمينية في ايران رغم الهجوم الذي تقلته الدعوة بعد موقفها من هذه الثورة

    فقد بدأ أهل السُنّة هناك يلاقون الصعوبات
    51 مسجد سُنّي إما أن يهدم أو يغلق أو يحول لمسجد شيعي ، فلم يعد يوجد أي مساجد سُنّية في طهران

    صارت الإتجاهات السُنّية هناك تعتقل و يفعل بها الأفاعيل حرب ضروس ضد السُنّة بدت واضحة للغاية

    و كذلك حين قامت حركة الجهاد في أفغانستان ضد الاتحدا السوفيتي كانت إيران تدعم الإتجاهات الشيعية فقط داخل أفغانستان بل و صرحت إيران بذلك أننا نعين "رشيد رستم" الشيعي ولن نعين " حكمتيار " السُنّي و " رباني " –هكذا قال رغم أنه صوفي -

    فأبدت إيران وجهها الكالح بصراحة للناس ، و بدأ الناس يستعيدون الثقة في الدعوة السلفية و يدركون صحة موقفهم من البداية تجاه هذه الثورة الخمينية الشيعية

    ثم وقعت أحداث أخرى في مصر وقفت فيها الدعوة السلفية موقفا مغايرا عن سائر التيارات الاسلامية


    موقف الجماعات الاسلامية من اغتيال الشيخ ( الذهبي )


    كان أيضا من هذه المواقف و إن لم يلق رفضا من الناس و لكن لقى رفضا من الصحوة الإسلامية هو موقف الدعوة السلفية من اغتيال " الشيخ الذهبي "

    جماعة التكفير و الهجرة خطفت وزير الأوقاف الشيخ الذهبي و طلبت من الحكومة عدة مطالب و هددت بأنها لو لم تنفذ هذه المطالب سيتم قتل الشيخ الذهبي
    وبالفعل قُتل الشيخ الذهبي ، وألقيت جثته في مزبلة

    و بعد هذا ألقت الحكومة القبض على أعضاء جماعة التكفير و الهجرة و وضعتها في السجون و قد حاول محامي جماعة التكفير والهجرة أن يُشكك في قتلهم للذهبي

    و كانت الإتجاهات الإسلامية في ذلك الوقت غير متمايزة ، بمعنى أن الفوارق بينها لم تكن واضحة للناس فقد كان عند الناس كل الإتجاهات الإسلامية ( إخوان مسلمين ) ، فكان خطاب الدعوة السلفية في هذا الوقت مُغاير لخطاب الإتجاهات الإسلامية

    الإتجاهات الإسلامية رأت أن المصلحة أن نُركز على أن الحكومة هي من قامت بذلك و لا نتكلم على الإتجاهات الإسلامية التي لديها انحرافات ، بينما رأت الدعوة السلفية أنه لابد من التركيز على خطأ المنهج و أن خطأ المنهج يؤدي إلى وقوع في الأخطاء الحركية

    وبالتالي كانت الدعوة السلفية تتناول الموضوع من زاوية أنه سواء كانت ( جماعة المسلمين ) المشهورة ب ( جماعة التكفير والهجرة ) هي التي وقفت وراء قتل الشيخ الذهبي أم لا فنحن لا نقر جماعة المسلمين( التكفير والهجرة) في كذا وكذا

    فبدأت الدعوة السلفية ترد على الآراء التكفيرية لجماعة التكفير صراحة ، مما اعتبره كثير من الإتجاهات الإسلامية وقتها تمزيق للصف ، و أخذت تتردد بعض الشعارات و المقالات من قبيل ( أنتم تمزقون الصف ) ، ( لماذا تشوهون صورتنا ؟ ) ، ( الناس لا تستطيع التمييز بيننا وبين التكفير والهجرة )

    ظل الهجوم على هذا المنوال إلى أن اكتوى الإخوان المسلمين أنفسهم بنار التكفير حين نُسب إليهم "تنظيم عبد المجيد الشاذلي" أو ( التنظيم القطبي ) و أنه تنظيم تابع لجماعة الإخوان المسلمين

    و التنظيم القطبي ينسب الى الشيخ عبد المجيد الشاذلي و تلامذته و قد قيل أنه كان أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ، و عندئذ إذا بالإخوان المسلمين ينهجون نهج الدعوة السلفية ، فيقولون هؤلاء اتجاهات تكفيرية ليس لنا صلة بهم و عندهم من الأخطاء كذا وكذا وكذا و يتبرأون من انتسابهم لهم

    و هذا موقف آخر خالفت فيه الدعوة السلفية مواقف التيارات الاسلامية حينها رغم شدة الهجوم عليها و التشويه لها




  • #2
    رد: ::: التمايز الفكري للدعوة السلفية عن سائر التيارات الاسلامية :::

    تعليق

    يعمل...
    X