إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدرس الحادى عشر(النذر لغير الله )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدرس الحادى عشر(النذر لغير الله )


    رابط المحاضرة:
    http://www.youtube.com/watch?v=QV9UEj66wVQ
    تفريغ المحاضرة:
    الشيخ:
    بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الرسل والنبيين.
    اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
    أهلا وسهلا في لقاءاتنا المتجددة في مقرر العقيدة (1) في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، فأهلا وسهلا بكم جميعًا، وأهلا وسهلا بالإخوة الحضور معنا، فأهلا وسهلا.
    نبدأ درسنا اليوم بإذن الله من حيث انتهينا في اللقاء الماضي وهو في النذر لغير الله عز وجل.
    نبدأ هذا الدرس بإذن الله تبارك وتعالى وهو باب من الشرك: النذر لغير الله عز وجل.
    النذر كما تعلمون له أحكام كما جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من نذر أن يُطيع الله؛ فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه»، فإذن النذر فيه نذر طاعة، لكن المؤلف هنا أراد أي نوع من النذر، نذر الشرك، النذر الذي يُصرف لغير الله عز وجل، وأكثر ما هو مشهود في النذر للقبورِ، النذر للقبور التي تعبد من دُون الله عز وجل، وذكر المؤلف هذه الآيات:
    باب من الشرك النذر لغير الله، وقول الله تعالى: ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ﴾ [الإنسان:7]، وقوله: ﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ﴾ [البقرة: 270]، ثم جاء بالحديث الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها-: «من نذر أن يطيع الله فليُطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يَعصه».
    إذن هذه الأحاديث الواردة في ذلك.
    هل هناك أحاديث أكثر من ذلك في مسألة النذر؟ نعم، هناك أحاديث غير ذلك وهناك نصوص في هذه المسألة، أراد المؤلف في هذا الباب أن يتكلم في هذه القضية وهي قضية النذور الشركية، أما غيرها من النذور فتُذكر في كتب الفقه، لكن الآن نحن نتكلم عن قضية النذور الشركية، النذور الشركية هي مصدر كبير ومهم جدا لعبادة غير الله عز وجل، ودفعها وإعانتها لأن تستمر هذه القبور وهذه الأوثان التي تعبد من دون الله عز وجل.
    ولذلك نجد أن أئمةَ الضلال الأئمة المضلين تجدهم حريصين على هذا الباب، وأنهم يدْعون الناس إلى النذر لغير الله، والنذر للقبور، والدليل أنه قد ذُكر في كتاب للطرق الصوفية أن بعض كتب القبور أنه يُؤمن بالذي يصرف فيها هو صناديق النذور هذه يجتمع فيها مبالغ طائلة بالملايين، وفي قبر البدوي قبل سنوات طويلة جدا وُجد في صندوق النذور ما يُقارب أربعة ملايين، 39% يُصرف للحكومة، والباقي 61% للسَّدَنَةِ القائمين عليه، لذلك تجدهم حريصين جدا على مسألة النذور والدفاع عنها، وما يتعلق بهذه المسألة.
    فإذن نحن هنا الباب: باب من الشرك النذر لغيرِ الله، مَن نَذَرَ لقبرٍ أو لجن أو لغيرها، فهذا من الشرك. ولذلك جاء في الحديث النهي عن النذر أيضًا، كل النذر، سواء نذر طاعة أو نذر غيره، نذر معصية فيه خلاف هل ينعقد أم لا ينعقد، وقال جمهور أهل العلم أنه ينعقد وعليه الكفارة، لا يجوز للإنسان أن يفي بنذر المعصية، أما نذر الشرك فهو شرك، لا يجوز أصلا، بل على الذي وقع فيه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى.
    لذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «النذر لا يأتي بخير؛ إنما يَستخرج الله به من البخيل»، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تنذروا؛ فإن النذر لا يأتي بخير» فإذن هذا هو مقصود الباب، هو قضية النذور الشركية التي حول القبور وتعبد من دون الله عز وجل، وقد تطورت في بعضها أنهم يضعون حسابات للتبرع لهذه القبور، ويضعون من هذه الأشياء، نعوذ بالله من الخذلان، وهذا من الشرك، ولذلك هذا النذر من الشرك.
    النذر عبادة، كما قال الله تعالى: ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ﴾ [الإنسان: 7]، لَمَّا ذكر الله صفات عباده المؤمنين في سورة الإنسان، وصفهم الله عز وجل بأنهم يُوفون بالنذر، لم تأتِ الآية في مسألة النذر، وإنما المديح للذي يَفي بالنذر، للموفي بالنذر هنا للمديح، ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ﴾ [الإنسان: 7- 9]، هذه الآيات كلها في مديح أهل الإيمان ومن صفاتهم أنهم يوفون بالنذر، هل الذي يجب الوفاء به أليس عبادة؟ النذر عبادة، كما في هذه الآية، والآية التي بعدها: ﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ﴾ [البقرة: 270]، وهذا حثٌّ على الوفاء بالنذر، أن الإنسان إذا نذر نذرا أنه يفي بذلك النذر، وهذا يدل على أنه طاعة، وأيضًا جاءت في غيرها من الآيات كما قال الله تعالى: ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾ [الحج: 29]، وغيرها من الآيات قد جاءت قضية النذر أنه طاعة والحث على الوفاء به.
    هل يجوز صرف العبادة لغير الله؟ إذن النذر عبادة، هل يجوز صرف العبادة لغير الله عز وجل؟
    لا يجوز بأي حال من الأحوال، ولذلك يقسِّمون النذر أنه هناك نذر شركي، نذر الشرك، وهذا لا ينعقد أصلا، بل يجب التوبة منه، وهو أنه ينذر إذا عوفي أن يدفع لهذا القبر قبر فلان مبلغًا من المال، أو أنه إذا زار هذا المكان أن يدفع، ولو كان شيئًا قليلا، فهذا كله من المحرم، والذين يدعون إلى النذور ويحثون الناس عليها هم كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 34]، فهم يَأكلون أموالَ الناس، وأيضًا يصدونه عن سبيلِ الله وعن التوحيد، وعن دينه، وعمَّا جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
    بعض المساجد أو بعض الأوثان التي عليها نذور كثيرة، نجد أن عندها مدارسَ تُعلم الشرك، مكتبات تدعو إلى الشرك، كل ذلك من الوثنية نعوذ بالله، فهؤلاء الذين دفعوا مالهم، إنما ساعدوا على هذه الوثنيات، أعاذنا الله وإياكم منها، ولا شك أن كثيرًا منكم رأى مثل هذه المشاهد.
    النوع الثاني: نذر الطاعة.
    أن الإنسان نذر أن يَعتمر في هذا الشهر، أو أنه يَذهب إلى مكةَ ويعتكف في البيت الحرامِ، أو يعتكف في المسجد الذي بجوار منزله، أو غير ذلك، فهذا نذر طاعة عليه أن يفي به، أو نذر أن يتصدق لله عز وجل فهذا نذر طاعة عليه أنه يأتي به، فعلى الإنسان أنه يلتزم بذلك النذر، وإذا لم يستطع؛ فله تفصيلات أخرى وأحكام أخرى.
    النوع الثاني: نذر مباح.
    نذر أن يلبس هذا الثوب، أو نذر أنه يلبس طاقية، هذا نذر مباح، أن يشتري هذه الطاقية ويلبسها ويشخص بها بهذا الشكل، عمومًا هذا نذر مباح للإنسان أن يفعل هذا.
    هناك نذر مكروه، مثل أكل الثوم، والثوم في رائحته في المسجد وغير ذلك.
    هناك نذر معصية، نذر ألا يُكلم مسعودًا مثلا، هذا مسعود أخ لك مسلم يا أخي، له حق في الإسلام، فلماذا لا تكلمه؟! هذا نذر معصية، بل يجب عليك أن تُكلمه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «خيركم الذي يبدأ بالسلام»، لكن المقصود بالباب والقضية الكبرى في هذا الباب، هو النذر الشركي، الذي ينذر العبادة، يعني يصرف العبادة لغير الله تبارك وتعالى، وهذه من القضايا الخطيرة التي ينبغي على المسلمين أنهم يَحرصون منها غاية الحرصِ.
    وفي الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- في الحديث الصحيح وهذا الحديث الصحيح في البخاري، رواه الإمام البخاري وأيضًا مسلم، في الحديث الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من نذر أن يطيع الله فليُطعْه، ومن نذر أن يعص الله فلا يَعصه».
    ولذلك اختلف أهل العلم هنا في نذر المعصية، هل ينعقد أم لا ينعقد؟ ورجح بعض أهل العلم أنه ينعقد وتكون فيه الكفارة، أن الإنسان يكفر، ولا يأتي بهذا النذر المعصية، أما نذر الشرك فنكرر أن نذر الشرك لا ينعقد أصلا، ويجب فيه التوبة والرجوع إلى الإسلام، وترك هذا العمل في ذلك.
    فإذن نذر المعصية: من نذر أن يعص الله فلا يعصه، هذا محل إجماع من المسلمين، منهم من قال: تجب فيه اليمين، ومنهم من قال إنه غير منعقد أصلًا، فإذن هذا ما يتعلقُ بهذا الباب: باب من الشرك النذر لغير الله سبحانه وتعالى.
    إذن: أتى به المؤلف بهذا الاختصار وهو قضية عظيمة وكثيرة والكلام فيها يطول، وذكروا عن بعضهم أنه نذر إذا تزوجت بنته، نصف المهر يدفعه لقبر فلان يعني من بعض المقبورين، وغيرها من الأعمال الشنيعة التي ينبغي للمسلم أن يحرصَ منها، ويُحذِّر إخوانه المسلمين، عندكم أسئلة في هذا الباب، أو عندكم مشاهدات النذور، يا مسعود عندكم نذور أم لا؟
    {عندنا مقابر كثيرة جدا، الناس يطوفون، ويَزورنهم، ويقدمون النذور، مثلا الطالب ينذر إذا نجح في الاختبار أن يدفع نذرًا}.
    دفع نذر لهذا القبر، هذا نذرُ شركٍ، ولا يجوز أنه ينذر لهذه القبور والمعبودات من دون الله عز وجل، دائمًا عندهم صناديق.
    {نعم هناك صناديق، وهذه الأوقاف}.
    أعوذ بالله، هذه ليست أوقافًا، وإنما هذه من أموال الشرك التي لا يجوز أن تكون في بلاد المسلمين.
    {سؤال: لو أن واحدًا نذر بأن بعدما يتزوج مثلًا فيعمل الوليمةَ أو الدعوة أو الحفلة، يُجمع الناس في مكان معين، ويوفر لهم الأطعمة والأشربة، الأشربة بجميع أنواعها بدون استثناء، فيها خمور، ويقول: أنا لا أجبر أحدًا بشرب الخمر، لكن الذي شرب فهذا يعود إليه، فهل هذا يمكن؟}
    لا يجوز للمسلم أن يجلس على مائدة يكون فيها خمر، والخمر كما تعلم لُعِنَ فيها عشرة، لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها عشرة، فهذا النذر نذرُ معصيةٍ، لا يجوز للإنسان أن يأتي به، فنذر أن يُطعمهم فله أن يُطعمهم بالحلال، أنه يقدم لهم الطعام ويقدم لهم الشراب بكل أنواعه، لكن المحرم لا يجوزُ، ولذلك قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «من نذر أن يعص الله فلا يعصه»، بإجماع المسلمين أنه لا يجوز له أنه يقوم بهذا النذر، يقول: أنا نذرت، لا يجوز بأي حال من الأحوال بإجماع.
    لكن هل تجب عليه اليمين هنا نقول: تُكَفِّر، أم لا يكفر؟ لكن مثل هذا الأطعمة، الأطعمة المباحة، أما أن يأتي بهذه، ويقول أنا لم أجبر أحدًا، حاملها ملعون، وعاصرها ملعون، والمحمول إليه ملعون، لعنهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا يجوز بأي حال من الأحوال.
    من العجائب يا إخواني أنَّ بعضهم يزعم أن هؤلاء المقبورين أنهم يحفظون البلد، وأنهم يكونون سببًا في حفظ البلد، بينما صناديق النذور التي عند قبورهم تُسرق، فدخل بعض أهل العلم في هذه الأزمنة فدخل فقال: لماذا هذه الأقفال؟ أليس هو يحفظُ البلد كلها؟! تقولون: إنه سبب في حفظ البلد! فكيف تُسرق صناديق النذور التي لديه؟!
    فهذا من العجائب في هذا، فنعوذ بالله من الخذلان، هذا باب عظيم، وفيه دفاع دائم حتى إن بعض البلاد صدرت فيها فتاوى رسمية بمنع النذورِ، وكان هناك احتجاج شديد جدا، لماذا؟ لأن هي مصدر هذا الشرك، والدعوة إليه، ولذلك كلُّ من نَذَرَ وَبَذَلَ ماله، إنما هو يدعو لسبيل الشيطانِ، إنما هو يدعو للشركِ، الذي يَنذر أمواله للقبور للأوثان سواء كانتْ قبورا أو أشجارا أو أحجارا أو أي معبود آخر، فإنه يَبذل ماله للدعوة إلى هذه السبيل، سبيل الشيطان، وإلى الشرك، وإلى مُحادة الله ورسوله، فيحذر المسلم بأي حال من الأحوال، يحذر بكل الأحوال.
    إذن هذا الباب ما يتعلق به، عندنا الباب الثاني: باب من الشرك: الاستعاذة بغير الله عز وجل.
    وذكر المؤلف فيه هذه الآيات:
    ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6]، وذكر حديث خولة بنت حكيم -رضي الله عنها-، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من نزل منزلا، فقال: أعوذ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق؛ لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك»، رواه الإمام مسلم.
    فإذن هذا: باب من الشرك الاستعاذة بغير الله عز وجل.
    الإنسان يستعيذ بالله كما جاءت الآيات في ذلك: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1]، هذه استعاذة بالله رب العالمين، فيستعيذ الإنسان بربه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هذه استعاذة بالله عز وجل من الشيطان الرجيم، ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 200]، فإذن جاءت الآيات أن الإنسان يستعيذ بالله رب العالمين، ولذلك هذا باب عظيم يجب على الإنسان أن يحرص فيه، وأن يتنبه له.
    أيضًا من الأشياء العجائب أن بعض دعاة أئمة الضلال وضعوا كتبا فيها أوراد، وهذا عجيب، أن الإنسان يترك ما جاء الرسول -صلى الله عليه وسلم-، الأدعية التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها من الخير العظيم ما نعلمه، وفيها ما لا نعلمه، يعني فيها معانٍ عظيمة، الإنسان الأصل أنه يحافظ على الأذكار الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، في القرآن الكريم، وفي السنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، يحافظ على هذه الأذكار غاية المحافظة؛ لأن فيها ما أريد وفوق ما أريد، وفيها من المعاني العظيمة.
    بعض كتب الطرق نجد أنهم كل طريقة وُضعت لها أدعية خاصة بها، ماذا يفعلون؟ نجد أن الشياطين هؤلاء، هؤلاء أئمة الضلال، ماذا يفعلون؟ يجعلون فيها آيات من القرآن الكريم، وأحاديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، يعني فيها أدعية صحيحة في القرآن أو في السنة، ثم بعد ذلك يُدخلون بداخلها كلمة من أسماء الجن، مثلًا: في أوراد القادرية وهذا ذكرته في كتابي "الطرق الصوفية" قالوا: يا طهلفوش، انقطع الرجاء إلا منك.
    تعرف طهلفوش، تعرف طهلفوش يا مسعود أو قابلته.. لا تعرفه؟! طيب
    طهلفوش هذا من الجن، وانظر أوراد البدوية الدسوقية كلها يكررون كلمة: آحون، آحون، ما معناها؟ إنما هي أسماء أيضًا من أسماء الجن، فهم يستغيثون بهم، ويستعيذون بهم صباح ومساء، كما كانوا في الجاهلية في هذه الآية التي بين الله، تحكي الجن خبرهم وقصتهم، ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ ﴾ من بني آدم ﴿ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ ﴾، يأتون إلى الجن، ويقدمون لهم القرابين، ويطلبون منهم الحماية، يقولون: نريد منكم أن تحمونا، وألا يصل إلينا أذى، ﴿ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾، ما الذي حصل أن الجن زادتهم خوفا، حتى إن هذا الخوف الرهق وشدة الخوف، يخوفونهم ويتسلطون عليهم بكل أنواع الأذى، حتى إن هذا الرهق وهذا التعب يصل إلى البدن، فهم يشتدون عليهم بالخوف، فازداد الإنس خوفا منهم، وازدادت الجن استكبارا وعلوا.
    بينما الإنسان يستعيذ بالله، وكما قال بعض أهل العلم: لولا ما في قلوب العباد من ذِكْر الله، لتسلطتْ عليهم الشياطينُ، الشياطين تتسلط في الأماكنِ التي لا يُذكر فيها الله سبحانه وتعالى، المكان الذي لا يُذكر فيه الله، والبيت الذي لا يُذكر فيه الله سبحانه وتعالى، والإنسان الذي لا يذكر الله تتسلط عليه الشياطين.
    ولذلك حري بالإنسان أنْ يذكر الله في كل أوقاته، أذكار الصباح، وأذكار المساء، وأذكار الصلوات، وأذكار الدخول، وأذكار الخروج، كل ذلك يحافظ على هذه الأذكار، هذه التي فيها حفظ بإذن الله عز وجل، أما مَن يستعيذُ بغير الله عز وجل فهذا من الشركِ.
    الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام، ولذلك "العياذ"، "أعوذ" يعني لدفع الشر، العياذ لدفع الشر، واللياذ لطلب الخير، ولذلك الله عز وجل أخبرنا في القرآن عمَّا يكونُ يوم القيامة قال: ﴿ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ﴾ [الأنعام: 128] ما هو الاستمتاع الذي حصل هنا؟ الاستمتاع أن الجن قضت بعض حوائج الإنس، هؤلاء الذين يتقربون إليهم، قضت بعض حوائجهم، إما أنهم يخبرونهم بشيء غائب عنهم، فمثلا: يخبرونه أنه في بلدك حصل كذا، وهو من مقدور الجن، يعني الجن تستطيع أن تصل وتنتقل بسرعة وبخفة، فيخبروه ببعض الأخبار، وهذه الأخبار لا تخرج أن تكون من مقدور الجن والإنس، هي تصل هذه الأخبار فيها، ولذلك كل أعمال الجن هي لا تخرج أن تكون بمقدور الجن والإنس، فليس هناك شيء خارج قدرة الجن، فهم يعملون ما يكون في قدرة الجن والإنس.
    الجنُّ علامَ حصلت؟ حصلت على التعظيم وعبادة غير الله، وهذا مرادُ إبليس من ذلك، ولذلك فإن كثيرًا ممن يزعم أن عنده شيئا من الكرامات، أو شيئا من هذه الأعمال، هو يتقرب إلى الجن.
    وذُكر عن بعضهم أنه كان يوم عرفة في بلاد الشام، ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية قصته، وذكر غيره، أنه كان يوم عرفة، يأخذ رسائل الناس من الشام ويذهب بها إلى عرفة، ثم في نفس اليوم يرجع إلى الشام ويأخذ رسائل الحجاج فيها، وتعارف الناس على ذلك، فلما مات أخبر أنه سيأتيه جمل هذا لونه، وأنه يذهب به، فلما ذهب هذا الجمل هو جني يتشكل بهذا الشكل، فقال: إن سجدت لي أوصلتك، وإن لم تسجد فلن أُوصلك؟ فإن الجن لا تخدم إلا لغرض، فهذا طلب منه الجني، أن يسجد له، فإن سجد له من دون الله، قام كما فعل مع من قبله، وإن لم يسجد له فإنه لن يخدمه ولن يقوم، فلذلك الجن لا تخدم أحدا إلا لغرض، ولذلك من يقولُ: أنا عندي جن مؤمنون يخدمونني، لا، ليس هذا صحيحا، فالجن مثل الإنس لا تخدم إلا لغرض في ذلك.
    {هل هناك من الجن من الموحدين، ويخدمون الموحدين من الإنس؛ لأن هناك عندنا يقولون كان هناك شيخ وليّ، الناس يقولون: ذهبوا به إلى الحج، الجن ذهبوا به إلى الحج؟}
    أحْرم أم لم يُحرم؟ لم يُحرم.
    {ما ندري، هم يقولون: هذا شَخص معروف عندنا بأنه وليّ، والجن ذهبوا به للحج، فهل هذا صحيح؟}
    الجن فيهم مؤمن وفيهم كافر، والأصل فيهم الكذبُ، ولذلك انظروا في النداءات التي ينادي الجن والإنس، ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ﴾ [الأنعام: 103]، لماذا قَدم الجن؟ لأن الإنسَ أقرب منهم إلى الطاعة، وفيهم الأنبياء، والجن أكثر تمردا، ولذلك القول بأن الجنَّ فيهم مؤمن، هذا لا نعلم هل هم صادقون أم كاذبون؟ ولذلك لا يُوجد دليل، والغالب أنهم يكذبون، مثل كثير من المنافقين الآن، يأتي ويقول: أنا مؤمن وأنا حريص على الإسلام، وأنا مسلم وأنا كذا، لكنه في حقيقة حاله غير صحيح.
    ولذلك من قال: أنا عندي جن مؤمنون يخدمونني فالأصل أنه يكذب، ولو تتبعتَ أحواله تجده يكذب، وأن عنده بعض الأمور الخفية التي يُخفيها عن الناس، أما هذا فقد ذكروا مثل هذه القصص، هذه كثيرة ومشهورة، لكن الغالب أن الجن لا تخدمه إلا لغرض، إما أنه يعظمها، أو يشرك بالله، أو غير ذلك، مثل السحرة، السحرة لا تطيعهم الجن إلا لغرض، إما يشركون بالله عز وجل، ولذلك تجد بعضهم يضع القرآن في الأماكن النجسة، وبعضهم يفعل القاذورة، بعضهم يصلي بغير طهارة، المهم أن يفعل شيئا من هذه الأعمال، فالجن لا تخدم هؤلاء إلا بهذا الغرض، ولذلك الذي يقول إن الجن تخدمه، أو تفعل معه، أو عنده جن مؤمنون أو غير ذلك، هذا من الدعاوى الباطلة.
    فأخبر الله عز وجل عن الجنِّ أنها كانت تقول: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6]، وهذه في قصة الجن؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ذهب إلى أهل الطائف، ثم دعاهم إلى الله عز وجل، لم يستجيبوا له، وردوا عليه ردا سيئا، فرجع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة، وفي الطريق صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقرأ القرآن، فسمعت الجنُّ القرآن، فأخبروا عن أنفسهم بهذا الخبرِ، إنا سمعنا القرآن، يعني أخبروا ﴿ يَا قَوْمنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ ﴾ [الأحقاف: 31]، وذكروا هذه الآيات في سورة الجن وفي سورة الأحقاف التي تُبين هذه القصة، فذكروا بعض أعمالهم، أن الإنس كانوا يستعيذون بهم فيزيدونهم رهقا وخوفا ورعبا منهم، وهم يحاولون أن يخوفوهم حتى يصرفوهم عن طاعة الله عز وجل.
    فبين النبي -صلى الله عليه وسلم- ما هو الطريق الصحيح في ذلك، حديث خولة بنت حكيم -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من نزل منزلا»؛ يعني نزلنا هذا المكان الآن، سواء كان منزلا دائمًا أو مؤقتا، إقامة دائمة أو إقامة سريعة، يعني نزلنا في هذا المكان، بعد هذا البرنامج أنتقل إلى مكان آخر فهذا يقول إذا نزلت منزلا فتقول: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق».
    «من نزل منزلا» سواء هذا منزل دائم أو منزل غير دائم، ويُروى عن القرطبي أنه قال: جرَّبت ذلك حتى إني نسيتُ يوما هذا الدعاء، فدخلت منزلي فلدغتني عقرب، هذا من الأشياء، ولذلك على الإنسان أن يحافظ على هذا الدعاء في أذكار الصباح وأذكار المساء، يحافظ على هذه الأذكار، فيستعيذ بالله عز وجل.
    «من نزل منزل، فقال: أعود بكلمات الله» كما مر بالله، العياذ هو طلب، العياذ من الشر، أن الإنسان قال: أعوذ بكلمات الله، كلمات الله ما هي؟ هي القرآن، كلام الله سبحانه وتعالى، فالقرآنُ كلام الله، وكلمات الله هُنا جمْع، دلَّ على الكثرة؛ لقوله تعالى: ﴿ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف: 109]، لو كانت هذه البحار كلها مدادا لكلمات ربي لنفد البحر، حتى ولو أتينا بأمثالها كثيرة، وأيضًا قوله: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ﴾ [لقمان: 27] سبحانه وتعالى.
    قال: «أعوذ بكلمات الله» وهذا دليل لأهل السنة أن القرآن كلام الله، هل يجوز للإنسان أن يستعيذ بمخلوق؟ لا يجوز، ولذلك قال أهل السنة، واستدلوا به أنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق، واستدلوا بهذا الحديث، قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أعوذ بكلمات الله التامات»، فالقرآن كلام الله، صفة من صفات الرب سبحانه وتعالى، يجوز الاستعاذة بالرب سبحانه وتعالى وصفاته.
    «أعوذ بكلمات الله التامات» يعني هذه صفة كلمات الله التامات، كلمات الله عز وجل تامة وصادقة، أيضًا معناه أن كلمات الله تامة بكل أحوالها وفي كل أمورها.
    «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» أعوذ بكلمات الله؛ أي: ألتجئ بها، فكلمات الله صادقة وأيضًا عادلة وكافية وشافية، سبحانه وتعالى، فكلمات الله فيها الشفاء من كل شيء من الشبهات والشهوات وغيرها، ولذلك الإنسان حري به أنْ يحرصَ على تأمُّل كلمات الله، القرآن الكريم، وما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
    «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»، والله سبحانه وتعالى لا يُنسب الشرُّ إليه، الرب سبحانه وتعالى لا يُنسب الشر إليه كما قالت الجن: ﴿ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴾ [الجن: 10]، والله عز وجل ليس كل ما خلق فيه شر، لكن ما كان فيه شر، ولذلك تَنقسم إلى ثلاثة أقسام:
    منها شر محض كالنار وإبليس، باعتبار ذاتيهما.
    أما باعتبار الحكمة من خلقهما؛ فمن أجلهما فهو خير.
    منها ما هو خير محض كالجنة والرسل عليهم الصلاة والسلام.
    فيها شر وخير هي عامة مخلوقات الله، ولذلك «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»، من قال هذه الكلمات مُوقنا بها؛ فإنه لم يضره شيء، لا يصيبه شيء بإذن الله، ولو أصابه لا يضره، حتى يرحل من منزله ذلك.
    أيضًا في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرشد المريض أنه يقول: «أعوذ بعزة الله وقدرته من شرِّ ما أجد وأُحاذر منه»، أرشد الصحابيُّ لما كان يَشتكي أنه يَمسح على موضع المرضِ، ثم يقول: «أعوذ بعزة الله وقدرته من شرِّ ما أجد وأحاذر منه». فإذن الاستعاذةُ لا يجوز للإنسان أن يستعيذَ إلا بالله رب العالمين في ذلك.
    هناك ما يكونُ في بعض الأحيان قد تكون استعاذة بالمخلوقِ فيما يَقدر عليه، يعني الرجل الذي استعاذ بأم سلمةَ أن تحميَه، أو المرأة التي عاذت بالرسول -صلى الله عليه وسلم- يعني إذا كان في مقدوره ذكرها الشيخ هنا، وذكرها أيضًا الشيخ سليمان في "تيسير العزيز الحميد"، أما الاستعاذة بالقبور والأموات، وأنهم ينفعون أو يضرون من دون الله عز وجل، فهذا من الشرك الأكبر المخرِج من الملةِ، فلا يجوزُ للإنسان أن يستعيذَ إلا بالله ربِّ العالمين.
    فبعضُهم يَستعيذ بأن يضع من الاستعاذة التي تُوضع، عرضناه لكم في حلقات ماضية، أتينا لكم ببعض الأحراز التي يشترونها أو التمائم التي تُوضع فبعضهم يضعها ويشتريها ويضعها في يده، ويعتقد أن هذه التمائم إنها تنفع وأنها تحميه ويستعيذ بها، هذه التمائم أحيانًا يكتبون فيها استعاذات من الجن، هذه التمائم مر معنا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أن التمائم والتولة شرك، فحذر منها النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: «من علق تميمة؛ فقد أشرك»، «من علق تميمة؛ فلا أتم الله له» كل هذا الباب مضى معنا.
    بعضهم يَضع مربعا فيها، ويضع فيها حروفا، عين، دال، لام، كذا، مثلما مر ورأيناه، هذه هي استعاذة بالجن، هذه تكون استعاذةً بالجن، فإذن هذا بيان الاستعاذة المشروعة للإنسان، فيَستعيذ الإنسان بالله رب العالمين، ويحافظ على الأذكار الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل هذا الدعاء: «من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق».
    هل لديكم أسئلة في هذه المسألة؟
    {نرى في بلدان بعض الناس عندما يريد السفر مثلا يجتمع الناس يقرأون سورة من القرآن مثلا، أو حتى يختموا القرآن كاملا، ثم بعد ذلك يخرجُ لسفره، وكأنه يَستعيذ بهذه القراءةِ ويتمنى الخير في سفره، هل هذا جائز؟}
    كم يأخذ حتى يختموا القرآن، هذا وقت طويل، عموما هذا لم يردْ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ولا فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ووردت أدعية عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالواجب على الإنسان أن يحافظَ على الأذكار النبوية في السفرِ، وفي الإقامة، وأيضًا على المقيمين أنهم يعرفون الأذكار النبوية، وعلى الإنسان أن يُرشد الناس إلى الدليل الشرعيِّ، مثلما مضى معنا، لما بيَّن الله حُرمة الاستعاذة بالجن والشياطين، بيَّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- الاستعاذة الصحيحة، وهو أن الإنسان يستعيذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
    مثل هذه الأعمال التي لم ترد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الواجب على المسلمين إنه يعلمهم أدعية السفر، ويوضحها لهم أيضًا، إنهم يعرفون الإنسان إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ركب قال وذكر الدعاء المذكور المعروف، أيضًا المقيم يدعو للمسافر، لكن أيضًا بالأدعية الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبما تيسر من الأدعية، لكنه يأخذ هذه الطريقة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، فلذلك الواجب عليه أن يحافظ على ما جاء من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ففيه الكفاية وفيه الشفاء، وفي العافية بإذن الله -تبارك وتعالى-.
    نأخذ الباب الذي بعده، لأن الوقت يكون قصيرا فنحن لا نطيل في هذه المسائل، وإنما نأخذ ما يتعلق بمقررنا في هذا الباب.
    باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
    كما يقول بعضهم: الاستغاثة هي أم الباب، يعني يعتبرون الاستغاثة هي القضية الكبرى عندهم، أنهم يستغيثون بالمقبورين من دون الله عز وجل، وعندهم هذه القضية يدافعون عنها بكل سبيل، والعجيب أن الأدلة في القرآن واضحة في ذلك.
    قال: أو يدعو غيره.
    أليست الاستغاثة دعاء؟! الاستغاثة دعاء، فإذن لماذا ربطها، وكأنه عطف الاستغاثة، يعني الدعاء عام، ومنه الاستغاثة، ثم الاستغاثة هي الدعاء وقت الشدة، فإذن الاستغاثة هي دعاء، لكنها خاصة، والدعاء عام، فعطف العام على الخاص، فإذن هنا باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
    وكما مر معنا، أو جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الدعاء هو العبادة»، ولذلك الله عز وجل: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، فقال ادعوني، ما قال: ادعوا غيري، وإنما أمر الله عز وجل المؤمنينَ أن يدعوا الله سبحانه وتعالى ولا يدعوا غيره، فلا يجوز للمسلمين أن يدعوا غير الله سبحانه وتعالى، فإذن باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره؛ أي إنه يطلب إزالة الشدة، إذا كان فيما يقدر عليه الإنسان كما جاء في قصة موسى ﴿ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ﴾ [القصص: 15]، فموسى قادر على أن يدفع عن هذا الإنسان، أنا أقول يا فلان، أغثني بشربة ما، أسرع لي، أعطني ماءً أشربه، فأنا عطِش، فهنا هذه فيما يقدر عليه الإنسان، لا إشكالَ فيه، لكن كلام والمؤلف، أراد هنا الشرك، يعني مراد الاستغاثة بالشرك، الذين يقولون: يا حسين، يا علي، يا بدوي، يا فلان من الخلق، ولذلك مهما عظُمت مكانة هذا العبد، فإنه بريء من هذا الشرك، الذين يستغيثون بعيسى ويستغيثون بغيره من الأولياء أو من الأشجار أو من الأحجار، أو من غيرهم، فإن هذا هو من الشرك.
    أيضًا قضية الدعاء، المراد دعاء العبادة، لكنْ واحد قال: أنا أدعوكم اليوم لحضور هذا الدرس، هذه دعوة، أيضًا أنا أدعوكم اليوم للعشاء عندي، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من دعاكم؛ فأجيبوه»، «وإذا دعاك أخوك؛ فأجبه»، الدعوة هنا إنما هي دعوة إلى شيء مخصص، لكن المراد عندنا في هذين القضيتين هما: الاستغاثة بغير الله، ودعاء غير الله سبحانه وتعالى، دعاء غير الله والاستغاثة بغير الله سبحانه وتعالى.
    وكما يقول بعض المؤلفين في هذا الباب: أن الاستغاثة يعتبرونها هي أم الباب، هي القضية الكبرى لديهم، ولذلك يدافعون عنها بكل وسيلة؛ لأن الشركَ فيها أعظم، نعوذ بالله من الخذلان.
    الآية الأولى والآيات فيها كثيرة جدًّا في هذا الباب، لكن نقتصر على ما ذكره المؤلف حتى لا يطول علينا هذا الباب.
    هذه الأولى، قوله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ ولَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [يونس: 106]، ولا تدع من دون الله في ذلك، وأول الآية: ﴿ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ولَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ [يونس: 105، 106]، الأمر بالحنيفية، الحنيفية هي البراءة من الشرك والبراءة من البدعة والضلالة، والإقامة على دين الله عز وجل، في ذلك، ﴿ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ولَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلَا تَدْعُ ﴾ الخطاب لمن؟ لمحمد -صلى الله عليه وسلم-، هل سيدعو محمد -صلى الله عليه وسلم- بأبي هو أمي، هل سيدعو غير الله، لكن إذا كان هذا الوعيد الشديد لمن دعا بذلك، حتى ولو كان نبيا، ماذا سيكون لغيره؟ لا يجوز له، ولذلك هذا من بيان عظمة هذا الأمر، ﴿ وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ ولَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ﴾، ما المراد بالظلم هنا؟
    {المرد بالظلم هنا الشرك}.
    والدليل؟
    {كما في وصية لقمان ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]}.
    فإذن هذا في تفسير كتاب الله، المراد هنا كما في كتاب الله، ﴿فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ * وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [يونس: 106، 107].
    فالدعاء كله عبادة، ولذلك يجب صرف هذه العبادة لله رب العالمين، وأن يتعلم الإنسان الأدعية، يتعلم الإنسان الأدعية الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كم في كثير من الأماكن العظيمة الفاضلة والأوقات والأزمنة الفاضلة، يعني تجد في عرفة هذا الوقت العظيم أعظم الدعاء، وأفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، ومع ذلك تجد بعضهم في ذلك المشهد العظيم والموقف العظيم كل أدعيته باطلة، بل أحيانًا تكون استغاثات شركية، أعوذ بالله من الخذلان.
    فالإنسان عليه أن يتعلم الأدعية النبوية، فإن الدعاء النبوي فيه ما تريد، وفيه فوق ما تريد، فتعلم أدعية النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل نتعلم الأدعية التي نكررها في اليوم والليلة.
    تأمل الأدعية معنا في هذا الباب والباب الذي قبله أيضًا، أدعية الرفع من السجود، «اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ»؛ أي لا ينفع صاحب المال ولا صاحب الجاه.. كلهم سواء، لا ينفعه إلا طاعة الله وإخلاص العبودية لله، سواء كنت وزيرا كنت ملكا أميرا، تاجرا، كل ما كان لا ينفع هذا كله عند الله، إلا عبادة الله عز وجل، فكل ذلك الأمر إلى الله سبحانه وتعالى هو المعطي وهو الضار النافع سبحانه وتعالى، والذي بيده الأمر كله سبحانه وتعالى، يُكرر الإنسان هذا الدعاء دائمًا بعد الرفع من الركوع، يكرره بعد الصلاة، من أدعية بعد الصلاة، ومع ذلك كثير من المسلمين، إذا انتهى من ذلك، ذهب يستغيث بالقبور ويدعوها من غير الله، وهو يقول: لا مانعَ لما أعطيت، ولا معطي لما منعت.
    ﴿ وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ عز وجل لا تدع سوى الله سبحانه وتعالى ﴿ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ﴾، وبالمراد بالظلم هنا الشرك كما بينه الله تعالى، ﴿ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ﴾ إذا أراد الله لك خيرًا؛ فلا يرده أحد، كما في حديث ابن عباس -رضي الله عنه-: «أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه لك لم ينفعوك به، وإن اجتمعت الأمة على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله؛ لم يضروك به»، فإذن الأمر كله لله رب العالمين سبحانه وتعالى، فالنفع والأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى.
    أيضًا، من الأدلة في ذلك هذه الآية: ﴿ فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ ﴾ [العنكبوت: 17] في سورة العنكبوت، الآية التي قبلها، ولذلك يجب أن نعرف الآيات وسياقات الآيات، حتى نفهم المعنى ويكون واضحا.
    ﴿ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا ﴾ [العنكبوت: 17]، من الذي يرزقُ؟ أليس الله؟ أيرزقك الله سبحانه وتعالى وتدعو فلان؟! سبحان الله، ﴿ فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 17]، ولذلك قال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا ﴾، ما عندهم رزق، الرزق عند من؟ عند رب العالمين، الرزق عند الله سبحانه وتعالى، فابتغِ الرزق عند الله، اسأل الله سبحانه وتعالى، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، كل الأمر بيد الله سبحانه وتعالى.
    فهم يعبدون الأوثان والأوثان عامة سواء كانت قبورا أو أشجارا أو أحجارا أو غير ذلك، ﴿ فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ ﴾ ما دام أنه خلقكم، ولذلك قال الله: ﴿يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذين خلقكم﴾، فهو الخالق يستحق العبادة سبحانه وتعالى، ﴿ وَاشْكُرُوا لَهُ ﴾، والشكر كثير من الناس يقول الشكر بلسانه، أشكر الله، لكنه لا يشكره بفاعله، ولا يشكره بقلبه، يعني قلبه ليس فيه الثناء على الله، وبيان نعم الله عز وجل على قلبه، وطمأنينة قلبه إلى نعم الله عز وجل، وأيضًا شكرها بالجوارح، أن يستعمل هذه الجوارح في طاعة الله، يستعمل بصره في طاعة، ويستعمل سيارته في طاعة الله، ويستعمل ماله في طاعة الله سبحانه وتعالى، فلذلك الشكر له سبحانه وتعالى بهذا الأمر، ﴿ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ الحشر إلى الله، سترجع إلى ربك، ستأتي ربك سبحانه وتعالى يوم القيامة، فاستعد لمثل هذا اللقاء في ذلك.
    الآية الثالثة في هذا الباب: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [الأحقاف: 5]، هل هناك أضل من هذا؟! واحد يدعو ميت من مئات السنين، قد أرمت جثته، عظامه بالية يدعوه، هل سيستجيب له؟! ﴿ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴾ [الأحقاف: 5]، غافلون لا يعرفون، هم بحاجة إلى من يدعو لهم، وهؤلاء يدعوهم من دون الله، ﴿ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 6]، إذا حشر الناس يكونون لهم أعداء، يتبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا، يتبرأون منهم، يقول ما كنتم تعبدونا، نحن برآء منكم ومن عبادتكم ومن أعمالكم، يتبرأن منهم، ولذلك الله عز وجل قبلها قال: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو﴾ [الأحقاف: 4، 5]، هل هناك أضل من هذا الذي يدعو من دون الله عز وجل، من لا يستجيب له، يعني لا يمكن أنه يستجيب له، ويستحيل أنه يستجيب له إلى يوم القيامة ﴿وهم عن دعائهم غافلون، وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء﴾ يكون بينهم يوم القيامة من العداوة والضلال نعوذ بالله من الخذلان.
    أيضًا الآية الثانية قوله تبارك وتعالى: ﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيكْشِفُ السُّوءَ وَيجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ ﴾ [النمل: 62]، هل هناك إله مع الله سبحانه وتعالى يجيب المضطر ويكشف السوء، وقال سبحانه وتعالى: ﴿أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ [النمل: 61، 62]، من الذي يجيب المضطر؟ بعضهم يأتي إلى قبر معين، ثم يدعو عنده، ثم يقول: الدعاء عند هذا القبر مجرب، استجاب الله في هذا المكان، الله يجيب المضطر، ولو كان كافرا، سبحانه وتعالى، يجيب سبحانه وتعالى، وأحيانا تكون فتنة لهم، توافق قَدرًا، تكون فتنة لهم، فيكونون في هذا الظلام نعوذُ بالله من الخذلان، فلذلك على الإنسان أن يتمسكَ بالأدلة الثابتةِ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، الأدلة الثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
    ولذلك الآية السابقة بيَّن الله سبحانه وتعالى بيانًا عظيما في قوله: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [الأحقاف: 5]، بيَّن الله فيها البيان الشافي في ذلك، قال: ﴿ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ ﴾، هل هم خالقون، لهم ملك، أو لهم قدرة ﴿ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ﴾ [فاطر: 40]، ليس لهم أي شيء في هذا الأمر، ولذلك المستحق للعبادة هو الله.
    يختم المؤلف هذا الباب العظيم بهذه القصة، قصة رواها الطبراني وفيها ابن لهيعة، فضعفها بعض أهل العلم، وهذه القصة مما يُعتضد بها، ذكر المؤلف هذه القصة عن ابن لهيعة، أن رجلا من المنافقين كان يُؤذي المؤمنين، فقال بعضهم لبعض: قوموا بنا نَستغيث برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هذا المنافق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنه لا يُستغاث بي، وإنما يستغاث باللهِ عز وجل»، النبي -صلى الله عليه وسلم- قادر لكن أراد البيان للمؤمنين، أن الإنسان يَستغيث بالله رب العالمين، وأن تكون استغاثته بالله، ولجوؤه إلى الله سبحانه وتعالى، فهذا باب عظيم والأدلة عليه كثيرة.
    من الأدلة ما ضرب الله ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ [الحج: 73]، قال أهل التفسير: حريٌّ بالإنسان أن يتأمل ذلك، فهذه الآيات الكثيرة الدالة على هذا، والأدلة الكثيرة، والقرآن كله دال على أبواب التوحيد، ولذلك إنما نذكر بعض النماذج وبعض الأدلة الدالة على ذلك.
    بقي معنا دقائق قليلة لعلنا ننظر في أسئلة إخواننا واستفساراتهم، فإن لهم حقوق علينا.
    هنا أخونا يقول: هل من نذر لله على أساس أن يُشفى مريضه، ولم يُشف، هل عليه إثم إن لم يُوفِ بالنذر أم الواجب أداؤه في كل الأحوال؟
    من نذر لله عز وجل وعلقه مثلا: إن شفى الله مريضي أني أفعل كذا، فإذا شفى الله عز وجل المريض، لكن هذا منهي عنه، الإنسان الواجب عليه، جاء نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النذر، جاء النهي عن النذر، فهذا من النذر المباح للإنسان، أو النذر إذا نذر طاعة فإنه يكون لا إشكال في ذلك.
    نرجو منكم أن تبينوا لنا ما بين اتقاء الشبهات والرياء من تداخل وافتراق.
    لعل هذا يأتي معنا في أبواب قادمة حتى لا نُطيل، ونتوقف على مسائل النذر.
    يقول: إذا نذر ألا يكلم فلانا لأنه خالف في مسألة شرعية، كمصافحة النساء، أو نحوها، هل تدخل في نذر الطاعة أم في نذر المعصية؟
    الواجب يا إخواني أن الإنسان إذا خالف في شيء مما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثل مصافحة النساء، فينهاه إخوانه وينصحونه في ذلك.
    أما مسألة هجره، أن الإنسان يهجر هذا الإنسان، فهذا تدخل في المصلحة والمفسدة، ننظر في المصلحة والمفسدة، إذا كان في المصلحة هجره فيهجر، لكن يجب أن يُبين له، ويبين له حُكم الشرع، وللأسف الشديد الكثير من الناس يَتساهل في هذه القضايا من بابِ أنه يظهر في بعض الأمور، فلا يجوزُ له في ذلك، لكن نذرك هنا ليس نذر معصية.
    تقول: نذرت نذرا لكل معصية، فتكاثر علي الوفاء، فهل من التحلل من أصل النذر؟
    الواجب كل نذر ينذره الإنسان هنا يبدو أنها تنذر إذا عصت الله عز وجل، هكذا يبدو في السؤال، فالواجب إذا نذر الإنسان نذر طاعة، هي إذا عصت نذرت نذرا في ذلك، إذا كان نذر معصية؛ فأهل العلم على أنه ينعقدُ، فهل تجب فيه يمين الكفارة أم لا تجب فيه؟ على قولين: منهم من قال إنه لا ينعقد في ذلك، وعليها الرجوع إلى أهل العلم في بلدها من أهل السنة ولله الحمد.
    أسئلة كثيرة هنا، يقول: من يذهب ويدعو عند القبر مظنة أن هذا المكان فيه الدعاء مستجاب، فهل هذا من الشرك الأكبر مخرج من الملة؟
    إذا كان يدعو القبر، يدعو صاحب القبر فهذا من الشرك الأكبر، أما إذا كان يدعو في مكان عند هذه القضايا فهذا من وسائل الشرك، يدعو الله في هذا المكان، والواجب عليه ألا يدعو الله عز وجل في هذا المكان، بل يتابع فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يذهب إلى المقبرة ويدعو لهم، فأهل المقابر في حاجة إلى الدعاء.
    ما تمكنا مع الوقت وإلا حق إخواننا كثير، وإن شاء الله هذه الأسئلة لا نغفلها، نتعرض لها أو نجيبهم عليها إن شاء الله في أوقات أخرى، نلتقي إن شاء الله، ولقاؤنا المتجدد غدا بمشيئة الله تبارك وتعالى، إلى هذا القدر، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

  • #2
    رد: الد

    الملخص
    باب من الشرك: النذر لغير الله عز وجل.
    هل الذي يجب الوفاء به أليس عبادة؟
    النذر عبادة، كما في هذه الآية، والآية التي بعدها: ﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ﴾ [البقرة: 270]، وهذا حثٌّ على الوفاء بالنذر، أن الإنسان إذا نذر نذرا أنه يفي بذلك النذر، وهذا يدل على أنه طاعة، وأيضًا جاءت في غيرها من الآيات كما قال الله تعالى: ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾ [الحج: 29]
    نذر شركي،
    نذر الشرك، هذا لا ينعقد أصلا، بل يجب التوبة منه، وهو أنه ينذر إذا عوفي أن يدفع لهذا القبر قبر فلان مبلغًا من المال، أو أنه إذا زار هذا المكان أن يدفع، ولو كان شيئًا قليلا، فهذا كله من المحرم، والذين يدعون إلى النذور ويحثون الناس عليها هم كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 34]
    نذر الطاعة.
    أن الإنسان نذر أن يَعتمر في هذا الشهر، أو أنه يَذهب إلى مكةَ ويعتكف في البيت الحرامِ، أو يعتكف في المسجد الذي بجوار منزله، أو غير ذلك، فهذا نذر طاعة عليه أن يفي به، أو نذر أن يتصدق لله عز وجل فهذا نذر طاعة عليه أنه يأتي به، فعلى الإنسان أنه يلتزم بذلك النذر، وإذا لم يستطع؛ فله تفصيلات أخرى وأحكام أخرى.

    نذر مباح.
    نذر أن يلبس هذا الثوب، أو نذر أنه يلبس طاقية، هذا نذر مباح، أن يشتري هذه الطاقية ويلبسها ويشخص بها بهذا الشكل، عمومًا هذا نذر مباح للإنسان أن يفعل هذا.
    نذر مكروه،
    مثل أكل الثوم، والثوم في رائحته في المسجد وغير ذلك.
    نذر معصية
    ، نذر ألا يُكلم مسعودًا مثلا، هذا مسعود أخ لك مسلم يا أخي، له حق في الإسلام، فلماذا لا تكلمه؟! هذا نذر معصية
    اختلف أهل العلم هنا في نذر المعصية، هل ينعقد أم لا ينعقد؟ ورجح بعض أهل العلم أنه ينعقد وتكون فيه الكفارة، أن الإنسان يكفر، ولا يأتي بهذا النذر المعصية، أما نذر الشرك فنكرر أن نذر الشرك لا ينعقد أصلا، ويجب فيه التوبة والرجوع إلى الإسلام، وترك هذا العمل في ذلك.
    فإذن نذر المعصية: من نذر أن يعص الله فلا يعصه، هذا محل إجماع من المسلمين، منهم من قال: تجب فيه اليمين، ومنهم من قال إنه غير منعقد أصلًا،


    الباب الثاني
    باب من الشرك: الاستعاذة بغير الله عز وجل
    .
    وذكر المؤلف فيه هذه الآيات:
    ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6]، وذكر حديث خولة بنت حكيم -رضي الله عنها-، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من نزل منزلا، فقال: أعوذ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق؛ لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك»، رواه الإمام مسلم.

    الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام، ولذلك "العياذ"، "أعوذ" يعني لدفع الشر، العياذ لدفع الشر، واللياذ لطلب الخير

    أعوذ بكلمات الله، كلمات الله ما هي؟ هي القرآن، كلام الله سبحانه وتعالى، فالقرآنُ كلام الله، وكلمات الله هُنا جمْع، دلَّ على الكثرة؛ لقوله تعالى: ﴿ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف: 109]

    وهذا دليل لأهل السنة أن القرآن كلام الله، هل يجوز للإنسان أن يستعيذ بمخلوق؟ لا يجوز، ولذلك قال أهل السنة، واستدلوا به أنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق، واستدلوا بهذا الحديث، قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أعوذ بكلمات الله التامات»، فالقرآن كلام الله، صفة من صفات الرب سبحانه وتعالى، يجوز الاستعاذة بالرب سبحانه وتعالى وصفاته.

    أيضًا الشيخ سليمان في "تيسير العزيز الحميد"، أما الاستعاذة بالقبور والأموات، وأنهم ينفعون أو يضرون من دون الله عز وجل، فهذا من الشرك الأكبر المخرِج من الملةِ، فلا يجوزُ للإنسان أن يستعيذَ إلا بالله ربِّ العالمين.

    {نرى في بلدان بعض الناس عندما يريد السفر مثلا يجتمع الناس يقرأون سورة من القرآن مثلا، أو حتى يختموا القرآن كاملا، ثم بعد ذلك يخرجُ لسفره، وكأنه يَستعيذ بهذه القراءةِ ويتمنى الخير في سفره، هل هذا جائز؟}
    هذا لم يردْ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ولا فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ووردت أدعية عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالواجب على الإنسان أن يحافظَ على الأذكار النبوية في السفرِ، وفي الإقامة، وأيضًا على المقيمين أنهم يعرفون الأذكار النبوية، وعلى الإنسان أن يُرشد الناس إلى الدليل الشرعيِّ،


    باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
    وكما مر معنا، أو جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الدعاء هو العبادة»، ولذلك الله عز وجل: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، فقال ادعوني، ما قال: ادعوا غيري، وإنما أمر الله عز وجل المؤمنينَ أن يدعوا الله سبحانه وتعالى ولا يدعوا غيره، فلا يجوز للمسلمين أن يدعوا غير الله سبحانه وتعالى

    ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من دعاكم؛ فأجيبوه»، «وإذا دعاك أخوك؛ فأجبه»، الدعوة هنا إنما هي دعوة إلى شيء مخصص

    1) قوله تبارك وتعالى: ﴿ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ولَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ ولَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ * وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [يونس: 106، 107]. وبالمراد بالظلم هنا الشرك
    أدعية الرفع من السجود، «اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ»

    من الأدلة في ذلك هذه الآية: ﴿ فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ ﴾ [العنكبوت: 17]

    كما في حديث ابن عباس -رضي الله عنه-: «أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه لك لم ينفعوك به، وإن اجتمعت الأمة على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله؛ لم يضروك به»

    2)من الأدلة في ذلك هذه الآية: ﴿ فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 17]
    ولذلك قال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا ﴾


    والشكر كثير من الناس يقول الشكر بلسانه، أشكر الله، لكنه لا يشكره بفاعله، ولا يشكره بقلبه، يعني قلبه ليس فيه الثناء على الله، وبيان نعم الله عز وجل على قلبه، وطمأنينة قلبه إلى نعم الله عز وجل، وأيضًا شكرها بالجوارح، أن يستعمل هذه الجوارح في طاعة الله، يستعمل بصره في طاعة، ويستعمل سيارته في طاعة الله، ويستعمل ماله في طاعة الله سبحانه وتعالى، فلذلك الشكر له سبحانه وتعالى بهذا الأمر
    الآية الثالثة في هذا الباب: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴾ [الأحقاف: 5]
    واحد يدعو ميت من مئات السنين، قد أرمت جثته، عظامه بالية يدعوه، هل سيستجيب له؟!﴿ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 6]
    ، إذا حشر الناس يكونون لهم أعداء، يتبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا، يتبرأون منهم، يقول ما كنتم تعبدونا، نحن برآء منكم ومن عبادتكم ومن أعمالكم، يتبرأون منهم ولذلك الله عز وجل قبلها قال: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ *) [الأحقاف: 4]
    الآية الثانية قوله تبارك وتعالى: ﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيكْشِفُ السُّوءَ وَيجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ ﴾ [النمل: 62]،

    وقال سبحانه وتعالى: ﴿أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ [النمل: 61، 62]

    الله يجيب المضطر، ولو كان كافرا، سبحانه وتعالى، يجيب سبحانه وتعالى، وأحيانا تكون فتنة لهم، توافق قَدرًا، تكون فتنة لهم، فيكونون في هذا الظلام نعوذُ بالله من الخذلان، فلذلك على الإنسان أن يتمسكَ بالأدلة الثابتةِ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، الأدلة الثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.


    من الأدلة ما ضرب الله ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ [الحج: 73]

    تعليق


    • #3
      رد: الدرس الحادى عشر(النذر لغير الله )

      تعليق


      • #4
        رد: الدرس الحادى عشر(النذر لغير الله )

        تعليق


        • #5
          رد: الدرس الحادى عشر(النذر لغير الله )

          جزاكم الله خيرا

          تعليق

          يعمل...
          X