إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تكريم المرأة في الإسلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تكريم المرأة في الإسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لقد وردت عدة أحاديث نبوية شريفة تدل بكل وضوح إلى تكريم المرأة في الإسلام وهي كالآتي: قال الرسول صلى الله عليه وسلم "أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا . وخيارُكم خيارُكم لنسائهم"(الراوي: أبو هريرة المحدث:الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1162)خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح) وكذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم "......إنما النساء شقائق الرجال"( الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث:أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 236خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح])
    وكذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم "خيرُكم خيرُكم لأَهلِه وأنا خيرُكُم لأَهلي ما أكرمَ النِّساءَ إلَّا كريمٌ ولا أهانَهُنَّ إلا لئيمٌ"(الراوي: علي بن أبي طالب المحدث:السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4102خلاصة حكم المحدث: صحيح)وكذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم"لا يفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كرِهَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخرَ"أو قال: غيرَهُ( الراوي: أبو هريرة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1469خلاصة حكم المحدث: صحيح ومعنى لا يفرك مؤمن مؤمنة أي لا يبغضها لأنه يتنافى مع حسن العشرة) ، أما من أجل توضيح تكريم الإسلام للمرأة سوف أقوم بتفسير قوله عليه الصلاة والسلام ( إنما النساء شقائق الرجال) فهذا الحديث يشير إلى أن المرأة هي تشبه الرجل، أي لا تتطابق معه، وذلك أولا لأن المرأة تشترك وتتشابه مع الرجل في الجسد في بعض الأعضاء والأجهزة الوظيفية كالجهاز الهضمي وتختلف عنه في بعض الأعضاء والأجهزة الوظيفية كالجهاز التناسلي وكذلك نجد أن روح المرأة هي شبيهة لروح الرجل كما هو جسد المراة هو شبيه جسد الرجل وما يدل على ذلك هو إختلاف سلوك وإنفعالات الجسد بين الذكر والأنثى الذي يرجع سببه إلى إختلاف إنفعالات وسلوك الروح بين الذكر والأنثى. ثانيا: في الحقوق والواجبات، فنجد أن المرأة والرجل في الإسلام يشتركوا في كثير من الحقوق ويختلفوا في بعض منها كالميراث مثلا وذلك طبعا لحكمة وهي أن الرجل هو من يدفع المهر وهو من ينفق على بيته وكذلك نجد أن المرأة والرجل يشتركون في كثير من الواجبات ويختلفون في بعض منها كترك الصلاة في حالة الحيض والنفاس وذلك لحكمة لأن في حالة الحيض والنفاس قد يوجد منها ما يمنع الطهارة وهذا يتنافى مع شروط الصلاة مع الإشارة إلى أن ترك المرأة للصلاة في هذه الحالات لا ينتقص من أجرها شيئا على الإطلاق لأن الله الملك العظيم الرؤوف الرحيم هو من أجاز لهن هذه الرخصة رحمة في المراة لأن في القضاء مشقة كبيرة لإحتمال كثرة أيام الحيض والنفاس، إذا يبدو واضحا وجليا أن المرأة هي مناظرة وشبيهة للرجل ولا تتطابق معه.

    أما بما يخص القوامة في الإسلام فإن الرجل مسؤول عن المرأة لأسباب عدة من أهمها هو أن الرجل أكثر رجاحة في العقل وأكثر تحكما في العاطفة، فعلى وجه العموم القرارات الصائبة والسديدة هي القرارات التي يتم فيها ترجيح العقل على العاطفة، فالقرارات التي تتسم بالعقلانية هي القرارات التي يتم فيها الإعتماد على العقل، أي التفكير، بشكل كبير وفي نفس الوقت يتم الإعتماد فيها على العاطفة، أي الإنفعالات التلقائية، بشكل قليل. بينما في المقابل القرارات التي يتم فيها ترجيح العاطفة على العقل هي قرارات قد تكون خاطئة ولكن ليس بالضرورة ذلك فقد تكون صائبة عندما تكون العاطفة المكنونة في قلب الإنسان هي عواطف نبيلة وسليمة وسوية. وهنا يجب التأكيد والتنبيه على نقطة مهمة جدا وهي أن قوامة الرجل على المرأة لا تنتقص من كرامتها الإنسانية شيئا كما أنها لا تنتقص من منزلتها ومكانتها كأمة مسلمة أو مؤمنة عند الله عزوجل وذلك لسبب مهم وبسيط وهو بما أن قوامة ولي الأمر أو الحاكم على رعيته من رجال ونساء المسلمين لا تنتقص مقدار ذرة من كرامة رعيته الإنسانية وبالتالي فإن قوامة الرجل على المرأة هي لا تنتقص مقدار ذرة من كرامتها الإنسانية. فنجد أن بعض رجال المسلمين يغبطون ولي الأمر على توليه منصب ولاية الأمر أو الحكم وفي واقع الأمر هؤلاء الجماعة هم مصيبون و مخطئون في نفس الوقت لأنه إذا كان ولي الأمر رجل صالح فإن في ذلك نعمة عليه وعلى رعيته وبالتالي هم يعتبرون مصيبون أما إذا كان رجل ظالم وسيء فإن في ذلك نقمة عليه وعلى رعيته وبالتالي هم يعتبرون مخطئون. وبنفس الصورة تماما فإن بعض النساء قد يغبطون الرجل على مسؤولية القوامة وهنا الإسلام يقول للمرأة بأنه يجب عليها الرضى والتسليم بأمر و حكم الله عزوجل وأنه يجب عليها أن تقتنع بحكمة الله عزوجل فيكفيها أن الله الملك الرؤوف الحكيم خفف عنها مسؤولية القوامة رأفة فيها ومن أجل حكمة وهي أن الرجل يزيد عنها في رجاحة العقل وفي ضبط العاطفة ولكن الله عزوجل في المقابل كرم المرأة بأن جعلها شريكة للرجل في رعاية أبنائها وأبنائه وفي بيتها وبيته فإذا أصاب الرجل ساندته ودعمته وإذا أخطأ نصحته وصوبته لقوله عليه الصلاة والسلام "ألا كُلّكُم راعٍ . وكلّكُم مسئولٌ عن رعيّتهِ . فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ ، وهو مسئولٌ عن رعيّتهِ . والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتهِ ، وهو مسئولٌ عنهم . والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلِها وولدهِ ، وهيَ مسئُولَةٌ عنهُم . والعبدُ راعٍ على مالِ سيّدِهِ ، وهو مسئُولٌ عنهُ . ألا فكلُّكُم راعٍ . وكلكُم مسئولٌ عن رعيتهِ "(لراوي: عبدالله بن عمر المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1829خلاصة حكم المحدث: صحيح)وكذلك عندما خفف الله عزوجل عن المرأة مسؤولية القوامة فإنه في المقابل الله عزوجل أكرم المرأة برحمة ونعمة عظيمة إذا ما أطاعت زوجها في غير معصية الخالق بأن يُخيرها الله الملك العظيم في دخول الجنة من أي الأبواب شاءت لقوله عليه الصلاة والسلام "إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها ، و صامَت شهرَها ، و حصَّنَتْ فرجَها ، وأطاعَت زوجَها ، قيلَ لها : ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ" (الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 660خلاصة حكم المحدث: صحيح) فبالتالي فإن المرأة المطيعة لزوجها هي أفضل وخير من الرجل الذي لا يُحسن قوامته على المرأة تماماً كالمسلم الطائع لولي الأمر الذي يُعتبر أفضل وخيرٌ من ولي الأمر الذي لا يُحسن إدارة شؤون رعيته من المسلمين لأن الأول يقوم بواجبه في طاعة ولي الأمر طالما ولي الأمر يُطبق الشريعة الإسلامية وطالما أن نفع ولي الأمر أعظم وأكبر من ضرره، أما الثاني فهو أسوء من الأول رغم أنه ولي الأمر لأنه مُقصرٌ في واجبه تجاه رعيته. أما بما يتعلق بأن قوامة الرجل لا تنتقص من منزلتها ومكانتها عند الله عزوجل فإن الله الملك العظيم المقسط العدل ينعم بالثواب على المراة كما على الرجل إذا أحسنوا كما أنه سبحانه وتعالى يعاقب المرأة كما يُعاقب الرجل إذا أساءوا، قال تعالى ( ومن يعمل الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يُظلمون نقيرا.)

    أما بالنسبة لعلاقة الرجل مع المرأة فإنها في الإسلام هي عبارة عن علاقة روح مع روح وليس جسد مع جسد لأنه عندما تصبح علاقة الرجل مع المرأة هي علاقة جسد مع جسد فإن ذلك يحط الإنسان من منزلة البشرية إلى منزلة البهيمية (أكرمكم الله عزوجل) لأنه عندئذٍ يُصبح الجسد هو الغاية والهدف بغض النظر عن الروح التي تسكن هذا الجسد سواء كانت روح طيبة أو خبيثة وبالتالي تُصبح شهوة الجسد هي التي تتحكم بالإنسان كما تتحكم بالحيوان بدلا من أن يتحكم الإنسان بشهوة الجسد كي يتميز عن الحيوان. أما في المقابل، عندما تكون علاقة الرجل مع المرأة هي علاقة روح مع روح فعندئذ يصبح جسد الروح وكلام الروح وسلوك الروح جميعاً عبارة عن وسائل أو أدوات تستعين بها روح الرجل من أجل مخاطبة روح المرأة والتقرب منها والعكس صحيح. قال الرسول صلى الله عليه وسلم" تُنْكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالِها، ولحسبِها، ولجمالِها، ولدينِها، فاظفر بذاتِ الدِّينِ تربت يداكَ"(الراوي: أبو هريرة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1466خلاصة حكم المحدث: صحيح) فهنا الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يشير إلى حقيقة أن كل من مال وحسب وجمال ودين المرأة يجذب الرجل المسلم إلى المرأة ولكنه بنفس الوقت يرشد الرجل المسلم إلى الإختيار الصحيح وهو إختيار المرأة الصالحة الملتزمة بالدين أي صاحبة الروح التي يغلُب عليها الطهارة والنقاء بمشيئة الله عزوجل لأن الدين يُطهر الروح وفي ذلك دلالة واضحة إلى أن علاقة الرجل مع المرأة في الإسلام هي علاقة روح مع روح وليست غير ذلك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    المؤلف: خالد صالح أبودياك
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد عبد الغفور; الساعة 23-09-2013, 12:01 PM. سبب آخر: وضع سند ودرجة الحديث

  • #2
    رد: تكريم المرأة في الإسلام

    تذكرة بليغة وفائده عظيمة جزاك الله خيرا اخى
    يمكنك الاستعانة بهذا الموقع لكتابة سند الحديث ونصه الدرر السنية

    تعليق


    • #3
      رد: تكريم المرأة في الإسلام

      شكرا جزيلا أخي الفاضل أحمد عبد الغفور على مرورك الطيب وردك الكريم وأيضاً على إرشادك لي لموقع الدرر السنية جزاك الله خيراً

      تعليق


      • #4
        رد: تكريم المرأة في الإسلام

        تعليق


        • #5
          رد: تكريم المرأة في الإسلام

          تعليق


          • #6
            رد: تكريم المرأة في الإسلام

            شكرا جزيلا أختي الفاضلة أم هالة30 على مرورك الطيب وردك الكريم

            تعليق

            يعمل...
            X