إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدرس الخامس(تحقيق التوحيد)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدرس الخامس(تحقيق التوحيد)

    رابط المحاضرة:
    http://www.youtube.com/watch?v=YJgkw1B8Maw

    تفربغ المحاضرة:
    بسم الله الرحمن الرحيم،
    والحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أفضل الرسل والنبيين، اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وأصحابه وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
    نرحب بكم في الأكاديميَّة الإسلاميَّة المفتوحة، في اللقاء الخامس من دروس العقيدة، فنواصل الدراسة بإذن الله، فنرحب بالإخوة المشاهدين، ونرحب بالإخوة الحضور معنا في الاستوديو، فأهلًا وسهلًا بالجميع، ونسأل الله -عز وجل- أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح.
    لعلنا في البداية نتذكر بعضَ الدروس الماضية؛ لأنَّ هذا الدرس مرتبطٌ بالقضايا السَّابقة، فهل تذكرون يا شباب؟
    {بدأنا بأقسام التَّوحيد، ثم تكلمنا في الدرس الأخير عن فضل التَّوحيد}.
    ذكرنا وجوب التَّوحيد، وبعض الأدلة عليه، والأدلة كثيرة، والقرآن العظيم كله جاء في التَّوحيد والأمر به، فجاء الأمر وجاءت الدلائل ببراهين التَّوحيد، وهذه مضت معنا في الدرس الأول، مثل قوله -تبارك وتعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23].
    ودليلٌ آخر وهو آية النساء: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء: 36]، وغيرها من الآيات، فالآيات كثيرة.
    ثم ذكرنا في الباب الثاني فضل التوحيد، وهذا حقيقة من التأليف الجميل، وهو من طريقة الاستدلال الجميلة للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- أنَّه ذكر وجوبَ التَّوحيد، ثم ذكر فضل التَّوحيد، فالأمر العظيم الواجب له فضائل عظيمة، ولذلك ذكر فضائل التَّوحيد، وأنَّه يُكَفِّر الذُّنوبَ، فالتَّوحيد له فضلٌ عظيمٌ، فهو يُكَفِّر الذُّنوب.
    نأخذ اليوم القضية المُؤَكِّدة لهذه الأبواب -وهذا ترتيبٌ بديعٌ- وهو باب تحقيق التَّوحيد، لماذا نأخذ هذا الباب؟
    لأنَّ كثيرًا من المسلمين أو بعضَ المسلمين أو جُهَّالهم يشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ويظنُّ أنَّه مُوَحِّدٌ كاملُ الإيمان، وأنَّه مُتابِعٌ للرسول -صلى الله عليه وسلم- ولو أخبرتَه أنَّه مُخالِفٌ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحزن لذلك، ومع ذلك هو لم يُحَقِّق التَّوحيدَ الذي جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولذلك تتمثل أهميَّة هذا الباب -باب تحقيق التَّوحيد- في أنَّ الإنسانَ عليه أن يكون مُحَقِّقًا لهذا التَّوحيد الذي أوجبه الله -عز وجل- عليه.
    هناك مشاهدُ كثيرةٌ جدًّا، كل منا قد شاهد هذه الأمثلة التي تدل على جهل بعض المسلمين بالتَّوحيد والواجب فيه، فمَن يُخبرنا بمثالٍ؟
    {في بلادنا عدة تصرفات تكون طريقًا للإشراك بالله، منها: تعظيم قبور الأولياء الصالحين، والتَّطَيُّر}.
    هذه قضايا منها ما يصل إلى شركٍ أكبر، كعبادة القبور من دون الله، ومنها ما يكون دون ذلك، ولذلك فالإنسان بحاجةٍ إلى تحقيق التَّوحيد، ومعرفة ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم.
    نأخذ الأدلة في هذا الباب، والآية الأولى ما هي؟
    {﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [النحل: 120]}.
    هذه الآية ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾ ما معنى "أمة"؟
    {يقصد هنا أن إبراهيم -عليه السلام- كان إمامًا متبوعًا}.
    ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ﴾ ما معنى "قانت"؟
    {مطيعًا لله سبحانه}.
    مطيعًا لله، ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ﴾ أي طائعًا لله، حنيفًا: مستقيمًا، مائلًا عن الشِّرك مجانبًا له، مستقيمًا على طاعة الله -عز وجل.
    ﴿وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ مُؤَكِّد لذلك، والمعنى أنَّه مخلصٌ، وقد كانت كلمة "حنيفًا" تكفي، لماذا قال الله: ﴿وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾؟ لتأكيد القضية، أي أنَّ إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- لم يكن من المشركين، ولذلك بَرَّأَ الله -عز وجل- نبيه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- من ذلك ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ﴾ مُعَلِّمًا للخير، فإمام الحنفاء هو إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ولذلك مدحه الله -عز وجل- فقال: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ بريء من المشركين.
    والعجيب أنه لما بُعِثَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت قريش تدعي دعوةً، ما هي دعوى قريش؟
    {دعوى قريش أنَّها تعبد اللهَ على دين إبراهيم}.
    هل لهم مُشابهٌ في هذا الزمان؟
    {العديد مشابهين}.
    عديدٌ من المشابهين، نعم، ولذلك كان القُرَشِيُّون يدَّعون أنَّهم أتباعُ إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ولذلك فإن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي -وكان من قريش- كان في الجاهلية قبل بعثة الرسول يقول: "والله يا قريش ما على ملة إبراهيم أحدٌ غيري". ثم يقول: "اللهم إنِّي على مِلَّة إبراهيم". لكن ما يدري ما هي ملة إبراهيم، فقد فُقِدَت، وَنُسِخَت، وَغُيِّرَت، وَبُدِّلَت، وَحُرِّفَت، فما بقي منها إلا بعض الآثار مثل: الحج، وتعظيم البيت الحرام، وغير ذلك.
    أيضًا نجد من المعاصرين مَن يقول: "نحن نحب الأولياء". ويعبدونهم من دون الله! فهذا ليس متابعةً لهم، بل هم أعداءٌ لأولياء الله، أعداء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أنَّ منهم مَن يزعم أنَّه مُحِبٌّ لآل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
    ونحن نحب آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا اعتقادُ أهل السنة: الذي هو محبة آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة حقهم، وتقديرهم. لكن هل نعبدهم من دون الله -عز وجل؟ لا، هذا لا يكون عندنا معشر المسلمين، بل محبتهم الحقيقية هي متابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومتابعة آل بيته، وكل آل بيت رسول الله -الذين تُنسب لهم أقوال باطلة- على اعتقاد أهل السنة بالنقل الثابت عنهم -رحمهم الله تعالى.
    ولذلك فإنَّ الدعاوى لا تكفي، فقال الله تعالى: ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ [آل عمران: 68] يعني محمد -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه.
    ولذلك فأولى الناس برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وآل بيته، والأئمة وعلماء الأمة من بعده: هم أهل السنة والجماعة، الذين تابعوه، والذين يقولون بقولهم.
    فالله -عز وجل- مدح لنا إبراهيم فقال: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [النحل: 120] ما الفائدة التي نأخذها من هذا المدح؟
    {أن نقتدي به}.
    القضية الأولى: الاقتداء به، ولذلك فإن الاقتداء بإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- في هذه القضية هو اقتداء به في التَّوحيد، وهناك قضية ثانية.
    {محبة مَن أثنى الله -عز وجل- عليه}.
    محبته، أن نُحِبُّهم، فلهذا نحبهم ونقتدي بهم في ذلك، والاقتداء بهم هو بمتابعتهم كما أخبر الله -عز وجل- في القرآن الكريم، وكما أخبر عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم.
    ولذلك فإنَّ إبراهيم كان مُحَقِّقًا للتَّوحيد، مُطَبِّقًا له تطبيقًا عمليًّا، ودعوة إلى الله -عز وجل.
    الدليل الآخر في قضية تحقيق التَّوحيد: هذا الوصف الذي وصف الله به عباده المؤمنين فقال: ﴿وَالَّذِينَ هُم برَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ﴾ [المؤمنون: 59]، لما وصف الله -عز وجل- عباده المؤمنين قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم برَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ *وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ *أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ [المؤمنون: 57- 61].
    ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ﴾ خائفون من خشية ربهم، يخافون الله -سبحانه وتعالى- فيرجون رحمته، ويخشون عذابه، وهكذا المؤمن يدور بين الخوف والرجاء، فأركان العبادة ثلاثةٌ: المحبة، والخوف، والرجاء، ثلاثة أركان للعبادة لابُدَّ أن تتوفر في العبد.
    ﴿الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ﴾، ثم ﴿بآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾ يؤمنون بآيات الله الشَّرعيَّة، ما هي آيات الله الشرعية؟
    {آيات الله الشرعية: القرآن الكريم}.
    القرآن الكريم، والآيات الكونية: الشمس، والقمر، والأرض، والجبال، كل ذلك يؤمنون به.
    قال: ﴿وَالَّذِينَ هُم برَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ﴾ الصفة التي معنا هنا، ولذلك فالمؤلف -رحمه الله- جاء لنا بالصِّفة. وجه الدلالة هنا: ﴿وَالَّذِينَ هُم برَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ﴾ ليس عندهم إشراك.
    ولذلك انظر: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾ خائفون من الله، مخلصين خائفين من الله -سبحانه وتعالى- وهم بربهم لا يشركون، هذه صفات عباد الله -عز وجل- المؤمنين.
    إذن عندنا في باب تحقيق التَّوحيد أنَّ الإنسانَ يُحَقِّق التَّوحيد علمٌ وعملٌ، فالإنسان عَلِمَ التَّوحيدَ وعرفه، فعليه أن يُطَبِّقه تطبيقًا عمليًّا، فعليه أن يعرفه ويتعلمه ثم يطبقه، سيأتينا بعد ذلك باب في دعوة الناس إليه، فهو يعرف التَّوحيد، ويطبقه في حياته، ثم أيضًا يدعو إليه، فهذا هو تحقيق التَّوحيد.
    ما هي الأدلة بعد ذلك؟
    حديث عمران بن حصين بن عبد الرحمن -رحمه الله تعالى- وكان هو وسعيد بن جبير، من هو سعيد بن جبير؟
    {تابعي}.
    من تلاميذ من؟
    {ابن عباس}.
    من تلاميذ ابن عباس، ولذلك قال: "أوقفت ابن عباس على هذا المصحف آية آية". أي كان ابن عباس يفسر له القرآن آية آية ثلاث مرات.
    قال: "كان هو وسعيد بن جبير يتذاكرون العلم، فقال: أيُّكم رأى الكوكبَ الذي سقط البارحة؟" كوكب سقط من السماء، قال: "من الذي رآه؟" قال عبد الرحمن بن حصين: "رأيته" فمعناه أنه مستيقظٌ في الليل، فماذا يعني ذلك؟
    {يقوم الليل}.
    يتعبد، ولذلك فإن التابعين عندهم تدقيق في هذا الخبر، فحينما تتأمل هذا الخبر الذي أخرجه البخاري -رحمه الله- تجد فيه دقَّةً، قال: "أما إني لم أكن أصلي"، يعني لا تظنون أني في عبادة.
    اليوم أصبح كثير من الناس بعيدين عن الإخلاص، فإذا تبرع رجل بمبلغ من المال أعلن ذلك في جميع الصحف، وقيل هذا محسن كبير، فينبغي على الإنسان أن يُخلص عمله لله رب العالمين، ولذلك قال: "لم أكن أصلي".
    أحد الجهلة كان يصلي وعنده جماعةٌ من الناس، فكأنَّهم أثنوا عليه وقالوا: ما أحسن صلاة فلان! فالتفت إليهم وقال: أنا صائم أيضًا، يعني من باب أنَّه جيد.
    فالمقصود أنَّ الإنسانَ يُخلص عمله لله رب العالمين، قال: "أما إني لم أكن أصلي، ولكني لُدِغْتُ". لدغته عقرب، قال: "ماذا فعلت؟" ماذا عملت لها؟ ما كان عندهم مثل الأدوية، كان فيه بعض الأدوية، لكن ماذا فعلت؟ قال: "ارتَقَيْتُ"؛ يعني قرأت على نفسي، ما المشكلة في قول رجل: قرأتُ على نفسي؟
    {عليه الدليل}.
    عليه الدليل، ولذلك قال: "ما حملك على ذلك؟" قال: حديث بريدة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «فَمَا صَنَعْتَ؟» قال: «لا رُقْيَةَ إلا مِنْ عَينٍ أو حُمَةٍ».
    ما معنى هذا الحديث؟
    الرقيةُ جائزةٌ في جميع الأمراض، أي أن يقرأ الإنسانُ على نفسه، ويرقي نفسه، فهذا جائزٌ ليس فيه شيءٌ، لكن معنى الحديث: أنَّه لا أنفعَ من الرُّقية في العين، ما هي العين؟
    {نظر الإنسان}.
    ما تسمونها عندكم؟
    {نذر بدر}.
    نظرة سوءٍ.
    يجب أن نعرف أن اللغات الأخرى تكثر عن اللغة العربية، دائمًا اللغة العربية هي أوسع من جميع اللغات، ولذلك أنزل الله بها كتابه العزيز، وبإمكاننا أن نضرب بعض الأمثلة، يعني مثلًا: أصوات الحيوانات، كالصهيل، والنهيق، والنباح، وغيرها، تجدها في اللغة العربية، فتجد لكل صوت اسم، لكن بعض اللغات الأخرى التي أقل منها تجد أنها تقول: صوت كذا، صوت كذا، ولا يتوسعون فيها.
    ما تسمون هذا عندكم؟
    {جن دي}.
    قال: «لا رُقْيَةَ إِلا مِنْ عَيْنٍ»، العين هو مَن يُصيب بنظرة، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «هَلا بَرَّكْتَ» يعني إذا رأيتَ شيئًا أعجبك تقول: ما شاء الله، تبارك الله.
    «لا رُقْيَةَ إِلا مِنْ عَيْنٍ» يعني لا أنفع للعين من الرُّقية، والرقية أن تقرأ بالقرآن العظيم والأدعية النبوية الثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وستأتي معنا عندما نقرأ في التَّمائم.
    قال: «لا رُقْيَةَ إِلا مِنْ عَينٍ أو حُمَةٍ» الحُمَة هو: السم، سم العقرب، أو غير لدغة العقرب، فقال: لا أنفع. لذلك قال الخطابي -رحمه الله: "لا أنفع للعين وسم العقرب من الرقية".
    العائن له علاجٌ آخر كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أن يغتسل أو يتوضأ، أو يُؤخذ شيءٌ من أثره، هذا كله علاج لها.
    لكن على الإنسان أن يتوكل على الله، فبعض الناس حينما يُصاب ولو بشوكة يقول: جاءتني عين. وهذا عجب في خلق الناس، وبعضهم يقول: إن بعض النساء تحمل وتُخفي حملها تسعة أشهر عن الناس، كأنَّها حملت بخالد بن الوليد، الأمر فيه سعة كثيرة، لكن التوكل عند بعض الناس ضعيف، فتحقيق التَّوحيد ضعيف في قلوبهم.
    قال: "قد أحسن مَن انتهى إلى ما سمع" هذه أين نضعها؟ في تحقيق التَّوحيد أم في مصادر التلقي؟
    تأتي هنا في مصادر التلقي، ولذلك هذه القضية مهمة جدًّا.
    قال: "قد أحسن مَن انتهى إلى ما سمع" يعني ما سمعتَ عن الرسول طَبِّقْهُ، يعني لا تأتي في الدين بشيءٍ من عندك، إنَّما تأتي بما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم.
    قال سعيد بن جبير: حدثنا ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُممُ، فرأيتُ النبيَّ ومعه الرَّهْطُ، والنبيَّ ومعه الرَّجل والرَّجلان، والنبيَّ وليس معه أحدٌ، إذ رُفِعَ لي سَوَادٌ عظيمٌ، فظننتُ أنَّهم أُمَّتي، فقيل لي: هذا مُوسَى وقومُه، فنظرتُ فإذا سَوَادٌ عظيمٌ، فقيل لي: هذه أُمَّتُك، ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنَّةَ بغير حِسَابٍ ولا عَذَابٍ، وقال: هم الذينَ لا يَسْتَرْقُونَ، ولا يَكْتَوُونَ، ولا يَتَطَيَّرُونَ، وعَلَى رَبِّهم يتوكَّلُون». فقال عُكَّاشَةُ بن مِحْصَن: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: «أَنْتَ مِنْهُمْ». ثم قام رجلٌ آخرُ فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ».
    «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ» هذا دائمًا يُضرب مثلًا للمُتَكَاسِلِينَ.
    من تعلقات هذه القضية اتخاذ الأسباب، هل ينافي التوحيد؟
    اتخاذ الأسباب لا يُنافي التَّوحيد.
    {بالعكس، نجد أنَّ كل الفقهاء من السَّلف الصالح ركزوا على باب اتخاذ الأسباب، وهناك قول: مَن توكَّل على الله وترك الأسباب فقد طعن في العقل، ومن ترك التوكل وأخذ بالأسباب فقد طعن في العقيدة، فيجب هنا الجمع بين عقيدة السلف الصالح النقية الصافية، واقتفاء أثرهم، مع الأخذ بالأسباب فيما هو مأمور به، وما هو مباح في موضعه}.
    نعم، فالإنسان يتَّخذ الأسبابَ، وبعض الناس يتواكل وليس يتوكل، قال بعضهم: إنا نذهب إلى الحج متوكِّلين. يعني يرزقنا الله، فلا نحمل معنا زادًا. فقال أحمد: "إنما تتوكلون على زاد الناس". فامشوا وحدكم إذا كنتم صادقين، يعني سر من مشرق العالم الإسلامي إلى غربه لوحدك، وقل أنا الآن متوكل. فليس التوكل كذلك، ولكن التوكل لا يُنافي اتخاذ الأسباب.
    سعيد بن جبير يروي هذا الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنهما- ترجمان القرآن قال: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن النبي قال: عرضت عليه الأمم في منامه -عليه الصلاة والسلام- «فرأيتُ النبيَّ ومعه الرَّهْطُ»، ما معنى الرهط؟
    {من ثلاثة إلى عشرة}.
    من ثلاثة إلى عشرة، يعني نبي مرسل من الله لا يتابعه إلا ثلاثة إلى عشرة، يعني عدد قليل من الناس، بعض الناس اليوم -للأسف الشديد- إذا دعا الناس ولم يستمع إليه أحدٌ، أو استمع إليه كثيرٌ من الناس ثم أعرضوا عنه يقول: ما يريدون. ويكسل، أعوذ بالله، لابُدَّ من الصبر، فنبي الله نوح -عليه الصلاة والسلام- لبث في قومه مدةً طويلةً أخبرنا الله -عز وجل- بها، ومع ذلك لم يؤمن معه إلا القليل.
    «النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان» اثنان فقط، «والنبي وليس معه أحدٌ» النبي معه رجل، والنبي والرجلان، والنبي وليس معه أحدٌ.
    أنبياء الله يُعصون، ويُخالفون، ولا يُطاعون، فلذلك إنما عليك البلاغ، أنا لا أجبر الناس، وإنما أبلغهم كلام الله، وكلام الرسول -صلى الله عليه وسلم.
    بعض التغريبيين في بلاد المسلمين الذين تأثَّروا بالغرب، ولا يريدون ذكرًا للإسلام ولا نشرًا له يقولون: أنتم تحجزون الناس، وتغلقون عقولهم.
    وهل أغلقنا عقول الناس؟! بل ندعوهم ليفتحوا عقولهم، وإنَّما نبلغهم ما قال الله وقال الرسول، فنحن منذ أن بدأنا لم نقل قال فلان من الناس، والعلماء على مكانتهم، وإنَّما نذكر قول الله، وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم.
    ولذلك فإن دور الإنسان إنما يكون في تبليغ كلام الله، وكلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- والناس عندها إقبال عجيب على ذلك.
    فرأى النبي -صلى الله عليه وسلم- سوادًا عظيمًا، فقال: «فظننت أنَّهم أُمَّتي» حيث رأى أُمَّةً كثيرةً، وهذا يدلُّ على أن بني إسرائيل كانوا أُمَّةً عظيمةً، وأنَّهم أُمَّةٌ كثيرةُ العدد، ولذلك سوادهم عظيمٌ رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن لما عصوا الله -عز وجل- وخالفوا أمره ماذا حصل؟ انظر خبرهم في القرآن: ﴿لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ﴾ [المائدة: 60]، كل مَن عصى الله هذا حاله.
    قال: «فظننتُ أنَّهم أُمَّتي، فقيل: انظر هذا مُوسَى وقَومُه، فنظرتُ فإذا سَوَادٌ أعظمُ»، وهذا دليلٌ على أنَّ هذه الأمة أكثر الأمم، هذه الأمة من فضل الله -عز وجل- علينا أنَّها أكثر الأمم عددًا.
    ثم قال: «معهم سَبْعُونَ أَلْفًا يدخلونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ»: لا يُعَذَّبون لا في القبر، ولا عند الحشر، لا يُعَذَّبون إطلاقًا، فيدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.
    وقد أراد الصحابة -رضي الله عنهم- أن يعرفوا مَن هم هؤلاء السبعون؟ وما صفاتهم؟ ولذلك أخذوا يتناقشون بعد دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى منزله، فمنهم مَن قال: "الذين يُولدون في الإسلام". ومنهم مَن قال: "الذين صحبوا الرسولَ -صلى الله عليه وسلم". وجعلوا يتناقشون؛ وذلك لأنهم حريصون على الخير، فقد كان عند الصحابة حرص على الخير -رضي الله عنهم- فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لهم ثلاث صفات، ما هي؟
    {لا يسترقون، ولا يَكْتَوُون، ولا يَتَطَيَّرُون، وعلى ربهم يتوكَّلون}.
    هذه الجامعة لهم، أنَّهم يتوكَّلون على ربهم، ولذلك فإنَّ التَّوَكُّلَ جِمَاعُ التَّوحيد، وقد جعله الله شرطًا: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [المائدة: 23]. فجعله الله -عز وجل- شرطًا، فالتَّوكل منزلة عظيمة على العبد، ولذلك فهو مرتبطٌ بتحقيق التَّوحيد.
    الصِّفة الأولى: أنَّهم لا يسترقون، أي لا يطلبون الرُّقْيَةَ من أحدٍ، وهذا مُخالفٌ لما عليه كثيرٌ من الناس اليوم، فلو أصيب بعض الناس اليوم بصداع مثلا تجده يذهب إلى راقٍ، إذن لماذا لا ترقي نفسك؟ الواجب على الإنسان أن يرقي نفسه، فيقرأ القرآن، ويقرأ أحاديث الرسول ويرقي نفسه، فهل يكون أحد أقرب إلى نفسك منك، وأحرص على نفسك منك؟! هذا عجيب. قال: «لا يَسْتَرْقُونَ».
    إذن الأولى: أنَّهم لا يسترقون، لا يطلبون الرُّقْيةَ من أحدٍ، لكن لو جاء واحدٌ ورقاهم فلا بأس، ما الدليل؟
    {لا بأس في ذلك}.
    صحيح، لا بأس إن جاء واحد ورَقَاكَ لا تقل له لا، لكن ما الدليل؟
    {أن جبريل -عليه السلام- رقى النبي -صلى الله عليه وسلم}.
    جبريل رقى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأيضًا عائشة -رضي الله عنها- قرأت في أيدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ومسحت بها، فهذا ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
    ورد في روايةٍ في صحيح مسلم -والحديث في الصحيحين: «لا يَرْتَقُونَ» يعني لا يرقون أنفسَهم، وهذه الرواية غير صحيحةٍ إطلاقًا، فهذه الرواية شاذة، ولذلك فالصَّواب في هذه الرواية «لا يسترقون»، أي لا يطلبون الرقية من أحدٍ، لكنهم يرقون أنفسَهم، هذا من اتخاذ الأسباب.
    القضية الثانية: قال: «لا يكتوون» ما حكم الاكتواء؟
    {حكم الاكتواء التحريم}.
    وما الدليل؟
    {آخر العلاج الكي}.
    وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعل الكي حينما أُصيب سعد بن معاذ -رضي الله عنه- في الخندق فكواه النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أمر بكيه وقال: «أَنْهَى أُمَّتِي عن الكَيِّ»، وقال: «العِلاجُ فِي ثَلاثٍ: شَرْبَةُ عَسَلٍ، وَشَرْطَةُ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةُ النَّارِ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عن الكَيِّ»، فهو جائزٌ لكنه ينهى أُمَّته عنه.
    أمَّا الذي يحرم فهو أن بعض الناس يكتوي من أشياء يخافها، أو أشياء من ذلك، ولذلك جاء النهي: «لا يكتوون».
    الشيء الثالث: «أنَّهم لا يتطَيَّرون» ما معنى التطير؟
    {التشاؤم}.
    التشاؤم بماذا؟
    {بحيوانٍ أو بأيِّ شيءٍ}.
    لماذا سموه التطير؟
    {لأنهم كانوا يتشاءمون بالطيور}.
    كيف يتشاءمون بها؟
    {إذا مر إلى اليمين خلاص}.
    يعني كان الطير إذا ذهب وطار بهذا الاتجاه فهو أمرٌ -إن شاء الله- سمحٌ وجيدٌ، وإذا طار الطير إلى الجهة الثانية فهذا يعتبرونه أمرًا سيئًا ويتوقفون عن الفعل.
    إذن عندنا التَّطَيُّر هو: ما يحدث من بعض الناس، فبعض الناس عندما يخرج في الصباح يقابل مسكينًا مثلًا، إمَّا أعرج، أو أعور أو كذا، فيتشاءم من ذلك اليوم، ويقول: هذا اليوم سيئ.
    وهذا خطأ كبير؛ فالقدر بيد الله -عز وجل- والأمر كله بيد الله -سبحانه وتعالى- ولذلك قال: «لا يَسْتَرْقُونَ، ولا يَكْتَوونَ، ولا يَتَطَيَّرونَ، وعلى ربِّهم يتوَكَّلون» مُحَقِّقين التَّوحيد، فيعملون بالأسباب، لكنَّهم لا يرتبطون بها، وإنَّما يعتمدون على الله، وهذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في عدة روايات.
    نأخذ الباب الثاني الذي بعده وهو باب تفسير التَّوحيد، وشهادة أن لا إله إلا الله، نحن نُسرع لأننا نخشى ذهاب الوقت.
    القضية الثانية: باب تفسير التَّوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله:
    التَّوحيد هو شهادة أن لا إله إلا الله، ولذلك فَسَّرَهَا المؤلف -رحمه الله- بهذه الآيات.
    {قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾ [الإسراء: 57]}.
    هذه الآية في سورة الإسراء كما قال الله -عز وجل: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ ولَا تَحْوِيلًا﴾ [الإسراء: 56] لا يملكون أن يكشفون الضر عنكم، ولا يملكون تحويل الضر إلى آخرين.
    ثم بَيَّنَ الله -عز وجل- أنهم يعبدون أصنام، ويعبدون حجارة، فالذين يعبدون عيسى، والذين يعبدون مريم، ماذا يكون حالهم؟
    قال: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ﴾ أنتم يا مَن تعبدون هؤلاء أين عقولكم؟ ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾ يتقربون إلى الله -عز وجل- بكل وسيلةٍ، يتقربون إليه بالذكر، يتقربون إليه بالعبادة، يتقربون إليه بالطاعة.
    انظر إلى حال نبينا -صلى الله عليه وسلم- فقد قام -صلى الله عليه وسلم- حتى تفطرت قدماه من القيام.
    ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ هذه صفة هؤلاء الذين تعبدونهم، هؤلاء الذين تعبدونهم كعيسى، ومريم -عليهما السلام- فإن هؤلاء الذين تدعونهم ما هم؟ هؤلاء يتقربون إلى الله، أين عقولكم؟ إذا كانوا آلهةً من دون الله فلماذا يدعون الله؟ ويتعبدون الله؟ هل بيدهم شيء؟ هل الأمر بيدهم؟ إنما الأمر كله بيد الله -عز وجل.
    نقول ذلك أيضًا لمَن يعبد بعضَ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو يعبد بعضَ آل بيت رسول الله، كعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أو الحسين أو غيرهم -رضي الله عنهم أجمعين- فإنَّهم بُرَآء من هؤلاء الذين يعبدونهم، أو يدعونهم من دون الله.
    انظر علي -رضي الله عنه- وتقربه إلى الله، وطاعته إلى ربه -سبحانه وتعالى- وعبادته، فهو ممن يتقربون إلى الله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ [الإسراء: 57]، هؤلاء كانوا يدعون ويعبدون الله -سبحانه وتعالى- فكيف تدعونهم من دون الله -عز وجل؟!
    هل هنا تفسير لـ"لا إله إلا الله" أم تفسير بضدها؟
    {تفسير بضدها}.
    تفسير بضدها، والأشياء بضدها تتضح، ولذلك فإن المؤلف -رحمه الله- بَيَّنَ لك هذه القضية بيانًا واضحًا، فتفسير لا إله إلا الله ليس هو هذا العمل، فهذا العمل الباطن ليس هو لا إله إلا الله.
    فالذي يقول لا إله إلا الله ويدعو فلانًا من الناس، أو يدعو القبر الفلاني، معناه أنه لم يعرف لا إله إلا الله، ولم يعرف التَّوحيد، كما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكما أمر الله -عز وجل- به.
    الآية الثانية: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ *إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾ [الزخرف: 26، 27].
    هذا هو معنى لا إله إلا الله، فالذي يقول: أنا أقول لا إله إلا الله، لكن الكفار الذين قال الله فيهم: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ﴾ [المائدة: 73] أنا ما أقول أنَّهم كفار، وهؤلاء الذين يعبدون غيرَ الله لا أقول فيهم شيئًا. فهذا ما يُقبل.
    ولذلك انظر إلى إبراهيم إمام الحنفاء إذ يقول: ﴿قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ﴾ [الأنبياء: 52] أقرب الناس إليه ﴿إِنَّنِي بَرَاءٌ﴾ هي معنى لا إله، فهذا نفي، ﴿إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ﴾ ما قال من الله، وإنَّما من هذه الأصنام التي تعبدونها، فأنا بريء منها، ﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾ لماذا لم يقل "إلا الله"، لماذا قال: ﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾؟
    {كالمُحَاجَّة بالعقيدة؛ لأنَّ الذي فطره هو المستحِقُّ للعبادة}.
    نعم، لا شكَّ أنَّ الذي فطرهم وخلقهم ورزقهم هو المستحِقُّ للعبادة.
    القضية الثانية: أنَّهم لا يُنكرون أنَّ الله هو الذي فطرهم، ولذلك قال: ﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾.
    أيضًا من الأدلة الأخرى قوله -تبارك وتعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ﴾ [التوبة: 31]، كيف اتخذوهم؟
    انظر الآية التي قبلها، فدائمًا إذا جئنا إلى آيات القرآن الكريم فإن المؤلف يختصر، لكن علينا أن نقرأ الآية التي قبلها: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بأَفْوَاهِهِمْ﴾ [التوبة: 30] ما سبب هذا القول يا ربنا؟ قال: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ﴾ [التوبة: 31]، كيف اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله -عز وجل؟
    {كما جاء في حديث عليٍّ، يعني هم ما عبدوهم، لكن ما أحله علماء اليهود هم يعتبرونه حلالًا، وما حرَّموه اعتبروه حرامًا}.
    الحديث في الترمذي، حديث عدي بن حاتم -رضي الله عنه- أنَّه لَمَّ سَمِعَ هذه الآية من النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا رسول الله، ما عبدناهم!" يعني لم نسجد لهم، ولم نعبدهم من دون الله، فقال: «أَلَيْسُوا يُحِلُّونَ الحَرَامَ فَتُطِيعُونَهُم؟ ويُحَرِّمُونَ الحَلالَ فَتُطِيعُونَهُم؟» فقال: "بلى". قال: «تِلْكَ عِبَادَتُهُم».
    والآن نجد مَن اتخذ علماء السوء أحبارًا ورهبانًا يعبدونهم من دون الله، قال رسول الله: «لَعَنَ اللهُ اليهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبورَ أَنْبِيَائِهِم وَصَالِحِيهِم مَسَاجِد»، فعلماء السوء خالفوا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وقالوا لأتباعهم اتخذوها مساجد.
    وقد جئت لكم بصورة قبر ابن عربي، وابن عربي هذا قال عنه الإمام الشافعي -رحمه الله: "إن لم يكن قوله كفرًا، فليس في الأرض كفر"، ومع ذلك وضع بعض الناس على قبره، وعبدوه من دون الله -عز وجل.
    ولابن عربي كتاب "الخصوص"، ما ترك نبيًّا من الأنبياء إلا سَبَّه.
    نحن نريد أن نقف حتى لا يدركنا الوقت.
    الأسئلة:
    {يقول السائل: ما المقصود بأن ترك الرقية والكي من التَّوحيد؟}.
    الرقية والكي هي من فعل الأسباب، والتَّوحيد مرتبط بها، ولذلك قال السلف: إن الاعتماد عليها هو الشرك في العقيدة، فلا يجوز للإنسان أن يتوكل على هذه القضايا، ويعتمد على الرقية والكي، ويرى أنها نافعةٌ من دون الله -عز وجل- بل اعتماده على الله -عز وجل- أنَّه هو النافع الضَّارُّ الذي بيده كل شيء، فهي مرتبطة بقضية الأسباب.
    {يقول السائل: ذكرتم في الدرس الأول أئمة أهل السنة، وذكرتم لنا المالكية، والشافعية، ولم تذكر لنا الحنابلة، فما سبب ذلك؟}.
    لا شكَّ أنِّي ذكرتُ لكم في أول الأمر أنَّ بعضَ المتأخرين يزعمون أن هذا قول ابن تيمية، وقول محمد بن عبد الوهاب وفقط، ولا يقوله أحدٌ غيرهم، وكل الأمة خالفتهم، وأن هؤلاء مبتدعة مخالفين للأمة كلها. فأتينا لكم بأقوال أئمة المالكية، والشافعية، والحنابلة، والحنفية.
    أيضًا أئمة الحنابلة كثيرون بحمد الله، فهم مثل غيرهم من المذاهب الإسلامية، فمنهم الكثير، ولذلك لم نفردهم هنا، ولعلنا -إن شاء الله- نستلحق هذا الأمر فيها، وبالتالي سيكون عندنا -إن شاء الله- جلسة للإخوة يوم الثلاثاء.
    {يقول السائل: هل يجوز أن يُقال: مصطلح مخالفة الحوادث في باب العقيدة؟ إذا كان هذا المصطلح قد استخدمه كثيرٌ من أهل الكلام؟}.
    مصطلح الحوادث عند أهل الكلام مصطلحٌ مُجملٌ، ويريد به كثيرٌ من أهل الكلام نفي صفات الرب -عز وجل- فيقول: ربنا لا تحل به الحوادث. فماذا يريدون بهذا المصطلح؟ فنقف فيه، وعندنا درس -إن شاء الله- في أسماء الله -عز وجل.
    {يقول السائل: قرأت كلامًا لبعض السلف يسأل عن كلمةٍ أولها كفرٌ وآخرها إيمانٌ؟}
    لعلنا نطرح هذه.
    {يقول السائل: الدعوة إلى الله، ما هي الطريقة المُثْلَى لدعوة مَن يعتقد في المقبورين؟}
    هذه القضية -إن شاء الله- سنتكلم عنها في المحاضرة القادمة بمشيئة الله -عز وجل- وهي درسنا القادم.
    بقي معنا في بابنا -تفسير لا إله إلا الله- نصان من القرآن الكريم، ومن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن الوقت يُلاحقنا، فلعلنا -إن شاء الله- نتوقف عند هذا القدر المبارك، وسيكون عندنا لقاءٌ يوم الثلاثاء -بمشيئة الله- على الفصول الافتراضية من الساعة الرابعة إلى الساعة الخامسة من كل أسبوعٍ، فمَن كانت لديه أسئلةٌ لم نطرحها هنا فسنعرضها بمشيئة الله -عز وجل.
    وسوف تنزل الأسئلة -بمشيئة الله- على الموقع.
    نشكركم في هذا اللقاء الماتع، ولنا لقاء -إن شاء الله- قريب، وصلَّ الله وسلَّم وبارك على نبينا محمد.

  • #2
    رد: الدرس الخامس(تحقيق التوحيد)

    ملخص الباب الثانى
    تحقيق التَّوحيد


    الدليل الأول{﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
    فالله -عز وجل- مدح لنا إبراهيم فقال: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [النحل:0 12
    ما الفائدة التي نأخذها من هذا المدح؟
    القضية الأولى: الاقتداء به، ولذلك فإن الاقتداء بإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- في هذه القضية هو اقتداء به في التَّوحيد، وهناك
    قضية ثانية.محبته، أن نُحِبُّهم، فلهذا نحبهم ونقتدي بهم في ذلك، والاقتداء بهم هو بمتابعتهم كما أخبر الله -عز وجل- في القرآن الكريم، وكما أخبر عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم.
    الدليل الثانى في قضية تحقيق التَّوحيد: هذا الوصف الذي وصف الله به عباده المؤمنين فقال: ﴿وَالَّذِينَ هُم برَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ﴾ [المؤمنون: 59]، لما وصف الله –عز وجل- عباده المؤمنين قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم برَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ *وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ *أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ [المؤمنون: 57- 61].
    أركان العبادة ثلاثةٌ: المحبة، والخوف، والرجاء
    الإنسانَ يُحَقِّق التَّوحيد علمٌ وعملٌ، فالإنسان عَلِمَ التَّوحيدَ وعرفه، فعليه أن يُطَبِّقه تطبيقًا عمليًّا، فعليه أن يعرفه ويتعلمه ثم يطبقه، سيأتينا بعد ذلك باب في دعوة الناس إليه، فهو يعرف التَّوحيد، ويطبقه في حياته، ثم أيضًا يدعو إليه، فهذا هو تحقيق التَّوحيد.
    الدليل الثالث حديث عمران بن حصين بن عبد الرحمن -رحمه الله تعالى-
    قال: "أوقفت ابن عباس على هذا المصحف آية آية".
    قال: "كان هو وسعيد بن جبير يتذاكرون العلم، فقال: أيُّكم رأى الكوكبَ الذي سقط البارحة؟" قال: "من الذي رآه؟" قال عبد الرحمن بن حصين: "رأيته"
    قال: "أما إني لم أكن أصلي، ولكني لُدِغْتُ". قال: "ماذا فعلت؟"قال: "ارتَقَيْتُ"؛ما حملك على ذلك؟" قال: حديث بريدة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا رُقْيَةَ إلا مِنْ عَينٍ أو حُمَةٍ».



    الرقيةُ جائزةٌ في جميع الأمراض، أي أن يقرأ الإنسانُ على نفسه، ويرقي نفسه، فهذا جائزٌ ليس فيه شيءٌ، لكن معنى الحديث: أنَّه لا أنفعَ من الرُّقية في العين والعين هو مَن يُصيب بنظرة أو حُمَةٍ» الحُمَة هو: السم، سم العقرب لكن على الإنسان أن يتوكل على الله


    الدليل الرابع
    قال سعيد بن جبير: حدثنا ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُممُ، فرأيتُ النبيَّ ومعه الرَّهْطُ، والنبيَّ ومعه الرَّجل والرَّجلان، والنبيَّ وليس معه أحدٌ، إذ رُفِعَ لي سَوَادٌ عظيمٌ، فظننتُ أنَّهم أُمَّتي، فقيل لي: هذا مُوسَى وقومُه، فنظرتُ فإذا سَوَادٌ عظيمٌ، فقيل لي: هذه أُمَّتُك، ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنَّةَ بغير حِسَابٍ ولا عَذَابٍ، وقال: هم الذينَ لا يَسْتَرْقُونَ، ولا يَكْتَوُونَ، ولا يَتَطَيَّرُونَ، وعَلَى رَبِّهم يتوكَّلُون». فقال عُكَّاشَةُ بن مِحْصَن: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: «أَنْتَ مِنْهُمْ». ثم قام رجلٌ آخرُ فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ».
    هذه الجامعة لهم، أنَّهم يتوكَّلون على ربهم، ولذلك فإنَّ التَّوَكُّلَ جِمَاعُ التَّوحيد، وقد جعله الله شرطًا: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [المائدة: 23]. فجعله الله -عز وجل- شرطًا، فالتَّوكل منزلة عظيمة على العبد، ولذلك فهو مرتبطٌ بتحقيق التَّوحيد.
    الصِّفة الأولى: أنَّهم لا يسترقون، أي لا يطلبون الرُّقْيَةَ من أحدٍ، وهذا مُخالفٌ لما عليه كثيرٌ من الناس اليوم، فلو أصيب بعض الناس اليوم بصداع مثلا تجده يذهب إلى راقٍ، إذن لماذا لا ترقي نفسك؟ الواجب على الإنسان أن يرقي نفسه، فيقرأ القرآن، ويقرأ أحاديث الرسول ويرقي نفسه، فهل يكون أحد أقرب إلى نفسك منك، وأحرص على نفسك منك؟! هذا عجيب. قال: «لا يَسْتَرْقُونَ».
    إذن الأولى: أنَّهم لا يسترقون، لا يطلبون الرُّقْيةَ من أحدٍ، لكن لو جاء واحدٌ ورقاهم فلا بأس، ما الدليل
    {أن جبريل -عليه السلام- رقى النبي -صلى الله عليه وسلم}.
    جبريل رقى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأيضًا عائشة -رضي الله عنها- قرأت في أيدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ومسحت بها، فهذا ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
    ولذلك فالصَّواب في هذه الرواية «لا يسترقون»، أي لا يطلبون الرقية من أحدٍ، لكنهم يرقون أنفسَهم، هذا من اتخاذ الأسباب.
    القضية الثانية: قال: «لا يكتوون» ما حكم الاكتواء؟
    {حكم الاكتواء التحريم}.
    وما الدليل؟
    {آخر العلاج الكي}.
    وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعل الكي حينما أُصيب سعد بن معاذ -رضي الله عنه- في الخندق فكواه النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أمر بكيه وقال: «أَنْهَى أُمَّتِي عن الكَيِّ»، وقال: «العِلاجُ فِي ثَلاثٍ: شَرْبَةُ عَسَلٍ، وَشَرْطَةُ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةُ النَّارِ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عن الكَيِّ»، فهو جائزٌ لكنه ينهى أُمَّته عنه.
    أمَّا الذي يحرم فهو أن بعض الناس يكتوي من أشياء يخافها، أو أشياء من ذلك، ولذلك جاء النهي: «لا يكتوون».
    الشيء الثالث: «أنَّهم لا يتطَيَّرون» ما معنى التطير؟
    {التشاؤم}.
    التشاؤم بماذا؟
    {بحيوانٍ أو بأيِّ شيءٍ}.
    لماذا سموه التطير؟
    {لأنهم كانوا يتشاءمون بالطيور}.
    كيف يتشاءمون بها؟
    {إذا مر إلى اليمين خلاص}.
    يعني كان الطير إذا ذهب وطار بهذا الاتجاه فهو أمرٌ -إن شاء الله- سمحٌ وجيدٌ، وإذا طار الطير إلى الجهة الثانية فهذا يعتبرونه أمرًا سيئًا ويتوقفون عن الفعل.
    إذن عندنا التَّطَيُّر هو: ما يحدث من بعض الناس، فبعض الناس عندما يخرج في الصباح يقابل مسكينًا مثلًا، إمَّا أعرج، أو أعور أو كذا، فيتشاءم من ذلك اليوم، ويقول: هذا اليوم سيئ.
    وهذا خطأ كبير؛ فالقدر بيد الله -عز وجل- والأمر كله بيد الله -سبحانه وتعالى- ولذلك قال: «لا يَسْتَرْقُونَ، ولا يَكْتَوونَ، ولا يَتَطَيَّرونَ، وعلى ربِّهم يتوَكَّلون» مُحَقِّقين التَّوحيد، فيعملون بالأسباب، لكنَّهم لا يرتبطون بها، وإنَّما يعتمدون على الله، وهذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في عدة روايات.



    الباب الثالث تفسير التَّوحيد
    وشهادة أن لا إله إلا الله

    الآية الأولى:{قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾ [الإسراء: 57]}.
    هذه الآية في سورة الإسراء كما قال الله -عز وجل: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم
    مِّن دُونِهِ فلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ ولَا تَحْوِيلًا﴾ [الإسراء: 56]
    الآية الثانية: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ *إِلَّا الَّذِي
    فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾ [الزخرف: 26، 27].
    أيضًا من الأدلة الأخرى قوله -تبارك وتعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ
    أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ﴾ [التوبة: 31]

    تعليق


    • #3
      رد: الدرس الخامس(تحقيق التوحيد)

      بارك الله فيكم ونفع بكم

      تعليق


      • #4
        رد: الدرس الخامس(تحقيق التوحيد)

        وفيكم بارك الله

        تعليق

        يعمل...
        X