كيف وصل المنهج السلفى إلى مصر(8)
::: التضييق على الدعوة بعد انقسام الجماعة الاسلامية :::
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت هذه الفترة شديدة الضيق على المنهج
كان بعضهم يطرد من المسجد أثناء درس أو كلمة يلقيها و كانت في نفس الوقت سبب لترسيخ فكرة أن الدعوة لا يجب أن تتقيد بمنبر واحد
ترك المشايخ المساجد و كان أول مسجد أخذوه مسجد (عباد الرحمن ) في منطقة بوكلي ، كان هذا المسجد ورائه زرع وخوص بمعنى انه كان في منطقة شعبية بخلاف الآن أصبح منطقة راقية وكان المسجد وقتها مليئ بالناموس بحيث يتتضايق من يصلي فيه
يقول الشيخ أحمد فريد : ( أن الناموس في ذلك الوقت كان يعض لا يقرص )
و مع ذلك آثر شيوخ الدعوة أن يكتفوا بالإمكانيات المتاحة حفاظا على المنهج
يقول الشيخ ياسر : ( من ضيق الساحة الإسلامية علينا كنا نقف أمام المسجد ، نطرد من المسجد و يقال لنا لا تعطي الدرس في المسجد )
كان الدرس قراءة لرياض الصالحين و تفسير للمعاني ،و مع ذلك يقال لهم اخرج خارج المسجد و لا تعطي الدرس في المسجد
وهذا الكلام لم يكن يقوله إمام الأوقاف و لكن أناس محسوبين على الحركة الإسلامية مثلك مثلهم ، والناس ينظرون إليهم على أنهم أبطال دخلوا السجون و أنت طفل صغير تأتي تعترض على أسيادك
فيقول الشيخ : ( كنا نطرد من المساجد حتى اضطررنا أن نعطي الدرس أمام أبواب المساجد ، فكانت الناس تخرج وقف وتسمع ، فكانت الناس المارة في الشارع ترى ازدحام الناس فتقف لترى ماذا يحدث وتتساءل لماذا تقفون هنا ادخلوا داخل المسجد فيجاب عليهم أن من المسجد من لا يريدوننا أن ندخل ) فكان هذا الخيار هو احدى الوسائل التي اختارها شيوخ الدعوة من أجل الحفاظ على المنهج ..... ( راجع الفصل السابق لمعرفة مسألة الحفاظ على المنهج )
الشيخ أحمد حطيبه قرر أن يعطي درسين في اليوم بدلا من درس واحد يوميا
كان الشيخ يركب الترام يوميا من بيته إلى الكلية ذهابا و إيابا فكان يُحضِر درسين في اليوم فكان ما أن يركب الترام – وطبعا الترام وسيلة الانتقال الشعبية في الإسكندرية فأكبر عدد من الناس ممكن أن تقابله في الترام – يركب الترام ويبدأ الدرس و يلقي كلمة من البيت حتى الجامعة و هكذا وهو عائد من الكلية ، درسين في اليوم ، وشاركه في هذا عدد من المشايخ .
كذلك حرص الأخوة على تقوية المعاني الإيمانية و الروابط الأخوية الموجودة بينهم في هذه الفترة باعتبار أنها الجامع الذي يجمع الناس ، فكان الناس حينما يجدون ثلاثة أو أربعة تظهر عليهم أمرات الحب و الود يحبوا أن يدخلوا بينهم ، بخلاف من يجد مسجد كبير و فيه ناس كثيرة غالبا ما يؤثر الناس الاختلاط بمن في المسجد و ينصرف مباشرة بعد الصلاة و البعض لا يحب الإزدحام
كان الشيخ ياسر يؤكد على إخوانه ( أيّ إنسان يدخل المسجد لابد أن نُسلم عليه جميعا و نتعرف عليه و نأخذ اسمه وعنوانه و إن غاب نسأل عليه )
يحكي الشيخ ياسر عن رجل سأل الشيخ : أين تصلي ؟
فقال : في مسجد التقوى
فقال له الرجل : أعرف هذا المسجد
ثم قال له الرجل بعدما ذهب و صلى هناك ( سبحان الله ذهبت لأصلي هناك فوجدت كل الناس هناك تعرفني كلهم يسلمون عليّ ويعطونني طِيب وهكذا ) ........ و هذا كان نتيجة وصية الشيوخ لبعضهم بتقوية معاني الأخوة و الروابط مع الناس
و .كانت هذه الأمور أحد أسباب عودة المشايخ إلى المساجد مرة أخرى .
يتبع ........
الأجزاء السابقة
::: التضييق على الدعوة بعد انقسام الجماعة الاسلامية :::
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت هذه الفترة شديدة الضيق على المنهج
كان بعضهم يطرد من المسجد أثناء درس أو كلمة يلقيها و كانت في نفس الوقت سبب لترسيخ فكرة أن الدعوة لا يجب أن تتقيد بمنبر واحد
ترك المشايخ المساجد و كان أول مسجد أخذوه مسجد (عباد الرحمن ) في منطقة بوكلي ، كان هذا المسجد ورائه زرع وخوص بمعنى انه كان في منطقة شعبية بخلاف الآن أصبح منطقة راقية وكان المسجد وقتها مليئ بالناموس بحيث يتتضايق من يصلي فيه
يقول الشيخ أحمد فريد : ( أن الناموس في ذلك الوقت كان يعض لا يقرص )
و مع ذلك آثر شيوخ الدعوة أن يكتفوا بالإمكانيات المتاحة حفاظا على المنهج
يقول الشيخ ياسر : ( من ضيق الساحة الإسلامية علينا كنا نقف أمام المسجد ، نطرد من المسجد و يقال لنا لا تعطي الدرس في المسجد )
كان الدرس قراءة لرياض الصالحين و تفسير للمعاني ،و مع ذلك يقال لهم اخرج خارج المسجد و لا تعطي الدرس في المسجد
وهذا الكلام لم يكن يقوله إمام الأوقاف و لكن أناس محسوبين على الحركة الإسلامية مثلك مثلهم ، والناس ينظرون إليهم على أنهم أبطال دخلوا السجون و أنت طفل صغير تأتي تعترض على أسيادك
فيقول الشيخ : ( كنا نطرد من المساجد حتى اضطررنا أن نعطي الدرس أمام أبواب المساجد ، فكانت الناس تخرج وقف وتسمع ، فكانت الناس المارة في الشارع ترى ازدحام الناس فتقف لترى ماذا يحدث وتتساءل لماذا تقفون هنا ادخلوا داخل المسجد فيجاب عليهم أن من المسجد من لا يريدوننا أن ندخل ) فكان هذا الخيار هو احدى الوسائل التي اختارها شيوخ الدعوة من أجل الحفاظ على المنهج ..... ( راجع الفصل السابق لمعرفة مسألة الحفاظ على المنهج )
الشيخ أحمد حطيبه قرر أن يعطي درسين في اليوم بدلا من درس واحد يوميا
كان الشيخ يركب الترام يوميا من بيته إلى الكلية ذهابا و إيابا فكان يُحضِر درسين في اليوم فكان ما أن يركب الترام – وطبعا الترام وسيلة الانتقال الشعبية في الإسكندرية فأكبر عدد من الناس ممكن أن تقابله في الترام – يركب الترام ويبدأ الدرس و يلقي كلمة من البيت حتى الجامعة و هكذا وهو عائد من الكلية ، درسين في اليوم ، وشاركه في هذا عدد من المشايخ .
كذلك حرص الأخوة على تقوية المعاني الإيمانية و الروابط الأخوية الموجودة بينهم في هذه الفترة باعتبار أنها الجامع الذي يجمع الناس ، فكان الناس حينما يجدون ثلاثة أو أربعة تظهر عليهم أمرات الحب و الود يحبوا أن يدخلوا بينهم ، بخلاف من يجد مسجد كبير و فيه ناس كثيرة غالبا ما يؤثر الناس الاختلاط بمن في المسجد و ينصرف مباشرة بعد الصلاة و البعض لا يحب الإزدحام
كان الشيخ ياسر يؤكد على إخوانه ( أيّ إنسان يدخل المسجد لابد أن نُسلم عليه جميعا و نتعرف عليه و نأخذ اسمه وعنوانه و إن غاب نسأل عليه )
يحكي الشيخ ياسر عن رجل سأل الشيخ : أين تصلي ؟
فقال : في مسجد التقوى
فقال له الرجل : أعرف هذا المسجد
ثم قال له الرجل بعدما ذهب و صلى هناك ( سبحان الله ذهبت لأصلي هناك فوجدت كل الناس هناك تعرفني كلهم يسلمون عليّ ويعطونني طِيب وهكذا ) ........ و هذا كان نتيجة وصية الشيوخ لبعضهم بتقوية معاني الأخوة و الروابط مع الناس
و .كانت هذه الأمور أحد أسباب عودة المشايخ إلى المساجد مرة أخرى .
يتبع ........
الأجزاء السابقة
تعليق