كيف وصل المنهج السلفى إلى مصر(7)
كانت هذه صفحة المنهج ونشأة الدعوة منهجا ,الوقفة التالية نشأة الدعوة كاتجاه حركي ...كيف نشأت الدعوة كاتجاه حركي ؟
كما ذكرنا في بداية الأمر التحق المشايخ بكيان رسمي موجود لأحد الأنشطة الجامعية الرسمية التي كانت تسمي الجماعة الإسلامية التي لم يكن لها أي انتماء لا أزهري ولا إخواني ولا سلفي ولا أي شيء ولم يكن هناك في ذلك الوقت احد يعمل بالدعوة إلي الله
كان بداية انفتاح لم يستوعبه علي الأقل أكثر الاتجاهات الإسلامية , فأكثر الاتجاهات الإسلامية في ذلك الوقت لم يستوعب أن عصر عبد الناصر انتهي وان عصر السادات عصر انفتاح بل كانوا يعتقدون أن السادات شقيق الروح لعبد الناصر و رئيس مجلس الأمة لعبد الناصر وخليفة عبد الناصر والذي بدأ خطبه بأن اقسم أمام الناس انه سيسير علي خطي عبد الناصر
فالكل أخذ في اعتباره أن أي احد سيصلي الفجر سيقبض عليه وأي احد سيفكر مجرد التفكير أو تحدثه نفسه أن يعمل بالدعوة إلي الله أنه إما سيعدم مثل سيد قطب أو انه سيأخذ مؤبد مثل رفقاء سيد قطب.
لم يستوعب أكثر الاتجاهات الإسلامية ان هذا زمن انفتاح ,المشايخ كانوا أول من تحرك في هذا ,شباب وأمامهم طريق مفتوح وعندهم طاقة
قدر الله عز وجل أن أوجد في هذه المرحلة جماعة من الأذكياء ويندر أن يجتمعوا
تخيل هذه الفترة كان فيها اغلب قيادات الاتجاهات الإسلامية
فالجماعة الإسلامية الشيخ ناجح إبراهيم وكرم زهدي وعصام دربالة وعاصم عبد الماجد فكل هؤلاء نشئوا في هذه الفترة
اتجاه الجهاد الدكتور أيمن الظواهري والدكتور سيد إمام فهؤلاء نشئوا أيضا في هذه الفترة ,
الدعوة السلفية نشأت أيضا في هذه الفترة
المشايخ ذوي الاتجاه المؤثر في أنصار السنة الذين أحيوا أنصار السنة بعد أن عانت كثيرا من الفتور والرقود الشيخ صفوت نور الدين والشيخ صفوت الشوادفي كانوا من ثورات هذه الفترة
الله عز وجل قدر لهذه الفترة أن يوجد جيل من الأذكياء تالي لجيل فذ من العلماء الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ محمد حامد الفقي والشيخ عبد الرزاق عفيفي
جيل فذ من العلماء تلاه جيل فذ من الأذكياء
التحق المشايخ بالجماعة الإسلامية وبداو العمل باعتبارها نشاط من أنشطة الجامعة بدئوا يكونون لجان وأسر و وبدئوا أنهم يقسمون العمل الجامعي
قسموا العمل لعمل أثناء الدراسة عمل بعد الدراسة وبدأوا يشاركوا في انتخابات اتحاد الطلبة وبداوا يشاركوا في العمل بكافة أشكاله إلي ان قدر الله عز وجل وخرج الأخوان المسلمون من السجن وبدأوا يمارسوا العمل الدعوي
الاخوان مارسوا العمل الدعوي اولا بصورة فردية افراد يعملون من خلال الجماعة الاسلامية لا يظهروا أي اختلاف موافقين يعملوا تحت راية الجماعة الاسلامية لا يوجد أي دعوة للانضمام لاي اتجاه
نقلوا هذه الصورة لمرشد الاخوان المسلمين الاستاذ عمر التلمساني فأوحي الامر اليه ان هناك انفتاح حقيقي
و كان ذلك اللقاء بين الاستاذ عمر التلمساني والسادات و الذي وقعت فيه المشادة المشهورة بينهما
يحكي أ / عمر بنفسه عن هذا اللقاء قائلا ( قمت بزيارة إلى وزير الثقافة والإعلام منصور حسن في مقر عمله بناء على طلب الوزير… وحاول أن يقنعني بحضور اللقاء الفكري للرئيس السادات بالإسماعيلية يوم 28 رمضان عام 1979 وفي النهاية ومع إلحاح الوزير وافقت على الحضور.
وعندما وصلت إلى مكان الاجتماع جلست في آخر الصفوف، وبعد دقائق جاءني المشرف على تنظيم الحفل، وألح وأصر على أن أجلس في الصف الأول، وقلت إن ذلك تكريماً منهم لي فتفاءلت خيراً، ولعل هناك بدءاً لتفاهم جديد، ولكن هذه الجلسة كانت لغرض كشفت عنه أحداث الحفل، فقد أجلسني منظم الحفل في الصف الأول على كرسي، لو مددت منه خطاً مستقيماً لوجدته ينتهي عند الكرسي الذي يجلس عليه السادات في المنصة، وكأنهم أرادوا بذلك أن أكون أقرب ما أكون من السادات عندما بدأ سيل اتهاماته المنهمر، يترامى من حولي شمالاً وجنوباً ويساراً ويميناً، رجاء أن يصيب مني مقتلا.ً تهم لي وللإخوان لا حصر لها بتخريب وعمالة وإثارة للطلبة، والعمالة والفتنة الطائفية، وكل ما في أجواء الخيال والانسجام مع الجو الشاعري الذي كنا نجلس فيه، بين أحضان حدائق الإسماعيلية الندية الوارفة الظلال، تهم من النوع الذي اعتاد السادات أن يلقيها على كل ما لا يرى فيه نابغة الزمان، وباتعة العصر والأوان.
وطال السباب وضاق الصدر، ونفد الصبر، واستثارتني عاطفة الحب للإخوان، فقاطعته قائلاً "إن هذا كلام يحتاج إلى ردود" فأجابني: "لما أخلص كلامي رد كما تشاء"
وظل سادراً في غلوائه، وغاب الحاضرون في أنفسهم، والذين سمعوه على أجنحة الأثير، أنه كان في نهاية كل مقطع من كلامه يقول:"مش كده يا عمر؟!"، استنكر الشعب كله، حتى بعض من كان معه، أن يخاطبني باسمي مجرداً، غير مراع في ذلك حرمة السن، ولا طهارة شهر الله، ولا الصفة التي منحتني إياها الجامعة عندما أعطتني ليسانس الحقوق، ولا حرمة المنصب الذي يشغله، والذي يجب أن يزدان بكل لياقة وتهذيب
فندت كل التهم التي وجهها إلي وإلى الإخوان واحدة واحدة، بالدليل والبرهان وختمت ردي بالعبارات الآتية:"لو أن غيرك وجه إلي مثل هذه التهم لشكوته إليك، أما وأنت يا محمد يا أنور يا سادات صاحبها، فإني أشكوك إلى أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين، لقد آذيتني يا رجل وقد أُلزَم الفراش أسابيع من وقع ما سمعت منك"، وأشهد صادقاً أن البيبة ارتعشت بين شفتيه، وقال: "إنني لم أقصد الإساءة إلى الأستاذ عمر ولا إلى الإخوان المسلمين... اسحب شكواك بقى"، فأجبته بأنها رفعت إلى من لا أستطيع استرداد ما وضعته بين يديه... كانت أول مرة يخاطبني فيها بكلمة أستاذ، طوال خطابه الممل الطويل!! وانتهى الاجتماع وأرسل لي في أعقابه فوراً وزير الأوقاف ومنصور حسن وزير الثقافة والإعلام، يبلغاني أمام من كان موجوداً، أن سيادة الرئيس لم يقصد الإساءة إلي، وأنه سيحدد موعداً لمقابلتي.") أ . ه .
فكان أن يقول لرئيس الجمهورية ، لفرعون من فراعين مصر هذة الكلمة كانت طفرة غير مسبوقة في تاريخ السياسة المصرية
وبالبفعل بدأ الاخوان المسلمون يتحركون علي مجال واسع أول شيئ قرروا أن يستردوه كان العمل الجامعي
طلبوا من الجماعة الاسلامية ان تعمل تحت مظلة الاخوان تنضم للاخوان المسلمين وتصبح هي الجناح الجامعي أو اللجنة الجامعية للإخوان المسلمين وتعمل تحت راية الاخوان المسلمين
تشاور الشيوخ فيمابينهم في هذا الامر
الشيخ محمد اسماعيل قال حري بنا اولا ان نعرف ماهو منهج الاخوان المسلمين
فعكف الشيخ محمد علي دراسة الأصول العشرين
ماذا قرر الشيخ محد اسماعيل ؟!
::: انقسام الجماعة الاسلامية :::بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن طلب الاخوان المسلمون من الجماعة الاسلامية ان تعمل تحت مظلتهم و أن تنضم للاخوان المسلمين وتصبح هي الجناح الجامعي أو اللجنة الجامعية للإخوان المسلمين وتعمل تحت راية الاخوان المسلمين
تشاور الشيوخ فيما بينهم في هذا الامر
الشيخ محمد اسماعيل قال حري بنا اولا ان نعرف ماهو منهج الاخوان المسلمين
فعكف الشيخ محمد علي دراسة الأصول العشرين
وبعد هذا قرر أن منهج الإخوان المسلمين منهج مخالف لما اعتمدوه من المنهج السلفي فلا يصح أن نعمل مع الإخوان المسلمين
أما لو وافقوا أن يشاركونا العمل فليكن ، و لكن أن نتحول لفرع من فروع جماعة الإخوان المسلمين فبيننا وبينهم اختلافات منهجية عليهم أن يتراجعوا عنها
أغلب الأصوات الموجودة رفضت كلام الشيخ محمد و رأت أن هذا تفريق للصف ، و أن هذه الفترة فترة ائتلاف و اتحاد و اجتماع خصوصا أنها كانت الفترة التالية لحرب أكتوبر ، و دائما بعد الطفرات السياسية التي تحدث يكون هناك نوع من التسامح في الفروق المنهجية
( مثلا بعد ثورة يناير كل الناس تريد من جميع الإتجاهات السياسية أن تتحد حتى مع التكفير والهجرة يريدون ان نكون كلنا يد واحدة ، لابد أن نفهم أن هناك فروق منهجية كيف نقول نتحد الآن ؟ هل الثورة أطاحت بمبارك وبالفروق المنهجية ؟ نتنازل عن المنهج أو ثوابت في المنهج لمجرد أن الرئيس رحل ؟! )
فكانت هذه الفترة شبيهه , الكل يريد أن يتحد نريد أن نكون يدا واحدة ولا نريد أن نكون أكثر من جماعة و أكثر من اتجاه
فانتهى الأمر إلى أن انقسمت الجماعة الإسلامية إلى فريقين :
- الفريق الأول يرى الحفاظ على الجماعة حتى ولو بالتضحية بالمنهج
- الفريق الثاني يرى الحفاظ على المنهج حتى ولو بالتضحية بالجماعة
خصوصا أن الإخوان المسلمين في هذه الفترة بدؤا ممارسة نوع من الضغط القهري على الجماعة الاسلامية
فمن هذا الضغط أن الجماعة الإسلامية كان لها عمل داخل الجامعة وعمل خارج الجامعة في المساجد ، فبدأ الإخوان يطلبون من أصحاب المساجد طرد الأخوة القائمون عليها ويقولون لهم نحن جماعة الإخوان المسلمين ونقول لك أن "العيال" الموجودين عندك في المسجد فكرهم منحرف ومتعصبين و متشددين فلا تعطهم المسجد و سلمه لنا و سنقوم نحن فيه بكل شيئ
و كان هناك طبعا بعض الأساليب السيئة ، فيذهبون مثلا لصاحب المسجد ويقولون له اذهب إليهم واسألهم عن الموسيقى هل هي حلال أم حرام ؟ اسألهم حلق اللحية حرام أم حلال ؟
و الإخوان المسلمون في هذه الفترة كانوا يحافظون على الهدّي الظاهر لكنهم يقولون أنها سنّة من شاء فعلها ومن شاء تركها ، فأدت هذه الأساليب السيئة للأسف إلى أن قام أكثر القائمين على المساجد برفض الدعوة السلفية ، حتى بعد أن كانت الجماعة الإسلامية مسيطرة على أغلب المساجد في الجمهورية وليس على مستوى الإسكندرية فقط
و كانت نتيجة ذلك أن تم سحب المساجد و إخراج الإخوة منها ككارت قوة من الإخوان المسلمين في مقابلة الجماعة الإسلامية ، فأصبحت المعادلة ... ( نحافظ على الجماعة أم نحافظ على المنهج ؟؟ )
في جامعة الإسكندرية كان يوجد الأستاذ محمد حسين و كان شخصية علمية محترمة فذة قرر أن ينضم لجماعة الإخوان المسلمين فسار معه مجموعة كبيرة من أفراد الجماعة الإسلامية و انضموا للإخوان المسلمين
و في نهاية الأمر لم يبق من آثار المنهج إلا مدرسة الجماعة الإسلامية - هكذا كان اسمها قديما – و التي كانت في مسجد عمر بن الخطاب
تمثلت في المنشورات الدينية ومدرسة مسجد عمر بن الخطاب
و رغم المساحة الدعوية التي كانت تحظي بها الجماعة الاسلامية وقتذاك آثر الإخوة أن يتركوا كل ذلك و أن يتركوا العمل تحت مظلتها بعد أن عملت تحت ادارة جماعة الاخوان المسلمين فاختاروا أن يتركوا كل الأنشطة الدعوية الموجودة للإخوان من أجل الحفاظ على المنهج
و جدير بالذكر أنه بعد انقسام الجماعة الاسلامية ظهر على الساحة الدعوية ثلاث كيانات منفصلة انبثق معظمها من ( الجماعة الاسلامية ) الأم
الاخوان المسلمون و التي تم ضخ دماء جدية بها و جددت بريقها بانضمام أغلبية شباب الجماعة الاسلامية اليها
و الدعوة السلفية و التي آثر شيوخ الدعوة وقتها الانفصال بمنهجهم السلفي ( و لم يتبلور الاسم في حينه )
و الجماعة الاسلامية بالصعيد و التي أنشأها الأخوة الذين رفضوا الانضمام لجماعة الاخوان و استقلوا بأنفسهم في صعيد مصر ( و هي الجماعة الموجوده حاليا )
يتيع..........
رابط الأجزاء السابقة
ملف السلفية والتغيرات التى طرأت على المسلمين منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم
الإخوان المسلمون و السيطرة على الجماعة الاسلامية
كانت هذه صفحة المنهج ونشأة الدعوة منهجا ,الوقفة التالية نشأة الدعوة كاتجاه حركي ...كيف نشأت الدعوة كاتجاه حركي ؟
كما ذكرنا في بداية الأمر التحق المشايخ بكيان رسمي موجود لأحد الأنشطة الجامعية الرسمية التي كانت تسمي الجماعة الإسلامية التي لم يكن لها أي انتماء لا أزهري ولا إخواني ولا سلفي ولا أي شيء ولم يكن هناك في ذلك الوقت احد يعمل بالدعوة إلي الله
كان بداية انفتاح لم يستوعبه علي الأقل أكثر الاتجاهات الإسلامية , فأكثر الاتجاهات الإسلامية في ذلك الوقت لم يستوعب أن عصر عبد الناصر انتهي وان عصر السادات عصر انفتاح بل كانوا يعتقدون أن السادات شقيق الروح لعبد الناصر و رئيس مجلس الأمة لعبد الناصر وخليفة عبد الناصر والذي بدأ خطبه بأن اقسم أمام الناس انه سيسير علي خطي عبد الناصر
فالكل أخذ في اعتباره أن أي احد سيصلي الفجر سيقبض عليه وأي احد سيفكر مجرد التفكير أو تحدثه نفسه أن يعمل بالدعوة إلي الله أنه إما سيعدم مثل سيد قطب أو انه سيأخذ مؤبد مثل رفقاء سيد قطب.
لم يستوعب أكثر الاتجاهات الإسلامية ان هذا زمن انفتاح ,المشايخ كانوا أول من تحرك في هذا ,شباب وأمامهم طريق مفتوح وعندهم طاقة
قدر الله عز وجل أن أوجد في هذه المرحلة جماعة من الأذكياء ويندر أن يجتمعوا
تخيل هذه الفترة كان فيها اغلب قيادات الاتجاهات الإسلامية
فالجماعة الإسلامية الشيخ ناجح إبراهيم وكرم زهدي وعصام دربالة وعاصم عبد الماجد فكل هؤلاء نشئوا في هذه الفترة
اتجاه الجهاد الدكتور أيمن الظواهري والدكتور سيد إمام فهؤلاء نشئوا أيضا في هذه الفترة ,
الدعوة السلفية نشأت أيضا في هذه الفترة
المشايخ ذوي الاتجاه المؤثر في أنصار السنة الذين أحيوا أنصار السنة بعد أن عانت كثيرا من الفتور والرقود الشيخ صفوت نور الدين والشيخ صفوت الشوادفي كانوا من ثورات هذه الفترة
الله عز وجل قدر لهذه الفترة أن يوجد جيل من الأذكياء تالي لجيل فذ من العلماء الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ محمد حامد الفقي والشيخ عبد الرزاق عفيفي
جيل فذ من العلماء تلاه جيل فذ من الأذكياء
التحق المشايخ بالجماعة الإسلامية وبداو العمل باعتبارها نشاط من أنشطة الجامعة بدئوا يكونون لجان وأسر و وبدئوا أنهم يقسمون العمل الجامعي
قسموا العمل لعمل أثناء الدراسة عمل بعد الدراسة وبدأوا يشاركوا في انتخابات اتحاد الطلبة وبداوا يشاركوا في العمل بكافة أشكاله إلي ان قدر الله عز وجل وخرج الأخوان المسلمون من السجن وبدأوا يمارسوا العمل الدعوي
الاخوان مارسوا العمل الدعوي اولا بصورة فردية افراد يعملون من خلال الجماعة الاسلامية لا يظهروا أي اختلاف موافقين يعملوا تحت راية الجماعة الاسلامية لا يوجد أي دعوة للانضمام لاي اتجاه
نقلوا هذه الصورة لمرشد الاخوان المسلمين الاستاذ عمر التلمساني فأوحي الامر اليه ان هناك انفتاح حقيقي
و كان ذلك اللقاء بين الاستاذ عمر التلمساني والسادات و الذي وقعت فيه المشادة المشهورة بينهما
يحكي أ / عمر بنفسه عن هذا اللقاء قائلا ( قمت بزيارة إلى وزير الثقافة والإعلام منصور حسن في مقر عمله بناء على طلب الوزير… وحاول أن يقنعني بحضور اللقاء الفكري للرئيس السادات بالإسماعيلية يوم 28 رمضان عام 1979 وفي النهاية ومع إلحاح الوزير وافقت على الحضور.
وعندما وصلت إلى مكان الاجتماع جلست في آخر الصفوف، وبعد دقائق جاءني المشرف على تنظيم الحفل، وألح وأصر على أن أجلس في الصف الأول، وقلت إن ذلك تكريماً منهم لي فتفاءلت خيراً، ولعل هناك بدءاً لتفاهم جديد، ولكن هذه الجلسة كانت لغرض كشفت عنه أحداث الحفل، فقد أجلسني منظم الحفل في الصف الأول على كرسي، لو مددت منه خطاً مستقيماً لوجدته ينتهي عند الكرسي الذي يجلس عليه السادات في المنصة، وكأنهم أرادوا بذلك أن أكون أقرب ما أكون من السادات عندما بدأ سيل اتهاماته المنهمر، يترامى من حولي شمالاً وجنوباً ويساراً ويميناً، رجاء أن يصيب مني مقتلا.ً تهم لي وللإخوان لا حصر لها بتخريب وعمالة وإثارة للطلبة، والعمالة والفتنة الطائفية، وكل ما في أجواء الخيال والانسجام مع الجو الشاعري الذي كنا نجلس فيه، بين أحضان حدائق الإسماعيلية الندية الوارفة الظلال، تهم من النوع الذي اعتاد السادات أن يلقيها على كل ما لا يرى فيه نابغة الزمان، وباتعة العصر والأوان.
وطال السباب وضاق الصدر، ونفد الصبر، واستثارتني عاطفة الحب للإخوان، فقاطعته قائلاً "إن هذا كلام يحتاج إلى ردود" فأجابني: "لما أخلص كلامي رد كما تشاء"
وظل سادراً في غلوائه، وغاب الحاضرون في أنفسهم، والذين سمعوه على أجنحة الأثير، أنه كان في نهاية كل مقطع من كلامه يقول:"مش كده يا عمر؟!"، استنكر الشعب كله، حتى بعض من كان معه، أن يخاطبني باسمي مجرداً، غير مراع في ذلك حرمة السن، ولا طهارة شهر الله، ولا الصفة التي منحتني إياها الجامعة عندما أعطتني ليسانس الحقوق، ولا حرمة المنصب الذي يشغله، والذي يجب أن يزدان بكل لياقة وتهذيب
فندت كل التهم التي وجهها إلي وإلى الإخوان واحدة واحدة، بالدليل والبرهان وختمت ردي بالعبارات الآتية:"لو أن غيرك وجه إلي مثل هذه التهم لشكوته إليك، أما وأنت يا محمد يا أنور يا سادات صاحبها، فإني أشكوك إلى أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين، لقد آذيتني يا رجل وقد أُلزَم الفراش أسابيع من وقع ما سمعت منك"، وأشهد صادقاً أن البيبة ارتعشت بين شفتيه، وقال: "إنني لم أقصد الإساءة إلى الأستاذ عمر ولا إلى الإخوان المسلمين... اسحب شكواك بقى"، فأجبته بأنها رفعت إلى من لا أستطيع استرداد ما وضعته بين يديه... كانت أول مرة يخاطبني فيها بكلمة أستاذ، طوال خطابه الممل الطويل!! وانتهى الاجتماع وأرسل لي في أعقابه فوراً وزير الأوقاف ومنصور حسن وزير الثقافة والإعلام، يبلغاني أمام من كان موجوداً، أن سيادة الرئيس لم يقصد الإساءة إلي، وأنه سيحدد موعداً لمقابلتي.") أ . ه .
فكان أن يقول لرئيس الجمهورية ، لفرعون من فراعين مصر هذة الكلمة كانت طفرة غير مسبوقة في تاريخ السياسة المصرية
وبالبفعل بدأ الاخوان المسلمون يتحركون علي مجال واسع أول شيئ قرروا أن يستردوه كان العمل الجامعي
طلبوا من الجماعة الاسلامية ان تعمل تحت مظلة الاخوان تنضم للاخوان المسلمين وتصبح هي الجناح الجامعي أو اللجنة الجامعية للإخوان المسلمين وتعمل تحت راية الاخوان المسلمين
تشاور الشيوخ فيمابينهم في هذا الامر
الشيخ محمد اسماعيل قال حري بنا اولا ان نعرف ماهو منهج الاخوان المسلمين
فعكف الشيخ محمد علي دراسة الأصول العشرين
ماذا قرر الشيخ محد اسماعيل ؟!
::: انقسام الجماعة الاسلامية :::
بعد أن طلب الاخوان المسلمون من الجماعة الاسلامية ان تعمل تحت مظلتهم و أن تنضم للاخوان المسلمين وتصبح هي الجناح الجامعي أو اللجنة الجامعية للإخوان المسلمين وتعمل تحت راية الاخوان المسلمين
تشاور الشيوخ فيما بينهم في هذا الامر
الشيخ محمد اسماعيل قال حري بنا اولا ان نعرف ماهو منهج الاخوان المسلمين
فعكف الشيخ محمد علي دراسة الأصول العشرين
وبعد هذا قرر أن منهج الإخوان المسلمين منهج مخالف لما اعتمدوه من المنهج السلفي فلا يصح أن نعمل مع الإخوان المسلمين
أما لو وافقوا أن يشاركونا العمل فليكن ، و لكن أن نتحول لفرع من فروع جماعة الإخوان المسلمين فبيننا وبينهم اختلافات منهجية عليهم أن يتراجعوا عنها
أغلب الأصوات الموجودة رفضت كلام الشيخ محمد و رأت أن هذا تفريق للصف ، و أن هذه الفترة فترة ائتلاف و اتحاد و اجتماع خصوصا أنها كانت الفترة التالية لحرب أكتوبر ، و دائما بعد الطفرات السياسية التي تحدث يكون هناك نوع من التسامح في الفروق المنهجية
( مثلا بعد ثورة يناير كل الناس تريد من جميع الإتجاهات السياسية أن تتحد حتى مع التكفير والهجرة يريدون ان نكون كلنا يد واحدة ، لابد أن نفهم أن هناك فروق منهجية كيف نقول نتحد الآن ؟ هل الثورة أطاحت بمبارك وبالفروق المنهجية ؟ نتنازل عن المنهج أو ثوابت في المنهج لمجرد أن الرئيس رحل ؟! )
فكانت هذه الفترة شبيهه , الكل يريد أن يتحد نريد أن نكون يدا واحدة ولا نريد أن نكون أكثر من جماعة و أكثر من اتجاه
فانتهى الأمر إلى أن انقسمت الجماعة الإسلامية إلى فريقين :
- الفريق الأول يرى الحفاظ على الجماعة حتى ولو بالتضحية بالمنهج
- الفريق الثاني يرى الحفاظ على المنهج حتى ولو بالتضحية بالجماعة
خصوصا أن الإخوان المسلمين في هذه الفترة بدؤا ممارسة نوع من الضغط القهري على الجماعة الاسلامية
فمن هذا الضغط أن الجماعة الإسلامية كان لها عمل داخل الجامعة وعمل خارج الجامعة في المساجد ، فبدأ الإخوان يطلبون من أصحاب المساجد طرد الأخوة القائمون عليها ويقولون لهم نحن جماعة الإخوان المسلمين ونقول لك أن "العيال" الموجودين عندك في المسجد فكرهم منحرف ومتعصبين و متشددين فلا تعطهم المسجد و سلمه لنا و سنقوم نحن فيه بكل شيئ
و كان هناك طبعا بعض الأساليب السيئة ، فيذهبون مثلا لصاحب المسجد ويقولون له اذهب إليهم واسألهم عن الموسيقى هل هي حلال أم حرام ؟ اسألهم حلق اللحية حرام أم حلال ؟
و الإخوان المسلمون في هذه الفترة كانوا يحافظون على الهدّي الظاهر لكنهم يقولون أنها سنّة من شاء فعلها ومن شاء تركها ، فأدت هذه الأساليب السيئة للأسف إلى أن قام أكثر القائمين على المساجد برفض الدعوة السلفية ، حتى بعد أن كانت الجماعة الإسلامية مسيطرة على أغلب المساجد في الجمهورية وليس على مستوى الإسكندرية فقط
و كانت نتيجة ذلك أن تم سحب المساجد و إخراج الإخوة منها ككارت قوة من الإخوان المسلمين في مقابلة الجماعة الإسلامية ، فأصبحت المعادلة ... ( نحافظ على الجماعة أم نحافظ على المنهج ؟؟ )
في جامعة الإسكندرية كان يوجد الأستاذ محمد حسين و كان شخصية علمية محترمة فذة قرر أن ينضم لجماعة الإخوان المسلمين فسار معه مجموعة كبيرة من أفراد الجماعة الإسلامية و انضموا للإخوان المسلمين
و في نهاية الأمر لم يبق من آثار المنهج إلا مدرسة الجماعة الإسلامية - هكذا كان اسمها قديما – و التي كانت في مسجد عمر بن الخطاب
تمثلت في المنشورات الدينية ومدرسة مسجد عمر بن الخطاب
و رغم المساحة الدعوية التي كانت تحظي بها الجماعة الاسلامية وقتذاك آثر الإخوة أن يتركوا كل ذلك و أن يتركوا العمل تحت مظلتها بعد أن عملت تحت ادارة جماعة الاخوان المسلمين فاختاروا أن يتركوا كل الأنشطة الدعوية الموجودة للإخوان من أجل الحفاظ على المنهج
و جدير بالذكر أنه بعد انقسام الجماعة الاسلامية ظهر على الساحة الدعوية ثلاث كيانات منفصلة انبثق معظمها من ( الجماعة الاسلامية ) الأم
الاخوان المسلمون و التي تم ضخ دماء جدية بها و جددت بريقها بانضمام أغلبية شباب الجماعة الاسلامية اليها
و الدعوة السلفية و التي آثر شيوخ الدعوة وقتها الانفصال بمنهجهم السلفي ( و لم يتبلور الاسم في حينه )
و الجماعة الاسلامية بالصعيد و التي أنشأها الأخوة الذين رفضوا الانضمام لجماعة الاخوان و استقلوا بأنفسهم في صعيد مصر ( و هي الجماعة الموجوده حاليا )
يتيع..........
رابط الأجزاء السابقة
ملف السلفية والتغيرات التى طرأت على المسلمين منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم
تعليق