كيف وصل المنهج السلفى إلى مصر (6)
كانت الخطوة التالية دراسة كتب ابن القيم و ابن تيمية و ابن عبد الوهاب دراسة قوية ومتينة و كان يعرض للمشايخ في هذا الوقت إشكال كبير وهو خطأ الفهم مع عدم وجود المشايخ
الشيخ سعيد عبد العظيم يحكي لنا
"أنه كان هناك زميل لهم في الجامعة كان يأتي كل يوم بفكر جديد فيقولون له ولكنك كنت منذ عدة أيام تقول كذا فيقول (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )"
فكان الخطأ في الفهم بالنسبة للمشايخ شبح و فزاعة حقيقية فاستعاضوا عن ذلك بأمرين :
الأول هو الحرص علي نقل النقول بألفاظها ..
يقول الشيخ سعيد عبد العظيم أنهم كانوا يمكثون في المسجد يحفظون كتب ابن تيمية وغيرها من الكتب كما يحفظون القران و يسمعونه علي بعض و يصححون لبعض حتى كانوا بدققون في الواو والفاء كأنهم يسمعون القران بالضبط
فكان لا يقبل من صاحبه أن يتلو عليه الصفحة بالمعني فلابد أن يتلوها بالنص خوفا من أن يخطئوا كما اخطأ غيرهم فكانوا يحرصون جدا علي النقل بالنص لا سيما أن ابن تيمية قد أصل هذه المسألة وكانت من المسائل التي أكدت للمشايخ أنهم علي طريق الصواب
و صحيح فابن تيمية أصل أن ( أصل الشرور في هذا العالم في مجملات الألفاظ ) فكان هذا حلا من الحلول الحرص علي نقل النقول بألفاظها أو علي الأقل قليلا من ألفاظها
الأمر الثاني كان العرض علي تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب الموجودين في العالم وكانوا في هذا الوقت موجودين في السعودية وكانوا محل احترام وتقدير من جميع الاتجاهات الإسلامية
كان الإخوان المسلمون يثنون عليهم في الفتوى و كانت أنصار السنة تثني علي شيوخ لجنة الفتوى
والجمعية الشرعية كذلك وان كانت لا تمدحها ولكنها كانت لا تنتقدها
كان الكل متفق علي أن هؤلاء شيوخ ,فربما كان هذا الخلاف موجودا في الأزهر ثم لم يلبث هذا الخلاف أن زال سريعا
و الأزهر معروف سبب موقفه طبعا فالمسالة مسالة أقران فعندما لا يثني عليهم الأزهر في الفتوى ولا يقبلها فهذا من باب أنهم أقران
لكن حتى هذا التوجه تغير علي يدي مجموعة من الشيوخ الأزهريين مثل الشيخ سيد سابق و كذا الشيخ الغزالي الذي كان بينه وبين بعض الإخوة خلاف في مسالة فعلم بذلك الشيخ ابن باز فأرسل الشيخ ابن باز للشيخ الغزالي الذي كان وقتها يدرس في الجامعة الإسلامية فأرسل إليه وحدثه و سمع منه ثم عرض عليه قوله بالدليل من الكتاب والسنة و سكت عن المناظرة والمناقشة
طبعا كان الشيخ الغزالي رحمه الله شديد الانتصار للرأي فأعجبه ذلك الخلق جدا من الشيخ ابن باز فاثني عليه ثناء كبيرا
و كان خاتمة ذلك الشيخ الشعراوي فكان الشيخ دائما يقولون له "علماء الخليج ضيقوا الأفق ...علماء البادية... ونحو ذلك "حتى تمت دعوته في السعودية ليلقي بعض المحاضرات والتقي بالشيخ ابن باز وعاد يقول ( أنا لم أري أحسن منه علما ولا خلقا )
فكانت لجنة الفتوى خصوصا الشيخ ابن باز في هذه الفترة كان يمثل نوعا من الاتفاق
فقرر المشايخ محاولة العرض علي تلاميذ الحركة الوهابية بالذات من يتمتعون بقبول عام عند الاتجاهات الإسلامية
ترتب علي ذلك أن سافر الشيخ محمد إسماعيل إلي السعودية و ظل يتردد عليها طوال خمس سنوات و كان المشايخ يسافرون لرحلة العمرة في رمضان و يمكثون إلي الحج و في هذه الفترة كان رمضان والحج يأتون في فترة الإجازة الصيفية فكانت فرصة أن يمكثوا في السعودية هذه الفترة و يعرضوا ما حصلوه من علم و فهمهم له علي المشايخ و خصوصا أن عدد الطلاب المجتمعين حول المشايخ في هذه الفترة كان قليلا
يقول لي الشيخ ياسر " كنت اجلس مع الشيخ ابن عثيمين أكثر مما يجلس معي الإخوة الآن يعرضون عليا المسائل وأناقشهم في التفاصيل"
و يقول" جلست مع الشيخ ابن عثيمين في اللقاء المفتوح وكان الحاضر حوالي 30 فرد والشيخ يبذل نفسه من العصر و حتى أوقات متأخرة "
فكان هذا هو السلاح الذي لجا إليه المشايخ لضبط الفهم وعدم الانزلاق في خطا الفهم خاصة مع انعدام المشايخ .
.................................................. ..................................
رابط الأجزاء السابقة:
ملف السلفية والتغيرات التى طرأت على المسلمين منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم
كانت الخطوة التالية دراسة كتب ابن القيم و ابن تيمية و ابن عبد الوهاب دراسة قوية ومتينة و كان يعرض للمشايخ في هذا الوقت إشكال كبير وهو خطأ الفهم مع عدم وجود المشايخ
الشيخ سعيد عبد العظيم يحكي لنا
"أنه كان هناك زميل لهم في الجامعة كان يأتي كل يوم بفكر جديد فيقولون له ولكنك كنت منذ عدة أيام تقول كذا فيقول (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )"
فكان الخطأ في الفهم بالنسبة للمشايخ شبح و فزاعة حقيقية فاستعاضوا عن ذلك بأمرين :
الأول هو الحرص علي نقل النقول بألفاظها ..
يقول الشيخ سعيد عبد العظيم أنهم كانوا يمكثون في المسجد يحفظون كتب ابن تيمية وغيرها من الكتب كما يحفظون القران و يسمعونه علي بعض و يصححون لبعض حتى كانوا بدققون في الواو والفاء كأنهم يسمعون القران بالضبط
فكان لا يقبل من صاحبه أن يتلو عليه الصفحة بالمعني فلابد أن يتلوها بالنص خوفا من أن يخطئوا كما اخطأ غيرهم فكانوا يحرصون جدا علي النقل بالنص لا سيما أن ابن تيمية قد أصل هذه المسألة وكانت من المسائل التي أكدت للمشايخ أنهم علي طريق الصواب
و صحيح فابن تيمية أصل أن ( أصل الشرور في هذا العالم في مجملات الألفاظ ) فكان هذا حلا من الحلول الحرص علي نقل النقول بألفاظها أو علي الأقل قليلا من ألفاظها
الأمر الثاني كان العرض علي تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب الموجودين في العالم وكانوا في هذا الوقت موجودين في السعودية وكانوا محل احترام وتقدير من جميع الاتجاهات الإسلامية
كان الإخوان المسلمون يثنون عليهم في الفتوى و كانت أنصار السنة تثني علي شيوخ لجنة الفتوى
والجمعية الشرعية كذلك وان كانت لا تمدحها ولكنها كانت لا تنتقدها
كان الكل متفق علي أن هؤلاء شيوخ ,فربما كان هذا الخلاف موجودا في الأزهر ثم لم يلبث هذا الخلاف أن زال سريعا
و الأزهر معروف سبب موقفه طبعا فالمسالة مسالة أقران فعندما لا يثني عليهم الأزهر في الفتوى ولا يقبلها فهذا من باب أنهم أقران
لكن حتى هذا التوجه تغير علي يدي مجموعة من الشيوخ الأزهريين مثل الشيخ سيد سابق و كذا الشيخ الغزالي الذي كان بينه وبين بعض الإخوة خلاف في مسالة فعلم بذلك الشيخ ابن باز فأرسل الشيخ ابن باز للشيخ الغزالي الذي كان وقتها يدرس في الجامعة الإسلامية فأرسل إليه وحدثه و سمع منه ثم عرض عليه قوله بالدليل من الكتاب والسنة و سكت عن المناظرة والمناقشة
طبعا كان الشيخ الغزالي رحمه الله شديد الانتصار للرأي فأعجبه ذلك الخلق جدا من الشيخ ابن باز فاثني عليه ثناء كبيرا
و كان خاتمة ذلك الشيخ الشعراوي فكان الشيخ دائما يقولون له "علماء الخليج ضيقوا الأفق ...علماء البادية... ونحو ذلك "حتى تمت دعوته في السعودية ليلقي بعض المحاضرات والتقي بالشيخ ابن باز وعاد يقول ( أنا لم أري أحسن منه علما ولا خلقا )
فكانت لجنة الفتوى خصوصا الشيخ ابن باز في هذه الفترة كان يمثل نوعا من الاتفاق
فقرر المشايخ محاولة العرض علي تلاميذ الحركة الوهابية بالذات من يتمتعون بقبول عام عند الاتجاهات الإسلامية
ترتب علي ذلك أن سافر الشيخ محمد إسماعيل إلي السعودية و ظل يتردد عليها طوال خمس سنوات و كان المشايخ يسافرون لرحلة العمرة في رمضان و يمكثون إلي الحج و في هذه الفترة كان رمضان والحج يأتون في فترة الإجازة الصيفية فكانت فرصة أن يمكثوا في السعودية هذه الفترة و يعرضوا ما حصلوه من علم و فهمهم له علي المشايخ و خصوصا أن عدد الطلاب المجتمعين حول المشايخ في هذه الفترة كان قليلا
يقول لي الشيخ ياسر " كنت اجلس مع الشيخ ابن عثيمين أكثر مما يجلس معي الإخوة الآن يعرضون عليا المسائل وأناقشهم في التفاصيل"
و يقول" جلست مع الشيخ ابن عثيمين في اللقاء المفتوح وكان الحاضر حوالي 30 فرد والشيخ يبذل نفسه من العصر و حتى أوقات متأخرة "
فكان هذا هو السلاح الذي لجا إليه المشايخ لضبط الفهم وعدم الانزلاق في خطا الفهم خاصة مع انعدام المشايخ .
.................................................. ..................................
رابط الأجزاء السابقة:
ملف السلفية والتغيرات التى طرأت على المسلمين منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم
تعليق