كيف وصل المنهج السلفى إلى مصر (5)؟
الرؤيا التي غيرت حياة د / محمد اسماعيل المقدم
بسم الله الرحمن الرحيم
اجتمع الشيخ محمد اسماعيل مع إخوانه المشاركين له في الجماعة الإسلامية وبدءوا يتناقشون في طلب العلم وكيف يسيرون العمل الدعوي وكيف تسير مسيرة العمل الإسلامي في الجامعة في ظل هذه الاختلافات الكثيرة
طبعا كانت هذه الفترة تموج بالاختلافات
فالإخوان المسلمون كانوا حديثو عهد بالخروج من السجن ولم يكن لهم وجود دعوي في ذلك الوقت
و قد دخلوا السجن في زمن عبد الناصر سنة 54 ثم خرجوا سنة 64 ثم دخلوا ثانية سنة 65 فكانوا بعد الخروج من السجن متهيبين من المشاركة في العمل الدعوي وكان من يشارك منهم في عمل دعوي كان يشارك كعامل دون أن يسند انتماءه للإخوان المسلمين
و أما أنصار السنة والجمعية الشرعية في ذلك الوقت فقد قام عبد الناصر بضمهم بقرار و جعلهم شيء واحد وكان بينهم نزاع شديد فالجمعية الشرعية في ذلك الوقت لم يكن منهجهم سلفيا بل كان أشعريا ثم تغيرت بعد ذلك بفضل الله و كان منهج أنصار السنة سلفيا فتم دمجهم في جمعية واحدة من باب النكاية وتفريق الصف فرفعوا قضية أيام السادات وانتهي الأمر إلي أن عاد الأمر أنصار سنة جمعية بمفردها و الجمعية الشرعية جمعية بمفردها
فأصبح هناك اتجاهين جديدين غير اتجاه الإخوان
ظهر في ذلك الوقت أيضا بعد الخروج من سجون عبد الناصر اتجاهات تكفيرية فظهر القطبيين وظهرت جماعة التكفير والهجرة شكري مصطفي وظهرت أفكار مختلفة
فأصبحت هناك حاله من الاختلاف وأصبحت الساحة تموج بالاختلافات فاجتمع الإخوة في الجماعة الإسلامية وتناقشوا في المنهج الذي ينبغي أن يسلكه هؤلاء هل هو يا تري منهج الجمعية الشرعية أم منهج أنصار السنة
ولو منهج أنصار السنة فهم مختلفون كذلك هل هناك مهدي أم لا ؟ هل الاستدلال يقتصر علي الصحيحين لكونها أدلة صحيحة قطعية أم يتعداها إلي غيرها ؟هل الأولي محاربة شرك القبور وهذا مقدم علي أي منكر من المنكرات "فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله " فنترك جميع المنكرات و نتفرغ لحرب شرك القبور أم لا ؟
وهكذا كانت الحرب مستعرة أيضا بين الصوفية وبين جماعة أنصار السنة المحمدية فأنصار السنة يتعاملون مع الصوفية كلها علي إنها ابن عربي ,الشيخ عبد الرحمن الوكيل كان قد اصدر كتابا في هذه الفترة (هذه هي الصوفية ) كان كله اتهام للصوفية بأنهم يقولون بوحدة الوجود وطبعا ليس كل الصوفية هكذا بل وليس اغلب الصوفية أيضا هكذا
فما هو المنهج الجدير بالإتباع في ذلك ؟
فقرروا نبذ كل هذا واللجوء للكتب ,كانت مكتبة أنصار السنة عامرة بالكتب لكن كانت المشكلة أن كل كتاب يفتحوه أول كلمة يجدوها وقد اختلفوا في هذا علي قولين واختلفوا في كذا وكذا كل كتاب فيه الاختلاف أكثر من الاتفاق
فبدأ يحدث تساؤل ما هو المنهج الجدير بالإتباع ؟
فانصرفوا وهم حيري في هذا اليوم وذهب الشيخ محمد و نام ورأي في نومه رؤيا
فرأي أنهم يقفون في ميدان و في طرق كثيرة و هم تائهون و هم لا يدرون أي طريق يسلكون
فالشيخ محمد رأي رجلا ذو لحية و ثوب قصير فذهب إليه و سأله و قال له : نحن تائهون أين الطريق ؟
فأشار إلي احدي الطرق و قال هذا هو الطريق
فذهب إلي هذا الطريق فوجد مكتوبا علي رأسه (طريق ابن القيم )
استيقظ الشيخ محمد و ظل يفكر طريق ابن القيم و ابن القيم هذا مؤلف قرأ عنه من قبل و رأي له كتب موجودة في المكتبة فاخبر إخوانه بهذه الرؤيا فقرروا أن يبدءوا بكتب ابن القيم رحمه الله
و كتب ابن القيم أدت إلي اتجاهين الاتجاه الأول أدي إلي اتجاه خلفي إلي شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله والامام احمد
و اتجاه أمامي اتجاه الشيخ محمد بن عبد الوهاب بسبب مختصراته لكتب ابن تيمية وابن القيم فكانت تسهيل تقريب لكتبهم
و كتب ابن القيم تتكلم عن شيخه ابن تيمية و ابن تيمية تكلم عن مذهب احمد و عقيدة احمد و سلف احمد و المحنة و انه من أهل السنة فتم اكتمال الدائرة السلفية في ذلك الوقت .
كما تعرفون يقولون في الفلسفة الإسلامية أن صح تسميتها بذلك يقولون أن الفلسفة السلفية أسسها احمد بن حنبل ونظرها ابن تيمية ونشرها أو سيسها ابن عبد الوهاب .
وفي الحقيقة هذا ليس إنشاء ولكنها محطات فارقة في حياة المنهج السلفي
ايا ما كان ، الكلام فيه قدر من الصحة و هذه الحلقات الثلاثة اكتملوا بكتب ابن القيم بالبدء بكتب ابن القيم رحمه الله .
...................................................................
المرة القادمة ان شاء الله ( علاقة شيوخ الدعوة السلفية بالدعوة الوهابية )
انتظرونا باذن الله تعالى قريبا على صفحتنا مع بقية سلسلة ( صفحات من تاريخ دعوة ربانية )
رابط الجزء السابق
https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=239820
الرؤيا التي غيرت حياة د / محمد اسماعيل المقدم
بسم الله الرحمن الرحيم
اجتمع الشيخ محمد اسماعيل مع إخوانه المشاركين له في الجماعة الإسلامية وبدءوا يتناقشون في طلب العلم وكيف يسيرون العمل الدعوي وكيف تسير مسيرة العمل الإسلامي في الجامعة في ظل هذه الاختلافات الكثيرة
طبعا كانت هذه الفترة تموج بالاختلافات
فالإخوان المسلمون كانوا حديثو عهد بالخروج من السجن ولم يكن لهم وجود دعوي في ذلك الوقت
و قد دخلوا السجن في زمن عبد الناصر سنة 54 ثم خرجوا سنة 64 ثم دخلوا ثانية سنة 65 فكانوا بعد الخروج من السجن متهيبين من المشاركة في العمل الدعوي وكان من يشارك منهم في عمل دعوي كان يشارك كعامل دون أن يسند انتماءه للإخوان المسلمين
و أما أنصار السنة والجمعية الشرعية في ذلك الوقت فقد قام عبد الناصر بضمهم بقرار و جعلهم شيء واحد وكان بينهم نزاع شديد فالجمعية الشرعية في ذلك الوقت لم يكن منهجهم سلفيا بل كان أشعريا ثم تغيرت بعد ذلك بفضل الله و كان منهج أنصار السنة سلفيا فتم دمجهم في جمعية واحدة من باب النكاية وتفريق الصف فرفعوا قضية أيام السادات وانتهي الأمر إلي أن عاد الأمر أنصار سنة جمعية بمفردها و الجمعية الشرعية جمعية بمفردها
فأصبح هناك اتجاهين جديدين غير اتجاه الإخوان
ظهر في ذلك الوقت أيضا بعد الخروج من سجون عبد الناصر اتجاهات تكفيرية فظهر القطبيين وظهرت جماعة التكفير والهجرة شكري مصطفي وظهرت أفكار مختلفة
فأصبحت هناك حاله من الاختلاف وأصبحت الساحة تموج بالاختلافات فاجتمع الإخوة في الجماعة الإسلامية وتناقشوا في المنهج الذي ينبغي أن يسلكه هؤلاء هل هو يا تري منهج الجمعية الشرعية أم منهج أنصار السنة
ولو منهج أنصار السنة فهم مختلفون كذلك هل هناك مهدي أم لا ؟ هل الاستدلال يقتصر علي الصحيحين لكونها أدلة صحيحة قطعية أم يتعداها إلي غيرها ؟هل الأولي محاربة شرك القبور وهذا مقدم علي أي منكر من المنكرات "فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله " فنترك جميع المنكرات و نتفرغ لحرب شرك القبور أم لا ؟
وهكذا كانت الحرب مستعرة أيضا بين الصوفية وبين جماعة أنصار السنة المحمدية فأنصار السنة يتعاملون مع الصوفية كلها علي إنها ابن عربي ,الشيخ عبد الرحمن الوكيل كان قد اصدر كتابا في هذه الفترة (هذه هي الصوفية ) كان كله اتهام للصوفية بأنهم يقولون بوحدة الوجود وطبعا ليس كل الصوفية هكذا بل وليس اغلب الصوفية أيضا هكذا
فما هو المنهج الجدير بالإتباع في ذلك ؟
فقرروا نبذ كل هذا واللجوء للكتب ,كانت مكتبة أنصار السنة عامرة بالكتب لكن كانت المشكلة أن كل كتاب يفتحوه أول كلمة يجدوها وقد اختلفوا في هذا علي قولين واختلفوا في كذا وكذا كل كتاب فيه الاختلاف أكثر من الاتفاق
فبدأ يحدث تساؤل ما هو المنهج الجدير بالإتباع ؟
فانصرفوا وهم حيري في هذا اليوم وذهب الشيخ محمد و نام ورأي في نومه رؤيا
فرأي أنهم يقفون في ميدان و في طرق كثيرة و هم تائهون و هم لا يدرون أي طريق يسلكون
فالشيخ محمد رأي رجلا ذو لحية و ثوب قصير فذهب إليه و سأله و قال له : نحن تائهون أين الطريق ؟
فأشار إلي احدي الطرق و قال هذا هو الطريق
فذهب إلي هذا الطريق فوجد مكتوبا علي رأسه (طريق ابن القيم )
استيقظ الشيخ محمد و ظل يفكر طريق ابن القيم و ابن القيم هذا مؤلف قرأ عنه من قبل و رأي له كتب موجودة في المكتبة فاخبر إخوانه بهذه الرؤيا فقرروا أن يبدءوا بكتب ابن القيم رحمه الله
و كتب ابن القيم أدت إلي اتجاهين الاتجاه الأول أدي إلي اتجاه خلفي إلي شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله والامام احمد
و اتجاه أمامي اتجاه الشيخ محمد بن عبد الوهاب بسبب مختصراته لكتب ابن تيمية وابن القيم فكانت تسهيل تقريب لكتبهم
و كتب ابن القيم تتكلم عن شيخه ابن تيمية و ابن تيمية تكلم عن مذهب احمد و عقيدة احمد و سلف احمد و المحنة و انه من أهل السنة فتم اكتمال الدائرة السلفية في ذلك الوقت .
كما تعرفون يقولون في الفلسفة الإسلامية أن صح تسميتها بذلك يقولون أن الفلسفة السلفية أسسها احمد بن حنبل ونظرها ابن تيمية ونشرها أو سيسها ابن عبد الوهاب .
وفي الحقيقة هذا ليس إنشاء ولكنها محطات فارقة في حياة المنهج السلفي
ايا ما كان ، الكلام فيه قدر من الصحة و هذه الحلقات الثلاثة اكتملوا بكتب ابن القيم بالبدء بكتب ابن القيم رحمه الله .
...................................................................
المرة القادمة ان شاء الله ( علاقة شيوخ الدعوة السلفية بالدعوة الوهابية )
انتظرونا باذن الله تعالى قريبا على صفحتنا مع بقية سلسلة ( صفحات من تاريخ دعوة ربانية )
رابط الجزء السابق
https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=239820
تعليق