كيف وصل المنهج السلفى إلى مصر (4)؟
( د / محمد اسماعيل المقدم في الجامعة )
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بسم الله الرحمن الرحيم
مرت المرحلة الثانوية وجاءت المرحلة الجامعية
في هذه الأثناء كان السادات قد تولي حكم مصر وكان ذو ميول يمينية أراد أن يحارب التيار اليساري فكان السبيل أمامه ان يفتح الطريق أمام الاتجاهات الإسلامية
كان محمد هيكل يقول أنه اقترح علي السادات أن يفتح الباب أمام الإخوان المسلمين و يستعين بالإخوان المسلمين للقضاء علي المد اليساري فكان السادات اذكي منه فقال إني لكي أتخلص من اليساريين أقع في قبضة الإخوان المسلمين !!
فكان الحل أن قرر أن ينشط الحركات الدينية الرسمية وشبه الرسمية الموجودة في الدولة ودعا لإنشاء الجماعة الدينية في المدارس والجماعة الإسلامية في الجامعات وكانا شيئا واحدا
فالجماعة الدينية في اعداي و ثانوي و الجماعة الاسلامية في الجامعة.
الجماعة الدينية في المدارس كان من ابرز من فيها الشيخ احمد حطيبة والشيخ ياسر برهامي أو علي الأقل كانت احد الروافد المهمة في حياتهما
الجماعة الإسلامية كانت هي العماد الرئيسي للدعوة السلفية
من البدايات دخل الشيخ محمد كلية الطب و نجح بتفوق و التحق بالجماعة الإسلامية بسرعة تسبقه شهرته بأن هذا الذي ألف كتاب أو بحث في الرد علي الأستاذ في الثانوية
و لم تلبث هذه السرعة أن تبلورت في مشاجرة بين الشيخ محمد واتحاد الطلاب الذي كان يساري في ذلك الوقت وكان في آخر السنة قبل حل الاتحاد وعمل اتحاد جديد
فالشيخ محمد والجماعة علقوا بعض اللوحات فيها آيات القران فمزق الاتحاد لوحة فيها بعض آيات القران فعلم الشيخ بذلك فانطلق بسرعة إلي مقر الاتحاد ودخل عليهم
وقال "كيف تمزقون لوحة فيها آيات القران "
فردوا أن اللجنة الثقافية هي من حقها تعليق اللوحات
وهكذا احتد النقاش فكان الشيخ بمفرده داخل المقر والباقي من اليساريين فحدث شجار بالأيدي
فعلم محبو الشيخ محمد انه يضرب في مقر الاتحاد فاجتمع الناس وتحولت لمعركة طاحنة بين الجماعة الإسلامية واليساريين في كلية طب الإسكندرية كانت النتيجة الطبيعية لها أن تحول الشيخ محمد الى الزعيم الأول للجماعة الإسلامية بقدر الله .
كانت هذه بداية ارتباط النشأة تنظيما بالفكر السلفي كان بدايتها أيضا عجيبة
كان الشيخ محمد حينما ذهب لعمل البحث الذي سيرد به علي الأستاذ سمع شيخ المسجد (وكان مسجد أيضا سنة كما ذكرت ) يقول أن الأغاني حرام وان المعازف حرام وهو مشغول بالبحث فقطع البحث وذهب يسأل الشيخ
هل الموسيقي حرام ؟
فقال له هذا الموضوع كبير عليك يا بني
فقال له أنا اضرب بالاكسيلفون في طابور المدرسة ويصعد الطابور علي عزفي عليه فإذا كان حراما قل لي حتى لا افعله
فقال له لا يا بني ليس بحرام
فإجابته أشعرت الشيخ محمد انه حرام و انه سر لا ينبغي أن يعرفه الصغار فقرر الشيخ محمد بعد بحثه في مسالة المرأة أن يبحث في مسالة المعازف
و بعد أن انهي موضوع المرأة بدأ في موضوع المعازف فوجد اتفاقا من الأئمة أن المعازف حرام لان الكتب المتاحة الموجودة تقول أن المعازف حرام
فأعلن علي الناس أن المعازف حرام و كان إعلان هذا في مثل هذا الوقت كأنك تقول أن شرب الماء حرام مثلا
ذلك أن الموسيقي عندهم كانت عامل من عوامل سمو الروح حتى إنهم قاربوا أن يجعلوها عباده من العبادات بل إن الصوفية كانت تجعل الموسيقي جزءا أساسيا من حضرتها أو علي الأقل بعض الاتجاهات الصوفية فأيضا كانت شهرة جديدة للشيخ محمد أن هذا يقول أن المعازف حرام
كان الأمر الثالث اللحية
أن الشيخ محمد سمع أن حلق اللحية حرام فبحث و كانت نتيجة البحث أن لم يقل احد أن حلق اللحية جائز و الكل متفق علي ان حلق اللحية حرام وصرح بذلك الشيخ محمد فكانت شهرة له
فكلما كان الرأي غريبا علي الناس كلما كان معدل الاشتهار أوسع
خصوصا أن الشيخ محمد نشأ في زمن كانت الغرابة عامل القبول عند الناس
كان كل يوم تسمع مناهج جديدة في مصر أو في عالم العرب لم يكن هناك فرق بينهما سوي الاسم يسارية وشيوعية واشتراكية فإذا حذفت بعض الفروق الاقتصادية بينهم تجد نفسك أمام شيء واحد
فكانت النتائج البحثية التي يصل إليها الشيخ محمد احد أهم الأسباب الرئيسية في اشتهاره بين الناس كما ذكرنا كان هذا سبب في التفاف الناس و كان من ممكن ألا يقتنع الشباب أن الأغاني حرام لكن مناقشته بالأدلة لهم تقنعهم بأنه قارئ ومطلع جيد وأن شخصيته تستحق السماع .
وفى هذه الفترة ظهرت زوبعه حول الشيعة هل هم مذهب خامس أم لا و بدأت تثور مسألة الخلافات المذهبية و الفقهية و غيره
انتهي الأمر إلي أن اجتمع الشيخ محمد مع إخوانه المشاركين له في الجماعة الإسلامية وبدءوا يتناقشون في طريقة ينتهجونها لطلب العلم وكيف يسيرون العمل الدعوي وكيف تسير مسيرة العمل الإسلامي في الجامعة في ظل هذه الاختلافات الكثيرة
رابط الجزء السابق
https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=239569
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بسم الله الرحمن الرحيم
مرت المرحلة الثانوية وجاءت المرحلة الجامعية
في هذه الأثناء كان السادات قد تولي حكم مصر وكان ذو ميول يمينية أراد أن يحارب التيار اليساري فكان السبيل أمامه ان يفتح الطريق أمام الاتجاهات الإسلامية
كان محمد هيكل يقول أنه اقترح علي السادات أن يفتح الباب أمام الإخوان المسلمين و يستعين بالإخوان المسلمين للقضاء علي المد اليساري فكان السادات اذكي منه فقال إني لكي أتخلص من اليساريين أقع في قبضة الإخوان المسلمين !!
فكان الحل أن قرر أن ينشط الحركات الدينية الرسمية وشبه الرسمية الموجودة في الدولة ودعا لإنشاء الجماعة الدينية في المدارس والجماعة الإسلامية في الجامعات وكانا شيئا واحدا
فالجماعة الدينية في اعداي و ثانوي و الجماعة الاسلامية في الجامعة.
الجماعة الدينية في المدارس كان من ابرز من فيها الشيخ احمد حطيبة والشيخ ياسر برهامي أو علي الأقل كانت احد الروافد المهمة في حياتهما
الجماعة الإسلامية كانت هي العماد الرئيسي للدعوة السلفية
من البدايات دخل الشيخ محمد كلية الطب و نجح بتفوق و التحق بالجماعة الإسلامية بسرعة تسبقه شهرته بأن هذا الذي ألف كتاب أو بحث في الرد علي الأستاذ في الثانوية
و لم تلبث هذه السرعة أن تبلورت في مشاجرة بين الشيخ محمد واتحاد الطلاب الذي كان يساري في ذلك الوقت وكان في آخر السنة قبل حل الاتحاد وعمل اتحاد جديد
فالشيخ محمد والجماعة علقوا بعض اللوحات فيها آيات القران فمزق الاتحاد لوحة فيها بعض آيات القران فعلم الشيخ بذلك فانطلق بسرعة إلي مقر الاتحاد ودخل عليهم
وقال "كيف تمزقون لوحة فيها آيات القران "
فردوا أن اللجنة الثقافية هي من حقها تعليق اللوحات
وهكذا احتد النقاش فكان الشيخ بمفرده داخل المقر والباقي من اليساريين فحدث شجار بالأيدي
فعلم محبو الشيخ محمد انه يضرب في مقر الاتحاد فاجتمع الناس وتحولت لمعركة طاحنة بين الجماعة الإسلامية واليساريين في كلية طب الإسكندرية كانت النتيجة الطبيعية لها أن تحول الشيخ محمد الى الزعيم الأول للجماعة الإسلامية بقدر الله .
كانت هذه بداية ارتباط النشأة تنظيما بالفكر السلفي كان بدايتها أيضا عجيبة
كان الشيخ محمد حينما ذهب لعمل البحث الذي سيرد به علي الأستاذ سمع شيخ المسجد (وكان مسجد أيضا سنة كما ذكرت ) يقول أن الأغاني حرام وان المعازف حرام وهو مشغول بالبحث فقطع البحث وذهب يسأل الشيخ
هل الموسيقي حرام ؟
فقال له هذا الموضوع كبير عليك يا بني
فقال له أنا اضرب بالاكسيلفون في طابور المدرسة ويصعد الطابور علي عزفي عليه فإذا كان حراما قل لي حتى لا افعله
فقال له لا يا بني ليس بحرام
فإجابته أشعرت الشيخ محمد انه حرام و انه سر لا ينبغي أن يعرفه الصغار فقرر الشيخ محمد بعد بحثه في مسالة المرأة أن يبحث في مسالة المعازف
و بعد أن انهي موضوع المرأة بدأ في موضوع المعازف فوجد اتفاقا من الأئمة أن المعازف حرام لان الكتب المتاحة الموجودة تقول أن المعازف حرام
فأعلن علي الناس أن المعازف حرام و كان إعلان هذا في مثل هذا الوقت كأنك تقول أن شرب الماء حرام مثلا
ذلك أن الموسيقي عندهم كانت عامل من عوامل سمو الروح حتى إنهم قاربوا أن يجعلوها عباده من العبادات بل إن الصوفية كانت تجعل الموسيقي جزءا أساسيا من حضرتها أو علي الأقل بعض الاتجاهات الصوفية فأيضا كانت شهرة جديدة للشيخ محمد أن هذا يقول أن المعازف حرام
كان الأمر الثالث اللحية
أن الشيخ محمد سمع أن حلق اللحية حرام فبحث و كانت نتيجة البحث أن لم يقل احد أن حلق اللحية جائز و الكل متفق علي ان حلق اللحية حرام وصرح بذلك الشيخ محمد فكانت شهرة له
فكلما كان الرأي غريبا علي الناس كلما كان معدل الاشتهار أوسع
خصوصا أن الشيخ محمد نشأ في زمن كانت الغرابة عامل القبول عند الناس
كان كل يوم تسمع مناهج جديدة في مصر أو في عالم العرب لم يكن هناك فرق بينهما سوي الاسم يسارية وشيوعية واشتراكية فإذا حذفت بعض الفروق الاقتصادية بينهم تجد نفسك أمام شيء واحد
فكانت النتائج البحثية التي يصل إليها الشيخ محمد احد أهم الأسباب الرئيسية في اشتهاره بين الناس كما ذكرنا كان هذا سبب في التفاف الناس و كان من ممكن ألا يقتنع الشباب أن الأغاني حرام لكن مناقشته بالأدلة لهم تقنعهم بأنه قارئ ومطلع جيد وأن شخصيته تستحق السماع .
وفى هذه الفترة ظهرت زوبعه حول الشيعة هل هم مذهب خامس أم لا و بدأت تثور مسألة الخلافات المذهبية و الفقهية و غيره
انتهي الأمر إلي أن اجتمع الشيخ محمد مع إخوانه المشاركين له في الجماعة الإسلامية وبدءوا يتناقشون في طريقة ينتهجونها لطلب العلم وكيف يسيرون العمل الدعوي وكيف تسير مسيرة العمل الإسلامي في الجامعة في ظل هذه الاختلافات الكثيرة
رابط الجزء السابق
https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=239569
تعليق