إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التبرك المشروع بالنبى صلى الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 1 )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التبرك المشروع بالنبى صلى الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 1 )



    التبرك المشروع بالنبى صلى الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 1 )

    الأخ الجليل محمد موسى : أهلا بك فى حوار للوصول الى الحق والدين الخالص الذى جاء به محمد صل الله عليه وسلم .. لا أبتغى من وراءه إلا الحق .. لا أبتغى غلبة ، ولا أنتصارا للذات ، وأدعو الله عز وجل أن يرزقنى الأخلاص فى القول والعمل ، وأن يحيينا على الإسلام ، ويميتنا على الإسلام ، ويحشرنا فى زمرة المسلمين ، غبر مفرطين ولا مبدلين .
    طرحت فى حديثك الأول الذى سقته قضية التبرك بالرسول صل الله عليه وسلم وآثاره من خلال الحديث (

    عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجه فيه ومجّ فيه ثم قال لأبي موسى ولبلال رضي الله عنهما: اشربا منه وافرغا على وجوهكما ونحورهما وأبشرا, فأخذا القدح وفعلا ما امرهما به الرسول عليه الصلاة والسلام فنادتهما ام سلمة رضي الله عنها من وراء الستر ان افضلا لأمكما مما في انائكما فأفضلا لها منه طائفة.

    اخرجه البخاري في صحيحه في باب غزوة الطائف الجزء 4 صفحة 1573 رقم الحديث 4073,,)
    وسأتكلم فى قضية التبرك بتفصيل ليعرف أعتقادنا فيها بأدلته الشرعية :
    أولا : تبرك الصحابة به صلى الله عليه وسلم فى حياته

    لرسول الله صل الله عليه وسلم نوعان من البركات :( معنوية ، وحسية )
    والبركات الحسية نوعان : بركة فى أفعاله مما أكرمه الله تعالى من خوارق العادات حصل منها خير كثير ونفع عظيم
    والنوع الثانى : بركة فى ذاته الشريفة وبركة فى آثاره الحسية المنفصلة منه صلى الله عليه وسلم .
    ومما لا شك فيه أن نبينا محمد صل الله عليه وسلم مبارك فى ذاته ومبارك فى أفعاله
    وصحابته رضوان الله عليهم تبركوا تبركوا بذاته وبآثاره الحسية المنفصلة منه فى حياته ورآهم صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم ينكر عليهم وتبرك أيضا التابعين بآثاره بعد وفاته متابعة لأصحابه ، مما يدل على مشروعية هذا التبرك .
    نماذج من تبرك الصحابة بالرسول فى حياته :
    مما يدل على بركة أعضاء جسده الشريف ما روته أم المؤمنين عائشة ( أن النبى صل الله عليه وسلم كان إذا أشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما أشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رحاء بركتها ) البخارى ، كتاب الطب .
    = وعن أبى حذ يفة رضى الله عنه قال : ( خرج رسول الله صل الله عليه وسلم بالهاجرة - أشتداد الحر وسط النهار - إلى البطحاء فتوضأ ، ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين ) وفيه ( وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم ) قال ( فأخذت بيده فوضهتها على وجهى فإذا هى أبرد من الثلج ، وأطيب رائحة من المسك ) .أخرجه البخارى ، كتاب المناقب
    .. ومن هذا ما رواه أبو داود فى سننه أن أسيد بن حضير بينما هو يحث القوم -- وكان فيه مزاح -- طعنه النبى صل الله عليه وسلم فى خاصرته بعود ، فقال -- أى أسيد -- أصبرنى -- أى أقدنى من نفسك -- قال : ( أصطبر ) قال : إن عليك قميصا وليس على قميص فرفع النبى صل الله عليه وسلم عن قميصه فأحتضنه وأخذ يقبل كشحه -- مبين الخاصرة الى الضلع الخلف -- ، قال : إنما أردت هذا يا رسول الله . )
    تبركهم بما أنفصل منه صلى الله علي وسلم :
    فى صحيح مسلم كتاب الحج عن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى ، فأتى الجمرة فرماها ، ثم أتى منزله بمنى ونحر ، ثم قال للحلاق ( خذ ) وأشار إلى جانبه الأيمن ، ثم الأيسر ، ثم جعل يعطيه للناس .
    قال النووى : من فوائد الحديث التبرك بشعره وجواز أقتناءه للتبرك .
    التبرك بريقه الشريف صل الله عليه وسلم :
    فى صحيح البخارى كتاب العقيقة عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما أنها هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى حبلى بعبد الله بن الزبير قالت : ( فأتيت المدينة فنزلت بقباء ، فولدته بقباء ، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه فى حجره ، ثم دعا بتمرة فمضغها ، ثم تفل فى فيه ، فكان أول شئ دخل فى جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم حنكه بالتمرة ) .
    وفى البخارى باب الشروط فى الجهاد أن عروة بن مسعود الثقفى -- وكان مندوب قريش فى الحديبية قبل أن يسلم -- قال عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت فى كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ) .
    قال بن حجر معلقا على فعل الصحابة : ( ولعل الصحابة فعلوا ذلك بحضرة عروة وبالغوا فى ذلك إشارة منهم إلى الرد على ما خشيهم من فرارهم ، وكأنهم قالوا بلسان الحال : من يحب أمامه هذه المحبة ، ويعظمه هذا التعظيم ، كيف يظن به أن يفر عنه ويسلمه لعدوه ؟ ) .
    التبرك بعرق النبى صلى الله عليه وسلم :
    صحيح مسلم -- كتاب الفضائل
    التبرك بماء وضوءه صلى الله عليه وسلم :
    صحيح البخارى -- كتاب الوضوء .

    يتبع............
    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 09-03-2016, 06:43 PM.

  • #2
    رد: التبرك المشروع بالنبى صل الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 1 )

    التبرك المشروع بالنبى صلى الله عليه وسلم وما ترك من آثار ( 2 )


    تقدم إثبات الأدلة الشرعية الدالة على أن الصحابة رضى الله عنهم قد تبركوا بالنبى صلى الله عليه وسلم فى حياته ، وهذا المبحث سوف يوضح الأدلة الشرعية على تبرك الأصحاب والتابعين ومن بعدهم بآثاره صلى الله عليه وسلم بعد وفاته .. وفى كل ذلك نحن متابعون للدليل ندور معه حيث دار .. فالتعبد على التوقيف إلا أن يأتى دليل شرعى قاطع النص ، قاطع الدلالة يلزمنا أتباعه .

    والمراد بالتبرك بآثاره .. الآثار الحسية المنفصلة عنه صلى الله عليه وسلم كالشعر ونحوه ، أو الأشياء التى أستعملها صلى الله عليه وسلم وبقيت بعده ، كالثياب والآنية والنعل ونحو ذلك .
    نماذج من تبرك الصحابة بآثار النبى صلى الله عليه وسلم بعد وفاته :
    عقد الإمام البخارى فى صحيحه -- كتاب فرض الخمس -- بابا بعنوان : ما ذكر من درع النبى صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه ، وما أستعمل الخلفاء بعده .
    وساق البخارى الحديث ، عن عيسى بن طهمان قال : ( أخرج إلينا أنس نعلين جرداوين -- لا شعر عليهما -- لهما قبالان -- القبال زمام النعل -- فحدثنى ثابت البنانى بعد عن أنس أنهما نعلا النبى صلى الله علي وسلم .
    وأخرج البخارى كتاب الأشربة عن عاصم الأحول قال : رأيت قدح النبى صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك وكان قد أنصدع فسلسله بفضة ، قال أنس : لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذا القدح أكثر من كذا وكذا .
    وفى صحيح مسلم -- كتاب اللباس -- أن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما أخرجت جبة طيالسة وقالت : كانت هذه عند عائشة حتى قبضت ، فلما قبضت قبضتها ، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يلبسها ، فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها .
    نماذج من تبرك التابعين بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته :
    ... إلى رسالة أخرى
    نماذج من تبرك التابعين بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته :

    فى صحيح البخارى -- كتاب الوضوء -- عن بن سيرين رحمه الله أنه قال لعبيدة : عندنا من شعر النبى صلى الله عليه وسلم أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس ، فقال : لأن تكون عندى شعرة منه أحب إلى من الدنيا وما فيها .
    وكانوا يتبركون بالشعرات الكريمة عند إصابتهم بالعين ونحوها .
    ففى صحيح البخارى -- كتاب اللباس -- عن عثمان بن عبد الله بن موهب رضى الله عنه قال : أرسلنى أهلى إلى أم سلمة -- زوج النبى صلى الله عليه وسلم -- بقدح من ماء فيه من شعر النبى صلى الله عليه وسلم ، وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شئ بعث إليه مخصبة ...
    قال بن حجر رحمه الله : والمراد أنه كان من أشتكى أرسل إناء إلى أم سلمة ، فتجعل فيه تلك الشعرات وتغسلها فيه ، وتعيده ، فيشربه صاحب الإناء ، أو يغتسل به أستشفاء بها فتحصلى له بركتها .
    ... كما كان التابعون رحمة الله عليهم يتبركون بالشرب فى قدح النبى صلى الله عليه وسلم .
    البخارى 6 / 251، 252
    البخارى كتاب فرض الخمس .
    لكن السؤال الآن : هل بقى شئ من آثار النبى صلى الله عليه وسلم إلى العصر الحاضر ؟
    هذا ما سنذكره فى بحث قادم
    التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 28-07-2013, 05:03 PM. سبب آخر: تنسيق

    تعليق


    • #3
      رد: التبرك المشروع بالنبى صل الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 1 )

      التبرك المشروع بالنبى صلى الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 3 )
      ختمنا الرسالة السابقة بالسؤال : هل تبقى شئ من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى العصر الحاضر :
      قبل الاجابة عن هذا السؤال أحب أن أنبه على أن حكم التبرك بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم باق على مشروعيته ، لا يقتصر على الصحابة رضى الله عنهم أو التابعين بل بركة آثاره صلى الله عليه وسلم باقية فيها ، وليس هناك ما يرفعها .
      وللإجابة عن السؤال لابد من بيان الأمور الآتية :
      1 -- جاء فى صحيح البخارى - كتاب الوصايا - عن عمرو بن الحارث رضى الله عنه أنه قال : ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهما ولا دينارا ، ولا عبدا ولا أمة ، ولا شيئا إلا بغلته البيضاء ، وسلاحه وأرضا جعلها صدقة .
      أقول : ولا شك أن هذا يدل على قلة ما خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته .
      2 -- وردت آثار عديدة بعد عصر الصحابة رضى الله عنهم ، والتابعين رحمهم الله ، إلى يومنا هذا تدل على حصول هذا التبرك بآثار المصطفى صلى الله عليه وسلم من قبل بعض الخلفاء والعلماء والصالحين ( لمعرفة هذه الأخبار يمكن مراجعة الكتب : سير أعلام النبلاء للذهبى -- الآثار النبوية لأحمد تيمور باشا وهو مؤرخ وأديب مصرى -- وإن كان بعض هذه الأخبار ليس صحيحا ، وهذا إما بسبب ضعف روايته ، أو لعدم صحت نسبة الأثر ذاته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو الأكثر .
      قال صاحب كتاب ( الآثار النبوية ) بعد أن سرد الآثار المنسوبة إلى النبى صلى الله عليه وسلم وغيره بالقسطنطينية ( لا يخفى أن بعض هذه الآثار محتمل الصحة ، غير أنا لم نر أحدا من الثقات ذكرها بإثبات أو نفى ، فالله سبحانه وتعالى أعلم بها ، وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب وما يتنازعها من الشكوك ) .
      3 -- ثبوت فقدان الكثير من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم على مدى الأيام والقرون ، بسبب الضياع ، أو الحروب والفتن ، وغير ذلك .
      جاء فى صحيحى البخارى ومسلم عن بن عمر رضى الله عنهما أنه قال : أتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق - فضة - ، فكان فى يده ، ثم كان فى يد أبى بكر ، ثم كان فى يد عمر ، ثم كان فى يد عثمان ، حتى وقع منه فى بئر أريس .
      فقدان البردة والقضيب فى آخر الدولة العباسية حين أحرقهما التتار عند غزوهم لبغداد سنة 656 هجرية -- راجع البداية والنهاية لأبن كثير 6 / 8 .
      ذهاب نعلين ينسبان الى النبى صلى الله عليه وسلم فى فتنة تيمور لنك بدمشق سنة 803 هجرية -- فتح المتعال فى مدح النعال لأحمد بن محمد المقرى .
      ومن الأسباب أيضا لفقدان الآثار النبوية وصية من عنده شئ منها أن يكفن فيها إن كان لباسا كما جاء فى حديث سهل بن سعد الذى رواه البخارى باب حسن الخلق من كتاب الأدب
      .....................................
      والخلاصة أننا نعتقد بالتبرك بالنبى صلى الله عليه وسلم حيا وبآثاره بعد موته على النحو الذى جاءت به الأدلة وفعله الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء والصالحين .. لكن هل ماهو متواجد من هذه الآثار ومدعى نسبته الى الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح ؟
      لكل مشرب فى ذلك وإن كنا لا نعارض فى أصلى التبرك على النحو الذى بيناه .. والله من وراء القصد
      وبعد أن وصلنا الى هذا المنحى من البحث فى قضية التبرك بالرسول صلى الله عليه وسلم حيا ، وبآثاره ميتا نطرح السؤال الآتى :
      هل يقاس عليه صلى الله عليه وسلم غيره من العلماء والصالحين ؟
      هذا ما سنكتب فيه بإذن الله .

      تعليق


      • #4
        رد: التبرك المشروع بالنبى صل الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 1 )

        تعليق


        • #5
          رد: التبرك المشروع بالنبى صل الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 1 )

          التبرك المشروع بالنبى صلى الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 4 )

          هل يقاس التبرك بالنبى صلى الله عليه وسلم على غيره من الصالحين ؟ :
          بينا فى رسالات سابقة مشروعية التبرك بالرسول صلى الله عليه وسلم بذاته الشريفة حيا وبآثاره فى حياته وبعد مماته .. وأوضحنا فى الرسالة الثالثة أن آثاره صلى الله عليه وسلم قد تعرضت فى الأندراس منذ عصر الرشدين وبعده ، وأن ما يقال من وجود لبعض هذه الآثار محل شك عند الكثير من المؤرخين .
          والثابت أيضا أن أصلى دليل المسألة فى شرعية التوسل بذات أو آثاره صلى الله عليه وسلم هو فعل الصحابة رضوان الله عليهم ، وإقراره إياهم على ذلك ، بل أمره أحيانل لهم بذلك كما سلف توضيحه .
          والسؤال الآن : هل وجد هذا التبرك من الصحابة رضى الله عنهم مع غيره صلى الله عليه وسلم ؟ وهل أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بشئ منه ؟
          الحقيقة لم يثبت بالأدلة أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالتبرك بغيره من كبار الصحابة كأبى بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلى ، أو العشرة المبشرين بالجنة ، أو أهل بدر ، أو أهل بيعة الرضوان ، أقول لم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالتبرك بهم أو بآثارهم .
          كذلك لم ينقل عن الصحابة حدوث ذلك منهم لا فى حياته ولا بعد مماته .
          قال الإمام الشاطبى فى ( الإعتصام ) 2 / 8 - 9 : ( الصحابة بعد موته عليه الصلاة والسلام لم يقع من أحد منهم شئ من ذلك بالنسبة لمن خلفه ، إذ لم يترك النبى صلى الله عليه وسلم فى الأمة بعده أفضل من أبى بكر الصديق رضى الله عنه ، فهو كان خليفته ، ولم يفعل به شئ من ذلك ، ولا عمر رضى الله عنه ، وهو كان أفضل الأمة بعده ، ثم كذلك عثمان ، ثم على ، ثم سائر الصحابة الذين لا أحد أفضل منهم فى الأمة ، ثم لم يثبت لواحد منهم من طريق صحيح معروف أن متبركا تبرك به على أحد تلك الوجوه أو نحوها ، بل أقتصروا فيهم على الأقتداء بالأفعال والأقوال والسير التى أتبعوا فيها النبى صلى الله عليه وسلم ، فهو إذن إجماع منهم على ترك تلك الأشياء ) .
          إذن ما سبب ترك الصحابة رضى الله عنهم هذا التبرك مع بعضهم وببعضهم ؟
          إن السبب الرئيس فى ترك الصحابة رضى الله عنهم التبرك مع بعضهم وببعضهم -- والله أعلم -- هو أعتقادهم أختصاص الرسول صلى الله عليه وسلم به دون سواه ، فقد أختص الله تبارك وتعالى الأنبياء والمرسلين بخصائص شريفة ، لا توجد فى غيرهم ، ومنها وجود البركة فى ذواتهم وآثارهم تشريفا وتكريما .
          فذوات الأشخاص وصفاتهم غير متساوية كما قال تعالى :(وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ۘ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ) .
          (الأنعام - الآية 124)

          وقال تعالى :
          (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
          ( القصص - الآية 68)

          يقول الشاطبى بعد أن ثبت إجماع الصحابة رضى الله عنهم على ترك ذلك التبرك فيما بينهم -- مع فعلهم له مع النبى صلى الله عليه وسلم -- قال رحمه الله مبينا أحد وجهى هذا التبرك : ( أن يعتقدوا فيه الأختصاص ، وأن مرتبة النبوة يسع فيها ذلك كله ، للقطع بوجود ما ألتمسوا من البركة والخير ، لأنه عليه الصلىاة والسلام كان نورا كله ، فمن ألتمس منه نورا وجده على أى جهة ألتمسه ، بخلاف غيره من الأمة - وإن حصلى له من من نور الأقتداء به ، والأهتداء بهديه ما شاء الله - لا يبلغ مبلغه ، على حال توازيه فى مرتبته ، ولا تقاربه ، فصار هذا النوع مختصا به كاختصاصه بنكاح ما زاد على الأربع ، وإحلال بضع الواهبة نفسها له ، وعدم وجوب القسم على الزوجات وشبه ذلك ) .
          ثم قال رحمه الله مبينا حكم ذلك التبرك بغيره صلى الله عليه وسلم : ( فعلى هذا المأخذ لا يصح لمن بعده الأقتداء به فى التبرك على أحد تلك الوجوه ، ومن أقتدى به كان اقتداءه بدعة ، كما كان الأقتداء به فى الزيادة على أربع بدعة )

          حكم قياس الصالحين على النبى صلى الله عليه وسلم :
          أولا : مما سبق يتضح أن ما رآه بعض العلماء من قياس الصالحين على الرسول صلى الله عليه وسلم فى جواز التبرك بذواتهم أو آثارهم غير صحيح .
          أ -- إجماع الصحابة رضى الله عنهم كما سبق توضيحه وهو ما يؤكد أختصاص الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه البركة دون سائر من سواه .
          ب -- مما يؤكد هذا الأختصاص أيضا أن التابعين رحمهم الله قد ساروا على نهج الصحابة رضى الله عنهم فى هذا الباب ، فلم ينقل عنهم وقوع هذا التبرك ولا فعله التابعون مع فضلائهم وقادتهم فى العلم والدين .
          ومما يؤكد هذا الأختصاص أيضا أنه لم يرد دليل شرعى على أن غير النبى صلى الله عليه وسلم مثله فى التبرك بأجزاء ذاته الشريفة أو بآثاره .
          د -- إن أختصاص النبى صلى الله عليه وسلم بهذا التبرك يدل على خطأ قياس الصالحين عليه صلىى الله عليه وسلم بجامع الفضل ، وأن هذا الأمر قاصر عليه صلىى الله عليه وسلم لا يتعداه إلى غيره .
          ثانيا : لا يجوز قياس الصالحين وغيرهم على النبى صلى الله عليه وسلم فى جواز التبرك سدا للذريهة .
          يقول الشاطبى فى الأعتصام 2 / 9 : ( لأن العامة لا تقتصر فى ذلك عند حد ، بل تتجاوز فيه الحدود ، وتبالغ فى جهلها فى ألتماس البركة ، حتى يداخلها للمتبرك به تعظيم يخرج بها عن الحد ، فربما أعتقد فى المتبرك به ما ليس منه .... ) .
          وقد يؤدى هذا التبرك بسبب الغلو والتعظيم إلى حد الشرك فيكون ذريعة إليه كما يقول ابن رجب فى ( الحكم الجديرة بالإذاعة ) ص 55
          والله أعلم
          نقله الأستاذ عبد الله المسلم
          التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 28-07-2013, 05:15 PM. سبب آخر: تنسيق

          تعليق


          • #6
            رد: التبرك المشروع بالنبى صل الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 1 )

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرا ونفع بكم

            بلغنا الله وإياكم رمضان

            تعليق


            • #7
              رد: التبرك المشروع بالنبى صل الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 1 )

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا

              تعليق

              يعمل...
              X