جاء فى ( جمهرة الأولياء ) للمنوفى 1 / 159 ط مؤسسة الحلبى ما نصه :
إن القوم - يقصد المتصوفة - يرجعون بسند طريقهم إلى الرسول صل الله عليه وسلم ، من حيث أن جبريل عليه السلام نزل بالشريعة أولا ، فلما تقررت ظواهر الشريعة واستقرت ، نزل إليه بالحقيقة المقصودة ، والحكمة المرجوة من أعمال الشريعة ، فخص الرسول بباطن الشريعة بعض أصحابه دون بعض .
ثم يقول فى نفس الصفحة : وأول من أظهر علم القوم ، وتكلم فيه سيدنا على ، وذكر السلسلة الصوفية فى تلقى العلوم اللدنية ، إلى أن وصل إلى الجنيد ، الذى قال عنه أنه صحب الشافعى فى علوم الظاهر ، وأخذ عن خاله السرى سقطى علوم الباطن ، وعن الجنيد أخذ المحاسبى ، ثم أنتشر هذا الطريق أنتشارا لا ينقطع حتى ينقطع عمر الدنيا .
وذكر أبن عجيبة فى ( الفتوحات الإلهية شرح المباحث الأصلية ) شرح الحديث المكذوب على الرسول صل الله عليه وسلم والذى هو ( إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا أهل المعرفة بالله ، فإذا نطقوا به ، لا ينكره إلا أهل الغرة بالله .
ثم ذكر شرح هذا الحديث المكذوب فقال : قال بعضهم فى شرح هذا الحديث هى أسرار الله يبديها الله إلى أمناء أولياءه ، وسادات النبلاء من غير سماع ولا دراسة ، وهى من الأسرار التى لم يطلع عليها إلا الخواص ، فإذا سمعها العوام أنكروها ، ومن جهل شيئا عاداه .
.... من النصوص السابقة نخرج بالنتائج الآتية :
1 - يقرر المتصوفة عباد القبور أن فى دين الله الذى أرسله للناس كافة حقيقة تختلف عن الشريعة ، وأن هذه الحقيقة نزلت على الرسول بعد تمام الشريعة ، وهذا يخالف ما قرره الله فى الكتاب الكريم ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )﴿المائدة: ٣﴾
2 - فى النص الأول عند المنوفى أن علم الحقيقة أوحاه الله إلى الرسول بعد كمال الوحى بعلم الشريعة .. بينما يقول أبن عجيبة أن علم الحقيقة أسرار أختص الله بها أولياءه فأيهما أصدق ؟ .
3 - القول بأن الرسول أختص بعلم الحقيقة بعضا من أصحابه دون بعض فيه أتهام للرسول صل الله عليه وسلم أنه كتم العلم عن صحابته وأمته ، وهذا كفر صريح لأن على المسلم أن يعتقد أن الرسول صل الله عليه وسلم قد أدى واجب البلاغ كاملا ، وكذلك كل الأنبياء أدوا واجب البلاغ إلى أقوامهم لم ينقصوا منه شيئا .
المائدة - الآية 67۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
الأعراف - الآية 79فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ
الأعراف - الآية 93فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ
هود - الآية 57فَإِن تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّاأُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ۚ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ
4 - يقول الله سبحانه وتعالى
الأحزاب - الآية 40مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا
ويقول الرسول صل الله عليه وسلم : ( لا نبى بعدى ) مسلم مع النووى 12 / 231
هذه النصوص توضح : أن النبوة قد ختمت برسول الله صل الله عليه وسلم ، والدين قد كمل ، والوحى قد أنقطع ، فدعوى الصوفية عباد القبور أن هناك علما لدنيا هو علم الحقيقة قد خصهم الله به من دون سائر خلقه من الصحابة ومن جاء بعدهم أدعاء باطل لا دليل عليه إلا أوهامهم .
5 - أدعائهم أنهم أصحاب علم الحقيقة ، وأنهم بإمتلاك هذا العلم يمكنهم الأستغناء عن الشريعة - فضلا على أنه كذب صريح _ يوقعهم فى الإنكار لمعلوم من الدين بالضرورة ، أن الدين قد كمل وأنه لا توجد علوم تزكى النفس وتطهرها إلا علم الكتاب والسنة الذى بعث به محمد صل الله عليه وسلم ، وأن هذا العلم يقتضى تصديق الرسول فيما أخبر ، وطاعته فيما أمر ، فمن تنكب ذلك فهو من الكافرين .
... ما أشد ضلال القوم وأوهامهم .
نقله الأستاذ صبحى بندق
إن القوم - يقصد المتصوفة - يرجعون بسند طريقهم إلى الرسول صل الله عليه وسلم ، من حيث أن جبريل عليه السلام نزل بالشريعة أولا ، فلما تقررت ظواهر الشريعة واستقرت ، نزل إليه بالحقيقة المقصودة ، والحكمة المرجوة من أعمال الشريعة ، فخص الرسول بباطن الشريعة بعض أصحابه دون بعض .
ثم يقول فى نفس الصفحة : وأول من أظهر علم القوم ، وتكلم فيه سيدنا على ، وذكر السلسلة الصوفية فى تلقى العلوم اللدنية ، إلى أن وصل إلى الجنيد ، الذى قال عنه أنه صحب الشافعى فى علوم الظاهر ، وأخذ عن خاله السرى سقطى علوم الباطن ، وعن الجنيد أخذ المحاسبى ، ثم أنتشر هذا الطريق أنتشارا لا ينقطع حتى ينقطع عمر الدنيا .
وذكر أبن عجيبة فى ( الفتوحات الإلهية شرح المباحث الأصلية ) شرح الحديث المكذوب على الرسول صل الله عليه وسلم والذى هو ( إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا أهل المعرفة بالله ، فإذا نطقوا به ، لا ينكره إلا أهل الغرة بالله .
ثم ذكر شرح هذا الحديث المكذوب فقال : قال بعضهم فى شرح هذا الحديث هى أسرار الله يبديها الله إلى أمناء أولياءه ، وسادات النبلاء من غير سماع ولا دراسة ، وهى من الأسرار التى لم يطلع عليها إلا الخواص ، فإذا سمعها العوام أنكروها ، ومن جهل شيئا عاداه .
.... من النصوص السابقة نخرج بالنتائج الآتية :
1 - يقرر المتصوفة عباد القبور أن فى دين الله الذى أرسله للناس كافة حقيقة تختلف عن الشريعة ، وأن هذه الحقيقة نزلت على الرسول بعد تمام الشريعة ، وهذا يخالف ما قرره الله فى الكتاب الكريم ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )﴿المائدة: ٣﴾
2 - فى النص الأول عند المنوفى أن علم الحقيقة أوحاه الله إلى الرسول بعد كمال الوحى بعلم الشريعة .. بينما يقول أبن عجيبة أن علم الحقيقة أسرار أختص الله بها أولياءه فأيهما أصدق ؟ .
3 - القول بأن الرسول أختص بعلم الحقيقة بعضا من أصحابه دون بعض فيه أتهام للرسول صل الله عليه وسلم أنه كتم العلم عن صحابته وأمته ، وهذا كفر صريح لأن على المسلم أن يعتقد أن الرسول صل الله عليه وسلم قد أدى واجب البلاغ كاملا ، وكذلك كل الأنبياء أدوا واجب البلاغ إلى أقوامهم لم ينقصوا منه شيئا .
المائدة - الآية 67۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
الأعراف - الآية 79فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ
الأعراف - الآية 93فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ
هود - الآية 57فَإِن تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّاأُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ۚ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ
4 - يقول الله سبحانه وتعالى
الأحزاب - الآية 40مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا
ويقول الرسول صل الله عليه وسلم : ( لا نبى بعدى ) مسلم مع النووى 12 / 231
هذه النصوص توضح : أن النبوة قد ختمت برسول الله صل الله عليه وسلم ، والدين قد كمل ، والوحى قد أنقطع ، فدعوى الصوفية عباد القبور أن هناك علما لدنيا هو علم الحقيقة قد خصهم الله به من دون سائر خلقه من الصحابة ومن جاء بعدهم أدعاء باطل لا دليل عليه إلا أوهامهم .
5 - أدعائهم أنهم أصحاب علم الحقيقة ، وأنهم بإمتلاك هذا العلم يمكنهم الأستغناء عن الشريعة - فضلا على أنه كذب صريح _ يوقعهم فى الإنكار لمعلوم من الدين بالضرورة ، أن الدين قد كمل وأنه لا توجد علوم تزكى النفس وتطهرها إلا علم الكتاب والسنة الذى بعث به محمد صل الله عليه وسلم ، وأن هذا العلم يقتضى تصديق الرسول فيما أخبر ، وطاعته فيما أمر ، فمن تنكب ذلك فهو من الكافرين .
... ما أشد ضلال القوم وأوهامهم .
نقله الأستاذ صبحى بندق
تعليق