أسئلة مهمة فى العقيدة
أجاب عنها الدكتور عبد الله بن دجين السهلى
1)- ما معنى توحيد الأسماء الصفات؟
هو ما ورد في كتاب الله وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أسماء الربِّ تعالى وصفاته، فهو يختَصُّ بتوحيد أسماء الله وصفاته، أي إثبات ما أثبته الله في كتابه، وما أثبته الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصِّفات، فنُثبت ما أثبته الله وما أثبته الرسول -صلى الله عليه وسلم.
2)- هل هناك فرقٌ بين مَن أنكر توحيدَ الألوهيَّة، ومَن أنكر الأسماء والصِّفات؟
أهل السُّنة دائمًا إذا تكلموا عن هذه القضايا -يعني توحيد الأُلُوهِيَّة- يقولون هناك شركٌ أكبر وشركٌ أصغر، كما دلَّت على ذلك النُّصوص في كتاب الله وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم.
أمَّا إنكار الأسماء، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الرد على البكري" لما تكلم عن هذا: "أنا لو قلت بقولكم كفرتُ، لكنَّكم لا تكفرون".
ولذلك فإنَّ أهل السُّنة لا يُكَفِّرون الشَّخصَ إلا بعد أن تتحقَّق الشُّروط وتنتفي الموانع، ولا يُطلقون، وإذا أطلقوا فهو حكمٌ عامٌّ وليس على الأشخاص، ولذلك فإنَّ بعضَ مَن يَنْتَسِب لأهل السُّنة قد يفهم هذه القضية فهمًا خاطئًا.
3)- هل لكل صفة من صفات الله دلالة على أنَّها من أسماء الله؟ أو هل أسماء الله هي نفس صفات الله؟ وكيف نُفَرِّق بين اسمٍ وصفةٍ من صفات الله –عز وجل؟
كل اسم مشتقٌّ من صفةٍ، ولذلك فإنَّ أوسعَ الأشياء الصِّفاتُ، ثم الأسماء، وليس كلُّ صفةٍ يُؤخذ منها اسمٌ، فالخبر أوسع شيء، ثم بعد ذلك الصِّفات، ثم بعد ذلك الأسماء.
4)- هل بين توحيد الربوبيَّة والأسماء والصِّفات عمومٌ وخصوصٌ؟
نعم، ولذلك يجمعها بعضُ أهل العلم ويُسَمُّونها توحيد المعرفة والإثبات، ولذلك فمن دلائل الرُّبوبيَّة الأسماء والصِّفات، قال تعالى: ﴿هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾ [الحشر: 23] سبحانه وتعالى، فهذه أسماء الرب -سبحانه وتعالى- في ذلك.
5) هل توحيد الأُلُوهيَّة هو التَّوحيد العملي؟
نعم، فتوحيد الأُلُوهيَّة هو التَّوحيد العملي وهو التَّوحيد الفعلي؛ لأنَّه عملٌ للإنسان، وهو أيضًا عمليٌّ لأنَّه عمل العبد، كالمحبَّة، والخوف، والرجاء، والاستعانة، فتوحيد الأُلُوهيَّة هو تَوَجُّه العبد إلى الله، يعني لما يتوجه بعبادته، بالاستغاثة، بالصلاة، بالدُّعاء، بالمحبة، بالخوف، بالرجاء، وكل هذا عملٌ للإنسان، وهو فعل الإنسان.
6) قال: سمعتُ في أحد الدروس أنَّ الربوبيَّةَ تنقسم إلى ثلاثة أقسام: إفراد الله بالخلق، وإفراد الله بالملك، وإفراد الله بالتَّدبير. فهل هذا تقسيمٌ سليمٌ أم أنَّ الرُّبوبيَّةَ أكثر من ذلك؟
نعم كلُّها تدخل في الرُّبوبيَّة، لا شكَّ في ذلك، لكن الرُّبوبيَّةَ أكثرُ منها، قال تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ﴾ [آل عمران: 26]، كل هذه من أفعال الرب -سبحانه تعالى- وأفعال الرب الإحياء والإماتة؛ قال تعالى: ﴿تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾ [آل عمران: 27]، كل هذه ما هي؟ هي أفعال الرب -سبحانه وتعالى.
لذلك فالقول بأنَّها تنقسم غيرُ صحيحٍ، لكن نقول هذه أفعال الرب -سبحانه وتعالى.
7) مَنْ أول مَنْ قسَّم التوحيد إلى ثلاثة أقسام من العلماء؟ هل الصحابة قسَّموا التوحيد بهذه الطريقة؟ هل تقسيم التوحيد إلى هذه الأقسام توقيفي أم اجتهادي فيجوز أن نَزِيد قسمًا رابعًا؟
ذكرت لكم جماعةً من أهل العلم ذكروا أقسام التوحيد
أبو حنيفة -رحمه الله- وابن منده، والشافعي، وغيرهم من أهل العلم، فلفظ التوحيد تقدَّم ذكرُه في نصوص الكتاب والسنة، وأيضًا تقدَّم في أقوال الصَّحابة، لكن أول مَن ذكر هذا التَّقسيم هو الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- ثم ذكره ابنُ منده، وذكره كثيرٌ من المالكيَّة، وذكره كثيرٌ من الحنفيَّة، .
8) مَن أول مَن قسَّم التَّوحيدَ إلى هذه الأقسام؟ وهل الصَّحابة قسَّموا؟ هل الصَّحابة أصلاً كتبوا شيئًا؟
الذي كتب من الصَّحابة عبد الله بن عمرو بن العاص واسم صحيفته الصادقة فقد استأذن الرسول، وكتب أحاديث كثيرة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم و نجد أنَّ الصَّحابةَ والتابعين ساروا على نهجٍ واحدٍ: وهو أنَّ سبيل الهِدَاية هو القرآن والسُّنة، ما عندهم شيءٌ آخر، ولذلك ما كتبوا شيئًا إطلاقًا، والتَّابعين أيضًا ساروا على هذا النَّهج، ولذلك اقرؤوا في سيرة سفيان الثَّوري، وشعبة بن الحجاج، وغيرهم من السلف، حيث تجدونهم عند الوفاة يوصون ويقولون لمَن حولهم: "امسحوا كلَّ كُتبي، يكفي الناسَ كتابُ الله وسُنَّةُ الرسول -صلى الله عليه وسلم".
فنجد مثلًا الإمام مالك -رحمه الله- هل هو كتب شيئًا؟ لم يكتب شيئًا، وإنَّما كتب "الموطأ": وهو عبارة عن أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالإضافة إلى بعض الآثار. وفقه الإمام أحمد -رحمه الله- كلها روايات عنه، فلذلك فإن الأئمَّة كان عندهم منهجٌ واضحُ -عند الصحابة وعند التابعين وتابعيهم- أنَّ الناسَ يكفيهم كتابُ الله وسُنَّةُ الرسول -صلى الله عليه وسلم.
فحينما يأتيك رجلٌ مُتَحَذْلِقٌ يظن نفسه فاهمًا ويقول: هذا التَّقسيم لم يقل به الصحابةُ! نعم هم لم يقولوا بذلك، لكن نصوص الكتاب والسُّنة كافيةٌ في بيان هذا الأمر، وإذا لم تنتفع بنصوص الكتاب والسُّنة فلن تنتفع بكلام أحدٍ أبدًا، فمَن لم ينفعه اللهُ بكلام الله وكلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم ينتفع بكلام أحدٍ!
وإننا حينما نقول أن هذا التقسيم استقرائي فهو اصطلاحي أصلاً، أي أنه شيءٌ اصطلح عليه العلماءُ، وهو استقراء من نصوص الكتاب والسنة. إذن نحن وصلنا إلى تقسيم التوحيد عن طريق تَأَمُّل نصوص الكتاب وسُنَّة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولذلك فالشيخ طبَّقها تطبيقًا فعليًّا.
9) هل يمكن أن نزيد قسمًا رابعًا؟
هناك فتاوى للشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- تكلم فيها عن هذه القضية، وبيَّن أنَّه لا تجوز زيادة رابع.
10) كيف نرد على مَن يقول ببدعة تقسيم التَّوحيد إلى هذه الأنواع؟ فبعض الفِرَق ومنهم الأشاعرةُ يقولون أنَّ تقسيمَ التَّوحيد بدعةٌ، فما الرد على ذلك؟
- أيُّ التَّقسيمين أولى: تقسيم التوحيد إلى قسمين أم ثلاثة أقسام؟ وهل هناك مَن يقول أنَّ هذا التَّقسيم مُحْدَثٌ؟ وبم نُجيب عليهم؟
القول بأنَّ التَّقسيمَ مُحْدَثٌ يُراد منه شيءٌ آخر. الطعن، ولذلك فإن الذين يقولون أنَّ الكلام في التوحيد مُحْدَثٌ هم الذين لا يقولون بتوحيد الأُلُوهيَّة، فبالتالي هذا مُرادهم من ذلك، ونحن لا نمشي معهم على مُرادهم الذي يريدون، فنأتي ببعض الأقوال ونُطَبِّق بعضَ الأشياء.
11) ما المقصود بالتوحيد العلمي الاعتقادي؟
توحيد الربوبية والأسماء والصِّفات.
12) هل على العبد استحضار معاني التوحيد طوال الوقت كالنِّيَّة في العبادات، أم هي مفهومٌ يُصَدِّق به ويعمل به من أجله، ويحاول الثَّبات عليه؟
لا شكَّ أنَّ قضيَّةَ التَّوحيد يُعايشها الإنسانُ في يومه وليله، ويتذكَّرها عندما يقرأ الأذكار، ونحن جعلنا في ضمن مراجع أدلة أقسام التَّوحيد: أحد الكتب التي تشرح لك الأدلة، أو تشرح لك الأذكار وما فيها من دلالات التوحيد في ذلك.
فلا شكَّ أنَّ استحضار هذه المعاني مع الإنسان مهمٌّ جدًّا، وقد يغفل الإنسانُ في بعض الوقت، لكن عمومًا لابد أن تكون حاضرةً في ذهنه.
13) ما المقصود بتوحيد الإرادة والطلب؟
توحيد الألوهية، فالإرادة إرادة ما عند الله، والطلب من الله -سبحانه تعالى.
-
14) لا يجوز أن نقول أنَّ الله قديمٌ، وهل يجوز أن نقول أنَّ الله قديمٌ بلا ابتداءٍ، ودائمٌ بلا انتهاءٍ؟
هذا النص في الطحاوية، وقد علَّق عليه سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- بأن لفظ القديم لم يرد عن الله -عز وجل- وإنَّما هو من ألفاظ أهل الكلام التي دخلت عليهم، أمَّا الذي ورد في القرآن هو: الأول، والآخر، والظاهر، والباطن). فهو الأول، والأول لم يسبقه شيءٌ، أمَّا القديم فمعناه أن هناك من سبقه.
15) ماذا نقول لمَن يقتصر كلامُه على الشُّبهات ويتساهلون في أمر الشَّهوات؟
لابُدَّ أن يكون الإنسانُ مُتوازِنًا دائمًا في حياته، فعليه أن يرد الشبهات، كما أن عليه أن يرد الشَّهوات، ومعالجة النفس، ولذلك إذا قام التوحيدُ في قلب العبد لا يمكن أن يُعالج هذه القضايا، والاتزان كما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلذلك الواجب هو الاتزان في هذه القضية.
16) لماذا نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا هريرة عن كتابة الحديث، ورخَّص لابن عمر؟
لا، الترخيص لعبد الله بن عمرو بن العاص، والنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى بعضَ الصحابة في أول الأمر عن الكتابة حتى لا تختلط بالقرآن الكريم، ثم بعد ذلك أذن لعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهم أجمعين.
أمَّا أبو هريرة فإنَّه لم يكن كاتبًا، ولذلك لم يكتب شيئًا في ذلك.
17) في حال إذا عارض العقلُ نصًّا منقولاً، ما هي الطريقة المُثلى للفصل في ذلك؟
لا يمكن أن يُعارض العقلُ نصوصًا صريحةً، ولذلك لا يمكن أن يُعارضها بأيِّ حالٍ من الأحوال إطلاقًا، لا يمكن أن يتعارض العقلُ الصَّحيحُ مع النَّقل الصَّحيح الثابت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعليك الرجوع لأهل العلم المتخَصِّصين في ذلك.
18) هل يجب على المسلمين الجدد -حديثي الدخول في الإسلام- أن يعلموا أقسامَ التوحيد؟
الواجب عليهم معرفةُ كتاب الله وسُنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويُراعى أحوالهم والتَّعلم في ذلك.
- بعض العلماء يُقسِّم التوحيد قسمين. فما هما؟
هما الذين مرَّا معنا: توحيد الإرادة والطلب، وتوحيد الإثبات والمعرفة والاعتقاد العملي في ذلك. هذا ما يتعلق بهذه القضية.
أجاب عنها الدكتور عبد الله بن دجين السهلى
1)- ما معنى توحيد الأسماء الصفات؟
هو ما ورد في كتاب الله وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أسماء الربِّ تعالى وصفاته، فهو يختَصُّ بتوحيد أسماء الله وصفاته، أي إثبات ما أثبته الله في كتابه، وما أثبته الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصِّفات، فنُثبت ما أثبته الله وما أثبته الرسول -صلى الله عليه وسلم.
2)- هل هناك فرقٌ بين مَن أنكر توحيدَ الألوهيَّة، ومَن أنكر الأسماء والصِّفات؟
أهل السُّنة دائمًا إذا تكلموا عن هذه القضايا -يعني توحيد الأُلُوهِيَّة- يقولون هناك شركٌ أكبر وشركٌ أصغر، كما دلَّت على ذلك النُّصوص في كتاب الله وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم.
أمَّا إنكار الأسماء، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الرد على البكري" لما تكلم عن هذا: "أنا لو قلت بقولكم كفرتُ، لكنَّكم لا تكفرون".
ولذلك فإنَّ أهل السُّنة لا يُكَفِّرون الشَّخصَ إلا بعد أن تتحقَّق الشُّروط وتنتفي الموانع، ولا يُطلقون، وإذا أطلقوا فهو حكمٌ عامٌّ وليس على الأشخاص، ولذلك فإنَّ بعضَ مَن يَنْتَسِب لأهل السُّنة قد يفهم هذه القضية فهمًا خاطئًا.
3)- هل لكل صفة من صفات الله دلالة على أنَّها من أسماء الله؟ أو هل أسماء الله هي نفس صفات الله؟ وكيف نُفَرِّق بين اسمٍ وصفةٍ من صفات الله –عز وجل؟
كل اسم مشتقٌّ من صفةٍ، ولذلك فإنَّ أوسعَ الأشياء الصِّفاتُ، ثم الأسماء، وليس كلُّ صفةٍ يُؤخذ منها اسمٌ، فالخبر أوسع شيء، ثم بعد ذلك الصِّفات، ثم بعد ذلك الأسماء.
4)- هل بين توحيد الربوبيَّة والأسماء والصِّفات عمومٌ وخصوصٌ؟
نعم، ولذلك يجمعها بعضُ أهل العلم ويُسَمُّونها توحيد المعرفة والإثبات، ولذلك فمن دلائل الرُّبوبيَّة الأسماء والصِّفات، قال تعالى: ﴿هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾ [الحشر: 23] سبحانه وتعالى، فهذه أسماء الرب -سبحانه وتعالى- في ذلك.
5) هل توحيد الأُلُوهيَّة هو التَّوحيد العملي؟
نعم، فتوحيد الأُلُوهيَّة هو التَّوحيد العملي وهو التَّوحيد الفعلي؛ لأنَّه عملٌ للإنسان، وهو أيضًا عمليٌّ لأنَّه عمل العبد، كالمحبَّة، والخوف، والرجاء، والاستعانة، فتوحيد الأُلُوهيَّة هو تَوَجُّه العبد إلى الله، يعني لما يتوجه بعبادته، بالاستغاثة، بالصلاة، بالدُّعاء، بالمحبة، بالخوف، بالرجاء، وكل هذا عملٌ للإنسان، وهو فعل الإنسان.
6) قال: سمعتُ في أحد الدروس أنَّ الربوبيَّةَ تنقسم إلى ثلاثة أقسام: إفراد الله بالخلق، وإفراد الله بالملك، وإفراد الله بالتَّدبير. فهل هذا تقسيمٌ سليمٌ أم أنَّ الرُّبوبيَّةَ أكثر من ذلك؟
نعم كلُّها تدخل في الرُّبوبيَّة، لا شكَّ في ذلك، لكن الرُّبوبيَّةَ أكثرُ منها، قال تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ﴾ [آل عمران: 26]، كل هذه من أفعال الرب -سبحانه تعالى- وأفعال الرب الإحياء والإماتة؛ قال تعالى: ﴿تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾ [آل عمران: 27]، كل هذه ما هي؟ هي أفعال الرب -سبحانه وتعالى.
لذلك فالقول بأنَّها تنقسم غيرُ صحيحٍ، لكن نقول هذه أفعال الرب -سبحانه وتعالى.
7) مَنْ أول مَنْ قسَّم التوحيد إلى ثلاثة أقسام من العلماء؟ هل الصحابة قسَّموا التوحيد بهذه الطريقة؟ هل تقسيم التوحيد إلى هذه الأقسام توقيفي أم اجتهادي فيجوز أن نَزِيد قسمًا رابعًا؟
ذكرت لكم جماعةً من أهل العلم ذكروا أقسام التوحيد
أبو حنيفة -رحمه الله- وابن منده، والشافعي، وغيرهم من أهل العلم، فلفظ التوحيد تقدَّم ذكرُه في نصوص الكتاب والسنة، وأيضًا تقدَّم في أقوال الصَّحابة، لكن أول مَن ذكر هذا التَّقسيم هو الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- ثم ذكره ابنُ منده، وذكره كثيرٌ من المالكيَّة، وذكره كثيرٌ من الحنفيَّة، .
8) مَن أول مَن قسَّم التَّوحيدَ إلى هذه الأقسام؟ وهل الصَّحابة قسَّموا؟ هل الصَّحابة أصلاً كتبوا شيئًا؟
الذي كتب من الصَّحابة عبد الله بن عمرو بن العاص واسم صحيفته الصادقة فقد استأذن الرسول، وكتب أحاديث كثيرة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم و نجد أنَّ الصَّحابةَ والتابعين ساروا على نهجٍ واحدٍ: وهو أنَّ سبيل الهِدَاية هو القرآن والسُّنة، ما عندهم شيءٌ آخر، ولذلك ما كتبوا شيئًا إطلاقًا، والتَّابعين أيضًا ساروا على هذا النَّهج، ولذلك اقرؤوا في سيرة سفيان الثَّوري، وشعبة بن الحجاج، وغيرهم من السلف، حيث تجدونهم عند الوفاة يوصون ويقولون لمَن حولهم: "امسحوا كلَّ كُتبي، يكفي الناسَ كتابُ الله وسُنَّةُ الرسول -صلى الله عليه وسلم".
فنجد مثلًا الإمام مالك -رحمه الله- هل هو كتب شيئًا؟ لم يكتب شيئًا، وإنَّما كتب "الموطأ": وهو عبارة عن أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالإضافة إلى بعض الآثار. وفقه الإمام أحمد -رحمه الله- كلها روايات عنه، فلذلك فإن الأئمَّة كان عندهم منهجٌ واضحُ -عند الصحابة وعند التابعين وتابعيهم- أنَّ الناسَ يكفيهم كتابُ الله وسُنَّةُ الرسول -صلى الله عليه وسلم.
فحينما يأتيك رجلٌ مُتَحَذْلِقٌ يظن نفسه فاهمًا ويقول: هذا التَّقسيم لم يقل به الصحابةُ! نعم هم لم يقولوا بذلك، لكن نصوص الكتاب والسُّنة كافيةٌ في بيان هذا الأمر، وإذا لم تنتفع بنصوص الكتاب والسُّنة فلن تنتفع بكلام أحدٍ أبدًا، فمَن لم ينفعه اللهُ بكلام الله وكلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم ينتفع بكلام أحدٍ!
وإننا حينما نقول أن هذا التقسيم استقرائي فهو اصطلاحي أصلاً، أي أنه شيءٌ اصطلح عليه العلماءُ، وهو استقراء من نصوص الكتاب والسنة. إذن نحن وصلنا إلى تقسيم التوحيد عن طريق تَأَمُّل نصوص الكتاب وسُنَّة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولذلك فالشيخ طبَّقها تطبيقًا فعليًّا.
9) هل يمكن أن نزيد قسمًا رابعًا؟
هناك فتاوى للشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- تكلم فيها عن هذه القضية، وبيَّن أنَّه لا تجوز زيادة رابع.
10) كيف نرد على مَن يقول ببدعة تقسيم التَّوحيد إلى هذه الأنواع؟ فبعض الفِرَق ومنهم الأشاعرةُ يقولون أنَّ تقسيمَ التَّوحيد بدعةٌ، فما الرد على ذلك؟
- أيُّ التَّقسيمين أولى: تقسيم التوحيد إلى قسمين أم ثلاثة أقسام؟ وهل هناك مَن يقول أنَّ هذا التَّقسيم مُحْدَثٌ؟ وبم نُجيب عليهم؟
القول بأنَّ التَّقسيمَ مُحْدَثٌ يُراد منه شيءٌ آخر. الطعن، ولذلك فإن الذين يقولون أنَّ الكلام في التوحيد مُحْدَثٌ هم الذين لا يقولون بتوحيد الأُلُوهيَّة، فبالتالي هذا مُرادهم من ذلك، ونحن لا نمشي معهم على مُرادهم الذي يريدون، فنأتي ببعض الأقوال ونُطَبِّق بعضَ الأشياء.
11) ما المقصود بالتوحيد العلمي الاعتقادي؟
توحيد الربوبية والأسماء والصِّفات.
12) هل على العبد استحضار معاني التوحيد طوال الوقت كالنِّيَّة في العبادات، أم هي مفهومٌ يُصَدِّق به ويعمل به من أجله، ويحاول الثَّبات عليه؟
لا شكَّ أنَّ قضيَّةَ التَّوحيد يُعايشها الإنسانُ في يومه وليله، ويتذكَّرها عندما يقرأ الأذكار، ونحن جعلنا في ضمن مراجع أدلة أقسام التَّوحيد: أحد الكتب التي تشرح لك الأدلة، أو تشرح لك الأذكار وما فيها من دلالات التوحيد في ذلك.
فلا شكَّ أنَّ استحضار هذه المعاني مع الإنسان مهمٌّ جدًّا، وقد يغفل الإنسانُ في بعض الوقت، لكن عمومًا لابد أن تكون حاضرةً في ذهنه.
13) ما المقصود بتوحيد الإرادة والطلب؟
توحيد الألوهية، فالإرادة إرادة ما عند الله، والطلب من الله -سبحانه تعالى.
-
14) لا يجوز أن نقول أنَّ الله قديمٌ، وهل يجوز أن نقول أنَّ الله قديمٌ بلا ابتداءٍ، ودائمٌ بلا انتهاءٍ؟
هذا النص في الطحاوية، وقد علَّق عليه سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- بأن لفظ القديم لم يرد عن الله -عز وجل- وإنَّما هو من ألفاظ أهل الكلام التي دخلت عليهم، أمَّا الذي ورد في القرآن هو: الأول، والآخر، والظاهر، والباطن). فهو الأول، والأول لم يسبقه شيءٌ، أمَّا القديم فمعناه أن هناك من سبقه.
15) ماذا نقول لمَن يقتصر كلامُه على الشُّبهات ويتساهلون في أمر الشَّهوات؟
لابُدَّ أن يكون الإنسانُ مُتوازِنًا دائمًا في حياته، فعليه أن يرد الشبهات، كما أن عليه أن يرد الشَّهوات، ومعالجة النفس، ولذلك إذا قام التوحيدُ في قلب العبد لا يمكن أن يُعالج هذه القضايا، والاتزان كما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلذلك الواجب هو الاتزان في هذه القضية.
16) لماذا نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا هريرة عن كتابة الحديث، ورخَّص لابن عمر؟
لا، الترخيص لعبد الله بن عمرو بن العاص، والنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى بعضَ الصحابة في أول الأمر عن الكتابة حتى لا تختلط بالقرآن الكريم، ثم بعد ذلك أذن لعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهم أجمعين.
أمَّا أبو هريرة فإنَّه لم يكن كاتبًا، ولذلك لم يكتب شيئًا في ذلك.
17) في حال إذا عارض العقلُ نصًّا منقولاً، ما هي الطريقة المُثلى للفصل في ذلك؟
لا يمكن أن يُعارض العقلُ نصوصًا صريحةً، ولذلك لا يمكن أن يُعارضها بأيِّ حالٍ من الأحوال إطلاقًا، لا يمكن أن يتعارض العقلُ الصَّحيحُ مع النَّقل الصَّحيح الثابت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعليك الرجوع لأهل العلم المتخَصِّصين في ذلك.
18) هل يجب على المسلمين الجدد -حديثي الدخول في الإسلام- أن يعلموا أقسامَ التوحيد؟
الواجب عليهم معرفةُ كتاب الله وسُنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويُراعى أحوالهم والتَّعلم في ذلك.
- بعض العلماء يُقسِّم التوحيد قسمين. فما هما؟
هما الذين مرَّا معنا: توحيد الإرادة والطلب، وتوحيد الإثبات والمعرفة والاعتقاد العملي في ذلك. هذا ما يتعلق بهذه القضية.
تعليق