إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة: التمكين بين أنين الدوائر ويقين البشائر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة: التمكين بين أنين الدوائر ويقين البشائر

    سلسلة: التمكين بين أنين الدوائر ويقين البشائر [مقدمة]


    التمكين بين أنين الدوائر ويقين البشائر

    - مقدمة -

    أبو محمد الفلسطيني

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه
    وبعد:

    هذه مقدمة لسلسة مقالات طويلة هي عصارة التفكير لأكثر من عشرين سنة خلت كنت أتفكر وأقول لماذا تأخر النصر عن هذه الأمة؟ ولماذا هجرتنا الكرامة؟ وما هي العقبات أمامنا؟ وكيف نتحول إلى أمة ربانية تبتكر الأساليب وتصنع الأحداث وتحول المستحيل لواقع محسوس ؟ فاضطرني الأمر لدراسة أساليب الطغاة ومكرهم وكيدهم فدرست عن الماسونية العالمية وعن خطط الغرب بالاستيلاء على مقدرات المسلمين فشاب شعري مما قرأت فأردت أن لا يبقى هذا الأمر حبيس نفسي فقررت أن أنثر حبري في هذا المنتدى الطيب المبارك وأن أنصح إخواني كأفراد وجماعات شباباً وشياباً بحسب فهمي فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأنا منه بريء, وأرجو من إخواني الكرام التعليق المفيد والإضافات التي تُثري الموضوع فأحسبكم على خير وبارك الله بكم.
    قال الله جل جلاله {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }[الأنفال:12].

    {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ } [آل عمران:
    151].

    {وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً}[ الأحزاب: 26-27 ].

    {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ } [الحشر:2].

    إنّ من يتأمل في هذه الآيات التي أنزلها الله وأكدها في أول القرآن وآخره ووسطه ليرى من شرح الله صدره ونوّر له بصره وبصيرته وقلبه وعقله أن فيها تبصير للمسلمين بقوانين الصراع بين الحق والباطل وبين الإيمان والكفر وفيها يُعلم متى يتحقق النصر ومتى تتفشى الهزائم وفيها تبصير لأهل الحق وأنصاره وجنوده أن الله تعالى قادر على إبطال المعادلات التي تحكم موازين القوى بجندي واحد من جنوده وهو الرعب فإذا شاء الله قذف الرعب في قلوب الكافرين فصاروا عاجزين عن استخدام طائراتهم ودباباتهم وصواريخهم وأموالهم وعلومهم وإذا شاء الله جعلهم وكل ما يمتلكون من أسباب القوه غنيمة وفريسة للمجاهدين الصادقين وذلك واضح بقليل من التأمل والتفكر بآية الأحزاب وكثير من الآيات العظيمة في القرآن الكريم قال الله جل جلاله
    {وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً{26} وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً}[الحشر:27].

    وفي سورة القصص
    {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{4} وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ{5} وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ{6}

    فإذا شاء الله أهلك عدونا واستخلفنا في الأرض وأورثنا أرضهم وأموالهم وأسلحتهم ومكننا من رقابهم وذلك على الله يسير. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر ...." [رواه البخاري ومسلم].

    وهذا معلوم محسوس من تاريخنا الجهادي الطويل الذي ابتدأ بخير القرون وبطولاتهم التي سطرها القرآن الكريم ومن بعدهم الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين وأنا هنا اختصر حتى لا أطيل, فإذا نظرنا اليوم في الواقع نرى بأنّ هذا السلاح العظيم(الرعب)مسحوب من المعركة إلا من حالات جزئية هنا وهناك ولكن السيطرة والقوة والشوكة هي للكافرين والمنافقين وأعوانهم وأنّ حال المخلصين هو الاستضعاف والتقتيل والتشريد والزنازين والجراحات والعذابات والأنين, طبعاً هذا الاستضعاف بدأ يتغير في هذه الأيام لأنّ الأمة انتفضت وتحركت جزئياً وبإذن الله سيتحول هذا الضعف إلى قوة تدمر الشرك وأهله.

    عَنْ ثوبان عن ثوبان مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ، قُلْنَا : مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لا ، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ، قِيلَ : وَمَا الْوَهَنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ.


    وفي حديث آخر
    عَنِ ابن عمر قَالَ : أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ وَمَا يَرَى أَحَدُنَا أَنَّهُ أَحَقُّ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ، وَنَحْنُ الْيَوْمَ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَخِينَا الْمُسْلِمِ ، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " إِذَا ضَنَّ النَّاسُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَتَبَايَعُوا بِالْغَبْنِ أنزل اللَّهُ عَلَيْهِمْ ذُلا فَلَمْ يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ " . مسند عبد الله بن عمر للطرسوسي.

    فالحديث فيه تنبه لأمة التوحيد بعدم التعلق بالدنيا وايثارها على الآخرة وأنّ الأمة إذا فعلت ذلك سلط الله عليها الذل والعذاب والهوان وساعتها تجتمع علينا الأمم وتسرق نفطنا وخيراتنا وأموالنا وتنتهك كرامتنا ومقدساتنا وأعراضنا.... فما هو المخرج ؟ وكيف نفهم ما مضى وما هو آت من الأحداث؟؟ وهل هناك فرج قريب؟
    نقول نعم بإذن الله لكن لكل نتيجة مقدمات لا بد أن تسبقها ولكل أمر شروط لا بد أن تستوفي شروطه وأن تُزال موانعه حتى يتحقق وعد الله لنا بالنصر الذي وعدنا به إن نحن نصرنا دينه ..

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }[محمد7]
    {{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:26].
    فإنّ الله نزع ملك فرعون الذي طغى وتكبر وتجبر في الأرض وأورث موسى عليه السلام ومن معه من المستضعفين ملك فرعون وأعزهم بعد الإذلال وكذلك مكن الله داوود عليه السلام من جالوت رغم الفرق الهائل في موازين القوى ومثل هذا كثير جداً في تاريخ الصراع بين حزب الرحمن وحزب الشيطان لكن هذا التمكين لن يتم حتى يُبتلى أهل الحق لتتمايز الصفوف وتتضح الطريق.

    {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }[محمد:31].
    {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } [محمد:4].

    إذا لا بد أن نعلم بأنّ كل نصر للمؤمنين وتمكين يقابله هزيمة ونزع للملك من الكافرين أو المنافقين جزئياً أو كلياً لأنّ أمر الله إذا تحقق يكون للمؤمنين نصراً وتمكيناً واستخلافاً وتوريثاً ويكون بنفس الوقت عقاباً للكافرين والمنافقين وهذا كله بأجل يؤجله الله وهذا التأجيل أو التقدير من الله قائم على علم الله بالغيب حيث أن الله يعلم إن المجاهدين في هذا اليوم سيستفرغون الجهد ويبلغون أقصى ما يستطيعون من الأخذ بالأسباب التي أتاهم الله إياها وتوظيفها على الوجه الأكمل ويكون الكافرون أو المنافقون قد بلغوا من الطغيان والظلم والإفساد في الأرض الحد الأقصى فيتنزل أمر الله ثواباً لعباده المؤمنين على صبرهم وحسن بلائهم وعقاباً لحزب الشيطان على كفرهم وظلمهم وإفسادهم في الأرض ومحاربتهم لله ورسوله وأوليائه المؤمنين.

    فأين نحن كأمة وجماعات وأمراء وأفراد؟؟ إلى أي مدى أحسنا الأخذ بالأسباب وتوظيف عناصر القوة التي استودعها الله تعالى في الأرض وفي الأمة ؟ وإلى أي مدى أحسنّا التفكير وبذلنا الجهود لتجميع عناصر القوة هذه والتي معظمها لم يكتشف حتى الآن أنّها موجودة في الأمة ؟

    فمثلا الذهب موجود في باطن الأرض علينا كأمة أن نبذل الجهد العظيم لحفر ونقل مئات الأطنان من التراب ومعالجته لنستخرج كيلو غرامات من الذهب فقط وبعد أن نستخرج الذهب علينا أن نضع الخطط والبرامج والآليات التي نستطيع بتوفيق الله أن نحول هذا الذهب إلى قوة منتجة في كل المجالات وعندها لن تعرف أمتنا الفقر والاستضعاف.

    وحتى ينجح هذا لا بد من وجود أهل الدين والأمانة والكفاءة، ولا بد من حسن توظيف الرجال والمال والعقول وذلك بإعمال أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم " إنّ الله يحب أحدكم إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" [حديث صحيح].

    فإن نحن فعلنا ذلك كان حقاً على الله أن يؤيدنا بمعيته وولايته ونصرته ويوفقنا لما يحبه ويرضاه ويتحقق فينا قول الله تعالى
    {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }[النساء:141].
    {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [الروم:47].

    أو أن يتحقق فينا قول الله تعالى
    {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }[النساء:104].
    {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }[النساء:74].
    {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ }[التوبة:52].

    هذه هي التجارة الرابحة مع الله فأين نحن منها يا مسلمون؟ هل نحن من العوامل المساعدة على تحقيق النصر أم أننا جزء من الموانع التي تمنع النصر؟ هذا ما سنبينه ونوضحه في سلسلة المقالات القادمة بإذن الله فتابعونا يرحمكم الله.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخوكم الفقير أبو محمد الفلسطيني


    منقول من شبكة شموخ الإسلام


    عن عقبة بن الحصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال) رواه أحمد.

    عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصبة من المسلمين حتي تقوم الساعة)
    رواه مسلم.


  • #2
    سلسلة التمكين -02 - "وعود الله بالنصر والتمكين في الكتاب والسنة"

    سلسلة التمكين
    -02 -


    "وعود الله بالنصر والتمكين
    في الكتاب والسنة"

    أبو محمد الفلسطيني

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه وبعد:

    لي رجاء من الإخوة الكرام الأفاضل أن يقرأوا الآيات بتدبر فقد استشهدت من القرآن الكريم كثيراً, فلا تمروا على قراءة الآيات مروراً عابراً بل تأملوها وعيشوا في ظلالها لأنّ معاني هذه الآيات فيها الأمل الكبير كي تتغير أحوالنا إلى العز والتمكين وبارك الله بكم.

    {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }[النور:55].

    {قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } [البقرة:249].

    {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ{5} وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ{6}} [القصص].

    و قال تعالى : { إنّ الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدّوا عن سبيل الله، فسينفقونها ، ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنّم يُحشرون }[الأنفال].

    { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلّا أن يتمَ نوره ولو كره الكافرون ، هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون }. [التوبة].

    { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره ولو كره الكافرون ، هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون }[الصف].

    { و يومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء و هو العزيز الرحيم ، وعْد الله لا يخلف الله وعده و لكنّ أكثر الناس لا يعلمون }[الروم].

    { إنّا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد }[غافر].
    { وكان حقاً علينا نصر المؤمنين } [النور].

    { يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم } [آل عمران].

    { إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده } [التوبة].

    {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف:110].
    {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:24].

    {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }[البقرة:249]، {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }[السجدة:24].

    {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَجَاءهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }[العنكبوت:53]
    {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون }

    { قال موسى لقومه إستعينوا بالله و إصبروا إنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين } [الأعراف]
    {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }[الأنفال:12].

    {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ }[آل عمران:151].

    {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }[الحشر:2]، وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم و قذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون و تأسرون فريقاً، وأورثكم أرضهم و ديارهم و أموالهم و أرضاً لم تطؤوها و كان الله على كل شيءٍ قديراً } [الأحزاب].

    و قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم :

    – " بُعثت بجوامع الكلم و نصرت بالرعب".
    - "نصرتُ بالرعب مسيرة شهر".
    - "إنّ الله زوى لي الأرض فرأيتُ مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زُوِيَ لي فيها ."
    - "ثم تعود خلافة راشدة على منهاج النبوة كما بدأت" .
    - "سيبلغ أمر هذا الدين ما بلغ الليل والنهار" .

    و آيات و أحاديث البشائر كثيرة إكتفينا فيها بما سبق ....

    هذا غيضٌ من فيض .....وهذه باقة من وعود الله للمؤمنين بالنصر والتمكين وإذلال الكافرين و المنافقين طال الزمان أم قصُر ، عاجلاً إن شاء الله أو بعد حين .

    هذه الوعود الربانية الصادقة و عشرات غيرها من الوعود الربانية و النبوية التي جاءت في سنّة رسولنا الحبيب عليه السلام، تبشيراً لنا بالنصر وتسكيناً لآلامنا ورفعاً لمعنوياتنا على مر السنين و الأيام مهما واجهتنا الصعوبات ومهما بلغت منا الإبتلاءات فهذه الوعود لها وجهانِ ، وجهٌ يبشّر بالنصر والوجه الآخر يتحدث أو يشير إلى زمان وشروط وكيفية تحققه، فحينما نأخذ الشطر الأول نرى وعوداً قطعية صريحة، وفي أصدق الكتب (كتاب الله) ، و لكن حينما ننظر إلى الواقع نرى يقين البشائر هذا يتراجع و يحتل مكانه أنين الدوائر التي تدور على المسلمين في كل يوم و في كل مكان ، لذلك لا بد من فهم المسألة على الوجه الذي يُرضي الله سبحانه و تعالى ، فنقول لأنّ هذا اليقين بالبشائر لا يمكن أن يتحقق إلا بشروطه، وشروطه بسيطة، وهي العمل بطاعة الله و أسباب العزّة حتى يعزّنا الله، امّا أنْ نتمنى النصر والتمكين و نحن لا نزل نعمل بالمعاصي و أسباب الذل فهذا لن يتحقق . لأنّ الخروج من الذل و الهزيمةِ كذلك مشروطٌ بالإقلاع عن المعاصي و أسباب الذل التي تلبست فينا و تلبسنا بها ، قال تعالى : { إنّ الله لا يغيّرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم }، {ذلك بأنّ الله لم يكُ مغيّراً نعمةً أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } ، و كما جاء بالحديث : إذا ضن الناس بالدنيا والدرهم ورضوا بالزرع و اتبعوا أذناب البقر و تركوا الجهاد في سبيل الله سلّطَ الله عليهم ذلاً لا ينزعه عنهم حتى يراجعوا دينهم ".

    " بعثتُ بالسيف بين يدي الساعة كهاتين ( فأشار بإصبعيه ) و جعل رزقي تحت ظل رمحي و جعل الذلة و الصغار على من خالف أمري ، ومن تشبّه بقوم فهو منهم .

    و كما جاء عن عمر رضي الله عنه " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام و مهما إبتغينا العزة بغيره أذلنا الله "
    قال تعالى: { وعد الله الذين أمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض}.

    الوعد واضح الهوية، وعد من الله الفعال لما يريد ذو العرش المجيد لعباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات وعملوا بأسباب العز وبطاعة الله فأعزّهم الله:

    { ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم }، وهذا الإستخلاف المشروط بالإيمان والعمل الصالح هو
    (حسن الأخذ بالأسباب الشرعية و المادية) أو بعبارة أوضح (حسن التوكل على الله ) لأن التوكل هو إعمال الأسباب بينما التواكل هو إهمال الأسباب. وكما جاء في الآية {وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب }.
    هذا الوعد بالإستخلاف ليس جديداً بل هو واضح بنص الآية { كما استخلف الذين من قبلهم }، والذين استخلفهم الله من قبلنا كثُر، لكن المثال الأوضح و الأسطع هو مثال سيدنا داود عليه السلام {يا داوود إنّا جعلناك خليفة في الأرض، فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فَيُضِلّكَ عن سبيل الله }.

    وقصة داود عليه السلام و تمكين الله له واستخلافه معلومة مشهورة في قصّة طالوت وجالوت في سورة البقرة سنخصص لها بحثاً مستقلاً إن كان في العمر بقية إن شاء الله لنا البقاء، لكن سأذكر القليل منها هنا ، وهي انّ الله نزع المُلك من بني إسرائيل بعد أن زاغوا عن طريق الحق وعملوا بالمعاصي، فسلّطَ الله عليهم عدوهم فقتل أبناءهم وإستحيى نساءهم وأخذ أموالهم و ديارهم و أخذ منهم التابوت الذي فيه عصا موسى فرجعوا إلى الله وطلبوا من نبي لهم أن يسأل الله أن يرسل إليهم ملكاً يقودهم للثأر من أعدائهم و اختار الله تعالى لهم طالوت ملكاً فرفضوا ثم قبلوا كارهين ثم تجمعوا و تدربوا وانطلقوا للقاء عدوهم لكنهم خذلوا طالوت فرجع ستاً وسبعون ألفاً من ثمانين ألف و بقي أربعة آلاف، ثم رجع من الأربعة ألاف ثلاثة آلاف و سبعمائة رجلاً وبقي ثلاثمائة رجل فقط هؤلاء الذين صبروا وكان عندهم يقين بوعد الله و نصره بعد أن قال المتخاذلون { لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده }
    قال أصحاب الصبر واليقين { قال الذين يظنون انّهم ملاقوا الله كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين}.

    وبهذا الصبر و اليقين تحقق فيهم قول الله تعالى : { وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون } ، فلما تحققت فيهم هذه الشروط أفرغ الله عليهم الصبر وثبّتَ أقدامهم وقتل داوود جالوت الذي كان بألف مقاتل و آتاه الله المُلك " الإستخلاف " و الحكمة وصار نبيّاً ملكاً ممكناً في الأرض بعد الإستضعاف، وأصبح هو ومن معه آمنين بعد الخوف.

    فالنصر لا يأتي إلّا بعد التمحيص { وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب } لا بد من الإبتلاءات وتمحيص الصفوف ليظهر الله لنا علمه بأحوالنا ومَنْ منّا يريد الدنيا ومَن منا يريد الآخرة { منكم من يريد الدنيا و منكم من يريد الآخرة } ، { ومن يرد ثواب الدنيا نُؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين }، وشكر نعم الله يكون بتوظيف هذه النعم في طاعة الله وأن نبتغي بها الدار الآخرة.
    فالنصر يتنزّل بعد الإبتلاءات { وَلَنَبلُوَنّكُم حتى نعلم المجاهدين و الصابرين و نبلوا أخباركم } .
    { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خَلوا من قبلكم مسَّتهُم البأساء و الضّرّاء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله ، ألا إنّ نصر الله قريب } [ البقرة ].

    هكذا استخلف الله الجماعة الرّبانيّة التي صبرتْ و أَيقَنتْ بنصر الله رغم الخلل الهائل في موازين القِوى بين أهل الحق وأهل الباطل .

    { فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت و آتاه الله المُلك و الحكمة و علّمَهُ ممّا يشاء } [ البقرة ].
    و قبل جالوت الطاغية أهلك الله تعالى فرعون وجيشه لمّا بغى وطغى وتكبّرَ وتجبّرَ { فلمّا تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدرَكون، قال كلّا إنّ معي ربّي سيهدين } ، ومن المعلوم أنّ موسى عليه السلام و من معه كانوا مُستضعفين هاربين لا طاقة لهم بفرعون وجيشه، فأغرق الله الطاغيةَ وجيشه وأهلكهم، ونجّى موسى عليه السلام وبني إسرائيل، وكان ذلك مستحيلاً بحسابات العقل لكنّ الله يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق
    { ويُحقُّ الله الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين } .

    لقد كان موقف موسى عليه السلام موقفاً يملأه اليقين " { فلمّا تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدرَكون، قال كلّا إنّ معي ربّي سيهدين }
    وذلك لأن الله وعده بانّ فرعون لن يدركه و لن يجعل الله لفرعون عليهم سبيلاً { لا تخافا دركاً ولا تخشى} ، { اذهبا بآياتنا أنتما و من اتبعكما الغالبون }.[طه].

    وعد الله موسى بهاتين الآيتين أنهم هم الغالبون فأيقن بذلك وليس بينه و بين فرعون وجيشه العظيم إلّا أمتاراً معدودة فصدق الله وعده ونصر عبده وأعزّ جنده و هزم الكافرين وحده.

    لقد أهلك الله فرعون وجيشه ومنَّ على الذين استضعفوا في الأرض وجعلهم أئمة وجعلهم الوارثين .
    فماذا تقولون لربكم يا خير أمة أُ خرجتْ للنّاس ؟ يا مَنْ تملكون مئات الوعود من الله بالنصر والتمكين ما بين وعود جاءت في القرآن الكريم أو في سنّة نبيه صلى الله عليه وسلّم .

    نقول لإخواننا المجاهدين وأنصارهم و نقول لأهل العلم و نقول لعوام المسلمين ، إن ّ الحياة كلها موقف ، فلتكن حياتكم وقفة عزٍّ تنحازون فيها لله ورسوله و حزبه المجاهدين ، ونقول لكم إنّ الذي قدّره الله تعالى نافذٌ لا محالة .
    { إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً}،وكونوا مع الله ولا تكونوا مع الدنيا ومتاعها ،{ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم وأموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } . [التوبة].

    الحياة موقف وهو مسجل عليكم فكونوا مع الله ولو خسرتم بعضاً من الدنيا، ولا تكونوا مع الدنيا ولا تبحثوا عن الأعذار وأُذكِرُكم بقول النبي صلى الله عليه وسلّم : "وإنّ النصر مع الصبر وأنّ الفرج مع الكرب وإنّ مع العُسر يسراً ".

    و أذكركم أخيراً بموقف بني إسرائيل مع موسى عليه السلام وهذا الموقف قبيل إهلاك فرعون بقليل فإيّاكم أيّها المسلمون أن تقفوه قبل إهلاك الكافرين و المنافقين اليوم بقليل و هذا الموقف هــــو :

    {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ{127} قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{128} قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } [129].

    فلا تقولوا أيّها النّاس خربت بيوتنا بسبب المجاهدين وجهادهم فإن الله تعالى قد قدّرَ عليكم ذلك فتقبلوه واصبروا إحتسبوا دماءكم و أموالكم و عذاباتكم عند الله لقد عُمّرتْ بيوت القليل منكم وخُرّبتْ قلوب الأمة بسبب أنظمة الكفر التي حاربت دين الله في كل مجال ونشرت المنكرات في كل البلاد، فلا تكونوا من الذين يرضون أن تَصلح دنياهم و يَفسَدُ دينهم و لا تَمُنُوا على الله بخراب تجارتكم وبيوتكم فهي من الله ويجب أن تضعوها في سبيل الله . قال تعالى : {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[التوبة:111].

    و استحيوا من الله أن ينفق الكافرون أموالهم لنصرة الباطل و أن تستاءوا أنتم من أن تتضرر أموالكم في سبيل الله ، وأُذَكِرُكُم بقول الله تعالى وهو يبشرنا بالنصر : { إنّ الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون } [ الأنفال ].

    {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
    وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا
    مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا
    لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا
    وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا
    وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا
    وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا}[الأحزاب].

    لقد خلّد الله هذه المواقف الكريمة للصحب الكرام رضوان الله عليهم بأن أحسنوا الظن بالله ورسوله وأيقنوا بوعده ونصره و قالوا : { هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلّا إيماناً و تسليماً }، و من المعلوم أنّ هذا الوعد قد جاءهم وهم في أسوأ الأحوال من شدة الجوع وشدة الخوف والضعف . فكان الصحابي يَشُدُ على بطنه حجراً من شدة الجوع ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَشُدُّ على بطنه حجرين، وكان الصحابة لا يجرؤ أحدهم أن يقوم من مكانه ليقضي حاجته من شدة الخوف، و كانوا يقومون بحفر الخندق ليمنعوا عدوهم من الوصول إليهم وفي تلك الظروف البالغة الصعوبة أخبرهم النبي عليه الصلاة و السلام حين ضرب الصخرة أنّه ستفتح عليهم الشام واليمن و فارس، فقالوا صدق الله ورسوله وكذبوا ما تراه أبصارهم وتسمع لآذانهم وتعي عقولهم عن واقع الحال والحصار والضعف الذي هم فيه .

    قال تعالى { إذ جاؤوكم من فوقكم و من أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً} [ الأحزاب ].
    ورغم ذلك ثبت أهل الصبر واليقين وفضح الله المنافقين { إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً }.
    وفرّوا من المعركة بحجة أن بيوتهم عورة وفضحهم الله وقال : { وما هي بعورة إن يريدون إلّا فراراً} فمن أراد أن لا يفتضح و أن لا يكون حاله كحال المنافقين فليتقرّب إلى الله بالأعمال الصالحة الخالصة لوجه الله في أيام السلم و الرخاء حتى يربط الله على قلبه و يثبت أقدامه في الشدائد و حين البأس { إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم} [الكهف] ،{و لما برزوا لجالوت و جنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً و ثبّت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين } [ البقرة ].

    {إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب } [ الأنفال ].
    {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:146].

    {ومَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ{147} فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{148}
    هكذا يربط الله على قلوب من يشاء من عباده المؤمنين و يثبت أقدامهم ، أولئك أصحاب القلوب السليمة و النفوس الزكية و الأخلاق الفاضلة الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة و يؤثرون الآخرة على الأولى والذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، فاللهم اجعلنا منهم .

    عندما تكون حياتنا كلها لله حقيقة نحب في الله و نبغض لله و نوالي في الله و نعادي في الله و نزهد بما عند الناس ونرغب بما عند الله ، عندها يصطفينا الله من خلقه ويقبلنا جنوداً من جنده و يمددنا بمددٍ من عنده و يؤيدنا بمعيته وولايته ونصرته ويجعلنا من أهل كرامته .

    فسيدنا موسى عليه السلام ومن معه كانوا يريدون فقط أن يِرُد الله عنهم كيد فرعون و يُنجيهم بأنفسهم وليس أكثر لكن الله أبى إلّا أن يعاقب من حارب دينه وأوليائه فأغرق فرعون وجيشه ونجّى موسى و قومه سالمين غانمين .
    و كذلك محمد صلى الله عليه و سلم و صحبه رضوان الله عليهم كانوا يريدون أن يَرُد الله عنهم الأحزاب خائبين دون أن ينالوا خيراً فيعودوا إلى مكة خائبين وتعود الأمور إلى ما كانت عليه و لكن الله أبى إلا أن يُعاقب يهود بني قريظة فقذف في قلوبهم الرعب ورضوا بحكم سعد رضي الله عنه فحكم بهم بحكم الله من فوق سبع سماوات، فذبح رجالهم و سبى نساؤهم و غنم أموالهم وذراريهم.

    نسأل الله أن يعيد لنا هذا مع يهود اليوم و أعوانهم الصليبيين و أن يمكننا من رقاب الكافرين و المنافقين و أن يقيم لنا دولة الإسلام من جديد إنّه ولي ذلك و القادر عليه و إنّه على كل شيء قدير.

    وجعل الذلة على من خالف أمري

    محب أل البيت
    أبــو محمـّـــدٍ الفلسطينــــي

    عن عقبة بن الحصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال) رواه أحمد.

    عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصبة من المسلمين حتي تقوم الساعة)
    رواه مسلم.

    تعليق


    • #3
      رد: سلسلة: التمكين بين أنين الدوائر ويقين البشائر

      بارك الله فيكم

      موضوع مهم ...وقد اوفيتم جزاكم الله خيراااا

      التمكين يأتى عندما نقتدى بأسلافنا من الصحابة والتابعين

      وعندما يكون الموت فى سبيل الله احب الينا من الحياة

      إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
      ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

      شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
      لها بالشفاء العاجل

      تعليق


      • #4
        رد: سلسلة: التمكين بين أنين الدوائر ويقين البشائر

        اللهم استعملنا ولا تستبدلنا

        إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
        ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

        شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
        لها بالشفاء العاجل

        تعليق


        • #5
          رد: سلسلة التمكين -02 - "وعود الله بالنصر والتمكين في الكتاب والسنة"

          اليقين بالبشائر لا يمكن أن يتحقق إلا بشروطه، وشروطه بسيطة، وهي العمل بطاعة الله و أسباب العزّة حتى يعزّنا الله، امّا أنْ نتمنى النصر والتمكين و نحن لا نزل نعمل بالمعاصي و أسباب الذل فهذا لن يتحقق . لأنّ الخروج من الذل و الهزيمةِ كذلك مشروطٌ بالإقلاع عن المعاصي و أسباب الذل التي تلبست فينا و تلبسنا به

          نسأل الله أن يعيد لنا هذا مع يهود اليوم و أعوانهم الصليبيين و أن يمكننا من رقاب الكافرين و المنافقين و أن يقيم لنا دولة الإسلام من جديد إنّه ولي ذلك و القادر عليه و إنّه على كل شيء قدير.

          اللهم آآمين

          بارك الله فيكم

          تسجيل متابعة



          إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
          ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

          شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
          لها بالشفاء العاجل

          تعليق


          • #6
            رد: سلسلة: التمكين بين أنين الدوائر ويقين البشائر

            المشاركة الأصلية بواسطة جنة الخلد مطلبى مشاهدة المشاركة
            بارك الله فيكم

            موضوع مهم ...وقد اوفيتم جزاكم الله خيراااا

            التمكين يأتى عندما نقتدى بأسلافنا من الصحابة والتابعين

            وعندما يكون الموت فى سبيل الله احب الينا من الحياة

            أحسن الله إليكِ أختنا الفاضلة وصان الله حجابكِ
            بارك الله فيكم
            عن عقبة بن الحصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال) رواه أحمد.

            عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصبة من المسلمين حتي تقوم الساعة)
            رواه مسلم.

            تعليق


            • #7
              رد: سلسلة التمكين -02 - "وعود الله بالنصر والتمكين في الكتاب والسنة"

              المشاركة الأصلية بواسطة جنة الخلد مطلبى مشاهدة المشاركة
              اليقين بالبشائر لا يمكن أن يتحقق إلا بشروطه، وشروطه بسيطة، وهي العمل بطاعة الله و أسباب العزّة حتى يعزّنا الله، امّا أنْ نتمنى النصر والتمكين و نحن لا نزل نعمل بالمعاصي و أسباب الذل فهذا لن يتحقق . لأنّ الخروج من الذل و الهزيمةِ كذلك مشروطٌ بالإقلاع عن المعاصي و أسباب الذل التي تلبست فينا و تلبسنا به

              نسأل الله أن يعيد لنا هذا مع يهود اليوم و أعوانهم الصليبيين و أن يمكننا من رقاب الكافرين و المنافقين و أن يقيم لنا دولة الإسلام من جديد إنّه ولي ذلك و القادر عليه و إنّه على كل شيء قدير.

              اللهم آآمين

              بارك الله فيكم

              تسجيل متابعة



              أحسن الله إليكِ أختنا الفاضلة وصان الله حجابكِ
              بارك الله فيكم



              عن عقبة بن الحصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال) رواه أحمد.

              عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصبة من المسلمين حتي تقوم الساعة)
              رواه مسلم.

              تعليق


              • #8
                رد: سلسلة التمكين -02 - "وعود الله بالنصر والتمكين في الكتاب والسنة"

                جزاكم الله خيرا ..
                نتابع إن شاء الله ..

                رحمك الله أبي الحبيب, لا تنسوه من الدعاء , الله المستعان

                تعليق


                • #9
                  سلسلة التمكين 03 - ثم تكون خلافة على منهاج النبوة [ أبو محمد الفلسطيني]

                  سلسلة التمكين – 03 –
                  ثم تكون خلافة على منهاج النبوة
                  أبو محمد الفلسطيني

                  قال الله تعالى {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ}
                  {{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ
                  {{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ
                  {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }[آل عمران:111].

                  كما تعلمون يا إخوة التوحيد أنّ قصة اليهود مع الخليفة السلطان عبد الحميد مشهورة في محاولتهم الحصول على تسهيلات من السلطان لليهود في فلسطين كمرحلة أولى لشراء واحتلال ما يستطيعون من فلسطين لإقامة دولة لليهود على أرض فلسطين التي يعتبرونها أرض الميعاد . وكذلك قصة هدم اليهود للخلافة من خلال الماسونية وكلبهم مصطفى كمال أتاتورك وكلابه وأمثاله وكذلك من خلال دعم الرؤساء والوزراء والسفراء النصارى المتهودين في كل من بريطانيا وأمريكا وفرنسا وأوروبا عموماً أمام هذه الحشود من الدول الصليبية العظمى التي بذلت جهودها لهدم الخلافة وتمزيق العالم الإسلامي من خلال اتفاقية سايكس- بيكو بين فرنسا وبريطانيا 1916 ووعد بلفور الذي نص على جعل فلسطين وطناً قومياً لليهود عام 1917 وقبل ذلك بأكثر من مائة سنة كان اقتطاع أجزاء كبيرة من البلدان الإسلامية والعربية من جسم الخلافة وتغريبها وإلغاء الحكم الإسلامي في تلك المناطق ، وحكمها بالدساتير الصليبية العلمانية وانتشار الاستعمار العسكري والاقتصادي والثقافي ونشر الأفكار والعلوم العلمانية ، وإيجاد طبقة من المستفيدين الذين خدموا أعداء الدين غالباً من حيث يعلمون والقليل جداً من حيث لا يعلمون.


                  ولما كان الاستعمار الصليبي المباشر يعني الاحتلال المباشر يستثير مشاعر المسلمين ويحرّضهم على الجهاد ضد الصليبي الأجنبي وصل المنظّرون للاستعمار الصليبي" واليهود من فوقهم ومن ورائهم" أن هذا الاستعمار مكْلف ويعمل على توعية المسلمين من خلال استفزاز مشاعرهم فانطلقوا إلى الخطة الثانية وهي الاستعمار غير المباشر من خلال تنصيب حكام متعاونين معهم ، يلتزمون بتوجيهاتهم ويحرسون مصالح الصليبيين وذلك من خلال إقامة أنظمة حكم ملكية أو جمهورية أو إمارات صغيرة بنظام حكم علماني الجوهر إسلامي ببعض مظاهره، وذلك بعد أن تأكدوا من أن هناك طبقة من المستفيدين باتت جاهزة بفكرها العلماني بعد أن تم تصنيع هذه الطبقة تحت رعاية وإشراف المستشرقين والمبشرين المعادين للدين حقيقة.

                  كانت مهمة الدول الجديدة هي الإبقاء على بعض مظاهر الدين والتدين وربط هذه الجمهوريات والإمارات والممالك الناشئة باتفاقيات تحفظ مصالح الكافرين وتضمن سيطرتهم على ثرواتنا وتضمن تبعيتنا لهم وأن نبقى دولاً وشعوباً متخلفة وسوقاً استهلاكية واسعة يمتصون دماءنا كالعلق.

                  وهكذا تمكن الكافرون من حُكمنا واحتلالنا المباشر ثم غير المباشر من الهند إلى المغرب والجزائر ومصر وقناة السويس وكل بلاد المسلمين , وبعد ذلك أدخلونا في لعبة النظام الدولي ومجلس الأمن والمؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي واليونسكو واليونسيف وإلخ من المؤسسات المختلفة التي مهمتها حفظ مصالح اليهود أولا ثم النصارى والحرص على إبقاء الأمة الإسلامية ضعيفة ممزقة تابعة للكافرين وذلك من خلال الأنظمة الحاكمة ورجالاتها .

                  فكيف تمكن الكافرون من إذلال المسلمين إلى هذا الحد؟ رغم أن الله تعالى يقول {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }[النساء:141].

                  نذكر بأن هذا الوعد صحيح وصريح وقطعي الدلالة وقطعي الثبوت لكنه وعد مشروط بأن نكون من أهل الطاعات والأعمال الصالحات، فإن نحن خالفنا ما فرضه الله علينا تخلف هذا الوعد وتحقق عكسه فلا يكفي أن نقول أننا "" خير أمة أخرجت للنّاس""

                  لأنّ هذه الخيرية مشروطة بـ ""تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" فقد ذكر الله في القرآن الكريم وعده لبني إسرائيل وتفضيله لهم على العالمين في زمانهم:
                  {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ }[البقرة:47].

                  ثم ذكر القرآن أن الله تعالى لعن الذين كفروا منهم لإعراضهم عن شرع الله تعالى {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }[المائدة:78].

                  إنّ سُنن الله لا تُحابي أحداً ولو أراد الله أن يُحابي أحداً لكان ذلك للنبي عليه أفضل الصلاة والتسليم يوم أُحد لكنّ الله جعله عبرة للمسلمين إدلى يوم الدين لذلك يجب أن نبحث عن تشخيص شرعي وعلاج شرعي لمسألة تسلط الكافرين على المسلمين لذلك سنلقي نظرة على أحوال الحكم والحكام وأحوال الأمة من خلال ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام.

                  {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }[الروم:41]
                  {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران165
                  {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد].

                  ومن المعلوم أننا كعرب كنا في جاهلية وشر فبعث الله تعالى لنا نبيه عليه الصلاة والسلام رحمة مهداة لنا وللعالمين وأبدلنا بظلمات الجاهلية نور الإسلام وعدله فأخرجنا من الظلمات إلى النور وخلصّنا من التبعية والتذلل للفرس والروم وأقام الله تعالى بنبيه وأصحابه دولة الخلافة التي استمرت مئات السنين بعد أن دمّر الله بجنده المؤمنين إمبراطوريتي فارس والروم وجعلنا أئمة نقود العالم لمئات السنين ولكننا لما بدلنا وغيرنا تبدل حالنا وتغير بما كسبت أيدينا قال عليه الصلاة والسلام,,

                  "عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت" [ رواه أحمد وهو صحيح].

                  الخلافة الراشدة ، الحكم العضوض ، الحكم القسري الجبري وهو حكم المخابرات والحديد والنار والسجون لكل من أراد أن تكون كلمة الله هي العليا من خلال إعادة إقامة الدولة التي تحكم بالشريعة الإسلامية ومئات آلاف الإسلاميين الذين قتلوا وسجنوا وعذبوا خلال عشرات السنين وعلى امتداد العالم الإسلامي تشهد على هذه المرحلة التي باءت بالانهيار بإذن الله تعالى .

                  والمعلوم بأنّ الحديث ختم المراحل بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة كما بدأت وها هي بوادر عودتها بدأت تظهر والحمد لله بعودة الناس للدين وبداية سقوط الطواغيت المتجذرين والمتجبرين والمرتدين والمنافقين وأعوانهم وأتباعهم وانتشار الطوائف المجاهدة في كثير من البلاد وهي تتدافع مع قوى الكفر العالمية وأدواتها.
                  وعن كعب بن عجرة قال :خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة من العرب وأربعة من العجم فقال : " اسمعوا أما سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض "[رواه الطبراني].

                  وقال صلى الله عليه وسلم : "ليأتين عليكم أمراء يُقربون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم؛ فلا يكونن عريفاً ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً" [رواه ابن حبان في صحيحه].
                  ""يوشك إن طالت مدة أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله"" [رواه مسلم].
                  وعن أبي هريرة عند مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا).

                  عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله قال(ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لم يسمع ببلاء أشد منه، حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة، حتى تملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي، فيملأ الأرض قسطاً، وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئاً إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً إلا صبه الله عليهم مدراراً، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع يتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره)
                  [أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه على البخاري ومسلم رضي الله عنهما. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه].
                  .
                  فأين أنتم يا أهل العلم من هذه الأحاديث النبوية الشريفة التي تُقيم عليكم الحجة والبرهان؟ أين أنتم يا أهل العلم الذين تتبعكم الأمة؟ هل كنتم تفتنون الناس وتُلبسون عليهم دينهم؟ أم كنتم علماء ربانيين تبينون الحق للناس وتطمعون بما أعده لكم ربّ الناس؟ هل كنتم تمنعون الأمة من الجهاد بفتاويكم المُعلبة التي تناسب السلطان؟ أم كنتم من الذين عطلوا السيف من الجهاد ؟ أم كنتم ترون الجهاد ضرراً والصدقة مغرماً؟ وهل سمعتم بهذا الحديث الموقوف :
                  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ قُلُوبُهُمْ فِيهِ قُلُوبَ الأَعَاجِمِ ، فَقِيلَ لَهُ : وَمَا قُلُوبُ الأَعَاجِمِ ؟ قَالَ : حُبُّ الدُّنْيَا ، وَسُنَّتُهُمْ سُنَّةَ الأَعْرَابِ : مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ ، يَرَوْنَ الْجِهَادَ ضِرَارًا ، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا " [حديث موقوف تهذيب الآثار للطبري].

                  هل كنتم سببا في إذلال الأمة أم كنتم سبباً في رفع الذل عن الأمة كما جاء في الحديث:
                  "عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " إِذَا ضَنَّ النَّاسُ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَتَبَايَعُوا بِالْعينِ ، أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْبَلاءَ ، فَلا يَرْفَعُهُ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ".[ البيهقي ].
                  فهل كنتم من أهل العلم الذين يُربون الأسود ليكونوا لله جنوداً أم كنتم من الذين كانوا يُروضون الشباب الأسود ليكونوا للطواغيت جنوداً ؟ ونذكّر أنفسنا وأهل العلم وعموم الأمة بطائفة من الأحاديث الصحيحة وإن كان في بعضها ضعفاً في الإسناد لكنها تشد بعضها بعضاً وتشهد لها كثير من الأحاديث الحسنة والصحيحة.

                  فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : إِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا أُسْنِدَ الأمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ".[أخرجه البخاري في الصحيح].
                  وروى الإمام أحمد - بسند حسن -، وأبو الحسن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله الخشني في (أخبار المدينة) عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر، فأخذ مروان برقبته ثم قال: هل تدري ما تصنع ؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب فقال: نعم، إني لم آت الحجرات، إنما جئت النبي - صلى الله عليه وسلم - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله).

                  فمن هم الذين وُسِّد الأمر إليهم وهم ليسوا من أهله أليسوا هم حكام العرب؟ ومن هم الذين تولوا الدين وهم من غير أهله أليسوا الحكام والملوك والأمراء والعلماء "غالبيتهم "؟
                  تستطيعون أن تجيبوا اليوم بشهادة زور لمن أراد ذلك لكن غداً سيسألكم الله تعالى فماذا ستقولون وهو الذي {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}.

                  وفي حديث آخر: " إن من أشراط الساعة أن يوضع الأخيار ويشرف الأشرار ويسود كل قوم منافقوهم" [ رواه نعيم بن حماد في الفتن].
                  وروى الطبراني " إن من أشراط الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار"
                  وعند الترمذي وعند الطبراني "وكان زعيم القوم أرذلهم "
                  وعند أبي الشيخ والديلمي " وصارت أموالكم عند شراركم ووليت أموركم السفهاء"
                  وعند الطبراني " أن يسود كل قبيلة منافقوها وكل سوق فجارها".
                  وعند البخاري في تاريخه والطبراني" ويصدق فيه الكاذب ويخون الأمين ويؤتمن فيه الخؤون"
                  عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ , يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا , يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ , يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ , وَيَجْعَلُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ" [رواه ابن ماجه- كتاب الفتن].

                  وهناك الكثير الكثير من الكبائر التي لا مجال لذكرها هنا قد تحققت في واقع الأمة حتى وصلنا إلى مرحلة إما أن يحصل فيها التغيير أو أن يتنزل العقاب من الله تعالى، وفي حديث آخر وإن كان في إسناده ضعف :إلا أن الواقع يشهد بصحته:
                  "روى أبو نعيم في دلائل النبوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا إن رحى الإسلام دائرة, فدوروا مع الكتاب حيث دار, ألا إن كتاب الله والسلطان سيختلفان, فلا تفارقوا الكتاب, ألا إنه سيكون عليكم أمراء يرضون لأنفسهم ما لا يرضون لكم, إن أطعتموهم أضلوكم, وان عصيتموهم قتلوكم "قالوا :"وما نفعل يا رسول الله؟" قالّ:" كما فعل أصحاب موسى, حملوا على الخشب, ونشروا بالمناشير, فوالذي نفس محمد بيده, لموت في طاعة خير من حياة في معصيته".

                  وهذا حال الحكام اليوم يحكموننا بأحكام الكفر فإذا وافقناهم أدخلونا النار
                  "دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها" وإذا خالفناهم قتلونا وسجنونا وسامونا سوء العذاب والويل كل الويل لمن يقول نريد دولة تحكم بالشريعة الإسلامية.
                  عنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْكِنْدِيِّ ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسا عِنْدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَذَالَ النَّاسُ الْخَيْلَ وَوَضَعُوا السِّلاَحَ وَقالُوا: لاَ جِهَادَ قَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِوَجْهِهِ وَقَالَ: «كَذَبُوا الآنَ الآنَ جَاءَ الْقِتَالُ وَلاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ وَيُزِيغُ اللَّهُ لَهُمْ قُلُوبَ أَقْوَامٍ وَيَرْزُقُهُمْ مِنْهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَحَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يُوحَى إلَيَّ أَنِّي مَقْبُوضٌ غَيْرَ مُلَبَّثٍ وَأَنْتُمْ تَتَّبعُونِي أَفْنَاداً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ وَعُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَالشَّامُ». [ أخرجه النسائي وأحمد والطبراني والبخاري في التاريخ الكبير، وهو حديث صحيح].

                  وهذا هو حال حكام اليوم وعلماءهم في تعطيل الجهاد ،منهم من يقول نحن محكومون ومرتبطون بموازين قوى لا تسمح بالجهاد ونحن مرتبطون بإتفاقيات دولية ملزمة لنا، فمثلاً موضوع الشيشان مسألة داخلية روسية لا شأن للعالم الاسلامي بها وكذلك وجود الأميركان في أفغانستان والعراق بقرارات دولية وكذلك في كل أرض يجاهد بها العدو الكافر وفي كل أرض يُستضعف بها أولياء الله ويُحارب بها دين الله، وقد كان الرد عليهم واضحاً من رسول الله عليه الصلاة والسلام " كذبوا الآن الآن جاء القتال ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم".

                  عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ ، أَوْ إِنَّ رَبِّي زَوَى لِيَ الأَرْضَ ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا ، وَمَغَارِبَهَا ، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا ، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ : الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ ، وَأَنْ لا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ لِي : يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً ، فَإِنَّهُ لا يُرَدُّ ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لا أُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ ، وَلا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَيْنِ أَقْطَارِهَا ، وَمَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا".
                  وبارك الله بكم.

                  تابعوا معنا في الحلقة المقبلة إن شاء الله سلسلة:" الطائفة المنصورة ومميزاتها وصفاتاها وعلى من تنطبق هذه الصفات في عصرنا هذا".

                  محب آل البيت: أبو محمد الفلسطيني

                  عن عقبة بن الحصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال) رواه أحمد.

                  عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصبة من المسلمين حتي تقوم الساعة)
                  رواه مسلم.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: سلسلة التمكين -02 - "وعود الله بالنصر والتمكين في الكتاب والسنة"

                    المشاركة الأصلية بواسطة محبة السلف مشاهدة المشاركة
                    جزاكم الله خيرا ..
                    نتابع إن شاء الله ..

                    وجزاكم الله بمثله وبارك فيكم أختنا الكريمة


                    سلسلة التمكين – 03 –
                    ثم تكون خلافة على منهاج النبوة
                    أبو محمد الفلسطيني

                    قال الله تعالى {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ}
                    {{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ
                    {{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ
                    {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }[آل عمران:111].

                    كما تعلمون يا إخوة التوحيد أنّ قصة اليهود مع الخليفة السلطان عبد الحميد مشهورة في محاولتهم الحصول على تسهيلات من السلطان لليهود في فلسطين كمرحلة أولى لشراء واحتلال ما يستطيعون من فلسطين لإقامة دولة لليهود على أرض فلسطين التي يعتبرونها أرض الميعاد . وكذلك قصة هدم اليهود للخلافة من خلال الماسونية وكلبهم مصطفى كمال أتاتورك وكلابه وأمثاله وكذلك من خلال دعم الرؤساء والوزراء والسفراء النصارى المتهودين في كل من بريطانيا وأمريكا وفرنسا وأوروبا عموماً أمام هذه الحشود من الدول الصليبية العظمى التي بذلت جهودها لهدم الخلافة وتمزيق العالم الإسلامي من خلال اتفاقية سايكس- بيكو بين فرنسا وبريطانيا 1916 ووعد بلفور الذي نص على جعل فلسطين وطناً قومياً لليهود عام 1917 وقبل ذلك بأكثر من مائة سنة كان اقتطاع أجزاء كبيرة من البلدان الإسلامية والعربية من جسم الخلافة وتغريبها وإلغاء الحكم الإسلامي في تلك المناطق ، وحكمها بالدساتير الصليبية العلمانية وانتشار الاستعمار العسكري والاقتصادي والثقافي ونشر الأفكار والعلوم العلمانية ، وإيجاد طبقة من المستفيدين الذين خدموا أعداء الدين غالباً من حيث يعلمون والقليل جداً من حيث لا يعلمون.


                    ولما كان الاستعمار الصليبي المباشر يعني الاحتلال المباشر يستثير مشاعر المسلمين ويحرّضهم على الجهاد ضد الصليبي الأجنبي وصل المنظّرون للاستعمار الصليبي" واليهود من فوقهم ومن ورائهم" أن هذا الاستعمار مكْلف ويعمل على توعية المسلمين من خلال استفزاز مشاعرهم فانطلقوا إلى الخطة الثانية وهي الاستعمار غير المباشر من خلال تنصيب حكام متعاونين معهم ، يلتزمون بتوجيهاتهم ويحرسون مصالح الصليبيين وذلك من خلال إقامة أنظمة حكم ملكية أو جمهورية أو إمارات صغيرة بنظام حكم علماني الجوهر إسلامي ببعض مظاهره، وذلك بعد أن تأكدوا من أن هناك طبقة من المستفيدين باتت جاهزة بفكرها العلماني بعد أن تم تصنيع هذه الطبقة تحت رعاية وإشراف المستشرقين والمبشرين المعادين للدين حقيقة.

                    كانت مهمة الدول الجديدة هي الإبقاء على بعض مظاهر الدين والتدين وربط هذه الجمهوريات والإمارات والممالك الناشئة باتفاقيات تحفظ مصالح الكافرين وتضمن سيطرتهم على ثرواتنا وتضمن تبعيتنا لهم وأن نبقى دولاً وشعوباً متخلفة وسوقاً استهلاكية واسعة يمتصون دماءنا كالعلق.

                    وهكذا تمكن الكافرون من حُكمنا واحتلالنا المباشر ثم غير المباشر من الهند إلى المغرب والجزائر ومصر وقناة السويس وكل بلاد المسلمين , وبعد ذلك أدخلونا في لعبة النظام الدولي ومجلس الأمن والمؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي واليونسكو واليونسيف وإلخ من المؤسسات المختلفة التي مهمتها حفظ مصالح اليهود أولا ثم النصارى والحرص على إبقاء الأمة الإسلامية ضعيفة ممزقة تابعة للكافرين وذلك من خلال الأنظمة الحاكمة ورجالاتها .

                    فكيف تمكن الكافرون من إذلال المسلمين إلى هذا الحد؟ رغم أن الله تعالى يقول {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }[النساء:141].

                    نذكر بأن هذا الوعد صحيح وصريح وقطعي الدلالة وقطعي الثبوت لكنه وعد مشروط بأن نكون من أهل الطاعات والأعمال الصالحات، فإن نحن خالفنا ما فرضه الله علينا تخلف هذا الوعد وتحقق عكسه فلا يكفي أن نقول أننا "" خير أمة أخرجت للنّاس""

                    لأنّ هذه الخيرية مشروطة بـ ""تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" فقد ذكر الله في القرآن الكريم وعده لبني إسرائيل وتفضيله لهم على العالمين في زمانهم:
                    {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ }[البقرة:47].

                    ثم ذكر القرآن أن الله تعالى لعن الذين كفروا منهم لإعراضهم عن شرع الله تعالى {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }[المائدة:78].

                    إنّ سُنن الله لا تُحابي أحداً ولو أراد الله أن يُحابي أحداً لكان ذلك للنبي عليه أفضل الصلاة والتسليم يوم أُحد لكنّ الله جعله عبرة للمسلمين إدلى يوم الدين لذلك يجب أن نبحث عن تشخيص شرعي وعلاج شرعي لمسألة تسلط الكافرين على المسلمين لذلك سنلقي نظرة على أحوال الحكم والحكام وأحوال الأمة من خلال ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام.

                    {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }[الروم:41]
                    {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران165
                    {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد].

                    ومن المعلوم أننا كعرب كنا في جاهلية وشر فبعث الله تعالى لنا نبيه عليه الصلاة والسلام رحمة مهداة لنا وللعالمين وأبدلنا بظلمات الجاهلية نور الإسلام وعدله فأخرجنا من الظلمات إلى النور وخلصّنا من التبعية والتذلل للفرس والروم وأقام الله تعالى بنبيه وأصحابه دولة الخلافة التي استمرت مئات السنين بعد أن دمّر الله بجنده المؤمنين إمبراطوريتي فارس والروم وجعلنا أئمة نقود العالم لمئات السنين ولكننا لما بدلنا وغيرنا تبدل حالنا وتغير بما كسبت أيدينا قال عليه الصلاة والسلام,,

                    "عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت" [ رواه أحمد وهو صحيح].

                    الخلافة الراشدة ، الحكم العضوض ، الحكم القسري الجبري وهو حكم المخابرات والحديد والنار والسجون لكل من أراد أن تكون كلمة الله هي العليا من خلال إعادة إقامة الدولة التي تحكم بالشريعة الإسلامية ومئات آلاف الإسلاميين الذين قتلوا وسجنوا وعذبوا خلال عشرات السنين وعلى امتداد العالم الإسلامي تشهد على هذه المرحلة التي باءت بالانهيار بإذن الله تعالى .

                    والمعلوم بأنّ الحديث ختم المراحل بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة كما بدأت وها هي بوادر عودتها بدأت تظهر والحمد لله بعودة الناس للدين وبداية سقوط الطواغيت المتجذرين والمتجبرين والمرتدين والمنافقين وأعوانهم وأتباعهم وانتشار الطوائف المجاهدة في كثير من البلاد وهي تتدافع مع قوى الكفر العالمية وأدواتها.
                    وعن كعب بن عجرة قال :خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة من العرب وأربعة من العجم فقال : " اسمعوا أما سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض "[رواه الطبراني].

                    وقال صلى الله عليه وسلم : "ليأتين عليكم أمراء يُقربون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم؛ فلا يكونن عريفاً ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً" [رواه ابن حبان في صحيحه].
                    ""يوشك إن طالت مدة أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله"" [رواه مسلم].
                    وعن أبي هريرة عند مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا).

                    عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله قال(ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لم يسمع ببلاء أشد منه، حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة، حتى تملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي، فيملأ الأرض قسطاً، وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئاً إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً إلا صبه الله عليهم مدراراً، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع يتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره)
                    [أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه على البخاري ومسلم رضي الله عنهما. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه].
                    .
                    فأين أنتم يا أهل العلم من هذه الأحاديث النبوية الشريفة التي تُقيم عليكم الحجة والبرهان؟ أين أنتم يا أهل العلم الذين تتبعكم الأمة؟ هل كنتم تفتنون الناس وتُلبسون عليهم دينهم؟ أم كنتم علماء ربانيين تبينون الحق للناس وتطمعون بما أعده لكم ربّ الناس؟ هل كنتم تمنعون الأمة من الجهاد بفتاويكم المُعلبة التي تناسب السلطان؟ أم كنتم من الذين عطلوا السيف من الجهاد ؟ أم كنتم ترون الجهاد ضرراً والصدقة مغرماً؟ وهل سمعتم بهذا الحديث الموقوف :
                    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ قُلُوبُهُمْ فِيهِ قُلُوبَ الأَعَاجِمِ ، فَقِيلَ لَهُ : وَمَا قُلُوبُ الأَعَاجِمِ ؟ قَالَ : حُبُّ الدُّنْيَا ، وَسُنَّتُهُمْ سُنَّةَ الأَعْرَابِ : مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ ، يَرَوْنَ الْجِهَادَ ضِرَارًا ، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا " [حديث موقوف تهذيب الآثار للطبري].

                    هل كنتم سببا في إذلال الأمة أم كنتم سبباً في رفع الذل عن الأمة كما جاء في الحديث:
                    "عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " إِذَا ضَنَّ النَّاسُ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَتَبَايَعُوا بِالْعينِ ، أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْبَلاءَ ، فَلا يَرْفَعُهُ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ".[ البيهقي ].
                    فهل كنتم من أهل العلم الذين يُربون الأسود ليكونوا لله جنوداً أم كنتم من الذين كانوا يُروضون الشباب الأسود ليكونوا للطواغيت جنوداً ؟ ونذكّر أنفسنا وأهل العلم وعموم الأمة بطائفة من الأحاديث الصحيحة وإن كان في بعضها ضعفاً في الإسناد لكنها تشد بعضها بعضاً وتشهد لها كثير من الأحاديث الحسنة والصحيحة.

                    فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : إِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا أُسْنِدَ الأمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ".[أخرجه البخاري في الصحيح].
                    وروى الإمام أحمد - بسند حسن -، وأبو الحسن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله الخشني في (أخبار المدينة) عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر، فأخذ مروان برقبته ثم قال: هل تدري ما تصنع ؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب فقال: نعم، إني لم آت الحجرات، إنما جئت النبي - صلى الله عليه وسلم - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله).

                    فمن هم الذين وُسِّد الأمر إليهم وهم ليسوا من أهله أليسوا هم حكام العرب؟ ومن هم الذين تولوا الدين وهم من غير أهله أليسوا الحكام والملوك والأمراء والعلماء "غالبيتهم "؟
                    تستطيعون أن تجيبوا اليوم بشهادة زور لمن أراد ذلك لكن غداً سيسألكم الله تعالى فماذا ستقولون وهو الذي {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}.

                    وفي حديث آخر: " إن من أشراط الساعة أن يوضع الأخيار ويشرف الأشرار ويسود كل قوم منافقوهم" [ رواه نعيم بن حماد في الفتن].
                    وروى الطبراني " إن من أشراط الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار"
                    وعند الترمذي وعند الطبراني "وكان زعيم القوم أرذلهم "
                    وعند أبي الشيخ والديلمي " وصارت أموالكم عند شراركم ووليت أموركم السفهاء"
                    وعند الطبراني " أن يسود كل قبيلة منافقوها وكل سوق فجارها".
                    وعند البخاري في تاريخه والطبراني" ويصدق فيه الكاذب ويخون الأمين ويؤتمن فيه الخؤون"
                    عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ , يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا , يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ , يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ , وَيَجْعَلُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ" [رواه ابن ماجه- كتاب الفتن].

                    وهناك الكثير الكثير من الكبائر التي لا مجال لذكرها هنا قد تحققت في واقع الأمة حتى وصلنا إلى مرحلة إما أن يحصل فيها التغيير أو أن يتنزل العقاب من الله تعالى، وفي حديث آخر وإن كان في إسناده ضعف :إلا أن الواقع يشهد بصحته:
                    "روى أبو نعيم في دلائل النبوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا إن رحى الإسلام دائرة, فدوروا مع الكتاب حيث دار, ألا إن كتاب الله والسلطان سيختلفان, فلا تفارقوا الكتاب, ألا إنه سيكون عليكم أمراء يرضون لأنفسهم ما لا يرضون لكم, إن أطعتموهم أضلوكم, وان عصيتموهم قتلوكم "قالوا :"وما نفعل يا رسول الله؟" قالّ:" كما فعل أصحاب موسى, حملوا على الخشب, ونشروا بالمناشير, فوالذي نفس محمد بيده, لموت في طاعة خير من حياة في معصيته".

                    وهذا حال الحكام اليوم يحكموننا بأحكام الكفر فإذا وافقناهم أدخلونا النار
                    "دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها" وإذا خالفناهم قتلونا وسجنونا وسامونا سوء العذاب والويل كل الويل لمن يقول نريد دولة تحكم بالشريعة الإسلامية.
                    عنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْكِنْدِيِّ ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسا عِنْدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَذَالَ النَّاسُ الْخَيْلَ وَوَضَعُوا السِّلاَحَ وَقالُوا: لاَ جِهَادَ قَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِوَجْهِهِ وَقَالَ: «كَذَبُوا الآنَ الآنَ جَاءَ الْقِتَالُ وَلاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ وَيُزِيغُ اللَّهُ لَهُمْ قُلُوبَ أَقْوَامٍ وَيَرْزُقُهُمْ مِنْهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَحَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يُوحَى إلَيَّ أَنِّي مَقْبُوضٌ غَيْرَ مُلَبَّثٍ وَأَنْتُمْ تَتَّبعُونِي أَفْنَاداً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ وَعُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَالشَّامُ». [ أخرجه النسائي وأحمد والطبراني والبخاري في التاريخ الكبير، وهو حديث صحيح].

                    وهذا هو حال حكام اليوم وعلماءهم في تعطيل الجهاد ،منهم من يقول نحن محكومون ومرتبطون بموازين قوى لا تسمح بالجهاد ونحن مرتبطون بإتفاقيات دولية ملزمة لنا، فمثلاً موضوع الشيشان مسألة داخلية روسية لا شأن للعالم الاسلامي بها وكذلك وجود الأميركان في أفغانستان والعراق بقرارات دولية وكذلك في كل أرض يجاهد بها العدو الكافر وفي كل أرض يُستضعف بها أولياء الله ويُحارب بها دين الله، وقد كان الرد عليهم واضحاً من رسول الله عليه الصلاة والسلام " كذبوا الآن الآن جاء القتال ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم".

                    عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ ، أَوْ إِنَّ رَبِّي زَوَى لِيَ الأَرْضَ ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا ، وَمَغَارِبَهَا ، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا ، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ : الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ ، وَأَنْ لا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ لِي : يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً ، فَإِنَّهُ لا يُرَدُّ ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لا أُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ ، وَلا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَيْنِ أَقْطَارِهَا ، وَمَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا".
                    وبارك الله بكم.

                    تابعوا معنا في الحلقة المقبلة إن شاء الله سلسلة:" الطائفة المنصورة ومميزاتها وصفاتاها وعلى من تنطبق هذه الصفات في عصرنا هذا".

                    محب آل البيت: أبو محمد الفلسطيني


                    عن عقبة بن الحصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال) رواه أحمد.

                    عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصبة من المسلمين حتي تقوم الساعة)
                    رواه مسلم.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: سلسلة التمكين 03 - ثم تكون خلافة على منهاج النبوة [ أبو محمد الفلسطيني]

                      جزاكم الله خيرا ..
                      عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله قال(ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لم يسمع ببلاء أشد منه، حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة، حتى تملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي، فيملأ الأرض قسطاً، وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئاً إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً إلا صبه الله عليهم مدراراً، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع يتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره)
                      يارب ارزقنا بصلاح الدين ..

                      رحمك الله أبي الحبيب, لا تنسوه من الدعاء , الله المستعان

                      تعليق


                      • #12
                        رد: سلسلة التمكين 03 - ثم تكون خلافة على منهاج النبوة [ أبو محمد الفلسطيني]

                        المشاركة الأصلية بواسطة محبة السلف مشاهدة المشاركة
                        جزاكم الله خيرا ..

                        يارب ارزقنا بصلاح الدين ..


                        بارك الله فيكم
                        عن عقبة بن الحصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال) رواه أحمد.

                        عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصبة من المسلمين حتي تقوم الساعة)
                        رواه مسلم.

                        تعليق


                        • #13
                          سلسلة التمكين (4) القتال صفة مُميّزة للطائفة المنصورة لأبي محمد الفلسطيني

                          بسم الله الرحمن الرحيم


                          الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :


                          القتال صفة مُمَيِّزة للطائفة المنصورة


                          لكن أي قتال ....


                          بارك الله بكم إخواني الموحدين على صبركم وثباتكم وجهودكم, وانا بإذن الله ساكمل ما بدأت به ولكني ساتكلم عن الطائفة المنصورة بسلسلة مطولة ورغم بحثي في هذا الموضوع إلا اني اعتبر بأنّ الطائفة المنصورة ليست محصورة بجماعة واحدة في منطقة ما بل قد تكون متفرقة ولكنها تحمل منهج الجهاد في اي زمان ومكان, وانا بإذن الله ساتفاعل مو هذه الموضوعات وأرد على كل من يقرا الموضوع وعلى كل من له سؤال بهذه المواضيع التي اكتبها كي تؤتي أكلها واعذروني لأنه ليس لي باعاُ قوياً في النت وجزاكم الله كل خير على حسن قرائتكم للمواضيع.



                          وحتى نبين لمناصرينا وخاذلينا ومخالفينا نبدأ ببداية القتال قبل بعثة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ...


                          قال تعالى : {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }البقرة253


                          سبب القتال هو الإختلاف على الإيمان والكفر لذلك قال تعالى : {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76


                          ولو شاء الله ما اختلفوا وما اقتتلوا هذا الكلام عن بني آدم جميعهم وقال تعالى في مواضع كثيرة {وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }النحل9


                          { وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى}


                          {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}


                          هود 118-119


                          الله سبحانه وتعالى خلق بني آدم وأكرمهم {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70


                          ولقد ارسل الله تعالى لبني آدم عشرات آلاف الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وملايين الصالحين يدعونهم الى الله ويذكرونهم بنعم الله تعالى ويبشرونهم بالجنة إن أمنوا وينذرونهم النا إن كقروا ولكن { فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً }الفرقان50


                          {{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ}


                          {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }يوسف103


                          ولم يكتفوا بكفرهم بل أرادوا لمن آمنوا أيضا أن يكفروا : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ }


                          وقال تعالى : {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً }الكهف20


                          وقال تعالى : {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ }الأعراف88


                          هذا هو ديدن الكافرين مع الرسل عليهم الصلاة والسلام ومع أتباع الرسل :{ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا}


                          وسنة الله لهم بالمرصاد {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا}كلما عدتم للظلم والإساد في الأرض والصد عن سبيل الله عدنا عليكم بالعقاب والخراب والعذاب {فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }العنكبوت40


                          هم يقولون دائماً وأبداً { لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} والله سبحانه وتعالى يربط على قلوب عباده المرسلين وأتباعهم ويقول لهم مثبتاً لهم على الحق { فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ} هذا هو وعد الله لعباده المجاهدين بالنصر والتمكين والذي يتكرر بعشرات الوعود التي ذكرناها بالمرة الماضية فهل في ذلك شك والله تعالى يقول {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً } {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً} {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ}


                          ومن هنا بدأ ظهور جزب الله الحقيقي وظهرت الطائفة المنصورة الذين حملوا هم الدين قبل بعثة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51


                          وهذا واضح في كلا النبي صلى الله عليه وسلم لخباب بن الأرت رضي الله عنه


                          هذا هو حال القلة المؤمنة مع أهل الكفر القتل والتعذيب والتنكيل والتشريد والزنازين وأعواد المشانق منذ قديم الزمان وحتى غوانتنامو الأمريكان وأفرع غوانتنامو الكثيرة في كل بلدان العرب والعجم حتى لم يبق بلد إلا وقتل فيها وسجن أو طورد فيها أنصار القاعدة وهم الوحيدون على مر التاريخ الذين اجتمع عليهم أهل الكفر وأذنابهم وأعوانهم في حلف الواحد ولم تبقى دولة في العالم صغيرة أو كبيرة لإلا وانخرطت فعليا في الحرب على القاعدة وهذا وحده وسام شرف تعتز به القاعدة وأنصارها أنها لم تداهن أحدا في العالم كله على حساب الدين فعاداها العرب والعجم كما حصل مع نبينا ورسولنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام قالوا له عن لا إله إلا الله " تلك كلمة تكرهها الملوك " أو " تلك كلمة تقاتلك عليها العرب والعجم " أو كما قال الراهب بحيرا " ليتني معك حين يُخرجك قومك قال أومخرجي هم .. قال نعم ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي " فمرحباً بعداوة الكافرين أجمعين في سبيل الله والله هو الذي أمرنا ان نتأسى بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } الممتحنة4 هذا حال الطائفة المنصورة في الماضي والحاضر والمستقبل قال تعالى {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ}التوبة111


                          هذا العهد وهذا الوعد أخذه الله من عباده وأعطاه لهم في التوارة والأنجيل والقرآن { وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }


                          فمن منكم يا أخوة الإسلام لا يحب أن يكون من الفائزين الفوز العظيم .. وكم منكم مستعدون لدفع فتورة الدم والمال والنفس والسجن والجراح والعذابات في سبيل الله .


                          وكما قال تعالى {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29


                          وكذلك قال تعالى في سورة آل عمران: { وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}هذا هو حال الطائفة المنصورة من الإبتلاء في البأساء والضراء والزلزلة وبعد الثبات وحسن الظن بالهه واليقين بوعد الله يتنزل أمر الله بالنصر والتمكين { فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}وهذا حال طالوت وداوود عليه السلام حين خذلهم قومهم وشربوا من النهر وعادوا من حيث أتوا وبعد أن جاوزوا معه النهر { لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249


                          وهكذا مع يوشع بن نون عليه السلام حين حبس الله له الشمس حتى تنتهي المعركة وفتح الله عليه ومكّن له في الأرض .هذا هو حال الطائفة المنصورة والعصابة المقاتلة تاريخياً ومن أهم كتاب في الدنيا كلها وهو القرآن الكريم ..وقد فقه هذا عظيم الروم هرقل في حواره مع ابي سفيان عن محمد عليه الصلاة والسلام وكيف الحرب معه فقال أبو سفيان : " الحرب بيننا سجال ينال منا وننال منه قال هرقل هكذا الرسل تُبتلى ثم تكون لها العاقبة " وهكذا قول الشافعي " لا يُمكن حتى يُبتلى "


                          هذه بضع عينات عن حال الطائفة المنصورة عبر التاريخ كان لا بد أن نعرفها ونفهمها لأنها تاريخ خير سلف لخير خلف إنها تاريخ حزب الله الحقيقي ومستقبله عرّجنا عليها لتكون مدخلاً لبحث واقع الطائفة المنصورة والعصابة المقاتلة على الحق في زمن الإبتلاء اليوم وزمن التمكين غداً بإذن الله . ونتابع في صفة القتال المميزة لهذه العصابة المقاتلة على الحق إن شاء الله

                          وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


                          عن عقبة بن الحصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال) رواه أحمد.

                          عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصبة من المسلمين حتي تقوم الساعة)
                          رواه مسلم.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: سلسلة التمكين (4) القتال صفة مُميّزة للطائفة المنصورة لأبي محمد الفلسطيني

                            جزاكم الله خيرا ..

                            رحمك الله أبي الحبيب, لا تنسوه من الدعاء , الله المستعان

                            تعليق


                            • #15
                              رد: سلسلة التمكين (4) القتال صفة مُميّزة للطائفة المنصورة لأبي محمد الفلسطيني

                              المشاركة الأصلية بواسطة محبة السلف مشاهدة المشاركة
                              جزاكم الله خيرا ..

                              وجزاكم الله بمثله أختنا الفاضلة وبارك فيكم
                              عن عقبة بن الحصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال) رواه أحمد.

                              عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصبة من المسلمين حتي تقوم الساعة)
                              رواه مسلم.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X