السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله العليم الحكيم
الرزاق ذو القوة المتين
والصلاة والسلام على النبي الأمين
وعلى آله الطيبين الطاهرين صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين
وبعد,,
بما أننا في قسم العقيدة
فتعالوا بنا نطوف في بستان العقيدة
بستان التوحيد الخالص
وتطوافنا في هذا الموضوع بعنوان
إثبات الصفات كيف يكون ...
وكما قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي فيما نقله عنه أبو الفضل الرازي قال
سمعت عبد الرحمن بن محمد بن حامد السلمي، سمعت محمد بن عقيل بن الأزهر الفقيه يقول جاء رجل إلى المزني،
فسأله عن شيء من الكلام، فقال: إني أكره هذا، بل أنهى عنه، كما نهى عنه الشافعي،
ولقد سمعت الشافعي يقول: (سئل مالك عن الكلام والتوحيد، فقال مالك: محال أن يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد،
والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم :
(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله) فما عصم به الدم والمال فهو حقيقة التوحيد).
[أحاديث في ذم الكلام وأهله (1 / 92)]
وإنني في هذه الكلمات أحببت أن أتكلم بنبذة عن الصفات أي صفات الملك جل جلاله رب العالمين وطريقة السلف في إثباتها
وإن أهل البدع والمحدثات منهم من تأول أكثر الصفات ومنهم من نفى الصفات أصلا
ومنهم من شبه صفات الرب بصفات الخلق ومنهم من عطل هذه الصفات بحجة تنزيه الله عنه الشبه والمثيل ... إلخ
إخوتي
إنه من لوازم الإيمان بالأسماء والصفات أن لا نثبت اسم ولا صفة لله عز وجل غير ما ذكرهالله عز وجل في كتاب أو ذكره النبي صلى الله عليه مما صح عنه من أحاديث
أما غير ذلك فلا وإن كان الاسم في نظر الناظر حسن
وإن كانت الصفة في نظر الناظر حسنة
فأسماء الله تبارك وتعالى وصفاته توقيفية وليست اجتهادية،
وإنما نحى عن هذا الدرب أهل الكلام والفلسفيات الذين تنطعوا وتنكبوا الصراط، فانحرفوا عن جادة الصواب، ووالله ما وجدنا عندهم كبير شيء غير أنك لا تجد إلا ما تستقبحه الفطر السليمة!
فتجد منهم من يصف الرب جل وعلا فيقول: لا مباين ولا مجانب ولا داخل العالم ولا خارجهوليس على العرش ولا غيره
وهذا في الحقيقة وصف العدم
فهؤلاء جعلوا ربنا – والعياذ بالله – كالعدم
وإنما حصل لهم ذلك من قلة علمهم بالكتاب والسنة وطريقة الشرب الأول
والجيل المربى على التوحيد الخالص ألا وهم الصحابة، فما سمعناأن أحدا من الصحابة اختلف في ذلك الباب أو قال بتأويل صفة أو بتعطيل صفة أو ما شابه ذلك
ولكن طريقة أهل السنة في الأسماء والصفات: إثبات ما أثبته الله لنفسه أو رسولُه، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو رسولُه،من غير تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تأويل ولا تحريف
وقد نقل الحافظ البيهقي بسنده عن يحيى بن يحيى ، يقول: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله ، ( الرحمن على العرش استوى) فكيف استوى ؟
قال : فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال:
الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا مبتدعا . فأمر به أن يخرج
[الأسماء والصفات (2 / 410)]
ومعنى الرحضاء أي العرق الكثير، وإنما اشتد ذلك على الإمام مالك لعظم هذا الأمر
والمشهور عندنا أنه قال الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة
وهو مذكور في بعض كتب العقيدة
والله تبارك وتعالى قال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]
ليس كمثله شيء، هذا نفي المثيل والشبيه وفي هذا رد على المشبهة والمجسمة والمكيفة
وهو السميع البصير إثبات الصفات لله عز وجل وفي هذا رد على المعطلة والمؤولة
فنفي وإثبات
نفي الشبيه وإثبات الصفة
وهذه طريقة أهل السنة
أما غيرهم فقالوا لا نثبت له الصفات تنزيها له عن التشبيه بالخلق!
وهذا أعجب العجب، لأنه لا يلزم عقلا أن أقول أن فلان صفته كذا أنني أشبهه بغيره
فمثلا لو قلت فلان من البشر له لسان هل ينصرف عقل عاقل إلى أنني أقصد لسان حيوان؟، فيقال لي كيف تشبه لسانه بلسان حيوان؟
بالطبع لا
ولله المثل الأعلى فإننا حينما نقول له يد فهل قلنا كيد البشر؟
الله تبارك وتعالى له أصابع فهل قلنا كأصابع البشر؟
وهل يلزم من قولنا له يد أو له أصابع أو أو أو أننا نقول بأنها كصفات المخلوقين؟
بل الله له يد وله أصابع كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة لكن ليس كيد مخلوق ولا أصابع مخلوق لأنه ليس كثمله شيء كما جاء في محكم التنزيل وهي آية محكمة لا يماري فيها رجلان ولا ينتطح فيها عنزان
وا يجادل فيها إلا كسير وعوير وثالث ما فيه خير
وهناك ضرب من أهل البدع قالوا الله سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة عليم بلا علم
ما هذا الهراء؟
أنا لو قلت فلان ما شاء الله عليه له عين سليمة ولكنه لا يرى وله سمع سليم ولكنه لا يسمع له عقل سليم ولكنه لا يعقل ولا يعلم فهل يصدقني أحد؟
بل سيقال أنني مجنون لا محالة!
فهذا كلام لا يتوافق مع الكتاب ولا مع السنة ولا مع سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين
فأعود وأقول أن طريقة السلف في الأسماء والصفات هي إثبات ما أثبته الله لنفسه أو رسولُه ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو رسولُه
فنثبت له ما أثبته لنفسه كالعلم والقدرة والحكمة والبصر والسمع والكلام والضحك والرضا والغضب والحب ... إلخ مما جاء بإثباته القرآن ومما جاءت بإثباته السنة
وننفي عنه ما نفاه عن نفسه كالظلم والجهل والعجز والكسل والنوم والتعب ... إلخ مما جاء بنفيه القرآن وجاءت بنفيه السنة
ورحم الله الإمام عبد العزيز بن باز إذ قال
كل مذهب خالف ما عليه أهل السنة والجماعة مذهب ردي باطل وقد رد الله على المشبهة والجهمية المعطلة بقوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } فالمشبه يعبد صنماً، والمعطل يعبد عدماً، والمثبت يعبد رباً واحداً فرداً صمداً [التعليقات الأثرية على العقيدة الطحاوية (1 / 57)]
ولله در الإمام القيم بن القيم إذ يقول في نونيته المشهورة:
لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ... إن المشبه عابد الأوثان
كلا ولا نخيله من أوصافه ... إن المعطل عابد البهتان
من مثل الله العظيم بخلقه ... فهو النسيب لمشرك نصراني
أو عطل الرحمن عن أوصافه ... فهو الكفور وليس ذا إيمان
هذا ومن توحيدهم إثبات أو ... صاف الكمال ربنا الرحمن
كعلوه سبحانه فوق السماوات ... العلى بل فوق كل مكان
فهو العلي بذاته سبحانه ... إذ يستحيل خلاف ذا ببيان
وهو الذي حقا على العرش استو ... ى قد قام بالتدبير للأكوان
حي مريد قادر متكلم ... ذو رحمة وإرادة وحنان
هو أول هو آخر هو ظاهر ... هو باطن هي أربع بوزان
ما قبله شيء كذا وما بعده ... شيء تعالى الله ذو السلطان
ما فوقه شيء كذا ما دونه ... شيء وذا تفسير ذي البرهان
فانظر إلى تفسيره بتدبر ... وتبصر وتعقل لمعان
وانظر إلى ما فيه من أنواع معـ ... ـرفة لخالقنا العظيم الشان
إلى آخر ما قاله رحمه الله وطيب ثراه
فعلينا أن لا نغتر بقول قائل أن أهل السنة يقولون كذا وكذا في الأسماء والصفاتإلا بعد أن تزنه على هذا الميزان الدقيق نفي المثلية
وإثبات الصفة التي أثبتها رب البرية لنفسه من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف ولا تجسيم ولا تأويل ولا تحريف
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده،
وما كان من خطأ أو سهو أ نسيان فمني ومن الشيطان
أسأل الله تعالى أن يجعل ما قرأتم زادا لحسن المسير إليه
وعتادا ليمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل
وهو حسبنا ونعم الوكيل
والحمد لله رب العالمين
كتبه
المعتز بالله العلي الفقير لجوده الجلي
كريم أبو القمصان
منقول من إحداى كتاباتي بمنتدى آخر مع تعديل يسير :)
الحمد لله العليم الحكيم
الرزاق ذو القوة المتين
والصلاة والسلام على النبي الأمين
وعلى آله الطيبين الطاهرين صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين
وبعد,,
بما أننا في قسم العقيدة
فتعالوا بنا نطوف في بستان العقيدة
بستان التوحيد الخالص
وتطوافنا في هذا الموضوع بعنوان
إثبات الصفات كيف يكون ...
وكما قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي فيما نقله عنه أبو الفضل الرازي قال
سمعت عبد الرحمن بن محمد بن حامد السلمي، سمعت محمد بن عقيل بن الأزهر الفقيه يقول جاء رجل إلى المزني،
فسأله عن شيء من الكلام، فقال: إني أكره هذا، بل أنهى عنه، كما نهى عنه الشافعي،
ولقد سمعت الشافعي يقول: (سئل مالك عن الكلام والتوحيد، فقال مالك: محال أن يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد،
والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم :
(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله) فما عصم به الدم والمال فهو حقيقة التوحيد).
[أحاديث في ذم الكلام وأهله (1 / 92)]
وإنني في هذه الكلمات أحببت أن أتكلم بنبذة عن الصفات أي صفات الملك جل جلاله رب العالمين وطريقة السلف في إثباتها
وإن أهل البدع والمحدثات منهم من تأول أكثر الصفات ومنهم من نفى الصفات أصلا
ومنهم من شبه صفات الرب بصفات الخلق ومنهم من عطل هذه الصفات بحجة تنزيه الله عنه الشبه والمثيل ... إلخ
إخوتي
إنه من لوازم الإيمان بالأسماء والصفات أن لا نثبت اسم ولا صفة لله عز وجل غير ما ذكرهالله عز وجل في كتاب أو ذكره النبي صلى الله عليه مما صح عنه من أحاديث
أما غير ذلك فلا وإن كان الاسم في نظر الناظر حسن
وإن كانت الصفة في نظر الناظر حسنة
فأسماء الله تبارك وتعالى وصفاته توقيفية وليست اجتهادية،
وإنما نحى عن هذا الدرب أهل الكلام والفلسفيات الذين تنطعوا وتنكبوا الصراط، فانحرفوا عن جادة الصواب، ووالله ما وجدنا عندهم كبير شيء غير أنك لا تجد إلا ما تستقبحه الفطر السليمة!
فتجد منهم من يصف الرب جل وعلا فيقول: لا مباين ولا مجانب ولا داخل العالم ولا خارجهوليس على العرش ولا غيره
وهذا في الحقيقة وصف العدم
فهؤلاء جعلوا ربنا – والعياذ بالله – كالعدم
وإنما حصل لهم ذلك من قلة علمهم بالكتاب والسنة وطريقة الشرب الأول
والجيل المربى على التوحيد الخالص ألا وهم الصحابة، فما سمعناأن أحدا من الصحابة اختلف في ذلك الباب أو قال بتأويل صفة أو بتعطيل صفة أو ما شابه ذلك
ولكن طريقة أهل السنة في الأسماء والصفات: إثبات ما أثبته الله لنفسه أو رسولُه، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو رسولُه،من غير تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تأويل ولا تحريف
وقد نقل الحافظ البيهقي بسنده عن يحيى بن يحيى ، يقول: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله ، ( الرحمن على العرش استوى) فكيف استوى ؟
قال : فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال:
الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا مبتدعا . فأمر به أن يخرج
[الأسماء والصفات (2 / 410)]
ومعنى الرحضاء أي العرق الكثير، وإنما اشتد ذلك على الإمام مالك لعظم هذا الأمر
والمشهور عندنا أنه قال الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة
وهو مذكور في بعض كتب العقيدة
والله تبارك وتعالى قال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]
ليس كمثله شيء، هذا نفي المثيل والشبيه وفي هذا رد على المشبهة والمجسمة والمكيفة
وهو السميع البصير إثبات الصفات لله عز وجل وفي هذا رد على المعطلة والمؤولة
فنفي وإثبات
نفي الشبيه وإثبات الصفة
وهذه طريقة أهل السنة
أما غيرهم فقالوا لا نثبت له الصفات تنزيها له عن التشبيه بالخلق!
وهذا أعجب العجب، لأنه لا يلزم عقلا أن أقول أن فلان صفته كذا أنني أشبهه بغيره
فمثلا لو قلت فلان من البشر له لسان هل ينصرف عقل عاقل إلى أنني أقصد لسان حيوان؟، فيقال لي كيف تشبه لسانه بلسان حيوان؟
بالطبع لا
ولله المثل الأعلى فإننا حينما نقول له يد فهل قلنا كيد البشر؟
الله تبارك وتعالى له أصابع فهل قلنا كأصابع البشر؟
وهل يلزم من قولنا له يد أو له أصابع أو أو أو أننا نقول بأنها كصفات المخلوقين؟
بل الله له يد وله أصابع كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة لكن ليس كيد مخلوق ولا أصابع مخلوق لأنه ليس كثمله شيء كما جاء في محكم التنزيل وهي آية محكمة لا يماري فيها رجلان ولا ينتطح فيها عنزان
وا يجادل فيها إلا كسير وعوير وثالث ما فيه خير
وهناك ضرب من أهل البدع قالوا الله سميع بلا سمع بصير بلا بصر قدير بلا قدرة عليم بلا علم
ما هذا الهراء؟
أنا لو قلت فلان ما شاء الله عليه له عين سليمة ولكنه لا يرى وله سمع سليم ولكنه لا يسمع له عقل سليم ولكنه لا يعقل ولا يعلم فهل يصدقني أحد؟
بل سيقال أنني مجنون لا محالة!
فهذا كلام لا يتوافق مع الكتاب ولا مع السنة ولا مع سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين
فأعود وأقول أن طريقة السلف في الأسماء والصفات هي إثبات ما أثبته الله لنفسه أو رسولُه ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو رسولُه
فنثبت له ما أثبته لنفسه كالعلم والقدرة والحكمة والبصر والسمع والكلام والضحك والرضا والغضب والحب ... إلخ مما جاء بإثباته القرآن ومما جاءت بإثباته السنة
وننفي عنه ما نفاه عن نفسه كالظلم والجهل والعجز والكسل والنوم والتعب ... إلخ مما جاء بنفيه القرآن وجاءت بنفيه السنة
ورحم الله الإمام عبد العزيز بن باز إذ قال
كل مذهب خالف ما عليه أهل السنة والجماعة مذهب ردي باطل وقد رد الله على المشبهة والجهمية المعطلة بقوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } فالمشبه يعبد صنماً، والمعطل يعبد عدماً، والمثبت يعبد رباً واحداً فرداً صمداً [التعليقات الأثرية على العقيدة الطحاوية (1 / 57)]
ولله در الإمام القيم بن القيم إذ يقول في نونيته المشهورة:
لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ... إن المشبه عابد الأوثان
كلا ولا نخيله من أوصافه ... إن المعطل عابد البهتان
من مثل الله العظيم بخلقه ... فهو النسيب لمشرك نصراني
أو عطل الرحمن عن أوصافه ... فهو الكفور وليس ذا إيمان
هذا ومن توحيدهم إثبات أو ... صاف الكمال ربنا الرحمن
كعلوه سبحانه فوق السماوات ... العلى بل فوق كل مكان
فهو العلي بذاته سبحانه ... إذ يستحيل خلاف ذا ببيان
وهو الذي حقا على العرش استو ... ى قد قام بالتدبير للأكوان
حي مريد قادر متكلم ... ذو رحمة وإرادة وحنان
هو أول هو آخر هو ظاهر ... هو باطن هي أربع بوزان
ما قبله شيء كذا وما بعده ... شيء تعالى الله ذو السلطان
ما فوقه شيء كذا ما دونه ... شيء وذا تفسير ذي البرهان
فانظر إلى تفسيره بتدبر ... وتبصر وتعقل لمعان
وانظر إلى ما فيه من أنواع معـ ... ـرفة لخالقنا العظيم الشان
إلى آخر ما قاله رحمه الله وطيب ثراه
فعلينا أن لا نغتر بقول قائل أن أهل السنة يقولون كذا وكذا في الأسماء والصفاتإلا بعد أن تزنه على هذا الميزان الدقيق نفي المثلية
وإثبات الصفة التي أثبتها رب البرية لنفسه من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف ولا تجسيم ولا تأويل ولا تحريف
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده،
وما كان من خطأ أو سهو أ نسيان فمني ومن الشيطان
أسأل الله تعالى أن يجعل ما قرأتم زادا لحسن المسير إليه
وعتادا ليمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل
وهو حسبنا ونعم الوكيل
والحمد لله رب العالمين
كتبه
المعتز بالله العلي الفقير لجوده الجلي
كريم أبو القمصان
منقول من إحداى كتاباتي بمنتدى آخر مع تعديل يسير :)
تعليق