إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

&**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)

    الباسط



    هو الذي يقبض الرزق عمن يشاء من الخلق بعدله ، والذي يوسع الرزق لمن يشاء من عباده بجوده ورحمته فهو سبحانه القابض



    بسط بالسين أو بالصاد هى نشره ، ومده ، وسره ، الباسط من أسماء الله الحسنى معناه الموسع للأرزاق لمن شاء من عباده ، وأيضا هو مبسط النفوس بالسرور والفرح ، وقيل : الباسط الذى يبسط الرزق للضعفاء ، ويبسط الرزق للأغنياء حتى لا يبقى فاقة ، ويقبضه عن الفقراء حتى لا تبقى طاقة .



    يذكر اسم القابض والباسط معا ، لا يوصف الله بالقبض دون البسط ، يعنى لا يوصف بالحرمان دون العطاء ، ولا بالعطاء دون الحرمان.
    اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
    اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
    وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

    تعليق


    • #47
      رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)

      الخافض الرافع

      فإن أريد به حق يليق بالله تعالى فهو مقبول , وإن أريد به معنى لا يليق بالله عز وجل وجب رده ) ا.هـ من "القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى" لابن عثيمين .
      ثانياً : ( الفعل أوسع من الاسم , ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل , كأراد وشاء وأحدث , ولم يسم بـ " المريد" و"الشائي" و"المحدث" كما لم يسم نفسه بـ "الصانع" و"الفاعل" و"المتقن" وغير ذلك من الأسماء التي أطلق على نفسه , فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء .

      وقد أخطأ خطأً كبيراً من اشتق له من كل فعل اسما , وبلغ بأسمائه زيادة على الألف , فسماه "الماكر , والمخادع , والفاتن , والكائد " ونحو ذلك .
      وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به , فإنه يخبر عنه بأنه "شيء وموجود ومذكور , ومعلوم , ومراد " ولا يسمى بذلك .
      فأما " الواجد " فلم تجىء تسميته به إلا في حديث تعداد الأسماء الحسنى , والصحيح أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم , ومعناه صحيح , فإنه ذو الوجد والغنى , فهو أولى بأن يسمى به من "الموجود" ومن " الموجد " أما " الموجود " فإنه منقسم إلى كامل وناقص , وخير وشر ( ففيه يكون الشيء كاملاً أو ناقصاً ) , وما كان مسماه منقسما لم يدخل اسمه في الأسماء الحسنى , كالشيء والمعلوم , ولذلك لم يسم بـ " المريد" و"المتكلم" وأما "الموجد" فقد سمى نفسه بأكمل أنواعه , وهو "الخالق , البارئ , المصور " فـ "الموجد" كـ "المحدث ، والفاعل ، والصانع " , وهذا من دقيق فقه الأسماء الحسنى , فتأمله , وبالله التوفيق ) ا.هـ من "مدارج السالكين" لابن القيم (3/383_385) .

      ثالثاً : ( أن ما يطلق على الله في باب الأسماء والصفات توقيفي , وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيا , كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه , فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع ) ا.هـ من "بدائع الفوائد" لابن القيم (1/162) .
      رابعاً : ( أن من أسماء الله عز وجل ما لا يطلق عليه إلا مقترنا بمقابله , فإذا أطلق وحده أوهم نقصا تعالى الله عن ذلك , فمنها المعطي المانع , والضار النافع , والقابض الباسط , والمعز المذل , والخافض الرافع , فلا يطلق على الله عز وجل المانع الضار القابض المذل الخافض كلا على انفراده , بل لا بد من ازدواجها بمقابلاتها , إذ لم تطلق في الوحي إلا كذلك ) ا.هـ من "معارج القبول" للحكمي (1/64) .
      إذا تبين ما سبق فاسم الخافض , لا يعرف أنه ورد إلا في حديث تعداد الأسماء الحسنى , والصحيح أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم , كما سبق في كلام ابن القيم , وهو ما قرره غير واحد من أهل العلم كالإمام ابن تيمية _ كما في "الفتاوى" (6/379_380 ، 8/96 ، 22/482) _ والحافظ ابن كثير في "تفسيره" (3/515) والحافظ ابن حجر في "الفتح" (11/221) و"البلوغ" (1395) وغيرهم .
      ولكن معنى الاسم صحيح بشرط أن يقرن باسم الرافع , وثبت في "صحيح مسلم" (179) من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه , يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل الليل ... " الحديث , وجاء في ذلك بعض الآثار عن السلف , ومن ذلك ما علقه البخاري في "صحيحه" (فتح _ 8/487) مجزوما به عن أبي الدرداء أنه قال في تفسير قوله تعالى : ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) الرحمن / 29 قال : " يغفر ذنبا , ويكشف كربا , ويرفع قوما , ويضع آخرين " . وروي عنه مرفوعا .
      إذا تبين هذا فلأهل العلم كلام في معنى الخافض , ومن ذلك ما يلي :

      1_ قال الخطابي في "شأن الدعاء" (58) : ( الخافض الرافع : وكذلك القول في هذين الاسمين يستحسن أن يوصل أحدهما في الذكر بالآخر , فالخافض : هو الذي يخفض الجبارين ويذل الفراعنة المتكبرين , والرافع : هو الذي رفع أولياءه بالطاعة فيعلي مراتبهم وينصرهم على أعدائه ويجعل العاقبة لهم , لا يعلو إلا من رفعه الله , ولا يتضع إلا من وضعه وخفضه ) ا.هـ .
      2_ وقال الحليمي _ كما في "الأسماء والصفات" للبيهقي (1/193) _ : ( ولا ينبغي أن يفرد الخافض عن الرافع في الدعاء , فالخافض : هو الواضع من الأقدار , والرافع : المعلي للأقدار ) ا.هـ .
      3_ وقال قِوام السنة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (1/140) : ( ومن أسمائه : الخافض الرافع , قيل : الخافض هو الذي يخفض الجبارين , ويذل الفراعنة , والرافع هو الذي يرفع أولياءه وينصرهم على أعدائهم , يخفض من يشاء من عباده فيضع قدره ويخمل ذكره ويرفع من يشاء فيعلي مكانه ويرفع شأنه , لا يعلو إلا من رفعه ولا يتضع إلا من وضعه . وقيل : يخفض القسط ويرفعه ) .
      ثم أورد حديث أبي موسى عند مسلم (293) : " إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه , يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل الليل " .

      ثم قال : ( قال أهل العلم : ... ومعنى يخفض القسط ويرفعه , يخفض العدل بتسليط ذا الجور ، ويرفع العدل بإظهاره العدل , يخفض القسط بأهل الجور , ويرفع العدل بأئمة العدل , وهو في خفضه العدل مرة ورفعه أخرى يبتلي عباده لينظر كيف صبرهم على ما يسؤهم , وشكرهم على ما يسرهم ) ا.هـ
      4_ وقال الشيخ ابن سعدي في "الحق الواضح المبين" (258) : ( وهو الرافع لأقوام قائمين بالعلم والإيمان , الخافض لأعدائه ) ا.هـ
      وقال في "توضيح الكافية الشافيه" (390) : ( واعلم أن صفات الأفعال ... كلها متعلقة وصادرة عن هذه الصفات الثلاث : القدرة الكاملة , والمشيئة النافذة , والحكمة الشاملة التامة , وهي كلها قائمة بالله , والله متصف بها , وآثارها ومقتضياتها جميع ما يصدر عنها في الكون كله من التقديم والتأخير والنفع والضر والعطاء والحرمان والخفض والرفع , لا فرق بين محسوسها ومعقولها , ولا بين دينيها ودنيويها ) ا.هـ
      5_ وقال الشيخ محمد خليل هراس في "شرح القصيدة النونية" (2/114) : ( وهو سبحانه الخافض الرافع , يخفض الكفار بالإشقاء والإبعاد , ويرفع أولياءه بالتقرب والإسعاد , ويداول الأيام بين عباده , فيخفض أقواما , يخمل شأنهم , ويذهب عزهم , ويرفع آخرين فيورثهم ملكهم وديارهم ) ا.هـ
      وكل هذه الأقوال حق , وهي داخلة في معنى اسمي : الخافض الرافع .
      والله تعالى أعلم .


      تعليق


      • #48
        رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)

        المعز

        : المعز هو الذى يهب العز لمن يشاء ، الله العزيز لأنه الغالب القوى الذى
        لا يغلب ، وهوالذى يعز الأنبياء بالعصمة والنصر ، ويعز الأولياء بالحفظ
        والوجاهه ، ويعز المطيع ولو كان فقيرا ، ويرفع التقى ولو كان عبد حبشيا

        وقد اقترن اسم العزيز باسم الحكيم ..والقوى..وذى الأنتقام ..والرحيم
        ..والوهاب..والغفار والغفور..والحميد..والعليم..وال مقتدر..والجبار . وقد
        ربط الله العز بالطاعة، فهى طاعة ونور وكشف حجاب ، وربط سبحانه الذل
        بالمعصية ، فهى معصية وذل وظلمة وحجاب بينك وبين الله سبحانه، والأصل فى
        اعزاز الحق لعباده يكون بالقناعة ، والبعد عن الطمع



        تعليق


        • #49
          رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)




          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          المذل


          هو الذي يهب القوة والغلبة والشده لمن شاء فيعزه ، وينزعها عمن يشاء فيذله .










          المذل : الذل ما كان عن قهر ، والدابة الذلول هى المنقادة غير متصعبة ، والمذل هو الذى يلحق الذل بمن يشاء من عباده ، إن من مد عينه الى الخلق حتى أحتاج اليهم ، وسلط عليه الحرص حتى لا يقنع بالكفاية ، واستدرجه بمكره حتى اغتر بنفسه








          ، فقد أذله وسلبه ، وذلك صنع الله تعالى ، يعز من يشاء ويذل من يشاء والله يذل الأنسان الجبار بالمرض أو بالشهوة أو بالمال أو بالاحتياج الى سواه ، ما أعز الله عبد بمثل ما يذله على ذل نفسه ، وما أذل الله عبدا بمثل ما يشغله بعز نفسه ، وقال تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين
          اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
          اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
          وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

          تعليق


          • #50
            رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)




            السميع


            هو الذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع البصير .



            قال الله : { وكان الله سميعاً بصيراً }(سورة النساء الآية 134)

            وكثيراً ما يقرن الله بين صفة السمع والبصر فكل من السمع والبصر محيط بجميع متعلقاته الظاهرة ، والباطنة فالسميع الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات، فكل ما في العالم العلوي والسفلي من الأصوات يسمعها سرّها وعلنها وكأنها لديه صوت واحد ، لا تختلط عليه الأصوات، ولا تخفى عليه جميع اللغات، والقريب منها والبعيد والسر والعلانية عنده سواء :


            { سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف باليل وسارب بالنهار }(سورة الرعد الآية 10 ) ،

            { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير }(سورة المجادلة الآية 1 )؛ قالت عائشة :(( تبارك الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد جاءت المجادلة تشتكي إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وأنا في جانب الحجرة ، وإنه ليخفى علي بعض كلامها،



            فأنزل الله : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها }(سورة المجادلة الآية 1 ) )) الآية ، وسمعه الله نوعان : أحدهما : سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفية والجلية ، وإحاطته التامة بها .



            الثاني : سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم ، ومنه قول القرآن: { إن ربي لسميع الدعاء}(سورة إبراهيم الآية39) وقول المصلي (سمع الله لمن حمده ) أي استجاب
            اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
            اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
            وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

            تعليق


            • #51
              رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)






              البصير

              هو الذي يرى الاشياء كلها ظاهرها وباطنها وهو المحيط بكل المبصرات .







              الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسماوات، حتى أخفى ما يكون فيها فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، وجميع أعضائها الباطنة والظاهرة وسريان القوت في أعضائها الدقيقة، ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار وعروقها وجميع النباتات على اختلاف أنواعها وصغرها ودقتها، ويرى نياط عروق النملة والنحلة والبعوضة وأصغر من ذلك . فسبحان من تحيرت العقول في عظمته، وسعة









              متعلقات صفاته، وكمال عظمته، ولطفه، وخبرته بالغيب، والشهادة، والحاضر والغائب، ويرى خيانات الأعين وتقلبات الأجفان وحركات الجنان، ذكر القرآن : { الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم }(سورة الشعراء الآيات 218-220) ،

              { يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور }(سورة غافر الآية 19) ، {والله على كل شيءٍ شهيد }(سورة البروج الآية 9) ، أي مطلع ومحيط علمه وبصره وسمعه بجميع الكائنات.






              اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
              اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
              وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

              تعليق


              • #52
                رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)

                أخواتى
                أنا التائبة

                شيرين ابراهيم

                جزاكم الله عنا الجنان
                رفع الله قدركم

                تعليق


                • #53
                  رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)

                  المشاركة الأصلية بواسطة أم خطاب مشاهدة المشاركة
                  أخواتى
                  أنا التائبة

                  شيرين ابراهيم

                  جزاكم الله عنا الجنان
                  رفع الله قدركم


                  اللهم آآآآآآآآآآآمين

                  مشكورة أختى الكريمة
                  ((أم الخطاب ))
                  اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
                  اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
                  وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

                  تعليق


                  • #54
                    رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)

                    المشاركة الأصلية بواسطة أم خطاب مشاهدة المشاركة

                    جزاكم الله عنا الجنان
                    رفع الله قدركم
                    اللهم آآآآآآمين واياك اختى ام خطاب
                    جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ونفع بك


                    تعليق


                    • #55
                      رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)

                      الحكم

                      الحَكَم بفتح الحاء والكاف . والحَكَمُ ، والحاكم بمعنىً واحد ، إلا أنَّ فقهاء اللغة يقولون: أيَّة زيادةٌ في المبنى ؛ لا بدَّ من أن يقابلها زيادةٌ في المعنى .
                      أصل الحَكَمِ المنعُ . حكمه أي منعه . والحكمةُ : هي الحديدة التي تمنع الفرس من السفاهة .. هكذا جاء في معاجم اللغة .

                      قال بعض العلماء : " الحَكَم؛ صاحب الفصل بين الحقِّ والباطل ".

                      فالله سبحانه وتعالى هو الحكم ، صاحب الفصل بين الحقِّ والباطل، صاحب الفصل بين البارِّ والفاجر ، المجازي كلَّ نفسٍ بما عملت ، وهناك آيات كثيرةٌ جداً تؤكِّد هذا المعنى .. فقد قال تعالى :
                      {
                      {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ
                      آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا
                      يَحْكُمُونَ

                      قال الغزاليّ : "
                      الحكم ؛ هو الحاكم المحكَّم ، والقاضي المسلَّم ، لا رادَّ لقضائه ، ولا معقِّب لحكمه " . في الدنيا قد يحكم القاضي ، ولكنَّ محكمة النقض تنقُض حكمه ، وقد يحكم رئيس محكمة النقضِّ ، ولا يُصدَّق حكمُه ، لكنَّ الله سبحانه وتعالى لا معقِّب لحكمه ، وإذا أراد الله بقومٍ سوءاً فلا مردَّ له لا تعقب لحكمه.

                      قال : " الحكم ؛ هو الذي لا يقع في وعده ريب " ، إذا وعد ومن أصدق من الله حديثاً ، ومن أوفى بعهده من الله ، ولا في فعله عيب .. لا في وعده ريب ، ولا في فعله عيب " . .. لأنَّ ربنا عزَّ وجلَّ يطمئننا ، إذا حدَّثنا عن المستقبل ، جاء الفعل ماضياً ففي قوله تعالى :
                      أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا
                      يُشْرِكُونَ

                      " أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ".. لم يأت بعد .. " فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ " ، معنى ذلك أنَّه لم يأتِ ، لكن ليقين وقوعه أتى.

                      " والحكم ؛ هو الذي حكم على القلوب بالرضى والقناعة وعلى النفوس بالانقياد والطاعة ". فالمؤمن عرف أنَّها حياةٌ دنيا ، حياة إعداد ، حياة تمهيد ، لذلك رضي عن الله ، رضي عن جسمه ، عن عقله ، عن إمكاناته ، عن دخله ، عن بيته ، عن زوجه ، عن أولاده ، عن بناته ، راضي .. من الذي ألقى في قلبه الرضى ؟ الله سبحانه وتعالى ، لقربه من الله ألقى في قلبه السكينة والرضا .

                      من بعض معاني هذا الاسم العظيم الحكم .. النّافذ حكمه ، فالإنسان أحياناً يصدر تعليمات فلا تنفَّذ ، أو تنفَّذ في مركز المدينة ، وفي أطرافها لا تنفَّذ ، ما أكثر التعليمات التي تصدر والتي لا تنفَّذ . فبالطبع ليس كلَّ إنسان حكمه نافذ ,, ، أما الله سبحانه وتعالى ، الحكم النافذ حكمه .

                      ومن معانى الحكم ،. الله عزَّ وجلَّ مربٍّ ، يعاقب ، ويُلقي في روع الإنسان لماذا فعل معك كذا وكذا . مثــــال : أحد الأشخاص عليه زكاة ماله ولم يدفعها ، سيّارته أُصيبت بحادث وهذا شيء طبيعي أما أن يأتي ثمن التصليح مع الطلاء ، قطع الغيار مطابقاً لمبلغ الزكاة بدقّة على مستوى الليرة الواحدة - فكان مبلغ الزكاة - 11815 ليرة سوريّة - ، وهو نفسه مبلغ التصليح ، فهذا تعليم من الله .. بخلت بزكاة مالك فدفعت المال بلا طائل ، فالله عزَّ وجلَّ حكم يعاقب ، ويُلقي في روع الإنسان أنَّه فعل كذا وكذا.

                      فالله حكم ، إن عملت عملاً طيِّباً ، يُلقي في روعك أنَّه راضٍ عنك ، وإن عملت لا سمح الله عملاً سيِّئاً ، يريك مناماً مخيفاً أحياناً ، أو انقباضا فتشعر بضيق ، والدنيا كلُّها لا تسعه ، فضيق القلب ، أو انشراح الصدر هو من أساليب ربنا التربويّة ، فهو يربّي ، فإن كان عملك طيِّباً تجدك منطلقاً ، والناس قد يكونوا في همّ وغم ، وأنت مستثنى وليس لك علاقة بشيء ، وإذا لم يكن عملك طيباً فيكون هناك انقباضٌ.



                      تعليق


                      • #56
                        رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)

                        العدل

                        الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى عدل في خلقه، وعدل في تشريعه وعدل في أمره التكويني، وفي أفعاله، أي عدل في خلقه وعدل في أمره وعدل في فعله، خلق وأمر وفعل فعدل فهو عدل.
                        عدل في خلقه، فمكان اليد مناسب جداً، و في موقع متوسط، و الشيء المعتدل الذي هو بين الإفراط والتفريط، فمفتاح الكهرباء مثلاً إذا وضع في مكان يتناسب مع أهل البيت، فالأب ييحرك يده إلى مستوى معين فيطالعه، و الأم والابن وجميع من في البيت يستعملونه براحة فهذا المكان معتدل، ولو كان مرتفعاً لاحتاج الأمر إلى سلم، ولو كان منخفضاً مع الأرض لاحتاج الأمر إلى أن ينبطح الإنسان ليتألق المصباح، أما أن يكون هذا المفتاح في مكان معتدل بين الارتفاع والانخفاض فهذا المكان اسمه مكان معتدل، والاعتدال من العدل والاعتدال هو التوسّط، ودائماً التوسّط هو الموقف الأكمل بين الإفراط والتفريط.


                        و لو أن الإنسان رأى في كأس الماء كل الكائنات الحية لما شرب الماء، فلو أن العين بلغت من الدقة بحيث ترى كل شيء لاستحالت حياتنا شقاءً، ولو أنَّ العين بلغت من ضعف الرؤية ألا ترى الشيء الخطر لهلكنا، إذاً في الحالة الأولى إفراط وفي الثانية تفريط، فعتبة الرؤية لها حد معتدل، فالله سبحانه وتعالى عدل في خلقه.


                        وأما عن عتبة السمع، فهناك أصوات لا تسمعها، ولو سمعتها لما نمت الليل، فالموجات الصوتية تتخامد، وليست كالأمواج الكهرطيسية التي لا تتخامد، وقد أطلقت مركبة إلى كوكب المُشتري وبقيت مركبة الفضاء تطير في الفضاء بسرعة أربعين ألف ميل في الساعة، فقضت ست سنوات إلى أن وصلت، وأَرسلت منه رسائل بالراديو، وكما يقولون فإن الأمواج الكهرطيسية لا تتخامد بل تبقى سِعَتُها هيَ هيَ، لذلك فهذه الأمواج الكهرطيسية هي سبب البث الإذاعي، والفاكس والتلكس، فالأمواج الصوتية العادية تتخامد، ولو كانت كالأمواج الكهرطيسية، لسمعت في دمشق وفي هذا المسجد كل صوت في الأرض، كصوت أمواج البحار، ومعامل الفولاذ، وانفجارات البراكين، ولأصبحت الحياة مستحيلة، إذاً عتبة السمع وتخامُد الأصوات هذا خلق معتدل، بين الضجر الذي لا يُحتمل وبين الضعف الذي لا يقابل إذاً: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ49)﴾


                        إذاً فبصرك بقدر، وسمعك بقدر، ورؤيتك بقدر، والإنسان أحياناً تُجرح يده فلو أمسك باب الثلاجة عندئذٍ لأحس بلسع الكهرباء الساكنة، ولو تناول طعاماً فيه حمض لتألم، فيقال لك: عرق ملح، ولو أن الأعصاب الحسية نمت أكثر مما هي عليه لأصبحت الحياة مستحيلة، وكذلك أعصاب الضغط وأعصاب الحس والسمع والرؤية والحركة.
                        فمفصل المرفق في مكان معتدل بحيث يمكن أن تأكل، ولو لم يكن هذا المفصل فلابد من أن تنبطح كالقطة، إذ تضع الصحن على الأرض وتنبطح وتأكله بلسانك، ولا يوجد طريقة ثانية فمكان المفصل معتدل.


                        وضع اليد على الكتف، فلو كانت على الورك إلى الأسفل مع القدم لفسد كثير من أمرك، أو لو أن العين في قمة الرأس أو في الظهر أو في الكف، لاختل نظام حياتك وعملك، فما معنى: الله خلقه ؟
                        ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)﴾


                        أي خلقك أيها الإنسان بحواسك وأعضائك وأجهزتك والغدد الصماء وجهاز الهضم والقلب والرئتين وكل ذلك باعتدال، إذاً فسوّاك فعدلك.
                        وكذلك تجد الاعتدال بخيوط النسيج، فلو أن الثوب يهترئ من لبسة واحدة لشق الحال على الناس. فليس معقولاً أن تتصور إنساناً اشترى قطعة جوخ وفصّلَهَا وأخذ قياسات، الحين بعد الحين، وبعد شهر استلمها صاحبها ثم لبسها لبسةً واحدةً واهترأت ! فترى الخيط له متانة معتدلة تلبسها سنة أو سنتين وتهنأ بها، ثم تهترئ، إذاً فالخيوط تماسكها باعتدال.

                        وهذه الدجاجة تعطي كل يوم بيضة، فلو أعطت كل شهر بيضة لكان البيض غالي الثمن كثيراً، و لو كان ثمن العلف للبقر يفوق ثمن حليبها فلا يُربي أحد بقراً، إذاً كمية الحليب التي تنتجها البقرة بالقياس إلى ثمن العلف باعتدال.
                        ويمكن أن تسير بهذا الطريق إلى مائة عام، فتشعر وتتحقق:
                        ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)﴾


                        لا إفراط ولا تفريط ولا تهور ولا تقصير، ولا مبالغة ولا إيجاز، بل كل شيء خلقه الله باعتدال، فهو عدل في خلقه.
                        بُعد الأرض عن الشمس، باعتدال فلو أن الشمس أقرب لأصبحت الأرض فرناً، ولو أنها أبعد لأصبحت الأرض قبراً جليدياً، إذاً الشمس والقمر بحسبان والمسافات بمنتهى الدراسة الدقيقة.
                        والطفل يبقى في بطن أمه تسعة أشهر، ولو بقي خمس سنوات فأمر لا يُحتمل، ولو كان الحمل أسبوعاً واحداً لأصبح عندك مائتا ولد وهذا شيء لا يحتمل أيضاً، ولو كان المبيض عند المرأة ينتج البيوض إلى ما لا نهاية كالرجل لكنت تراها في الخامسة والثمانين حاملاً ويجيئها المخاض، وهي عجوز بلا أسنان، فالبيوض عدد معتدل وحينما تنفذ هذه البيوض في سن اليأس أي في الخامسة والأربعين إلى الخمسين فلا حمل من بعد، فهذه رحمة الله بالمرأة، فهو عدل في خلقه.
                        هذه أمثلة مرتجلة غير معدة مسبقاً، من خلق السماوات والأرض و الشمس و القمر والليل والنهار، ولو كان النهار خمسين ساعة وطاقتك ثماني ساعات، تفتح المحل وتغلقه وتذهب إلى البيت وتنام في النهار وغيرك يعمل، لا ينيمك الليل، تعود وتعمل مرة ثانية فحياة لا تحتمل ولو جعل النهار خمسين ساعة والليل خمسين ساعة تنام وتستيقظ وتعمل وتنام وتستيقظ وتعمل ولعمّ الخلل وانعدم النظام، قال تعالى:
                        ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71)﴾


                        إذاً: يجب أن تؤمن بأن طول الليل وطول النهار وبعد الشمس و القمر عن الأرض، وحجم القمر و الأرض كله عدل وبقدر:
                        ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)﴾


                        ولو أن حجم الأرض خمسة أمثال حجمها الحالي، فوزنك يتضاعف خمسة أمثال وتصبح حركتك أشغالاً شاقة لأنَّ وزن الإنسان متعلق بحجم الأرض، والدليل وزن الإنسان على سطح القمر سدس وزنه الحالي يهبط من ستين كيلو إلى عشرة.
                        إذاً: حجم الأرض وكثافتها وقوة جذبها وبُعدها عن الشمس وعن القمر وهي تجري وتدور، كل ذلك باعتدال، فسبحان من خلق فسوى.
                        وأما المحاصيل، فلو أن القمح ينضج تباعاً كالبطيخ، لاحتجنا إلى أن نمسك سنبلة سنبلة لنتبيّن هل نضجت فنقطعها أم لا فنتركها ؟ لكن السنابل تحتاج ثلاثة أشهر ثم تستحصد كلها دفعة واحدة وتجمع القمح في يوم واحد، أما الفواكه فتنضج تباعاً.
                        إذاً:
                        ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)﴾
                        فالله سبحانه وتعالى عَدْلٌ في خلقه، أي خلقه في درجة مناسبة حكيمة معتدلة دقيقة مدروسة كما يقولون، وهذا الذي قاله الله عز وجل في الآية السابقة ؛ عدل في خلقه.
                        إذا استيقظت صباحاً وصليت الفجر وجلست كي تفكر فيمكن أن تمشي في هذا الباب الطيب الذي يزيدك معرفةً بالله إلى مسافات طويلة، فانظر كل شيء فأمره إلى الاعتدال !


                        تصوّر لو كان قِشرُ البندورةِ للبطيخ، فلن تأكل بطيخة في حياتك لأنها لا تنتقل معك من مكان إلى آخر، وتصوّر قشرَ البطيخ للبندورة، فتصير كلها قشراً.. القشر معتدل والحجم والقِوام و الطعم معتدل والحلاوة معتدلة فتصميم ربنا عجيب.
                        وقد يصنع الإنسان حلويات بعيارات غير دقيقة فتنبو على الذوق، أما ربنا عز وجل خلق فقدر فتأكل التفاح والإجاص والكمثرى والعنب والتين والبلح، وكله باعتدال
                        إذاً: أول معنى من معاني العدل عدل في خلقه، يعني خَلَقَهُ بِحِكمة بالغة، وهذه آية أخرى تعبر عن هذا المعنى نفسه:
                        ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ﴾
                        (سورة الأنعام من الآية 73)


                        يعني بالحق بالدرجة الحكيمة، المعتدلة التي لا تزيد ولا تنقص، فتأمل خلقك، ثم تأمل طعامك ؛ وكذلك أجل نظرك في خلق الإبل: قال تعالى:
                        ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)﴾
                        (سورة عبس)
                        ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)﴾
                        (سورة الطارق)
                        ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ(20)﴾
                        (سورة الغاشية)


                        هذا في خلقه فاعتبروا يا أولي الألباب.
                        والآن في أمره: أمرك أن تصوم ثلاثين يوماً في العام فلو أمرك أن تصوم ستة أشهر، فشيء فوق طاقة البشر، والدليل أن الإنسان يشعر أن آخر خمسة أيام من رمضان طويلة شاقة وكأن كل يوم شهر، فثلاثون يوماً هذا هو الحد المعتدل، وأمرك أن تُصلي خمس مرات فلو كانت خمسين صلاة وكل صلاة خمسون ركعة لما أطقنا ذلك فالأمر معتدل:
                        ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾
                        (سورة البقرة من الآية 286)
                        فالصيام إذاً معتدل، والحج في العمر مرة، والزكاة ربع العشر، فالشريعة عدل إذاً، ولكن انظر في قوانين البشر أن بعض الضرائب بالمئة ثمانون إلى ثلاث وتسعين فكم يشعر الإنسان أنه مغبون، بينما الزكاة ربع العشر، النسبة المعتدلة بالألف خمس وعشرون ليرة وبالمائة ليرتان ونصف، وفي مائة ألف ألفان وخمس مائة، وفي مليون خمسة وعشرون ألفاً فالرقم مقبول، ومعه راحة نفسية، فالزكاة، والصيام، والحج كلٌ باعتدال، وحتى الأوامر فمثلاً غُضّ من بصرك، فلو كان الإنسان يمشي في الطريق وفاجأه منعطفٌ حادٌ وفجأة مرت أمامه امرأة فعليه أن يغض من بصره، لا أن يكفه كلية، فكف الصر كلية فيه عَنت ومشقة، لكن الله لطيف بعباده فلم يقل لا تنظر بل قال:
                        ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾
                        (سورة النور من الآية 30)
                        ولو قال: غضوا أبصاركم. لَهَلَكنا جميعاً، ولكن جاء الأمر:
                        ﴿مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾
                        فإذا حصل مفاجأة غير متوقعة وبأقل من عُشر الثانية غضضت بصرك فلا شيء عليك، فالأمر معتدل.
                        أَمرُ غضِ البصر معتدل، وأمر الزكاة معتدل، وأمر الصوم معتدل فإن سافرت رخّص لك بألا تصوم:
                        ﴿أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾
                        (سورة البقرة من الآية 184)
                        وإن كنت على سفر فصلِّ ركعتين فقط في الرباعية، اقصُر من الصلاة، والقصر عند السادة الأحناف واجب.
                        وأنت على موعد مع السيارة ومع الطائرة ومع المطار وفكرك مضطرب، فقال لك صلِّ الظهر ركعتين، واجمع جمع تقديم وجمع تأخير فالشرع معتدل، والله عَدْلٌ في خلقه، وعَدْلٌ في أمره.


                        قبل أن نتابع الموضوع، فما حظ العبد من هذا الاسم ؟ نحن دائماً بأسماء الله الحسنى لنا هدفان كبيران، الهدف الأول أن نتعرف إلى الله، وهل في الحياة كلها موضوع أجدر من أن نعرف الله عز وجل، أي هذه الذات الكاملة التي ستبقى في جوارها إلى أبد الآبدين، والهدف الثاني طاعته لنسعد بقربه ورضاه وجنته.
                        وإذا أراد إنسان الزواج، فإنه يخطب عشر سنوات حتى يجد من يطمئن إليها لأنه كما يبو له أنه سيبقى معه العمر كله، أربعين أو خمسين سنة، وقال أحدهم: لمّا بدأت والدته تخطب له بقيت تخطب خمسة عشر عاماً، ثم استقرَّ الرأيُ على فتاة كانت قد ولدت يوم خرجت والدته لأول مرة للخطبة ؛ ويقولون الزوجة رفيقة العُمر ولابد من الأناة والتروّي لاختيارها، فأنت سوف تعيش في جوار الله ورحمته إلى الأبد، وهل هناك ذاتٌ تستحق أن تعرفها غير الله عز وجل، وهل هناك موضوع أخطر من أن تعرف الله تعالت قدرته، فلذلك ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، فإذا قلت يا لطيف، يا رحيم يا غني يا قدير ألا ينبغي أن تعرف ما معنى قدير.
                        وهناك أشخاص كثيرون يصابون بمرض، فيقول الطبيب لأحدهم: ليس لك أمل في الشفاء فتراه ينهار ! لأنه لا يعرف أن الله قادر على شفائه مهما يكن المرض عضالاً، ومهما يكن كلام الأطباء قطعياً، وهناك بنت مثلاً ولا أمل في شفائها والنتيجة الموت، ولكن ربنا عز وجل يخلق الشفاء إذا شاء ومتى شاء، فقد خلقه وشفيت، ويخلق من الضعف قوة، و من الضيق فرجاً، ومن اليأس مخرجاً، وعندما يقول الإنسان يا قدير وييأس فهو لا يعرف القدير، والذي نريد أن نقوله، هو أنك إذا عرفت القدير زالَ عنكَ اليأس، وأنا أؤكد أنك إذا أيقنت أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يشفيك من أخطر مرض وبِلا سبب فأنت ذا إيمانٍ حقاً ولا يأس مع الإيمان، يقول العارفون ويرددون: " يا رب لا كرب وأنت الرب "، وهل يتألم الإنسان والله موجود ؟ وهل يخاف والله موجود ؟ فهو يطمئنه، و ينصره و يقويه و يشفيه فاسمعوا كلام سيدنا إبراهيم في قوله تعالى:
                        ﴿قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)﴾
                        (سورة الشعراء)
                        يخلق، ويهدي، ويرزق، ويشفي، ويُحيي، ويميت، ويغفر؛ ذلكم الله رب العالمين لذلك: " يا رب لا كرب وأنت الرب "، وأكرر وأعيد هذا الكلام الدقيق ؛ لا يحق لمؤمن بالله أن يحزن، فالله معك فأحسن الظن والثقة بالله، قال تعالى:
                        ﴿وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12)﴾
                        (سورة المائدة)
                        فمثلاً إذا كان هناك شخص قوي نسبياً في المجتمع وقال لآخر: أنا معك فلا تخف، وهذا رقم هاتفي، طبعاً هذا معتدٍ فقد يمنعه وقد لا يمنعه، وقد، وقد،...، لكن المؤمن إذا طمأنه الله فالأمن محقق وقال سبحانه:
                        (( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ))



                        تعليق


                        • #57
                          رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)




                          اللطيف

                          هو البر الرفيق بعباده ، يرزق وييسر ويحسن اليهم ، ويرفق بهم ويتفضل عليهم .

                          قال الله : { الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز}(سورة الشورى الآية 19) وذكر القرآن : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}(سورة الأنعام الآية113(

                          اللطيف من أسمائه الحسنى جل وعلا ، وهو الذي يلطف بعبده في أموره الداخلية المتعلقة بنفسه، ويلطف بعبده في الأمور الخارجية عنه ، فيسوقه ويسوق إليه ما به صلاحه من حيث لا يشعر. وهذا من آثار علمه وكرمه ورحمته،

                          فلهذا كان معنى اللطيف نوعين :


                          1)أنه الخبير الذي أحاط علمه بالأسرار والبواطن والخبايا والخفايا ومكنونات الصدور ومغيبات الأمور ، وما لطف ودقّ من كل شيء .


                          2)النوع الثاني: لطفه بعبده ووليه الذي يريد أن يتمَّ عليه إحسانه، ويشمله بكرمه ويرقيه إلى المنازل العالية فييسره لليسرى ويجنبه العسرى ، ويجري عليه من أصناف المحن التي يكرهها وتشق عليه ، وهي عين صلاحه والطريق إلى سعادته، كما امتحن الأنبياء بأذى قومهم وبالجهاد في سبيله.




                          اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
                          اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
                          وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

                          تعليق


                          • #58
                            رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)

                            ((&*الخبير &*))

                            هو العليم بدقائق الامور ، لا تخفى عليه خافية ، ولا يغيب عن علمه شيء فهو العالم بما كانم ويكون .


                            قال الله :{ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير } (سورة الأنعام : 18(
                            ************************************************** *********
                            **********************************
                            ************************
                            فهو العليم المحيط علمه بكل شيء : بالواجبات، والممتنعات، فيعلم الله نفسه الكريمة ، ونعوته المقدسة ، وأوصافه العظيمة، وهي الواجبات التي لا يمكن إلا وجودها، ويعلم الممتنعات حال امتناعها ، ويعلم ما يترتب على وجودها لو وجدت.
                            _*_*__*_*__*__*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*__*_*_*_
                            كما ذكر القرآن:

                            { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا }(سورة الأنبياء : 22)

                            _*_*_*_*__*__*__*_*_*_*_*_*_*_*_*_*__*__*_*_*_

                            وذكر القرآن :{ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض }(سورة المؤمنون : 91)
                            اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
                            اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
                            وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

                            تعليق


                            • #59
                              رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)

                              الحليم

                              هو الصبور الذي يمهل ولا يهمل ، ويستر الذنوب ، وياخر العقوبة ، فيرزق العاصي كما يرزق المطيع .


                              قال الله : { واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أنَّ الله غفور حليم}(سورة البقرة الآية 235(


                              •ا لذي يَدِرُّ على خلقه النعم الظاهرة والباطنة ، مع معاصيهم وكثرة زلاتهم، فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم . ويستعتبهم كي يتوبوا ، ويمهلهم كي ينيبوا.


                              وهو الذي له الحلم الكامل الذي وسع أهل الكفر والفسوق والعصيان ، حيث أمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة ليتوبوا ولو شاء لأخذهم بذنوبهم فور صدورها منهم ، فإنَّ الذنوب تقتضي ترتب آثارها عليها من العقوبات العاجلة المتنوعة ولكن حلمه الله هو الذي اقتضى إمهالهم

                              كما ذكر القرآن : { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيراً }(سورة فاطر آية 45)

                              وذكر القرآن : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}(سورة النحل الآية 61(
                              اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
                              اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
                              وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

                              تعليق


                              • #60
                                رد: &**معنى أسماء الله الحسنى **&*****(متجدد)

                                العظيم

                                : العظيم لغويا بمعنى الضخامة والعز والمجد والكبرياء ، والله العظيم أعظم من كل عظيم لأن العقول لا يصل الى كنة صمديته ، والأبصار لا تحيط بسرادقات عزته ، وكل ما سوى الله فهو حقير بل كالعدم المحض ، وقال تعالى ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )
                                وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب : ( لا إله إلا الله العظيم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش العظيم ) . قال تعالى : {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} وحظ العبد من هذا الاسم أن من يعظم حرمات الله ويحترم شعائر الدين ، ويوقر كل ما نسب الى الله فهو عظيم عند الله وعند عباده
                                --------------------------------------------------------------------------------




                                تعليق

                                يعمل...
                                X