اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا
الله أصلُه الإله، واسم الإله كما اسم الله؛ جامعٌ لجميع الأسماء الحُسْنَى والصِّفات العُلَى، ومعنى "الإله" المعبود، وقول الموحِّدين "لا إله إلا الله" معناه: لا معبودَ غير الله. وَرَدَ ذكرُه منفردًا في القرآن 28 مرةً. أثرُ الإيمان بالاسم: مَنْ عَرَفَ الإله عَرَفَ أن ليس في السماوات والأرض غيره؛ ( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ)[الزخرف: 84]؛
فَيَأْلَه إليه بالاعتماد عليه في الرَّخاء والشِّدَّة، ويَخْلَع كلَّ إله سواه.
الهوى من أضل ما يتَّخذه العبد إلهًا بالطاعة دون الله؛(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) [الجاثية: 23]؛ فلا يكون هواه إلَّا في عبادة الحَقِّ.
التعديل الأخير تم بواسطة راجية رضى الرحمن; الساعة 27-10-2010, 06:47 PM.
فسرها صلى الله عليه وسلم تفسيرًا واضحًا فقال: «اللهمَّ أنت الأولُ فليسَ قَبلكَ شيءٌ وأنت الآخر فليسَ بعدك شيءٌ وأنتَ الظاهرُ فليسَ فوقك شيءٌ وأنت الباطنُ فليس دونَك شيء»([1]) .
الأَوَّلُ ليس قبله شيء، السَّابق للأشياء كلِّها؛ فاسْتَحَقَّ الأَوَّليَّةَ؛ إذ كان موجودًا ولا شيء قبله ولا معه، وكُلُّ شيء هالكٌ إلَّا وجهه؛ قال صلى الله عليه وسلم: «كَان اللهُ ولمْ يَكُنْ شيءٌ غَيْرُه، وكَانَ عَرْشُهُ عَلى الماء»([2]) . أَثَرُ الإيمان بالاسم: عبوديَّتُه – سبحانه - باسمه الأَوَّل تَقْتَضي النَّظَرَ إلى سَبْق فضل الله ورحمته في كلِّ نعمة دينيَّة أو دنيويَّة؛ إذ السَّبَبُ والمسبّب منه تعالى، وهو المبتدئ بالإحسان من غير وسيلة من العبد؛ فمنه – سبحانه - الإيجادُ ومنه الإعدادُ ومنه الإمدادُ؛ فلا يُلْتَفَتُ إلى غَيْره ولا يُوثَقُ بسواه ولا يُتَوَكَّلُ على غيره؛ كما يقتضيه أن يعلم بأنَّ اللهَ إلهُ الأَوَّلين والآخرين؛ فيأخذ نفسَه بالتَّقَدُّم والسَّبْق إليه في الدُّنيا؛ ليكون من أهل السَّبْق في الآخرة؛ (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) [الواقعة: 10-12].
التعديل الأخير تم بواسطة راجية رضى الرحمن; الساعة 20-11-2010, 08:46 AM.
الآخـر الدليل من القرآن أو السنة
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ [الحديد: 3] ورد ذكره في القرآن الكريم
مرة واحدة
ليس بعده شيء، ولا انتهاء لوجوده، وهو غايةُ كلِّ مخلوق.
أَثَرُ الإيمان بالاسم:
التَّوَجُّهُ لله – تعالى - على أنَّه هو الغاية، كما يَقْتَضي ألَّا يَرْكَنَ لأسباب الحياة من مال وجاه ونحوه؛ فمصيرُها الزَّوالُ ويبقى الدَّائمُ الباقي بعدها حيث التَّعَلُّق بالآخر عزَّ وجلَّ تَعَلُّقًا لا يَزُول ولا يَنْقَطع؛ بخلاف التَّعَلُّق بغيره.
التَّعَبُّدُ باسميه (الأول والآخر) يوجب صحَّةَ الاضطرار إلى الله وحدَه ودوامَ الفقر إليه دون سواه، وأن الأمرَ منه، وإليه يَرْجع؛ فهو الأوَّلُ الذي ابتدأت منه المخلوقات والآخرُ الذي انتهت إليه عبوديَّتُها وإرادتُها ومحبَّتُها.
أَكْثَرُ الخَلْق تَعَبَّدُوا له باسمه (الأَوَّل)؛ بمعنى أنَّهم آمنوا أنَّه خالقُ الكون؛ وإنَّما الشَّأْنُ في التَّعَبُّد له باسمه (الآخر)؛ فهذه عبوديَّة الرُّسُل وأتباعهم التي تَقْتَضي من العبد مع إيمانه العملَ للآخر
اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا
الظـاهر
الدليل من القرآن أو السنة
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ)[الحديد: 3]
ورد ذكره في القرآن الكريم
مرة واحدة الذي ليس فوقه شيء، الظاهر الغالب العالي على كلِّ شيء علمًا؛ وظاهرُ الشَّيء ما علا منه وأحاط بباطنه، ولا ينافي اسم الظاهر نزوله للسَّماء الدُّنيا في ثُلُث اللَّيْل؛ فَنُزُولُه ليس كمثله شيء لا يماثل نزولَ المخلوق الذي إن نزل زال وصفه بالعلو، والرب لا يكون شيء أعلى منه قَطُّ؛ فهو العليمُ الأعلى. أثرُ الإيمان بالاسم: هو الظَّاهر البادي بحُجَجه وبَرَاهينه النَّيِّرة وأفعاله وآياته المتلوَّة والعيانيَّة؛ فمَنْ تَفَكَّرَ في السماوات والأرض عَلم علمَ اليقين أنَّ له خالقًا مدبِّرًا.
مَنْ تَعَبَّدَ لله بهذا الاسم استقامت له عبوديَّتُه وصار له معقل وملجأ يلجأ إليه ويهرب ويَفرُّ إليه كُلَّ وقت، كما يَقْتَضي منه أن يَرْعَى من أعماله ما تَقَدَّمَ وما تَأَخَّرَ وما يَسْتَظْهره وما يَسْتَبْطنه؛ فإنَّ اللهَ – تعالى - مُطَّلعٌ على الظَّواهر والبواطن يستوي عنده من هو مُخْتَف في قَعْر داره ومَنْ هو سائر في طريقه (سربه) بالنَّهار؛ }سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ{ [الرعد: 10].
اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا
الدليل من القرآن أو السنة هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِن[الحديد: 3]
ورد ذكره في القرآن الكريم مرة واحدة
ليس دونه شيء؛ وهو دليل على اطِّلاعه على السَّرائر والضَّمائر والخفايا ودقائق الأشياء؛ كما يَدُلُّ على كمال قُرْبه ودُنُوِّه، ولا يتنافى الظَّاهر والباطن؛ لأنَّ اللهَ ليس كمثله شيء.
والباطن العالم بكلِّ شيء والعارف ببواطن الأمور وظواهرها، وهو الباطن الذي لا يُحَسُّ؛ وإنَّما يُدْرَك بآثاره وأفعاله، وهو الباطن لجميع الأشياء؛ فلا شيءَ أقربُ إلى شيء منه؛ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ[ق: 16].
أَثَرُ الإيمان بالاسم: من رُزق فهم معنى هذا الاسم وضح له التَّعَبُّد به؛ وهو إحاطةُ الرَّبِّ بالعالم؛ فَأَصْلح له غيبَك؛ فإنَّه عنده شهادةٌ، وزَكِّ له باطنَك؛ فإنَّه عنده ظاهرٌ.
وردت الأسماءُ الأربعةُ (الأول والآخر والظاهر والباطن) مجتمعة مرَّةً واحدةً في السُّنَّة في دعاء: روى مسلم (7064) أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقوله إذا أخذ مضجعه، وفي رواية الترمذي (3818)أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَه لابنته فاطمة رضي الله عنها حين سَأَلَتْه خادمًَا بعد أن أشار عليها بالتَّسْبيح: «اللهمَّ رَبَّ السَّمَوَات وَرَبَّ الأرض وَرَبَّ الْعَرْش الْعَظيم رَبَّنا وَربَّ كُلِّ شيء فَالقَ الحَبَّ والنَّوَى وَمُنَزِّلَ التَّوْراة والإنجيل والفُرقان، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرَّ كُلَّ شيء أَنْتَ آخِذٌ بناصيته، اللَّهمَّ أنتَ الأَوَّلُ فليس قبلَك شيءٌ، وأنتَ الآخرُ فَليسَ بَعْدَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَليْسَ فَوْقَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فليس دونك شيءٌ، اقْض عنَّا الدَّيْنَ وأَغْننا من الفَقْر».
ووردت مرَّةً واحدةً في القرآن الكريم في آيَة لها أَثَرٌ عظيمٌ في دَفْع الوَسْوَسَة وَرَدَ كيدها كما ورد عن سؤال أبي زميل لحبر الأمة ابن عبَّاس - رضي الله عنه - عن شيء يجدُه في صَدْره لن يَتَكلَّم به، فقال له ابنُ عبَّاس: «ما نجا من ذلك أَحَدٌ حَتَّى أنزل اللهُ تعالى:
(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ) [يونس: 94]»، إذا وَجَدْتَ في نَفْسك شيئًا فقل: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)العلم والمعرفة والتَّوْحيد؛ فحقيقٌ بالعبد أن يَبْلُغَ في مَعْرفتها إلى حيث يَنْتَهي به قُوَاه وفَهْمُه
ما شاء الله كلمات رااائعة جزاك الله خيرا أختي وجعلها الله في موازين حسناتك
التعديل الأخير تم بواسطة راجية رضى الرحمن; الساعة 20-11-2010, 08:48 AM.
اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا
العليُّ مُشْتَقٌّ من العُلُوِّ؛ فهو العليُّ في ذاته العالي على غَيْره شَرَفًا ورفعةً وهو العليُّ في دُنُوِّه القريبُ في عُلُوِّه، وجميعُ معاني العُلُوِّ ثابتةٌ لله من كُلِّ وَجْه؛
فَلَه تعالى:1-عُلُوُّ ذات: أنَّه مُسْتَو على عَرْشه فوقَ خَلْقه، وهو مع هذا مُطَّلعٌ على أَحْوالهم مُدَبِّرٌ لأمورهم
.2- عُلُوُّ قدر:وهو عُلُوُّ صفاته وعظمتُها؛ فلا يماثله صفةُ مخلوق؛ بل لا يَقْدرُ الخلائقُ كُلُّهم أن يحيطوا بمعاني صفة واحدة من صفاته؛ قال تعالى: وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه: 110]
.3- عُلُوُّ قَهْر وغَلَبة: أنَّه القَهَّارُ قَهَرَ الخَلْقَ كُلَّهم؛ فَنَواصيهم بيده، وما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولو اجتمع الخَلْقُ على إيجاد ما لم يَشَأْه الله أو مَنْع ما شاء، لم يَقْدروا ولم يَمْنعوا؛ وذلك لكمال اقتداره ونفوذ مشيئته وشدَّة افتقار المخلوقات كلِّها إليه من كُلِّ وَجْه.
أثر الإيمان بالاسم:- يَقْتَضي إثباتَ العُلُوِّ لله بكلِّ معانيه دون تعطيل أو تأويل. - اجْتَهَدَ أَهْلُ العلم في إثبات صفة العُلُوِّ له؛ ردًّا على قول أهل البدع بحلول الله بذاته في أجساد البشر وفي البيوت وغيرها من الأماكن على الأرض، وقولهم أنَّ استواءه على العرش مجازيٌّ وليس حقيقيًّا. - وهذا التَّجَنِّي على الله – تعالى - كَشَفَه العلماءُ بإثبات العُلُوِّ لله؛ بالتَّالي: - استواءُ الله على العَرْش حقيقيٌّ؛ ففي اللُّغة الاستواءُ هو الاستقرارُ في العُلُوِّ؛اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ [هود: 44].
- أنَّ التَّنْزيلَ لا يكون إلَّا من عُلُوٍّ؛ وقد ثَبَتَ في القرآن بعبارات مختلفة(نَزَّل، أنزلناه، تَنزيلُ)؛
كما أنَّ الرَّفْعَ لا يكونُ إلَّا إلى عُلُوٍّتَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [المعارج: 4]، والعملُ الصَّالحُ والكلامُ الطَّيِّبُ يَصْعَدان إليه، ورَفْعُه لعيسى - عليه السلام - ومعراجُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
-أنَّ العربَ والعجمَ إذا نزلت بهم شدَّةٌ رَفَعُوا أيديَهم للسَّماء يَسْتَغيثون اللهَ، وقد سأل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم جاريةً: «أين الله؟» قالت: في السماء. وأشارت برأسها إلى السَّماء؛ فَأَمَرَ مَوْلاها أَنْ يُعْتقَها؛ لأنَّها مؤمنةٌ
له العُلُوُّ المطْلَقُ في ذاته دونَ إضافة إلى موجود من موجوداته؛ أي لا يقارن بغيره؛ فيقال: هو الأعلى وكُلُّ شيء تحتَ قَهْره وسُلْطانه وعَظَمَته؛ فهو الذي على العرش استوى وعلى الملك احتوى، وبجميع صفات العظمة والجلال والكمال اتَّصَفَ، وإليه فيها المنْتَهَى.
أَثَرُ الإيمان بالاسم: من سُنَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم في سُجُود الصَّلاة قولُه: «سُبْحَانَ رَبَّيَ الأَعْلَى». وعَلَّلَ ذلك بأنَّ السُّجودَ غايةٌ في الخضوع والتَّذَلُّل من العبد بأشرف شيء فيه لله - وهو وَجْهُه - بأن يَضَعَه على التُّراب؛ فناسب في غاية سفوله أن يَصفَ ربَّه بأنَّه الأعلى؛ فالعبدُ ليس له من نفسه شيء، وليس له من العظمة نصيبٌ؛ فهو خُلق من العَدَم. عُلُوُّ الخَلْق من عُلُوِّه تعالى؛ كما أنَّ عزَّتَهم من عزَّته، وعلى قدر الإيمان والعمل يكون العُلُوُّ في الدُّنيا والآخرة؛}إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ{[المطففين: 18]؛ فَيَجْتَهد الإنسانُ أن يَكونَ في "علِّيِّين"؛ وهي جَنَّاتُ المقرَّبين أعلى من جنات أصحاب اليمين؛ فأصحابُ علِّيِّين جُلَساءُ الرَّحمن، وهم أصحابُ المنابر من نور عن يمينه. وفي الدُّنيا يكون عُلُوًّا يَمْنَحُ القُوَّةَ بمنعه الوهن، ويَمْنَح السَّعادةَ بدَفْعه الحَزَن: }وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{ [آل عمران: 139]؛ وما تلك السَّعادة والقوة إلَّا لأنَّ هذا العُلُوَّ يُدخل صاحبَه في معيَّة الله؛ }فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ{ [محمد: 35]. دلَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه على ما يُرفَعُ به الدَّرجاتُ: }وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا{ [طه: 75]، }يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ{ [المجادلة: 11]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَا تَواضعَ أَحدٌ لله إلا رَفَعَهُ الله»([1]). وهذا العُلُوُّ يَحْصُلُ للمؤمن بإيمانه وليس بإرادته؛ وإلَّا كان ممَّن ذَمَّهم الله كفرعون وإبليس؛ }تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{ [القصص: 83].
تعليق