إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" أخي لا تمت إلا مسلماً "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • " أخي لا تمت إلا مسلماً "

    بسم الله الرحمن الرحيم




    دونـالد فـلود

    مدرس اللغة الإنجليزية الأمريكي

    " أخي لا تمت إلا مسلماً "



    تمنح الثقافة الأمريكية الفرد مساحة كبيرة للحرية في السلوك و الفكر، و هكذا نشأ دونالد فلود في كنف عائلة أمريكية تحترم حرية الرأي و التعبير عن النفس و تتسم بالتحرر من كل القيود و خاصة فيما يتعلق باختيار الاعتقاد الديني ، و هذا ما كان يعامله به والداه.

    حكى لي قصته المثيرة مع الإسلام و أوردها هنا كما ذكرها لي في السطور التالية.



    اكتشاف الثقافات الأخرى

    نحن في أمريكا نعشق الحركة الدائمة و التنقل من مكان إلى آخر و لقد أتاح لي عمل أبي في البرازيل التعرف على ثقافة و أسلوب حياة مغاير للثقافة الأمريكية، و زاد ذلك من رغبتي في معرفة المزيد عن الثقافات الأخرى في العالم ، و كانت البداية بأن توفرت الفرصة لي للسفر لأماكن مختلفة في أمريكا و كندا مع صديق لمدة ثلاثة أشهر ، ومنحتني هذه الرحلة فرصة مراجعة تصوراتي الدينية و خاصة عن الكون و الخالق ، حيث بدأت تتكون لدي قناعة بأن هذا الكون لم يوجد عن طريق الصدفة و أن الكثير و الكثير من العلامات تدل علـى وجود قوة خفية ، و لكن و بالرغم من ذلك لم أكن متأكدا تماما من كيفية الوصول إلى حقيقة الخالق و كيفية عبادته.

    وبعد عودتي إلى الجامعة ، شاء الله أن أتعرف على المزيد حول الثقافات الأخرى عن طريق ارتباطي بصديق سعودي في الجامعة و كانت معرفتي به بداية مرحلة مهمة في حياتي.

    و في أحد الأيام تلقيت أنا و الصديق السعودي (أبو حسين ) دعوة صديق هندوسي إلى إحدى الأنشطة الترفيهية التي تقيمها إحدى الكنائس و تتضمن بعض الأنشطة الرياضية و تناول وجبات منزلية ، و كانت نزهةً جميلةً و كان العشاء شهياً حقاً، ولكن حدث أمرٌ لم يكن متوقعاً و هو أن بدأ رئيس الكنيسة بالغناء باللغة العبرية ( فيما يظهر أنه بعض الأهازيج النصرانية ) و طلب منا ترديد هذه الأغاني المكتوبة على لوح ، ففوجئنا بالصديق السعودي و قد نهض على الفور و طلب منا مغادرة المكان معه ، و هذا ما فعلناه على وجه السرعة.

    من العجيب أن هذه الحادثة قد زادت من ارتباطي بالأخ أبو حسين حيث أصبحنا أصدقاء و قررنا استئجار شقة للسكن بصحبة صديقين من الكويت و إيران ، و لا شك أن هذه العلاقات الجديدة فتحت لي الباب على مصراعيه للاطلاع على عادات و طبائع شعوب آخرين و التفاعل مع الثقافات الأخرى المختلفة ، و خاصة الثقافة الشرقية.

    كنت ألحظ الاختلاف الثقافي بيننا و من أهم الاختلافات العادات الغذائية ، حيث أحببت أنواع الأطعمة التي كانوا يعدونها و تعلّمت بعضها ، و كذلك عادة تناول الأكل جلوساً على الأرض و ليس حول المائدة ، و كذلك استخدام اليد اليمنى في الأكل ، و تعجبت كثيرا لاستخدامهم إبريق ماء في دورة المياه ، ولفت انتباهي كذلك حسن الضيافة الرائع الذي يظهرونه لزوارهم و ثقة النفس المتناهية التي يتمتعون بها ، و أدهشني بشكل كبير كونهم على يقين راسخ بمسلكهم في الحياة و هو ما علمت لاحقا أنه من تعاليم دينهم و ليس مجرد مظهر ثقافي معين.

    وللقصة بقية

    اصدق الدعاء يا صاحبي دعوة الغائب للغائب
    ............
    فناشدتك الرحمن يا قارئا ان تسأل الغفران للكاتب

  • #2
    رد: " أخي لا تمت إلا مسلماً "

    تجربة نادرة مع الحياة البرية في السعودية

    بعد التخرج من الجامعة و عودة جميع زملائي إلى بلدانهم سنحت لي فرصة ذهبية لاكتشاف عالم البر و الصحراء و العيش في جو مختلف تماما عما تعودت عليه ، و كان ذلك حينما دعاني صديقي السعودي أبوحسين لزيارة السعودية لمدة أسبوعين فوافقت على الفور، و في السعودية استقبلت بحفاوة بالغة و كأنني أحد الملوك.

    و من حسن الحظ أننا قضينا معظم الوقت خارج المدينة في منطقة صحراوية جنوب مدينة الرياض – عاصمة السعودية ، وهناك عشت أياماً مثيرة لا تنسى و كانت تجربةً رائعةً بكل معنى الكلمة ، كنت أنام في الخلاء على بساط أحمر كبير و جميل مما مكنني من مراقبة النجوم ، وقام أبو حسين بذبح عدد من الخراف و دعا أهل البادية البسطاء لتناول العشاء معنا كما هي عادة أهل المنطقة في الجود و الكرم.

    لم أجد في حياتي كلها مثل هذه الحفاوة و بالأخص من الأخ أبو حسين ، و لم أشهد مثل هذا الترحيب و حسن المعاملة حتى في بلدي نفسها ، و لقد زادت صداقتنا و أخوتنا قوة يوما بعد يوم ، وحدثت لي مع والده واقعة طريفة ففي أحد الأيام التي خرجنا فيها لمشاهدة الجمال في الصحراء كنت أراقب صبياً يحلب ناقةً له ، ثم قدّم لي ذلك الصبي بعض الحليب فشربته و كان لذيذاً جداً و عبرت عن إعجابي مؤكداً أنني لم أشرب مثل هذا الحليب من قبل في حياتي ، و عندما سمع ذلك والد الصديق أبو حسين ، قال لي على الفور: "إذا دخلت في دين الإسلام سوف أعطيك عشرة جمال" فرددت عليه مازحا"وأنت لو أصبحت نصرانياً سوف أقدم لك كذلك عشرة جمال" و الحقيقة أنني في ذلك الوقت لم أكن أفكر في تغيير ديني و لم يكن ذلك وارداً ألبته ، وعلى أية حال فإنني أعتبر هذه التجربة مع الحياة البرية في السعودية تجربة نادرة من أجمل أيام حياتي، وعدت بعدها إلى بلدي أمريكا.

    اصدق الدعاء يا صاحبي دعوة الغائب للغائب
    ............
    فناشدتك الرحمن يا قارئا ان تسأل الغفران للكاتب

    تعليق


    • #3
      رد: " أخي لا تمت إلا مسلماً "

      اكتشاف عملي الجديد

      أتيحت لي فرصة السفر و زيارة الخليج العربي مرة أخرى و في هذه المرة وجدت فرصة عمل في مجال تدريس اللغة الإنجليزية في مدينة أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة ، و كان هذا عملا ممتعا أدركت بعد ممارسته لبعض الوقت أنه سيصبح مجال عملي في المستقبل ، و لقد مكثت في أبو ظبي فترة من الزمن اطلعت خلالها على المزيد من الثقافة العربية و أسلوب الحياة في منطقة الخليج ، والحقيقة أن إعجابي زاد بكرم و حسن ضيافة الشعوب العربية و كذلك ما يمّيز شخصياتهم من حسن خلق و ثقة في النفس ، وبالرغم من ذلك شعرت بالحنين لوطني فقررت بعد قضاء مدة عامين في ذلك البلد العودة إلى أمريكا، و انتقلت بعدها مرة أخرى لنمط الحياة الغربية، حيث قمت بتدريس اللغة الإنجليزية لبعض المجموعات من الطلاب في مدينة الصخب الأمريكية لاس فيجاس ، و في تلك الفترة و بسبب وجودي في تلك المنطقة و ما تشتهر به من نوادي و ملاهي و أماكن رذيلة ، وقعت في بعض الذنوب و مارست بعض الأعمال الخاطئة التي ندمت عليها كثيراً فيما بعد و شعرت بالذنب ، وعانيت كثيراً من هذا الأسلوب السيّء في الحياة ، و بعد التفكير الجاد قررت تغيير هذا الوضع و قررت العودة إلى نمط الحياة الشرقية الذي جذبني كثيرا فأرسلت وثائقي و أوراقي الخاصة و سيرتي الذاتية لصديقي أبو حسين للبحث عن عمل في السعودية ، و كانت دهشتي كبيرة حين عرض علي عمل في مدينة الجبيل الصناعية في شرق السعودية في شركة بتروكيماويات ، و في خلال شهر واحد بدأت العمل هناك.

      مرحلة مراجعة النفس و التوبة

      و في مدينة الجبيل قمت بشراء بعض الكتب في مواضيع مختلفة و من ضمنها كتاب في الفلسفة ، و ذكر ذلك الكتاب أهمية التوبة الصادقة لله تعالى و ذلك عمل لم أفعله من قبل ، و بدأت أتذكر كل عمل خاطئ قمت به و كل إنسان أخطأت في حقه وتتبعي للشهوات و المحظورات في حياتي، و في النهاية قررت فعلاً أن أتوب من كل ذنوبي.

      اصدق الدعاء يا صاحبي دعوة الغائب للغائب
      ............
      فناشدتك الرحمن يا قارئا ان تسأل الغفران للكاتب

      تعليق


      • #4
        رد: " أخي لا تمت إلا مسلماً "

        القشة التي قصمت ظهر البعير – "أخي لا تمت إلا مسلما"

        و كانت نقطة التحول الحقيقية في حياتي عندما دعيت إلى حفل عشاء مع بعض المسلمين ، و كنت أتحدث إليهم بالتفصيل عن حياتي في مدينة لاس فيجاس قبل مجيئي إلى السعودية ، و فجأة قال لي أحد الحضور و كان أمريكياً مسلماً: " أخي تأكد تماماً بأن لا تموت إلا مسلماً" . لم أفهم ما قال هذا الأخ و لذلك طلبت منه إيضاح قصده من هذا الكلام ، فقال: "لو مت على غير الإسلام فكأنك تغامر باستخدام فرصة واحدة فقط للفوز في لعبة الروليت (لعبة قمار أمريكية مشهورة) معتقداً أن حياتك كلها و جميع اعتقاداتك و أفعالك في الدنيا ربما ستقدم لك الحظ في أن تشملك رحمة الله في دخول الجنة، و لكن وفي مقابل ذلك إذا مت على دين الإسلام فأنت كالذي يستخدم جميع الفرص المتاحة في هذه اللعبة و أي هذه الفرص سيكسب حتماً و بذلك ستفوز و تنجو من العذاب و عليه ستكون فرصتك في دخول الجنة كبيرةً جداً، و باختصار فالموت على دين الاسلام هو الضمان الأكبر للنجاة من النار و دخول الجنة."

        لقد استطاع هذا الرجل و بكل ذكاء أن يجتذب كل أحاسيسي و مشاعري في هذه اللحظات ، و ياله من قياس عجيب و قوي بين الدخول في دين الإسلام و الموت على ذلك و بين ضمان الكسب في لعبة الروليت ، و لقد استمعت إليه بكل حرص و اهتمام و كان هذا القياس على لعبة الروليت الشائعة جداً في مدينة لاس فيجاس يمسني بقوة لكوني سكنت هذه المدينة و هي التي يمكن تسميتها بحق مدينة القمار .

        و بعد سماعي لهذا الكلام المؤثر أدركت تماماً أن واجب كل إنسان أن يبحث عن الحقيقة في هذه الحياة بدلاً من الاتباع الأعمى لدين آبائه و مجتمعه ، و لكن و للأسف ما أخرني في البحث عن حقيقة الدين الإسلامي هو الصورة المشوهة عن الإسلام و المسلمين في الإعلام الغربي.

        و كانت أول المفاجآت في طريق البحث عن الحقيقة هي سماعي لمحاضرة عن الإسلام أثناء نزهة مع بعض المسلمين ،و أصابتني حينها دهشة عظيمة من خلال ما علمته في هذه المحاضرة أن الدين الإسلامي يدعو للإيمان بجميع أنبياء الله و بجميع الرسالات السماوية كما أنزلها الله تعالى و علمت كذلك و لأول مرة أن القرآن هو آخر الكتب السماوية التي أنزلها الله و أن سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم هو آخر الرسل من عند الله .

        اصدق الدعاء يا صاحبي دعوة الغائب للغائب
        ............
        فناشدتك الرحمن يا قارئا ان تسأل الغفران للكاتب

        تعليق


        • #5
          رد: " أخي لا تمت إلا مسلماً "

          وعرفت حقيقة الدين النصراني..

          و بدأت الحقائق تظهر لي شيئا فشيئا ، فمن ذلك أني علمت أن هناك لبساً واضحاً في الكتاب المقدس (الإنجيل) و يتمثل في أن الإنجيل يحذر من التحريف في نصوصه و تعاليمه عن طريق الحذف و الإضافة، إلا أنه و بالرغم من ذلك فإن هذا بالضبط هو ما حدث فعلا ،أي أن الإنجيل قد اعتراه الكثير من التحريف و التغيير . (مثلا أنظر إنجيل ارميا Jeremiah . إصحاح 8 - الفقرات 8 - 9.و سفر الرؤيا Revelation إصحاح 22- الفقرات 18-19 )

          و هذا ما أشار إليه القرآن في معرض تحذيره من تحريف الكتاب المقدس الذي أنزله الله تعالى: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) سورة البقرة الآية 79.

          و لقد تعجبت من وجود المئات من الآيات في الإنجيل و التي تشير إلى التناقضات في الدين النصراني، و من أبرز تلك التناقضات ما يتعلق بوحدانية الله تعالى ، لأن المصادر النصرانية تثبت وحدانية الله تعالى قبل رسالة عيسى عليه السلام وتنّزه الله تعالى عن الأولاد و الشركاء ، و لكن الوضع تبدل بعد عيسى ، حيث ظهرت دعوى التثليث في النصرانية بدلا من عقيدة التوحيد ، و بينما يؤكد عيسى عليه السلام أنه نبي من أنبياء الله تعالى و عبده و رسوله ، إلا أن النصارى أحدثوا بعده الاعتقاد بأنه ابن الله ، بل و الله نفسه.

          و بعد قراءاتي و اطلاعي على بعض الكتيبات تأكدت تماما أن عقيدة النصارى فيما يتعلق بالألوهية لا تتفق مع العقل و المنطق بتاتاً، فهي تنص على أن الله قد تحول إلى بشر في حين أن الله تعالى هو الذي خلق الإنسان ، و أن الله قَبِل على نفسه المعاناة و الألم ليموت على يد بشر آخرين من خلقه تعالى و مضحياً بنفسه من أجل أن يفدي البشر متحملا عنهم الخطيئة الموروثة عن أبيهم آدم و هذه هي بالضبط عقيدة الفداء عند النصارى .

          و بعد ذلك قمت بزيارة أحد المساجد مع أصدقائي السعوديين لأشاهد كيف يقوم المسلمون بأداء الصلاة ، و دعوني أيضا للصلاة معهم و لطلب الهداية و المغفرة من الله تعالى رغم أنني لم أكن مسلماً بعد ، وبعد تجربة الصلاة مع المسلمين أستطيع القول بأنني شعرت بارتياح كبير و إحساسٍ جميلٍ بالقناعة لم أشعر به من قبل ، وسبحان الله عن ما أحدثته الصلاة من أثرٍ علي ، فمنذ ذلك الوقت قررت أن لا أفوت أي فرصة لأداء الصلاة معهم رغم عدم دخولي في الدين الاسلامي بعد و عدم معرفتي بكيفية الصلاة على الوجه الصحيح .

          اصدق الدعاء يا صاحبي دعوة الغائب للغائب
          ............
          فناشدتك الرحمن يا قارئا ان تسأل الغفران للكاتب

          تعليق


          • #6
            رد: " أخي لا تمت إلا مسلماً "

            موانع من دخول الإسلام - ما الهدف من الحياة؟

            كان أكبر ما يعيقني عن دخول الإسلام هو عدم استعدادي لتقديم بعض التنازلات و التي ربما يتعين علي القيام بها أو وضعها في الحسبان بعد اعتناقي الدين الاسلامي ، و من ذلك خوفي من خسران علاقاتي بالكثير من أصدقاء الطفولة و أفراد عائلتي و كذلك كنت أفكر فيما سيترتب عليه دخولي في الإسلام من تغيير نمط حياتي بكاملها و ذلك مثلاً يقتضي ترك بعض الممارسات الخاطئة و تجنب الوقوع في بعض المحظورات و الذنوب و ذلك في الحقيقة أمر اعتدت عليه بالرغم مما كانت تتركه ممارسة الشعائر الإسلامية عليّ من راحة و هدوء نفسي ، و لذلك كله لم أكن في واقع الأمر مستعداً للتحول إلى الإسلام في تلك المرحلة ، و شرحت لصديق أمريكي ما كنت أعاني منه من تردد و حاجة ماسة لشيء ما يدفعني نحو هذا الدين بقوة .

            أتدرون ما هي نقطة التحول الأخرى التي أنقذتني من هذه الحيرة القاتلة؟

            إنه شريط فيديو إسلامي أعطاني إياه هذا الصديق الأمريكي!

            مازلت أتذكر جيداً ذلك اليوم الذي كنت فيه مع مجموعة من الإخوة بما فيهم الأخ أبو حسين السعودي ووقتها شاهدت هذا الشريط و الذي كان بالإنجليزية و كان عنوانه: "ما الهدف من الحياة؟ ماذا تعرف عن الإسلام؟"

            و أول ما دار في خلدي حين شاهدت هذا العنوان هو الإجابة عن هذا السؤال: ما هو الهدف من الحياة؟ و الحقيقة أنني لم أكن متأكدا من الإجابة عن هذا السؤال المحيِّر بالنسبة لي حينها، و كانت الإجابة في محتوى هذا الشريط الرائع .

            لم تكن الإجابة على درجة من التعقيد و الغموض كما توقعت ، بل عرفت من خلال مشاهدتي لهذا الشريط أن الهدف من الحياة في الإسلام و بكل بساطة هو التسليم الكامل لله الخالق الواحد، و يا للمفاجأة !

            لم تكن الإجابة تتطلب أسطراً طويلةً و كتباً و مجلدات و..إلخ، بل اقتصرت على بضع كلمات مختصرة ولكنها وافية، و ذكر هذا الشريط أيضا أن هذا الدين ليس بجديد على الإطلاق و أنه ثالث الأديان السماوية التي تدعو إلى التوحيد ، بل أن الإسلام هو ما دعا إليه جميع الرسل السابقين ، لقد اكتشفت الحقيقة التي لا يعرفها الكثير من غير المسلمين من أن الإسلام هو دين آدم و دين إبراهيم و دين موسى و عيسى جميعا.

            و انشرح صدري للإسلام

            بعد مشاهدتي لهذا الشريط غمرني شعور عظيم باليقين من أن الإسلام هو الدين الحق ، ووجدتني وثقل المعاصي و الذنوب قد بدأ يزول من بدني و عقلي فأصبحت أشعر وكأن هذا الجبل الجاثم على صدري قد اضمحل و أنني كالطائر المحلِّق عاليا في السماء ، وآمنت منذ ذلك الوقت أن الإنسان قد يعتقد أنه قادر على الانصراف عن منهج الله تعالى و اتباع المسلك الذي يعجبه في هذه الحياة إلا أنه أخيراً و بلا شك سيكتشف أن ما يتبعه ليس إلا مجرد سرابٍ خُدع به.

            اصطحبت أبا حسين إلى الخارج لنبتعد عن الضوضاء ، و أخبرته أنني أرغب الدخول في الإسلام مباشرة ، فنصحني بعدم التسرع و الإطلاع على المزيد من المعلومات حول الإسلام قبل الدخول فيه ، فأخبرته أنني عازم على الدخول في الدين الإسلامي و بدون أي تردد أو تأجيل ، و عندها و بسبب إصراري طلب مني أبو حسين التلفظ بالشهادتين ثم أعلن للجميع دخولي في الإسلام ، و ساد جوٌ من الفرحة و السرور بسبب هذا الإعلان المفاجئ.


            اصدق الدعاء يا صاحبي دعوة الغائب للغائب
            ............
            فناشدتك الرحمن يا قارئا ان تسأل الغفران للكاتب

            تعليق


            • #7
              رد: " أخي لا تمت إلا مسلماً "

              الاسم الإسلامي

              و بعد يومين و في صلاة الجمعة اقترح أبو حسين أن أعلن دخولي في الإسلام أمام جموع المسلمين في المسجد ، فسألني ما هو الاسم الإسلامي الذي سأختاره كي يتولى الإمام تقديمي للمصلين كمسلم جديد، فقلت له: "لا أعرف و لكن لابد له أن يستخدم اسمي الأمريكي" ، و في هذه الأثناء كان أبو حسين يتلو القرآن بجانبي ووصل إلى كلمة يحي" في سورة مريم ، ثم وكزني و قال لي بهدوء : ما رأيك في هذا الاسم؟ فقلت له: ماذا يعني؟ فقال لي: John the Baptist أي يحي المعمداني و المعنى الآخر أي "يعيش" ، فأعجبني هذا الاسم لأنني فهمت معناه في لغة الإنجيل و كذلك لأن معناه بالعربية راقني حيث أنني بدخولي للإسلام قد بدأت أعيش حياة جديدة، و بعد انتهاء الصلاة أعلن الإمام دخولي في الإسلام و دعاني إلى ترديد الشهادتين أمام جموع المصلين الغفيرة الذين قاموا على الفور بتهنئتي و تزاحموا حولي و كان كل منهم ينتظر دوره للتعبير عن فرحته و احتفائه بي و معانقتي.

              و أدركت بعد إسلامي أهمية اكتساب العلم الشرعي و تطبيق هذا العلم في الحياة اليومية ، وكذلك علمت أنه من المرونة و التسهيل في الدين الإسلامي هو كون الإسلام يَجُبّ ما قبله فلا يكون الشخص مسئولاً عن جهله السابق بالإسلام . و أعتقد أنني كنت محظوظا للغاية بوجودي في بلد إسلامي وقت دخولي في الإسلام ، و بوجود الكثير من العلماء المسلمين و المصادر الإسلامية المتنوعة ، وكذلك مما سهل عليَّ فهم الإسلام و استيعابه هو التطبيق المباشر لتعاليم الدين الإسلامي في الحياة الاجتماعية.

              الزواج الإسلامي

              و لأن الزواج من السنن المحببة في الإسلام ، دار في خلدي أن أعظم هدية أقدمها لأبنائي في المستقبل هي اللغة العربية -لغة القرآن- و ذلك بالزواج من فتاة عربية ، و فعلاً تزوجت من فتاة سورية و لقد أنعم الله علي بأبناء يجيدون اللغة العربية و قادرين على معرفة و تعلم الإسلام ، وربما كان زواجي مدعاة للسخرية عند بعض أصدقائي الأمريكيين من غير المسلمين و الذين لم يتقبلوا زواجي من فتاة لا تربطني بها أيُّ علاقة أو معرفة سابقة ، فوضحت لهم قدسية الزواج من المنظور الإسلامي و أن الزواج أمر مقدر من عند الله ، وقلت لهم ضاحكاً "إن مصاحبة الفتاة قبل الزواج بشكل غير شرعي هو بالضبط كالذي يجرب قيادة العديد من السيارات قبل شراء السيارة المناسبة" ، و أكدت لهم أنه ليس هذا بالطبع هو المقصود من الزواج في الدين الإسلامي . و بالرغم من استهزاء أصدقائي من زواجي الإسلامي لكنني أحمد الله على قبول عائلتي في أمريكا بإسلامي آخر الأمر ، فلقد صدمهم خبر قبولي الإسلام بدايةً و لكنهم فيما بعد قالوا لي"إذا كان هذا الاختيار هو سبب لسعادتك ، فسنكون نحن سعداء أيضاً بالتأكيد." و لذلك كان التعامل بيني و بين أهلي على أساس من التقدير و الاحترام المتبادل.

              دخول والدتي في الإسلام

              كانت أكبر نعمة أنعم الله بها عليَّ بعد إسلامي هو دخول والدتي في الدين الإسلامي ، ففي أحد الأيام اتصلت بي أختي من أمريكا لتخبرني بمرض والدتي الخطير ، فأسرعت وزوجتي من السعودية قادمين إلى أمريكا بغرض الاطمئنان على صحة والدتي ، و أثناء وجودي إلى جانب والدتي سألتها: "هل تؤمنين بإله واحد يا أمي؟" فقالت: "نعم" فطلبت منها أن تردد "لا إله إلا الله" فقامت بترديدها ثلاث مرات بالعربية و الإنجليزية أيضا، ثم سألتها: "هل تؤمنين بجميع الأنبياء مثل آدم و نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد؟" فردت بالإيجاب ، و عندها طلبت منها ترديد الشهادتين "أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله" فقامت بذلك و باللغتين العربية و الإنجليزية، و كان هذا أمر عظيم جداً بالنسبة لي و خاصة أن والدتي قد غادرت الدنيا بعد خمسة أيام فقط من دخولها في الإسلام ، لم أكن أتصور أن أمي قد تموت على الكفر ، فحمدت الله سبحانه وتعالى كثيراً على هذه النعمة باهتداء والدتي إلى الصراط المستقيم في آخر حياتها رحمها الله رحمةً واسعةً.

              يقيم " يحي فلود " حالياً بالمدينة المنورة حيث يعمل أستاذاً للغة الإنجليزية في كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز في المدينة المنورة ، و هو يحب إقامة حوارٍ بنّاء مع غير المسلمين ليشاركهم خبراته في الحياة.






              و مما زادني شرفاً وتيهاً *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
              دخولي تحت قولك يا عبادي***وأن صيرت أحمد لي نبياً


              اصدق الدعاء يا صاحبي دعوة الغائب للغائب
              ............
              فناشدتك الرحمن يا قارئا ان تسأل الغفران للكاتب

              تعليق


              • #8
                رد: " أخي لا تمت إلا مسلماً "

                إنتهت القصة وهي منقولة من احد المنتديات جزي الله من كتبها خيرا
                اصدق الدعاء يا صاحبي دعوة الغائب للغائب
                ............
                فناشدتك الرحمن يا قارئا ان تسأل الغفران للكاتب

                تعليق

                يعمل...
                X