في موضوعنا هذا إننا لا ندعو إلى استخدام الدعاء على اخواننا وأخواتنا المسلمات مهما كانت المعصية امتثالاً وقدوة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم..
فالحقيقة العاصي بحاجة إلى الرحمة والنصح السديد والتذكير والدعاء له وليس الدعاء عليه. قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
ولكن نذكر تلك القصة للعبرة والعظة وما أحوج قلوبنا إلى ذلك
ولنتذكر فإذا أراد الله شيئا يقول له كن فيكون..
قصة من شريط (علامات محبة الله)
للفضيلة الشيخ عائض القرني حفظه الله:
أخبركم بقصة وقعت في هذا العصر.. لرجل صالح.. صوّام.. عابد.. شيخ يعني بلغ من السن عتيا
لكن وقعت له قصة:
كان عنده بنات..ولم يكن عند أبناء أولاد.. فآذاه بعض الجيران..
-أعوذ بالله بعض الناس عنده تعدي على حدود الله-
آذى بناته إذا خرجن وإذا دخلن..
الرجل الشيخ عابد صائم النهار قائم الليل كثير الذكر لله .. شكا على الجيران فما أنصفوه..
وهذا الجار شاب قوي البنية ما يترك معصية إلا يرتكبها.. آذاه في بناته.. يضعفهم وهن عفيفات طاهرات..
فشكا حتى بلغت الشكوى إلى بعض الجهات الحكومية..
وفي الأخير جلس ليلة قال: كيف أشكي على البشر ولا أشكو على رب البشر..
وذلك الشاب الجار ما تزوج ..
فأحرم بعمرة هذا الرجل الصالح، العابد، قائم الليل، صائم النهار.. لكن الواحد الأحد بينه وبين الواحد حبال ممدودة ..
ووصل إلى الحرم محرما.. ولما اعتمر وقف بين المقام وبين الركن وبكى قال: اللهم من آذاني في بناتي وآذاني في أهلي فاسلب شبابه واحرمه الزواج في عمره واحرمه الذرية ..
وعاد.. وعاد في الليلة الثانية يسلم على جاره -على لغة الدوام- قال مد يدك قال هذه يدي قال مدها قال نعم قال ما يذوق العافية بعدها.. قال نعم.. قال (والله إني دعوت عليه بين الركن والمقام وإني رأيت آثار الدعاء وأنا أدعو الله عز وجل رأيت آثار الإجابة)
قال فاستمر الشاب ثم مرض قليلاً ففقد وعيه واندلع لسانه وأصبح الآن في الثمانين على الأرصفة يدور في الحارة.. لم يتزوج.. ولم ينجب.. ولم يأتيه ذرية.. ولم يتوظف.. فقد شبابه وحياته وذريته..
فالأولياء لهم صلة بالواحد الأحد إذا ظلموا وإذا أعتدي عليهم وإذا بغي عليهم
لأنهم جعلوا بينهم وبين الله آية وولاية..
قال تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) يونس62
يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم *** يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفـدك حـول البيت وانتبهوا *** و أنت يا حي يا قيـوم لـم تنـم
إن كـان جـودك لا يرجوه ذو سفه *** فمـن يجود على العاصين بالكرم
**
للاستماع للمحاضرة:
http://www.islamacademy.net/index.aspx?function=item&id=1794
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز الدعاء على المسلم بسبب وقوعه في المعصية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب، قال اضربوه قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه. فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله. قال: " لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان" رواه البخاري. فدل الحديث على عدم الدعاء على العاصيين بما يبعدهم عن الله، ويساعد عليهم الشيطان، ووجه عون الشيطان عليهم بذلك أن الشيطان يريد بتزيينه له المعصية حصول الخزي له، فإذا دعوا عليه فكأنهم حصلوا مقصود الشيطان، وهذا لا ينافي أن المسلم مطالب بإنكار المنكر، وتبيين الصواب، ولكن بعد التحلي بآداب الأمر والنهي واجتناب السب والوقوع في العرض، لأن ذلك يوغر الصدر ويهيج الغضب ويورث العداوة ويخرج عن المقصود.
والله أعلم.
نقلاً من الشبكة الاسلامية
تعليق