إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذا المسلسل عباره عن قصة واقعيه يسردها على صفحات الفيس بوك
    المهندس بشير نظمى
    وينقلها لكم على صفحات الطريق الى الله
    مهندس خالد عبد الكريم

    الحلقة الاولى
    =========



    كان شابا يحافظ على الصلاة و معروف عنه حسن الخلق قبل أن يعود إلي مصر بلده بعد فترة عمل لوالده في إحدى الدول العربية, لم يكن لديه أصدقاء في مصر و كان في ذلك الوقت صديقه الوحيد هو أخاه الأكبر الذي كان يعينه على طاعة الله, سافر أخاه الأكبر إلي إحدى الدول لإستكمال تعليمه و تركه وحيدا يتخبط في هذه الدنيا.

    كان عمره في ذلك الوقت خمسة عشر عاما, بدأ يرى هذا العالم الجديد من حوله و كيف يعيش الناس في مصر حيث أنه كان يقيم في دولة ليس فيها كم الحرية الموجود في مصر, نزل إلي الشارع و كان يسكن في إحدى المناطق الراقية و تعرف على أصدقاء جدد إهتمامتهم تختلف كليا عن إهتمامته و التي كانت تنحصر في الدراسة و حفظ القرءان, وجد أشياء لم تكن تخطر بباله مثل الذهاب الي السينما و المطاعم الفاخرة و مرافقة البنات استغرب هذا العالم و لكنه أعجبه و بدأ يترك حياته البسيطة ليتأقلم مع هذا العالم الجديد الذي يبدوا أكثر إثارة من عالمه الصغير و الذي علم بعد عمر طويل أن عالمه البسيط كان أفضل بكثير من هذا العالم الملئ بالزخم.

    بدأ يتعرف على هذا العالم الذي يتنافس أصحابه على الدنيا بكل ما تعنيه الكلمة, فهناك من كان يفتخر بأبيه الذي يعمل مديرا لأحد البنوك الأجنية و الأخر الذي يعمل والده لواء في الشرطة و ذاك الذي كان والده صاحب إحدي الشركات الكبرى, كلٌ كان يحاول أن يبرز أفضل ما عنده كي يبهر من أمامه.

    كان هذا الشاب إسمه معاذ, كان معاذ يشاهد هذا العالم و يحاول أن يختار لنفسه ما يناسب شخصيته الهادئة فاستقر به الحال أنه اختار الحياة الرومانسية و أصبح يبحث عن الفتاة التي تشاركه هذا الأمر نظر, حوله فلم يجد سوى إحدى قريباته و التي كانت تحبه و لكنه لم يكن يدري بذلك, كانت تلك الفتاة جميلة و دلوعة و دائما ما تحاو أن تلفت الإنتباه إليها, وقرر معاذ أن يتقرب اليها و لم يجد سبيل إلي هذا الأمر سوى أن كتب إليها رسالة ليخبرها أنه معجب بها و يريد الإرتباط بها و لأنها قريبته كتب لها ملحوظة أنه في حالة لم يعجبها الأمر بإمكانها أن تعتبر الأمر كأن لم يكن و تقطع الورقة و تظل علاقة القرابة بينهم كما هي .

    لم يمر يومين و اتصلت به البنت و قالت له أنها لم تقم بتقطيع الرسالة و أنها تبادله نفس الشعور, طار معاذ فرحا بهذا الأمر, وانكب على شراء أغاني الحب و الغرام و قراءة القصص الغرامية و مشاهدة الأفلام و المسلسلات الرومانسية, و ترك هذا المسكين سبب سعادته وهو المحافظة على الصلاة في المسجد و حفظ القرءان و لم يعلم ما سيعانيه من شقاء جراء ما وضع نفسه فيه.

    نكمل في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى.



    هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.


  • #2
    رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حيا الله الأخ المهندس خالد
    بداية موفقة لقصة رائعة
    متابع بإذن الله
    وجزاك الله خيرا‎‎

    تعليق


    • #3
      رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

      عائد من الخارج "قصة حقيقية"
      الحلقة الثانيه
      =======

      "ملحوظة هامة: الغرض من القصة دعوي من الدرجة الأولى ولكن هذا الأمر سيتبين بعد قراءة القصة بالكامل."

      بدأ معاذ يتصل ب قريبته نور يوميا و يستمر الكلام بينهما لساعات في التليفون وكان الأمر يبدو رائعا في بدايته فقد كان قلبه يرفرف عند حديثه معها, و بدأت أم نور تنتبه إلي الأمر فلم يعجبها ما يحدث ولكنها كانت امرأة ذكية ولم تظهر أي رد فعل لما يحدث وانتظرت الوقت المناسب, وبالفعل كان هناك إحدى الإجتماعات العائلية و تم فتح الموضوع من باب المزاح وقال أحدهم ما رأيكم أن نختار لكل شخص زوجة المستقبل و كانت والدة نور تستمع إلي هذا الحوار وتم إختيار نور لتكون زوجة المستقبل ل معاذ, فلم تجد والدة نور فرصة أجمل من هذه حتى تصيب الموضوع في مقتل, وقالت إن معاذ مازال طفلا صغيرا و أن نور محجوزة لفلان و أن هذا الأمر مستحيل أن يتم و أن والد نور من المستحيل أن يقبل بهذا الأمر لأنه مرتبط بكلمة مع أحد أصدقائه.

      غيم الحزن الشديد على قلب معاذ و لكنه حاول إخفاء هذا الأمر حتى لا يظهر عليه شيء و لكن هيهات هيهات إن لعين المحبين بريق يراه الأعمى قبل البصير, علم معاذ أن نور تحدثت مع أمها في هذا الأمر وقالت و مالذي يعيب معاذ فهو شاب محترم و أهله محترمين و له مستقبل باهر فلماذا نغلق الباب في وجه الشاب, قالت لها أمها هذا الموضوع إن حدث سيحدث على جثتي و أغلقي الباب في هذا الموضوع و لا تفتحيه مرة أخرى.

      أصاب الإحباط كلا الحبيبين ولم يعلم معاذ ماذا يفعل ولكنه حاول الإبتعاد بقدر الإمكان حتى لا يتعلق بشيء ليس مقدر له أن يكون ملكه يوما ما, أصبحت والدة نور أكثر مراقبة لأفعال ابنتها وبسبب هذا الأمر أصبح موضوع المكالمات التليفونية بين معاذ و نور يقل بشكل كبير و اقتصر الأمر على مكالمات عادية يطمئن بها معاذ من حين إلي أخر على حبيبته نور بجانب اللقائات العائلية.

      ظل الأمر على هذا الحال حتي جاء ما يصرف قلب معاذ عن نور والتي ظلت تحبه حتى بعد أن انصرف عنها, ظهرت جوليان جارته التي تسكن في الفيلا المجاورة لبيته, تلك الفتاة البارعة الجمال الأنيقة التي تكاد تشم رائحتها الجميلة من على بعد كيلو متر والتي كان يتمناها كل من يراها, لا أعرف مالذي جعل معاذ يضع هذه الفتاة في رأسه رغم الفرق الشاسع بينهما في المستوى الإجتماعي, و لكنه لم يجعل هذا الأمر يعرقل عليه صفو تفكيره في الأمر, و دأب على التفكير في كيفية الوصول الي الفتاة و لكن لم يجد الي ذلك سبيلا سهلا وظل الأمر في رأسه معلقا حتى جاءت اللحظة التي لم يكن يتوقعها.

      كان ذاهباً مع أصدقائه في ذلك اليوم إلي إحدى المطاعم و بالصدفة كانت هي و صديقاتها في نفس المطعم و عندما رآها, ارتبك و قال لأصدقائه ماذا أفعل لا أريد أن أضيع هذه الفرصة؟ فأشار عليه صديقاه أن يذهب ليكلمها دون تردد ولكن خوفه الشديد حال دون ذلك, وفجأة خرجت الفتاة أمامه من المطعم ذاهبة إلي إحدى الشوارع لتستقل سيارة أجرة تعود بها الي بيتها و بطريق الخطأ دخلت في شارع غير الذي تقصده و كان هذا الشارع مليء بالبلطجية, وبالفعل التف حولها عدد ليس بالقليل, و هنا أصابت معاذ شجاعة منقطعة النظير وذهب إليها كي ينقذها و قال لها الست فلانة التي تسكن في المكان الفلاني و ابنة فلان الفلاني قالت نعم, قال لها لا تخشي شيئا, سأوصلك حتى المنزل, وهنا بدأت العلاقة رقم 2 في حياة معاذ و التي ستطول بعض الشيء.

      نور لم تخرج من حياة معاذ وظل يفكر فيها من حين إلى آخر و لكن إنشغاله بفتاته الجديدة جعله لا يتذكر نور إلا عندما تتصل به أو عندما يراها في الزيارات العائلية الدورية.

      نكمل في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى.
      هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.

      تعليق


      • #4
        رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

        متابع بإذن الله
        الله يعطيك العافية أخي خالد
        راقت لي القصة وبدأت أتشوق للبقية
        أشكرك

        تعليق


        • #5
          رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

          عائد من الخارج "قصة حقيقية"

          الحلقة الثالثه
          =======

          عاد معاذ فرحا جدا بعد انقاذ جوليان من الخطر التي كانت ستواجهه لولا ظهوره فجأة, و أخذ يسرح بخياله عن ما سيحدث بينهم في أول لقاء و ماذا سيقول لها, الذي حدث لمعاذ هذه المرة كان مختلف جدا عن ما حدث مع نور فعندما كان على علاقة بنور كان نوعا ما يفصل بين الأمور فكان يذاكر وقت المذاكرة كان نوعا ما مايزال يحافظ على الصلاة و لكن ما إن ظهرت جوليان في حياته انقلبت حياته رأسا على عقب و سخر حياته بالكامل من أجل هذه الفتاة, كان لديه استعداد أن يخسر الدنيا بما فيها من أجل هذه الفتاة, انقلب كيان هذا المسكين الذي يوشك أن يخسر مستقبله من أجل امرأة لا يعرف هل ستكون من نصيبه أم لا.

          كان معاذ في ذلك الوقت في الصف الثاني الثانوي وكانت مدرسته تجاور مدرسة جوليان, و قرر في هذا اليوم أن يمر من أمام مدرسة جوليان حتي يأخد الأمر شكل الصدفة, وبالفعل أخذ يراقب خروجها من المدرسة حتى رأها تخرج فقرر أن يمر من أمامها, فعندما رأته صاحت بأعلى صوتها معاذ فما كان منه إلا أن ارتبك و لم يعرف ماذا يفعل فابتسم و سلم عليها ثم ذهب دون أن يقول شيئا استغربت جوليان من هذا الأمر و لكنها أسرتها في نفسها ولم تبدي أي رد فعل لما حدث, عاد هذا المسكين الي بيته يشعر بخيبة الأمل و أخذ يلوم نفسه لماذا لم أتكلم معها لماذا لم أصارحها بمشاعري نحوها, الملاحظ هنا أن تربية معاذ في بيئة منغلقة جعلت منه لا يحسن التعامل مع هذه الأمور, وذلك ببساطة لأن هذه الأمور ضد فطرة الإنسان, ففطرة الإنسان تدعوه إلي الحياء على عكس الذي تربى في بيئة مفتوحة تجد أنه تجاوز مسألة الحياء لأنه عاش في بيئة يختلط فيها النساء بالرجال فتجد من تعود كلام النساء لا يحدث بداخله التخبطات التي تحدث مع شخص تربى في بيئة تغلب عليها المحافظة, فالأخير تجده دائما ما لديه حسابات تجعله يحجم عن هذه الأمور و على سبيل المثال تجده دائما ما يدور في نفسه أسئلة مثل ماذا لو كلمتها و قامت بإحراجي ؟ ماذا لو صارحتها بمشاعري وصدتني؟ إلى أخره من الأفكار التي تدور في رأسه في مثل هذه المواقف.

          لم يتوقف معاذ عن التفكير و ظل يفكر في كل الأساليب التي من الممكن التي تقربه منها, حتى ظهر أمامه أخوها الصغير والذي كان دائما ما يلعب أمام بيتهم, تعرف معاذ على هذا الصغير و كان دائما ما يناديه ليجلس معه حتى يتعرف منه أكثر على جوليان و لصغر سن الولد لم يكن يدرك لماذا يسأله معاذ أسألة تخص عائلته و لكن الولد كان يجيب بمنتهى البراءة, حتى جاء اليوم و طلب معاذ من هذا الغلام الصغير أن يعطيه رقم تليفون بيتهم و بالفعل أعطاه الغلام رقم التليفون.

          لم يمر يومين حتى اتصل بها وردت عليه وقال لها أنا معاذ قالت له و ماذا تريد؟ و كيف حصلت على رقم تليفوني؟, فأخبرها أنه حصل على رقم التليفون من أخوها الصغير و أنه يتصل بها كي يصارحها بحقيقة مشاعره نحوها, سألته لماذا تصرف بهذا الشكل الغريب عندما رأها أمام المدرسة وأنها غضبت كثيرا من تصرفه هذا فأخبرها أنه لم يعلم ماذا يفعل و كيف يتصرف و أنه ليس لديه خبرة بهذه الأمور, في هذه المكالمة كانت جوليان تستوعب الموقف و أبدت استياء من الطريقة التي حصل بها على رقم التليفون و قالت له إن كنت تريد أن تظل محترما في نظري لا تتصل بي مرة أخرى و أريدك أن تعدني بهذا الأمر, فما كان منه إلي أن قال لها أعدك أني لن أتصل بك مرة أخرى و انتهت المكالمة و ظن معاذ أن هذه كانت نهاية العلاقة و استسلم للأمر الواقع.

          لم يمضي أسبوع إلا ووجدها تتصل به, وتتكلم معه و تحاول التعرف عليه, فلم يصدق نفسه, و كانت هنا البداية الحقيقة لأحد قصص العشق التي سلبت من صاحبها ما يبكي عليه طيلة حياته.

          هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.

          تعليق


          • #6
            رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

            عائد من الخارج "قصة حقيقية"
            الحلقه الرابعه
            =======


            في هذه القصة تتجلى خطوات الشيطان في أكمل صورها حيث أن الشيطان لا يأتي للشخص مرة واحدة و يقول له اسرق أو ازني أو غيرها من الكبائر, ولكنها تبدأ بخطوات لا يحس الإنسان بنفسه إلا و قد وقع في كبيرة من الكبائر دون أن يشعر.

            بدأت مكالمات التعارف تسيل الواحدة تلو الأخرى, و أصبح معاذ لا يفعل شيئا في حياته سوى أنه إما أن يكلم جوليان في التليفون أو يفكر فيها أو يكتب فيها الشعر, لقد سخر حياته بالكامل لهذه الفتاة و أهمل دراسته التي كان يحبها و التي كان يرجوا من خلالها أن يدخل أحد كليات القمة, وأهمل أيضا حفظ القرءان و أصبح يصلي أحيانا و يترك أحيانا أخرى.

            اتصلت جوليان كي تعترف لمعاذ بحبها, وتلقى معاذ الخبر بفرح شديد و بدأ يشعر أنه ليس هناك في الدنيا أحد أسعد منه, بالطبع بعد هذا الإعتراف تشجع معاذ أن يطلب من جوليان أن تخرج معه و أن يقابلها, فوافقت و لكنها اشترطت أن تكون اللقاءات في أماكن عامة و أنها أيضا ستصطحب معها من يرافقها من صديقاتها فوافق معاذ, و بدأت اللقاءات بينهم مرة في النادي و مرة رحلة مدرسية و مرات أخرى في مطاعم معروفة, الجدير بالذكر أن معاذ انبهر انبهارا شديدا بعالم جوليان, فلقد أدخلته في عالم لم يكن يحلم به من قبل, الخروج مع البنات, الذهاب إلي الأماكن الفاخرة, و كان هذا الأمر يضطره إلي الإنفاق بشكل مبالغ فيه كي يظهر أمام حبيبته بالمظهر اللائق, حتى أنه أحيانا كان يقترض من زملائه مبالغ كبيرة كان يجد صعوبة في تسديدها.

            ساء حال الشاب دون أن يدري, أصبح هذا المسكين شريد الذهن يفكر ليل نهار في معشوقته ويظن أنه في سعادة و لكن هيهات هيهات و كيف تكون السعادة في معصية الله, مرت سنة كاملة على هذا الحال و حصل معاذ على مجموع ضعيف في السنة الأولى من الشهادة الثانوية وكان هذا صادما لكل من حوله, فمجموع معاذ في المرحلة الإعدادية جعل الناس تعتقد أن معاذ سيصبح مهندسا أو طبيبا, تأثر معاذ بهذا المجموع جدا و حزن حزنا شديدا ولكنه واسى نفسه بأن هناك تحسين للمجموع خصوصا أن درجاته في المواد العلمية كان لا بأس به.

            تطورت العلاقة بين معاذ و جوليان لدرجة كبيرة جدا و تعدى الأمر مجرد الخروج و الفسح, و أصبحا يخرجان سويا دون رقيب مما أدى إلي كثير من المخالفات الشرعية و لم يعد هناك ضوابط للعلاقة سوى الهوى واتباع خطوات الشيطان خطوة خطوة, وغرقا في المعاصي, و أصبح قلب معاذ أسود من كثرة المعاصي, فلقد ساءت علاقته بكل من حوله, و أصبح أصدقائه المقربين الذين كانوا يحثونه بالإمس على هذه العلاقة ينصحونه بتركها, لأنها بدأت تفسد حياته و مستقبله دون أن يشعر, ولكن معاذ توقف عن السماع لأي أحد سواء كان قريب أم بعيد, ولكن حدث مالم يكن أحد يتوقعه و الذي جعل معاذ يستيقظ قليلا من غفلته.
            نكمل في الجزء القادم بإذن الله تعالى.

            هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.

            تعليق


            • #7
              رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

              متابع يا هندسه
              جزاك الله خيرا

              تعليق


              • #8
                رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

                المشاركة الأصلية بواسطة نديم الاجرب مشاهدة المشاركة
                متابع بإذن الله
                الله يعطيك العافية أخي خالد
                راقت لي القصة وبدأت أتشوق للبقية
                أشكرك
                ان شاء الله انقل لكم الاجزاء تباعاً
                عن اخونا المهندس بشير نظمى

                المشاركة الأصلية بواسطة أبو السائب المصرى مشاهدة المشاركة
                متابع يا هندسه
                جزاك الله خيرا
                شكرا لمرورك ياحبيبى فى الله ابو السائب
                والله اشعر بصدق المشاعر داخل هذا المنتدى الحبيب
                بينكم اخوانى

                هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.

                تعليق


                • #9
                  رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

                  • عائد من الخارج "قصة حقيقية"




                  • الحلقة الخامسه.
                    =======

                    في يوم من الأيام كانا معاذ و جوليان يتكلمان في التليفون وقالت له أريد أن أعترف لك بأمر ما و خائفة من رد فعلك, قال لها أخبريني ولا تخشي شيئا, قالت له عدني أنك لن تتركني بعد هذا الأمر, قال لها أعدك بذلك فأنا لا أستطيع العيش بدونك يوما واحدا, قالت لقد كان لي علاقة مع شخص ما قبلك, سكت معاذ و أحس و كأنما أن شخص ضربه بكل قوة على قلبه, سألها و الغيرة تملأ قلبه و من هذا الشخص, المصيبة لم تكن في معرفة من هو الشخص ولكن المصيبة في المعلومة التي ستكون بعدها قالت إن اسمه أشرف, فقال ومن يكون أشرف هذا؟ قالت له إنه أحد زملائها في المدرسة ثم سكت معاذ ولم يعرف كيف يتصرف, ثم قالت له هناك ما هو أشد قال لها ماذا ؟ و الخوف يكاد يشق قلبه نصفين, قالت له إن أشرف هذا لم يكن مسلما, لم يفعل معاذ شيئا سوى أنه قال لها أتركيني لا أريد سماع صوتك الأن و أغلق السماعة و دخل إلى غرفته, و لم يتوقف عن البكاء, و بدأ يقول لنفسه مسيحي مسلمة تحب مسيحي, كيف يحدث هذا؟ و بدأ يتذكر ما ضاع منه بسبب هذه الفتاة تذكر مجموعه الضعيف في المرحلة الأولى من الثانوية العامة, تذكر كيف خسر أصدقائه بسببها تذكر كيف كان يصرخ في أمه عندما تقول له أغلق السماعة و انتبه إلي دراستك, كل هذا مر أمام عينيه في تلك اللحظة, توقفت المكالمات بينهم لمدة أسبوع كان لا يجيب فيها على التليفون, كان في تلك الفترة والد ووالدة معاذ خارج البلاد و كان يجلس وحده في المنزل.

                    فما كان من جوليان إلا أن ارتدت أفضل ما لديها من ثياب ووضعت له أجمل العطور, وذهبت اليه في منزله, سمع معاذ طرق الباب و استغرب الأمر, وقال في نفسه من لعله يأتيني الأن, فإذا به يفتح الباب فيجدها أمامه و معها بوكيه من الورد كبير جدا, سكت معاذ للحظة و نظر اليها فإذا بها كانت في أجمل صورها منظر لا يستطيع أحد في الدنيا أن يقاومه, كانت هذه أول مرة تذهب فيها جوليان لمعاذ في بيته, دخلت جوليان البيت وكأنها عاهدت نفسها ألا تخرج إلا و معاذ راض عنها, و بالفعل دخلت المطبخ و صنعت له الطعام و عاملته و كأنه أمير, وكانت قد أحضرت معها فيلم كي يشاهداه سويا, وبالفعل لم تخرج جوليان إلا و قد سامحها معاذ عن ما فعلت, علمت جوليان علم اليقين أن معاذ أصبح يعشقها و أن من يغفر لحبيبته مثل هذا الأمر أصبح أسير لها, و من هنا زادت قوة جوليان على معاذ و أصبحت تسيره كيفما شائت.

                    عندما علم معاذ بأمر ارتباط حبيبته جوليان بشخص من غير ديانتها قبل أن تعرفه, اقتنع اقتناعا تاما أن هذه الفتاة لا تناسبه و مع ذلك لم تأتيه الجرأة على تركها والسبب هنا أن العاشق شخص سكران لا يدري ماذا يفعل, فعشق الجميلة ذات المال أمر يأسر القلوب و يستعبدها ويجعل المرء ليس له سلطان على قلبه, أصبح معاذ في تخبط نفسي مع نفسه و أصبح يتمنى من داخله أن يترك جوليان و لكن لا يعرف كيف يفعل هذا الأمر, فبداخله إحساس أنه لو ترك جوليان فلن يكون لحياته معنى و أنه لن يستطيع أن يرتبط يوما ما بمن هي أفضل من جوليان, أصبح شعوره بالإمان و الثقة يأتيه من خلالها, فاستسلم للأمر الواقع و أكمل علاقته مع جوليان التي قررت أن تجعل معاذ خاتم في إصبعها, والتي بدأت تعذبه بحبه لها بأساليب غريبة الشكل.







                  هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    مرحبا بعودتك لساحة الحوار أخي الحبيب
                    قرأت أول حلقة ولي عودة لإستكمال البقية إن شاء الله
                    نسأل الله أن يثبتنا وإياكم علي الحق
                    جزاكم الله خيرا
                    قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

                    تعليق


                    • #11
                      رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

                      المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبدالله إبراهيم الطنبولي مشاهدة المشاركة
                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      مرحبا بعودتك لساحة الحوار أخي الحبيب
                      قرأت أول حلقة ولي عودة لإستكمال البقية إن شاء الله
                      نسأل الله أن يثبتنا وإياكم علي الحق
                      جزاكم الله خيرا
                      اللهم امين
                      جزانا واياكم
                      هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.

                      تعليق


                      • #12
                        رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

                        عائد من الخارج "قصة حقيقية"

                        الحلقة السادسه
                        =======


                        لم يعد الأمر بالنسبة لمعاذ كما كان من قبل و لكن أصبح مثل الإدمان الذي لا يعلم كيف يتخلص منه, وأصبحت المشاعر داخل معاذ تتخبط بشدة ولكن شيئا ما بداخله كان يحثه على ترك جوليان, جوليان بدأت تتصرف بشكل غريب فقد أصبحت دائما ما تحاول استفزاز مشاعره بأن تثير غيرته, بدأت تتعمد في كل مكالمة بينهما أن تخبره أن قريبها فلان قبلها في خدها وهي تكلمني, و أن أمر القبلات في عائلتها أمر طبيعي و أنها لا ترى في ذلك بأس خصوصا أن أمها ربتها على هذا الأمر, كان معاذ عند سماع مثل هذه الأمور يغضب بشدة و يقول لها أن هذه الأمور لا تصح و أنه ما تربى على مثل هذه الأمور و أن مثل هذه الأشياء في عائلته تعتبر من العيب, ولكنها كانت دائما ما تصر على إخباره بمثل هذه الأمور, كان كثيرا ما يغلق السماعة في وجهها ولا يرد عليها و لكنها في كل مرة يفعل ذلك تأتي تحت بيته و تتصل به و تقول له أنا تحت البيت أتيت مخصوص كي أصالحك.

                        لا توجد كلمات في الدنيا تستطيع وصف حالة معاذ, دائما ما كان يعاني من ضيق في الصدر ولا يشعر بأي متعة في حياته و لكن لسبب ما كان لا يستطيع ترك جوليان, مرت ستة أشهر على هذا الحال وحال معاذ من سئ إلي أسوء.

                        عاد أخو معاذ المتدين من السفر و فرح معاذ بعودته فرحا شديدا, و حكت أم معاذ لإبنها سفيان الأخ الأكبر لمعاذ حالته التي لم تعد تخفى على أحد, فكل من حوله لاحظوا الحالة التي وصل إليها, حاول سفيان نصح معاذ أن يترك هذه الفتاة لأنه مصاب بمرض اسمه العشق و الذي من الممكن أن يخرجه عن ملة الإسلام لأن العشق من الأمراض التي تؤدي الي الشرك و لكن معاذ لم يكن يسمع لأخيه, و كان يغضب منه أحيانا و يقول له لا تتدخل فيما لا يعنيك أنا لم أعد صغيرا.

                        حكى سفيان لأحد أصدقائه من طلبة العلم المتميزين حالة معاذ فقال له رتب لي زيارة معه, فما كان من سفيان إلا أن أحضر الشيخ صلاح معه الي المنزل و كأنه مدعوٌ على العشاء, قابل الشيخ صلاح معاذ ولم يفعل شيئا سوى أن سأله عن حاله و ماذا يدرس, ثم جلس الشيخ صلاح و قال ما رأيكم أن أحكي لكم قصة رائعة, تحمس معاذ وقال فكرة جيدة, كان معاذ في هذه الأثناء يصلي في البيت و يجمع الصلوات على بعض و كان حاله ليس جيدا فيما يخص العبادة, جلس الشيخ صلاح و طلب من معاذ أن يحضر له صحيح مسلم, فذهب معاذ الي مكتبة أخيه و أحضر الكتاب و بدأ الشيخ صلاح في قراءة قصة الجساسة الدابة التي قابلت الصحابة في المكان الذي يقيم فيه المسيح الدجال, القصة أعجبت معاذ جدا و أعجبه جدا أسلوب الشيخ صلاح في طريقة عرض القصة, ثم استأذن الشيخ صلاح في الرحيل, و بعدما رحل ظل معاذ يفكر فيه طوال الوقت و أحب هذا الشيخ من كل قلبه, بل كان يتمنى أن يراه مرة أخرى.

                        إن معاذ الأن مثل الغرق الذي يحتاج إلي شخص ينقذه من الوحل الذي وضع نفسه فيه, و حاول كثيرا أن يحكي قصته لمن هم أكبر منه سنا و خبرة و لكن لم يجد دواءه عند أحد, لأن علاجه كان يحتاج شخص صاحب بصيرة, حتى أن معاذ حكى قصته لمدرس اللغة العربية لما وجد فيه من حكمة و لكن مدرس اللغة العربية قال له كلمتين هو يعلمهم جيدا جدا, قال له دعك من هذه الفتاة فإنها ستضيع حياتك و انتبه الي مستقبلك فإن النساء كثيرون وسنك لا يجعلك تحسن الإختيار, سمع هذه الكلمات وزاد حزنه لأنه يحتاج من يعالجه لا يحتاج من يقول له ما هو مرضه, هو يعرف المرض ولكن يحتاج الى الدواء الذي يعالجه من الحالة التي هو عليها, الشيخ صلاح فهم حالة معاذ جيدا و قرر أن يعالجه, ولكن العلاج كان من أصعب ما يكون, الأن قرر الشيخ أن يصبح منافسا لجوليان على قلب معاذ و لكن يا ترى من يفوز في هذه المعركة.

                        نكمل في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى.



                        هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

                          عائد من الخارج "قصة حقيقية"
                          الحلقة السابعه.

                          =======

                          في يوم من الأيام كان معاذ جالسا يحاول المذاكرة, ولكن ما إن يجلس كي يذاكر إلا والأفكار والوساوس تبدأ في مراودته, ولكن هناك مواد محددة كان يستطيع أن يذاكرها مثل الرياضيات و الفيزياء لأنها كانت عبارة عن مسائل حلها لا يحتاج إلي صفاء الذهن, كان دائما ما يعاني من المواد التي تحتاج الي حفظ لأن الحفظ يحتاج صفاء ذهني عالي, دخل الشيخ صلاح عليه في هذا اليوم و كان الشيخ صلاح في زيارة لسفيان, وسلم الشيخ صلاح على معاذ وسأله عن حاله و ماذا يذاكر, وكان الشيخ صلاح حاضر الذهن أي أنك عندما تكلمه يعطيك كل تركيزه و كان دائما ما لديه قصص من السلف لها علاقة بالموضوعات التي تطرح أمامه, كان الشيخ صلاح خفيف الطلة أي أنه لا يطيل الحوار كي لا تمله إلا إذا كنت أنت من ذهب إليه, أما إذا كان هو صاحب الزيارة فزيارته دائما ما تكون خفيفة جدا.

                          كما هو معلوم أن معاذ في حالة يحتاج فيها الي من يساعده, و الشيخ صلاح يعلم جيدا أنه إذا كلمه بطريقة مباشرة سينفره منه, فلذلك كان من الضروري عند الشيخ أن يأتيه معاذ بكامل إرادته و يطلب منه المساعدة, كان الشيخ صلاح يتردد على سفيان الأخ الأكبر لمعاذ كثيرا لأنه كان بينهما مصالح مشتركة وفي أحد الزيارات أذن لصلاة المغرب فما كان من الشيخ صلاح إلا أن دخل الغرفة على معاذ وقال له ما رأيك أن تأتي معنا لتصلي و سأحكي لك قصة جميلة ستعجبك, استجاب معاذ لهذا الأمر و بالفعل حكي الشيخ صلاح لمعاذ محنة الإمام أحمد وكان أسلوبه متميز جدا في سرد القصة.

                          كان الشيخ صلاح حريص جدا على أن يعود معاذ للصلاة في المسجد, وفي يوم من الأيام جلس الشيخ صلاح جلس الشيخ ليحدثه عن أهمية الصلاة بأسلوب لا تكاد ترى في حياتك مثله, لم يترك معاذ بعدها الصلاة في المسجد قط بما في ذلك صلاة الفجر.

                          الملاحظ أن الشيخ صلاح لا يتطرق أبدا الي موضوع جوليان ولا يحاول السؤال عنه رغم أنه علم من سفيان أخو معاذ أن ما فيه معاذ من بلاء سببه امرأة, ولكن الشيخ صلاح أراد أن يأخذه من عالمه ليربطه بعالم أخر, و بالفعل بدأ الشيخ صلاح يأخذ معاذ إلي بعض الزيارات والذي رأى فيها معاذ أشخاص لم يكن يصدق أنهم موجوين في هذه الحياة, أناس أصحاب دين و خلق أخلاقهم تقترب جدا من أخلاق الصحابة رضوان الله عليهم, تكاد الإبتسامة لا تفارق وجوههم سبحان الله, و كل منهم كان يعامل معاذ كأنه أخ له, كان لكل شخص منهم قصة أغرب من الخيال, أمضى معاذ معهم هذا اليوم من أوله و كان هذا اليوم ملئ بقراءة القرءان و تدارس السيرة النبوية و كان بعضهم يتناقش في أمور علمية لم يرقى إليها عقل معاذ و لكن الصورة الإجمالية كانت رائعة جدا, جلس معاذ ليأكل معهم ورأى منهم ما لم يره من قبل, كان يراقبهم فيجدهم و هم يأكلون إذا كان هناك قطعة من اللحم كل منهم يدفعها ناحية أخيه دون أن يشعر رأى معاذ خلق لم يكن يعلمه من قبل اسمه الإيثار, وكان أحدهم لا يتكلف في تطبيق هذا الخلق بل إنك تشعر أنهم ولدوا بهذه الأخلاق.

                          كانت هذه المرحلة في حياة معاذ منقسمة بين جوليان و بين الشيخ صلاح, ولكن العجيب في الأمر رغم أن معاذ كان يحكي لجوليان كل شيء في حياته لكنه لم يحدث يوما أن حكى لجوليان عن الشيخ صلاح, ولا أعرف لذلك تحليل حتى اليوم.

                          نكمل في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى.
                          هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

                            عائد من الخارج "قصة حقيقية"
                            الحلقة الثامنه
                            =======


                            هل كانت جوليان إنسانة سيئة؟ جوليان ترى الصواب و الخطأ من منظور عائلتها التي ربتها بهذه الطريقة, فأسرة جوليان لم تكن تربي أولادها من منظور شرعي ولم يكن الشرع ضمن أولوياتهم في تربية أبنائهم لهذا كانت تربية جوليان عبارة عن خليط أجزاءه تفرقت بين أسرة مادية لا يهمهم سوى العيش في مستوى محدد, و مدرسة أقباط بالقطع لم تكن الشريعة الإسلامية ضمن منهجهم و أصدقاء لم يتم اختيارهم على أسس سليمة.

                            لكن جوليان كانت شديدة الطيبة ورومانسية, كأي فتاة تحاول أن تبحث عن فارس أحلامها بناء على ما كان لديها من معطيات, وبالطبع لم تكن تعتقد أن أهلها ربوها بطريقة خاطئة, ولكن في المجمل لو أن جوليان التزمت بتعاليم دينها ستكون من أفضل النساء, وهذا ما كان معاذ ينوي فعله بعدما عرف الشيخ صلاح, ولكن الأمر لم يكن أبدا بهذه البساطة.
                            بعد ما ذاق معاذ طعم الدين أحب أن يذيقه لحبيبته وفي أحد لقاءاتهما قال لها ما رأيك أن تلبسي الحجاب فقالت مستنكرة حجاب؟ و كأنما كان معاذ أول من يطلب منها هذا الشيء, قال نعم حجاب الست مسلمة و تريدين أن تدخلي الجنة, فقالت له نعم أريد أن أدخل الجنة و لكني مازلت صغيرة على مسألة الحجاب, فقال لها الست تحبينني؟, قالت بالطبع أحبك بل إني لا أستطيع أن أعيش يوما واحدا بدونك فقال لها إذا بالله عليك البسي الحجاب من أجلي, فقالت له لا أستطيع, حزن معاذ حزنا شديدا أنها رفضت لبس الحجاب و عاد إلي بيته حزينا مرة أخرى لعدم استطاعته أن يقنع جوليان بمسألة الحجاب.

                            الملاحظ أن معاذ يأخذ مسألة علاقته مع جوليان بجدية فهو بالفعل كان يحبها من كل قلبه و لكنه لم يعرف كيف يغير في قناعاتها, جوليان أيضا كانت تحبه بشدة ولكنها كانت تريد أن تأخذه إلي عالمها الذي لم يقدر معاذ يوما أن يتأقلم معه, لذلك كثيرا ما كانت تحاول أن تخبره بتفاصيل محددة لم تكن مضطرة لإخباره بها, كأن تخبره أن مسألة القبلات بينها و بين أقربائها أمر عادي و أنه يجب عليه تقبله.

                            في كل مرة يحدث شجار بين معاذ و جوليان, كان رد فعل معاذ إما أن يوصل جوليان إلي بيتها أو أنه ينهي المكالمة معها لو كان الحوار تليفونيا, وكان دائما ما يأخذ قراره بتركها لأنها غير مناسبة له, وكانت هي من يتصل به بعد أن يهدأ و تحاول أن لا تفتح الموضوع سبب الشجار, و أن تجعل اللقاء بعد الشجار من أفضل ما يكون, فكان يعود من لقاءها مرات غاية في السعادة و مرات أخرى يكاد يفقد صوابه.

                            لم يتبقى على امتحانات معاذ سوى فترة قصيرة جدا, وكان معاذ يتمنى أن يصير مهندسا, وبدأ يرى هذا الحلم يتلاشى أما عينيه, و في نفس الوقت لا يعرف ماذا يصنع, قلبه لا يطاوعه أن يترك جوليان و يظن أن تركها فيه نهايته وأن حياته لن يكون لها معنى من غيرها, فما كان من معاذ إلا أن قال لنفسه يجب أن أجد لنفسي طريقة أستطيع بها المذاكرة, فقال للشيخ صلاح أن هناك سبب ما لا يجعله قادر على المذاكرة في بيته و أنه يتمنى أن يجد طريقة تساعده على المذاكرة بعيدا عن الجو المحيط به, فقال له الشيخ صلاح أنا سأساعدك و لكن يجب أن تلتزم بما أقول لك ولا تخالفه فإذا خالفته فلن أساعدك مرة أخرى, فقال له اتفقنا, قال سأرسلك إلي أحد طلبة العلم الشرعي الأجانب لتجلس معه و في بيت هذا الشاب لا يوجد تليفون أذهب هناك أسبوع و جرب فإن وجدت نفسك تتحسن هناك و ساعدك الجو على المذاكرة سأجعلك تستمر في الجلوس معه, و إن لم يساعدك الجو تعالى بعد هذا الأسبوع و أخبرني بالذي حدث معك و بعدها أحدد ماذا أصنع معك.

                            استجاب معاذ للشيخ صلاح و ذهب ليجلس مع ذلك الشاب طالب العلم لمدة أسبوع, وقال لجوليان أنه لديه أمر ما مهم لن يجعله قادر على الاتصال بها في هذه الفترة.

                            نكمل في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى.
                            هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.

                            تعليق


                            • #15
                              رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله

                              عائد من الخارج "قصة حقيقية"
                              الحلقه التاسعه
                              =======

                              ذهب معاذ كي يقيم مع ذلك الشاب الذي لا تكاد تسمع صوته والذي كانت حياته منقسمة بين عبادة و طلبا للعلم الشرعي, كان هذا الشاب يعامل معاذ معاملة ممتازة, و كان دائما ما يسأله إذا ما كان يحتاج شيئا, بدأ معاذ في المذاكرة و كان لا يفعل شيئا سوى الصلاة في المسجد و المذاكرة, لقد حصل معاذ في هذا الأسبوع مالا يستطيع تحصيله في شهر إذا كان جالسا في بيته, عاد معاذ الي بيته بعد هذا الأسبوع و اتصل ب جوليان كي يسلم عليها ويطمئن على حالها, فوجدها حزينة جدا وقالت له أرجوك لا تتركني كل هذه الفترة مرة أخرى فأنا لا أستطيع فراقك وطلبت مقابلته فدعاها إلى إحدى المطاعم الفاخرة, رغم أن معاذ كان أقل في المستوى المادي و لكنه لم يرضى يوما أن تدفع له جنيها واحدا أو أن تدعوه على أي شيء, حضرت جوليان و كانت تلبس أحسن الثياب و تضع أحلى العطور و كانت لطيفة جدا في هذا اليوم, وقالت لمعاذ أرجوك لا تتركني مرة أخرى, فقال لها إن ما أفعله لمصلحتنا, فقالت لا, لا أريد أن تتركني مرة أخرى كل هذه الفترة فأنا لا أستطيع العيش بدونك.

                              بعد انتهاء اللقاء بين معاذ و جوليان ذهب معاذ كي يقابل الشيخ صلاح في منزله كي يخبره ما حدث معه في الفترة التي قضاها مع ذلك الشاب, فقال له إن الفترة كانت ممتازة و حصل فيها الكثير, علم الشيخ صلاح أن الفكرة آتت ثمارها و قال له إذا فلنستمر, فقال معاذ و أنا أوافق, فقال له و لكن هذه المرة لن تكون أسبوع هذه المرة ستكون شهر كامل فنظر معاذ الي الشيخ صلاح و قال شهر, قال نعم شهر ألا تريد أن تصير مهندسا, قال بالطبع نعم, قال إذا عليك بهذا الشهر فوافق معاذ ورجع البيت كي يحضر حاله, ولكن يبقى أمر مهم و هو ماذا سيقول لجوليان, اتصل ب جوليان كي يخبرها بهذ الأمر, فقالت له مستحيل أن أقبل أن تتركني لمدة شهر و بكت بكاءا شديدا, و قالت له الم تعد تحبني, كيف تقدر على بعدي بهذا الشكل و أنا لا أقدر أن أفعل مثلك هذا معناه أنك لا تحبني مثلما أحبك, قال لها و لكن الأمر غاية في الأهمية, فطلبت منه أن يلقاها فوافق معاذ, في هذا اليوم حدث أمر غريب جدا سهل على معاذ قراره في أن يذهب و يتركها هذا الشهر, بينما هم جلوس في إحدي المطاعم إذ ظهر شخص تعرفه لجوليان, فإذا بها قامت من على الطاولة دون أن تستأذن معاذ و سلمت على هذا الشخص بحرارة شديدة, احمر وجه معاذ وترك المكان و عاد الي البيت غاضبا جدا, و ما كان منه إلا أن جمع أغراضه ونزل من بيته متجها إلي بيت ذلك الشاب الذي جلس معه من قبل, وإذ به يقابل جوليان في وجهه, قال لها ماذا تريدين لم يعد بيني و بينك شيء فبكت بكاءا شديدا وقالت أرجوك لا تتركني فقال لها دعيني و شأني, كان معاذ غاضبا جدا لم يتصور يوما أنها من الممكن أن تفعل هذا الشيء, ثم تركها و جلس هذا الشهر بعيدا عنها, في هذا الشهر بدأ معاذ تراوده فكرة أن يحكي للشيخ صلاح عن جوليان و أنه يريد أن يتخلص من حبها, و قال في نفسه أخبره في أول لقاء بيننا, عاد معاذ الي بيته بعد هذا الشهر, وقيل له أن هناك تليفون لا يتوقف عن الرن و عندما نرد يغلق السماعة فعلم معاذ أن جوليان تحاول الإتصال به, رن التليفون التقط معاذ السماعة فوجدها جوليان تقول له الحمد الله أنك عدت, سأحضر اليك حالا قال لها معاذ لا لا تأتي لا أريد أن أراك, ولكنها أغلقت السماعة وارتدت ملابسها و اتصلت لتخبره أنها تحت بيته, نزل معاذ من بيته وقال لها ماذا تريدين قالت له تعالى معي نجلس سويا أريد أن أكلمك, ذهبا سويا الي حديقة مجاورة لبيت معاذ و تكلمت معه و حاولت الإعتذار كثيرا عما حدث منها اخر مرة فقبل معاذ اعتذارها و لكن قلبه هذه المرة لم يصفى كليا.

                              عاد معاذ الي البيت وهو يفكر جديا في أن يخبر الشيخ صلاح عن علاقته بجوليان و لكنه أجل الموضوع بعض الوقت حتى يتأكد أن هذا ما يريده, و قرر منذ ذلك اليوم أنه لن يقبل من جوليان المزيد من الكلام عن تربيتها التي لم تكن تعجبه بالمرة, واتصل بها وقال لها إن كنت تحريصين على استمرار علاقتنا فعندي شروط يجب أن تقبليها, قالت له أخبرني عن شروطك, قال لها أريدك أن ترتدي الحجاب و أن تتوقفي عن معاملة أقربائك بهذه الطريقة المليئة بالتجاوزات, قالت له لا أستطيع قال لها إذا أنت تحكمين على علاقتنا بالفشل قالت له لا أستطيع, أطلب مني أي شيء في الدنيا أعطيه لك, ولكن لا أستطيع أن أخسر أهلي, لا أعرف مالذي جعل معاذ يطلب منها أن تسلمه نفسها بالكلية, و قال لها أريد أن أقوم معكي بشيء يجعلكي لا تصلحين لأحد بعدي, قالت له إن فعلت ذلك تعلم أني أحبك و لا أستطيع الإستغناء عنك قال لها نعم, قالت أنا موفقة, قال لها إذا نلتقي في المكان الفلاني حتى ننفذ ما اتفقنا عليه.

                              نكمل في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى.


                              هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X