إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إنها دموعي يا أبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إنها دموعي يا أبي

    إنها دموعى يا أبى




    أفقتُ من قيلولتي ذاتَ يومٍ قبلَ أذان العصرِ ، فلم أجدْ أسامة ..
    سألتُ عنه فأجابتني أمهُ وعلى وجهها ابتسامةٌ مشرقةٌ :
    ـ لقد ذهبَ إلى المسجدِ ..ـ ولكنّ الوقتَ ما زالَ مبكراً .
    _ لقد اصبحَ ينافسكَ ، بل إنه يسبقكَ ..!
    _ هذا يسعدني والله ..وأضافتْ وعلى شفتيها ابتسامةٌ عذبةٌ :
    ـ لقدْ لاحظتُ إنه حريصٌ على اصطحابِ مصحفه الصغيرِ ، والقراءة فيه كثيراً ، وأحسبهُ يحتضنهُ في حنو الآن وهو في رحاب المسجد. .
    ابتسمتُ وأنا أشعرُ أن الدنيا لا تسع فرحتي بولدي المؤمن الصغير .
    ووثبتُ إلى الوضوءِ ، فلا أقل من أنْ ألحق به ..
    **
    بعدَ أسبوعين تقريباً ..
    اقتربتْ أمُ أسامةَ مني وقالتْ بهمسٍ :
    ـ أبا أسامة .. ألم تلاحظْ ما اعترى تصرفات أسامة هذه الأيام ؟
    ـ ماذا تعنين ؟
    ـ لستُ أدري يقيناً ، لكني أتساءلُ : ما سر تشبثه بمصحفه كل هذا التشبث ، لقد طلبته البارحةَ منه فجاءني بمصحفِ أخته .. ولم يناولني مصحفه ..
    بل لاحظتُ أنه يحرصُ على أن يخفيه ، وهذا اليوم لاحظتُ أنه لم يحمله معه ، وأخذ مصحفاً آخر ..
    إنه لم يعتدْ هذه التصرفات من قبل ، لست أدري ما حدث له ؟؟


    كنتُ أصغي إلى أم أسامة ملياً ، فهي أكثر ملاحظة مني ...
    وأحسستُ بالقلق ، وغرقتُ في تفكيرٍ عميقٍ ، قطعهُ صوتُ أسامة وهو يدخل مسلماً .
    رددت السلامَ وأنا أظهرُ له البشرَ ، وتفرستُ في وجهه ، وأنا أتذكر كلمات أمه ، فأثار انتباهي شيءٌ من الاحمرار في عينيه ..
    لعله اشتبك مع أحد أولاد الجيران الأشقياء ..
    ولكن ليس من عادته أن يتشاجرَ مع أحد .. ولا يدع مجالا لأحد أن يعتدي عليه ..بل هو سمح سهل يتجاوز ويعفو حتى عمن ظلمه ..


    كثيرا ما سمعته يقول عن من ظلمه:
    الله يسامحه .. أنا أريد أجري من الله ..أنا أغفر له حتى الله يغفر لي .
    ولهذا ازداد قلقي وسألت اللهَ ألا يخيب أملي في ولدي ..
    دعوته ليجلسَ بقربي ، وقبلته وأخذت أداعبهُ ..
    **
    صرتُ أراقبه في المسجد .. في البيت .. في الطريق ..
    بل وأخذتُ أسأل عنه في المدرسة .. كل شيء على ما يُرام .. لا شيء أنكره عليه ..عدت من المسجد ذات يوم فسألتني أمه بلهفة :
    ـ هيييه .. ماذا وراءك ، طمئني ؟!
    ـ لا شيء .. لقد قرأ القرآنَ كعادته بعد الصلاة مع أترابه ، وأثنى إمام
    المسجد على قراءته المجودة المرتلة .. ولمحتُ شفتيه عن بعد تتمتمان
    .. وأدركت أنه يستغفر الله .. كدأبه كلما سمع ثناءً عليه أو مدحاً له ..


    وسألتُ عنه في المدرسة فوجدتُ الكل يثني عليه ، بل أكثر مدرسيه يقولون : ليت طلاب المدرسة في أخلاق أسامة ..إذن لكنا بخير ..
    تنهدت أمه بحرقة وهي تقول :
    ـ والهفى عليك يا ولدي .. ترى ماذا تخفي ؟
    _ هل لا زلتِ تلاحظين عليه تلك الملاحظات ؟_ نعم .. له مع مصحفهِ قصة ولابد .. اصبحَ يحذر مني أن أمدَ يدي إلى جيبه لأخذ المصحف .. وما كانت هذه عادته ..
    _ سبحان الله ...
    وعزمتُ على كشف هذا السر ..
    **
    في أثناء ذهابِ أسامة إلى المدرسةِ ، قررتُ أن أفتشَ حجرته .. لأني كنتُ أعلمُ أنه لا يحملُ مصحفَه الصغيرَ إلى المدرسة ..
    بسهولةٍ وصلتُ إلى المصحفِ ، فقد كان يضعه في درجِ مكتبه قربَ سرير نومه .. كان من عادته أن ينظرَ في المصحف قبل أن ينامَ ..
    سألته عن ذلك يوماً فقال : حتى يكون آخر ما رأيت بعيني كلام الله ..
    ثم يقول وعيناه تلمعان : ويمكن أشوف رؤيا مفرحة ..


    أخذتُ أقلبُ أوراق المصحفَ بين يدي .. فهالني ما رأيتُ ..!!
    ـ يا إلهي .. ما هذا ؟؟!لقد وجدتُ بعضَ صفحاته قد ثُقِبَ أو كادَ ، وصار الورق في حال يُرثى له ..!!
    وأحسستُ بنيران الغضب تشتعلُ بين جنبيّ ..وفار دمي بشكل غير عادي ..


    أسامة يفعل هذا ؟؟! أسامة النقي الذي أصحو في جوف الليل
    البهيم على صوت بكائه فأذهب لأجده صاكاً بيديه وجهه وهو ينتحب فاسأله عما به ، فيجيب :
    ـ لا شيء ، لا شيء يا أبي .. تذكرتُ النار فخشيتُ أن تمسني !
    فأقبّل رأسه الصغير ، وأضمه إلى صدري ، وأدعو له ، ثم أطمئنه ،
    و أعود إلى فراشي ، وأنا اسأل الله أن يذيق قلبي حلاوة التقوى والخشية التي ذاقها ولدي ..


    أيعقل أن أسامة لا يحفظ حرمةَ كتاب الله ، وهو خير تالٍ له ؟!
    سبحانك يا مقلب القلوب ..اللهم رحمتك نرجو ..
    اللهم لا تخيب ظني بولدي .. اللهم لطفك ..
    **
    حملتُ المصحفَ معي ، ووضعته في جيبي ..
    وعندما عاد أسامة من مدرسته واجهته بمصحفه الصغير ..وكنت أحاول أن أتماسك فلا يظهر غضبي ..
    تراجع إلى الوراء خطوة ، وقد أحمر وجهه ، ومباشرة دمعت عيناه ، وتلعثم.. ومما زاد في غليان غضبي أنه لم يجب.. فصحتُ مهدداً :
    ـ أسامة .. هل لي أن أعرف ما هذا الذي أراه في مصحفك ؟!ومن بين شهقاته وعبراته جاء صوته المتهدج :
    ـ إنها دموعي يا أبي ..دموعي يا أبي ..!

    وأجهش بالبكاء .. فوثبت إليه أحتضنه بقوة ودموعي تسبقني ..
    _ _ _ انتهت _ _ _



    المصدر ملتقى أهل الحديث



  • #2
    رد: إنها دموعي يا أبي

    ماشاء الله لاقوة الا بالله
    اللهم ارزقنا الاخلاص فى القول و الفعل

    تعليق


    • #3
      رد: إنها دموعي يا أبي

      سبحان الله

      جزاك الله خبرا.

      تعليق


      • #4
        رد: إنها دموعي يا أبي

        جزاكم الله خيرا
        التعديل الأخير تم بواسطة حاملة الرايه; الساعة 14-07-2010, 04:41 PM. سبب آخر: تعديل الكلام بصيغة الجمع بين الاخوه والاخوات

        تعليق


        • #5
          رد: إنها دموعي يا أبي

          وجزاكم مثله خير الجزاء


          تعليق


          • #6
            رد: إنها دموعي يا أبي

            ما شاء الله
            جزاكم الله خيرا
            قصة مؤثرة
            لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
            لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
            لا تقل اين نعيمى ... جنة الله كفاية
            لا تقل غدا سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

            تعليق


            • #7
              رد: إنها دموعي يا أبي

              ماشاء الله
              جزاكم الله خيرا

              تعليق


              • #8
                رد: إنها دموعي يا أبي

                ما شاء الله لا قوة الا بالله
                جزاكم الله خيرااا
                وفيكم يبارك الله
                أنت . . . . .... تشاهــــــد √ تسمــــــع √ تمشــــــي √ وتتكلــــــم √ فقل ..... الحمــــد لله
                استغفر الله العظيييييييييم من كل ذنــــب عظيييييييييييييم

                تعليق


                • #9
                  رد: إنها دموعي يا أبي

                  ماشاااااء الله ...والله دمعت عينى واهتز قلبى ...واحسست كم انا حقيره
                  ياااااااااه

                  الْحَافِـظُ الْمُتْقِـنُ قَـدْ سَــاوى الْمَـلَـكْ .....
                  فَاسْتَعْمِـلِ الْـجِـدَّ فَـمَـنْ جَــدَّ مَـلَـكْ
                  :rose::rose::rose:
                  القرآن كلام الله ..... خطاب الملك....القرآن عزيز ...... مطلوب وليس طالب
                  إذا تركته تركك ..... وإذا ذهبت عنه ذهب

                  من تعاهدني ..... ويكون قلبـــــها القرآن ؟

                  تعليق


                  • #10
                    رد: إنها دموعي يا أبي

                    بصراحه ماشاء الله اللهم انفع به الاسلام والمسلمين
                    انا اشعر بانى لا اساوى التراب امامه
                    وحكاية الاستغفار لما يثنى عليه انا باردو باستغفر لانى باخاف
                    انى اعجب بنفسى والاقى نفسى بقيت مرائيه
                    اللهم انى اعوذ بك من الرياء
                    اللهم اهدنى اللهم اهدنى اللهم اهدنى
                    التعديل الأخير تم بواسطة حاملة الرايه; الساعة 13-07-2010, 08:32 PM.


                    انا فى اشد الحاجه الى دعائكم لى بظهر الغيب بان يثبتنى الله على الطريق المستقيم وان يهدينى ويزيييييد ايمانى ويقويه

                    تعليق


                    • #11
                      رد: إنها دموعي يا أبي

                      جزاك الله خيرا اختي طالبة الجنان

                      اسال الله ان يرزقنا جميعا رفقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في اعلى جنان الخلد

                      اسال الله ان يجعلنا من اهل القران الذين هم اهله وخاصته
                      امل لا ينقطع = حاملة الرايه
                      انتظروا قسم القصص الدعويه في ثوبه الجديد قريبا ان شاء الله

                      تعليق


                      • #12
                        رد: إنها دموعي يا أبي

                        جزانا وإياكم


                        تعليق


                        • #13
                          رد: إنها دموعي يا أبي

                          جزاكم الله خيرا
                          اصدق الدعاء يا صاحبي دعوة الغائب للغائب
                          ............
                          فناشدتك الرحمن يا قارئا ان تسأل الغفران للكاتب

                          تعليق


                          • #14
                            رد: إنها دموعي يا أبي

                            جزاكم الله خيرا
                            ونفع بكم أختي
                            القصة مؤثرة جدا ومبكية
                            سبحان الله أين نحن من كتاب ربنا
                            أسأل الله الذي أذاق هذا الطفل حلاوة التدبر
                            أن يرزقنا حسن تلاوة كتابه والعمل به والتواصي به
                            اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
                            اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

                            القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
                            إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

                            تعليق


                            • #15
                              رد: إنها دموعي يا أبي

                              جزانا وإياكم
                              اللهم آآمين


                              تعليق

                              يعمل...
                              X