إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل هذه أختك..؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل هذه أختك..؟

    هل هذه أختك..؟



    - معقول؟ أنت أخت نجلاء؟
    - لااااا ..!! لا يمكن أن نصدق.. نجلاء أختك أنتِ؟
    كنت أطأطئ رأسي بخجل وأتحدث بصوت عادي وأنا أحاول أن أتصنع لهم عدم الاهتمام..
    - نعم.. ألم تكونوا تعرفون من قبل..؟
    - لكن.. لكن.. نجلاء مختلفة تماماً.. إنها..
    وتقاطع إحدى الفتيات الحديث قائلة لي..
    - لحظة.. هل أنت متأكدة؟..نجلاء فهد التي في أول ثانوي؟.. التي تظهر في الإذاعة الصباحية.. هي أختك..؟؟ّ!
    وأجيب والحرج يذيبني ومحاولاتي المصطنعة لعدم الاهتمام تبدو واضحة..
    - نعم.. إنها أختي.. وماذا في ذلك؟
    ثم أستسلم بألم وأعترف..
    - أعرف أنها أحسن مني..
    توقعت أن يشعروا بالخجل لكنهم تمادوا أكثر..
    - لكن يا نورة نجلاء شكلها مختلف جداً.. فهي طويلة.. و.. جميلة.. ومتفوقة.. كما أنها جريئة وتظهر في الأنشطة والمسابقات أما أنت فعلى العكس!
    - نعم.. أعرف ذلك..
    - ثم.. مظهرها.. نعم.. مظهرها مختلف تماماً.. إنها تهتم بمظهرها جداً ما شاء الله..
    ابتلعت هذه الغصة بألم لأني عرفت أنها تعني أن مظهري عادي أو سيء..
    مرت إحدى الزميلات من بعيد فصاحت بها إحدى الجالسات من زميلاتي..
    - سويّر.. سويّر.. إلحقي تعالي!!
    وتأتي سارة مسرعة وخائفة..
    - ماذا هناك..
    - هل عرفت آخر مفاجآت الموسم؟!
    - ماذا؟ خير إن شاء الله؟
    - هل تعرفين نجلاء فهد التي تظهر في الإذاعة دائماً..
    - نعم تلك الفتاة الجميلة الأنيقة..
    - نعم.. تصوري.. إنها أخت نورة.. نورة هذه!!
    - لاااااا!!.. لا يمكن.. احلفي!
    - والله أقسم بالله.. اسأليها..
    ويأتي دور سارة مرة أخرى.. كيف.. ولماذا .. ولا أصدق!
    وأبتلع أنا غصاتي واحدة بعد الأخرى..

    لم يكن أحد يعلم أني في الحقيقة لم أكن أر نجلاء في البيت.. فهي أختي من الأب، وقد عشت طوال حياتي مع أمي المطلقة.. أما نجلاء فهي ابنة الزوجة الثانية.. إنها الابنة المدللة لأبي رغم أنها لا تصغرني سوى بعامين.. لكن الفرق شاسع بيننا.. شاسع كما البعد بين دموع الفرحة والألم..

    فوالدتي امرأة كبيرة نسبياً وهي تقريباً لا تقرأ ولا تكتب.. أما والدتها فلا زالت شابة وهي جميلة ومثقفة وتعمل في وظيفة مرموقة..

    أنا تربت في بيت مشتت.. تربيت في بيت خالي.. حيث المشاكل المستمرة بين زوجته وأمي المسكينة.. وحيث الألم النفسي والبكاء والشعور بالضياع.. وحيث يموت الكبرياء ألف مرة كل يوم..
    أما هي فقد تربيت في أحضان والدها ووالدتها.. تربت كطفلة مدللة هي الأولى والوحيدة لأمها والصغرى لأبيها..

    عشت حياتي وأنا أعرف جيداً معنى الحرمان والفقر.. أعرف جيداً معنى أن أطلب مصروفي من خالي ونظرات زوجته تحرقني من شدة الغيظ.. فوالدي قد حرمني من المصروف مقابل أن أعيش مع أمي..
    أما نجلاء فقد عاشت والمال لا معنى له لديها.. ووالدي يغدق عليها المال دون حساب وكذلك والدتها..

    إذاً.. من الطبيعي أن أكون.. نورة.. الفتاة الخجولة.. المنطوية.. الكسيرة.. الفاقدة للثقة بنفسها والمهملة لمظهرها..
    بينما هي.. نجلاء الفتاة الطموحة الواثقة المتفوقة والأنيقة..

    ورغم كل ذلك.. لم أكن أشعر بأي حقد عليها ولا بأي غيرة تجاهها.. لكن في نفس الوقت.. لم أكن أحبها بصراحة..
    كانت علاقتها بي عادية جداً وشبه فاترة.. فقد كانت تعاملني كإحدى قريباتها من بعيد.. السلام عليكم.. عليكم السلام..فقط!

    إنه شعور محزن أن تشعر بأن هناك من ينتمي إليك.. من لحمك ودمك.. لكن روحك تختلف عن روحه.. ومشاعرك لا تجد لها عبثاً أي صلة بمشاعره..

    حين كنت أراها تمر في المدرسة وأرى حذائها الرياضي الجديد .. وحقيبتها ذات الماركة العالمية.. وشعرها المقصوص بعناية بالغة.. بينما في يدها دفتر فاخر جداً.. كانت لسعة ساخنة تضرب قلبي كسوط قاسٍ.. وتترك حرارة تتوهج ألماً داخله لأيام طويلة..

    وحين أستلقي على سريري في نهاية يوم متعب.. وأجيل نظري في غرفتي الضيقة التي تشاركني فيها والدتي.. أنظر لدولابنا القديم الذي سقط أحد أبوابه.. وللمرآة المشدوخة التي تنكسر فيها صورتي كل صباح.. ثم أنظر لكتبي التي وضعتها على الأرض حيث لا يوجد لي مكتب..
    ثم أتذكر شكل غرفة نجلاء حين زرتها الصيف الماضي.. حيث المفارش الوردية.. والستائر الرقيقة.. والدمى الملونة.. والثلاجة المليئة بأنواع الحلوى..

    حين أقارن لوهلة.. أشعر بغصة وألم في حنجرتي.. وأشتهي البكاء.. فأضع نفسي تحت الغطاء الخشن.. وأبكي بحرقة.. وأكتم صوتي حتى لا تشعر بي أمي.. ثم أبكي.. وأشهق وأنا أرتجف لكيلا يعلو صوتي في الظلام فأوقظ أمي..

    هل نجلاء أختي؟ من لحمي ودمي؟.. كيف نحمل أنا وهي اسم أب واحد.. وكل تلك المسافات الشاسعة تفصلنا؟.. كيف؟

    لم تكن زميلة من زميلاتي تعرف شيئاً من معاناتي.. ولا وضعي..
    لم تكن واحدة منهن تتخيل مدى الألم الذي أتجرعه.. ولم تكن إحداهن تعرف معنى أن تشعر باليتم ووالدها حي كما أعرف أنا جيداً.. لم يكن أحد جرب معنى الظلم دون أن يكون له يد في ما يحصل كما جربته أنا..
    كن ينثرن الملح على الجروح الغائرة بكل قسوة دون أن يعرفن..
    لكنني كنت أصمت وأتظاهر بأن شيئاً لم يحدث..

    لم أشعر بهذا المقدار من الألم في حياتي.. ليس قبل هذه السنة فقط.. حين أصبحت نجلاء معي في المدرسة الثانوية لأول مرة في حياتنا..

    الأستاذة منيرة هي الوحيدة التي عرفت ذات بوم.. حين صارحتها بذلك في لحظة ضعف وبكيت أمامها..
    عندها..حضنتني.. وربتت على كتفي بتأثر..
    وقالت..
    أعرف يا صغيرتي ما تعانين.. فهمت كل شيء..
    وفقط رددت في هدوء وهي تربت على ظهري:
    كان الله في عونك..
    كان الله في عونك..



  • #2
    رد: هل هذه أختك..؟

    لا حول و لا قوة إلا بالله

    مهما ضاق الصدر و تكالبت الهموم و كثرت الأحزان

    فليس لنا سوى رب كريم رحيم ودود

    اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين

    جزاكم الله خيراً أختي الكريمة و نفع الله بكم

    سددكم الله إلى كل خير


    تعليق


    • #3
      رد: هل هذه أختك..؟

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      لا حول ولا قوة الا بالله
      احساس صعب استشعرته من القصة
      كان الله فى عون من يمر بهذه القصة
      جزاك الله خيرا كثيرا
      لا إله إلا الله
      اللهم إنى أسألك عفوك ورضاك والجنة
      يارب برحمتك ارحمنى واغفر لى زلاتى واهدنى الى طريقك المستقيم

      تعليق


      • #4
        رد: هل هذه أختك..؟

        سبحان الله العظيم

        لا نملك الا ان نقول لاحول ولا قوة إلا بالله

        قصه صعبه جداً وإحساس صعب تحمله

        وانا والله اشعر بمعاناتها مجرد قراءة قصتها
        اعانها الله وان شاء الله والله وان موقنه ان حقها
        لن يضيع سبحان الله

        جزاكم الله خير الجزاء أختى الكريمه
        التعديل الأخير تم بواسطة أميرة بإسلامي2; الساعة 01-01-2012, 09:13 PM.
        حسبي الله و نعم الوكيل فيمن ظلمني و كسر بخاطري وقلبي
        يَ رب انتقم لي اللهم انني رفعت أكف الضراعه اليك أدعوك بلسانٍ مظلوم
        وكلي يقين في استجابتك فاللهم انتصرلي ولو بعد حين


        [SWF]http://www.muslmah.net/upload/swfiles/csi47969.swf[/SWF]

        تعليق


        • #5
          رد: هل هذه أختك..؟


          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          ياالله قصة مؤثرة بحق

          كان الله فى عونها قصة تدمع لها العيون ولاحول ولاقوة الا بلله

          جزاك الله خيرا اختاه

          ونفع الله بك

          [[ يا أيها الذِينَ آمنوا هل أَدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لّكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ]] اللهم إرحم أبي .

          تعليق


          • #6
            رد: هل هذه أختك..؟

            المشاركة الأصلية بواسطة قرآني حياتي مشاهدة المشاركة
            لا حول و لا قوة إلا بالله

            مهما ضاق الصدر و تكالبت الهموم و كثرت الأحزان

            فليس لنا سوى رب كريم رحيم ودود

            اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين

            جزاكم الله خيراً أختي الكريمة و نفع الله بكم

            سددكم الله إلى كل خير
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرا

            ونفع بكم
            هدانا الله وإياكم إلى صراطه المستقيم


            تعليق


            • #7
              رد: هل هذه أختك..؟

              المشاركة الأصلية بواسطة محبه خديجه مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              لا حول ولا قوة الا بالله
              احساس صعب استشعرته من القصة
              كان الله فى عون من يمر بهذه القصة
              جزاك الله خيرا كثيرا
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرا

              ونفع بكم
              هدانا الله وإياكم إلى صراطه المستقيم


              تعليق


              • #8
                رد: هل هذه أختك..؟

                المشاركة الأصلية بواسطة اميرة باسلامى2 مشاهدة المشاركة

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                ياالله قصة مؤثرة بحق

                كان الله فى عونها قصة تدمع لها العيون ولاحول ولاقوة الا بلله

                جزاك الله خيرا اختاه

                ونفع الله بك

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرا

                ونفع بكم
                هدانا الله وإياكم إلى صراطه المستقيم


                تعليق

                يعمل...
                X