محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني // مفهرس

[مسلمه سلفيه]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا تفريغ لمحاضرة مهمة جدا لمحدث العصر العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:

أعداد الأخ الفاضل / أبو عمير ( المرابط أسامه ) طالب علم شرعى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

" يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ "سورة آل عمران 102

" يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً "سورة النساء 1

" يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيِمَاً "سورة الأحزاب 70

أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وبعد :

فإن خير ما نستفتح به كلمتنا هذه إنما هو قول الله تبارك وتعالى "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ... " الآية، إن هذه الآية الكريمة هي الأساس الذي ينبغي على كل مسلم أن ينطلق منه لمعرفة الدعوة التي اصطلح بعض العلماء قديما وحديثا على تسميتها بالدعوة السلفية، وقد يسميها بعضهم بدعوة أنصار السنة المحمدية، وآخرون بدعوة أهل الحديث، وكلها أسماء تدل على معنى واحد، هذا المعنى الواحد طالما غفل عنه جماعات من المسلمين قديما وحديثا ولم ينتبهوا له، أو أنهم انتبهوا له ولم يرعوه حق رعايته، ذلك لأن الناس قد مضى عليهم قرون طويلة وقد ران على قلوبهم الجمود على التقليد المذهبي، بين أهل السنة الذين ينتمون ...

.. على أنهم من أهل السنة والجماعة ، ران على هؤلاء كلهم في القرون المتأخرة، بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية، ران عليهم الجمود

.. بالتقليد، والتدين بالتقليد فضلا عن غير أولئك، الذين لا ينتمون إلى أهل السنة والجماعة من الفرق الأخرى التي شملها قول نبينا صلوات ربي وسلامه عليه في الحديث المشهور " تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله ؟ قال :هي الجماعة.

وفي رواية مفسر للرواية الأولى، قال صلى الله عليه وسلم: هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي .

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

وفي رواية مفسر للرواية الأولى، قال صلى الله عليه وسلم: هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي .

فإذن، هذا الحديث من الأحاديث الصريحة التي تدل دلالة واضحة على أن الفرقة الناجية من الفرق الثلاث وسبعين التي أخبر رسولنا - صلوات ربي وسلامه عليه - أنها ستقع في هذه الأمة، وخبره - عليه الصلاة والسلام – صدقٌ، لأنه كما قال تعالى في القرآن الكريم :"وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى".

فالفرقة الناجية علامتها ليس فقط - كما تدعي الفرق الأخرى في هذا الزمان ومن مثل هذا الزمان -

.. هذه الفرقة ليست علامتها فقط أنها تنتمي إلى العمل بالكتاب والسنة ..

أنها تنتمي إلى العمل بالكتاب والسنة .. فإن هذا الانتماء لا يستطيع أحد من المسلمين ولو كانوا من الفرق الخارجة عن الفرقة الناجية .. لا تستطيع أي فرقة من الفرق قديما وحديثا أن تتبرأ من الانتماء إلى الكتاب والسنة، لأنها إن فعلت فقد رفعت علم الخروج عن الإسلام ، ولذلك فكل الجماعات الإسلامية وكل الفرق الإسلامية .. هذه الفرق التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام أو أشار إليها في الدرس السابق كلها تشترك على كلمة واحدة، ألا وهي الانتماء إلى الكتاب والسنة،

أما الذين أشرنا إليهم في مطلع هذه الكلمة من السلفيين وغيرهم ممن ينحون منحاهم - وقد يتسمون بغير هذا الاسم - فهؤلاء يختلفون عن كل الفرق الإسلامية من الأخرى بأنهم ينتمون إلى شيء آخر، وهو العصمة من الخروج عن الكتاب والسنة باسم التمسك بالكتاب والسنة، ألا وهو التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم من أتباعهم وأتباع أتباعهم، ألا وهم القرون المشهود لهم بالخيرية في الحديث الصحيح، بل الحديث المتواتر، الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ألا وهو :"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "

فاتباع هؤلاء الجيل الأول، جيل الصحابة الأنور الأطهر، ثم الذين جاءوا من بعدهم، يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، هؤلاء لا بد لكل من أراد أن يكون من الفرقة الناجية، لابد أن ينتمي إلى العمل الذي كان عليه هؤلاء، من الصحابة والتابعي،ن وهم السلف الصالح الذي نحن نقتدي بهم، وليس هذا الأمر من الاقتداء بهؤلاء السلف الصالح بالأمر المبتدع، بل هو الأمر الواجب التي جاءت الإشارة إليه، بل التصريح به، في مثل قوله تعالى "من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " سورة النساء 115.

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

الله تبارك وتعالى قد ذكر في هذه الآية تحذيرا شديدا عن مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم ومشاققته ثم عطف على ذلك فقال "ويتبع غير سبيل المؤمنين" ولا شك أن هؤلاء إنما هم الذين ذكروا في الآية السابقة من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، فقد رضي الله عنهم، ورضوا عن ربهم، ذلك هو المعيار الذي يفرق بين المسلم الذي ينتمي إلى الكتاب والسنة، حينما لا يرجع إلى العصمة من مخالفة الكتاب والسنة، وهو التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأنتم الآن أمام نص من الآية ومن الحديث الصحيح، ذكرت الآية سبيل المؤمنين، وذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه

كما ذكر سنة الخلفاء الراشدين في الحديث الآخر الصحيح الذي رواه جماعة من أصحاب السنة منهم أبو داود والترمذي والإمام أحمد وغيرهم عن العرباض ابن سارية قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا : أوصنا يا رسول الله قال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن واليَّ عليكم عبد حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. وفي حديث آخر: وكل ضلالة في النار .

فتجدون النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث أيضا عطف سنة الخلفاء الراشدين على سنته عليه الصلاة والسلام، فهذا الحديث يلتقي مع حديث الفرقة الناجية ويلتقي مع قوله تعالى في الآية الثانية، ألا وهي قوله تبارك وتعالى " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا"،

ولذلك فلا يجوز للمسلم باسم اتباع الكتاب والسنة أن يتبع آراء أو أقوالا تخالف ما كان عليه سلفنا الصالح، ذلك لأن ما كانوا عليه هو تبيان للكتاب والسنة، وأنتم تعلمون جميعاً أن السنة هي - بنص القرآن الكريم - تبيان للقرآن الكريم، كما قال تبارك وتعالى مخاطبا شخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول "وأنزلنا إليك الذكر لتبن للناس ما نُزّل إليهم"، فكما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تولى بيان القرآن بسنته، وسنته تنقسم إلى ثلاث أقسام :

قول وفعل وتقرير ...

وهذه السنة ليس لنا طريق إلى الوصول إليها والتعرف عليها إلا من طريق أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك فلا سبيل إلى أن يكون المسلم من الفرقة الناجية إلا بأن يتبع الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح، هذا الأمر الثالث يجب أن يكون ثابتا في أذهان المسلمين كلهم إذا كانوا صادقين في أن يكونوا من الناجين يوم القيامة "يوم لا ينفع مال ولا ينون إلا من أتى الله بقلب سليم" .

ونحن اليوم نعيش مع جماعات كلها تدعي أنها تنتمي إلى الإسلام وكلها تعتقد أن الإسلام هو القرآن والسنة ولكن الجماهير منهم لم يرتضوا الاعتماد على ما سبق بيانه من الأمر الثالث ألا وهو سبيل المؤمنين، سبيل الصحابة المكرمين ومن تبعهم بإحسان، من التابعين وأتباعهم كما ذكرنا آنفا في الحديث " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ....الحديث

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

ولذلك فإن عدم الرجوع إلى ما كان عليه سلفنا الصالح من المفاهيم ومن الأفكار والآراء هو السبب الأصيل الذي جعل المسلمين يتفرقون إلى مذاهب شتى وطرائق قددا، فمن كان يريد حقا الرجوع إلى الكتاب و السنة فيلزمه الرجوع إلى ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين وأتباعهم من بعدهم، وأنتم تسمعون في كثير من المناسبات أقوالا يتلفظ بها بعض الذي ينتمون إلى العلم،

ولكن ليس هذا هو العلم الذي طريقه ما ذكرت آنفا: الكتاب و السنة وما كان عليه الصحابة، وإنما يعنون بالعلم ما يفهمونه هُمْ من الكتاب و السنة، دون الرجوع إلى العصمة التي تحفظهم من أن يكونوا من الفرق الضالة، لذلك تجدون وتسمعون في بعض ما ينشر ويطبع في عصرنا الحاضر من رسائل أو مقالات أنَّ كثيرا من هؤلاء الذي يدعون العلم أو ينتمون إلى العلم أو يزعم الجماهير أنهم من أهل العلم، تسمعون منهم من يقول مخالفا لكل هذه الأدلة التي ذكرناها آنفا .. يقول:" مذهب السلف أَسْلَمُ، ومذهَبُ الخَلَفِ أَعْلَمُ وأَحْكَمُ ".

هذا إعلان صريحٌ مفضوحٌ بأن هذا القائل وأمثاله لم يرجعوا إلى ما ذكرنا آنفا من النصوص التي توجب عليهم أن يلتفتوا إلى ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والنور، فقول هؤلاء إن علم السلف أسلم وعلم الخلف أعلم وأحكم ، معنى ذلك أنهم أعرضوا عن اتباع السلف الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإتباع سنتهم.

وإن أردتم بعض الأمثلة التي تبين الفرق بين من يتخذ هذا المنهج السلفي منهجا لهم، وبين أولئك الذي يعرضون عن هذا المنهج إلى الخلف بزعم أنهم أعلم وأحكم.

نقول على سبيل المثال: تجدون هؤلاء الذين لا يلتفتون إلى معرفة ما كان عليه سلفنا الصالح يأتون بأقوال وأفكار ومذاهب نقطع ببطلانها ومخالفتها الكتاب والسنة، لأنها على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لهم بإحسان ، من أوضح الأمثلة على ذلك والتي ينهج بها بعض الناس في عصرنا الحاضر: تفريقهم بين حديث الآحاد وبين حديث التواتر ...

إن هذا التفريق من أبرز الأمثلة على خروجهم على ما كان عليه سلفنا الصالح، لأنهم لا يعرفون شيء اسمه متواتر، وحديث آحاد، وإن هؤلاء الخلف الذي اصطلحوا على التفريق بين الحديث الآحاد وحديث التواتر بنوا على ذلك حكما شرعيا ، فقالوا بأن الحديث الآحاد - ولو كان صحيحا - إذا كان قد تضمن عقيدة فلا يؤخذ بهذا الحديث ولو كان صحيحا إلا إذا بلغ مبلغ التواتر .

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

هذا التقسيم الذي رتب عليه هذا الحكم - وهو التفريق بين العقيدة - فلا يؤخذ فيها بحديث الآحاد وبين الأحكام الذي يؤخذ فيها بحديث الآحاد ، هذا التقسيم - من درس السلف ومن درس ما كان عليه الصحابة و ما كان عليه أتباعهم من بعدهم - يقطع يقينا بأن مثل هذا التقسيم هو دخيل على الإسلام، وهي فلسفة يتبرأ منها الإسلام، وكلنا يعلم - وهم يعلمون أيضا - ولكنهم يجحدون، كما قال الله عز وجل في غيرهم "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم"، فإنهم جميعا يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل أفرادا من أصحابه يدعون الناس البعيدين عن المدينة حيث كان فيها النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان يرسل أفرادا يدعونهم إلى الإسلام، وليس الإسلام إلا الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، شاملا كما لا خلاف في ذلك ...

بينما كان عقيدة، وبينما كان أحكام .. وبين الأمثلة المشهورة - يعرفونها ثم ينحرفون عنها - إرسال النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن تارة معاذا وتارة أبا موسى الأشعري وتارة عليا، ماذا كان يفعل هؤلاء الصحابة حينما أرسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ؟ لا شك أنهم كانوا يدعون أهل اليمن إلى الإيمان بالله ورسوله، وهو أصل كل عقيدة، ثم إلى الإسلام الذي جاء به عليه الصلاة والسلام .

ولقد جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسل معاذا إلى اليمن قال له : ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا هم أطاعوك ،فأمرهم بالصلاة ... الخ،

الحديث الصحيح ... ففيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر معاذا - وهو فرد، وحديثه باصطلاح المتأخرين حديث آحاد - فأمره عليه الصلاة والسلام أول ما يدعوهم إليه هو الاعتقاد بالله وحده لا شريك له " فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ".

فإذا أنتم قابلتم هذا الحديث المجمع على صحته بين المسلمين قاطبة، بين المتبعين للسلف والمخالفين لهم .. يعتقدون معنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل معاذ إلى اليمن وأمره أن يدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، فكيف يعتقدون بصحة هذا الحديث ثم يقولون إن حديث الآحاد لا يؤخذ به في العقيدة ؟ من هنا يتبن لكم ما كان عليه أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم من انتشارهم بالآفاق ودعوة الناس إلى الإسلام دون فلسفة التفريق بين حديث التواتر وحديث الآحاد، هذه المسألة وحدها تكفي لتبين لكل مسلم عاقل خطر الانحراف عن اتباع الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، لذلك كان لزاما على كل من يريد أن يكون على هذا المنهج السلفي ..

كما يدرس الكتاب والسنة فعليه أن يدرس أيضا ما كان عليه السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم، لأنهم هم الذين نقلوا إلينا هذه الدعوة على الوجه الصحيح، وهذا المثال بين أيديكم: تفريقهم بين حديث الآحاد وحديث التواتر، فهم يقولون بأن العقيدة لا تؤخذ إلا من حديث التواتر، ولقد وقعوا في بعض الأحيان في متناقضات عجيبة جدا، وذلك نتيجة ابتعادهم عن هذا المنهج السلفي، فإن بعض النصوص الشرعية تتضمن في آن واحد عقيدة وحكما، كمثل قوله عليه الصلاة والسلام - والحديث في الصحيحين - من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جلس أحدكم في التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وعذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال ".

هذا الحديث في أمر بالاستعاذة من هؤلاء الأربع، فهي مسألة فيها حكم من أحكام الشريعة، وهم معنا على أن الحديث الآحاد تثبت به الأحكام الشرعية، لذلك لا يسعهم إلا أن يأخذوا بهذا الحديث الذي فيه الأمر بالاستعاذة من هؤلاء الأربع: أعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال [يبدو أن الشيخ - رحمه الله - نسي واحدة لم يذكرها، وهي الاستعاذة بالله من جهنم ] فهل يعتقدون بعذاب القبر ؟ هنا يقعون كما يقال في (حَيْصَ بَيْص )، عذاب القبر عقيدة، وعذاب القبر باعتقادهم لم يثبت في حديث متواتر، ولذلك فهم لا يعتقدون بعذاب القبر ، اللهم إلا ما جاء ذكره في آية بالقرآن في حق فرعون "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا"، هذه النار يقولون عذاب فرعون ..

عذاب فرعون وآل فرعون، أما عامة الكفار أولا، ثم المسلمون العصاة الذين ثبت في حقهم شيء من عذاب القبر، فهذا مما لا يؤمنون به وما ذاك إلا انطلاقا منهم من تلك العقيدة الباطلة وهي قولهم أن الحديث الصحيح ما لم يكن متواترا لا تثبت به عقيدة، ولذلك فهم ينكرون أحاديث كثيرة وكثيرة جدا

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

ولذلك فهم ينكرون أحاديث كثيرة وكثيرة جدا بزعم أنها لم تصلفأنتم مثلا تعلمون إن شاء الله حديث البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال : مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقبرين فقال :" أما إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من البول، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يؤتى له بغصن من نخيل فشقه شقين ووضع على رأس كل قبر منهما شقا، وسألوه عن ذلك فقال : لعل الله عز وجل أن يخفف عنهما ماداما رطبين".

هذا الحديث في صحيح البخاري، وتسمعون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صرح فيه بأن هذين مسلمين ومع ذلك فهما يعذبان، فدعا الرسول عليه السلام بأن يخفف الله عنهما العذاب بقدر ما بقي هاذان الغصنان رطبين، كذلك هناك حديث آخر يقول فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم :" استتروا من البول فإن أكثر عذاب القبر من البول " وهكذا فالأحاديث كثيرة وكثيرة جدا، من ذلك أيضا - ولا أطيل - قوله عليه الصلاة والسلام لما مر بقبرين لمشركين ماتا في الجاهلية قال عليه الصلاة والسلام:" لولا أن تدافنوا لأسمعتكم عذاب القبر ".

مع ورود هذه الأحاديث في عذاب القبر بالنسبة للمشركين ولبعض المسلمين، مع ذلك عطلت هذه الأحاديث ولم يعتقد بها وبمضمونها بفلسفة أنها أحاديث آحاد ، فما هو موقفهم بالنسبة لأحاديث أبي هريرة "إذا جلس أحدكم بالتشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع منها عذاب القبر ..." ؟ إن استعاذوا بالله من عذاب القبر تنفيذا لهذا الحكم الشرعي وهو واجبهم لأنهم لا يختلفون معنا في أنه يجب الأخذ بالحديث الآحاد في الأحكام، فهذا حكم شرعي، أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن ندعو بهذا الدعاء في التشهد الأخير فإن أخذوا به كما هو قولهم - وقولهم الحق لأنهم معنا هنا - فكيف يأخذون به وهم لا يؤمنون بعذاب القبر، وهم لا يصدقون بعذاب القبر ؟؟ فإذا هم حيارى ضالون منحرفون بسبب الفلسفة التي خرجوا بها على أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عدم التفريق بين الأحاديث وجعلها آحاد وجعلها تواتر، لا تفريق عند السلف إطلاقا ولا عند أحد من الأئمة الأربعة الذين اتبعوا السلف الصالح في عقائدهم، إلا من انحرف من الأتباع من بعض الفرق الضالة كالمعتزلة والخوارج ونحو ذلك، فهؤلاء خالفوا سبيل المؤمنين فحق فيهم وعيد رب العالمين "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ".

هذا مثال واضح جدا يؤكد لكم أن التمسك بالكتاب والسنة وحده لا يفيدهم، فقد أنكروا السنة فيما يتعلق بما سموه حديث الآحاد ، فالعصمة العصمة بالتمسك بما كان عليه السلف، إلى مرتبة التواتر

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

لذلك نجد أن أحد أئمتنا والذين لهم الفضل في إرشادهم إيانا إلى تمسك المنهج منهج السلف الصالح في فهم الكتاب والسنة، وأعني بذلك ابن القيم رحمه الله الذي جمع هذا المعنى في بيتين له من الشعر فقال رحمه الله:

العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ......

فلم يقتصر على قوله: قال الله قال رسوله .. بل أضاف إليهم قال الصحابة، وذلك لأن الصحابة ...

وقد عرفتم السبب في ذلك .. الآية ، والأحاديث الصحيحة التي تدل على أن الفرقة الناجية هي التي تتمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لذلك قال ابن القيم رحمه الله :

العلم قال الله وقـال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه

ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي الفقيه

كلا ولا جحد الصفات ونفيها حذرا من التعطيل والتشبيه

وفي هذا البيت الثاني من بيتي ابن القيم رحمه الله إشارة إلى مثال آخر غير المثال الأول الذي يتعلق بتفريقهم بين حديث الآحاد وحديث التواتر ولا يأخذون بحديث الآحاد في العقيدة مع أن هذا خلاف ما كان عليه السلف من الأخذ بكل الأحاديث ... سواء كان عقيدة أو كان حكما .

يشير ابن القيم رحمه الله في قوله:

كلا ولا جحد الصفات ونفيها حذرا من التعطيل والتشبيه

فإن من المنهج الذي سلكه هؤلاء الخلف - خلاف منهج السلف - : تأويل الآيات وعدم اتباعها كما جاءت دون تأويل ، ودون تعطيل ، فالسلف رضي الله عنهم - ومنهم الأئمة الأربعة - قد ذهبوا إلى موقفهم من آيات الصفات وأحاديث الصفات إلى الإيمان بحقائق معانيها دون تشبيه ودون تعطيل.

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

التشبيه من مذهب المشبهة، والتعطيل من مذهب المأولة ، أما السلف فقد جمعوا بين إثبات معاني الصفات على حقائقها مع تنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهته من الحوادث، والنص القرآني في ذلك صريح كما تعلمون، ألا وهو قوله عز وجل " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " ، "ليس كمثله شيء " تنزيه، وهو واجب على كل مسلم، والخلف زعموا أنهم ينزهون معنى رب العالمين ولكنهم بالغوا في التنزيه فوقعوا في التعطيل، وهو إنكار صفات الله عز وجل التي تَعَرَّفَ بِها إلى عباده، تعرف ربنا - عز وجل - إلى عباده حينما وصف نفسه في بعض الآيات وبعض الأحاديث ، فعطل الخلف بعض هذه الآيات لإخراجها عن معانيها الظاهرة، زعموا انهم فعلوا ذلك من باب التنزيه، فخالفوا الآيات و خالفوا السلف الصالح الذين كانوا يُمِرّونَها على معانيها الظاهرة والمعروفة باللغة العربية، مع تنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهة المخلوقات، وأنتم تعلمون أن من الأئمة الأربعة إمام دار الهجرة، مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه، وقد أصبح معلوما لدى الخاصة والعامة ما ثبت عنه بالسند الصحيح أن رجلا جاء إليه فقال يا مالك : "الرحمن على العرش استوى "، كيف استوى ؟؟ قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، أَخْرِجوا الرجلَ فإنه مُبْتَدِعٌ .

لقد أجاب هنا الإمام مالك رحمه الله بجواب شافٍ وافٍ، حيث بين أن الاستواء باللغة العربية معلوم، وهو العلو، أي أن قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " يعني: اسْـتَـعْـلَـى ، ولذلك يقول كل مسلم يعبد الله ساجدا " سبحان ربي الأعلى " ، فأجاب مالك أن الاستواء المذكور بالآية معلوم لغةً، لكن أنت تسأل عن الكيف، كيف استوى ؟ الكيف مجهول، لأن الحقَّ أن صفات الله عز وجل يقال فيها ما يقال في ذاته، فكما أن كل مسلم يثبت وجود الله تبارك وتعالى وذاته، كذلك يثبت صفاته عز وجل، وكما أنه عاجز عن أن يُكَيِّفَ ذات الله تبارك وتعالى، فكذلك هو عاجز على أن يكيف شيءً من صفات الله تبارك وتعالى، ولذلك قال "والكيف مجهول والسؤال عنه - أي عن الكيف- بدعة" .. فأنت مبتدع .. لذلك أمر بطرد الرجل من ذلك المجلس الذي كان فيه مالك رحمه الله تبارك وتعالى. فإذن، مذهب السلف: الإيمان بآيات الصفات وأحاديث الصفات على المعنى اللغوي دون تأويل لأنه تعطيل، ودون تشبيه المنافي للتنزيه الذي صرح به الله جل وعلا "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ".

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

المعنى اللغوي دون تأويل لأنه تعطيل، ودون تشبيه المنافي للتنزيه الذي صرح به الله جل وعلا "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ".

إن بعض المذاهب الموجودة اليوم على وجه الأرض بعضها ليس من أهل السنة كالرافضة وأمثالهم ، فهم معطلة فيما يتعلق بالصفات الإلهية أي أنهم على مذهب المعتزلة قديما، والمعتزلة قد أولوا كثيرا من الآيات التي خالفهم بها بعض الخلف من الأشاعرة والماتريدية ، أي أن الأشاعرة والماتريدية يلتقون مع المعتزلة في تأويلهم لبعض الآيات منها آية الاستواء مثلا، فإنهم يفسرونها بالمعنى المبتدع، وهو بالواقع ضلال وقعوا فيه من حيث أرادوا - بزعمهم - الفرار من الضلال حينما فسروا قوله تعالى " الرحمن على العرش استوى" أي قالوا: " استولى " ... لا أريد أن أقف ها هنا، قد أعود إليه إن ساعد الوقت، ولكن أريد أن أثبت النظر أن بعض الفرق من الذين تمذهبوا بمذهب الخلف في آيات الصفات وأحاديث الصفات يلتقون مع المعتزلة في تأويل بعض هذه الآيات ويخالفونهم في بعضها ؛ من هذه الآيات أن المعتزلة حينما وقفوا على الآية السابقة "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " .. في الآية كما ترون تنزيه لله عز وجل، وإثبات لصفتي السمع والبصر ، فماذا قالت المعتزلة في هاتين الصفتين السمع والبصر ؟ العلم ... وهذا هو التعطيل، فقالوا "ليس كمثله شيء تنزيه" .. تنزيه .. وهنا يتفقون معنا في التنزيه لكنهم غلوا في التنزيه كما أشرت آنفا فقالوا "وهو السميع البصير" أي العليم، فعطلوا صفتي السمع والبصر، أما الماتريدية والأشاعرة الذين يلتقون مع المعتزلة كما ذكرت آنفا في تأويل بعض آيات الصفات وأحاديث الصفات فإنهم ها هنا وقفوا مع المذهب السلفي فقالوا "وهو السميع البصير " أي لله صفة السمع والبصر،

ولكن ماذا فعلوا حين قيل لهم من المعتزلة: هذا تشبيه، لأن الإنسان له سمع وله بصر بشهادة القرآن، حيث قال الله عز وجل في الإنسان الأول آدم عليه الصلاة والسلام " فجعلناه سميعا بصيرا"،فقالت المعتزلة: فإذا قلنا أن لله صفة السمع والبصر فقد شبهناه بالمخلوقات. أجاب الأشاعرة والماتريدية هنا بجواب السلف الصالح حيث قالوا : نحن نصف الله عز وجل بما وصف به نفسه فنقول وهو السميع البصير ولكن ليس كمثله شيء

، فنقول لهؤلاء الماتريدية والمعتزلة: كونوا مع السلف الصالح في كل آيات الصفات وكل أحاديث الصفات، أثبتوا ما أثبت الرب لنفسه من الصفات مع التنزيه "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "، فالتزامهم هذا المنهج حملهم على الانحراف عنه، وهو الحق مثل ما أنكم تنطقون، تلك القاعدة التي ذهبوا إليها منحرفين عن الآيات والأدلة المصرحة أن السلف الصالح رضي الله عنهم ورضوا عنه .. حيث قالوا: " عِلْمُ السلف أسلم وعلم الخلف أعلم وأحكم "
كأنهم جعلوا علم السلف عبارة عن علم دراويش لا يتعمقون في فهم النصوص ، أما الخلف فهم الأعلـم وهم الأحكم،"كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا"، فهم في الواقع مضطربون أشد الاضطراب، فتارة هم من السلف، كالمثال الذي بين أيديكم قالوا: " وهو السميع البصير " له صفة السمع والبصر لكن سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا، قلنا هذا حق، فلماذا لم تقولوا " الرحمن على العرش استوى " أي استعلى استعلاء يليق بكماله، إنما تأولتم الاستعلاء بمعنى استولى، وليتكم لم تأولوا هذا التأويل ووقفتم موقف بعض الناس الآخرين الذين لم يقفوا لا مع عقيدة السلف ولا مع عقيدة الخلف من المعتزلة وغيرهم .

وهنا يجب أن تنتبهوا أن كثيرا من الدعاة الإسلاميين اليوم ممن لم يؤتوا حظا من العلم بالكتاب و السنة يتحاشون الخوص في اتباع السلف في ما نحن بصدده في المثال الثاني، وهو اتباعهم في إيمانهم بآيات الصفات وأحاديث الصفات من المفهوم العربي مع تنزيههم، لكنهم لا يريدون أن يكونوا سلفيين ولا يريدون أن يكونوا من المعتزلة، فيقولون: نحن نفوض هذه المعاني التي جاءت في آيات الصفات وفي أحاديث الصفات، فسموا بالمفوضة ، ومعنى التفويض هنا هو الجهل بعشرات الآيات والأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي - كما قلنا آنفا - تعرف الله بها إلى عباده، عرفهم ببعض الصفات ، غيب الغيوب إن صح التعبير، وهو الله تبارك وتعالى، فجهلوا هذه العاني كلها وقالوا: الله أعلم بمراده ، ليت هؤلاء الذي تأولوا الاستواء بقولهم " استولى " ليتهم صمتوا وليتهم سكتوا، ذلك لأن الذي فروا منه ..



ما الذي فروا منه ؟ إذا قال الإمام مالك : "الاستواء معلوم" ، وهو الاستعلاء، قالوا: الاستعلاء معناه أن الله عز وجل في جهة، أي جهة العلو، إذن، نحن لا نقول بالجهة إذا لا نقول بالعلو لله عز وجل، إذن ما معنى "الرحمن على العرش استوى" ؟ قالوا: استولى .. سبحان الله .. استولى تقتضي باللغة العربية أنه كانت توجد مُغالبة بين الله عز وجل وبين غيره، ومن يكون هذا الغير سوى أحد من خلقه ؟ فاستولى الله على ملكه، من يقول هذا الكلام ؟ لقد عرفوا وصرح أحد كبارهم من المنحرفين عن السلف الصالح في تأويل آيات الصفات وأحاديث الصفات، لقد صرح أن قولنا في تأويل الآية استوى بمعنى استولى بسحب معنى المغالبة، أي لقد عطل نفس المعنى الذي فسر به الآية، وهذا في الحقيقة تعطيل لهذا النص كما عطلوا آيات الصفات وأحاديث الصفات ، لأجل ذلك يعجبني ما روي عن أحد أئمتنا ..



ابن تيمية أو ابن القيم رحمه الله أنه قال : " إن المجسمة تعبد صنما، والمعطلة تعبد عدما "، يعبد شيء لا وجود له .



وهذا في الواقع صريح جدا عندما ينفون عن الله عز وجل صفة العلو الثابت ليس في آية الاستواء فقط بل في آيات كثيرة وأحاديث عديدة لسنا الآن في صددها، فكتب أئمة السلف مطبوعة ومنشورة والحمد لله ، ولكن حسبي أن أذكر الآن ما جاء عن بعض أئمة الخلف أنهم في سبيل الزعم الذي ادعوه من تنزيه الله عز وجل ونفوا عنه هذه الصفة، صفة العلو فقالوا: ربنا عز وجل لا يقال ولا يوصف بأنه: فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه .هكذا يقولون في معبودهم ، يقول المعطلة: الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه ؛ لو قيل لأفصح الناس بيانا: صِفْ لنا المعدوم، لما استطاع أن يصفهم بأكثر مما يصف هؤلاء المعطلة معبودهم الحق سبحانه وتعالى حيث قالوا: لا فوق ولا تحت ...الخ.



لذلك لما اجتمع بعض علماء الخلف في عهد ابن تيمية رحمه الله وشكوه إلى الأمير الذي كان يومئذ في دمشق بأن هذا يخالف العلماء ويجسد الله عز وجل ويشبهه بالمخلوقات، طلبوا أن يعقد لهم مجلسا مع شيخ الإسلام ابن تيمية، فكان هذا المجلس، وتناقش شيخ الإسلام مع أولئك الناس المخالفون للسلف في آيات الصفات وأحاديث الصفات، والأمير يسمع ما يدعيه هؤلاء الخلف وما دعاهم إليه شيخ الإسلام من الآيات الصريحة في إثبات صفات الله عز وجل بصورة عامة، وإثبات صفة العلو بصورة خاصة، لما سمع ذاك الأمير - ويبدو أنه كان ذكيا عاقلا - وصف أولئك العلماء الخلف لله عز وجل بأنه لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ..الخ .. الضلالة التي ذكرناها آنفا ، ماذا قال ذاك الأمير العاقل ؟؟ قال : هؤلاء قوم أضاعوا ربهم .



فعلا، إذا كانوا لا يدرون أين الله ، فهم جماعة ضالون ، أضلوا ربهم ، حيث أن الله عز وجل وصف نفسه بأنه على العرش استوى " تعرج الملائكة والروح إليه " ، " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " ..الخ ما هنالك من آيات وأحاديث كثيرة ،



وحسبكم - أخيرا - لتعلموا الفرق بين من يتخرج من المدرسة السلفية ومن يتخرج من المدرسة الخلفية ، أن تنظروا المدرسة السلفية، هي مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، هي التي تخرج منها أصحابه عليه الصلاة السلام، فلا جرم أنه عليه الصلاة والسلام أمرنا باتباعهم كما سبق ذكر الأدلة على ذلك، وإذا أردتم الدليل على أن من تخرج من المدرسة السلفية أنه يكون على هدى من ربه ولو كان من عامة الناس، وأنه من تخرج من المدرسة الخلفية فإنه يكون في ضلال مبين ولو كان من أعلم الناس، كأولئك الذين تجمعوا على شيخ الإسلام ابن تيمية في القصة المذكورة آنفا ، إذا أردتم أن تتبينوا هذه الحقيقة فاذكروا معي حديث تلك الجارية الذي كان سيدها قد ضربها وصفعها صفعة في قصه يرويها سيدها، وهو معاوية بن الحكم السلمي في حديث رواه الإمام في صحيحه في طول، فأختصر الآن في موضع الشاهد منه فقط " قال معاوية بن الحكم :يا رسول الله إن لي جارية ترعى غنما لي ... فسطا الذئب يوما على غنمي، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر، فصككتها صكة وعلي عتق رقبة، فقال له عليه الصلاة والسلام : ائتني بها ، فلما جاءت قال صلى الله عليه وآله وسلم لها : أين الله ؟ قالت : في السماء ، قال لها من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله ، فقال عليه الصلاة والسلام : اعتقها فإنها مؤمنة.



تم الانتهاء حتى الرد الحادى عشر ونستكمل باذن الله

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

استكمال هذا تفريغ لمحاضرة مهمة جدا لمحدث العصر العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:

لقد شهد الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه المرأة - وهي راعية غنم - شهد لها بأنها مؤمنة، لماذا ؟ لأنها عرفت ربها، وأنه على العرش استوى ، وأنه استعلى على خلقه تبارك وتعالى ، وكيف لا وهي تعيش في مجتمع .. في مدرسة كما يقال اليوم في لغة العصر الحاضر .. هي مدرسة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسيدها من تلامذته، فهو الذي نقل لها هذه العقيدة ، لذلك لما سألها صلى الله عليه وسلم هذا السؤال الفاحص لعقيدتها أجابت بالجواب الصحيح، قالت: الله في السماء، فكيف لها ؟ وهي إن لم تكن تحفظ سورة تبارك فعلى الأقل سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم أو من سيدها وهو يقرأ من سورة تبارك من كل ليلة " أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير "سورة تبارك لقد سمعت هذه الآية تتلى من سيدها أو نبيها صلى الله عليه وسلم، "فآمنت بهذه الآية كما يفهمها كل عربي، لذلك أجابت بالجواب الصحيح لما سألها عليه الصلاة والسلام: أين الله ؟ قالت في السماء ،

أتدرون ما موقف الخلف اليوم، والذين يكتبون بعض المؤلفات وبعض الرسائل، يزعمون أن الخلف علمهم أحكم وأعلم ؟ يقولون أن هذا السؤال الذي جاء ذكره في هذا الحديث لا يجوز توجيهه اليوم، هذا ليس فقط يخالفون به منهج السلف بل يخالفون الأحاديث الصحيحة، وهذا يلتقي مع المثال الأول، وهو أنهم يردون الأحاديث الصحيحة لمجرد أنها تتعلق بالعقيدة ولو كانت أحاديث صحيحة، وأجمع علماء المسلمين على صحتها"، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه، ورواه الإمام مالك في موطئه، ورواه الإمام أحمد في مسنده، ورواه كل من له رواية في السنة إلا ما نذر، وساقوه مساق الأحاديث الصحيحة المسلمة ، فجاء هؤلاء الخلف وردوا هذا الحديث وقالوا: لا يجوز لك أن تسأل هذا السؤال أين الله ؟ وإذا قيل لهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم سأل هذا السؤال، أجابوك بأن هذا الحديث حديث آحاد أولا، ثم يزدادون جدلا، وعلى فرض أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صح عنه هذا السؤال، فهو إنما أقر الجارية على قولها إن الله في السماء لأنها كانت أعجمية ولأنها لا تعلم العقيدة الصحيحة، فهنا يقعون في مشكلة أخرى كما قلنا في تأويلهم " الرحمن على العرش استوى " سورة طه 5بـ " استولى "، فورد عليهم أنه كان هناك من يغالب الله على عرشه فغلبهم فاستولى على عرشه، ذلك هو الضلال البعيد، كذلك نسبوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم سكت عن الجارية لأن جوابها غير صحيح عندهم مع أن الله عز وجل قد سمعتم آنفا قوله " أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا .. " سورة الملك 16

والخلاصة:

مذهب السلف يجب التمسك به، وهو الضمان بأن يكون المسلم من الفرق الناجية ولا يكون من الفرق الضالة، وذلك هو العصمة، ولا بد من لفت النظر أخيرا إلى أننا حينما ندعو المسلمون جميعا إلى التمسك بالكتاب و السنة وعلى منهج السلف الصالح، لِما ذكرناه آنفا من البينات والأدلة الصحيحة، فنحن لا نكون متباعدين عنهم من أصل الإيمان بالكتاب والسنة ، ولكننا نحسن دعوتـهم إلى الكتاب والسنة ، لأننا نعتقد أنهم مرضى في عقائدهم .. في انحرافهم عن الكتاب والسنة، فندعوهم كما هو واجب الدعوة، وهي قاعدة أساسية لكل من أراد أن يدعوا إلى الإسلام، ألا وهو قوله تعالى " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"سورة النحل 125 فيجب أن لا نتهاون مع هؤلاء الناس الذين انحرفوا عن منهج السلف الصالح ليس فقط في كثير من الأحكام بل في كثير من العقائد كما ذكرنا مثلا آنفا فيما يتعلق بالصفات وما يتعلق بعذاب القبر وما هو نحو ذلك، فنحن ندعوهم بالتي هي أحسن فلا نباينهم ولا نفارقهم، لقوله عليه الصلاة والسلام : " والله لأن يهدى بهداك واحداً خير لك من حمر النعم "

ولعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

انتهى.

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

هكذا يقولون في معبودهم ، يقول المعطلة: الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف لا داخل العالم ولا خارجه ؛ لو قيل لأفصح الناس بيانا: صِفْ لنا المعدوم، لما استطاع أن يصفهم بأكثر مما يصف هؤلاء المعطلة معبودهم الحق سبحانه وتعالى حيث قالوا: لا فوق ولا تحت ...الخ.


لذلك لما اجتمع بعض علماء الخلف في عهد ابن تيمية رحمه الله وشكوه إلى الأمير الذي كان يومئذ في دمشق بأن هذا يخالف العلماء ويجسد الله عز وجل ويشبهه بالمخلوقات، طلبوا أن يعقد لهم مجلسا مع شيخ الإسلام ابن تيمية، فكان هذا المجلس، وتناقش شيخ الإسلام مع أولئك الناس المخالفون للسلف في آيات الصفات وأحاديث الصفات، والأمير يسمع ما يدعيه هؤلاء الخلف وما دعاهم إليه شيخ الإسلام من الآيات الصريحة في إثبات صفات الله عز وجل بصورة عامة، وإثبات صفة العلو بصورة خاصة، لما سمع ذاك الأمير - ويبدو أنه كان ذكيا عاقلا - وصف أولئك العلماء الخلف لله عز وجل بأنه لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ..الخ .. الضلالة التي ذكرناها آنفا ، ماذا قال ذاك الأمير العاقل ؟؟ قال : هؤلاء قوم أضاعوا ربهم .


فعلا، إذا كانوا لا يدرون أين الله ، فهم جماعة ضالون ، أضلوا ربهم ، حيث أن الله عز وجل وصف نفسه بأنه على العرش استوى " تعرج الملائكة والروح إليه " ، " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " ..الخ ما هنالك من آيات وأحاديث كثيرة ،

وحسبكم - أخيرا - لتعلموا الفرق بين من يتخرج من المدرسة السلفية ومن يتخرج من المدرسة الخلفية ، أن تنظروا المدرسة السلفية، هي مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، هي التي تخرج منها أصحابه عليه الصلاة السلام، فلا جرم أنه عليه الصلاة والسلام أمرنا باتباعهم كما سبق ذكر الأدلة على ذلك، وإذا أردتم الدليل على أن من تخرج من المدرسة السلفية أنه يكون على هدى من ربه ولو كان من عامة الناس، وأنه من تخرج من المدرسة الخلفية فإنه يكون في ضلال مبين ولو كان من أعلم الناس، كأولئك الذين تجمعوا على شيخ الإسلام ابن تيمية في القصة المذكورة آنفا ، إذا أردتم أن تتبينوا هذه الحقيقة فاذكروا معي حديث تلك الجارية الذي كان سيدها قد ضربها وصفعها صفعة في قصه يرويها سيدها، وهو معاوية بن الحكم السلمي في حديث رواه الإمام في صحيحه في طول، فأختصر الآن في موضع الشاهد منه فقط [ قال معاوية بن الحكم :يا رسول الله إن لي جارية ترعى غنما لي ... فسطا الذئب يوما على غنمي، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر، فصككتها صكة وعلي عتق رقبة، فقال له عليه الصلاة والسلام : ائتني بها ، فلما جاءت قال صلى الله عليه وآله وسلم لها : أين الله ؟ قالت : في السماء ، قال لها من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله ، فقال عليه الصلاة والسلام : اعتقها فإنها مؤمنة.


..
.

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

لقد شهد الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه المرأة - وهي راعية غنم - شهد لها بأنها مؤمنة، لماذا ؟ لأنها عرفت ربها، وأنه على العرش استوى ، وأنه استعلى على خلقه تبارك وتعالى ، وكيف لا وهي تعيش في مجتمع .. في مدرسة كما يقال اليوم في لغة العصر الحاضر .. هي مدرسة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسيدها من تلامذته، فهو الذي نقل لها هذه العقيدة ، لذلك لما سألها صلى الله عليه وسلم هذا السؤال الفاحص لعقيدتها أجابت بالجواب الصحيح، قالت: الله في السماء، فكيف لها ؟ وهي إن لم تكن تحفظ سورة تبارك فعلى الأقل سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم أو من سيدها وهو يقرأ من سورة تبارك من كل ليلة " أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير " لقد سمعت هذه الآية تتلى من سيدها أو نبيها صلى الله عليه وسلم، فآمنت بهذه الآية كما يفهمها كل عربي، لذلك أجابت بالجواب الصحيح لما سألها عليه الصلاة والسلام: أين الله ؟ قالت في السماء ،

أتدرون ما موقف الخلف اليوم، والذين يكتبون بعض المؤلفات وبعض الرسائل، يزعمون أن الخلف علمهم أحكم وأعلم ؟ يقولون أن هذا السؤال الذي جاء ذكره في هذا الحديث لا يجوز توجيهه اليوم، هذا ليس فقط يخالفون به منهج السلف بل يخالفون الأحاديث الصحيحة، وهذا يلتقي مع المثال الأول، وهو أنهم يردون الأحاديث الصحيحة لمجرد أنها تتعلق بالعقيدة ولو كانت أحاديث صحيحة، وأجمع علماء المسلمين على صحتها، ومنها هذا الحديث، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه، ورواه الإمام مالك في موطئه، ورواه الإمام أحمد في مسنده، ورواه كل من له رواية في السنة إلا ما نذر، وساقوه مساق الأحاديث الصحيحة المسلمة ، فجاء هؤلاء الخلف وردوا هذا الحديث وقالوا: لا يجوز لك أن تسأل هذا السؤال أين الله ؟ وإذا قيل لهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم سأل هذا السؤال، أجابوك بأن هذا الحديث حديث آحاد أولا، ثم يزدادون جدلا، وعلى فرض أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صح عنه هذا السؤال، فهو إنما أقر الجارية على قولها إن الله في السماء لأنها كانت أعجمية ولأنها لا تعلم العقيدة الصحيحة، فهنا يقعون في مشكلة أخرى كما قلنا في تأويلهم " الرحمن على العرش استوى " بـ " استولى "، فورد عليهم أنه كان هناك من يغالب الله على عرشه فغلبهم فاستولى على عرشه، ذلك هو الضلال البعيد، كذلك نسبوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم سكت عن الجارية لأن جوابها غير صحيح عندهم مع أن الله عز وجل قد سمعتم آنفا قوله " أأمنتهم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا .. " الآية.


..
.

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

والخلاصة:

مذهب السلف يجب التمسك به، وهو الضمان بأن يكون المسلم من الفرق الناجية ولا يكون من الفرق الضالة، وذلك هو العصمة، ولا بد من لفت النظر أخيرا إلى أننا حينما ندعو المسلمون جميعا إلى التمسك بالكتاب و السنة وعلى منهج السلف الصالح، لِما ذكرناه آنفا من البينات والأدلة الصحيحة، فنحن لا نكون متباعدين عنهم من أصل الإيمان بالكتاب والسنة ، ولكننا نحسن دعوتـهم إلى الكتاب والسنة ، لأننا نعتقد أنهم مرضى في عقائدهم .. في انحرافهم عن الكتاب والسنة، فندعوهم كما هو واجب الدعوة، وهي قاعدة أساسية لكل من أراد أن يدعوا إلى الإسلام، ألا وهو قوله تعالى " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" فيجب أن لا نتهاون مع هؤلاء الناس الذين انحرفوا عن منهج السلف الصالح ليس فقط في كثير من الأحكام بل في كثير من العقائد كما ذكرنا مثلا آنفا فيما يتعلق بالصفات وما يتعلق بعذاب القبر وما هو نحو ذلك، فنحن ندعوهم بالتي هي أحسن فلا نباينهم ولا نفارقهم، لقوله عليه الصلاة والسلام : " والله لأن يهدى بهداك واحداً خير لك من حمر النعم "

ولعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.


انتهى.


..
.

[مسلمه سلفيه]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

برنامج الشيخ الألباني، الإصدار الثاني

أضغط هنا

..
.

[بدرالدين محمد]

رد: محاضرة هامة جدا للشيخ الألباني

بارك الله فيك