أهلًا وسهلًا بكم أخواتنا, وأخواننا الكرام
يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق الى الله أنَّ يقدم لكم
الحلقة الرابعه من دورة " صرخات للغافلين "
لفضيلة الشيخ : د. حازم الشومان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى وصلاًة وسلامًا على عبادة الذين اصطفى, اللهم لك الحمد كله, ولك الملك كله, وبيدك الخير كله, وإليك يُرجع الأمر كله, اللهم لك الحمد كله, ولك الملك كله وبيدك الخير كله, وبيدك الخير كله، وإليك يُرجع الأمر كله, اللهم صلِّ على حبيب قلوبنا, وعلى طبيب قلوبنا, وعلى شفيعنا يوم العرض عليك محمد -صلى الله عليه وسلم-, في الأولين وفي الآخرين وفي كل وقت وحين, أما بعد:
إخواني وأخواتي في الله, النهاردة بفضل ومنَّه الله -سبحانه وتعالى- مع اللقاء الرابع في تفسير سورة الطور, في دورة "صرخات للغافلين" بإذن الله -سبحانه وتعالى-
آيات الجنة
النهاردة مع اللقاء الرابع ياجماعة, وهنبدأ مع آيات الجنة بقى, هنبدأ مع قول الله -سبحانه وتعالى- "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ" الطور:17, هنعيش بقلوبنا الليلة يا جماعة مع تاني أعظم نعيم في الجنة بعد النظر لوجه الله, نعيم الحياة الاجتماعية في الجنة, تاني أعظم نعيم في الجنة بعد النظر لوجه الله, هنعيش الليلة بقلوبنا مع برومو عن الجنة جاي مباشرةً من الجنة, برومو يعني زي ملخص كده أو بعض اللقطات اللي تُثير القلب, وتُثير الرغبة المهولة لدخول الجنة,
القلب الحي لما يسمع آيات ربنا اللي في سورة الطور عن الجنة هيذوب من الشوق للجنة.
هو ليه قلوبنا مابتشتقش للجنة؟!
عشان كده أول وقفة هنقفها النهاردة مع بعض يا جماعة واحنا بنتكلم عن الجنة, هو احنا مابنشتقش للجنة ليه؟ هو احنا لما بنسمع ربنا بيقول: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" الطور 17: 19، مبنشتقش ليه؟ يعني لو الآيات دي بتتكلم عن نادي من النوادي وبتوصف أصناف النعيم اللي فيه مش قلوبنا هتتلهف عليه؟ لو الآيات دي بتتكلم عن منتجع سياحي, والآيات بتوصف مدى الروعة بتاعة أصناف النعيم في المنتجع السياحي, قلوبنا مش بتتلهف عليه؟ احنا هنتكلم دلوقتي عن نعيم أعظم منتجع سياحي في العالم, مايجيش واحد في الألف منه, ولا مستحيل يقرب منه أصلًا, هنتكلم عن أصناف من النعيم المذهل يا جماعة بإذن الله, بس قلوبنا نسلمها للقرآن الليلة, نسلمها للقرآن في قيام الليل بالآيات دي, ونشوف القرآن هيعمل في قلوبنا إيه؟
لو ربنا بيتكلم عن أي صنف من أصناف نعيم الدنيا كنا اشتقنا اشمعنا الآيات بتتكلم عن الجنة, ومابنشتقش؟! لأن الجنة لازم نموت عشان ندخلها, واحنا بنكره الموت! لأن الجنة بعيدة حيلِني, الدنيا بين إيدينا دلوقتي فاحنا مستبعيدنها, مستعجلين عايزين الحاجة العاجلة حتى لو حقيرة والحاجة الآجلة حتى لو عظيمة لأ, لإنَّ الجنة غيب فاحنا مش شايفينها بعنينا, عايزين النهاردة نِنسف كل الحواجز دي, عايزين نجري بقلوبنا على الجنة ياجماعة, عايزين نعيش بقى مع تاني أعظم نعيم في الجنة بعد النظر لوجه الله.
ليه ربنا بيكلمنا عن الجنة؟
ولكن فيه وقفة تانية مهمة جدًا, وهي هو ليه ربنا بيكلمنا عن الجنة؟ يعني آيات النار والقيامة المرة اللي فاتت ماخدتش جزء صغير من السورة, إنما آيات الجنة حوالي صفحة, ربنا بيتكلم عن الجنة كتير في السورة هنا ليه؟
-لإن مينفعش ييجي ترهيب من غير ترغيب, لازم الداعي إلى الله يبقى متوازن بين الترغيب والترهيب.
-ولإن يا جماعة احنا في عام الحزن, فالقلوب تعبانة والناس تعبانة, والصحابة تعبانين فلازم نسمع كتير عن الجنة؛ عشان نقدر نصبر على التضحيات اللي احنا بنقدمها في الأيام دي لدين الله -سبحانه وتعالى-.
طب ليه ربنا بيتكلم عن الحياة الاجتماعية بالذات في الجنة؟
كان ممكن يتكلم عن النعيم المادي, ليه الحياة الاجتماعية بالذات؟ - نعيم الأنس, والبهجة, والفرحة, واللمة, والشلة - ليه كده؟ لإن احنا في عام الحزن, فأكتر مرحلة فيها غربة اجتماعية عاشها الصحابة, فجه جزاء من جنس العمل, إنتوا هتتحرموا من الحياة الاجتماعية والمجتمع هيعتزلكم عشان دينكم, أنا هديكم حياة اجتماعية لا يتخيلها إنسان لم تخطر على قلب بشر أبدًا,
زي ما الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال "طوبى للغرباء" صححه الألباني, طوبى دي شجرة في الفردوس الأعلى, ضلها 100 سنة, أكثر من 100 سنة كمان, لإنها نادي اجتماعي بيجتمع فيه أهل الفردوس الأعلى, يعني دي نادي هليوبليس, أو نادي الجزيرة, أو نادي الصيد بتاع أهل الفردوس الأعلى, بيجتمعوا تحتها, طب الرسول قال طوبى لمين؟ للغرباء اللي داقوا الغربة الاجتماعية في الدنيا عشان ينطلقوا إلى الله, بياخدوا الحياة الاجتماعية الباهرة في الجنة "جزاء من جنس العمل"
ظاهرتين مذهلتين في الجنة
يلا نبدأ بقى، ولكن برده قبل ما أبدأ الآيات يا جماعة, إنتوا هتشوفوا الآيات وهي على الشاشة بقى, تعيشوا مع ظاهرتين مذهلتين في الآيات, "الحياة الاجتماعية المذهلة, والحب المذهل", قبل ما أبدأ أشرح الآيات لازم نقف مع الظاهرتين دول، وربنا بيتكلم: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ" الطور:17, مش جنة, "فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ" الطور:18, ركزتوا وربنا بيقول: "أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" الطور:21, ركزتوا وربنا بيقول: "وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ" الطور:20, ركزتوا وربنا بيقول: "يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا" الطور:23, "وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ" الطور:24, "أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ" الطور:25, ركزتوا في الآيات ديَّت, هنقف الأول مع ظاهرتين مذهلتين في الآيات وبعد كده نبدأ ندخل في شرح الآيات .
الظاهرة المذهلة الأولى في الآيات هي: الحياة الاجتماعية المذهلة
جو بهجة وجو شلة
إزاي؟ الجو مبهج أوي يا إخوانا, يعني بين المؤمنين وبعض, ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول: "فَاكِهِينَ" قاعدين يضحكوا مع بعض, يعني جو بهجة وجو شلة، ربنا بيقول: "مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ" قاعدين على عروش المُلك جنب بعض, جو بهجة.
جو لعب ومرح
"يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا" يتنازعون جو لعب ومداعبة ومرح, وده يجري ورا ده يخطف منه علبة العصير أو كأس الخمر, وده يقوم جاي وخاطف الكاس من الاتنين, جو بهجة وجو مرح، "يَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ" كإنهم قاعدين في حلقة والغلمان قاعدين يطوفوا داير ما يدور, يبقى جو أنس وجو حفلات وجو مرح.
جو أنس بالصحبة والأحباب
يبقى الأنس بالصحبة والإخوة والأحباب:
-الأنس بالزوجة
الأنس بالزوجة "وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ" كمان مراتك, عشان كده ربنا مقالش زوجناهم حور عين "زَوَّجْنَاهُمْ" بـ ، الباء هنا دي باء مصاحبة, يعني دلت إن دي زوجته اللي كانت في الدنيا, اللي كانوا متصاحبين في قيام الليل, اللي كانوا متصاحبين في العبادة, اللي كان ممكن ينزلوا جولة, هي توقف البنت تكلمها وهو يوقف الولد يكلمه, يدعوا إلى الله مع بعض,
كانوا متصاحبين في تربيتهم ولادهم على الدين, أنا هحفظهم الجزء الثلاثين, وإنتِ هتراجعيه لهم, أنا هحفظهم قرآن, وإنتِ تشرحيلهم سيرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وأمهات المؤمنين, يبقى كانوا متصاحبين في الدنيا, فيبقوا متصاحبين في النعيم في الجنة, يبقى جو حياة اجتماعية مذهلة ولا أعظم منتجع سياحي في العالم والله في شيء من الكلام ده يا جماعة, جو صحبة عظيم, أنس بالصحبة, أنس بالزوجة.
- أنس بالأولاد
"أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" الطور:21، أولادك وأحفادك وأحفاد أحفادك معاك، مبتهجين.
- الأنس بالله
أنس بالله ياجماعة "وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْم" الطور:22، يعني ربنا يبعتلهم أصناف من اللحوم والفواكه مش موجودة في الجنة أصلًا, وهما قاعدين في الحفلة الجميلة بتاعتهم اللي هنوصف فيها الوقتي بإذن الله, فربنا يبعتلهم أصناف لم تُخلق في الجنة مثلها أصلًا, كإن ربنا بيقول أنا معاكم, أنا معاكم في فرحتكم, أنا معاكم في حفلتكم, أنا معاكم في الجو الاجتماعي المُبهر ده, فيزداد الأنس أنس بالله, وبمعية الله -سبحانه وتعالى-.
- الأنس بالملائكة
الملايكة "كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" الطور:19، مين اللي بيقول؟ الملايكة, يعني الحفلة مليانة ملايكة, في الدنيا كنا بنصلي ومش شايفين الملايكة, بنقوم الليل ومش شايفين الملايكة, بندعوا إلى الله ومش شايفين الملايكة, بنجاهد في سبيل الله ومش شايفين الملايكة, إنما النهاردة في الجنة الملايكة حوالينا شايفينهم, اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى يارب, اللهم لاتحرمنا من هذا النعيم بعد أن شوقتنا إليه يارب, يبقى أنس بالله, أنس بالملايكة, أنس بالصحبة والشلة, أنس بالزوجة, أنس بالأولاد.
- الأنس بالخدم
كمان من ضمن الحياة الاجتماعية الخدم "وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ" الطور:24، يعني جو حياة اجتماعية خدم وخدم بقى مش أي حاجة ده لؤلؤ مكنون يعني جمال الجمال يعني, يعني أجمل من ملوك الدنيا وأمراء الدنيا وأميرات الدنيا وبيطوف هؤلاء الغلمان اللي "كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ", يبقى أول ظاهرة مذهلة ظاهرة الحياة الاجتماعية المذهلة في الآيات.
الظاهرة التانية المذهلة: ظاهرة الحب المذهل في الآيات
أولًا: جو الحب مع الزوجة
لإن ممكن يبقى حياة اجتماعية, يعنى ممكن تحضر حفلة مثلًا لجو اجتماعي عالي, بس متحسش إن الناس بتحب بعض, الناس مُجتمعة بس مافيش حب، مافيش العواطف الملتهبة بينهم وبين بعض, جو الحب المذهل, إزاي بقى يا إخوانا؟ يعني جو الحب المذهل "وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ" الطور:20، حب مراتك, كلمة حور أصلًا, من ضمن الجزور اللغوية للحور, حار أي مال إن قلبها مايل ليك وإنت قلبك مايل ليها, يعني جو الحب العظيم ياجماعة مع الزوجة.
ثانيًا: جو الحب مع الأولاد
جو الحب العظيم مع الأولاد "وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ" الطور:25، هو وأولاده وأحفاده وذريته, أقبل, الإقبال ده إن قلبك سابق رجليك, يبقى جو الحب.
ثالثًا: جو الحب مع الخدم
حتى الخدم "وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ" الطور:24، يعني كتير من الملوك ليهم خدم بيخدموهم وهما كارهينهم وكارهين عجرفتهم وكبرهم وتعنتهم ولهوهم, إنَّما هنا يطوف رايح جاي رايح جاي, بيخدمك بقلب بيخدمك بحب.
رابعًا: جو الحب مع الملائكة
الملايكة "كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا" الطور:19، بالهنا والشفا, الكلمة اللي والدتك بتقولها لك وإنتِ بتاكلي, بالهنا والشفا
يا بني, "كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا" يعني إنت في وسط جو حب رهيب من الملائكة, وحب عظيم زوجتك وزوجك وحب عظيم من ولادك وعيلتك, وحب عظيم من الخدم اللي بيخدموك.
خامسًا: حب الصحبة نفسها
"مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ" الطور:20، قُدام بعض, يعني حب عظيم, يعني الواحد لو مش بيحب واحد مش عايز يبقى في وشه, مش عايز يبقى جنبه, حب عظيم ما بين الصحبة وبعضها.
سادسًا: حب من الله
"وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ" الطور:22، ربنا بيمتعهم, ربنا بينعمهم, ربنا بيبهجهم, يعني ناس حياتها مليانة حب, أرض الحب اللي هي الجنة, أرض الحب اللي هي الفردوس الأعلى.
يبقى الظاهرتين المذهلتين, اللي هما ظاهرة الحياة الاجتماعية المذهلة, وظاهرة الحب المذهل, ده دي كل اللي فات في الحلقة مقدمة إن احنا نعيش بقلوبنا مع البرومو بتاع الجنة اللي جاي لنا من الفردوس الأعلى, عشان نشوف بقى الآيات مش بتوصف مجتمع سياحي ولا بتوصف نادي ترفيهي ولا بتوصف قصر من قصور الملوك والأمراء, الآيات بتوصف أهل الفردوس الأعلى عايشين إزاي، يارب شوقنا للجنة, يارب متعنا بالفردوس الأعلى يارب اللهم آمين.
نبدأ بقى رحلة ماتعة مع الآيات
ناخذ آية آية:
1- "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ" الطور:17
تأكيد حصول النعيم
إنَّ إيه؟، السورة فيها اتنين إنَّ:- "إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ" الطور:7 و "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ" بعد الخمس أقسام اللي في أول السورة, كإن ربنا بيُقسم على "إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ" و "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ" يعني ربنا بيؤكد إن النعيم ده هيحصل هيحصل, "إِنَّ الْمُتَّقِينَ"
المتقين دول أعلى المراتب
يعني أول المقامات: المسلمين، الأعلى: المؤمنين، الأعلى: المحسنين، الأعلى: المتقين، يعني الآيات دي بتتكلم عن الفردوس الأعلى مش النعيم العام للجنة, أحسن واحد نايم على جنبه وقاعد دلوقتي يبص كده وهو ماسك السيجارة وبيطلعها ويدخلها وحياتة معاصي وليله معاصي ونهاره معاصي, ويقول يا سلام ده الجنة والله لذيذة، حبيبي ده الفردوس الأعلى, الكلام ده له تمن, مش كل واحد بيحب الطب بيبقى دكتور اللي بيجيب مجموع طب, مش كل واحد بيحب الهندسة يبقى مهندس اللي بيجيب مجموع هندسة, مش كل واحد بيحب الفردوس الأعلى بيدخلها اللي بيجيب مجموع الفردوس الأعلى, مجموع الفردوس الأعلى ممكن دعوة، اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى يارب, دعوة ربنا يستجيبها ولكن لازم ندفع التمن.
نعيم التنوع
"إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ" نعيم التنوع بقى
طب في سورة الذاريات كان فيه جنات وعيون ليه؟
لإن الذاريات بتتكلم عن الرزق والعيون منابعها مش متشافة, إنَّما الثمرة النهائية بتاعتها متشافة فده مثل للرزق, إن الرزق ملكش دعوة رزقك هييجي منين, هو هييجي هييجي, إنت ليك إن هييجي بس ملكش دعوة طالع منين, فناسب هذا آيات الجنة مع الذاريات, إنَّما هنا احنا بنتكلم عن البهجة ونعيم, أصناف النعمة الذي لا يوجد فيها منغصات.
2- "فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ" الطور:18
- الجنة لها تمن لازم ندفعه
"فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ" الآيات بتوصف هنا حفلة اجتماعية في الجنة, حفلة بقى, يارب لو دخلنا الفردوس الأعلى أنا هعمل الحفلة دي معاكم يا جماعة إن شاء الله، أنا عازمكم في القصر بتاعي إن شاء الله لو دخلنا الفردوس الأعلى, وأستاذ ياسر بإذن الله -سبحانه وتعالى- وإخوانا وكل اللي اشتغلوا في فرق العمل بإذن الله يارب اللهم آمين, يارب مع الحبيب محمد -عليه الصلاة والسلام- يارب, لو دخلنا الفردوس الأعلى يا جماعة بس نجتهد بقى ونضحي يا جماعة ونبيع الدنيا ونطلقها,
وننطلق في الدين وفي الأخوة وفي الدعوة وفي العبادة ونتربى عشان نقدر نمشي على الطريق ونرتبط بالقرآن ونطلع عمرة, يا جماعة الجنة ليها تمن خلونا ندفعه, والله العظيم هنكتشف في الآخر إنها كانت سهلة أوي واللي مجتهدش هيندم, اللي كان مستصعب تمن الفردوس الأعلى هيندم, هيقول ده كان بمجهود مش كبير كان ممكن أنالها, يلا يا إخوانا هعزمكم على الحفلة دي بإذن الله إن شاء الله تفكروني في الجنة بإذن الله لو دخلنا الفردوس الأعلى يارب اللهم آمين .
- أول حفلة في الجنة
"فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ" زي ما في آيات القيامة قلنا دي أول لحظات البعث اللي هو أول مرحلة في القيامة, وفي آيات النار قلنا دي أول لحظات النار, كذلك في الجنة دي حفلة الجنة اللي ممكن نحملها على أول حفلة في الجنة, أول حفلة حد مننا عازمنا, عازم الشلة بتاعته في الجنة فبداية المشهد الكاميرا جابت الأول المنظر زي ما بيعمل بقى المخرجين الشاطرين بقى والمصورين الشاطرين ويقوم جايبلك المنظر من بعيد تلاقي المكان كبير وكله نعيم في نعيم وبعد كده يقوم عامل Zoom In على قصر واحد من القصور ديَّت, تُفاجأ بقى إن المشهد بيُفتتح.
شوفوا التصوير المهول في القرآن.
"فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ" شله قاعدة بقى فرحانين ويضربوا كف بكف في الحفلة بتاعتهم, "فَاكِهِينَ" قمة الفكاهة والمرح اللي طالع من القلب، "بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ آتَا هُمْ رَبُّهُم وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ".
-باء السببية
"بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ" بِ باء السببيه يعني بسبب اللي ربنا عمله لهم, ربنا فرحهم.
-كلمه غامضة بتدخل تحتها كل أحاديث آيات الجنة
"بِمَا آتَا هُمْ رَبُّهُمْ" يا جماعه كلمه غامضة ولكن كل آيات الجنة وكل أحاديث الجنة بتدخل تحتها "فَاكِهِينَ" قاعدين بقى ينوعوا, شفتوا الحور اللي ربنا اداهم لهم, شفتوا القصور, شفتوا الأنهار, شفتوا الأشجار, شفتوا تفاح الجنه, شفتوا الـ شفتوا النظر لوجه الله كانت قلوبكم مرفرفة فيه إزاى, شفتم صحبة الأنبياء في الفردوس الأعلى, شفتوا الأحجار الكريمة اللي احنا بندوس عليها.
-مَا التعظيم
"بِمَا" ما للتعظيم بقى والتهويل "آتَاهُمْ رَبُّهُمْ".
- وصف النعيم والعذاب
قاعدين بيفتكروا الجنة ملمح ملمح "وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ" وبيفتكروا النار ملمح ملمح, طب هما شافوا النار فين وهما معديين من على الصراط شافوا النار والناس اللي بتتحرق في النار وألسنة لهب النار والناس اللي بتتحرق في النار ومقامع النار فقاعدين بيحمدوا ربنا على صنف صنف من أصناف العذاب ربنا نجاهم منه الحمد لله، شفتوا المقامع فظيعه إزاي، شفتوا عقارب النار وحياتها، شفتوا زنازين جهنم، شفتوا لما بيطلعوا على أهل النار ويشوفوا أهل النار بيتعذبوا إزاي، بيشوفوا أصناف عذاب مروعة فقاعدين بقى فرحانين وقاعدين يوصفوا في النعيم اللي هما فيه والعذاب اللي نجوا منه.
على ماذا تدل كلمة "وَوَقَاهُمْ"؟
وكمان "وَوَقَاهُمْ" دلالة إن الناس دي دخلت الجنه بلا حساب ولاعذاب، إن الناس دى دخلت الجنه بلا حساب ولا عذاب ففرحانين برده غير بإنهم نجوا من النار وأصنافها إنهم لم يمسّهم العذاب بلا حساب ولا عذاب، طب ربنا الأول ذكر تفكّههم وفرحتهم بالجنه والا بالنجاة من النار؟ لا بالجنه الأول ذكر تفكّههم بالجنه الأول وبعدين بالنجاة من النار طب، ليه؟ رغم إن النجاة من النار المفروض إنها أعظم، لأ كأن أهل الجنة حينما دخلو الجنة علِموا أنّ الحرمان من نعيم الجنه بعد أن رأوه عذاب أشد من عذاب النار فحمدوا ربنا على الجنة قبل أن يحمدوا ربنا على النجاة من النار.
3- "كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" الطور:19
بعد كده الحفلة الملايكة سمعت بالحفلة قامت الملايكة جاية بقى بأصناف الولائم وداخلة عليهم "كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا".
الهناءة خلو الحياة من المكدرات النفسية والبدنية
الهناءة دي حلم البشر كلهم, يعني إيه الهناءة؟ يعني إيه كل بالهنا؟ يعنى إيه الهنا يا جماعة؟ يعني إيه نفسي أتهنى؟ الهناءة هو خلو الحياة من المنغصات والمكدرات, إنَّ إنت مفيش خبر وحش تسمعه, مافيش حاجة مضايقاك، مافيش حاجة شاغلة بالك وإنت قاعد، مفيش حاجة كده موتراك،
يبقى الهناءة خلو الحياة من المنغصات والمكدرات فدي الحالة دي في الجنة بقى، شوفتوا حالة الهناءة اللي الناس هتموت عليها دي في الجنة، "كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا" منتش خايف بقى تاكل ديك رومي وبعدين بقى تلاقى القولون اشتغل والقولون العصبى ولا عصر هضم ولا الحقوني من الحموضة يعني مفيش مكدرات بدنية ولا مكدرات نفسية خالص خالص.
- با السببية "بِمَا"
"هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" الباء هنا باء السبب يعني إيه باء السبب؟ يعني اللي انتوا فيه ده بسبب الطاعة, الطاعة هي السبب ولكنها ليست السر, السر رحمة الله، فأنتم تتنعمون على قدر رحمة الله وليس على قدر عملكم, علشان كده الجنة دي تجلي من تجليات قدرة الله, الجنة دي مش مخلوقة على قد شغلك, ده تجلي لقدرة وبرحمة الله, متعنا بالجنة يارب، متعنا بالجنة يارب.
4- "مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ ۖ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ" الطور:20
الجلوس على سرر كالملوك
"مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ" منظر الأخوة بقى "مُتَّكِئِينَ" يعني قاعدين كده بشوات ملوك "عَلَىٰ سُرُرٍ" كنت بشرح الآيه دي لحد من إخواني لاقيته فاكر إن السرر يعني السرير اللي بننام عليه, سرير أبو مخدة ومرتبة ده, لا يا جماعة السرير في اللغه هو عرش الملك, سرير الملك هو عرش الملك يعنى "مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ" يعني قاعدين على عرش الملك.
يعني الأخوة الغلابة والأخوات الغلبانات, يعني اللي كان ممكن بتشيل من ميزانية بيتها عشان تجيب الجوانتي الأسمر, والشراب الأسمر, عشان العفاف, دول بقوا ملوك يا جماعة, دول بقوا ملوك، يعني اوعى لما تدخل درس ديني تبص بقى للأخوه الفقراء لا أنا عايز أخ شيك غني مودرن زي الشله القديمة بتاعتي, يا بنى الغلابة المساكين دول هيبقوا بكرة ملوك الفردوس الأعلى, هتتمنى إنك تتمحك فيهم.
نعيم التميز بالأعمال الصالحة
"مُتَّكِئِينَ" على سرر عروش ملك مصفوفة, بعض الناس تفكر كده وتقلك يعني أنا هبقى ملك في الجنة, آه طيب هبقى ملك في الجنة برده مش نعيم كبير ليه؟ لإن في الدنيا إن أنا أبقى ملك الناس كلهم عبيد، الناس كلهم عاديين يعنى فلما هبقى ملك هبقى مميز, إنما في الجنة الكل ملك الكل بقى المستوى العام ومستوى الدخل في الجنة إن الكل ملك, لا يا جماعة الجنة فيها نعيم تميز, اوعوا تفتكروا إن الجنه كل الناس زي بعض فيها, الجنة فيها نعيم تميز رهيب ما بين الناس وبعض ولكن الدنيا كان تميز ابتلاء بدون أسباب ده طلع بن ملك كده وماشتغلش عشان يطلع بن ملك, إنما في الجنة التميز بالأعمال الصالحه, فالجنة فيها تميز رهيب "مُتَّكِئِينَ" وده من أصناف نعيم الجنة.
جاءت جلسة الأخوة قبل الزواج
"مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ۖ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ" هنا يعني النقطة الجميلة أوي إن ربنا ذكر جلسة الأخوة قبل الزواج كأن نعيم الأخوة في الله ألذ على القلب من نعيم الزواج من حورية من الحور العين, أي والله يا جماعة لإن الأخوة في الله اتصال بالله أصلًا، أنا محبتكش غير عشان إنت بتحب ربنا فأنا أساسًا إنما أحب الله فكأن اتصالي بك ما هو إلا اتصال بالله -سبحانه وتعالى-, إنما الزواج ده نعيم جسدي نعيم جسدي، فالأخوة عشان كده اتمسّكوا ببعض يا جماعة, اتمسكي بأخواتك، اتمسكي، يعني إنت بقى ممكن مستنية الزواج في الجنة وزوجي في الجنة يبقى شكله إيه؟ وقوته إيه؟ وجماله إيه؟ وملكه إيه؟
يا بنتي الأخوه في الله، يا بني الأخوة في الله، اتمسّكوا ببعض يا جماعة, إشارة مهولة لإن الأخوة دي الأخوة مذكورة في آيات الجنة أهو، الأخوة من أصناف نعيم الجنة بل ذكرت قبل نعيم حور العين ونعيم الزواج، يعني حاجة عظيمة، يعني لا يوجد ملمح على وجه الأرض من الجنة إلا أختِك، إلا أخوكَ، يبقى الأخوة دي المتعة الوحيدة من متع الجنة اللي موجودة في الدنيا، المتعة الوحيدة التي أذن الله أن نتمتع بيها من الجنة في الدنيا هي الأخوة في الله, إزاي منبذلش وقتنا لبعض, إزاي منبوسش إيدين بعض, إزاي منبوسش راس بعض, إزاي مننكسرش لبعض ونرعى أخوتنا في الله يا إخواننا؟!.
"مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ۖ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ" ، "زَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ"
كلمة الحور لها 3 معاني:-
-كلمة حور ديَّت, يعني لما نيجي نبص في اللغة كده نلاقي حور من حيرة العين والقلب أمام جمال الملامح, يعني دلالة على شدّة جمال ملامحها, وهييجي لفتة اللوقتي على شدة جمال الزوج برده.
-الحاجة التانية, الحور شدة البياض، شدة بياض لونها، شدة بياض لونها.
- الحاجة التالتة, حور العين شدة بياض النني مع شدة بياض العين مع شدة سواد النني يبقى شدّة جمال العين والحور من الميل, معنى الميل يعني شدّة العواطف اللي في قلبها ناحيتك.
يعني عظمة جمال ملامحها وعظمة جمال لونها وعظمة جمال عينيها وعظمة جمال مشاعرها في كلمه واحدة
من 3 حروف، اللهُ أكبر, اللهُ أكبر! "وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ".
طب ما جمال العين ضمن وصف الحور ليه خُص بعد عموم لفظ عيـن؟ لإن العين دي لغة المشاعر والعين دي أكتر حاجة بتشد الواحد للي قدامه, العين دي حاجة جميــلة أوي فخص شدة جمال العين لإن العين دي يعني أجمل ملمح في الإنسان.
5- "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ" الطور:21
ثمرة الاجتهاد في تربية الأولاد
"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ" إن الإنسان اللي آمن واجتهد على تربية أولاده اجتهاد شديد فطلع أولاده متدينين ولكن أقل منه في العمل فهما يستاهلوا أصحاب اليمين وهو دخل في الفردوس الأعلى "أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" ربنا يلحق الذرية بيهم وفي قراءة"أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيَّاتِهِمْ" يعني ولادهم وولاد ولادهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم وأحفاد أحفاد أحفادهم, يعني ألحق بيهم العيلة كاملة، اجتمعت الأسرة في الجنة.
يعني إيه "وَمَا أَلَتْنَاهُم"؟
"وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ" يعني إيه؟ "وَمَا أَلَتْنَاهُم" الألتة في اللغه يعني في جذور اللغة بتاعتها فيها معنى النقص "وَمَا أَلَتْنَاهُم" ما أنقصناهم من عملهم من شيء، يعني متخافش يا أب مش معنى إن أنا أطلع ابنك في الفردوس الأعلى إن أنا هاخد من حسناتك وأدليه فيطلع، لأ إنت مش هتنقص حاجة، إنت زي ما إنت في المقام العالي وابنك هو اللي هيطلع لك.
الألتة اللي فيها زر الشد أو الشدة يعنى "وَمَا أَلَتْنَاهُم" مش هتشد عليك في الحساب، لو ربنا شد في الحساب على أعظم الصالحين وفتش في سوءات أعمالهم لذهبت أعمالهم أصلًا يعنى الحساب اليسير الجميل متخافوش يا جماعة، الحساب اليسير الجميل.
"وَمَا أَلَتْنَاهُم" برده من معنى جزور الألتة الربط يعني ما ربطناهم، يعني إنتوا عارفين يا جماعة لما واحد عشمان في واحد فرايح كده عشمان بقى إنه يديله فيرد يقول له امشي من هنا، لأ مش هرد عشم هؤلاء الآباء الصالحين في رحمتي، مش هرد عشمهم فهحافظلهم على حسناتهم وهديهم ولادهم معاهم.
يبقى "وَمَا أَلَتْنَاهُم": ما أنقصناهم من عملهم من شيء "وَمَا أَلَتْنَاهُم": مكسفناهمش، مخيبناش رجاءهم في حنانا ورحمتنا، "وَمَا أَلَتْنَاهُم": ما شددنا عليهم في الحساب بل حاسبناهم حسابًا يسيرًا، "وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ" مطلقًا.
كلٌ رهن عمله الصالح يوم القيامة
"كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ" الطور:21 يعني إيه "كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ" الطور:21 لأ ده احتراز بقى إن دول ذرية مش بنفس درجة تدين الآباء ولكن ذريّة صالحة، طب ولو الذرية فاسدة برده يا رب هتدخلهم الفردوس الأعلى مع آبائهم؟ لأ، ليه؟ "كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ" الطور:21 يعني إيه يا إخواني؟ رهين يا إما من الرهينة يعني المحبوس، كل إمرئ محبوس بعمله، "لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ" حسنه وصححه الألباني، محبوس مش هيتفك، مش هيفكه غير عمله، إيه العمل اللي هيفك قدمك يوم القيامة؟، يبقى الابن الفاسق مش هيدخل الجنة مع أبوه، يا إما رهين من الرّهَان أي المسابقة والمخاطرة يعنى كل واحد داخل مخاطرة يوم القيامة بمركب العمل الصالح، إيه مركب العمل الصالح اللي إنتِ هتركبيه عشان تنجى يوم القيامه؟ "كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ" الطور:21
6- "وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ" الطور:22
"وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ" الطور:22، أمددناهم مدد ربنا -سبحانه وتعالى- في هذه الحفلة المبهجة اللي الأولاد فيها والزوجة فيها والأصحاب والملايكة فيها، ربنا كمان يبعتلهم أصناف من الفواكه واللحوم لم يخلق مثلها في الجنة؛ عشان يمتعهم والفاكهة قبل اللحم لإن أهل الجنة مبياكلوش اللحمة عن جوع وإنما عن تفكه؛ عشان كده لما قالك هو فيه نوم في الجنة؟ فمن أجمل الأقوال قالوا النوم اللي على سبيل الراحة بعد الإجهاد والتعب وعايزه أريح ليس بموجود إنما يوم التلذذ والتنعم بقى ده اللي ممكن يبقى موجود في الجنة.
"وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ" نكرة للتعظيم "وَلَحْمٍ" نكرة للتعظيم "مِّمَّا يَشْتَهُونَ" الطور:22.
7- "يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ" الطور:23
معنى كلمة يتنازعون
"يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ" الطور:23، "يَتَنَازَعُونَ" يا جماعة لفظ غريب جدًا كثير من المفسّرين وقفوا قدّامه قال يعني إيه يتنازعون؟ فقالوا حاجة من اتنين:-
-المعنى الأول: المجاذبة والمداعبة
يا إما يتنازعون من المجاذبة والمداعبة، إنتوا عارفين كل واحد بقى ده يخطف حتة اللحمة من ده يقوم ده يخطفها منه، يقوم التالت يخطفها منه، يا عم طب ما اللحمة كتير والشرب كتير والعصير كتير والنعيم كتير، جو البهجة والفرح يا إخواننا، جو المرح، الجو ده مش موجود في الدنيا، مفيش حرف واحد ولا لفظ في الآيات اللي احنا فيها دية موجود زيه في الدنيا، يتنازعون يتنازعون جت بالمضارع؛ عشان استحضار المشهد كإنك تبصي كده وتسرحي كده إيه الجمال ده، إيه المنظر المبهج ده.
لو جبتلك تصوير مثلًا من نادي من النوادي والشباب قاعدين يجروا ورا بعض ويضحكوا وده يخطفها ويجري ويضحك وكلهم نايمين في الأرض من الضحك، هتقول ياه أنا عايز أروح النادي ده يا ريتني كنت جزء من المشهد اللي أنا شايفه، قلوبنا مبتتأثرش ليه يا جماعة، قلوبنا مبتتخلعش ليه يا جماعة؟! مبنعاهدش ربنا على إن احنا هنعيش عشان نوصل لده ليه يا جماعة، اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى مع الحبيب محمد يارب
-المعنى الثاني: الأخوة والإيثار
"يَتَنَازَعُونَ" المعنى التاني بقى قال لك التنازع اللي فيها تطاوع اللي هو يعطون كؤوس الخمر لبعضهم البعض يعني ده معنى تاني خالص غير معنى البهجة والفرح، معنى الأخوة والإيثار اللي هو قدامه كأس خمر عاجبه قوي يقوم يديه لأخوه فيناولون بعضهم البعض أصناف النعيم، يبقى يا إما معنى الأخوة والإيثار، يا إما معنى وإن كان الجنة كل حاجة فيها وفرة يا إما معنى البهجة والفرح.
دلالة كلمة فِيهَا
"يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا" الطور :23، هو إيه كلمة فيها دي يا جماعة، يعنى إيه كلمة فيها؟ يعني ما يتنازعون كأسًا وخلاص، فيها دي إنت عارف مثلًا أما أروح أمريكا أقوم أقول لك إيه أمريكا في أمريكا بقى المواصلات شغالة كذا، في أمريكا البدل كذا، في أمريكا نظام الحياةكذا، أنا بشوقك، بشوقك، "يَتَنَازَعُونَ فِيهَا" كلمة فيها دي بتقوم واخدة قلبك من صدرك كدا حطاه في الجنة بقى.
"يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا" الطور:23، نكرة للتعظيم مش أي كأس ده ربنا ياترى يا جماعة الجلري بتاع الجنة شكله إيه التحف والأنتيكات بتاعة الجنة؟، أنا ليه واحد صاحبي عنده محل جواهرجي كبيــر جدًا لما بدخل فيه بتوه، هوا البشر عملوا كل ده عشان تحف وأنتيكات أُمال الجنة بقى؟!
لا لغو فيها
"يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ" الطور:23, إيه لا لغو فيها؟ من أجمل معاني اللغو الشيء الذي لا خير فيه, الشيء الذي لا فائدة فيه, فالناس دي كانت في الدنيا ناس هدفية جدًا كل أقوالها لها هدف، كل أفعالها فيها هدف, ناس كانت حياتها فيها جدية عكس بقى الذين هم في خوض يلعبون, فيقضوا حياة الجنة بدون أي حاجة تعطلهم عن النعيم, أي حاجة تعطلهم عن هدف النعيم وهدف ذكر الله والحياة مع الله, "لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ".
تعليق