بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه ومن والاه، أما بعد:
فإخوتي في الله، أخواتي في الله، إني أحبكم في الله، والله أسأل أن يجمعني بكم دائمًا وأبدًا في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في دار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
أحبتي في الله، هذا عودٌ حميدٌ إلى برنامجكم "رسالة إلى.. "، وموضوع هذه الحلقة "رسالةٌ إلى كلِّ مُسلمة".
أحبتي في الله، يَشُنُّ العلمانيون حربًا ضروسًا على التيار الإسلامي، يحاولون بهذه الحرب الإعلامية الظالمة أن يُخوِّفوا الناس من شريعة ربِّ العالمين، يضعون العقبات الكؤود والمتاريس الكبيرة للحيلولة دون حكم العباد والبلاد بشريعة أرحم الراحمين، بشريعة ربِّ العالمين، ويُثيرون الشبهات الكثيرة، وكان من شُبهاتهم الظالمة الكاذبة أنهم قالوا لو حكم الإسلامُ مصرَ فإن هؤلاء سيمنعون النساء من العمل، أيُّ امرأة ستخرج وهي كاشفة عن شعرها ستضرب بالعصي والجنازير، وسيهراق في وجهها ماء النار، سيفعلون ويفعلون بالمرأة، وكل هذا ظلم، فتعالوا أحبتي في الله لنرى ونسمع.
كيف حال المرأة في ظل شريعة ربِّنا؟
كيف كرم الإسلام المرأة؟ وكيف ينظر السلفيون إلى المرأة؟
أحبتي في الله، إنني أقول دائمًا وأبدًا إن مستقبل هذه الأمة موقوف على فضل الله عزَّ وجلَّ، ثم على أكتاف النساء، مستقبل هذه الأمة مرهونٌ بفضل الله علينا ثم بالنساء، والله، لو صلُحت النساء لصلحت الأمة، والله، لو عادت النساء إلى القرآن والسنة، لو ربَّى النساءُ الأولاد على القرآن والسنة لنهضت أمة الإسلام، المرأة أمِّي، زوجتي، ابنتي، أختي، خالتي، عمتي، جدتي، المرأة نصف المجتمع وهي التي تلد لنا النصف الآخر، نعم فهي أمةٌ بأسرها، المرأة نصف المجتمع وهي التي ولدت النصف الآخر، فهي أمة بأسرها، وقديمًا قال أجدادنا العرب في أمثالهم وحكمهم: "مِنْ وَرَاءِ كُلِّ رَجُلٍ عَظِيمٍ أُمٌّ".
أمثلة لفضل الله ثم المرأة:
نشأ الشافعي يتيمًا، فوصل إلى الإمامة في الدين وإلى الإمامة في العلم بفضل الله ثم بفضل أمِّه، نشأ سفيان الثوري يتيمًا، فوصل إلى الإمامة في العلم والدين بفضل الله ثم بفضل أمِّه، كانت تقول له: "اُطْلُبِ العِلْمَ وأنَا أَكْفِيكَ بمِغْزَلِي".
نشأ محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري يتيمًا، فكان من وراءه أُمٌّ، فوصل إلى الإمامة في الدين والعلم بفضل الله ثم بفضل أمِّه، نشأ الزبير بن العوام يتيمًا، مات أبوه وتركه صغيرًا، فاكتفت أمُّه صفية بنت عبد المطلب عمة نبينا رضي الله عنها وصلَّى وسلَّم على رسولنا محمَّد، اكتفت صفية بزوجها الأول ولم تتزوج بعده من أحد، واكتفت بهذا الولد وأنفقت عمرها في تربيته، وكانت تجعل لعب الزبير في بري السهام، وكان إذا أخطأ تشتد عليه في العقاب حتى قال لها عم من أعمامه يومًا: "إنك تضربين ضرب مبغضة لا ضرب أم"!.
فارتجزت وقالت: "من قال أبغضته فقد كذب إنما أضربه كي ما يلب ويهزم الجيش ويأتي بالسلب" أنا أضربه حتى ينشأ لبيبًا حازمًا عاقلاً رجلاً ويهزم الجيش ويأتي بالسلب، وقد كان، صنعت لنا بطل الإسلام الزُّبير بن العوام المبشر بالجنة، حواريُّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فنحن نعقد الآمال على الله عزَّ وجلَّ ثم على المرأة، أكرر والله العظيم، لو صلحت النساء لصلحت الأمة، والله العظيم، لو صلحت النساء لصلحت الأمة.
كيف كرَّم الإسلام المرأة؟
يأيُّها العلمانيون، يا من تكذبون وتفترون وتخوفون النساء من شريعة ربِّ العالمين، كيف كرَّم الإسلام المرأة؟ ماذا صنع الإسلام مع المرأة؟ والله الذي لا إله إلا هو، لم تُكرَّم المرأة أبدًا كما كُرِّمت في دين نبي الله محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم، والله، لم تكرم المرأة أبدًا كما كُرِّمت في دين نبي الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحقَّ لكل مسلمة أن تشمخ بأنفها إلى أعلى السماء، وأن تحمد ربَّها بعد أنفاسها على أنها مسلمة.
المركز الأول للمرأة في الإسلام:
المرأة سبقت الرجال في ميادين كثيرة، أريد كل امرأة الآن أن تأتي بورقة وقلم وتكتب "المرأة سبقت الرجال في ميادين كثيرة.
أولاً: أول من سكن الحرم امرأة، ثانيًا: أول من آمن بالنبي محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم على الإطلاق امرأة.
ثالثًا: أول من صلَّى خلف النبي صلَّى الله عليه وسلَّم على الإطلاق امرأة، رابعًا: صاحب أول دم يهراق في سبيل الله امرأة"، الله أكبر! أول من سكن الحرم امرأة؟! نعم، هاجر أم إسماعيل.
أول من آمن بالنبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم على الإطلاق امرأة؟! نعم، خديجة زوجته رضي الله عنها.
أول من صلَّى خلف النبي صلَّى الله عليه وسلَّم على الإطلاق امرأة؟! نعم، خديجة رضي الله عنها.
أول شهيد في الإسلام امرأة؟! نعم سمية بنت خباط رضي الله عنها، ميادين كثيرة سبقت فيها النساءُ الرجال، وعندنا في القرآن سورة اسمها النساء وليس عندنا في القرآن سورة اسمها الرجال، وعندنا في القرآن سورة باسم امرأة، وعندنا في القرآن سورة نزلت بسبب شكوى امرأة، الله أكبر! عندنا في القرآن سورة باسم امرأة؟! نعم، سورة مريم، عندنا في القرآن سورة نزلت بسبب شكوى امرأة؟! نعم، المجادلة.
أيُّ إكرامٍ! أيُّ إكرامٍ! ربُّ العالمين ملك الملوك يسمع لشكوى امرأة ولتَضَرُّعِ امرأة فيُنزل قرآنًا تتلوه الملائكة السفرة الكرام البررة، ويتلوه المسلمون إلى يوم القيامة ليَحُلَّ مشكلة زوجية لامرأة، أيُّ إكرامٍ يا عبادَ الله! وأيُّ فخرٍ يا عبادَ الله! أيُّ إكرامٍ للمرأة في دين النبي محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم!
الرجل والمرأة نصفان لا يتفرقان
ونبينا يقول: "النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ" صححه الألباني المرأة شِقُّك أيُّها الرجل، لا يمكنك أن تستغنيَ عنها أبدًا أيُّها الرجل، فمن زعم من الرجال أنه يمكنه أن يستغنيَ عن المرأة؛ فقد وَهِمَ، ومن زعمت من النساء أنه يمكنها أن تستغني عن الرجل؛ فقد وهمت، كلٌّ في حاجة إلى الطرف الآخر، "النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ".
وسوى الإسلام بين المرأة والرجل في التكاليف، وفي الثواب، وفي العقاب، لكن انظروا إلى إكرام الإسلام للمرأة، الله عزَّ وجلَّ سوى بين النساء والرجال في التكاليف، لكنَّه رفع عن المرأة كل التكاليف التي فيها شيء من الشدة، فلا يجب على المرأة أن تجاهد، ولا يجب على المرأة أن تحضر الجمعات، ولا يجب على المرأة أن تصلي جماعة، الله سوى بين النساء والرجال في التكاليف إلاَّ في التكاليف الشاقة رفعها عن النساء، وأعطى النساء ثواب هذه العبادات الشاقة إذا أحسنت المرأة خدمة الزوج.
طاعة الزوج تساوي الجهاد في سبيل الله
تأتي أسماء بنت يزيد الأنصارية وتقول: "يا رسول الله ذهب الرجال بالأجر، الرجال يجاهدون ويصلون الجمع والجماعات ويفعلون ويفعلون ونحن نمكث في البيوت نخدم الأزواج ونرعى الأولاد، فهل لنا في ذلك أجر؟ فيقول لها نبينا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إن حسن تَبَعّل المرأة لزوجها يَعْدل جميع ما قلت" الله أكبر! حسن رعاية المرأة لزوجها، حسن رعاية المرأة لأولادها يساوي ثواب الجهاد في سبيل الله، المرأة التي كلما نظر إليها زوجها سَرَّته، كلما أمرها أطاعته، إذا غاب عنه حفظته، المرأة المتبعلة المتخصصة لخدمة الزوج ولرعاية الولد هذا العمل يساوي ثواب الجهاد في سبيل الله، فأيُّ إكرامٍ! أيُّ إكرامٍ! أيُّ مساواة! يقول ربُّ العالمين: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"الحجرات:13.
كيف حال المرأة في ظلِّ شريعة ربِّنا؟
فالمرأة التقية أفضل من مليون رجل ليس بتقيٍّ، فالمرأة الصالحة أفضل من ملايين الرجال من غير الصالحين، بل قال ربُّ العالمين: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" النحل:97
أيُّ إكرام يا عباد الله! ومن إكرام الإسلام للمرأة أنه جعل لها ذمة مالية مستقلة وأوجب على الرجل دائمًا وأبدًا أن ينفق عليها، أنا أريد كل امرأة تراني الآن تنتبه لهذا الكلام، المرأة في الإسلام لها ذمة مالية مستقلة، أحدهم امرأته وارثة وكل شهر يأتيها عشرة آلاف جنيه، وزوجها مرتبه في الشهر ألف جنيه فقط، أوجب على الرجل أن ينفق على المرأة مع أنها تكسب أضعافَ أضعافَ ما يكسب هذا، من تكريم الإسلام للمرأة لها ذمة مالية مستقلة ويجب على المرأة أن ينفق عليها، وإذا أخذ الرجل منها جنيهًا واحدًا رغم أنفها؛ فهذا مال حرام عليه، لا يجوز عليه، لا يجوز للوالد ولا للزوج ولا للابن ولا للأخ ولا لولى المرأة أيًّا كان أن يأخذ من مالها جنيهًا واحدًا بغير رضاها، بل يجب عليه أن ينفق عليها مهما بلغ مالها، أيُّ إكرام! أيُّ إكرام!
حال المرأة غير المُسلمة
المرأة في أوربا، المرأة في أمريكا زوجها يجعلها تدفع نصف فاتورة التليفون ونصف فاتورة الكهرباء، الواحد إذا عزم امرأته في مكان جميل على "كباية" عصير، كل واحد يقوم يحاسب لنفسه، أليس بعضكم يقول لبعض: (احنا هنتعامل مع بعض إنجليزي)؟! يقول لك: "من هنا ورايح يا عمّ المعاملة بيني وبينك إنجليزي" إنجليزي يعني ماذا؟ يعني كل واحد يحاسب لنفسه، يعني كل واحد لا شأن له بالثاني، قمة النذالة، رجل امرأته في بيته ويدفعها نصف فاتورة التليفون، نصف فاتورة الكهرباء، إذا أتى بالعشاء يدفعها نصف ثمن العشاء، هذا حال المرأة عند غير المسلمين في أوربا وفي أمريكا.
المرأة لها ذمة مالية في الإسلام
أما في الإسلام فالمرأة لها ذمة مالية مستقلة، مهما بلغ مالها يجب على الرجل أن ينفق عليها ولا يجوز للرجل أبدًا أن يأخذ من مالها مليمًا إلاَّ بإذنها، أيُّ إكرام!
وعند الزواج إذا أرادت المرأة أن تتزوج يذهب الرجل إلى بيتها ويطلبها من وليِّها، فإذا وافقوا عليه يدفع شبكة ويدفع مهرًا ويأتي بشقة، ويأتي بــــ "عفش" وينفق عليها إلى أن يموت، أوَليس هذا من إكرام الإسلام أيضًا للمرأة؟!
ومن تكريم الإسلام للمرأة أنه وَرَّثها بعدما كانت تُوَرَّث، يا أخواتي، المرأة قبل الإسلام كانت تورث كسقط المتاع، لو واحد أبوه متزوج اثنين أو ثلاثة، أول ما أبوه يموت إذا جرى وألقى ثوبًا على امرأة أبيه تكون له من غير مهر ولا أيِّ شيء، يورثها، هكذا كان حال المرأة في الجاهلية لا ترث أبدًا، فجاء الإسلام فرفع الضَّيم ورفع الذُّل وجعلها ترث بعدما كانت تورث، أوَليس هذا إكرامًا؟!
قول أهل الباطل أن المرأة ظُلمت:
قالت امرأة مغفلة أن الإسلام ظلم المرأة، -ليه يا بركة؟ ليه يا ست الحاجة؟- قالت: ألم يظلمها في الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين؟! أوَليس هذا من ظلم الإسلام للمرأة؟! قلت للذكر مثل حظ الأنثيين ليست قاعدة مطردة في كل حالة، هذه حالتان أو ثلاث، إنما هناك حالات في المواريث تأتي 15 حالة المرأة تأخذ فيها مثل الرجل، أو أكثر من الرجل، أو أكثر من بقية النساء، مثل ماذا؟ مثال واحد فقط يا أخوات، مات رجل وترك أبًا وابنة وزوجة، كيف نوزع التركة؟ الجواب: ابنته المنفردة لها نصف التركة، وزوجته لها الثمن وأبوه له ما بقي إرثًا وتعصيبًا يعني الثلث، هذه حالة أخذت فيها ابنة الرجل أكثر من أبيه، ليس في كل حالة يا أخواتي للذكر مثل حظ الأنثيين، بل هناك ما يقارب من 15 حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل أو أكثر من الرجل أو أكثر من بعض النساء، للذكر مثل حظ الأنثيين في شأن ميراث الأولاد من الأب والأم، نعم، مثلا مات أبي وترك لي 75 ألف جنيه وتركنا أنا وأختي فقط، كيف نوزع التركة؟ "لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ"النساء:11 يعني إيه؟
يعني أنا آخذ 50 ألفًا وأختي تأخذ 25 ألفًا, جميل, طيب، أختي التي تعيش عندي من الذي سيصرف عليها؟ كسوة وتعليمًا, وأكلا وشربًا وعلاجًا؟, ولما تأت لتتزوج من الذي سيجهزها؟ أنا، أنا، طيب، وستسلمها للرجل، هي تصرف عليه وأم هو يصرف عليها؟ أسلمها للرجل يصرف عليها, طيب، أنا لما آت أتزوج أحتاج أن أذهب إلى بيت الرجل أطلب منه ابنته، وآتي لها بالشبكة, وأدفع لها مهرًا, وآتي لها بشقة, وآتي لها بـ "العفش", وأصرف عليها, يا عبادَ الله, الله حكيم لا يظلم الناس شيئًا, الله عندما قال: "لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ"كأنما أخذ من أنثى ليعطي لأنثى، فسلِّموا لأمر الله الحكيم.
ما هي الحُرية في الليبرالية؟
صحفية مشهورة جدًا ليبرالية, ليبرالية يعني إيه؟ يعني إيه ليبرالية؟ يعني أنت حُرُّ ما لم تضُرّ, بكل شيء حُرية عقيدة, الذي يريد أن يرتدَّ عن الإسلام يرتد, الذي يريد غدا أن يكون بوذيًّا، يكون بوذيًّا, هو حُرٌّ, يعني ماذا ليبرالية؟ يعني لو رأيت رجلا ماشيًا مع امرأة وفي موضع قبيح يفجر بها، وقلت له حرام عليك, قال لك: "أنت مالك, أنا حر, أنا راضي", وأنتِ يا ابنتي, تقول لك: "وأنت مالك أنا حرة, أنا راضية", تعمل للخلف در وتمشي وتدعو للولد والبنت تقول اللهم سدده يا رب العالمين, لبرالي حر يعمل اللي على كيفه, أنت حر ما لم تضر, عيش حياتك.
إنما الحُكم إلا لله
لا ينفع، نحن مسلمين, نحن عبيد ولنا سيد أمر, إذا أمرنا بأمر لا نملك إلاَّ أن نقول "سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَالْمَصِيرُ" البقرة:285
معنا حضارة استمرت أربعة عشر قرنًا نتركها ونبحث عن زبالات الأفكار, ونفايات العقول, اللهم رُدَّنا إلى شريعتك ردًّا جميلاً طيبًا يا ربَّ العالمين.
الإسلام ورث المرأة بعد أن كانت ترث, امرأة عجوز صحفية قالت لصحفي أن الإسلام ظلم المرأة, قال لها: "ليه فين؟" قالت له: الإسلام أباح للرجل أن يجمع زوجتين وثلاثة وأربعة, وحرم على المرأة أن تجمع بين رجلين, أوَليس هذا ظلمًا؟!
فين المجلس القومي للمرأة؟ مش ده ظلم, بقى الرجل ينفع أن يتزوج اثنين وثلاثة وأربعة في وقت واحد, والمرأة حرام عليها تتزوج اثنين رجالة, تجمع بين رجلين, مش ده ظلم, فين المساواة؟! فالصحفي قال لها: "يا حاجة يا بركة، أنت يا بركة, ما هو لو واحدة تزوجت اثنين لو عاشت مع اثنين رجالة في وقت واحد وحملت, الذي في بطنها ده ننسبه لمين؟ نسميه إيه؟" قالت: "صعبة يا أخويا سمّيه باسم أمه", يعني يبقى سيد سيدة, عباس عباسية, هؤلاء منهم من يكتب, ومنهم من يشكل عقول الناس, ومنهم من يريد أن يحكمنا بهذه المناهج وبهذه العقول الملآنة بزبالات الأفكار وبنفايات العقول, ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
أنتِ عزيزة ومُصانة في ظلِّ الشريعة الإسلامية
لا يا مسلمة, أنت عزيزة في الإسلام, يا ابنتي أنت في الإسلام عزيزة, أنت في الإسلام غالية, أنت في الإسلام كريمة, فلا تهيني نفسك, ولا تستمعي إلى أكاذيب هؤلاء, ومن إكرام الإسلام للمرأة، يا سلام على اللي جاي ده!, من تكريم الإسلام للمرأة أنه جعل موت الرجل في سبيل حماية المرأة من أعظم أنواع الشهادة في سبيل الله, يا سلام! أنا لما أدافع عن زوجتي, لما أدفع الشر عن أمِّي, لما أدافع عن أختي، عن خالتي، عن ابنتي, عن عمتي، عن أيِّ مسلمة, لو مت وأنا أدفع الشر عن أيِّ مسلمة؛ فأنا شهيد, نعم, أليس هذا من إكرام الإسلام للمرأة؟
النبي يقول لنا يا رجال الواحد فيكم يموت ولا تغزى مسلمة وأنت شهيد, يقول لك إياك أن تمس مسلمة بسوء، ادفع عنها الأذى ولو بروحك وأنت شهيد, ألا يدل هذا على أن المرأة عزيزة وغالية وكريمة في دين ربِّ العالمين؟!.
قيام الحروب من أجل صون كرامة المسلمة
بل إن الحروب قامت قديمًا لما مست كريمة امرأة واحدة, خرجت مسلمة منتقبة إلى سوق الذهب, إلى سوق بني قينقاع, والقصة فيها كلام لكن لا بأس أن نأنس بها, منتقبة خرجت تشتري الذهب، فراودها يهودي على كشف وجهها فأبت, قال لها أنت أكيد مغطية وجهك لأنك وحشة, لأنك قبيحة، لأنك دميمة, كما يقول بعض الجهلة في بعض القنوات في زماننا, أنت أكيد ذميمة لذلك مغطية وجهك, لم تسمع له, جلست تشتري، فقام الملعون وربط طرف خمارها في طرف جلبابها, فلمَّا قامت انحسر الثوب لأعلى فكُشف جزء يسير من ساقيها, فصرخت بأعلى صوتها: "وا إسلاماه!" فانتبه لها مسلم في السوق فقام وقتل اليهودي, فاجتمع اليهود على المسلم فقتلوه, فعلم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بذلك، فماذا فعل؟
امرأة واحدة خُدشت كرامتها, مسلمة واحدة خُدشت كرامتها, ماذا فعل النبي؟ بعث برقية سبٍّ؟! بعث برقية تنديد كما يفعل كل الملوك والرؤساء والأمراء في زمان الهوان الذي نعيشه؟! أبدًا، بل جيش الجيوش وحاصر يهود وأجلاهم عن المدينة كرامةً لامرأة مسلمة.
يا ابنتي أنتِ غالية, يا مسلمة أنتِ عزيزة, يا مسلمة أنتِ كريمة, الجيوش تجيش والدماء تهراق والرؤوس تطير إذا مُسَّت كرامتك بسوء, المعتصم, الخليفة العباسي في عامورية, خرج أمير عامورية مع قائده يتفقدان أحوال الناس؛ فوجدا مسلمة فلطمها "مناطس" قائد عامورية, قائد الجيش لطمها على وجهها، فصرخت: "وا معتصماه!" فنَقَل تاجر مسلم الخبر إلى المعتصم، فجيَّش المعتصم الجيوش وحاصر عامورية وفتحها، وجاء بالأمير وجاء بقائده هذا المجرم وجاء بالمرأة، وقال: "اِلْطِمِيهِ على خدِّه كما لطمك", قالت بعدما أشرقت عامورية بنور الإسلام: "أخشى أن ألطمه على وجه فتتنَّجس من وجهه دَنِس", يا مسلمة، الدماء تهراق ولا تمسين بسوء, الموت في سبيلك صيانتك شهادة، أفلا يدلل هذا على أنك كريمة وعزيزة في دين الإسلام؟!
وصية الإسلام بالمرأة:
الإسلام أوصى بالمرأة المسلمة وهي ابنة, وأوصى بها وهي زوجة، وأوصى بها كثيرًا كثيرًا وهي أمٌّ, المرأة قبل الإسلام كان بمجرد ما يبشر الوالد بها وجهه يَسْوَدُّ, أول ما المولدة تقول له: "مبارك جاءك بنت" وجهه يسود, ويقضم غيظه ويكون سينفجر من الغضب والحزن .
كما قال ربُّنا:"وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ" سورة النحل59:58،الله أكبر!
الموت في سبيل صيانتك شهادة أفلا يدل هذا على أنك كريمة وعزيزة في دين الإسلام؟! فجاء الإسلام فرفع الضيم والظلم عن المرأة، وشنع الله على الذين يقتلون البنات، فقال ربُّ العالمين:"وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ"التكوير9:8
بل اعتبر الإسلام البنت هدية، هدية من الله، يجب على والدها أن يشكر الله عليها، هدية، أقول أن الإسلام اعتبر البنت هدية، يجب على والدها أن يشكر الله عزَّ وجلَّ عليها.
فقال ربُّ العالمين: "لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ"الشورى50:49
الله اعتبر البنت هبة، هبة من الله، وقدمها على الذكر، فالبنت هدية، يجب على كل أب وعلى كل أم أن يشكر الله عزَّ وجلَّ على هذه النعمة، وعلى هذه الهدية.
قلت يا عبادَ الله، قلت لإخواني ولأخواتي خاصة: أيتها المسلمة، أنت عزيزة وكريمة وغالية جدًّا في هذا الدين، الإسلام أمر بتكريمك وأنت أنثى وأنت ابنة صغيرة، الإسلام اعتبر هذه البنت هدية وقدمها على الذكر.
فقال ربُّ العالمين "لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ"الشورى:49
فاعتبرك هبة، هدية، وقدمك على الذكر،أغضبجدًّا جدًّا لما أجد أحدهمغاضب من امرأته أقول له:"زعلان ليه؟" يقول لي:"كل خلفتها بنات"، يا عمّ، هي بتجيب من عند البقال؟!هذه هبة من عند الله هل أعطيتها عربون ذكر فضحكت عليك وجاءتك بأنثى؟
هل تستطيع أنت أن تخلق لنا ذبابة؟ هذه هبة من عند الله، يا أخي، هناك من يصرف عشرات الآلاف ويسافر خارجًا، وطفل أنابيب،من أجلظفر طفل، احْمَدِ الله، بعض الصحابة كانوا يقولون: "خَيْرُ النَّاسِ مَنْ بُشِّرَ بأُنْثَى" خيركم من بُشِّر بأنثى، خيركم من بُشِّر بأنثى، تمنت أمُّ مريم أن تلد ذكرًا، كي يخدم في بيت المقدس، وكي يصبح عالمًا، وكي يصبح مجاهدًا، فأعطاها الله عزَّ وجلَّ أنثى أفضل من مليون رجل، احمد الله، والله، كم من بنت أفضل من مليون رجل، أنتِ في الإسلام عزيزة، أوصى الإسلام بك وأنت ابنة، بل قرأت حديثًا عجيبًا يمكن أن يكون كثير من الناس يسمعه لأول مرة في حياته بهذا اللفظ،
قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا"- يعني تربية إيمانية على الدينوعلى العفاف وعلى الخلق – "جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ، وَضَمَّ أَصَابِعَهُ " صحيح مسلم، الله أكبر!
انظروا كيف النبي يعطف قلوب الآباء على البنات؟
أيُّ رجل يراني الآن أقول له: "يا عمّ الحاج، يا بركة، يا بركة، ليس في نفسك أن تكون جار النبي محمد في أرض المحشر؟ ليس في نفسك أن تكون جار النبي في الجنة؟" أكيد كل مسلم الآن يراني يقول لي: "يا سلام، ده أنا أتمنى أشوفه في المنام" أقول لك: "لا، ستكون جاره في الجنة، لو عندك بنات وأكرمتهن وربَّيتهن على الوجه الذي يرضي الله"
أكرموا البنات يا آباء البنات، وأنتم جيران المصطفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الجنة، ثم أوصى الإسلام بالمرأة كزوجة، أكبر عدد النبي خطب فيه، متى؟ في خطبة الوداع، خطب في أكثر من مئة وعشرين، وكان يحس أن أجله قرّب، وكذلك قال للناس "لَعَلِّي لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا" صحيح مسلم ولذلك سمّوها حجة الوداع.
وتكلم في الخطبة عن العقيدة وعن حرمة الدماء، وعن حرمة الأموال، وعن حرمة الأعراض، وعن الولاء والبراء، يعني عن أخطر قضايا الدِّين، ومن القضايا المهمة جدًّا هذه، تكلم عن المرأة، فقال للأزواج:"اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءَ"، إذًا قضية المرأة في الإسلام قضية خطيرة جدًّا "اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِفَإنَّكُمْأَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّبكَلِمَةِ اللهِ" "زوِّجني ابنتك، زوّجتك ابنتي"، وبدأ يبين حق الرجل على زوجته وحق المرأة على زوجها، فكان ممّا قال: "وَإنَّ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَلاَّ يُطَأَنَّ فُرُوشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ"صحيح مسلم
لا أحد يدخل بيتك إلا بإذنك، فإن فعلن; أدخلت أناس بيتك بغير إذنك; قال: "فَاضْرِبُوهُنَّ"،«فَاضْرِبُوهُنَّ»؟! أجل، لكن كيف يكون الضرب؟ كيف؟ قال: "ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ"صحيح مسلم الله! الله!
هل الإسلام أجاز للرجل أن يضرب المرأة؟ نعم، لكن متى؟
قال ربُّ العالمين: "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ" النساء:34
يعني امرأة مخالفة لزوجها في كل أمر يأمره، ولايأمرها إلاَّ بالخير، تقول له: أروحعرسبنتخالتي، طيب، فرحبنتخالتك فيه رقاصة وفيه اختلاط وفيه عرِّي وفيه خمور؟ يا بنتي حرام تروحي فرح بالشكل ده,تقول له:أروح! أنا خايف عليكِ من النار، تقول له: حروح!،عليَّ الطلاق ما إنتِ رايحه، طلاق على طلاق أبوك أنا رايحه، هذه امرأة ناشز لابد أن تؤدب "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ" ماذا افعل ياربِّ؟, قال:"فَعِظُوهُنَّ" ماذا يعني موعظة?يعني كلام بحب ورحمة، وأشعر الموعوظ أنيأحبه وخائف عليه، وفيه وعد ووعيد، هذه هي الموعظة،أعظها بقدركم? أسبوعًا,وشهرًا وشهرين وثلاثة,لم تأت بالموعظة, قال:"وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ"النساء:34
لماذا تُهجر المرأة في المضجع?
لِمَ الرجل لما يغضب من امرأته الناشز لا يأخذ البؤجة ويَلِمُّ الهدوم ويقول لها هكذا:أنا رايح لأمّي، لماذا الهجر في المضجع? لسببين:
السبب الأول: هذا أغيظ لها.
السبب الثاني: وهذا الأهم، قال أهل العلم صيانة لكرامة المرأة, أنا لما آخذ ثيابي وأذهب الساعة الواحدة عند أمِّي تقول لي:إيه اللي جابك ياابني الساعة دي?أقول لها: مراتي مزعلاني، تقول: مراتك مزعلاك?! يتشال ويتحط عليها, بنت اللذين!عملت كذا وكذا،إذًاأنا فضحتها،أنا جرحت كرامتها.
انظري يا ابنتي كيف أنتِ عزيزة على ربِّنا! حتى وأنتِ ناشز,حتى وأنتِ مخالفة, حتى وربنا يأمر الرجل بعقابك,يقول له عاقب برحمة,عاقبها بعقاب لا يجرح كرامتها"وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ"،طيب،لم تتعظ؟!
شهرًا وأنا هاجرها ما جاءت؟!, قال:"وَاضْرِبُوهُنَّ"أضربها كيف يا ربِّ? النبي يقول لي ضربًا غير مبرح, ماذا يعني?لاَ تَلْطِمْ خَدًّا،إياك أن تضربها على وجهها! حرام، وَلاَ تَخْدِشْ لَحْمًا، حتى الخربوش حرام، وَلاَ تَكْسِرْ عَظْمًا، الله!
دي مغلباني,ده أنا حطيت صوابعي العشرين في الشق, ده طلعت عيني,أوعظ ما فيش فايدة وأهجر مفيش فايدة, أضرب, تقول لي,لا تلطم خدًّا,لا تخدش لحمًا,لا تكسر عظمًا،أمال أضرب إزاي?
قال بعض الصحابة:بالسواك، بالسواك?! السواك,هذا السواك, وأصغر من هذا - ويضرب الشيخ بقلم في يده، يده الأخرى ضربًا خفيفًا - كنت في مسجد في أحد الأماكن,فقلت هذا الكلام,فأحدهم قاللي: على فكرة يا شيخ,احنا في بلدنانسوك بالنبوت، لا يا عم, بسواك الأسنان.
بل قال بعض السلف - انظروا السلفيين كيف ينظرون للمرأة؟-قال بعض السلف: بل تضرب بالمنديل، يا سلام! آتيبمنديلي,وألفه كم لفة هكذا وأضربها به،ده حاجة,ده حاجة فلة أوي! ده دلع! ليس ضربًا, هذا الضرب الذي يشنع علينا فيه بعض الجهلة, نحن لا نضرب ابتداءً، أنا متزوج والحمد لله من قرابة 15 سنة ولم أضرب امرأتي مرة واحدة أبدًا والحمد لله ربِّ العالمين، انظري يا ابنتي الإسلام أمر بإكرامك كيف وأنتِ زوجة؟
«قَالَ أَحَدُهُمْ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْنَا؟ "قَالَ: أنْ تُطْعِمَهَا إذَا طَعِمْتَ"لا تأكل خارجًا، كباب وكافيار وجمبري واستاكوزا وسي فود ومارون جلاسيه، وأول ما تذهب إلى البيت.. أيوه يا حاجة فين العدس؟ ها أخبار النابت إيه؟ حرام عليك يا مفتريًا، الذي تأكله تؤكلها منه "أنْ تُطْعِمَهَا إذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوهَا إذَا اكْتَسَيْتَ" صححه الألباني
كلما تأتي لنفسك شيء جديد؛ هات لها شيء جديد، "وتَكْسُوهَا إذَا اكْتَسَيْتَ" إلاَّ إذا رضيت هي، والله، أنتِ يا ابنتي جهازك ملأ الدولاب وأنا عندي جلابيتين، قالوا من الهوى دوبنا، فمعلش أنا هاجيب لنفسي تسمحي لي؟ أيوه سمحت لك، "وَتَكْسُوهَا إذَا اكْتَسَيْتَ، وَلاَ تُقَبِّحْ"، وإياك أن تقول لها أبدًا أنت وحشة، وإياك أبدًا أن تقول لزوجتك أنتِ قبيحة أبدًا، بل أباح لك الإسلام في هذا الباب أن تقول كلامًا على غير الحقيقة، تكون هي هكذا، وتقول لها: يا سلام! قمر، وهي قمر بالستر، تجدها ما شاء الله فارقة شعرها من النصف هكذا كأنها آخذة بالطة في نصف دماغها، وواضعة كحلاً في عينها ليست متكحلة، متهببة ولابسة جلبابًا مثل جلباب المساجين، تقول لها: يا سلام اللهم لك الحمد يا رب أنا مش عارف لولا أن ربنا أكرمني بك كنت هأعمل إيه؟
أنا أقول لو كل رجل ربنا أكرمه بواحدة زيك أنا مش عارف الكون وقتها كان هيحصل له إيه؟! كان هيخرب طبعًا، قُلْ هذا الكلام، قُلْ وامْدَحْهَا، امدح شكلها، امدح أكلها، امدح أهلها، امدح ثيابها، امدح بيتها، وترتيبها لبيتها، "ولا تضْرِب الوَجْه وَلاَ تُقبِّحْ وَلاَ تَهْجُرْ إلاَّ فِي الْبَيْتِ" صححه الألباني، ثم أوصى الإسلام بالمرأة وهي أمٌّ قال تعالى: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ" لقمان:14
طيب، فأمُّه داخلة في والديه، لماذا ربُّنا بدأ يتكلم عن الأم؟ لأن الأم حقها أعظم من حق الأب، الأم سبقت الأب وغلبته 1:3 هذا المعنى اسْتَلَلْتُه من حديث النبي: "قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أَبُوكَ" صحيح البخاري
رأى عبد الله بن عمر رجلاً في الحجِّ يحمل أمَّه على ظهره ويطوف بها، فأقبل الرجل وهو يقول: "إني لها بعيرها المُذلَّل" أنا عامل نفسي ركوبة لأمِّي "إني لها بعيرها المذلَّل إن أذعرت رِكابها لم أُذْعَر حملتها أكثر مما حملت فهل تُرى جازيتها يا ابن عمر؟" قال ابن عمر: "ولا بطلقة واحدة من طلقات الولادة".
يا مسلمة، يا غالية، يا كريمة، يا عزيزة على الله، يا كريمة على رسول الله محمد، يا كريمة على كل مسلم، أنتِ يا ابنتي غالية جدًّا جدًّا عند ربِّنا، وغالية جدًّا جدًّا عند النبي محمد، وغالية جدًّا جدًّا في الإسلام، وغالية جدًّا جدًّا على كل مسلم، هذه نظرة الإسلام للمرأة، هذه نظرة السلفيين للمرأة، هذه نظرتنا لنسائنا ولبناتنا.
أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يرد جميع نسائنا إلى القرآن والسنة ردًّا جميلاً طيبًا آمين آمين.
أحبكم في الله، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تم بحمد الله
رابط المادة
http://www.way2allah.com/khotab-item-41379.htm
شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس تفضلوا هنا:
https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
تعليق