الصحابية بريرة مولاة أمنا عائشة رضى الله عنهما
مَن مِنا يعرف هذة الصحابية الجليلة ؟!
كثير منا لا يعرفها حتى أنا لم أكن اعرفها إلا من فترة قصيرة
لذلك احببت ان نتعرف عليها سويا
فهيا بنا لنتعرف عليها
نسبها
بريرة مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضى الله عنهم ، كانت مولاة لبعض بني هلال فكاتبوها ، ثم باعوها من عائشة رضى الله عنها .
ابن عبد البر: الاستيعاب 4/1795.
أهم ملامح شخصيتها
فضائل الصحابية الجليلة بريرة كثيرة ، ذكرتها كتب السيرة والسنة في مواضع كثيرة لا تحصى، وكان لها نصيب وافر في خدمة السيدة عائشة رضى الله عنها ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك في الجهاد في سبيل الله، حيث كانت تخرج مع السيدة عائشة رضى الله عنها تؤدي دورها مع الصحابيات الأخريات من سقاية المجاهدين، وتطبيب الجرحى.
والثابت أن الصحابية الجليلة بريرة رضى الله عنها كانت دائمًا في خدمة السيدة عائشة رضي الله عنها وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكانت ذات شجاعة نادرة وبطولة. وليس عجبًا أن تكون كذلك، فهي تعيش مع
السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها
وابنة الصديق رضى الله عنه
وزوجة الرسول صلى الله عليه وسلم
وكانت بريرة رضى الله عنها مثالاً في الكرم والجود والعطاء ، وعاشت صابرة مؤمنة تحافظ على دينها وإسلامها، وكانت حياتها مثال الزهد والتقوى والخوف من الله.
من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم
موقف مشرف
تحكي لنا كتب السيرة أن لهذه الصحابية موقفًا مشرفًا مع السيدة عائشة رضى الله عنها ، وكذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك قبل نزول البراءة من الله، حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم سأل واستشار من حوله من الأصحاب والأقارب فيما يقال عن عائشة رضي الله عنهاقبل نزول القرآن بالبراءة، فسأل أسامة بن زيد وعليًّا بن أبي طالب رضي الله عنهم ، فأشار أسامة بن زيد رضي الله عنهعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود، فقال: يا رسول الله، أهلك ولا نعلم إلا خيرًا. أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وأن تسأل الجارية تصدق الخبر.
وأراد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يهون الأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو لم يصدق ما يزعمه المنافقون، وأيضًا أشار عليه أن يسأل الجارية عن أخلاق وأحوال السيدة عائشة رضي الله عنها ، والجارية هي الخادمة الملازمة لسيدتها بالبيت. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجارية بريرة، فقال لها: "أي بريرة، هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟" فقالت بريرة: والذي بعثك بالحق، إن ما رأيت عليها أمرًا قط أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن (الدواجن) فتأكله.
وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان في بريرة ثلاث سنن: إحدى السنن أنها أعتقت فخيرت في زوجها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الولاء لمن أعتق". ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والبرمة تفور بلحم فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت، فقال: "ألم أر البرمة فيها لحم". قالوا: بلى، ولكن ذلك اللحم تصدق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصدقة. قال: "عليها صدقة ولنا هدية".
رواه البخاري: باب الحرة تحت العبد، وباب لا يكون بيع الأمة طلاقها رقم (4809، 4975)، 5/1959، 5/2022.
من مواقفها مع الصحابة رضى الله عنهم
مع السيدة عائشة رضى الله عنها
عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني بريرة فقالت: كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية، فأعينيني. فقلت: إن أحب أهلك أن أعدها لهم، ويكون ولاؤك لي فعلت. فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم، فأبوا عليها، فجاءت من عندهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فقالت: إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم. فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبرت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "خذيها واشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق".
رواه البخاري: باب استعانة المكاتب وسؤاله الناس وأبواب أخرى رقم (2424)، 2/904 وصفحات متفرقة. ورواه مسلم: باب إِنَّمَا الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ رقم (3850)، 4/213 وصفحات متفرقة.
مع مغيث زوجها
عن ابن عباس: أن زوج بريرة عبد أسود يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي لعباس بن عبد المطلب: "يا عباس، ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثًا". فقال النبي : "لو راجعته". قالت: يا رسول الله، تأمرني؟ قال: "إنما أنا أشفع". قالت: لا حاجة لي فيه.
رواه البخاري: باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم على زوج بريرة رقم (4979)، 5/2023.
من مواقفها مع التابعين
عن عبد الملك بن مروان قال: كنت أجالس بريرة رضي الله عنها بالمدينة قبل أن ألي هذا الأمر، فكانت تقول: يا عبد الملك، إني لأرى فيك خصالاً، وخليق أن تلي أمر هذه الأمة، فإن وليته فاحذر الدماء؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرجل ليدفع عن باب الجنة أن ينظر إليها على محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حق".
رواه الهيثمي في مجمع الزوائد رقم (123109)، 7/582. وهو ضعيف.
وفاتها
توفيت الصحابية الجليلة بريرة رضي الله عنها في زمن خلافة يزيد بن معاوية، كما جاء ذكر ذلك في الطبقات لابن سعد والمستدرك والاستيعاب وأسد الغابة وأعلام النساء. فرضي الله عن بريرة، وأدخلها فسيح جناته.
المصدر موقع قصة الإسلام للدكتور الفاضل راغب السرجانى حفظه الله
تعليق