الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
بمشيئة الله سنقوم بعرض تفريغ سلسلة الطريق إلى القرآن التي قام الإخوة والأخوات في فريق عمل قسم التفريغ بتفريغها
وسيتم عرض الأعمال هنا في القسم
وسنبدأ بالدرس الأول
وسيتم العرض على أجزاء
وسيتم النقاش معكم أخوتنا وأخواتنا حول الفوائد التي نخرج بها من كل جزء من أجزاء الدرس
وجزا الله خيرا أخوتنا وأخواتنا الأفاضل الذين شاركوا في هذا العمل الطيب وساهموا في خروج هذا العمل بهذه الصورة الطيبة
نرجو من الإخوة الدعاء لهم
ونسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم يوم القيامة
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر فريق عمل التفريغ
بموقع :
الطريق إلى الله
أن يقدم سلسلة الطريق إلى القرآن
للدكتور / حازم شومان - حفظه الله
ومع الدرس (( اليوم الأول ))
وها هو رابط الدرس الصوتى للإستماع مباشرة أو للتحميل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
هذا أول لقاء لنا في رمضان
نسأل الله سبحانه وتعالى أن تصل الرسالة التي من أجلها قمت بعمل هذا الدرس
هذا الدرس رسالة أريد أن تصل لكل شاب ملتزم
هذا الرسالة قد أكون أدركت أهميتها من خمس أو ست سنوات ... ووقتها كانت هناك إنتقادات مع الإخوة ... وكنت دائما أتناقش مع الأخوة أنني أريد أن نتربى بالقرآن
نريد أن نخرج منهج دعوة كامل من القرآن
فالمعجزة لا يصنعها إلا معجزة
لكي نصنع رجل مثلي أو مثل فلان ... ليكون مثل سلمان الفارسي أو مصعب بن عمير رضي الله عنهما فهذه معجزة
فالمعجزة لا يصنعها إلا معجزة
والمعجزة الوحيدة التي بين أيدينا هي القرآن
أيها الأخوة في الله لايُصلِح البشركلام البشر
لايُصلِح البشر إلا كلام رب البشر
نريد أن نتربى علي القرآن
فهذه أول ثمرة ولعلها تكون ثمرة صغيرة وندعوا الله أن يبارك في القليل
نريد أن تتربى قلوبنا علي القرآن
نريد في رمضان أن نعيش مع معاني الإيمان في مدرسة القرآن
لما سُأِلت السيد عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلي الله عليه وسلم
قالت : "كان قرآنا يمشى علي الأرض "
لن أقول لك كن قرآن يمشي على الأرض ... فلن تستطيع أن تجمع ستة آلاف أية في حياتك ... ولكن كن سورة تمشي علي الأرض ... لن تستطيع ... كن أية تمشي علي الأرض ... كن معنى أية من أيات القرآن تمشي علي الأرض
ومعنا أول سورة من سور القرآن ...وهي سورة البقرة بعد الفاتحة ...وسيكون لنا لقاء منفرد مع سورة الفاتحة
هي أول سورة من سور القرآن ...وهي سورة البقرة ...وهي أطول سورة من سور القرآن علي الإطلاق ... ومن أول الأشياء التي تلفت نظرك في سورة البقرة إسمها
ما معنى كلمة البقرة ؟
يا إخوة لانها حتى الآن يعبدها حوالى نصف مليار شخص في العالم ... البقرة من أكبر الرموز الشركية التي عبدت من دون الله في التاريخ البشري بالكامل ... بل في الآثار الفرعونية القديمة ... يقولون العجل أبيس ... وكثيرا جدا تقرأ في القرآن أناس عبدوا العجل ... عبادة البقرة في هذا الوقت يمارسها نصف مليار ... من يسجدوا لبوذا والبقرة الآن أكثر ممن يسجدوا لله الواحد الديان ... إذا البقرة هي رمز شركي خطير
دائما أسماء سور القرآن يكون لها مقصد هام جدا
ذكرت فيها قصة البقرة بين سيدنا موسى وبني إسرائيل ... فيقول سيدنا موسى لبني إسرائيل
"وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ" "البقرة : 67"
قال بقرة... "قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا" ...لماذا يأمرنا الله أن نذبح بقرة ؟!!
"قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ"
"قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ" "البقرة : 68" يقول أذبحوا أي بقرة !!!
فيقولوا قل لنا ما هي مواصفاتها ؟!
"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ" "البقرة : 68" فقبل أن يقول صفتها يقول إنها بقرة!!!
"لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ" "البقرة : 68"
يقول لهم نفذوا الأمر
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ""البقرة : 69" فقبل أن يقول "صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا" يقول إنها بقرة!!!
نحن نعلم أنها بقرة ... فقل إنه يقول إنها صفراء ... بل هو يصر علي أنها بقرة
"قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ" "البقرة : 70"
"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ" "البقرة : 71"
"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ"
برهان ودليل
لماذا يصر سيدنا موسى على أنها بقرة ؟ ... فلننتبه إلي هذه النقطة ... بني إسرائيل كان في قلوبهم حب عبادة البقر ... حب عبادة العجل ... فأراد الله ان يطهر قلوب بني اسرائيل من حب عبادة العجل وحب عبادة البقر... فأمرهم أن يذبحوا بقرة ... لكي يكون برهان أمام الله أنه لم يعد في قلوبهم حب هذا الشرك ... لذلك فإن سيدنا موسى يقول إنها بقرة !!! إنها بقرة !!!
إنها بقرة !!! وهم يتحججوا ... ويتباطأوا ... فقال الله "فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ"
يظل زمن لا يطيع !!!
فلنقف أمام وما كادوا يفعلون ... هذه الكلمة لنا نحن ... فإن كل أمر نسمعه من الله ... نظل الزمن الطويل قبل أن ننفذه ... فمثلا شاب عرف أمر من أوامر الله ... علم أن الأغاني حرام فيظل سنة كاملة يسمعها قبل أن يتركها ... علم أن معصية معينة حرام فيظل سنة كاملة يرتكب هذه المعصية قبل أن يتركها
"وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ" بمعنى أنهم فعلوا في أخر الأمر بعد مشقة ... وهذا من علامات عدم الإسلام لله
فقصة البقرة رمز من رموز التوحيد في سورة البقرة
فعندما يسمي الله هذه السورة بالبقرة ... فهو إسم يذكرك بتوحيد الله سبحانه وتعالي ... وكذلك كل سور القرآن مسماها له حكمة ... وقد عرفنا الحكمة من تسمية السورة بالبقرة
تعليق