الحلقة الثانية من دورة كيف تتعامل مع الله ( من هو الله ؟ )
كيـــف تتعـــامـل مــــع الله ؟؟
(من هو الله ؟)
أهم سؤال في حياتك كلها هو :
كيف تتعامل مع الله ؟
وأنا أريد أن نبدأ بالجواب عليه، لكني لا أستطيع
لا أستطيع لأننى قبل أن أدخل في كيفية التعامل مع الله
فإنى أحتاج أولاً أن أعرف
من هو الله ؟
كثير من الناس إذا فاجأته بسؤال
من هو الله ؟ فإن بعضهم سيقول هو الخالق ،، هو الرازق نحن نعرف ذلك
ولكن هل هذا كل ما نعرفه عن الله ؟؟ إن الإنسان كلما زاد علمه بالله كلما زادت خشيته وتحسن تعامله مع ربه
قال تعالى "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"(فاطر28)
فكم تعرف عن الله ؟؟
(( الله ))
الله تعالى في السماء لايعلم حقيقة ذاته إلا هو،ماذا عساى أن أقول لك عن عظمة الله ؟
يكفى أنه لا يستطيع أحد أن يراه الآن ولو رآه أى شئ في هذه الحياة الدنيا فإنه سينهار تماماً
أقوى الأجساد المخلوقة الآن لا تقوى على أن تنظر إليه
فإذا كانت ذاته بهذه العظمة والقوة لدرجة أن الذى يشاهدها يتلف وينعدم لمجرد الرؤية
فكيف بحقيقة هذه الذات ؟؟
كيف بالصفات الجليلة التى اتصفت بها ذات الله ؟؟
لهذا فإن ربنا يعلم ذلك ويعلم أن أحبابه متشوقون جداً لرؤيته
لإنهم كثيراً ما كانوا يسمعون عنه،كثيراً ما كانوا يتعلمون عنه وعن عظمته وعن جماله .
وهم يريدون الآن أن يروه .. أن يروا هذا الجمال
لهذا فإنه سبحانه سيقوي أجسادهم يوم القيامة ويعطيها من القدرة ما يمكنها من رؤيته سبحانه
لماذا ؟ لكي تنال هذه الأجساد لذة رؤيته بلا تلف لذواتهم
لأنهم ضعاف أمام رؤية هذا الإله الكبير الجليل العظيم
وذات الله تعالى لها صفات قد إتصف بها سبحانه
هذه الصفات كاملة لا يوجد لها مثيل في أى شيء آخر ولا في أي مكان آخر
والمخلوق قد تكون له صفة تشابه الخالق بالاسم فقط يعنى
مثلاً ربنا سبحانه وتعالى حي وله الحياة الكاملة
المخلوق له حياة أيضاً لكنها حياة خاصة به ليست كحياة الله
ولا يوجد نوع من أنواع الشبه بين الحياتين أبداً ولا حتى تقارب بسيط .
فلم يحدث ولا مرة واحدة أن تشابهت صفة من صفات الخالق مع صفة من صفات المخلوق
فمن هو الله ؟؟
الله سبحانه إله جميع المخلوقات ولن يجدوا لهم إلهاً غيره
هو المتكفل بهذه المخلوقات لوحده يدبر شؤون مملكته الواسعة
التى تشمل السموات والأرض ولا يساعده في ذلك أحد
ومنذ أن خلق الله أول مخلوق وإلى أن ينتهى هذا العالم
فإن الله تعالى هو الوحيد الذى يرزق هو الوحيد الذى يملك هو الوحيد الذى يأخذ وصفاته هذه قد علمنا الله منها وأخبرنا عنها
لكن توجد صفات لله لم يخبرنا به ولا نعلمها ولا يعلمها أحد
بل استأثر الله بها في علم الغيب عنده
نعم من شدة عظمة الله أنه لم يستطع أحد أن يحيط علماً بكل عظمته
أبداً ولا أحد
إلا واحد .. واحد هو الذى أحاط بها علماً
(( إنه الله )) فإنه لا يعلم حقيقة الله الكاملة إلا الله كما أن العين عضو من الأعضاء
فإن لها حدود معينة لا تستطيع النظر إلى مسافة معينة أبعد من هذه المسافة
وكما أن الأذن عضو من الأعضاء أيضا فإنها لن تستطيع السماع إلا لمسافة معينة
كذلك العقل
العقل عضو من الأعضاء لا يستطيع فهم إلا أشياء معينة
توجد أشياء كثيرة أكبر من العقل لا يستطيع ان يتخيلها ولا أن يتصورها
أولها الخالق
فإنه لا يمكن لأحد ان يتصوره قبل أن يراه يوم القيامة .
لا يستطيع ولله المثل الأعلى ربنا سبحانه وتعالى ليس كمثله شئٌ وهو السميع البصير
ولا يستطيع أحد أن يتصوره أو أن يتخيله بل كل من يتخيل الله على شئ ٍ فربنا سبحانه على خلاف هذا الشئ الذى تخيله
حتى لو بقى الإنسان مائة عام لا يفعل شيئاً
سوى محاولة تصور الله عز وجل على حقيقته فإنه لن يستطيع
وكل النتائج التى سيتوصل إليها .. ربنا سبحانه وتعالى في الحقيقة على خلاف هذا كله
لإنه سبحانه عنده من العظمة والجلال
والجبروت ما لا يمكن تصوره ولا يمكن تخيله
والله إلى يومنا هذا لم يثنى أحد الثناء المكافئ لهذه لعظمة
وكل من حاول أن يثنى أو أن يحمد أو أن يشكر بقوله أو بفعله
من الملائكة من الأنبياء من الخلق جميعاً فإنهم إنما يقتربون
من الثناء الذى يستحقه الله تعالى .
وإلا فالوحيد الذى أثنى على الله الثناء الذى يكافئ عظمته هو الله نفسه فقط
هو سبحانه عندما أثنى على نفسه ولو جمعنا ثناء الناس جميعاً وعبادات الخلق جميعا
وعبادة جبريل، عبادة ميكائيل ،عبادة إبراهيم عليه السلام، عبادة نبينا ( صلى الله عليه وسلم )
عبادة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من أول ما بدأ الخلق إلى آخر من يموت يوم القيامة
جمعناها ثم ضاعفنا هذه العبادات جميعاً أضعافاً كثيرة وقدمناها لله
لما كافئت ولا حتى قاربت صفةً واحدةً من صفات الله التى تليق بعظمته التى يستحقها هو فعلا سبحانه
نعم .. من الملائكة من هو راكع لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة
من الملائكة من هو ساجد لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة يسبحون ويتعبدون
" حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونَ"
يقول عن هذه الآية الشيخ / صآلح المغآمسي ..إنها دُعــآء المُعجِزات، ويقول: والله متى ما دعوت الله بصدق وكنت في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لا أعلم،، وقال ابن باز رحمه الله: مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير. في أمر عسير إلا تيسّر
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
موضوع مميز جدا اللهم بارك
وبارك الله فى منتدى احلى حياة والقائمين عليه
لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية لا تقل اين نعيمى ... جنة الله كفاية لا تقل غدا سأبدأ ... ربما تأتى النهاية
تعليق