إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دورة كيف تتعامل مع الله // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دورة كيف تتعامل مع الله // مفهرس

    كيـــف تتعـــامـل مــــع الله ؟؟


    ( هل فكرت يوما كيف تتعامل مع الله؟ )
















    قراءة تفريغ الحلقـــــ ( 1 ) ـــــــــــة



    اخترنا لكم :




    سلسلة : اعرف ربك
    التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة لله; الساعة 05-03-2011, 05:58 PM. سبب آخر: حذف روابط لمنتديات اخرى

  • #2
    رد: دورة كيف تتعامل مع الله

    تفريغ الحلقـــــــ ( 1 ) ــــــــــة




    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين

    وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد

    وعلى آله وصحبه أجمعين

    أما بعد
    ،،


    كيف تتعامل مع الله ؟؟


    أهم سؤال يمكن أن نسمعه في حياتنا كلها

    لأنه توجد أشياء كثيرة معنا في هذه الحياة

    لكن أهم من نحيا معه في هذا الكون

    هو الله

    الله .. هو أجل اسم

    وهو سبحانه أجمل مسمى لهذا الاسم

    هو أحسن من يعاملك ولن تجد أحد أحن ولا ألطف ولا أفضل من الله تعالى إذا تعامل معك

    والغريب أننا لا نشعر بذلك

    مع أنه سبحانه في كل يوم يعاملنا بانواع كثيـرة من التعامل الحسن

    مرة يسرتنا

    مرة يُفرحنا

    مرة يرحمنا

    مرة يُعطينا

    مرة يسقينا

    ولا ينتظر منا جزاء ولا مقابل لأننا أصلاً لا نستطيع أن ننفعه بشيء


    ماالشئ الذي نملكه ولا يمكله هو ؟

    لا يــــوجد

    إذاً لماذا يفعل الله لنا كل هذا

    لأنه الودود سبحانه الذي لا حدود لمودته

    الكــريــــم الذي لا منتهى لكرمه

    ولا مثيل لحسن تعامله مع خَلْقِه

    مع أنه هو الغني عنهم وهم الفقراء إليه

    " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ "(البقرة/271)

    فاذا كان الذي يعاملنا في كل يوم بهذه العظمة وبهذه الرحمة وبهذا الكرم

    فوالله لابد أن نعرف

    كيف نتعامل معه ؟


    أنا لا أتكلم عن التعامل العام فكلنا يعامل الله في كل يوم بالعبادة والذكر

    لكن هناك تعاملات دقيقة يجب أن نحسن فيها الاختيار

    تجاه بعض الأفعال التي تكون منه سبحانه

    فكيف تتعامل مع الله اذا سترك؟؟

    إذا سترك الله يجب أن تقبل هديته

    ما هي هديته وكيف أقبلها ؟؟

    كيف تتعامل مع الله إذا سترك؟

    وحتى لو سترك الله فربما ينزع هذا الستر عنك بعد مدة معينة

    ولكن توجد أشياء لو فعلتها لا ينزعه عنك حتى في يوم القيامة

    كيف ؟

    كيف تتعامل مع الله اذا سترك ؟






    أنت تتكلم مع الناس في كل يوم
    لكن

    كيف تتعامل مع الله إذا كلمته ؟؟


    توجد طريقة معينة للكلام مع الملك سبحانه

    إذا أتقنتها فسوف يستجيب الله لك كل طلباتك ،بل ربما يعطيك أحسن منها

    لأن الله لا يستجيب لأي أحد

    وأغلب الناس لا يعرفون هذه الطريقة ولا يطبقونها

    ألا تحب أن تكون أنت من النادرين الذين يطبقونها

    كيف تتعامل مع الله إذا كلمته ؟






    ألم نتسائل مرة كيف نتعامل مع الله إذا غضب ؟؟

    فغضب الله شديد وإذا وقع على شئ دمره تدميراً كاملاً

    وأنا أخاف أن يغضب الله عليّ

    ولا أدري أصلا هل هو غاضب علي أم لا ؟

    فإذا كان غاضب مني كيف أتعامل معه سبحانه

    ربنا الله جل جلاله إذا غضب فإنه يحب منك أن تفعل أشياء معينة

    إذا فعلتها سينطفأ غضبه سبحانه

    ليست التوبة فقط

    يوجد تعامل آخر يحبه الله تعالى

    هذا التعامل هو ما يجب عليك بالضبط أن تفعله

    وعلى عجل قبل أن يحدث أي شيء

    عندها سينطفئ غضبه سبحانه

    بالمناسبة ربنا سبحانه يرضى بسرعة

    أشياء بسيطة ترضية

    لكن السؤال

    كيف تتعامل مع الله إذا غضب ؟؟






    إذا رضي سبحانه فإن كثيراً من الناس يظن أن المهمة قد انتهت

    لا..

    اهتمامك بكيفية التعامل مع الله إذا رضي

    مثل اهتمامك بكيفية التعامل مع الله إذا غضب

    لأن الوصول إلى رضى الله هذه مرحلة

    والاستمــرار على الرضى .. هذه مرحلة أخرى

    أصلاً كيف أعرف ان الله عز وجل راضي عني أم لا ؟؟

    كيف؟

    هنا السؤال

    كيف تتعامل مع الله إذا رضي ؟





    وتوجد مرحلة أعلى بمجرد الرضى

    توجد مرحلة راقية لا يعطيها ربنا إلا لقليل من عباده فقط إنها

    مرحلة الحب

    أن يحبك الله

    فتصبح أنت حبيب الله وتتنشر محبتك في السماء

    فتصل إلى كل من يعيش هناك من الملائكة

    وتتنقل للأرض فيحبك من في الارض

    لماذا ؟؟

    لأن الله يحبك

    لكن المشكلة أن بعض الناس لا يعرفوا

    كيف يتعاملوا مع الله إذا أحبهم ؟

    نعم .. كيف تعامل مع الله إذا أحبك؟






    دائماً الانسان يحب أن يزور مكان حبيبه

    وقد جعل الله لنفسه بيتاً في الأرض أسماه المسجد

    يذهب إليه أحباب الله ليقفوا بين يديه في هذا البيت

    ولكل ملك مراسم يجب يعلمها من أراد أن يدخل عليه

    كيف تتعامل مع الله اذا دخلت بيته ؟؟

    يقول أحد الذين عرفوا أسرار الدخول على الله في بيته

    والله لما طبقتها كأني أدخل المسجد لأول مرة

    كيف تتعامل مع الله إذا دخلت بيته ؟؟






    منذ أن ولد الإنسان وحتى هذا اليوم

    يوجد شعور معين يمر عليه بين فترة و أخرى

    يسمى الحياء

    يعتريه بين فترة واخرى

    الحياء أحيانا يكون هذا الشعور تجاه الوالدين

    أحيانا يحس به مع مديره

    أحيانا مع شخص ربما لا يعرفه

    هذا عادي يحدث

    وإلى الآن لا يوجد شئ غريب في الموضوع ولكن

    العجيب هو أن الله تعالى احيانا يستحي مننا

    أي والله ربنا يستحي منا ..!

    أنا والله ما كنت أعلم ذلك

    لولا أني قرأت حديث عظيم

    من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم

    ما هو هذا الحديث ؟؟

    وكيف أتصرف إذا الله استحى مني ؟

    كيف تتعامل مع الله اذا استحى منك ؟





    هذه المواضيع هي فقط بعض ما سنطرحه

    وربما تطرح لأول مرة تحت عنوان

    "كيف تتعامل مع الله ؟ "


    لأننا كثيراً ما سمعنا عن برامج أو كتب أو دورات تدريبية

    عن كيف تتعامل مع الزوجة

    كيف تتعامل مع الأبناء ؟؟

    كيف تتعامل مع المدير ؟؟

    لكن هل سمعنا من قبل عن موضوع

    كيف تتعامل مع الله ؟؟

    مع أنه سبحانه هو أهم من نعامله

    بدأت قبل عام تقريباً بجمع مادة علمية

    وطرحنا الموضوع لأول مرة في محاضرة ضخمة

    أقمناها في الكويت

    ولما بدأت المحاضرة .. تفاجأنا

    تفاجأنا أن عدد الحضور فيها يتجاوز الخمسة وثلاثون الف

    من الرجال والنساء

    وهذا تقريباً اكبر تجمع لمحاضرة في تاريخ الكويت

    أثناء المحاضرة صادف مرور فتاتين عربيتين

    من غير المسلمين

    تفاجأوا من منظر الناس في خارج الشوارع


    ولما سمعوا الحديث عن الله وعن كيفية التعامل معه


    بدأت الفتاة بالبكاء

    والفتاة الثانية بالبكاء

    وجائني الخبر من خارج المسجد

    إنهم يرغبون في الدخول في الإسلام

    وأنا أثناء المحاضرة بشرت الناس






    والآن كيف تتعامل مع الله ؟؟


    ما هي إجابة هذا السؤال ؟؟

    أنا متأكد بأن إجابته ستغير حياتك تماماً ،والله أنا لا أبالغ

    والله ستغير حياتك بإذن الله

    فما هي إجابة هذا السؤال

    تابعونا في الحلقة القادمة

    تعليق


    • #3
      رد: دورة كيف تتعامل مع الله

      وفقكى الله اختى لما يحبه ويرضاه
      متابعه معكى بعون الله ان كان لى عمر
      وجزاكى الله الجنه

      تعليق


      • #4
        رد: دورة كيف تتعامل مع الله

        المشاركة الأصلية بواسطة أنا المهاجره مشاهدة المشاركة
        وفقكى الله اختى لما يحبه ويرضاه
        متابعه معكى بعون الله ان كان لى عمر
        وجزاكى الله الجنه
        جزاكِ الله كل الخير

        تعليق


        • #5
          الحلقة الثانية من دورة كيف تتعامل مع الله ( من هو الله ؟ )

          كيـــف تتعـــامـل مــــع الله ؟؟


          ( من هو الله ؟ )







          أهم سؤال في حياتك كلها هو :

          كيف تتعامل مع الله ؟

          وأنا أريد أن نبدأ بالجواب عليه، لكني لا أستطيع


          لا أستطيع لأننى قبل أن أدخل في كيفية التعامل مع الله

          فإنى أحتاج أولاً أن أعرف

          من هو الله ؟

          كثير من الناس إذا فاجأته بسؤال

          من هو الله ؟


          فإن بعضهم سيقول هو الخالق ،، هو الرازق نحن نعرف ذلك

          ولكن
          هل هذا كل ما نعرفه عن الله ؟؟


          إن الإنسان كلما زاد علمه بالله كلما زادت خشيته وتحسن تعامله مع ربه

          قال تعالى "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"(فاطر28)





          فكم تعرف عن الله ؟؟



          (( الله ))



          الله تعالى في السماء لايعلم حقيقة ذاته إلا هو،ماذا عساى أن أقول لك عن عظمة الله ؟

          يكفى أنه لا يستطيع أحد أن يراه الآن ولو رآه أى شئ في هذه الحياة الدنيا فإنه سينهار تماماً

          أقوى الأجساد المخلوقة الآن لا تقوى على أن تنظر إليه

          فإذا كانت ذاته بهذه العظمة والقوة لدرجة أن الذى يشاهدها يتلف وينعدم لمجرد الرؤية



          فكيف بحقيقة هذه الذات ؟؟



          كيف بالصفات الجليلة التى اتصفت بها ذات الله ؟؟

          لهذا فإن ربنا يعلم ذلك ويعلم أن أحبابه متشوقون جداً لرؤيته

          لإنهم كثيراً ما كانوا يسمعون عنه،كثيراً ما كانوا يتعلمون عنه وعن عظمته وعن جماله .

          وهم يريدون الآن أن يروه .. أن يروا هذا الجمال




          لهذا فإنه سبحانه سيقوي أجسادهم يوم القيامة ويعطيها من القدرة ما يمكنها من رؤيته سبحانه


          لماذا ؟

          لكي تنال هذه الأجساد لذة رؤيته بلا تلف لذواتهم

          لأنهم ضعاف أمام رؤية هذا الإله الكبير الجليل العظيم







          وذات الله تعالى لها صفات قد إتصف بها سبحانه

          هذه الصفات كاملة لا يوجد لها مثيل في أى شيء آخر ولا في أي مكان آخر

          والمخلوق قد تكون له صفة تشابه الخالق بالاسم فقط يعنى

          مثلاً
          ربنا سبحانه وتعالى
          حي وله الحياة الكاملة


          المخلوق له حياة أيضاً لكنها حياة خاصة به ليست كحياة الله

          ولا يوجد نوع من أنواع الشبه بين الحياتين أبداً ولا حتى تقارب بسيط .

          فلم يحدث ولا مرة واحدة أن تشابهت صفة من صفات الخالق مع صفة من صفات المخلوق





          فمن هو الله ؟؟



          الله سبحانه إله جميع المخلوقات ولن يجدوا لهم إلهاً غيره

          هو المتكفل بهذه المخلوقات لوحده يدبر شؤون مملكته الواسعة


          التى تشمل السموات والأرض ولا يساعده في ذلك أحد

          ومنذ أن خلق الله أول مخلوق وإلى أن ينتهى هذا العالم

          فإن الله تعالى هو الوحيد الذى يرزق هو الوحيد الذى يملك هو الوحيد الذى يأخذ

          وصفاته هذه قد علمنا الله منها وأخبرنا عنها

          لكن توجد صفات
          لله لم يخبرنا به ولا نعلمها ولا يعلمها أحد

          بل استأثر الله بها في علم الغيب عنده


          نعم من شدة عظمة الله أنه لم يستطع أحد أن يحيط علماً بكل عظمته

          أبداً ولا أحد


          إلا واحد .. واحد هو الذى أحاط بها علماً

          (( إنه الله ))

          فإنه لا يعلم حقيقة الله الكاملة إلا الله كما أن العين عضو من الأعضاء

          فإن لها حدود معينة
          لا تستطيع النظر إلى مسافة معينة أبعد من هذه المسافة

          وكما أن الأذن عضو من الأعضاء أيضا فإنها لن تستطيع السماع إلا لمسافة معينة

          كذلك العقل

          العقل عضو من الأعضاء لا يستطيع فهم إلا أشياء معينة

          توجد أشياء كثيرة أكبر من العقل لا يستطيع ان يتخيلها ولا أن يتصورها






          أولها الخالق



          فإنه لا يمكن لأحد ان يتصوره قبل أن يراه يوم القيامة .

          لا يستطيع

          ولله المثل الأعلى ربنا سبحانه وتعالى ليس كمثله شئٌ وهو السميع البصير

          ولا يستطيع أحد أن يتصوره أو أن يتخيله


          بل كل من يتخيل الله على شئ ٍ فربنا سبحانه على خلاف هذا الشئ الذى تخيله

          حتى لو بقى الإنسان مائة عام لا يفعل شيئاً

          سوى محاولة تصور الله عز وجل على حقيقته فإنه
          لن يستطيع


          وكل النتائج التى سيتوصل إليها .. ربنا سبحانه وتعالى في الحقيقة على خلاف هذا كله

          لإنه سبحانه عنده من العظمة والجلال

          والجبروت ما لا يمكن تصوره ولا يمكن تخيله








          والله إلى يومنا هذا لم يثنى أحد الثناء المكافئ لهذه لعظمة

          وكل من حاول أن يثنى أو أن يحمد أو أن يشكر بقوله أو بفعله

          من الملائكة من الأنبياء من الخلق جميعاً
          فإنهم إنما يقتربون

          من الثناء الذى يستحقه الله تعالى .

          وإلا فالوحيد الذى أثنى على الله الثناء الذى يكافئ عظمته هو الله نفسه فقط

          هو سبحانه عندما أثنى على نفسه
          ولو جمعنا ثناء الناس جميعاً وعبادات الخلق جميعا

          و
          عبادة جبريل، عبادة ميكائيل ،عبادة إبراهيم عليه السلام، عبادة نبينا ( صلى الله عليه وسلم )



          عبادة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من أول ما بدأ الخلق إلى آخر من يموت يوم القيامة

          جمعناها ثم ضاعفنا هذه العبادات جميعاً أضعافاً كثيرة وقدمناها لله


          لما كافئت ولا حتى قاربت صفةً واحدةً من صفات الله التى تليق بعظمته التى يستحقها هو فعلا سبحانه

          نعم .. من الملائكة من هو راكع لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة

          من الملائكة من هو ساجد لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة يسبحون ويتعبدون


          ثم إذا قامت القيامة قالوا

          (
          سبحانك ماعبدناك حق عبادتك
          )

          إى والله ، قال تعالى :

          (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) -(الزمر 67)-




          إذن الفضل له سبحانه إذا تقبل عباداتنا على مافيها من نقص وسرحان في الصلاة

          وبعض الرياء أحياناً

          وقد سبقنا هذه العبادة بذنوب ثم ألحقناها بعدها بذنوب أخرى



          لكن مع هذا هو يتفضل ويقبل العبادة إذا كانت خالصة لوجهه الكريم

          مع إن عبادتنا
          لا تنفعه بشئ ٍ ولا يحتاج منها شئ

          بل نحن الذين نحتاج أن نرتاح في هذه العبادة إذا أديناها

          ونحن الذين سنستمتع فيها إذا طبقناها ونحن الذين سندخل الجنة ونحس بالسعادة الخالصة هناك

          وأما هو فلن يستفيد منا أى شئ


          بماذا يمكن أن نفيده نحن ؟

          هو الغنى ونحن الفقراء إليه

          مع هذا فإنه سبحانه يغنينا ويسقينا ويكرمنا ويهدينا

          وإذا احتجنا فإنه يعطينا بل إنه يحب أن نطلب منه




          وكلما طلبنا أكثر فإنه سيحبنا أكثر لإن محبته للكرم والجود

          فوق ما تتصوره العقول
          وهذا من جمال أفعاله

          حيث أنه جمع بين جمال الأفعال وجمال الذات سبحانه .


          نعم إنك لو سألتنا عن إلهنا فإن إلهنا الذى نعبده جميل






          من هو إلهنا ؟؟



          الهنا هو ذاك الإله الجميل ، بل أجمل ما فى الكون هو

          الله


          ولهذا سمى الله نفسه الجميل وهو فعلاً جميل يحب الجمال

          كما أخبرنا بذلك النبي ( صلى الله عليه وسلم )


          ويكفى للدلالة على جماله
          أن كل جمال في الجمادات أو البشر أو النباتات أو الحيوانات

          فهو من أثر جمال من صنع هذا الجمال ، لإنه فعلا جميل




          ولهذا كانت أعظم نعمة لأهل الجنة أن يكشف لهم ربهم عن جماله

          لكى يرونه في الجنه
          لكى يروا هذا الجمال الذى لم يروا مثله من قبل

          "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ"-(القيامه 22-23)-



          فكل من رآه فسيسعد وسيفرح فرحاً لم يمر عليه في حياته من قبل أبداً

          لإنه سبحانه هو الذى خلق السعادة



          طبعا السعادة من خلقها ؟



          الله هو خالق السعادة ، وعلى هذا فسيعطيها لمن جاء إليه وتقرب بين يديه

          ولن يعطيها لمن ابتعد عنه

          وكلما اقتربت من الله تعالى أكثر كلما زادت هذه السعادة أكثر

          ولهذا جعل الله تعالى الجنة قريبة منه في السماء السابعة

          لإنها مستقر السعادة وكلما ارتفعت في درجات الجنة أكثر اقتربت من الذات الإلهية أكثر




          طيب إلى متى ؟


          إلى أن تصل إلى أعلى مرحلة في الجنة وهي

          الفردوس الأعلى

          وهذه أسعد منطقة في الجنة مع الأنبياء والرسل



          طيب هل تعرف ماهو سقف هذه الجنة ؟؟

          الفردوس الأعلى ماهو سقفها ؟

          سقفها عرش الرحمن

          ألم أقل لك أن السعادة هى في القرب منه سبحانه

          لإنه سبحانه هو منتهى السعادة

          ( عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) ) -(النجم)-



          ومع كل هذه العظمة والجلال فإن أكثر من يُعصى ومن يُخالف و من يُعرَض عنه هو الله



          هل رأيت أحداً في الأرض يُعصى أكثر من الله عزوجل ؟



          لا يوجد..

          مع كل هذا فإنه سبحانه وتعالى يعطيهم ويسقيهم وإذا مرضوا فإنه يعافيهم

          لإنه حليم عليهم صبور على من يعصيه
          من خلقه



          لدرجة أنه سمى نفسه الصبور

          بل لو تاب أى عاصٍ إلى الله ورجع إليه سبحانه فإنه يفرح به فرحاً شديداً

          أكثر من فرحة العبد برجوعه إلى الله




          سبحان الله



          كيف أن العبد محتاج إلى الله والرب مستغنٍ عن العبد كامل الاستغناء

          ومع هذا فإن الله تعالى يفرح برجوع عبده إليه ويكرمه غاية الإكرام

          فليس العجب من العبد المملوك إذا كان يتقرب إلى السيد ويتودد إليه ويريد رضاه .. هذا هو الأصل

          ولكن العجب كل العجب إذا كان السيد هو الذى يتودد إلى عبده ويتحبب إليه بأنواع من العطايا والهدايا



          والعبد يعرض ويصر على الابتعاد وعدم التوبة

          مع أن العبد لو رفع يديه إلى الله تعالى لاستحى الله منه

          نعم

          ربنا يستحي أن يردك إذا طلبته

          هذا هو إلهنا هذا الذى لانريد إلهاً غيره

          هذا ربنا الذى نعلق آمالاً كثيرة على رحمته ومغفرته يوم القيامة

          فإذا كان إلهنا بكل هذا الجلال وبكل هذه الصفات

          فكيف نتعامل مع هذه العظمة




          (( كيف تتعامل مع الله ؟؟ ))



          الحلقة القادمة سوف نبدأ فيها أول تعامل بيننا وبين الله كونوا معنا..





          تعليق


          • #6
            رد: دورة كيف تتعامل مع الله

            جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
            " حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونَ"
            يقول عن هذه الآية الشيخ / صآلح المغآمسي ..إنها دُعــآء المُعجِزات، ويقول: والله متى ما دعوت الله بصدق وكنت في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لا أعلم،، وقال ابن باز رحمه الله: مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير. في أمر عسير إلا تيسّر

            تعليق


            • #7
              رد: دورة كيف تتعامل مع الله

              المشاركة الأصلية بواسطة المشتاقة لله مشاهدة المشاركة
              جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم

              جزانا وجزاكم الله كل الخير

              تعليق


              • #8
                رد: دورة كيف تتعامل مع الله

                بارك الله فيك اختاه وموضوعك مميز جدااا

                اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                تعليق


                • #9
                  رد: دورة كيف تتعامل مع الله

                  المشاركة الأصلية بواسطة راجية حب الرحمن مشاهدة المشاركة
                  بارك الله فيك اختاه وموضوعك مميز جدااا


                  جزاكِ الله كل الخير

                  تعليق


                  • #10
                    الحلقة الثالثة من دورة كيف تتعامل مع الله ( إذا رحمك ؟ )

                    كيـــف تتعـــامـل مــــع الله ؟؟

                    ( إذا رحــمـك )



                    هل رأيت أحداً في حياتك يوقد ناراً عظيمة لمدة ثلاثة أيام ثم بعد ذلك يلقي ابنه فيها ؟


                    طبعا لا يوجد

                    طيب .. استمع الى هذا الحديث

                    أتى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – رجل ومعه صبي فجعل يضمه إليه

                    - يعني هذا الرجل يضم ابنه إليه - فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :

                    " أترحمه " قال : نعم قال : فالله أرحم بك منك به، وهو أرحم الراحمين .حديث صحيح


                    إنتهى كلامه صلوات ربى وسلامه عليه ..

                    إذاً الله تعالى أرحم من أن يلقيك أنت فى النار

                    الله أرحم من ذلك

                    فكيف تتعامل مع هذه الرحمة ؟

                    كيف تتعامل مع الله إذا رحمك ؟






                    وهذا سؤال مهم جداً يجب أن نعرف إجابته ولكن قبل ذلك يجب أن نسأل أنفسنا

                    كيف نحصل على رحمة الله؟

                    أبشر أخى الكريم ..أبشرى أختى الكريمة

                    الحصول على رحمة الله سهل يسير فإن الله تعالى وسعت رحمته كل شئ


                    وأما غضبه فلم يسع كل شئ .

                    لأنه هو الذى قال سبحانه " ورحمتى وسعت كل شئ "

                    وهذا الذى يليق بشأن أرحم الراحمين

                    ولولا ذلك لكنا جميعاً خاسرين هالكين..

                    كل من رحمك من أهلك و أحبابك فالله تعالى قد رحمك أكثر منه .

                    أصلاً هو الذى أرسلهم إليك رحمة بك ولو جمعت رحمات الخلق جميعا التى وصلت إليك فى حياتك كلها

                    لكانت رحمة الله بك أكثر وأوسع ولن يفوق أحداً رحمة ربى سبحانه أبداً.


                    ولا يمكن للواصفين أن يعبروا عن جزء يسير من رحمة الله التى نشرها فى أرجاء مملكته سبحانه .

                    ولهذا فهو سبحانه قد رفع شأن رحمته فى عين الخلق .


                    يقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم :

                    " لما قضى الله الخلق كتب في كتابه ، فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي غلبت غضبي"-حديث صحيح-

                    الله أكبر !

                    لاحظ كيف أنه قد جعل هذا الكتاب عنده فوق العرش

                    وقد كان يمكنه أن يضعه فى السماء الدنيا ،أو على رأس جبل من الجبال

                    لكنه لم يفعل بل جعله عنده تشريفا وتعظيما لشأن الرحمة






                    فلماذا تيأس من رحمة الله ؟


                    اذا كانت رحمة الله قد وسعت كل شئ فكيف لا تسعك أ نت ؟

                    وسعت من هو شر منك

                    قتل 99 نفساً، ثم كمّل المائة بعابد، ومع هذا وسعته رحمة الله .

                    وأنت ما قتلت أحدا، فكيف لا يرحمك ؟

                    الكون كله من أوله إلى آخره مملوء برحمة الله كإمتلاء البحر بالماء

                    وكإمتلاء الجو بالهواء .

                    فقل ما شئت عن رحمة الله فهو فوق ما تقول

                    بعدها تصور ما شئت عن رحمة الله فإنها فوق ذلك .


                    قد يقول قائل : طيب .. كيف أحصل عليها كيف أحصل على هذه الرحمة؟

                    إنه ليس بينك وبين رحمة الله إلا أن تطلبها منه

                    وهو سيعطيك إياها لأنه هو وحده الذى يملكها

                    قال الله تعالى" مَّا يَفْتَحِ اللَّـهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ " فاطر(2)

                    بشدة قرب رحمة الله منك فليس عليك سوى أن تظن بالله أى شئ

                    تحبه أن يفعله لك ، وهو سيكون لك عند حسن ظنك

                    سيفعله لك ..

                    - يعنى أى شيء أحبه؟

                    - نعم أى شيء تحبه ..

                    تظن بالله أنه سيرحمك ؟!

                    يرحمك ..

                    تظن أنه سيعتقك من النار؟!

                    يعتقك من النار ..

                    تظن أنه سيدخلك الفردوس الأعلى ؟!

                    يدخلك الفردوس الاعلى ..

                    لا توجد أى مشكلة الأمر أبسط مما تصور، هذا ليس كلامي هذا كلامه هو سبحانه.

                    هو الذى قال ذلك عن نفسه وإلا انا ما الذى يدرينى عن كل هذا ؟

                    استمع اليه سبحانه وهو يقول ذلك بنفسه فى الحديث القدسى

                    الذى يرويه النبى صلى الله عليه وآله وسلم عن ربه إذ يقول:

                    قال الله تعالى" أنا عند ظن عبدي بي ؛ فليظن بي ما شاء " -حديث صحيح -

                    انتهى كلامه سبحانه

                    وليست المسألة إحتمال يعني ربما يستجيب لى

                    لا.. بل يقين تام.

                    يقول صلى الله عليه واله وسلم : " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة "- حسن -

                    أصلاً إذا فعلت ذلك أعطاك أكثر مما ترجوه وتريده منه

                    لكن بشرط أن يكون رجاء وليس أمانى.





                    ما الفرق بين الرجاء والأمانى؟

                    الرجاء :معه عمل (أرجو رحمته مع الامتثال لأوامره)

                    أما الأمانى: فهى الظنون (بلا امتثال للأوامر ولا شيء)

                    ومن رحمته سبحانه أنك تحس بهذه الرحمة وهى تضمك تغمرك

                    شعورك أصلا بوجودها هى رحمة فى حد ذاتها

                    هذا فى الدنيا أما فى الاخرة فلنا أمل كبير أن يُرى الخلق منه

                    يوم القيامة رحمة لم تخطر لهم على بال من العفو والمغفرة

                    والرحمة والغض عن بعض الهفوات والذلات.

                    إن الخلق يعقدون آمالا كبيرة على ذلك

                    وبالطبع عليهم أن يعملوا أيضا كى يحصل لهم ذلك

                    وهذا هو الشرط الذى اشترطه الله تعالى عندما قال :

                    " وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ " طه (82 )

                    طبِّق الشروط وأبشر بالرحمة

                    أما إذا كان الانسان بعد هذه الرحمات والأبواب المفتحة

                    إلى الآن وهو إلى هذه اللحظة يصر على المعصية و عدم الدخول فى هذا الباب العظيم

                    الرحمة

                    بعد هذا كله .. خسر رحمة الله التى تبدل السيئات الى حسنات وخسر رحمة الله التى وسعت كل شئ

                    ولم تسعه هو !!

                    هذا فعلاً ما يستحق أن ُيرحم !

                    بعد كل هذا ماذا يريد أكثر من هذا الكرم؟






                    فإن قلت لى كيف أقترب من رحمة الله ؟

                    أخى الكريم .. أختى الكريمة

                    إذا وصلت إلى مرحلة ترحم فيها الناس وتعطف عليهم

                    فرحمة الله فعلا ستكون قريبة منك وليست قريبة فقط بل قريبة جدا .

                    لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم يقول:

                    " الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض ؛ يرحمكم من في السماء ؟ "- صحيح -


                    فاذا لم يفعل الانسان ذلك فلن يُرحم

                    يقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم

                    " من لا يرحم لا يرحم "- صحيح -


                    هذه هى رحمته وهكذا يجب أن نتعامل نحن معها.

                    ختاماً .. أرجوكم أود فعلا أن نجتمع نحن وإياكم جميعا تحت رحمته يوم القيامة


                    فلنتعاهد الآن .. على أن نسعى قدر الامكان فى هذه الحياة الدنيا على تحصيل تلك الرحمة

                    لنلتقى بإذن الله .. معكم فى جنات ونهر مع النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: دورة كيف تتعامل مع الله

                      جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                      موضوع مميز جدا اللهم بارك

                      وبارك الله فى منتدى احلى حياة والقائمين عليه
                      لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
                      لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
                      لا تقل اين نعيمى ... جنة الله كفاية
                      لا تقل غدا سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

                      تعليق


                      • #12
                        رد: دورة كيف تتعامل مع الله

                        المشاركة الأصلية بواسطة محبة الإيمان مشاهدة المشاركة
                        جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                        موضوع مميز جدا اللهم بارك

                        وبارك الله فى منتدى احلى حياة والقائمين عليه

                        جزانا وإياكى كل الخير غاليتى

                        تعليق


                        • #13
                          رد: دورة كيف تتعامل مع الله

                          جزاكى الله خيراااااااا




                          تعليق


                          • #14
                            رد: دورة كيف تتعامل مع الله

                            المشاركة الأصلية بواسطة ♥أريج الجنة♥ مشاهدة المشاركة
                            جزاكى الله خيراااااااا

                            جزانا وإياكى كل الخير

                            تعليق


                            • #15
                              الحلقة الرابعة من دورة كيف تتعامل مع الله ( إذا غضب منك ؟ )

                              كيـــف تتعـــامـل مــــع الله ؟؟

                              ( إذا غضب منك )

                              ربُنا تعالى حليم كريم عليم وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم

                              ولكنه سبحانه إذا غضب على شيء فإن غضبه يكون شديداً

                              يقول الله تعالى : (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ) ﴿البروج: ١٢﴾


                              وإذا غضب الله على عبد فسيغضب عليه كل شيء

                              لاحظ في الفاتحة لما ذكر الله تعالى الغضب قال سبحانه :

                              (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) ﴿الفاتحة: ٧﴾لم يقل غير الذين غضبت عليهم

                              مع أنه قال قبلها :(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) ﴿الفاتحة :٧﴾

                              لكن في الغضب اختلف الأمر قال غير المغضوب عليهم، جمع وليس مفرد

                              لمـــــــــاذا؟

                              لأن الله تعالى إذا غضب على عبد فكل شيء سيغضب عليه

                              (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) ﴿الفاتحة :٧﴾


                              الملائكة ستغضب عليه

                              السماوات ستغضب عليه

                              الجمادات

                              النباتات

                              كل شيء سيغضب عليه حتى الحيوانات !

                              يقول أحد الصالحين: "والله إني لأعرف أثر معصيتي إذا تغيرت أخلاق دابتي وزوجتي"


                              إي والله !

                              حتى البهائم تُحس بذلك !

                              لهذا قال تعالى:(غير الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) ﴿الفاتحة :٧﴾






                              وأحياناً يتنازل بعض الناس فيُغضب الله لكي يرضي بعض الأشخاص !

                              يفعل شيئاً ممنوعاً أو محرماً لكي يُرضي

                              مسؤوله في العمل

                              لكي يُرضي زوجته

                              لكي يرضي الزبون

                              سبحان الله !

                              هؤلاء الناس الذين يحاول أن يرضيهم هم أنفسهم سيغضبون عليه

                              هذا ليس كلامي هذا كلامه هو -صلى الله عليه وسلم-

                              قال -صلى الله عليه وسلم- : "ومن التمس رضا الناس بسخط الله

                              سخط الله عليه وأسخط عليه الناس
                              "
                              حديث صحيح لغيره

                              سبحان الله مُجرب !

                              فإذا غضب الله على شيء فلن يُفلح أبدا ولو فعل ما فعل

                              إلا إذا ارتفع عنه هذا الغضب

                              وإذا زاد الإنسان من إصراراه على المعصية كان غضب الله تعالى أقرب وأشد






                              طيب كيف أرفع غضب الله عني؟

                              كيف أتعامل مع الله إذا غضب؟

                              هذا هو السؤال

                              كيف أتعامل مع الله إذا غضب؟


                              ربنا سبحانه مع أنه غاضب على العبد إلا أنه يُمهله ،يحلم عليه

                              مع أن حقه سبحانه أن يقتص ممن عصاه فوراً الآن


                              هذا حقه

                              إلا أنه يُعطيه فرصة هذه الفرصة تسمى مرحلة الإمهال

                              وهي مرحلة مؤقتة تعتبر محاولة له لكي يُرضي ربه بسرعة

                              قبل أن يحدث أي شيء

                              فمن كان منا يعيش هذه المرحلة الآن فليستغلها حق الاستغلال

                              وينتهز الفرصة قبل أن تنتهي هذه المرحلة

                              لأن هذه المرحلة (مرحلة الإمهال) إذا انتهت فسيدخل العبد

                              بعدها في مرحلة الانتقام

                              وإذا غضب الله على العبد فإنه لا ينتقم منه مباشرة بل يتركه

                              يعيش فترة الإمهال والحلم


                              ويتركه مع أنه غاضب عليه لعله أن يرجع لعله أن يترك معصيته


                              سبحان الله !

                              قد يكون ربي غضبان على العبد والعبد لا يشعروبعض الناس له

                              سنوات وهو يعيش في غضب الله

                              والذي يبقيه على قيد الحياة حلمه سبحانه لأنه صبور على الناس سبحانه

                              صبور حليم






                              فإن قال قائل:

                              كيف أعرف هل الله عز وجل غضبان عليّ أم لا؟

                              الجواب بسيط:-

                              إذا كان العبد مُصراً على المعصية فيُخشى عليه والله أن يكون ربنا فعلاً غضبان عليه

                              وإلا فالله تعالى ليس له ثأر ليأخذه من عبده كما يقول ابن القيم:

                              (ولو أهلك الله تعالى عباده جميعاً ما زاد ذلك في ملكه شيئاً)

                              بل إن رحمته سبحانه تَسبق غضبه كما حكم هو بذلك جل في علاه

                              طيب ماذا سيحدث إذا انتهت مرحلة الإمهال؟

                              إذا انتهت مرحلة الإمهال فستبدأ مرحلة الانتقام (أعوذ بـالله)

                              وهي مرحلة صعبة جداً

                              ولها أشكال عديدة

                              يختار الله تعالى منها ما شاء

                              كل عاصي بما يناسبه

                              طيب من كان في وسط غضب الله ماذا يفعل؟

                              عليك الآن أن تُعلن حالة الطوارئ التامة بسرعة قبل أن يحدث أي شيء

                              طيب ماذا أفعل؟

                              إذا أحسست أن الله غضب عليك توجد طريقة تُذهب هذا الغضب عنك

                              بحيث يعود الرضا إليك بعد أن فقدته

                              الحـــــــل

                              أن تبحث عن أحدٍ يخلصك من هذه الورطة

                              ولن تجد أحداً يخلصك إلا هو سبحانه

                              فهو الذي سيخلصك من هذا الغضب

                              كل شيء تفر منه عنه إلا الله فإنك تفر إليه


                              قال تعالى: ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ) ﴿الذاريات: ٥٠﴾


                              أرأيـــــــــــــــت؟


                              أرأيت كيف أن التعامل مع الله يختلف تماماً عن التعامل مع غيره

                              كيف هو سيخلصني؟

                              كيف ؟

                              سيخلصك من غضبه إذا لجأت إليه هو وحده

                              ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك" حديث صحيح

                              فتستعيذ به منه بلا واسطة ولا شيء

                              وهذ لا يوجد مع أي أحد آخر إلا مع الله

                              ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أذكى الخلق وأعرف الناس بالله

                              كان يستخدم هذا الأسلوب فيقول في دعائه:

                              "أعوذ برضاك من سخطك" حديث حسن

                              طبعاً هكذا تكون الدقة في اختيار الكلمات

                              (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ﴿غافر: ٦٠﴾






                              قل له .. كلمه بكل مشاعرك وأحاسيسك .. كلمه من كل قلبك

                              قل له .. يا ربي لا تغضب عليّ يا رب ارض عنيّ يا رب ليس لي سواك

                              قل له .. يا ربي إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي

                              اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك

                              كلمه .. قل له .. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

                              صدقني سيرضى عنك

                              صدقيني سيرضى عنكِ أنتِ أيضاَ

                              (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

                              فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي
                              وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )﴿البقرة: ١٨٦﴾


                              فإذا لم نطلب منه ذلك ولم نسأله أن يرضى عنا فسوف يزيد غضبه سبحانه


                              قال -صلى الله عليه وسلم- : "من لم يسأل الله غضب الله عليه"حديث حسن

                              وربنا سبحانه يعلم ذلك يعلم أن العبد إن لم يطلب منه فسوف يغضب عليه


                              والعبد لا يُطيق هذا الغضب .. لا يقدر عليه





                              توجد مشكلة أخرى وهذه تهدد سرعة انتهاء مرحلة الإمهال وهو أن الذنب وإن كان صغيراً

                              فإنه سيصبح أعظم وأشد إذا كان في حال الغضب

                              يقول بعض الحكماء: "كما أن الأجسام تَعظم بالعين في السراب،

                              كذلك يعظُم الذنب عند الإغضاب
                              "

                              طبعاً لأن يكون راضي عنك يحتمل منك أخطاء قد لا يحتملها

                              إذا كان غاضباً منك

                              وإذا أتى الحبيب بذنبٍ واحدٍ *** أتت محاسنه بألف شفيعِ





                              وهناك أمر مهم يجب أن تعرفه عن الله لازم ..

                              اعْلَمْ أنه سبحانه يرضى بسرعة

                              بسرعة يرضى

                              يرضى بالقليل سبحانه

                              هذا لكرمه وفضله وإلا فهو سبحانه يستحق الكثير

                              لكن لكرمه فإنه يرضى بالقليل وبسرعة أيضاً

                              في لحظة واحدة تتوب إليه فيتحول غضبه إلى رضا

                              بل أكثر من ذلك إنه سيفرح

                              إي والله سيفرح !


                              سيفرح بك أكثر من فرح الناجي الذي نجا من الهلاك المحقق

                              فحاول أن ترضيه ..حاول


                              حاول أن ترضيه بالأشياء الذي يحبها هو سبحانه

                              مثــــــــلاً


                              النبي -صلى الله عليه وسلم- : "صدقة السر تطفئ غضب الرب" إسناده صحيح

                              الله..لاحظ الألفاظ الجميلة

                              وتأكد أنه سبحانه هو يريد أن يرضى عليك أكثر

                              مما تريد أن ترضى عنه

                              قال تعالى:(وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) ﴿النساء: ٢٧﴾
                              ولكن أحياناً بلا فائدة !







                              ربنا سبحانه لا يطرد الناس من رحمته ولكن أحياناً لا بلا فائدة

                              العباد أنفسهم هم الذين يطردون أنفسهم من رحمة الله

                              نعم

                              بعض الناس مُصر كأنه يقول لابد أن أدخل النار !

                              مصر على أن يُغضبه سبحانه وإلا فهو سبحانه مع ذلك لازال يدعوهم في كل يوم

                              يريد منهم أن يرجعوا إليه وهو لا يريد أن يغضب عليهم

                              يريد منهم أن يعودوا إلى محبته ومرضاته

                              يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : "إن الله يبسط يده بالليل

                              ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل
                              "حديث صحيح

                              نعم إنه يفعل ذلك في كل يوم سبحانه

                              ألم يحدث مرة أنهم أخبروك أن والدك قد غضب عليك

                              أو أن المدير يريدك فوراً وهو غاضب


                              فخفت وأصبحت تفكر وتتوتر وتقلق

                              فلما دخلت عليه وكلمته هدأ غضبه وأصبح يضحك

                              في تلك اللحظة لما ضحك ستحس بشعور رائع مريح

                              أتعرف هذا الشعور؟

                              أنا متأكد أنك تعرف هذا الشعور يعني مر فيك من قبل

                              تعرف ماذا أقصد


                              ما رأيكم أن نشعر بهذا الشعور ولكن هذه المرة ليس مع المدير

                              مع من هو أهم من المدير ،أهم من الوزير وأهم من الناس جميعاً

                              إنه الله

                              أنا متأكد أيضاً بأن هذا الشعور يوم القيامة سيكون في صدرك

                              أحلى وأجمل بأضعاف مضاعفة عن الشعور به في الدنيا

                              إي والله !

                              عندما تقف في أرض المحشر تنتظر الحُكم الذي سيصدر عليك

                              يوم القيامة فينادى باسمك لكي تقف بين يدي الملك فإذا هو ربٌ

                              رحيم رحمن وهو راضٍ غير غضبان


                              كيف سيكون شعورك؟


                              أنت خائف أنه هو غاضب


                              لكن فإذا هو راضي

                              أنا متفائل جداً بأن هذا هو ما سيحدث لنا جميعاً إن شاء الله

                              ولكن دعونا نرضيه الآن قبل أن يحدث أي شيء

                              بالتوفيق إن شاء الله ونلتقي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X