بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ؛ والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
وليحذر كُلَّ الحذر من طغيان "أنا"، و"لى"، و"عندى"، فإن هذه الألفاظَ الثلاثةَ ابتُلى بها إبليسُ، وفرعون، وقارون: ف {أنَا خَيْرٌ مِنْهُ}لإبليس، و{لِى مُلْكُ مِصْرَ}لفرعون،و{إنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِى}لقارون.
وأحسنُ ما وُضِعَت "أنا" فى قول العبد: أنا العبدُ المذنب، المخطئ، المستغفر، المعترِف... ونحوه.
و"لى"، فى قوله: لى الذنب، ولى الجُرم، ولى المسكنةُ، ولى الفقرُ والذل.
و "عندى" فى قوله: "اغْفِرْ لى جِدِّى، وَهَزْلِى، وخَطَئِى، وَعَمْدِى، وَكُلُّ ذلِكَ عِنْدِى".
زاد المعاد-الجزء الثاني
صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده بل ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما بل هما ساقا الإسلام وقيامه عليهما وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم وهم أهل الصراط المستقيم الذين أمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة، وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يميز به بين، الصحيح والفاسد والحق والباطل والهدى والضلال والغي والرشاد ويمده حسن القصد وتحري الحق وتقوى الرب في السر والعلانية ويقطع مادته اتباع الهوى وإيثار الدنيا وطلب محمدة الخلق وترك التقوى.
إعلام الموقعين عن رب العالمين - الجزء الأول
قال عبد الله بن المبارك عليه رحمة الله
إن البُصَرَاء لا يأْمَنون مِن خَمْسِ خصالٍ:
ذَنبٌ قَد مَضى لا يدري ما يصنع الربُّ فيه
و عُمرٌ قد بَقِيَ لا يدري ماذا فيه من الهَلَكَات
و عُمرٌ قد بَقِيَ لا يدري ماذا فيه من الهَلَكَات
و فَضْلٌ قد أُعطِيَ لِعلَّةٍ و استدراج
و ضلالةٍ و قد زُيّنت لهُ فيراها هُدًى
و ضلالةٍ و قد زُيّنت لهُ فيراها هُدًى
و من زَيغُ القلب ساعةً بعدَ ساعة ، أسرع من طرفةٍ عينٍ قد يُسلَبُ دِينَه و هو لا يَشعُر
تعليق