رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )
محبة رسول الله
-صلًّ الله عليه وسلم-
كتبه/ ياسر عبد التواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ومن مظاهر حبك لله محبتك للرسول -صلوات الله وسلامه عليه- إذ أنه حامل الوحي، ومبلغ الرسالة، وقائد الخلق إلى الحق، والهادي إلى الصراط المستقيم، صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض.
وهذه حقيقة مستقرة في قلوب المؤمنين أنهم يحبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويفدونه بأرواحهم وبأعز ما يملكون؛ فمحبته -صل الله عليه وسلم- من أصول الإيمان، ومن سلامة الفطر، وقد جبلت القلوب على محبة من يحسن إليها فهل تعلم إنسانـًا أحسن إليك بأفضل من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يأمرك بكل خير وينهاك عن كل شر؟!
عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (متفق عليه).
وعن عبد الله بن هشام قال: كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ) فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: (الآنَ يَا عُمَرُ) (رواه البخاري)، يعني: الآن تم إيمانك.
يقول الأستاذ سيد قطب -رحمه الله تعالى- معلقـًا على الحديث: "وليست هذه كلمة تقال، ولكنها مرتقى عال، لا يصل إليه القلب إلا بلمسة لدنية مباشرة تفتحه على هذا الأفق السامي الوضيء؛ الذي يخلص فيه من جاذبية الذات، وحبها المتوشج بالحنايا والشعاب، فإن الإنسان ليحب ذاته ويحب كل ما يتعلق بها حبًا فوق ما يتصور، وفوق ما يدرك! وإنه ليخيل إليه أحيانـًا أنه طوّع مشاعره، وراض نفسه، وخفـَّض من غلوائه في حب ذاته، ثم ما يكاد يمس في شخصيته بما يخدش اعتزازه بها، حتى ينتفض فجأة كما لو كانت قد لدغته أفعى! ويحس لهذه اللمسة لذعًا لا يملك انفعاله معه، فإن ملكه كمن في مشاعره، وغار في أعماقه! ولقد يروض نفسه على التضحية بحياته كلها؛ ولكنه يصعب عليه أن يروضها على تقبل المساس بشخصيته فيما يعده تصغيرًا لها، أو عيبًا لشيء من خصائصها، أو نقدًا لسمة من سماتها، أو تنقصًا لصفة من صفاتها" انتهى.
وقد قـُتل أبو امرأة من الأنصار، وأخوها، وزوجها، يوم أحد فأخبروها بذلك. فقالت:
"ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
قالوا: هو كما تحبين.
قالت: أرونيه حتى أنظره.
فلما رأته قالت: "كل مصيبة بعدك صغيرة".
ولما أخرج أهل مكة، زيد بن الدثنة -وكانوا قد أسروه- ليقتلوه؛ قال له أبو سفيان: "أنشدك الله -أي سألتك به- يا زيد، أتحب أن محمدًا الآن مكانك تضرب عنقه، وأنك في أهلك؟
فقال زيد: والله ما أحب أن محمدًا في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة، وإني لجالس في أهلي!
فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدًا من الناس يحب أحدًا كحب أصحاب محمد محمدًا".
موقع صوت السلف
وللحديث بقية إن شاء الله
-صلًّ الله عليه وسلم-
كتبه/ ياسر عبد التواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ومن مظاهر حبك لله محبتك للرسول -صلوات الله وسلامه عليه- إذ أنه حامل الوحي، ومبلغ الرسالة، وقائد الخلق إلى الحق، والهادي إلى الصراط المستقيم، صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض.
وهذه حقيقة مستقرة في قلوب المؤمنين أنهم يحبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويفدونه بأرواحهم وبأعز ما يملكون؛ فمحبته -صل الله عليه وسلم- من أصول الإيمان، ومن سلامة الفطر، وقد جبلت القلوب على محبة من يحسن إليها فهل تعلم إنسانـًا أحسن إليك بأفضل من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يأمرك بكل خير وينهاك عن كل شر؟!
عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (متفق عليه).
وعن عبد الله بن هشام قال: كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ) فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: (الآنَ يَا عُمَرُ) (رواه البخاري)، يعني: الآن تم إيمانك.
يقول الأستاذ سيد قطب -رحمه الله تعالى- معلقـًا على الحديث: "وليست هذه كلمة تقال، ولكنها مرتقى عال، لا يصل إليه القلب إلا بلمسة لدنية مباشرة تفتحه على هذا الأفق السامي الوضيء؛ الذي يخلص فيه من جاذبية الذات، وحبها المتوشج بالحنايا والشعاب، فإن الإنسان ليحب ذاته ويحب كل ما يتعلق بها حبًا فوق ما يتصور، وفوق ما يدرك! وإنه ليخيل إليه أحيانـًا أنه طوّع مشاعره، وراض نفسه، وخفـَّض من غلوائه في حب ذاته، ثم ما يكاد يمس في شخصيته بما يخدش اعتزازه بها، حتى ينتفض فجأة كما لو كانت قد لدغته أفعى! ويحس لهذه اللمسة لذعًا لا يملك انفعاله معه، فإن ملكه كمن في مشاعره، وغار في أعماقه! ولقد يروض نفسه على التضحية بحياته كلها؛ ولكنه يصعب عليه أن يروضها على تقبل المساس بشخصيته فيما يعده تصغيرًا لها، أو عيبًا لشيء من خصائصها، أو نقدًا لسمة من سماتها، أو تنقصًا لصفة من صفاتها" انتهى.
وقد قـُتل أبو امرأة من الأنصار، وأخوها، وزوجها، يوم أحد فأخبروها بذلك. فقالت:
"ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
قالوا: هو كما تحبين.
قالت: أرونيه حتى أنظره.
فلما رأته قالت: "كل مصيبة بعدك صغيرة".
ولما أخرج أهل مكة، زيد بن الدثنة -وكانوا قد أسروه- ليقتلوه؛ قال له أبو سفيان: "أنشدك الله -أي سألتك به- يا زيد، أتحب أن محمدًا الآن مكانك تضرب عنقه، وأنك في أهلك؟
فقال زيد: والله ما أحب أن محمدًا في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة، وإني لجالس في أهلي!
فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدًا من الناس يحب أحدًا كحب أصحاب محمد محمدًا".
موقع صوت السلف
وللحديث بقية إن شاء الله
تعليق