إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

.•°« دُرر مُـختـارَات مِـن دَفـاتـِر الداعِـيات »°

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • .•°« دُرر مُـختـارَات مِـن دَفـاتـِر الداعِـيات »°


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الدعوةُ همٌ كبير لا يحملُ عبئه إلا القليل
    والدعوةُ فنٌ لا يُجيده إلا ثلةٌ من المصطفين المُتبعين للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم


    قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}
    [يوسف: 108]

    .


    فالدعوة إلى الله تعالى هي نهج النبي الكريم وأتباعه من الصحابة والتابعين،،
    ومع ذلك عزفَ الكثير من أبناء الأمة عن هذا النهج الطيب وهذا الخير العميم إما تكاسلًا أو جهلًا
    والحق يُقال فإن الدعوة ليست بالأمر الهين الذي يمكن أن يجيده الجميع، ولكنها فضل الله تعالى يُؤتيه من يشاء من عباده

    إن الدعوة إلى الله تعالى هي أسمى غاية وأشرف وظيفة .. قد تتعدد وسائلها وتتنوع طرقها ويبقى المنهج واحدًا:


    {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}
    [النحل: 125]




    والمرء المسلم يجب ألا يخوض غمار الدعوة إلى الله تعالى دون بصيرة ، بل يجب أن يسلك نفس المنهج الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأن يتعلمه ويحذق فيه حتى لا يُنفر الناس من دعوته بدل أن يجذبهم

    وهنا بإذن الله تعالى سأنثر بعضًا مما جمعت عن هذا الأمر في دفترٍ أسميتُه


    ((دُرر مُـختـارَات مِـن دَفـاتـِر الداعِـيات))

    علَّه ينفع كل من يقرأه وكل من أحب أن يسلك هذه الطريق الطيبة

    واللهَ أسألُ العلمَ النافع والعمل الصالح والرزق الواسع وفضل الدعوة وشرفها





    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    رد: .•°« دُرر مُـختـارَات مِـن دَفـاتـِر الداعِـيات »°

    استعمل إبراهيم عليه السلام في دعوته الناس إلى إخلاص العبادة لله تعالى أنجح الأساليب، وأحكم الطرق، وخير الوسائل التي تهدي إلى الرشد.


    كما استعمل مع كل مُخاطَب الخطاب الذي يقتضيه حاله، والمنطق الحكيم الذي يوصل إلى الحق وإلى طريق مستقيم.


    فأنت تراه وهو يدعو أباه إلى وحدانية الله تعالى يخاطبه بأرق عبارة، وبألطف إشارة، وبأبلغ بيان فيقول له كما جاء في سورة مريم:


    {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا}
    [مريم: 42- 45]



    ورحم الله صاحب الكشاف فقد قال عند تفسيره لهذه الآيات ما ملخصه:


    ((انظر حين أراد أن ينصح أباه ويعظه فيما كان متورّطاً فيه من الخطأ العظيم والارتكاب الشنيع الذي عصا فيه أمر العقل وانسلخ عن قضية التمييز ، ومن الغباوة التي ليس بعدها غباوة : كيف رتب الكلام معه في أحسن اتساق ، وساقه أرشق مساق ، مع استعمال المجاملة واللطف والرفق واللين والأدب الجميل والخلق الحسن.


    وذلك أنه طلب منه –أولا- العلة في خطئه طلب منبه على تماديه ، موقظ لإفراطه وتناهيه، حيث عبد ما ليس به حس ولا شعور.


    ثم ثنى بدعوته إلى الحق مترفقاً به متلطفاً فلم يسم أباه بالجهل المفرط ، ولا نفسه بالعلم الفائق ، ولكنه قال : إن معي طائفة من العلم وشيئاً منه ليس معك ، وذلك علم الدلالة على الطريق السوي فلا تستنكف ، وهب أني وإياك في مسير وعندي معرفة بالهداية دونك ، فاتبعني أُنجك من أن تضل وتتيه .


    ثم ثلّث بتثبيطه ونهيه عما كان عليه بتصويره بصورة يستنكرها كل عاقل.


    ثم ربّع بتخويفه سوء العاقبة وبما يجرُّه ما هو فيه من التبعة والوبال ، ولم يخل ذلك من حسن الأدب ، حيث لم يصرح بأن العقاب لاحِق له وأن العذاب لاصق به ، ولكنه قال : أخاف أن يمسك عذاب.


    وصدّر كل نصيحة من النصائح الأربع بقوله : {يا أبتِ} توسلاً إليه واستعطافاً)).







    وهكذا نرى إبراهيم عليه السلام لم تمنعه الأبوة من أن ينكر على أبيه ما هو فيه من باطل، ليعلمنا أنه ليس من الأدب مع الآباء تركهم وما هم فيه من ضلال، ولئن كان هذا الإنكار يُغضِب الآباء، إلا أنه محل رضا الخالق عز وجل، وحقه سبحانه فوق حقوق الآباء، وإرشاد الآباء والأقارب إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم، مقدم على إرشاد غيرهم.






    أختي أيتها الداعية .. يا من اخترتِ هذه الطريق الطيبة .. ما كان نصيب أبويك من دعوتك؟؟
    هل بدأت بدعوتهما قبل دعوة الآخرين؟ هل ألنتِ لهم الكلام؟ أم أنكِ إن رأيتِ منهم معصية سارعتِ بنقدهم نقدًا لاذعًا وتهكمتِ عليهم وأسأتِ الأدب وأغلظتِ لهم القول؟


    فما هكذا تورد الإبل


    إن الوالدين أحق بدعوتك يا طيبة .. تأمرين بالمعروف وتنهين عن المنكر ولكن بأدبِ جم
    ولعل أنفع الطرق لدعوتهم هي البر بهم عن طريق الأفعال والأقوال ،، وكم من الآباء والأمهات الذين كانوا على غير ملةِ الإسلام ثم دخلوا في الإسلام نتيجة لبر أبنائهم المسلمين بهم


    فما بالك بمن هو مسلمٌ أصلًا .. ألن تستطيعي إستمالة قلبه بكلمة طيبة وفعلٍ حسن؟؟



    لقد أوصانا الله تعالى بالوالدين وببرهما حتى وإن لم يكونا مسلمين؛ قال تعالى:
    {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}
    [لقمان: 15]


    ولتتخذي من أبيكِ إبراهيم عليه السلام أسوة في ذلك الأمر



    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: .•°« دُرر مُـختـارَات مِـن دَفـاتـِر الداعِـيات »°

      الأصول الكبرى التي يُدعى إليها


      والداعية إلى الله تعالى إنما يدعو إلى دين الإسلام ، فهو يدعو إلى التوحيد والسنة ، ويحارب الشرك والبدعة ، ويبين الأحكام الشرعية لأصول العبادات وفروعها ، وينهى الناس عن الخطأ فيها ، ويدعو إلى محاسن الأخلاق ، وفضائل الآداب ، وينهى عن ضدها.

      قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " الدعوة إلى الله ، هي : الدعوة إلى الإيمان به وما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به ، وطاعتهم فيما أمروا "

      وقال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله : " الشيء الذي يدعى إليه ، ويجب على الدعاة أن يوضحوه للناس كما أوضحه الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فهو : الدعوة إلى صراط الله المستقيم ، وهو : الإسلام ، وهو دين الله الحق ، هذا هو محل الدعوة كما قال سبحانه : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ }

      وقد بيّن رحمه الله الأصول العامة والخطوط العريضة للإسلام والتي يجب على الداعية أن يدعو إليها فقال : " وعلى رأس الدعوة إلى الإسلام : الدعوة إلى العقيدة الصحيحة ، إلى الإخلاص لله وتوحيده بالعبادة ، والإيمان به وبرسله ، والإيمان باليوم الآخر ، وبكل ما أخبر الله به ورسوله ، هذا هو الأساس الصراط المستقيم ، وهو : الدعوة إلى شهادة ألا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله .

      ومعنى ذلك : الدعوة إلى توحيد الله والإخلاص له ، والإيمان به وبرسله عليهم الصلاة والسلام .




      ويدخل في ذلك الدعوة إلى الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسله مما كان وما يكون من أمر الآخرة ، وأمر آخر الزمان ، وغير ذلك . . .

      ويدخل في ذلك أيضًا : الدعوة إلى ما أوجب الله من إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت ، إلى غير ذلك .

      ويدخل أيضا في ذلك : الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والأخذ بما شرع الله في الطهارة ، والصلاة ، والمعاملات ، والنكاح ، والطلاق ، والجنايات ، والنفقات ، والحرب والسلم ،

      وفي كل شيء ؛ لأن دين الله عز وجل دين شامل ، يشمل مصالح العباد في المعاش والمعاد ، ويشمل كل ما يحتاج إليه الناس في أمر دينهم ودنياهم ، ويدعو إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، وينهى عن سفاسف الأخلاق ، وعن سيئ الأعمال . . . "

      ** من كتاب "البصيرة في الدعوة إلى الله"
      تأليف: عزيز بن فرحان العنزي
      وتقديم الشيخ: صالح آل الشيخ


      أيتها الداعية الحبيبة .. كما ذُكِر فإن أصل الأصول التي يجب الدعوة إليها هو التوحيد .. ولا شك أن مظاهر الشرك في الأمة منتشرة .. فعليكِ يا حبيبة أن تحاربي تلك المظاهر بكل ما أوتيتي من قوة وألا تنشغلي بالدعوة إلى سفاسف الأمور تاركة هذا الباب مفتوحًا على مصراعية

      فالمهم هو الكيف وليس الكم
      أي يجب أن تهتمي بتصحيح التوحيد أولًا عند من تقومين بدعوتهم ثم بعد ذلك تنتقلي من الأهم إلى المهم وهكذا

      واعلمي أن التوحيد يُنتَقل معه إلى غيره ولا يُنتَقل منه إلى غيره
      أي يكون التركيز في الدعوة على التوحيد ويكون التوحيد ملازمًا لكل دعوة ولا يجوز أن نترك التوحيد وننتقل إلى شيء آخر بل ننتقل بالتوحيد إلى الدعوة إلى شيء آخر

      وفقكِ المولى لما يحب ويرضى



      يـــتـــبع
      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        رد: .•°« دُرر مُـختـارَات مِـن دَفـاتـِر الداعِـيات »°

        من اجمل المقالات جزاك الله عنا خيرا ومتابعون معكي اختاه
        يثبت للاهمية

        اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

        تعليق


        • #5
          رد: .•°« دُرر مُـختـارَات مِـن دَفـاتـِر الداعِـيات »°

          جزاكم الله خيرًا كثيرًا

          تعليق


          • #6
            رد: .•°« دُرر مُـختـارَات مِـن دَفـاتـِر الداعِـيات »°

            جزاكم الله خيرا

            تعليق


            • #7
              نكمل بإذن الله تعالى
              هل من متابعة ؟؟!
              يا الله
              علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

              تعليق


              • #8
                نكمل باذن الله
                يا الله
                علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                تعليق

                يعمل...
                X