إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأملات في سنن الله عز وجل الكونية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأملات في سنن الله عز وجل الكونية

    تأملات في سنن الله عز وجل الكونية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ما هي السنة الكونية
    يقول الشيخ بن جبرين رحمه الله

    السنن الكونية هي آيات الله التي تحصل في هذا الكون ، كالعقوبات السماوية للمشركين والكفار والنصر والتمكين الذي يؤيد الله به المؤمنين ، وسعة الرزق والغنى للمتوكلين على الله ، والابتلاء والامتحان لأهل الإيمان ليظهر الصبر والاحتساب ، وهكذا كل ما يحدث في هذا الكون من الآيات والعبر والعقوبات والنعم

    نرى الان أحداث عاصفة تعصف بالأمة وتعصف بأبناء الامة قتل وسفك وتدمير وصعود لامم وهبوط لاخرى فتاوى هنا وهناك دماء واشلاء هنا وهناك دماء مؤيدين ودماء معارضين مظلومين وظالمين فتنة تقضي على كل شيىء
    ويكثر التساؤل عن ما الذي يحدث وكيف نفهم هذا الامر او نعيش معه وفق سنن الله عز وجل
    لابد من فهم سنن الله الكونية في عباده وفي الأمم


    ومن سنن الله تعالى في البشر سنة التدافع؛
    وهي سنة مذكورة في القرآن الكريم، فكل الآيات التي تدل على اختلاف البشر، والصراع بينهم، وحكاية أخبار حروبهم، ووقوف الرسل عليهم السلام في وجوه الملأ من أقوامهم فهي دالة على وقوع سنة التدافع فيهم (فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) [البقرة:253].

    وجاء التصريح بسنة التدافع في موضعين من كتاب الله تعالى؛ فأما الموضع الأول فبعد قصة حرب طالوت ومن معه من المؤمنين لجالوت ومن معه من الكافرين؛ إذ بعد الإخبار عن هزيمتهم أخبر سبحانه عن سنته قائلا (وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ) [البقرة:251].

    وأما الموضع الثاني فعند الإذن بالجهاد وبيان مشروعيته؛ إذ إن الجهاد سبب لمدافعة الكفر وأهله (وَلَوْلَا دَفْعُ الله النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ الله كَثِيرًا) [الحج:40]
    أي لولا مدافعة المؤمنين من أهل كل ملة كفار أمتهم لهدمت دور العبادة التي شرعها الرسل، وأنشأها أتباعهم، ولمُنعوا من ذكر الله تعالى فيها.
    إن آثار هذه السنة الربانية عجيبة لمن درسها وتأملها، وإن صور المدافعة الواقعة لا تحصى من كثرتها، وهي دليل على استدامة هذه السنة، وأنها قانون مستمر لإصلاح ما فسد من حياة البشر وعقائدهم وأفكارهم وعباداتهم وأخلاقهم، وهي دليل على جريان سنة الابتلاء فيهم واستمرارها إلى آخر الزمان..

    بسنة التدافع يُسخر الله تعالى المؤمنين للدفاع عن دينه، والذود عن حياضه مسترخصين أرواحهم وأموالهم ابتغاء رضوان الله تعالى..

    وبسنة التدافع يُبتلى المؤمنون بالكفار والمنافقين الذين يقذفون شُبههم في الدين، فينبري لهم حملة العلم وأولو الفكر والرأي دحضا لباطلهم، وكسرا لحججهم، وإزالة لشبههم، وحفظا للعامة منهم، فتنشط العقول من كسلها، وتحسن الألسن فن الجدل والمناظرة ودفع الباطل، وتعرض أحكام الإسلام بأحسن صورة وأبهى حلة، فيعتز الإسلام وأهله، ويزداد يقين المسلمين بدينهم.

    وبسنة التدافع ينبري المحتسبون لإزالة المنكرات والأخذ على أيدي أهلها، ومدافعة منشئيها ومروجيها في الناس.

    وبسنة التدافع يسعى أهل الحق في إقامة شريعة الله تعالى في الناس، وتحكيمها فيهم، ومقاومة القوانين الوضعية البشرية.

    وبسنة التدافع يرفع الله تعالى العذاب العام عن البشر، فلولا دفع الله تعالى بالمؤمنين والأبرار عن الكفار والفجار لهلكت الأرض بمن فيها (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [الفتح:25].

    ونعيش من هذا الكثير والكثير الآن

    تابعونا للحديث بقية
    اللهم ارحم أبي رحمة واسعة وجميع موتانا وموتى المسلمين

  • #2
    رد: تأملات في سنن الله عز وجل الشرعية -الدينية

    من سنن الله عز وجل امهال الظالمين
    يقول الشيخ عبدالعزيز الطريفي "حفظه الله "

    كثيراً ما يسأل الناس عن الحكمة من إمهال الله للظالم المدد الطويلة، فيستمر في ظلمه وبغيه مدة طويلة، والحكمة الإلهية تظهر في أن الله لا يؤاخذ الظالم من أول ظلمه، فلو أخذه من أول مظلمة ولو حقيرة لم تظهر سنة التأديب والاعتبار للآخرين، لأن عقوبة الظالم في أول طريقه عقوبة لا يراها أحد لأنه ظالم صغير، والعقوبة الإلهية تكون بحجمها، فلا يرى العقوبة إلا أهله ومن حوله، وربما لا يشعر بها إلا هو، فالاعتبار هنا ضعيف، ولكن يمهل الله الظالم ليترقى في الظلم، ويرتفع فيه حتى يبلغ السماء، فيراه ويسمع به من على الأرض شرقاً وغرباً، حينها يأمر الله به أن يُوضع ويهوي في أسفل سافلين، فكلما ارتفع الظالم وعلا كان أبين لسقوطه والاعتبار به،
    ولهذا قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }
    الألم والشدة مجتمعة لا تكون إلا بعد ارتفاع وعلو في الظلم، وهكذا ذكر الله لأخذ الظالمين في القرآن كله موصوف بنوع بطش وقسوة، وهذا لا يتناسب مع مظلمة الدينار والدرهم ومظلمة اللحظة والساعة لأن الله عادل ولا يُعاقب بعقوبة عظيمة على مظالم يسيرة.

    وهذا ظاهر في قوله صلى الله عليه وسلم: « إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» فالإملاء إشارة إلى تتابع الظلم والترك الإلهي له ليرتفع الظالم فيسمع به البعيد والقريب، ويلوح للرائي من بعيد، فترى عقوبته وتسمع من مكان رؤية الظالم والسماع به.

    وفترة الإمهال الطويلة ينزل الله ظلم الظالم على الناس بحكمة، إما عقوبة لأفراد فيظلمهم الظالم بالزيادة على ما يستحقون، وإما ابتلاءً وتمحيصاً ورفعة وتكفيراً لآخرين، وقد تجتمع هذه كلها.


    ولو عاقب الله الأفراد بمظالمهم التي يقعون بها لأول مرة، لتنافى هذا مع الرحمة والعفو والصفح الإلهي، ولم يظهر اعتبار الآخرين بها، لأنها خفية مستورة، وإذا نزلت ربما لا ينسبونها لمظالمهم لحقارتها ولأن الإنسان جحود، فيتكاثر الظلم في حياة الناس ولا يراه العامة.

    ولكن الله لحكمته البالغة يمهل الظالم ليعتبر به من في الأرض كلهم ولو وكلهم إلى عقوبات الصغائر والكبائر اللازمة لما زادهم إلا تمرداً.

    ومن الناس من لا يعتبر بكل عبرة إلا بالعبرة به هو، ولهذا قال تعالى: {
    سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}.

    وقال علي رضي الله عنه: "ما أكثر العبر وأقل الاعتبار".
    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 03-03-2015, 12:10 AM. سبب آخر: تشكيل الآيات
    اللهم ارحم أبي رحمة واسعة وجميع موتانا وموتى المسلمين

    تعليق


    • #3
      رد: تأملات في سنن الله عز وجل الشرعية -الدينية

      ومن سنن الله عز وجل الا يمكن للمؤمنين حتى يبتليهم

      أما بعد - فيا عباد الله - لقد جرت سنة الله في عباده المؤمنين أن يبتليهم ابتلاء يقوى بقوة الإيمان ويضعف بضعفه، يقول - صلى الله عليه وسلم -
      في الحديث الصحيح: "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً زيد له في البلاء " ويقول: "من يرد به الله خيراً يصب منه". رواه البخاري.
      يبتليهم - تعالى - ابتلاءً ليس ابتلاء إهانة وتعذيب، فحاشا حكمة الله وعدله ولكنه ابتلاء تمحيص وتهذيب {
      وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ
      وذلكم الابتلاء لأسرار وحكم بالغة منها ما في قوله – سبحانه -: {
      لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ
      { وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}، والفتنة هنا بمعنى الامتحان والاختبار اللذين يظهران حقيقة من يدعي الإيمان على وجه الحق والصدق، ومن يدعيه تقية ونفعاً ليحصل على ما لأهله في صف المسلمين من حرمة وتقدير. يقول الله - تعالى -: {الم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ .
      وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} ويقول: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}. والله جلت قدرته وتعالت أسماؤه يعلم عباده أن الإيمان ليس مجرد دعوى أو أمنية فحسب، ولكنه حقيقة ذات تكاليف وأمانة ذات أعباء وجهاد وصبر وتحمل لا يحملها إلا من في قلوبهم تجرد لها وإخلاص، فلا يكفي أن يقول الناس آمنا ويتركوا لهذه الدعوى.. حتى لا يتعرضوا للفتنة فيثبتوا لها ويخرجوا منها صافية عناصرهم، خاصة قلوبهم كما تفتن النار الذهب فتفصل بينه وبين العناصر العالقة به.

      هذا سيدنا خباب بن الأرت رضى الله عنه يشتكي للحبيب صلى الله عليه وسلم ما يلاقيه المؤمنين من بلاء وابتلاء
      عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون


      وهذا الحبيب صلى الله عليه وسلم يمر على الصحابة ويعذبوا ولا يستطيع ان يفعل شيىء سوى الدعاء
      عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : فَحَدَّثَنِي رِجَالٌ مِنْ آلِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، أَنَّ سُمَيَّةَ أُمَّ عَمَّارٍ ، عَذَّبَهَا هَذَا الْحَيُّ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ عَلَى الإِسْلامِ ، وَهِيَ تَأْبَى حَتَّى قَتَلُوهَا ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَمُرُّ بِعَمَّارٍ ، وَأَبِيهِ ، وَأُمِّهِ ، وَهُمْ يُعَذَّبُونَ بِالأَبْطَحِ فِي رَمْضَاءِ مَكَّةَ ، فَيَقُولُ : " صَبْرًا يَا آلَ يَاسِرٍ فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ " .

      عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: ( أخذ المشركون عمار بن ياسر ـ رضي الله عنه ـ فلم يتركوه حتى سبَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذكر آلهتهم بخير، ثم تركوه، فلما أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال: ما وراءك؟، قال: شر يا رسول الله، ما تُرِكْتُ حتى نِلْتُ منك وذكرت آلهتهم بخير، قال: كيف تجد قلبك؟، قال: أَجِدُ قَلْبِي مطمئناً بالإيمان، قال: فإن عادوا فعد، فأنزل الله تعالى: { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }( النحل الآية: 106 ) رواه الحاكم .

      انظروا الى كم الإبتلاء

      ولو نظرت في حال الانبياء صلوات الله عليهم وسلامه
      فسوف تجد
      نوح عليه السلام كذبه قومه وسخروا منه
      يحيى عليه السلام ذبح
      زكريا عليه السلام نشر بالمناشير
      ابراهيم عليه السلام القي في النار
      موسى عليه السلام خرج من قومه وتربى في بيت عدوه وفعل معه ما فعلوا وابتلي قومه اشد بلاء فقتل السحرة بعدما اسلموا وحفر فرعون الاخاديد لهم

      اصحاب الاخدود قتلوا جميعاً ولم يذكر الله لنا ماذا فعل بالملك الكافر
      سيدنا ايوب ابتلى بالمرض 17 عاما
      سيدنا يوسف عليه السلام ابتلي بما فعله معه اخوته وتربى بعيد عن ابوه يعقوب عليه السلام الذي ابتلي بفقد يوسف وسجن يوسف وابتلي بإمرأة العزيز

      فلابد من فهم سنن الله عز وجل ف يالكون حتى نسير وفق فهمها ونتربى على هذا الفهم

      تابعونا ان شاء الله فللحديث بقية
      التعديل الأخير تم بواسطة أبوسلمى المصري; الساعة 28-03-2015, 02:09 AM. سبب آخر: وضع الأيات بالتشكيل
      اللهم ارحم أبي رحمة واسعة وجميع موتانا وموتى المسلمين

      تعليق


      • #4
        رد: تأملات في سنن الله عز وجل الشرعية -الدينية

        نتابع الحديث ان شاء الله
        من سنن الله عز وجل :أن انهيا رالامم وزوالها يكون بأجل

        فقد يرى الناس العذاب والإنهيار قد حَلَّ بأمة من الامم ، ثم لا يرون زوالها بانفسهم
        فسنن الله عز وجل لا تختلف ولكن عمرها أطول من عمر الأفراد ولا تقع إلا بأجل محدد لابد من استيفائه

        قال الله تعالى
        وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34) . الأعراف

        وقال الله تعالى
        وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ (4) مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) .الحجر

        يقول بن كثير في تفسيره
        يخبر تعالى أنه ما أهلك قرية إلا بعد قيام الحجة عليها وانتهاء أجلها.
        وأنه لا يؤخر أمة حان هلاكهم عن ميقاتهم ولا يتقدمون عن مدتهم وهذا تنبيه لأهل مكة وإرشاد لهم إلى الإقلاع عما هم عليه من الشرك والعناد والإلحاد الذي يستحقون به الهلاك.

        وقال عز وجل
        وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا (59) .الكهف

        وقال تعالى
        مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) .المؤمنون

        قال بن كثير في تفسيرها
        يعني : بل يؤخذون حسب ما قدر لهم تعالى في كتابه المحفوظ وعلمه قبل كونهم ، أمة بعد أمة ، وقرنا بعد قرن ، وجيلا بعد جيل ، وخلفا بعد سلف .


        تابعونا فما زال للحديث بقية
        اللهم ارحم أبي رحمة واسعة وجميع موتانا وموتى المسلمين

        تعليق


        • #5
          رد: تأملات في سنن الله عز وجل الكونية

          بارك الله فيكم و نفع بكم
          متابعين بحول الله معكم

          تعليق


          • #6
            رد: تأملات في سنن الله عز وجل الكونية

            جزاكم لله خير الجزاء
            وقفات يستحق كل منها وقفة مع النفس

            اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

            تعليق


            • #7
              رد: تأملات في سنن الله عز وجل الكونية

              موضوع قيم

              جزاكم الله خيرًا

              تعليق


              • #8
                رد: تأملات في سنن الله عز وجل الكونية

                عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرا، موضوع مهم


                "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                وتولني فيمن توليت"

                "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                تعليق


                • #9
                  رد: تأملات في سنن الله عز وجل الكونية

                  ومن سنن الله انه سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

                  إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ
                  (11) سورة الرعد

                  فهذه الآية ، سنة كونية يسطرها لنا الباري عز وجل في كتابه حتى نكون على بينة، وحتى لا نبتعد عن الجادة ونتوه عن الصواب، وحتى لا نضيِّع العروة الوثقى. هذه آية تمثل معادلة ثابتة مفادها أن الله لن يغير حال قوم من وضع مرضي مريح إلى وضع ضنك مذموم أو العكس إلا إذا غير هؤلاء القوم ما في قلوبهم، فإذا وجهوا قلوبهم إلى مولاهم وامتثلوا أوامره وابتعدوا عن نواهيه غيّر الله حالهم إلى أحسن حال، وإذا توجهت قلوبهم إلى الشهوات وارتكست أنفسهم في حمأة الرذيلة غيّر الله حالهم إلى أسوأ حال،

                  يقول سبحانه: "
                  فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"
                  فهذا القانون الإلهي يعلمنا أننا لكي ننعم بحياة آمنة مرضية يأتينا رزقنا رغدًا فإننا لا بد أن نتفقد قلوبنا ونتفقد علاقتنا بمولانا، لا بد أن نرضي مولانا عز وجل، وعبثًا نحاول أن نصلح أحوالنا إذا نسينا هذا القانون الإلهي أو تجاهلناه، فسنن الله سبحانه لا تتغير ولا تتبدل،
                  "
                  سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً "

                  نجد اليوم أن كثيراً من الناس يتذمرون من ضيق الرزق، وكثيرا ما يتذمرون من واقع الحال إذا لم يكن مواتيا لهم، ولكنهم قليلا ما يسألون أنفسهم أو يسائلونها: ما حالها مع خالقها ومع بارئها؟ هل انصاعت له حتى تنصاع لها الأمور؟ وهل انقادت له حتى تنقاد لها الأسباب؟ هل فارقت أهواءها وشهواتها؟ هل نظرت إلى الدنيا نظر من علم حقيقتها وقدرها ونظر من علم أنه سيفارقها إلى لقاء مولاه وخالقه سبحانه؟ هل سعت إلى إصلاح حالها كي تنصلح أحوالها؟ يقول عليه الصلاة والسلام :
                  ((
                  من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)) أخرجه الترمذي عن أنس.
                  فهذه حقيقة ثابتة لاتتغير
                  .. إن الله إذا غيّر حال الناس من الشر إلى الخير فبشيء فعلوه، وإذا غيّر حالهم من الخير إلى الشر فبشيء فعلوه،
                  يقول سبحانه: "
                  ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" .

                  يقول الطبري رحمه الله
                  وقوله: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) يقول تعالى ذكره: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ) ، من عافية ونعمة، فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم
                  (حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) من ذلك بظلم بعضهم بعضًا، واعتداء بعضهم على بعض, فَتَحلَّ بهم حينئذ عقوبته وتغييره .

                  وقوله: (وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ) يقول: وإذا أراد الله بهؤلاء الذين يستخفون بالليل ويسربون بالنهار, لهم جند ومنعة من بين أيديهم ومن خلفهم, يحفظونهم من أمر الله هلاكًا وخزيًا في عاجل الدنيا، (فَلاَ مَرَدَّ لَهُ) يقول: فلا يقدر على ردّ ذلك عنهم أحدٌ غيرُ الله . يقول تعالى ذكره: ( وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) يقول: وما لهؤلاء القوم و " الهاء والميم " في" لهم " من ذكر القوم الذين في قوله: (وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا) . من دون الله( مِن وَالٍ) يعني: من والٍ يليهم ويلي أمرهم وعقوبتهم .

                  ويقول الشيخ محمد سيد طنطاوي رحمه الله "في تفسيره الوسيط"

                  أى: إن الله- تعالى- قد اقتضت سنته، أنه- سبحانه- لا يغير ما بقوم من نعمة وعافية وخير بضده، حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة إلى معصية ومن جميل إلى قبيح، ومن صلاح إلى فساد.

                  وإذا أراد- سبحانه- بقوم سوءا من عذاب أو هلاك أو ما يشبههما بسبب إيثارهم الغي على الرشد، فلا راد لقضائه، ولا دافع لعذابه.

                  وما لهم من دونه- سبحانه- من وال أى من ناصر ينصرهم منه- سبحانه- ويرفع عنهم عقابه، ويلي أمورهم ويلتجئون إليه عند الشدائد.

                  فالجملة الكريمة بيان لمظهر من مظاهر عدل الله في شئون عباده، وتحذير شديد لهم من الإصرار على الشرك والمعاصي وجحود النعمة، فإنه- سبحانه- لا يعصم الناس من عذابه عاصم. ولا يدفعه دافع.
                  قال الإمام ابن كثير: «قال ابن أبى حاتم: أوحى الله إلى نبي من أنبياء بنى إسرائيل أن قل لقومك إنه ليس من أهل قرية، ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله، فيتحولون منها إلى معصية الله، إلا تحول الله لهم مما يحبون إلى ما يكرهون.
                  ثم قال: إن مصداق ذلك في كتاب الله إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ.



                  اللهم ارحم أبي رحمة واسعة وجميع موتانا وموتى المسلمين

                  تعليق


                  • #10
                    رد: تأملات في سنن الله عز وجل الكونية

                    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    جزاكم الله خيرا، موضوع مهم

                    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: تأملات في سنن الله عز وجل الكونية

                      وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
                      جزاكم الله خير ونفع بكم
                      واشوقاه لبيتك ياالله
                      علامات محبة الله لك
                      "إنا لله إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها فى ذريتى"
                      #‏حمله_هقاطع_اللى_هيشغلنى_عن_ربى_فى_رمضان‬

                      تعليق


                      • #12
                        رد: تأملات في سنن الله عز وجل الكونية

                        للرفع في ظل ما نراه من بلاء وابتلاء في هذه الأيام
                        اللهم ارحم أبي رحمة واسعة وجميع موتانا وموتى المسلمين

                        تعليق

                        يعمل...
                        X