إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب الوابل الصيب صفحات 13- 20

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب الوابل الصيب صفحات 13- 20




    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    """""" صفحة رقم 13 """""
    "


    والشهوه والغضب ودخوله على العبد من هذه الابواب الثلاثة ولو احترز العبد ما احترز العبد ما احترز فلا بد له من غفلة ولا بد له من شهوة ولا بد له من غضب

    وقد كان ادم أبو البشر ( صلى الله عليه وسلم ) من احلم الخلق وارجحهم عقلا واثبتهم ومع هذا فلم يزل به عدو الله حتى اوقعه فيما اوقعه فيه فما الظن بفراشه الحلم و من عقله في جنب عقل أبيه كتفلة في بحر ولكن عدو الله لا يخلص إلى المؤمن الا غيلة على غرة وغفلة فيوقعه ويظن انه لا يستقبل ربه عز وجل بعدها و ان تلك الوقعة قد اجتاحته واهلكته وفضل الله تعالى ورحمته وعفوه ومغفرته وراء ذلك كله

    فإذا اراد الله بعبده خيرا فتح له من ابواب التوبة والندم والانكسار والذل والافتقار والاستعانة به وصدق اللجا اليه ودوام التضرع والدعاء و التقرب اليه بما امكن من الحسنات ما تكون تلك السيئة به رحمته حتى يقول عدو الله يا ليتنى تركته ولم اوقعه
    وهذا معنى قول بعض السلف ان العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة ويعمل الحسنة يدخل بها النار قالوا كيف قال يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه منه مشفقا وجلا باكيا نادما مستحيا من ربه تعالى ناكس الراس بين يديه منكسر القلب له فيكون ذلك الذنب انفع له من طاعات كثيرة بما ترتب عليه من هذه الامور التي بها سعادة العبد وفلاحه حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة

    ويفعل الحسنة فلا يزال يمن بها على ربه ويتكبر بها ويرى نفسه ويعجب بها ويستطيل بها ويقول فعلت وفعلت فيورثه من العجب والكبر والفخر والاستطالة ما يكون سبب هلاكه فاذا اراد الله تعالى بهذا المسكين خيرا ابتلاه بأمر يكسره به ويذل به عنقه ويصغر به نفسه عنده وان اراد به غير ذلك خلاه

    (1/13)





    """""" صفحة رقم 14 """"""
    وعجبه وكبره وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه
    فإن العارفين كلهم مجمعون على ان التوفيق ان لايكلك الله تعالى إلى نفسك والخذلان ان يكلك الله تعالى إلى نفسك فمن اراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار ودوام اللجا إلى الله تعالى والافتقار اليه ورؤية عيوب نفسه وجهلها وعدوانها ومشاهدة فضل ربه واحسانه ورحمته وجوده وبره وغناه وحمده فالعارف سائر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين لايمكنه ان يسير الا بهما فمتى فاته واحد منهما فهو كالطير الذي فقد أحد جناحيه

    قال شيخ الإسلام العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل وهذا معنى قوله ( صلى الله عليه وسلم ) في الحديث الصحيح من حديث بريدة رضي الله تعالى عنه

    سيد الاستغفار ان يقول العبد اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي انه لايغفر الذنوب الا انت فجمع في قوله ( صلى الله عليه وسلم )

    أبوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل
    فمشاهدة المنة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان

    (1/14)
    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 30-01-2015, 05:31 PM.

  • #2
    كتاب الوابل الصيب صفحات 16-17




    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    """""" صفحة رقم 16 """"""
    فاذا تعارض حب الله تعالى وحب غيره سبق حب الله تعالى حب ما سواه فرتب على ذلك مقتضاه
    ما اسهل هذا بالدعوى و ما اصعبه بالفعل فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان و ما اكثر ما يقدم العبد ما يحبه هو ويهواه أو يحبه كبيره واميره وشيخه واهله على ما يحبه الله تعالى فهذا لم تتقدم محبة الله تعالى في قلبه جميع المحاب ولا كانت هي الملكة المؤمرة عليها وسنة الله تعالى فيمن هذا شانه ان ينكد عليه محابه وينغصها عليه ولا ينال شيئا منها الا بنكد وتنغيص جزاء له على ايثار هواه وهوى من يعظمه من الخلق أو يحبه على محبة الله تعالى
    وقد قضى الله تعالى قضاء لا يرد ولا يدفع ان من احب شيئا سواه عذب به ولا بد وان من خاف غيره سلط عليه وان من اشتغل بشئ غيره كان شؤما عليه

    ومن اثر غيره عليه لم يبارك فيه ومن ارضى غيره بسخطه اسخطه عليه ولا بد الامر الثاني الذي يستقيم به القلب تعظيم الامر والنهي وهو ناشئ عن تعظيم الامر الناهي فان الله تعالى ذم من لا يعظم امره ونهيه قال سبحانه وتعالى ) ما لكم لا ترجون لله وقارا ( قالوا في تفسيرها مالكم لا تخافون لله تعالى عظمة ما احسن ما قال شيخ الإسلام في تعظيم الامر والنهي هو ان لا يعارضا بترخص جاف ولا يعرضا لتشديد غال ولايحملا على علة توهن الانقياد




    (1/16)




    """""" صفحة رقم 17 """"""
    ومعنى كلامه ان اول مراتب تعظيم الحق عز وجل تعظيم امره ونهيه وذلك المؤمن يعرف ربه عز وجل برسالته التي ارسل بها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى كافة الناس ومقتضاها الانقياد لامره ونهيه وانما يكون ذلك بتعظيم امر الله عز وجل واتباعه وتعظيم نهيه و اجتنابه فيكون تعظيم المؤمن لامر الله تعالى ونهيه دالا على تعظيمه لصاحب الامر والنهي ويكون بحسب هذا التعظيم من الابرار المشهود لهم بالايمان والتصديق وصحة العقيدة والبراءة من النفاق الاكبر
    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 30-01-2015, 05:33 PM.

    تعليق


    • #3
      كتاب الوابل الصيب صفحات 18- 20

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      """""" صفحة رقم 18 """"""
      فإن الرجل قد يتعاطى فعل الامر لنظرالخلق وطلب المنزلة والجاه عندهم ويتقي المناهي خشية سقوطه من اعينهم وخشية العقوبات الدنيوبة من الحدود التي رتبها الشارع ( صلى الله عليه وسلم ) على المناهي فهذا ليس فعله وتركه صادرا عن تعظيم الامر والنهي ولا تعظيم الامر الناهي فعلامة التعظيم للاوامر رعاية اوقاتها وحدودها والتفتيش على اركانها وواجباتها وكمالها والحرص على تحينها في اوقاتها والمسارعة اليها عند وجوبها والحزن والكابة والاسف عند فوت حق من حقوقها كمن يحزن على فوت الجماعة ويعلم انه تقبلت منه صلاته منفردا فانه قد فاته سبعة وعشرون ضعفا ولو ان رجلا يعاني البيع والشراء تفوته صفقة واحدة في بلده من غير سفر ولا مشقة قيمتها سبعة وعشرون دينارا لاكل يديه ندما واسفا فكيف وكل ضعف مما تضاعف به صلاة الجماعة خير من الف والف الف وما شاء الله تعالى


      فادا فوت العبد عليه هذا الربح قطعا وكثير من العلماء لا صلاة له وهو بارد القلب فارغ من هذه المصيبة غير مرتاع لها فهذا عدم تعظيم امر الله تعالى في قلبه وكذلك اذا فاته اول الوقت الذي هو رضوان الله تعالى أو فاته الصف الاول الذي يصلي الله وملائكته على ميامنه ولو يعلم العبد فضيلته لجالد عليه ولكانت قرعة وكذلك فوت الجمع الكثير الذي تضاعف الصلاة بكثرته وقلته كلما كثر الجمع كان احب إلى الله عز وجل وكلما بعدت الخطا كانت خطوة تحط خطيئة واخرى ترفع درجة وكذلك

      (1/18)







      """""" صفحة رقم 19 """"""
      فوت الخشوع في الصلاة وحضور القلب فيها بين يدي الرب تبارك وتعالى الذي هو روحها ولبها فصلاة بلا خشوع ولا حضور كبدن ميت لاروح فيه افلا يستحي العبد ان يهدي إلى مخلوق مثله عبدا ميتا أو جارية ميته فما ظن هذا العبد ان تقع تلك الهدية ممن قصده بها من ملك أو امير اوغيره فهكذا سواء الصلاة الخيالية عن الخشوع والحضور وجمع الهمة على الله تعالى فيها بمنزلة هذا العبد أو الامة الميت الذي يريد اهداءه إلى بعض الملوك

      ولهذا لا يقبلها الله تعالى منه وان اسقطت الفرض في احكام الدنيا ولا يثبه عليها فانه ليس للعبد من صلاته الا ما عقل منها كما في السنن ومسند الامام أحمد وغيره عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) انه قال

      ان العبد ليصلي الصلاة وما كتب له الا نصفها الا ثلثها الا ربعها الا خمسها حتى بلغ عشرها
      وينبغي ان يعلم ان سائر الاعمال تجري هذا المجرى فتفاضل الاعمال عند الله تعالى يتفاضل ما في القلوب من الايمان والاخلاص والمحبة وتوابعها وهذا العمل الكامل هو الذي يكفر السيئات تكفيرا كاملا والناقص بحسبه وبهاتين القاعدتين تزول اشكالات كثيرة وهما

      (1/19)




      """""" صفحة رقم 20 """"""


      تفاضل الاعمال بتفاضل ما في القلوب من حقائق الايمان وتكفير العمل للسيئات بحسب كماله ونقصانه وبهذا يزول الاشكال الذي يورده من نقص حظه من هذا الباب على الحديث الذي فيه
      ان صوم يوم عرفة يكفر سنتين ويوم عاشوراء يكفر سنة قالوا فاذا كان دأبه دائما انه يصوم يوم عرفه فصامه وصام يوم عاشوراء فكيف يقع تكفير ثلاث سنين كل سنة واجاب بعضهم عن هذا بان ما فضل عن التكفير ينال به الدرجات

      ويالله العجب فليت العبد اذا اتى بهذه المكفرات كلها ان تكفر عنه سيئاته باجتماع بعضها إلى بعض والتكفير بهذه مشروط بشروط موقوف على انتفاء موانع في العمل وخارجه فان علم العبد انه جاء بالشروط كلها وانتفت عنه الموانع كلها فحينئذ يقع التكفير

      واما عمل شملته الغفلة أو لاكثره وفقد الاخلاص الذي هو روحه ولم يوف حقه ولم يقدره حق قدره فاي شئ يكفر هذا فان وثق العبد من عمله بانه وفاه حقه الذي ينبغي له ظاهرا وباطنا ولم يعرض له مانع يمنع تكفيره ولا مبطل يحبطه من عجب أو رؤية نفسه فيه أو يمن به أو يطلب من العباد تعظيمه به أو يستشرف بقلبه لمن يعظمه عليه أو يعادي من لا يعظمه عليه ويرى انه قد بخسه حقه وانه قد استهان بحرمته فهذا أي شئ يكفر ومحبطات الاعمال ومفسداتها اكثر من ان تحصر وليس الشان في العمل انما الشان في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه

      (1/20)




      التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 30-01-2015, 05:34 PM.

      تعليق


      • #4
        رد: كتاب الوابل الصيب صفحات 13- 20

        جزاكم الله خيرًا ... ونفع الله بكم ،،،

        تعليق


        • #5
          رد: كتاب الوابل الصيب صفحات 13- 20

          جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم
          يا الله
          علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

          تعليق


          • #6
            رد: كتاب الوابل الصيب صفحات 13- 20

            جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
            ينقل لقسم زاد الداعية


            "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
            وتولني فيمن توليت"

            "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

            تعليق

            يعمل...
            X