رد: سلسلة (صناعة الهولوكوست و سمات الشخصية اليهودية)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(5)
يقول: د/ نورمان فنكلستين
(بتصرف)
مقاييس الذاكرة الهولوكوستية :
ومع حلول أزمة السويس عام 1956م بلغت الصدامات
الإسرائيلية المتقطعة مع الولايات المتحدة ـ على أمور السياسة ـ ذروتها،
إذ كانت إسرائيل متواطئة مع بريطانيا وفرنسا على مهاجمة
الزعيم القومي جمال عبد الناصر .
ومما زاد في جذب انتباه أمريكا إلى قدرة إسرائيل
والنظر إليها كرصيد إقليمي
ذلك الانتصار الخاطف الذي حققته إسرائيل
واحتلالها لجزيرة سيناء .
وخلال هذه الأزمة ، وبالرغم من طلب " أيزنهاور" من إسرائيل الانسحاب الكامل من سيناء ،
فإن القادة الأمريكيين اليهود دعموا الجهود الإسرائيلية وسخروا جهودهم لانتزاع تنازلات أمريكية .
وما كان خضوع إسرائيل لقوة الولايات المتحدة
بالنسبة إلى النخب اليهودية الأمريكية مقصودًا به الكسب
ولكنه جاء رمية من غير رام ،
أما اندماج اليهود
فقد نشأ بناء على مقولة :
((إن الاندماج حلم خليجي واليهود سيعتبرون على الدوام أناسا مرشحين لأن يكونوا غرباء عديمي الولاء للدولة التي يسكنون فيها،))
ولحل هذا المأزق سعى الصهاينة إلى تأسيس وطن قومي لليهود،
ولكن الحقيقة أن تأسيس إسرائيل
فاقم المشكلة بالنسبة إلى يهود الشتات.
ترسيخ التحالف الأمريكي الإسرائيلي:
وبعد حرب يونيو 1967 اكتشفت النخب اليهودية الأمريكية إسرائيل التي توجه بنادقها في الاتجاه الذي يريدون،
وارتقت النخب اليهودية لتقف في صدارة الممثلين في مسرحية الحرب البادرة،
وهكذا تحولت إسرائيل إلى رصيد استراتيجي لليهود الأمريكيين
وللولايات المتحدة أيضا،
وهذا ما جعل المنظمات الأمريكية اليهودية التقليدية
تكرس وقتها بعد حرب يونيو 1967م لترسيخ التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي،
وزادت التغطية الصحفية لأخبار إسرائيل في (نيويورك تايمز)،
ولكن حين شعر البعض ـ ممن أطلقوا عليهم فيما بعد بالمستعربين ـ بأن ميل الولايات المتحدة كل الميل مع إسرائيل وتجاهل النخب العربية يضعف المصالح القومية للولايات المتحدة،
كان البعض الآخر ينظر إلى حقيقة ما تفعله إسرائيل من احتلال لأجزاء من الأقطار العربية المجاورة ، يلحق الضرر أيضا بإسرائيل ومصالحها ،
وأن أنصار إسرائيل في سياستها الاستعمارية هذه هم أنصار انحطاطها الخلقي ودمارها النهائي ـ على حد تعبير "نعوم تشومسكي"ـ ولكي يحمي اليهود رصيدهم الإستراتيجي أخذوا يتذكرون الهولوكوست
وذلك في توقيت يعطي هذا التذكير تفسير آخر .
لقد كان ذلك كله حين قامت حرب يونيو 1967 وشعرت إسرائيل بالخطر المحيق بها وبات خوفها من هولوكوست ثانية يؤرقها،
وأعلن ديفيد بن جوريون أن ( 700) ألف يهودي يواجهون (17) مليون عربي
توقعت الولايات المتحدة انتحارا يهودياً جماعياً وهولوكوستاً كاملاً في فلسطين،
وتوقع جهاز الاستخبارات الأمريكية ( c.i.a) هزيمة يهودية في حال نشوب الحرب،
ولكن إسرائيل في 1967 اكتسحت جيرانها العرب خلال أيام معدودة،
وبعد أن قدمت إسرائيل عرضها الباهر لسيطرتها العسكرية
التفتت إلى صناعة الهولوكست التي ازدهرت .
وحين نشبت معارك 1973 بين العرب وإسرائيل تفاقمت مخاوف
اليهود الأمريكيين من تعرض إسرائيل للأخطار ، ولذلك عادت الذاكرة الهولوكوستية للحياة .
وفي حقيقة الأمر أن بروز صناعة الهولوكوست إلى وسط الأحداث
ليس ناجما عن نكسات إسرائيل في حرب 1973 وما عانته إسرائيل بعد الحرب من العزلة والنبذ،
ولكن العرض العسكري المصري الباهر
أقنع صناع القرار من النخب الأمريكية والإسرائيلية
بأن التسوية الدبلوماسية مع مصر ـ التي تتضمن عودة الأراضي المصرية التي سبق لإسرائيل الاستيلاء عليها في يونيو 1967 ـ صار محتماً .
وللحديث بقية إن شاء الله
تقبلوا تحيات محبكم في الله
(أبو أنس)
عفا الله عنه وعنكم
(5)
يقول: د/ نورمان فنكلستين
(بتصرف)
مقاييس الذاكرة الهولوكوستية :
ومع حلول أزمة السويس عام 1956م بلغت الصدامات
الإسرائيلية المتقطعة مع الولايات المتحدة ـ على أمور السياسة ـ ذروتها،
إذ كانت إسرائيل متواطئة مع بريطانيا وفرنسا على مهاجمة
الزعيم القومي جمال عبد الناصر .
ومما زاد في جذب انتباه أمريكا إلى قدرة إسرائيل
والنظر إليها كرصيد إقليمي
ذلك الانتصار الخاطف الذي حققته إسرائيل
واحتلالها لجزيرة سيناء .
وخلال هذه الأزمة ، وبالرغم من طلب " أيزنهاور" من إسرائيل الانسحاب الكامل من سيناء ،
فإن القادة الأمريكيين اليهود دعموا الجهود الإسرائيلية وسخروا جهودهم لانتزاع تنازلات أمريكية .
وما كان خضوع إسرائيل لقوة الولايات المتحدة
بالنسبة إلى النخب اليهودية الأمريكية مقصودًا به الكسب
ولكنه جاء رمية من غير رام ،
أما اندماج اليهود
فقد نشأ بناء على مقولة :
((إن الاندماج حلم خليجي واليهود سيعتبرون على الدوام أناسا مرشحين لأن يكونوا غرباء عديمي الولاء للدولة التي يسكنون فيها،))
ولحل هذا المأزق سعى الصهاينة إلى تأسيس وطن قومي لليهود،
ولكن الحقيقة أن تأسيس إسرائيل
فاقم المشكلة بالنسبة إلى يهود الشتات.
ترسيخ التحالف الأمريكي الإسرائيلي:
وبعد حرب يونيو 1967 اكتشفت النخب اليهودية الأمريكية إسرائيل التي توجه بنادقها في الاتجاه الذي يريدون،
وارتقت النخب اليهودية لتقف في صدارة الممثلين في مسرحية الحرب البادرة،
وهكذا تحولت إسرائيل إلى رصيد استراتيجي لليهود الأمريكيين
وللولايات المتحدة أيضا،
وهذا ما جعل المنظمات الأمريكية اليهودية التقليدية
تكرس وقتها بعد حرب يونيو 1967م لترسيخ التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي،
وزادت التغطية الصحفية لأخبار إسرائيل في (نيويورك تايمز)،
ولكن حين شعر البعض ـ ممن أطلقوا عليهم فيما بعد بالمستعربين ـ بأن ميل الولايات المتحدة كل الميل مع إسرائيل وتجاهل النخب العربية يضعف المصالح القومية للولايات المتحدة،
كان البعض الآخر ينظر إلى حقيقة ما تفعله إسرائيل من احتلال لأجزاء من الأقطار العربية المجاورة ، يلحق الضرر أيضا بإسرائيل ومصالحها ،
وأن أنصار إسرائيل في سياستها الاستعمارية هذه هم أنصار انحطاطها الخلقي ودمارها النهائي ـ على حد تعبير "نعوم تشومسكي"ـ ولكي يحمي اليهود رصيدهم الإستراتيجي أخذوا يتذكرون الهولوكوست
وذلك في توقيت يعطي هذا التذكير تفسير آخر .
لقد كان ذلك كله حين قامت حرب يونيو 1967 وشعرت إسرائيل بالخطر المحيق بها وبات خوفها من هولوكوست ثانية يؤرقها،
وأعلن ديفيد بن جوريون أن ( 700) ألف يهودي يواجهون (17) مليون عربي
توقعت الولايات المتحدة انتحارا يهودياً جماعياً وهولوكوستاً كاملاً في فلسطين،
وتوقع جهاز الاستخبارات الأمريكية ( c.i.a) هزيمة يهودية في حال نشوب الحرب،
ولكن إسرائيل في 1967 اكتسحت جيرانها العرب خلال أيام معدودة،
وبعد أن قدمت إسرائيل عرضها الباهر لسيطرتها العسكرية
التفتت إلى صناعة الهولوكست التي ازدهرت .
وحين نشبت معارك 1973 بين العرب وإسرائيل تفاقمت مخاوف
اليهود الأمريكيين من تعرض إسرائيل للأخطار ، ولذلك عادت الذاكرة الهولوكوستية للحياة .
وفي حقيقة الأمر أن بروز صناعة الهولوكوست إلى وسط الأحداث
ليس ناجما عن نكسات إسرائيل في حرب 1973 وما عانته إسرائيل بعد الحرب من العزلة والنبذ،
ولكن العرض العسكري المصري الباهر
أقنع صناع القرار من النخب الأمريكية والإسرائيلية
بأن التسوية الدبلوماسية مع مصر ـ التي تتضمن عودة الأراضي المصرية التي سبق لإسرائيل الاستيلاء عليها في يونيو 1967 ـ صار محتماً .
وللحديث بقية إن شاء الله
تقبلوا تحيات محبكم في الله
(أبو أنس)
عفا الله عنه وعنكم
تعليق