إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة حصائد الألسن // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: سلسلة حصائد الألسن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أحبك الله تعالى وباهي بك الملائكة وزادك الله حرصا على الخير أخي الحبيب (العابد لله)

    قلت: _ والله المستعان _
    لما كنت مما لا يحق لهم الافتآت على أهل العلم أو التقديم بين أيديهم فسيكون دوري كعادتي هو النقل عنهم ونسأل الله تعالى أن يوفقنا في النقل والجمع والترتيب.

    فإني أحمد الله تعالى أن استعملنا لنصرة دينه وجعلنا من أهل السنة ثبتنا الله على هداهم... وبعد.

    هل هذا يدعونا الى الاكثار من زراعة الاشجار والنباتات بوجه عام اما المقابر ام لأ؟
    ارجو الافادة وجزاك الله خيرا؟
    أقول في مقام النقل عن سادتنا العلماء:
    هذا الحديث الذي تفضلتم بالإشارة إليه
    رواه البخاري (218) ومسلم(292) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ : إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ، ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا ؟ قَالَ : لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا .

    وقد علل بعض العلماء تخيف العذاب عنهما بأن الجريدة الرطبة تسبح الله تعالى فيكون ذلك سببا لتخفيف العذاب .

    وهذا فيه نظر من وجوه كثيرة.

    قال النووي رحمه الله :
    وَهَذَا مَذْهَب كَثِيرِينَ أَوْ الأَكْثَرِينَ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْله تَعَالَى : ( وَإِنْ مِنْ شَيْء إِلا يُسَبِّح بِحَمْدِهِ ) الإسراء/44 .

    قَالُوا : مَعْنَاهُ وَإِنْ مِنْ شَيْء حَيّ , ثُمَّ قَالُوا :
    حَيَاة كُلّ شَيْء بِحَسَبِهِ فَحَيَاة الْخَشَب مَا لَمْ يَيْبَس , وَالْحَجَر مَا
    لَمْ يُقْطَع . وَذَهَبَ الْمُحَقِّقُونَ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ وَغَيْرهمْ إِلَى
    أَنَّهُ عَلَى عُمُومه اهـ .

    أي أن التسبيح ليس خاصاً بالرطب دون اليابس فكل شيء من رطب ويابس يسبح بحمد لله تعالى .

    وَقَدْ اِسْتَنْكَرَ الْخَطَّابِيُّ وَمَنْ تَبِعَهُ وَضْعَ النَّاس الْجَرِيد وَنَحْوه فِي الْقَبْر عَمَلا بِهَذَا الْحَدِيث
    وَقَال عن هذاالحديث : هُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ دَعَا لَهُمَا بِالتَّخْفِيفِ مُدَّة بَقَاءالنَّدَاوَة , لا أَنَّ فِي الْجَرِيدَة مَعْنًى يَخُصّهُ , وَلا أَنَّ فِي الرَّطْب مَعْنًى لَيْسَ فِي الْيَابِس اهـ .

    وعلى هذا ، يكون ذلك خاصاًّ بالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ ، فلا يستحب لأحد أن يضع جريدة ولا غيرها على القبر .

    جاء في فتاوى اللجنة الدائمة :
    " إن وضع النبي صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلََّم الجريدة على القبرين ورجاءه تخفيف العذاب عمن وضعت على قبريهما واقعة عين لا عموم لها في شخصين أطلعه الله على تعذيبهما ، وأن ذلك خاص برسول الله صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلََّم،
    وأنه لم يكن منه سنة مطردة في قبور المسلمين وإنما كان مرتين أو ثلاثاً على تقدير تعدد الواقعة لا أكثر ، ولم يعرف فعل ذلك على أحد من الصحابة ، وهم أحرص المسلمين
    على الاقتداء به صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلََّم ، وأحرصهم على نفع المسلمين ،

    إلا ما روي عن بريدة الأسلمي : أنه أوصى أن يجعل في قبره جريدتان ، ولا نعلم أن أحداً من الصحابة رضي الله عنهم وافق بريدة على ذلك " اهـ .

    وقال الشيخ ابن باز :
    " لا يشرع ذلك بل هو بدعة ؛
    لأن الرسل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ إنما وضع الجريدة على قبرين أطلعه الله سبحانه على عذاب أصحابهما ولم يضعها على بقية القبور ، فعلم بذلك عدم جواز وضعها على القبور ؛
    لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ) .

    وفي لفظ لمسلم : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِأَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) .
    وهكذا لا تجوز الكتابة على القبور ولا وضع الزهور عليها للحديثين المذكورين ؛ وأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن تجصيص القبور والبناء عليها والقعود عليها والكتابة عليها " اهـ .
    هذا والله أعلم

    وما الدليل على تحريم اكل الحمير والكلاب والقطط وما الى ذلك من هذه الحيوانات ؟
    وجزاكم الله خيرا اخى الحبيب
    فإني أحيلك لضيق الوقت إلى الفتوى الآتية نقلا عن موقع أسلام ويب...

    الفتوى :
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فإن هذه الأشياء محرم أكلها على الراجح، ففي الصحيحين وغيرهما عن أبي ثعلبة الخشني وأبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع.

    وفي رواية ابن عباس في صحيح مسلم وغيره: كل ذي ناب من السباع فأكله حرام.

    وفي رواية له أيضاً في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير.

    ويدخل في كل ذي ناب الكلب والهر.

    وقد ثبت الضرر في مخالطة الكلب شرعاً وحسا، كما سبق في الفتوى رقم: 46235.

    وقد ثبت في القطط ما روى الترمذي وأبو داود من حديث جابر وغيره قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الهر وثمنه. قال صاحب (عون المعبود): فيه أن الهر حرام وظاهره عدم الفرق بين الوحشي والأهلي، ويؤيد التحريم أنه من ذوات الأنياب.

    وبما سبق من القول بحرمتهما يقول الجمهور، وعند المالكية فيهما قولان: قول بالكراهة وهو رواية ابن القاسم عن مالك، وهو مشهور المذهب، وعليه درج العلامة خليل في المختصر، فقال: والمكروه سبع أو ضبع وثعلب وذئب وهر وفيل وكلب ماء وخنزيره.

    وذهب بعضهم إلى الحرمة مستدلين بما رواه مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل ذي ناب من السباع حرام، قال مالك: وهو الأمر عندنا، يعني أهل المدينة، وهذا هو القول الراجح، لقوة دليله وموافقة الجمهور.

    وقد اتفق جمهور العلماء على حرمة أكل الحمر الأهلية، قال الإمام النووي: مال إلى تحريم الأهلية أكثر العلماء من الصحب فمن بعدهم، ولم نجد عن أحد من الصحابة فيه خلافاً إلا عن ابن عباس.

    ومن الأدلة على التحريم قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية، فإنه رجس من عمل الشيطان. رواه البخاري ومسلم.

    وأمره صلى الله عليه وسلم بإكفاء القدور بقوله: أكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئاً. رواه البخاري ومسلم.

    وفي أمره بإكفاء القدور دليل على نجاسة الحمر الأهلية وحرمتها.

    والفرق بين الحمار والجمل والقط والأرنب أن الله المالك للكون كله أذن لعباده في أكل هذه ومنعهم من هذه فوجب خضوع المسلم لحكمه وشرعه.

    والله أعلم.

    قلت(أبو أنس)وهناك تفصيل في مسألة نجاسة الحمار (أعزكم الله) قد يأتي قريبا إن شاء الله تعالى.

    وجزاك الله خيرا وزادك حرصا عليه ... آمين

    تعليق


    • #47
      رد: سلسلة حصائد الألسن

      جزاك الله خيرا اخى الحبيب الغالى وزادك الله من علمه ونفعنا بكم وهدى الله بكم الضال وقوم بكم المعوج


      اللهم امين
      اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

      تعليق


      • #48
        رد: سلسلة حصائد الألسن

        السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جزاك الله خيرا اخى فى الله الكريم افاد الله بك وبنا امه الاسلام والمسلمين اجمعين
        قال رسول الله صلى الله عليه ويلم "وهل يكب الناس على وجوههم فى النار الا حصائد السنتهم "
        صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
        [CENTER][SIZE=5][COLOR=deepskyblue]اسرت قريشا مسلما[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
        [CENTER][SIZE=5][COLOR=deepskyblue] فمضى بلا وجل الى السياف[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
        [CENTER][SIZE=5][COLOR=deepskyblue][/COLOR][/SIZE] [/CENTER]
        [CENTER][SIZE=5][COLOR=deepskyblue]سالوه هل يرضيك انك سالما [/COLOR][/SIZE][/CENTER]
        [CENTER][SIZE=5][COLOR=deepskyblue] ولك النبى فدى من الاتلاف[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
        [CENTER][SIZE=5][COLOR=deepskyblue][/COLOR][/SIZE] [/CENTER]
        [CENTER][SIZE=5][COLOR=deepskyblue]فاجاب كلا لا سلمت من الردى [/COLOR][/SIZE][/CENTER]
        [CENTER][SIZE=5][COLOR=deepskyblue] ويصاب انف محمد برداف[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

        تعليق


        • #49
          رد: سلسلة حصائد الألسن

          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

          فكم بهذه الألسنة عُبد غير الله تعالى وأشرك
          وكم بهذه الألسنة حُكم بغير حكمه سبحانه وتعالى
          كم بهذه الألسنة أُحدثت بدع.. وأُدميت أفئدة.. وقُرحت أكباد
          كم بهذه الألسنة أرحام تقطعت.. وأوصال تحطمت.. وقلوب تفرقت
          كم بهذه الألسنة نزفت دماء.. وقُتل أبرياء.. وعُذب مظلومون
          كم بها طُلّقت أمهات.. وقذفت محصنات
          كم بها من أموال أُكلت.. وأعراض أُنتهكت.. ونفوس زهقت


          جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا الطرح القيم

          تعليق


          • #50
            رد: سلسلة حصائد الألسن

            اللهم إني أستغفرك
            لكل ذنب
            خطوت إليه برجلي..
            أو مددت إليه يدي..
            أو تأملته ببصري..
            أو أصغيت إليه بأذني..
            أو نطق به لساني..
            أو أتلفت فيه ما رزقتني..
            ثم استرزقتك
            على عصياني
            فرزقتني
            ثم استعنت
            برزقك
            على عصيانك
            فسترته علي..
            وسألتك الزيادة
            فلم تحرمني
            ولا تزال عائداً علي بحلمك
            وإحسانك
            يا أكرم الأكرمين..
            اللهم إني أستغفرك
            من كل سيئة
            ارتكبتها في بياض
            النهار وسواد الليل
            في ملأ وخلاء
            وسر وعلانية
            وأنت ناظر إلي..
            اللهم إني أستغفرك من كل فريضة
            أوجبتها علي في آناء الليل والنهار
            تركتها خطأ أو عمدا
            أو نسيانا أو جهلا
            وأستغفرك من كل سنة من سنن
            سيد المرسلين وخاتم النبيين
            سيدنا محمد صلى الله وأله وسلم
            تركتها غفلة أو سهوا
            أو نسيانا أو تهاونا أو جهلا
            أو قلة مبالاة بها
            أستغفر الله .. وأتوب إلى الله..
            مما يكره الله..
            قولا وفعلاً .. وباطنا وظاهراً

            تعليق


            • #51
              رد: سلسلة حصائد الألسن

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              أحبتي في الله حُداة الطريق
              (العابدلله)
              (moamen talha)
              (المحب لله ولرسوله)
              (sooza)

              أسأل الله أن يستعملكم ولا يستبدلكم
              وجزاكم الله خيرا على مشاركاتكم الطيبة
              أسأل الله أن يجعلها زادا لحسن القدوم عليه
              آمين

              تعليق


              • #52
                رد: سلسلة حصائد الألسن

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                رب يسر و أعن بفضلك يا أكرم الأكرمين

                ما ينبغي لمن حملت إليه النميمة:
                قال الإمام النووي:
                (وكل من حملت إليه نميمة، وقيل له: فلان يقول فيك، أو يفعل فيك كذا فعليه ستة أمور:
                الأول: أن لا يصدق، لأن النمام فاسق.
                الثاني: أن ينهاه عن ذلك، وينصحه، ويقبح له فعله.
                الثالث: أن يبغضه في الله تعالى؛ فإنه بغيض عند الله تعالى ويجب بغض من أبغضه الله تعالى.
                الرابع: أن لا يظن بأخيه الغائب السوء.
                الخامس: أن لا يحمله ما حكي له على التجسس والبحث عن ذلك.
                السادس: أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه فلا يحكي نميمته عنه فيقول: فلان حكى كذا، فيصير به نماماً، ويكون آتياً ما نهى عنه...)
                شرح النووي على مسلم 2/113 نقلاً عن الغزالي، وفتح الباري بشرح صحيح البخاري 10/473 نقلاً عن الغزالي كذلك، والأذكار للنووي ص299 نقلاً عن الغزالي كما تقدم.


                ذو الوجهين
                عن أبي هريرة رضي الله عنه
                عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه“
                البخاري مع الفتح 13/170 و6/526 و10/474 ومسلم 4/2511.

                قال ابن حجر:
                " وهو من جملة صورة النمام. وإنما كان ذو الوجهين أشر الناس لأن حاله حال المنافق إذا هو متملق بالباطل وبالكذب من مدخل للفساد بين الناس فيأتي كل طائفة بما يرضيها على جهة الإفساد ويظهر له أنه منها ومخالف لضدها وهذا عمل النفاق والخداع وكذب وتحيل على أسرار الطائفتين وهي مداهنة محرمة. فأما من يقصد الإصلاح بين الناس فذلك محمود وهو أنه يأتي كل طائفة بكلام فيه صلاح الطائفة الأخرى ويعتذر لكل واحدة عند الأخرى وينقل إليها من الجمل ما أمكنه ويستر القبيح أما المذموم فهو بالعكس"
                انظر فتح الباري 10/475.

                وعن عمار رضي الله عنه قال:
                قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار“
                أبو داود 4/268 وصححه العلامة الألباني انظر صحيح الجامع برقم 6372، 5/346 وسلسلة الأحاديث الصحيحة 889.

                الدوافع الباعثة على الوقوع في النميمة
                لا شك أن دوافع النميمة هي دوافع الغيبة كما تقدم. ويضاف إلى الدوافع السابقة: الكراهة، والتقرب للمحكي له، والرغبة في إشعال النيران، وإثارة الفتن، وتفريق المجتمعات، وزرع البغضاء في قلوب الناس انظر صفحة 31 من هذا الكتاب.


                علاج النميمة
                علاج النميمة هو علاج الغيبة كما تقدم فارجع إليه انظر صفحة 35 من هذا الكتاب

                ما يباح من النميمة
                قال الإمام النووي (رحمه الله تعالى): (فإن دعت حاجة... (إلى النميمة) فلا مانع منها وذلك كما إذا أخبره أن إنساناً يريد الفتك به، أو بأهله أو بماله، أو أخبر الإمام، أو من له ولاية بأن إنساناً يفعل كذا ويسعى بما فيه مفسدة. ويجب على صاحب الولاية الكشف عن ذلك وإزالته. فكل هذا وما أشبهه ليس بحرام وقد يكون بعضه واجباً، وبعضه مستحباً على حسب المواطن والله أعلم) انظر شرح النووي على مسلم 2/113.

                قال الإمام البخاري: (رحمه الله تعالى): (باب من أخبر صاحبه بما يقال فيه) ثم ساق بسنده عن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: قسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قسمة، فقال رجل من الأنصار: والله ما أراد محمد بهذا وجه الله، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته، فتمعر وجهه وقال: ”رحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر“ صحيح البخاري 7/87 وفتح الباري 10/475.

                والمذموم من نقلة الأخبار من يقصد الإفساد وأما من يقصد النصيحة، ويتحرى الصدق، ويجتنب الأذى فلا، وقل من يفرق بين البابين فطريق السلامة في ذلك لمن يخشى عدم الوقوف على ما يباح من ذلك، مما لا يباح الإمساك عن ذلك... انظر فتح الباري 10/476.

                يتبع بإذن الله

                تعليق


                • #53
                  رد: سلسلة حصائد الألسن

                  جزاك الله خيرا



                  نتابع معك اخى الحبيب هذه السلسلة المباركة

                  ***********





                  عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال رقيت مع أبي هريرة على ظهر المسجد فتوضأ فقال إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل"
                  اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

                  تعليق


                  • #54
                    رد: سلسلة حصائد الألسن

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    حياكم الله أخي الحبيب (العابد لله)

                    جمعنا الله بكم على خير حال

                    تعليق


                    • #55
                      رد: سلسلة حصائد الألسن


                      الباب الثاني
                      القول على الله بغير علم

                      تعريف الكذب
                      قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: (واعلم أن مذهب أهل السنة أن الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو تعمدت ذلك أم جهلته، لكن لا يأثم في الجهل وإنما يأثم في العمد(1). فالكذب: الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو عمداً كان أو سهواً.


                      الترهيب من الكذب على الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم
                      لا شك أن من كذب على الله وعلى رسوله أشد وأعظم ذنباً، وأقبح فعلاً ممن كذب على من سوى الله ورسوله.

                      قال الله تعالى:
                      {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(2).

                      وقال سبحانه:
                      {وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}(3).

                      وقال عز وجل:
                      {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}(4).

                      وقال سبحانه:
                      {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}(5).

                      وقال سبحانه وتعالى:
                      {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ}(6).

                      وقال عز وجل:
                      {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}(7).

                      وقال عز وجل:
                      {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}(8).

                      وقال عز وجل:
                      {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}(9).

                      وقال سبحانه وتعالى:
                      {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}(10).

                      وقال عز وجل:
                      {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}(11).

                      وعن علي (رضي الله عنه) قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ”لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار“(12).

                      وعن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: قلت للزبير: إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما يحدث فلان وفلان قال: أما إني لم أفارقه ولكن سمعته يقول: ”من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار“(13).

                      قال أنس: إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثاً كثيراً أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”من تعمّد علي كذباً فليتبوأ مقعده من النار“(14).

                      وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ومن رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار“(15).

                      وعن سلمة بن الأكوع: قال سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار“(16).

                      وفي مسلم ”من حدَّث عني بحديث يُرَى أنه كذب فهو أحد الكاذبين“(17).

                      وعن المغيرة بن شعبة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار“(18).

                      وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ”إن من أعظم الفِرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يُريَ عينه ما لم ترَ، أو يقول على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما لم يقل“(19).

                      وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”كفى بالمرء كذباً أن يحدِّث بكل ما سمع“(20).

                      وعن عبد الله بن مسعود قال: (ما أنت بمحدّثٍ قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة)(21).

                      وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (بحسب المرء من الكذب أن يحدِّث بكل ما سمع)(22).
                      وقال ابن وهب: قال لي مالك: اعلم أنه ليس يسلم رجل حدَّث بكل ما سمع. ولا يكون إماماً أبداً وهو يحدِّث بكل ما سمع)(23).

                      وقال عبد الرحمن بن مهدي: (لا يكون الرجل إماماً يقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع)(24).

                      المبحث الثالث
                      ما يمتاز به الكاذب على
                      رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الوعيد على
                      من كذب على غيره وحكم الكذب عليه صلّى الله عليه وسلّم
                      1- تعظيم تحريم الكذب على النبي صلّى الله عليه وسلّم وأنه فاحشة عظيمة وموبقة كبيرة ولكن لا يكفر بهذا إلا أن يستحله وهذا مذهب الجمهور.

                      2- والرأي الثاني أن الكذب عليه صلّى الله عليه وسلّم يكفر متعمده عند بعض أهل العلم. وهو الشيخ أبو محمد الجويني لكن ضعفّه ابنه إمام الحرمين ومن بعده.
                      ومال ابن المنير إلى اختياره.
                      ووجهه بأن الكذب عليه في تحليل حرام مثلاً لا ينفك عن استحلال ذلك الحرام، أو الحمل على استحلاله واستحلال الحرام كفر، والحمل على الكفر كفر.

                      وقال إمام الحرمين عن هذا الرأي – رأي والده – إنه هفوة عظيمة،
                      ورجح الإمام النووي رحمه الله والحافظ ابن حجر رأي الجمهور وهو أنه لا يكفر إلا إذا اعتقد حل ذلك.

                      3- قال الإمام بن حجر الكذب عليه صلّى الله عليه وسلّم كبيرة، والكذب على غيره صغيرة فافترقا ولا يلزم من استواء الوعيد في حق من كذب عليه أو كذب على غيره أن يكون مقرهما واحداً أو طول إقامتها سواء فقد دل قوله صلّى الله عليه وسلّم ”فليتبوأ“ على طول الإقامة فيها، بل ظاهره أنه لا يخرج منها؛ لأنه لم يجعل له منزلاً غيره. إلا أن الأدلة القطعية قامت على أن خلود التأبيد مختص بالكافرين، وقد فرق النبي صلّى الله عليه وسلّم بين الكذب عليه وبين الكذب على غيره... فقال عليه الصلاة والسلام: ”إن كذباً عليّ ليس ككذب على أحد..“(25).

                      4- إن من كذب على النبي صلّى الله عليه وسلّم عمداً في حديث واحد فسق وردت رواياته كلها وبطل الاحتجاج بجميعها...(26).

                      5- قلت والكذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كذب على الله؛ لأن الله يقول: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}(27). فيدخل من كذب على الرسول صلّى الله عليه وسلّم في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}(28).
                      .................................................. ....

                      (1) الأذكار للنووي 326 وانظر شرح النووي 1/69.


                      (2) سورة الأنعام الآية: 144.


                      (3) سورة الأنعام الآية: 150.


                      (4) سورة الصف الآيتان:2، 3.


                      (5) سورة الأنعام الآية: 21.


                      (6) سورة الأنعام الآية: 157.


                      (7) سورة يونس الآية: 69.


                      (8) سورة النحل الآية: 105.


                      (9) سورة النحل الآية: 116.


                      (10) سورة الأنعام الآية: 93.


                      (11) سورة الأعراف الآية: 33.


                      (12) البخاري 1/35 والبخاري مع الفتح 1/199 ومسلم 1/9 وانظر اللؤلؤ والمرجان 1/1.


                      (13) البخاري 1/35 والبخاري مع الفتح 1/200.


                      (14) البخاري 1/35 والبخاري مع الفتح 1/201 ومسلم 1/10 وانظر اللؤلؤ 1/1.


                      (15) البخاري 1/36 والبخاري مع الفتح 1/202.


                      (16) البخاري 1/35 والبخاري مع الفتح 1/201.


                      (17) مقدمة مسلم 1/9 وشرح النووي 1/65.


                      (18) مقدمة مسلم بلفظه 1/11 ومسلم مع شرح النووي 1/65 والبخاري 8/81 وانظر اللؤلؤ 1/1.


                      (19) البخاري مع الفتح 6/540.


                      (20) مقدمة مسلم 1/10 ومسلم مع شرح النووي 1/65.


                      (21) مقدمة مسلم 1/11 ومسلم مع شرح النووي 1/76.


                      (22) مقدمة مسلم 1/11 ومسلم مع شرح النووي 1/65.


                      (23) مقدمة مسلم 1/11 ومسلم مع شرح النووي 1/65.


                      (24) مقدمة مسلم 1/11 ومسلم مع شرح النووي 1/65.


                      (25) البخاري 2/81 ومسلم 1/10 وانظر اللؤلؤ 1/1.


                      (26) وهذا البحث من أوله مقتبس من شرح الإمام النووي 1/69 وفتح الباري بشرح صحيح البخاري 1/302.


                      (27) سورة النجم الآيتان: 3، 4.


                      (28) سورة يونس الآية: 69.

                      ـــــــــــــــــ
                      وللحديث بقية إن شاء الله وقدر

                      فإلى أن نلتقي
                      (لا تنسوني من صالح دعائكم)
                      محبكم في الله
                      (أبو أنس)
                      عفا الله عنه وعنكم
                      التعديل الأخير تم بواسطة العابدلله; الساعة 07-04-2009, 11:17 PM. سبب آخر: حذف الكلمة المكررة " فى المنام "

                      تعليق


                      • #56
                        رد: سلسلة حصائد الألسن





                        الكذب عموماً

                        حكم الكذب
                        قال الإمام النووي (رحمه الله تعالى)(1):

                        (قد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة على تحريم الكذب في الجملة وهو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وإجماع الأمة منعقد على تحريمه مع النصوص المتظاهرة...
                        ثم قال رحمه الله: ويكفي في التنفير منه الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ”آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان“(2).

                        الترهيب من الوقوع في الكذب عموماً
                        قال الله تعالى:
                        {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}(3).



                        وعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً“(4).



                        وفي رواية لمسلم ”عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة. وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً. وإياكم والكذب. فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار. وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً“(5).



                        وقد بوب البخاري في صحيحه بترجمة قال فيها: (باب ما يمحق الكذبُ والكتمانُ في البيع) ثم ساق الحديث الذي رواه حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ”البيعان بالخيار ما لم يتفرَّقا- أو قال حتى يتفرَّقا - فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما“(6).



                        وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”ويل للذي يحدِّث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويلٌ له ويلٌ له“(7).

                        وفي حديث سمرة بن جندب الطويل الذي فيه رؤيا النبي صلّى الله عليه وسلّم قال فيه: ”لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة فإذا رجل جالس ورجل قائم بيده كلوب من حديد – قال بعض أصحابنا عن موسى: كلوب من حديد يدخله في شدقه- حتى يبلغ قفاه ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك ويلتئم شدقه هذا فيعود فيصنع مثله، قلت ما هذا قالا انطلق...“

                        وفي آخر الحديث قال صلّى الله عليه وسلّم: ”قلت طوفتماني الليلة فأخبراني عما رأيت قالا: (نعم) أما الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يحدِّث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة...“(8).



                        وفي رواية للبخاري أنه قيل للنبي صلّى الله عليه وسلّم: ”.. وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه؛ فإنه الرجل يغدُ من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق“(9).


                        وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ”آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان“(10).
                        .................................................. ....
                        هامش
                        (1) انظر الأذكار للإمام النووي ص 324.
                        (2) البخاري 1/14 ومسلم 1/78.
                        (3) سورة الإسراء الآية 36.
                        (4) البخاري 7/95 ومسلم 4/2012 وانظر اللؤلؤ 3/198.
                        (5) مسلم 4/2013.
                        (6) البخاري 3/11 والبخاري مع الفتح 4/313.
                        (7) أخرجه الترمذي 4/557 وانظر صحيح الترمذي 2/268.
                        (8) البخاري 2/104 والبخاري مع الفتح 3/251.
                        (9) البخاري مع الفتح 12/439.
                        (10) البخاري 7/95 و1/14 ومسلم 1/78 وانظر اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان 1/12.


                        هذا ما تيسر وللحديث بقية إن شاء الله

                        تعليق


                        • #57
                          رد: سلسلة حصائد الألسن

                          جزاك الله خيرا اخى الحبيب المبارك ابو انس

                          جزاك الله عنا خيرا اخى الحبيب بهذا العلم الجلل الذى ينير بصيرتنا

                          نفعنا الله بكم اخى الحبيب وبارك الله لنا فيك




                          ************

                          وتذكر دوماً أمر ربك لك ببر الوالدين: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا)(الإسراء: 23)، وتذكر دوما أمر نبيك -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا)(رواه الترمذي وصححه الألباني).
                          اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

                          تعليق


                          • #58
                            رد: سلسلة حصائد الألسن

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة
                            أخي الحبيب (العابد لله)

                            تعليق


                            • #59
                              رد: سلسلة حصائد الألسن

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              رب يسر و أعن بفضلك يا أكرم الأكرمين


                              الكذب في الرؤيا أو الحلم
                              عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”من تحلم بحُلم لم يره كُلِّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرُّون منه صُبَّ في أُذنه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ“(1).

                              ما يباح من الكذب
                              عن أم كلثوم بنت عقبة
                              أنها سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”ليس الكذَّابُ الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً، أو يقول خيراً“(2).


                              وفي رواية لمسلم عن أم كلثوم أيضاً: (ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: بمثل ما جعله يونس من قول ابن شهاب)(3).

                              قلت: وقول ابن شهاب هو ما رواه مسلم عن ابن شهاب أنه قال: (ولم أسمَعْ يرخص في شيء مما يقول الناسُ كذبٌ إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها)(4).


                              قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:

                              (وهذا الحديث صريح في إباحة بعض الكذب للمصلحة، وقد ضبط العلماء ما يباح منه وأحسن ما رأيته ما ذكر الإمام أبو حامد الغزالي (رحمه الله تعالى) قال:

                              (الكلام وسيلة إلى المقاصد فكل مقصود محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعاً فالكذب فيه حرام، لعدم الحاجة إليه،

                              وإن أمكن التوصل إليه بالكذب ولم يكن بالصدق، فالكذب فيه مباح إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحاً، وواجب إن كان المقصود واجباً.


                              فإذا اختفى مسلم من ظالم وسأل عنه وجب الكذبُ بإخفائه،

                              وكذا لو كان عنده أو عند غيره وديعة، وسأل عنها ظالم يريد أخذها وجب عليه الكذب بإخفائها... ولو استحلفه عليه لزمه أن يحلف ويورّي في يمينه...

                              وهذا إن لم يحصل الغرض إلا بالكذب والاحتياط في هذا كله أن يورّي (في يمينه)،

                              ومعنى التورية:

                              أن يقصد بعبارته مقصوداً صحيحاً ليس هو كاذباً بالنسبة إليه، وإن كان كاذباً في ظاهر اللفظ ولو لم يقصد هذا بل أطلق عبارة الكذب فليس بحرام في هذا الموضع...

                              وكذا كلما ارتبط به غرض مقصود صحيح له أو لغيره فالذي له مثل:

                              أن يأخذه ظالم ويسأله عن ماله ليأخذه فله أن ينكره،

                              أو يسأله السلطان عن فاحشة بينه وبين الله تعالى فله أن ينكرها...

                              وأما غرض غيره فمثل أن يُسأل عن سر أخيه فينكره ونحو ذلك...

                              وينبغي أن يقابل بين مفسدة الكذب والمفسدة المترتبة على الصدق

                              فإن كانت المفسدة في الصدق أشد ضرراً فله فله الكذب وإن كان عكسه، أو شك، حرم عليه الكذب...)(5).


                              وقد ذكر ابن القيم (رحمه الله تعالى):

                              بعض ما رُويَ عن السلف من المعاريض التي تخلصوا بها.
                              فرُويَ عن عمر بن الخطاب أنه قال:(إن في معارريض الكلام ما يغني الرجل عن الكذب)(6).


                              وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (ما يسرني بمعاريض الكلام حمر النعم)(7).


                              وقال بعض السلف:


                              كان لهم كلام يدرؤن به عن أنفسهم العقوبة والبلايا(8)



                              وقد لقي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طليعة للمشركين وهو في نفر من أصحابه فقال المشركون: (ممن أنتم؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ”نحن من ماء“

                              فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا: أحياء اليمن كثيرة لعلهم منهم وانصرفوا)(9).


                              وأراد صلّى الله عليه وسلّم بقوله نحن من ماء قوله تعالى: {خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ}(10).



                              وكان حماد رحمه الله تعالى: إذا جاء من لا يريد الاجتماع به وضع يده على ضرسه ثم قال: (ضرسي ضرسي).



                              وسُئِل أحمد عن المروزي وهو عنده ولم يرد أن يخرج إلى السائل فوضع أحمد أصبعه في كفه وقال: ليس المروزي هاهنا وماذا يصنع المروزي هاهنا..؟


                              ثم ذكر رحمه الله تعالى أن الحيل ثلاثة أنواع:
                              1- نوع قربة وطاعة وهو من أفضل الأعمال عند الله تعالى.



                              2-
                              ونوع جائز مباح لا حرج على فاعله. ولا على تاركه، وترجح فعله على تركه أو عكس ذلك تابع لمصلحته.



                              3-
                              ونوع هو محرم، ومخادعة الله تعالى، ورسله متضمن لإسقاط ما أوجبه وإبطال ما شرعه، وتحليل ما حرّمه، وإنكار السلف والأئمة وأهل الحديث إنما هو لهذا النوع...(11).


                              ـــــــــــــــــــــــ

                              هامش:

                              (1) البخاري مع الفتح 12/427.
                              (2) البخاري 3/166 ومسلم 4/2011 وانظر اللؤلؤ والمرجان 3/198.
                              (3) مسلم 4/2012.
                              (4) مسلم 4/2011 وانظر الأذكار للنووي 324 فهناك فوائد تنير الفهم.
                              (5) الأذكار للنووي 326.
                              (6) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان 1/381.
                              (7) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان 1/381.
                              (8) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان 1/381.
                              (9) السيرة النبوية لابن هشام(2/255).
                              (10) سورة الطارق الآية: 6.
                              (11) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان 1/384 وقد استوفى البحث من الحيل والمعاريض الجائزة وغيرها.


                              وللحديث بقية إن شاء الله وقدر



                              فإلى أن نلتقي
                              (
                              لا تنسوني من صالح دعائكم)
                              محبكم في الله
                              (
                              أبو أنس)
                              عفا الله عنه وعنكم

                              تعليق


                              • #60
                                رد: سلسلة حصائد الألسن

                                حياك الله اخى الحبيب ابو انس

                                واشعر انى لم ارك اخى الحبيب من مدة طويلة
                                لاحرمنا الله من انسكم والاستئناس بكم ودعائكم
                                ونفعنا الله بكم
                                وجمع الله بيننا على خير فى الدنيا والاخرة
                                اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

                                تعليق

                                يعمل...
                                X