إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فقه الدعوة للدكتور سعيد بوزيري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فقه الدعوة للدكتور سعيد بوزيري


    فقه الدعوة للدكتور سعيد بوزيري

    مدخل إلى الدعوة إلى الله

    أولا: أهمية الأسلوب في الدعوة إلى الله

    إن هدف الدعوة هو إبراز مقاصد الإسلام الكبرى وهذا الهدف يتطلب أسلوبا مناسبا لتحقيقه.

    والأسلوب هو الطريقة أو المنهج.

    والأسلوب الدعوى هو أقصر طريق يوصل لتحقيق أهداف الإسلام بطريقة مشروعة، ولابد من استعمال الأسلوب المناسب في الوقت المناسب، ولأن الأهداف كثيرة فالأساليب كثيرة.


    ثانيا: اختلاف أسلوب الدعوة باختلاف المدعوين


    الداعية الناجح هو الذي يختار الأسلوب الدعوي المناسب للمدعوين، الذي يراعي خصوصياتهم واختلاف مداركهم وتباين ثقافاتهم، وبذلك تحقق الدعوة مواقع جديدة وأنصارا مؤيدين.


    ثالثا: مصادر أساليب الدعوة


    أ- القرآن الكريم: والذي حدد معالم كبرى في طريق الدعوة وهي مبثوثة في آياته مثل: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...[سورة النحل، الآية 125]، فضلا عن قصص الأنبياء والرسل التي توضح أساليب ومناهج دعواتهم.

    ب- السنة والسيرة النبويتين: باعتبارهما ترجمة علمية وعملية للإسلام، فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الداعية الأنموذج بلسان قوله وحاله.

    ج- السلف الصالح: وهم الصحابة وتابعيهم بإحسان، فهم أفقه الناس بالدعوة إلى الله، ولهم فضل على سائر الناس إذ عاشوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وفهموا القرآن وأدركوا أسباب تنزيله.

    د- تجارب الدعاة واستنباطات العلماء: فالدعاة تمرسوا كثيرا في حقل الدعوة واكتسبوا خبرة واسعة، لابد من العودة إلى تجاربهم الناجحة، إلى جانب استنباطات العلماء للأحكام الفقهية العملية التي تعتبر صمام أمان في مسيرة الدعوة.


    رابعا: ضوابط أساليب الدعوة


    أ- بيان محاسن الإسلام، وإبراز حاجة الناس إليه في جميع أمورهم.

    ب- بيان أحكام الإسلام ببساطة ووضوح، والابتعاد عن كل ألوان التعقيد والغموض.

    ج- اعتماد التدرج في عرض حقائق الإيمان وأحكام الإسلام.

    د- إعمال فقه الأولويات في القربات والطاعات وفي الأوامر والمنهيات.

    ﻫ- استثمار الفرص المتاحة، مثل الأعراس والأعياد والمآتم.

    و- مخاطبة المدعوين على قدر عقولهم، لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ...[سورة إبراهيم، الآية 4].

    ز- اعتماد طريقتي الترغيب والترهيب في استمالة قلوب المدعوين.

    ح- تحسيس المدعوين بدعوتهم إلى الإسلام لا إلى مغانم دنيوية، ودعوتهم إلى المبادئ الثابتة لا إلى الأشخاص الزائلة، ودعوتهم إلى القيم الراسخة لا إلى المصالح العارضة.

    ط- تبني مشكلات المدعوين وهمومهم، مشكلة الخواء الروحي نموذجا:

    1. أعراضها:

    - الشعور باليأس.

    - التفكير في الانتحار.

    - القلق الدائم.

    - ضعف الخشوع في العبادات خاصة في الصلاة.

    - قسوة القلب.

    - عدم التأثر عند سماع القرآن الكريم.

    - عدم الشعور بتأنيب الضمير.

    - الانقطاع عن فعل الخيرات.

    2- وصفتها العلاجية:

    - ملازمة القرآن الكريم تلاوة وتدبرا، قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ...﴾ - [سورة الإسراء، الآية 82].

    - ملازمة صلاة الجماعة.

    - ملازمة الذكر ﴿...أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[سورة الرعد، الآية 28].

    - دراسة السنة النبوية والسيرة المطهرة.

    - لزوم الجماعة وحضور مجالس العلم.

    - دوام النظر في تجارب الناجحين.

    - التفكير في الآخرة والتزود لها.

    - الاعتكاف والخلوة بالنفس.


    وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

  • #2
    رد: فقه الدعوة للدكتور سعيد بوزيري

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا أختاه وبارك الله فيكم
    ومتابعة معكم بأذن الله
    استغُفِركَ ربّي مِن كُل نية سيئة جَالت في صُدورنا
    ومِن كُل عًمل سئ تَضيقُ به قبورنًا




    تعليق


    • #3
      رد: فقه الدعوة للدكتور سعيد بوزيري

      بارك الله فيكم
      وبيض الله وجوهكم
      وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

      تعليق


      • #4
        رد: فقه الدعوة للدكتور سعيد بوزيري

        خصائص الدعوة إلى الله

        أولا: ربانية المصدر

        الدعوة إلى الله مصدرها الله تعالى، فهي مرتبطة به، وهذا ما أضفى عليها قدسية لا نجدها في الدعوات الوثنية والأرضية الأخرى، بل وحتى الدعوات التي تستند إلى كتب سماوية تفتقد إلى هذه القدسية، كالمسيحية المحرفة التي تتبنى عقيدة التثليث.

        وارتباط الدعوة بالله عز وجل يبعث الطمأنينة والسكينة في قلب الداعي، فكما يقول ابن عطاء الله السكندري: [من وجد الله فماذا فقد].



        ثانيا: عالمية الانتشار

        فهي لا تخص جنسا معينا، بل تتوجه إلى كل البشر مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[سورةالأنبياء، الآية 107].

        وهي عالمية من حيث الزمان فهي لا تتوقف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولا تتعطل أبدا، أما من حيث المكان فهي نور الله الذي يضيء جميع الأرض، لذلك على الدعاة أن يستشعروا مسؤوليتهم في تبليغ الدعوة إلى كل الآفاق.



        ثالثا: شمولية المنهاج

        فهو يستوعب كل شرائح المجتمع: العالمين والجاهلين، والأغنياء والفقراء، والمؤمنين والكافرين... وهذا المنهاج يخاطب كل شريحة مع مراعاة خصوصياتها حتى تكون الدعوة على بصيرة وفهم وعلم ودراية وبالتالي تكون ناجحة، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ [سورةيوسف، الآية 108].



        رابعا: مراعاة واقع المدعوين

        الدعوة واقعية تأخذ بعين الاعتبار ظروف المدعوين الاجتماعية والثقافية وطبيعة مشاكلهم...، لذا على الداعي أن يكون واقعيا في تعامله معهم.



        خامسا: ايجابية النظرةإلى:

        أ- الكون: وهي نظرة إعمار واكتشاف، فهذا الكون- الذي خُلِقنا فيه - يسير وفق نواميس أودعها الله فيه لابد من اكتشافها، ومن ثم العمل بمقتضاها للإعمار، فهذه النظرة تخلق في الإنسان حب التأمل وتوحيد الله المبدع في صنيعه فيزداد إيمانا على إيمانه، وعلما بحقيقة خالقه، أليس الله هو القائل: ﴿...إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ[سورةفاطر، الآية 28].

        ب- الحياة: وهي فترة للعمل فيما ينفع الناس، ولا تقاس بحياة الأفراد، وهذا ما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرسخه في نفوس المؤمنين حين قال: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) [رواه أحمد]، وجسده ذلك الفلاح المسن الذي غرس أشجارا - تثمر بعد سنوات - لما استفسر عن سبب غرسه إياها فقال: [غرسوا فأكلنا، ونحن الآن نغرس ليأكل من يأتي بعدنا].

        ج- الإنسان: هو المخلوق الذي كرمه الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ...[سورةالإسراء، الآية 70].

        وهو الأساس في قيام الحضارة كما يقول مالك بن نبي لذلك لابد من المحافظة عليه جسدا وروحا كما أمرنا تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ[سورة القصص، الآية 77].



        سادسا: أخلاقية الوسائل والأهداف

        الأخلاق في الإسلام عامة لا تخص المسلمين فقط، لقوله صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) [رواه الترمذي وقال حديث حسن]، ليس كالدعوة اليهودية التي تستند إلى التوراة المحرفة والتلمود والبروتوكولات الداعية إلى التحلي بالأخلاق فيما بينهم والتملص منها مع غيرهم.

        إن الدعوة إلى الله أهدافها أخلاقية ووسائلها كذلك ومنه صيغت القواعد التالية: [نبل الوسائل من نبل الأهداف] و[طهر الأدوات من طهر الغايات]، و[سلامة المنطلقات من سلامة المآلاتففى ظل الدعوة إلى الله تنتفي القاعدة الميكيافلية [الغاية تبرر الوسيلة]، فغاية الدعوة هي التمكين لدين الله وهي غاية نبيلة ووسائلها كذلك نبيلة.


        ------منقول------

        " إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا"
        الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1424
        خلاصة حكم المحدث: صحيح

        س/ "بل وحتى الدعوات التي تستند إلى كتب سماوية تفتقد إلى هذه القدسية، كالمسيحية المحرفة " هل هذه العبارة تجوز ؟


        وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

        تعليق


        • #5
          رد: فقه الدعوة للدكتور سعيد بوزيري

          أهداف الدعوة إلى الله

          تمهيد
          إن للدعوة إلى الله أهدافا يجب العمل من أجل تحقيقها، وقد لخصها ربعي بن عامر القائد المسلم الذي فقه الإسلام على حقيقته الناصعة، لما سأله قائد الفرس "رستم" عن سبب مجيء المسلمين إلى أرضهم لفتحها قال: [إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة] فهذا بالقول المجمل، وتفصيله ما يلي:
          أولا: بناء الفرد المسلم
          على الداعي إلى الله أن يضع نصب عينيه تكوين الفرد المسلم الذي هو الأساس، وهذا الفرد ينبغي أن يكون:
          أ. سليما في عقيدته: مؤمنا بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر وبالقضاء والقدر إيمانا كاملا لا يشوبه شك.
          ب. صحيحا في عبادته: يعبد الله تعالى كما أمره، ولا يتسنى له هذا إلا بمعرفة الحد الأدنى من العلم في الدين، فيؤدي عباداته كما ينبغي وعلى قدر استطاعته لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ...[سورةآل عمران، الآية 102]، ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ...[سورةالتغابن، الآية 16].
          ج. قويا في أخلاقه: فلا معنى لعبادة لا تثمر أخلاقا، وقد بين الله وظيفة الأنبياء عامة والرسول صلى الله عليه وسلم خاصة بقوله: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ...[سورةالبقرة، الآية 129]، فالتزكية هي التربية التي تنمي الأخلاق وتتعهدها.
          د. خادما لرسالته: المدرك لسر وجوده وهو كما يقول المولى عز وجل: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي[سورةالذاريات، الآية 56]، فوظيفة الإنسان الأولى التي يجب أن يسخر لها وقته وقدراته هي عبادة الله حق العبادة.
          إذا كان الفرد بهذه السمات صار صانعا من صناع الحياة على حد تعبير الشيخ محمد أحمد الراشد، فيكون لبنة صالحة في صرح المجتمع.
          ثانيا: بناء الأسرة المسلمة
          بعد تكوين الفرد المسلم لابد له من الزواج لبناء أسرة فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولقد رغب النبي عليه الصلاة والسلام الشباب فيه فقال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج...) [رواه الجماعة عن ابن مسعود].
          وهذه الأسرة ينبغي أن تكون:
          أ. مربية للأجيال:فالأسرة هي المحضن الطبيعي الذي ينشأ فيه النشء، فتعده للغد فيكون ذخرا لأمته وعدة لها، ويكون أول ما تربيهم عليه هو الإيمان بالله وتوحيده.
          ب. حامية للقيم والمبادئ:فالأسرة وهي تربي أبناءها تغرس فيهم القيم السامية والمبادئ الرفيعة التي دعا إليها ديننا الحنيف، فيتشبع بها ويجسدها في حياته مع كل الخلق.
          ثالثا: بناء المجتمع المسلم
          وهو مسؤولية الجميع لا تختص بالدعاة فقط تحقيقا لقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...[سورةالبقرة، الآية 143]، فالشهادة مقام رفيع اختص به الله تعالى أمة الإسلام، فعلى كل فرد أن يستشعر قدر مسؤوليته فيقيم الحجة على الناس ويبرئ ذمته أمام الله، وهذا المجتمع المراد بناؤه يجب أن يكون:
          أ- منضبطا بالشرع في معاملاته: بمعنى أن يكون حريصا على تحكيم الشريعة الإسلامية في جميع أموره وعلاقاته الاجتماعية والاقتصادية والمدنية والسياسية.
          ب-مجسدا للأخلاق الإسلامية في علاقاته: لابد من تجسيد الأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الإسلام دون تمييز لإحداها على الأخرى فكلها مطلوبة، وبالتالي يتميز المجتمع المسلم عن سائر المجتمعات الأخرى.
          رابعا: تبني مشكلات الأمة وحمل همومها
          انطلاقا من حديثين للرسول صلى الله عليه وسلم وهما: (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم)، (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [رواه مسلم].
          يتجلى ضرورة تبني مشكلات الأمة الإسلامية، ومن أهمها ما يلي:
          أ- مشكلة الفهم القاصر للإسلام: ومن مظاهر هذه المشكلة:
          1- الجمود والتقليد: بمعنى البقاء على الموروث الفقهي القديم و التقيد به دون بحث أو تمحيص، فإذا كان علماء السلف أطباء عصرهم لابد أن يكون علماء اليوم أطباء هذا العصر.
          2- التجزئة للإسلام: الإسلام كل لا يتجزأ، عقيدة وعبادة وأخلاق وشريعة وفكر وسلوك وثقافة واجتماع... مع ذلك نجد في الأمة مَن ينظر إلى الإسلام نظرة تجزيئية تراعي جانبا منه وتهمل الجوانب الأخرى مما ينتج عنه ألوان من الشلل تصيب الأمة في كيانها المادي والمعنوي، ﴿...أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ...[سورةالبقرة، الآية 85].

          ب- مشكلة التمزق: تعيش أمتنا مظاهر عديدة للتمزق على جميع المستويات مما أضعف قدراتها وإمكاناتها ومكن المتربصين بها من النيل من عقيدتها وشريعتها وقيمها.
          ج- مشكلة التخلف: على جميع المستويات: الفكرية، الاقتصادية، السياسية، التربوية والتكنولوجية...
          د- مشكلة الغزو الثقافي:وهو يشكل خطرا خارجيا على كيان الأمة ويزداد خطره مع ضعف مناعة الأمة، مستخدما في ذلك عدة وسائل منها:
          - التنصير.
          - التغريب.
          - الإستشراق.
          - العلمانية.
          - مشكلة الانحلال الأخلاقي: لقد عمل أعداء الإسلام على فرض هيمنتهم على العالم الإسلامي بشتى الطرق، أقواها تأثيرا إشاعة الانحلال الخلقي باستخدام وسائل الدعاية والإعلام المختلفة.
          خامسا: الإسهام في تقديم حلول لمشكلات البشرية
          إن الدعوة إلى الله من خصائصها العالمية، فهي غير محددة زمانا ولا مكانا ولا إنسانا، لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [سورةالأنبياء، الآية 107].
          فتبني مشكلات البشرية التي تقف على حافة الهاوية، لتعيدها إلى ظل ربها وفق المنهاج الإسلامي واجب يقع على كاهل مؤسسات الدعوة.
          أ-في الجانب الروحي: تعيش البشرية فراغا روحيا قاتلا بسبب بعدها عن هدي السماء، فطغت المادية على حياتها بشكل ينذر بالخطر، هذا الذي خلق أمراضا نفسية وعقلية كثيرة، ومن أخطرها انتشار ظاهرة الانتحار.
          فإهمال الروح أحدث خللا في حياة البشرية لذلك فالدعوة اهتمت بهذه الروح ورسمت لها معالم تقودها إلى ربها العارف بها والخبير بخفاياها... فأجابت عن الأسئلة التي حيرت الإنسان منذ الأزل: مولده، وأصله وغايته ومصيره...
          والعقيدة هي أكبر غذاء للروح فهي تعيد الرابطة بين الإنسان وربه، فتشحنها بقوة معنوية، حتى أن جميع الرسل والأنبياء قدموا العقيدة كحل لمشكلات قائمة، وبطريقة منهجية وبشكل يبعث على الحياة، فغرسوا عقيدة التوحيد في أنفسهم، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِي [سورةالأنبياء، الآية 25].
          ب- في الجانب التربوي والأخلاقي: لم تعد للأخلاق الفاضلة والقيم الإنسانية مكانة في ظل الحضارة الغربية، فعاث الناس فسادا في الأرض بلا ضوابط تسير علاقاتهم ومن مظاهر هذا الفساد: الإدمان على المسكرات والمخدرات والشذوذ الجنسي، الأولاد غير الشرعيين وتفكك أواصر القرابة....
          فرسالة الإسلام تصحيح المسار التربوي والخلقي للإنسان وإشاعة الأخلاق الفاضلة والقيم السامية التي تضبط حركة الناس في هذه الحياة.
          ومن أبرز وظائف الأنبياء والرسل التربية التي تجلت في دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ... [سورةالبقرة، الآية 129].
          فالتعليم ينصرف إلى الرؤوس والتزكية تنصرف إلى النفوس.
          ج- في الجانب الثقافي والعلمي: ثمن الإسلام العلم ودعا إليه، حتى أن أول كلمة أوحاها الله إلى نبيه عليه الصلاة والسلام هي "اقرأ" فالقراءة هي مفتاح العلم، لكن العلم المطلوب هو العلم الذي يترعرع في ظل الإيمان، فالعلم يكون عمارا إذا اتصل بالإيمان، ويصير دمارا إذا انفصل عنه.
          - في الجانب الاجتماعي: تعاني
          المجتمعات البشرية من غياب القيم والأخلاق كالرحمة والتعاون والأخوة... وحلت محلها قيم وعادات دخيلة ساهمت في تفكك الأواصر والأسر.

          أما الإسلام فقد طرح البديل من أجل بناء مجتمع سليم متكون من أسر متماسكة قائمة على مبادئ وقيم تحفظها من التمزق والتفسخ.
          و- في الجانب الاقتصادي:قرّر الإسلام جملة من التشريعات الكفيلة ببناء نظام اقتصادي عادل يرعى الإنسان ويحفظ المال.
          - شرع نظام الزكاة كعبادة مالية واجتماعية، تستوعب الأوعية المالية المختلفة، وتصرف لفائدة المجتمع.
          - أباح الملكية الفردية ونظمها بأحكام مختلفة بدءا من اكتسابها وانتهاءً بتحديد مآلاتها ووظائفها.
          - منع الربا باعتباره سببا في خراب الاقتصاد وفي امتصاص مقدرات الضعفاء.
          ز- في الجانب التشريعي:إن التشريع الإسلامي بلغ مستوى رفيعا لم ترق إليه التشريعات الوضعية: شمولا وكمالا وعدلا، لذلك يجب العمل على إبراز كنوز الشريعة ضمانا لمنظومة تشريعية شاملة تضبط علاقات الناس وتحفظ حقوقهم.


          ===========


          نقلا عن الإسلام سؤال وجواب

          هل ما زال باب الاجتهاد مفتوحاً ؟


          الجواب :
          الحمد لله
          " الاجتهاد لغة : مأخوذ من الجَهد ، وهو المشقة ، أو الوسع ، أو الطاقة .
          وأما الاجتهاد عند علماء الفقه ، أو الأصول : فقد عرَّفوه بتعاريف متقاربة في ألفاظها ، ومعانيها ، وكلها تدور حول بذل الجَهد ، والطاقة لمعرفة الحكم الشرعي من دليله .
          وأدق ما قيل في تعريفه : "إن الاجتهاد هو : بذل الطاقة من الفقيه في تحصيل حكم شرعي ظنِّي" انتهى .
          " الموسوعة الفقهية " ( 1 / 18 ، 19 ) .
          ولم تزل الأمة تمر عليها النوازل ، ويحتاج المسلمون إلى معرفة حكم الله تعالى فيها ، ولا يتم ذلك إلا بالاجتهاد في النظر في الأدلة الشرعية لمعرفة الحكم الشرعي لها .
          وقد اجتهد الصحابة رضي الله عنهم في معرفة الأحكام الشرعية ، واجتهد التابعون ومن بعدهم العلماء ونُقلت إلينا اجتهاداتهم .
          وفي أوائل القرن السادس ظهرت الدعوة إلى غلق باب الاجتهاد ، وكان من أسباب ذلك : التعصب الذي وُجد في تلك العصور لمذاهب الأئمة ، حتى قال البعض بالمنع من الخروج عن أقوال الأئمة المدونة في كتبهم وكتب أتباعهم ، فأطلقوا تلك الدعوى (غلق باب الاجتهاد) حتى يقطعوا الطريق أمام من يجتهد في فهم النصوص ويستنبط أحكاماً تخالف ما قاله الأئمة السابقون .
          ومما لا شك فيه أن هذه الدعوى غير صحيحة ، فهناك الكثير والكثير من المسائل المستجدات يحتاج الناس إلى بيان حكم الله تعالى فيها ، ولم يتكلم فيها الأئمة السابقون ، لأنها لم تكن موجودة في زمنهم .
          فالقول بإغلاق باب الاجتهاد يعني أن يبقى المسلمون لا يعلمون حكم الله في وقائع كثيرة ومسائل كثيرة .
          ثم القائل بغلق باب الاجتهاد إنما قال هذا القول اجتهاداً منه ، لم يقل به الأئمة السابقون ، فكيف يسمح لنفسه بالاجتهاد ويجعل هذا آخر اجتهاد يُقبل من المسلمين ، ويعلن إغلاق الباب بعد اجتهاده هذا ؟!
          وقد ذهب آخرون إلى هذه الدعوة "غلق باب الاجتهاد" لما رأوه من جراءة البعض على الأحكام الشرعية ، وصاروا يتلاعبون بالنصوص والأحكام بدعوى الاجتهاد .
          ولكن الموقف الصحيح تجاه هؤلاء : أن يُبين خطؤهم وتلاعبهم ، ويُكشف تزويرهم وكذبهم ، لا أن يُغلق باب الاجتهاد .
          وقد وضع العلماء شروطاً وضوابط للاجتهاد حتى يكون مقبولاً ، وهذه الشروط تضمن له ألا يتحول الاجتهاد إلى التلاعب بالنصوص ، فليست المسألة فوضى ، يقول مَنْ شاء ما شاء ، بل هناك شروط للاجتهاد ، يجب على المجتهد التقييد بها ، وإلا كان اجتهاده نوعاً من التلاعب والعبث .
          جاء في " الموسوعة الفقهية " ( 1 / 42 ، 43 ) :
          "والذي نَدين الله عليه : أنه لا بد أن يكون في الأمة علماء متخصصون ، على علمٍ بكتاب الله ، وسنَّة رسوله ، ومواطن الإجماع ، وفتاوى الصحابة ، والتابعين ، ومن جاء بعدهم ، كما ينبغي أن يكونوا على خبرة تامة باللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم ، ودونت بها السنَّة النبوية ، وأن يكونوا قبل ذلك وبعد ذلك على الصراط المستقيم ، لا يخشون في الله لومة لائم ، لترجع إليهم الأمة فيما نزل بها من أحداث ، وما يجدّ من نوازل ، وألا يُفتح باب الاجتهاد على مصراعيه ، فيلج فيه من لا يحسن قراءة آية من كتاب الله في المصحف ، كما لا يُحسن أن يجمع بين أشتات الموضوع ، ويرجح بعضها على بعض .
          والذين أفتوا بإقفال باب الاجتهاد إنما نزعوا عن خوفٍ من أن يدَّعي الاجتهاد أمثال هؤلاء ، وأن يفتري على الله الكذب ، فيقولون هذا حلال وهذا حرام ، من غير دليل ولا برهان ، وإنما يقولون ذلك إرضاء للحكام ، ولقد رأينا بعض من يدَّعي الاجتهاد يتوهم أن القول بكذا وكذا فيه ترضية لهؤلاء السادة ، فيسبقونهم بالقول ، ويعتمد هؤلاء الحكام على آراء هؤلاء المدعين ، فقد رأينا في عصرنا هذا من أفتى بحل الربا الاستغلالي دون الاستهلاكي ، بل منهم من قال بحله مطلقاً ؛ لأن المصلحة - في زعمه - توجب الأخذ به ، ومنهم مَن أفتى بجواز الإجهاض ابتغاء تحديد النسل ، لأن بعض الحكام يرى هذا الرأي ، ويسميه " تنظيم الأسرة " ، ومنهم من يرى أن إقامة الحدود لا تثبت إلا على من اعتاد الجريمة الموجبة للحدِّ ، ومنهم ... ومنهم ... فأمثال هؤلاء هم الذين حملوا أهل الورع من العلماء على القول بإقفال باب الاجتهاد .
          ولكنا نقول : إن القول بحرمة الاجتهاد وإقفال بابه جملة وتفصيلاً لا يتفق مع الشريعة نصّاً وروحاً ، وإنما القولة الصحيحة هي إباحته ، بل وجوبه على من توفرت فيه شروطه ؛ لأن الأمَّة في حاجة إلى معرفة الأحكام الشرعية فيما جدَّ من أحداث لم تقع في العصور القديمة" انتهى .
          وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
          هل يعتبر باب الاجتهاد في الأحكام الإسلامية مفتوحاً لكل إنسان ، أو أن هناك شروطاً لا بد أن تتوفر في المجتهد ؟ وهل يجوز لأي إنسان أن يفتي برأيه ، دون معرفته بالدليل الواضح ؟ فأجابوا :
          "باب الاجتهاد في معرفة الأحكام الشرعية لا يزال مفتوحاً لمن كان أهلاً لذلك ، بأن يكون عالماً بما يحتاجه في مسألته التي يجتهد فيها ، من الآيات والأحاديث ، قادراً على فهمهما ، والاستدلال بهما على مطلوبه ، وعالماً بدرجة ما يستدل به من الأحاديث ، وبمواضع الإجماع في المسائل التي يبحثها حتى لا يخرج على إجماع المسلمين في حكمه فيها ، عارفاً من اللغة العربية القدر الذي يتمكن به من فهم النصوص ؛ ليتأتَّى له الاستدلال بها ، والاستنباط منها ، وليس للإنسان أن يقول في الدين برأيه ، أو يُفتي الناس بغير علم ، بل عليه أن يسترشد بالدليل الشرعي ، ثم بأقوال أهل العلم ، ونظرهم في الأدلة ، وطريقتهم في الاستدلال بها ، والاستنباط ، ثم يتكلم ، أو يفتي بما اقتنع به ، ورضيه لنفسه ديناً" انتهى .
          الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
          " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 5 / 17 ، 18 ) .
          وذكر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في كتابه "الأصول من علم الأصول" شروط الاجتهاد ، فقال : "للاجتهاد شروط منها :
          1- أن يعلم من الأدلة الشرعية ما يحتاج إليه في اجتهاده كآيات الأحكام وأحاديثها .
          2- أن يعرف ما يتعلق بصحة الحديث وضعفه ، كمعرفة الإسناد ورجاله ، وغير ذلك .
          3- أن يعرف الناسخ والمنسوخ ومواقع الإجماع حتى لا يحكم بمنسوخ أو مخالف للإجماع .
          4- أن يعرف من الأدلة ما يختلف به الحكم من تخصيص ، أو تقييد ، أو نحوه حتى لا يحكم بما يخالف ذلك .
          5- أن يعرف من اللغة وأصول الفقه ما يتعلق بدلالات الألفاظ ، كالعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين ، ونحو ذلك ؛ ليحكم بما تقتضيه تلك الدلالات .
          6- أن يكون عنده قدرة يتمكن بها من استنباط الأحكام من أدلتها" انتهى .
          "الأصول من علم الأصول" (ص 85 ، 86) .
          وبهذه الشروط يكون الاجتهاد منضبطاً ، بعيداً عن التلاعب والهوى .
          والله أعلم .



          الإسلام سؤال وجواب
          التعديل الأخير تم بواسطة نبض داعية; الساعة 07-05-2013, 12:14 AM. سبب آخر: تعديل الخط
          وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

          تعليق


          • #6
            رد: فقه الدعوة للدكتور سعيد بوزيري

            جزاكم الله خيرًا أختاه وبارك الله فيكم
            استغُفِركَ ربّي مِن كُل نية سيئة جَالت في صُدورنا
            ومِن كُل عًمل سئ تَضيقُ به قبورنًا




            تعليق


            • #7
              رد: فقه الدعوة للدكتور سعيد بوزيري

              وجزاكم الله خيرا
              وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

              تعليق


              • #8
                رد: فقه الدعوة للدكتور سعيد بوزيري

                أساليب الدعوة

                أولا: أهمية الأسلوب في الدعوة إلى الله
                إن هدف الدعوة هو إبراز مقاصد الإسلام الكبرى وهذا الهدف يتطلب أسلوبا مناسبا لتحقيقه.
                والأسلوب هو الطريقة أو المنهج.
                والأسلوب الدعوى هو أقصر طريق يوصل لتحقيق أهداف الإسلام بطريقة مشروعة، ولابد من استعمال الأسلوب المناسب في الوقت المناسب، ولأن الأهداف كثيرة فالأساليب كثيرة.
                ثانيا: اختلاف أسلوب الدعوة باختلاف المدعوين
                الداعية الناجح هو الذي يختار الأسلوب الدعوي المناسب للمدعوين، الذي يراعي خصوصياتهم واختلاف مداركهم وتباين ثقافاتهم، وبذلك تحقق الدعوة مواقع جديدة وأنصارا مؤيدين.
                ثالثا: مصادر أساليب الدعوة
                أ- القرآن الكريم: والذي حدد معالم كبرى في طريق الدعوة وهي مبثوثة في آياته مثل: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...[سورة النحل، الآية 125]، فضلا عن قصص الأنبياء والرسل التي توضح أساليب ومناهج دعواتهم.
                ب- السنة والسيرة النبويتين: باعتبارهما ترجمة علمية وعملية للإسلام، فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الداعية الأنموذج بلسان قوله وحاله.
                ج- السلف الصالح: وهم الصحابة وتابعيهم بإحسان، فهم أفقه الناس بالدعوة إلى الله، ولهم فضل على سائر الناس إذ عاشوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وفهموا القرآن وأدركوا أسباب تنزيله.
                د- تجارب الدعاة واستنباطات العلماء: فالدعاة تمرسوا كثيرا في حقل الدعوة واكتسبوا خبرة واسعة، لابد من العودة إلى تجاربهم الناجحة، إلى جانب استنباطات العلماء للأحكام الفقهية العملية التي تعتبر صمام أمان في مسيرة الدعوة.
                رابعا: ضوابط أساليب الدعوة
                أ- بيان محاسن الإسلام، وإبراز حاجة الناس إليه في جميع أمورهم.
                ب- بيان أحكام الإسلام ببساطة ووضوح، والابتعاد عن كل ألوان التعقيد والغموض.
                ج- اعتماد التدرج في عرض حقائق الإيمان وأحكام الإسلام.
                د- إعمال فقه الأولويات في القربات والطاعات وفي الأوامر والمنهيات.
                ﻫ- استثمار الفرص المتاحة، مثل الأعراس والأعياد والمآتم.
                و- مخاطبة المدعوين على قدر عقولهم، لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ...[سورة إبراهيم، الآية 4].
                ز- اعتماد طريقتي الترغيب والترهيب في استمالة قلوب المدعوين.
                ح- تحسيس المدعوين بدعوتهم إلى الإسلام لا إلى مغانم دنيوية، ودعوتهم إلى المبادئ الثابتة لا إلى الأشخاص الزائلة، ودعوتهم إلى القيم الراسخة لا إلى المصالح العارضة.
                ط- تبني مشكلات المدعوين وهمومهم، مشكلة الخواء الروحي نموذجا:
                1. أعراضها:
                - الشعور باليأس.
                - التفكير في الانتحار.
                - القلق الدائم.
                - ضعف الخشوع في العبادات خاصة في الصلاة.
                - قسوة القلب.
                - عدم التأثر عند سماع القرآن الكريم.
                - عدم الشعور بتأنيب الضمير.
                - الانقطاع عن فعل الخيرات.
                2- وصفتها العلاجية:
                - ملازمة القرآن الكريم تلاوة وتدبرا، قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ...﴾ - [سورة الإسراء، الآية 82].
                - ملازمة صلاة الجماعة.
                - ملازمة الذكر ﴿...أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[سورة الرعد، الآية 28].
                - دراسة السنة النبوية والسيرة المطهرة.
                - لزوم الجماعة وحضور مجالس العلم.
                - دوام النظر في تجارب الناجحين.
                - التفكير في الآخرة والتزود لها.
                - الاعتكاف والخلوة بالنفس.
                وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

                تعليق

                يعمل...
                X