الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده
سيد ولد آدم وخاتم الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعــــد..
فقد قال الله تعالى:
{ وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات 56
{ وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات 56
وعبادة الله فى هذه الحياة الدنيا تستوجب علينا إدراك حقيقة أمور كثيرة، بداية من إدراك حقيقة الدنيا..
قال تعالى:
{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ
وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } الحديد: 20
قال تعالى:
{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ
وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } الحديد: 20
فالكُلّ يدور فى فلكٍ واحدٍ والأعمالُ تَخُفّ أو تَثقُل بالميزان
فهنيئاً لمن أخذ من دنياه زاداً وترك زُخرُفها الزائل الفان
الدعوة إلى الله تعالى،
العمــل الـدعـــويّ،
الداعية الإسلاميّ
هذه كلها مرادفات تدور حول معنى واحدا ألا وهو الدّعوة الإسلاميّة: فهنيئاً لمن أخذ من دنياه زاداً وترك زُخرُفها الزائل الفان
الدعوة إلى الله تعالى،
العمــل الـدعـــويّ،
الداعية الإسلاميّ
أي نشر الإسلام وشهادة أنَّ لا إله إلاّ الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله، ومن يقوم بها هو الداعية الإسلاميّ.
ومعني الدَّاعِيَةُ : الذي يدعو إلى دين أو فكرة ، والهاء للمبالغة و الدَّاعِيَةُ الدعوة. يقال : دعاه بداعية الإسلام (المعجم الوسيط)
فالداعية إذن هو المؤهل القائم بترغيب الناس في الإسلام وحثّهم على التزامه بالوسائل المشروعة.
قال ابن تيمية في تعريف الدعوة:
والدعوة إلى الله هي الدعوة إلى الإيمان به وبما جاءت به رسله وبتصديقهم فيما أخبروا به وطاعتهم فيما أمروا.
(مجموع فتاوى ابن تيمية (15/157)،
وعرَّفها بعض المعاصرين بقوله: تبليغ الإسلام للناس وتعليمه إياهم وتطبيقه في واقع الحياة.
(المدخل إلى علم الدعوة (ص/17)،
وأوجز الطبري القول وأبلغ في المعنى حين قال عن الدعوة: هي دعوة الناس إلى الإسلام بالقول والعمل.
(تفسير الطبري (11/53).
وفضل الدعاة ومنزلتهم عند الله ورد فى آيات عديدة منها قوله تعالى:
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } التوبة 71
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } التوبة 71
فالدعاة هم خير هذه الأمة على الإطلاق، شرَّفهم الله عزَّ وجلَّ:
ــــ بأنهم المفلحون فى قوله تعالى:
{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } آل عمران 104
ــــ وبأن قولهم في مضمار أحسن الأقوال ، وكلامهم في التبليغ أفضل الكلام حيث قال تعالى:{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فصلت 33
وبشَّرهم النبى صلى الله عليه وسلم بأن أجرهم مستمر ومثوبتهم دائمة حيث قال: " من دعا إلى هُدًى كانَ لَهُ منَ الأجرِ مثلُ أجورِ من يتَّبعُهُ ، لا ينقُصُ ذلِكَ من أجورِهم شيئًا .... " رواه مسلم والترمذي وصححه الألباني
فالدعوة إلى الله تعالى وإقامة الحق والعدل في هذا الكون واجب على كل مسلم، كما أن استشعار المسلم لفريضة الدعوة،
يبعث في النفس الهمة للعمل والحرص على التنفيذ، وذلك يعني أنه لا تراخٍ في الفريضة ولا نكوص عن أداء الواجب.
ومن هذا المنطلق ولعظم شأن العمل الدعويّ، فينبغى أن يقوم على أسس سليمة وقواعد راسخة تصل بالداعية إلى بلوغ غايته،
ووضع الناس فى مقام المعرفة الحقَّه لربِّ العالمين، وفى مقام عبوديتهم الخالصة لمالك يوم الدِّين..
بلَّغنا الله وإياكم أعلى مقامات المعرفة به سبحانه العزيز الرحمن، ورزقنا وإياكم حسن عبادته وطاعته سبحانه هو المستعان.
وتبدأ هذه الأسس والقواعد بالبناء التربوي الدعوي..
أنقل لكم أيها الكرام الأفاضل وبتصريف شديد هذه المحاضرة للشيخ علي بن عمر بادحدح يتناول فيها هذه الأسس، أدعو الله سبحانه أن ينفعنا وإياكم بما فيها:
الأسس المنهجية للتربية الدعوية
لاشك أننا ندرك أن الدعوة مهمة سامية، فضلها كبير، وأثرها عظيم، وبالتالي فلا يصح فيها التخبط والارتجال، بل يجب أن تُؤسَّس على أسس صحيحة واضحة،
وعلى معالم منهجية راسخة.
فالأسس الصحيحة الواضحة ينبغي أن لا تُغْفَل في مسيره الدعوة على مستوى الأفراد، وعلى مستوى الجماعات، والمؤسسات والهيئات، وعلى كل المستويات.
والحق إن بعض هذه الأسس قد غاب أو يغيب بصورة أو بأخرى في بعض الممارسات الدعوية، ومن خلال هذا الغياب والخلل، وما يترتب عليه من آثار سلبية،
أحببت أن أشير إلى هذه الأسس، وأن أوجز القول فيها مستعيناً بالله سبحانه وتعالى.
الأساس الأول: الله والاسلام لا الذات ولا الهيئات
لا بد في مسيرة الدعوة وفي كل مرحلة من مراحلها، أن يكون الهدف واضحاً، والغاية محددة، لأنهما أعظم أساس.
إن الغاية من هذه الحياة كلها، ومن الدعوة أيضاً على وجه الخصوص، هو رضوان الله سبحانه وتعالى، وإن الهدف هو تحقيقه، وتحصيل المصلحة الإسلامية،
التي تعود على الأمة الإسلامية بالنفع العاجل والآجل.
فلا دعوةٌ للأشخاص، ولا غايةٌ مقصودةٌ للهيئاتِ أو الجمعيات...
بمعنى أنه ينبغي أن لا تكون الغاية هي الدعوة للشخص، أو الارتباط به، أو التزكية للنهج، دون أن نربط بأن هذه كلها إنما هي مجرد وسائل، وأن الغاية التي نسعى إليها
من وراء ذلك، أن نُحصِّل رضوان الله، وأن نُحقِّق أو نُحصِّل المصلحة الإسلامية.
فالإخلاص لله عز وجل هو جوهر هذا الدين، وعندما نمارس العمل الدعوي فلا بد أن نربط القلب بالخلاق سبحانه وتعالى، ولا بد أن نربط المشاعر، والغايات، والمطامع، والمطامح بما عنده سبحانه من الأجر والمثوبة؛ لأن ذلك يساعد على التجرد من حظوظ الدنيا.
والإخلاص هو: أن تقصد أنت -أيها المسلم- بقولك، وعملك، وجهادك كله وجه الله سبحانه وتعالى، وابتغاء مرضاته، وحسن مثوبته، من غير أن تنظر إلى مغنم،
أو مظهر أو تلتفت إلى جاه ولقب، أو تفكر في تقدم أو تأخر.
وحسبك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أطلق فيه تزكية رائعة، تشتاق إليها نفوس المؤمنين عندما قال:
( ...طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله -أي إن هدفه نصره هذا الدين- إن كان في المقدمة كان في المقدمة، وإن كان في الساقة كان في الساقة ...)صحيح الجامع
أي لا يهمه تقدّم أوتأخر .. حسبه أنه جندي في سبيل الله .. حسبه أنه سبب من الأسباب التي تبذل نصره دين الله -عز وجل- وإعلاء رايته، ونشر كلمته.
والإخلاص في الدعوة له آثار:
1ـ أنَّ المخلص الذي يَمحَضُ النُّصحُ للآخرين لا يبتغي من ورائهم كسباً، ولا جاهاً، ولا شهرة:
يُفتحُ له في قلوبهم، وتُكسرُ له المقاليد المُغلَقة، وتُفتح له الأبواب المُوصَدة، وتجد كلماته طريقها إلى القلوب، وتجد أفعاله تأثيرها في النفوس،وما ذلك كله إلا لأن هدفه وغايته واضحة.
عندما يتحقق هذا المعنى يحصل التجرد الذي نطقت به ألسنة الرسل عليهم الصلاة والسلام :
{وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ }[الشعراء/109]،
ولذلك ينبغي أن نلتفت إلى هذا المعنى أعظم التفات.
2ـ كما أنَّ المخلص بإخلاصه:
ينعم بتفريج الكربات، والخروج من المشكلات والأزمات ، فالله سبحانه وتعالى قال: { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } يونس 22
فمع كونهم لم يكونوا على صلة بالله عز وجل صحيحة، ولكن عندما ادلَهَمَّ الْخَطْبُ، وجاء الكرب، خَلُصَتْ قلوبهم لله، وصدقوا في توجههم لله، وارتبطوا بالغاية،وهي الاغتنام والحصول على رضوان الله، ففرَّج الله ما بهم.
ونعلم حديث النفر الثلاثة الذين قصّ النبي صلى الله عليه وسلم قصتهم، لمَّا آواهم الغار ثم سدّت صخرة مخرج الغار عليهم، فسألوا الله عز وجلبأخلص أعمالهم،فكان أن فرَّج الله عنهم، بما محضوا فيه النية الخالصة لوجهه الكريم.
عندما يكون هذا المعنى واضحاً جليّاً في أصل التربية، يمكن أن يؤتي بشخصية إسلامية فيها الأساس المهم، وهو هذا الارتباط، ومن العلامات التي تتولد من ذلك:
أولاً: إنَّ غير المنتبه هذا المعنى قد يفرح إذا وجد بعض المعالم والمعاني التي يعملها لله -عز وجل- أو بنصرة هذا الدين، فيغتَّرُ بها.
أمَّا من يلحظ هذا المعنى فيستوي عنده المدح والذم، مادام ينظر الى التقويم الالهي: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }.
ولقد ورد في ترجمه الامام البخاري رحمة الله أنه قال: " قد استوى عندي المادح والذام " أي ما دمت مرتبطا بالمنهج فلا يقدم ولا يؤخر لأجل هذه المطامح والمعالم.
ثانياً: البعد عن الشهرة وعدم حب التصدر
وكل ذلك من أهم الركائز المهمة، وإذا تأملنا في هذا المعنى، فإننا نجد أنه مَعلَم مهم من المعالم التي وردت في كثير من القصص القرآني، والهدي النبوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن تحقيق هذا المعنى ينعكس أيضا على المدعو بأمر مهم، وهو أنك تدعوه لا لشخصك، ولا لمنفعتك، بل لمصلحته في هذه الدنيا، ومنفعته في الآخرة بين يدي الله عز وجل، كما قال سبحانه:
{ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }، فهو يتأكد أنك رجل صاحب مبدأ، لا صاحب غاية محدودة، أو صاحب نظرة ضيّقة، هدفك من وراءها تحقيق بعض المصالح القريبة دون المصالح الكلية العامة.
و من هنا جاءت قصـة بلقيس مـع سليمان -عليه السلام- لما جاءتها دعوته في كتابه { إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }،
أرسلت إليه بهدية تختبره هل هو رجل هدف وغاية، أو رجل مصلحة ومطمح خاص، فلما وصلته الهدية قال: { بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ }، فعلمت ذلك المبدأ،فكان أثره في هذا الجانب مهماً.
و آثار هذا المعنى والمعلم كثيرة جداً، لكننا نرى أيضاً في الواقع التطبيقي صوراً مخالفة لهذا، فأنت ترى من الملامح التي قد يقع فيها بعض الدعاة، والمحتسبين للدعوة، تجد أنهم قد يخطئون جهلاً ومن غير قصد، وقد تقع أحيانا فتنــة في القلب، وهوى في النفس، يجعلان المرء يمارس مخالفة لهذا الأصل، وتلك الغاية،فإذا به ينحرف انحرافاً عظيماً.
إن الغاية من هذه الحياة كلها، ومن الدعوة أيضاً على وجه الخصوص، هو رضوان الله سبحانه وتعالى، وإن الهدف هو تحقيقه، وتحصيل المصلحة الإسلامية،
التي تعود على الأمة الإسلامية بالنفع العاجل والآجل.
فلا دعوةٌ للأشخاص، ولا غايةٌ مقصودةٌ للهيئاتِ أو الجمعيات...
بمعنى أنه ينبغي أن لا تكون الغاية هي الدعوة للشخص، أو الارتباط به، أو التزكية للنهج، دون أن نربط بأن هذه كلها إنما هي مجرد وسائل، وأن الغاية التي نسعى إليها
من وراء ذلك، أن نُحصِّل رضوان الله، وأن نُحقِّق أو نُحصِّل المصلحة الإسلامية.
فالإخلاص لله عز وجل هو جوهر هذا الدين، وعندما نمارس العمل الدعوي فلا بد أن نربط القلب بالخلاق سبحانه وتعالى، ولا بد أن نربط المشاعر، والغايات، والمطامع، والمطامح بما عنده سبحانه من الأجر والمثوبة؛ لأن ذلك يساعد على التجرد من حظوظ الدنيا.
والإخلاص هو: أن تقصد أنت -أيها المسلم- بقولك، وعملك، وجهادك كله وجه الله سبحانه وتعالى، وابتغاء مرضاته، وحسن مثوبته، من غير أن تنظر إلى مغنم،
أو مظهر أو تلتفت إلى جاه ولقب، أو تفكر في تقدم أو تأخر.
وحسبك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أطلق فيه تزكية رائعة، تشتاق إليها نفوس المؤمنين عندما قال:
( ...طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله -أي إن هدفه نصره هذا الدين- إن كان في المقدمة كان في المقدمة، وإن كان في الساقة كان في الساقة ...)صحيح الجامع
أي لا يهمه تقدّم أوتأخر .. حسبه أنه جندي في سبيل الله .. حسبه أنه سبب من الأسباب التي تبذل نصره دين الله -عز وجل- وإعلاء رايته، ونشر كلمته.
والإخلاص في الدعوة له آثار:
1ـ أنَّ المخلص الذي يَمحَضُ النُّصحُ للآخرين لا يبتغي من ورائهم كسباً، ولا جاهاً، ولا شهرة:
يُفتحُ له في قلوبهم، وتُكسرُ له المقاليد المُغلَقة، وتُفتح له الأبواب المُوصَدة، وتجد كلماته طريقها إلى القلوب، وتجد أفعاله تأثيرها في النفوس،وما ذلك كله إلا لأن هدفه وغايته واضحة.
عندما يتحقق هذا المعنى يحصل التجرد الذي نطقت به ألسنة الرسل عليهم الصلاة والسلام :
{وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ }[الشعراء/109]،
ولذلك ينبغي أن نلتفت إلى هذا المعنى أعظم التفات.
2ـ كما أنَّ المخلص بإخلاصه:
ينعم بتفريج الكربات، والخروج من المشكلات والأزمات ، فالله سبحانه وتعالى قال: { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } يونس 22
فمع كونهم لم يكونوا على صلة بالله عز وجل صحيحة، ولكن عندما ادلَهَمَّ الْخَطْبُ، وجاء الكرب، خَلُصَتْ قلوبهم لله، وصدقوا في توجههم لله، وارتبطوا بالغاية،وهي الاغتنام والحصول على رضوان الله، ففرَّج الله ما بهم.
ونعلم حديث النفر الثلاثة الذين قصّ النبي صلى الله عليه وسلم قصتهم، لمَّا آواهم الغار ثم سدّت صخرة مخرج الغار عليهم، فسألوا الله عز وجلبأخلص أعمالهم،فكان أن فرَّج الله عنهم، بما محضوا فيه النية الخالصة لوجهه الكريم.
عندما يكون هذا المعنى واضحاً جليّاً في أصل التربية، يمكن أن يؤتي بشخصية إسلامية فيها الأساس المهم، وهو هذا الارتباط، ومن العلامات التي تتولد من ذلك:
أولاً: إنَّ غير المنتبه هذا المعنى قد يفرح إذا وجد بعض المعالم والمعاني التي يعملها لله -عز وجل- أو بنصرة هذا الدين، فيغتَّرُ بها.
أمَّا من يلحظ هذا المعنى فيستوي عنده المدح والذم، مادام ينظر الى التقويم الالهي: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }.
ولقد ورد في ترجمه الامام البخاري رحمة الله أنه قال: " قد استوى عندي المادح والذام " أي ما دمت مرتبطا بالمنهج فلا يقدم ولا يؤخر لأجل هذه المطامح والمعالم.
ثانياً: البعد عن الشهرة وعدم حب التصدر
وكل ذلك من أهم الركائز المهمة، وإذا تأملنا في هذا المعنى، فإننا نجد أنه مَعلَم مهم من المعالم التي وردت في كثير من القصص القرآني، والهدي النبوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن تحقيق هذا المعنى ينعكس أيضا على المدعو بأمر مهم، وهو أنك تدعوه لا لشخصك، ولا لمنفعتك، بل لمصلحته في هذه الدنيا، ومنفعته في الآخرة بين يدي الله عز وجل، كما قال سبحانه:
{ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }، فهو يتأكد أنك رجل صاحب مبدأ، لا صاحب غاية محدودة، أو صاحب نظرة ضيّقة، هدفك من وراءها تحقيق بعض المصالح القريبة دون المصالح الكلية العامة.
و من هنا جاءت قصـة بلقيس مـع سليمان -عليه السلام- لما جاءتها دعوته في كتابه { إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }،
أرسلت إليه بهدية تختبره هل هو رجل هدف وغاية، أو رجل مصلحة ومطمح خاص، فلما وصلته الهدية قال: { بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ }، فعلمت ذلك المبدأ،فكان أثره في هذا الجانب مهماً.
و آثار هذا المعنى والمعلم كثيرة جداً، لكننا نرى أيضاً في الواقع التطبيقي صوراً مخالفة لهذا، فأنت ترى من الملامح التي قد يقع فيها بعض الدعاة، والمحتسبين للدعوة، تجد أنهم قد يخطئون جهلاً ومن غير قصد، وقد تقع أحيانا فتنــة في القلب، وهوى في النفس، يجعلان المرء يمارس مخالفة لهذا الأصل، وتلك الغاية،فإذا به ينحرف انحرافاً عظيماً.
الأساس الثاني: المنهج لا الأشخاص
مهما كان للأشخاص من قدم راسخة في العلم، ومن كعب عالٍ في البلاء لهذا الدين، ومن رتبة متقدمة في البذل؛ فإن المنهج الرصين الأصيل الثابت هو في كتاب الله عزَّ وجلَّ، وفي سنة النبي عليه الصلاة والسلام.
لذا فمن أهم أسس التربية الدعوية إرتباط الدعاة بالمنهج لا بالأشخاص، فيسلم المتربى من خطأ الداعي إذا وقع في خطأ، ويسلم من ضعفه، وانتكاسه، وارتكاسة،إذا ضعف وتخلى عن أمر الدعوة؛ فإن حال الإنسان يتقلّب .. ( والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء )، ولقد كان أصحاب النبىّصلى الله عليه وسلـم يعلمـون هـذا التسليـم، ويبينون هذا البيان، ويذكرون أنهم مهما بلغت رتبتهم؛ فإن الحق أعظم منهم، وإن المنهج أولى بالارتباط منهـم.
و الله عز وجل لم يتعبدنا باتباع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما بكتابه، وبسنة وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لِما كتب الله له من العصمة،وأما ما سوى ذلك فكلٌ يؤخذ من قوله ويُرد.
ومن هنا عَلِمَ الأئمة العظام المجتهدون الفقهاء، وعلَّموا الأمة هذا المنهج.
ورد عن الإمام الشافعي -عليه رحمة الله- أنه قال : ( إذا صح الحديث فهو مذهبي، واضربوا بقولي عرض الحائط )،كما ورد عن الإمام مالك أنه قال: ( كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر ).
وعندما كان نور الدين زنكي في إحدى غزواته الجهادية، وهو يخوض المعارك، أشفق بعض الجند عليه وقالوا: يا أمير، على رسلك؛ فإنك إن قُتِلتَ تفرّق الجيش وهُزِم الإسلام، فقال له: ( ما تقول!! قد نصر الله الاسلام قبلي وينصره بعدي )، هذا هو الربط المهم، أن يُربط الناس بالمنهج لا بالأشخاص.
ومن الأخطاء الواقعة في هذا الميدان بصورة منظورة، أو غير منظورة، أن هناك من يبالغ في وصف من يحب، أو يقدّر من أشخاص الدعوة، أو العلماء مبالغة قد توجد في نفوس المدعوين من صغار الشباب المبتدئين في أول الطريق، أنهم يرتبطون بالاشخاص دون ارتباطهم بالمنهج والمبدأ، ولا ننكر أن للأشخاص والقدوات آثارهم، ونحن نعلم أن العلماء الربانيين، وأن الدعاة المخلصين، لهم أكبر الأثر في الناس كقدوة حسنة يقتدون بها، وككلمة حق يصدعون بها، وكمواقف مشرفة يعلنونها، لا شك أن لهذا كله آثاراً عظيمة، لكنها ينبغي أن لا تتجاوز الحد الذي يخرج بها عن هذا الإطار إلى إطار آخر، ينبغي أن لا تتجاوزه بحال من الأحوال.
ومن هنا عَلِمَ الأئمة العظام المجتهدون الفقهاء، وعلَّموا الأمة هذا المنهج.
ورد عن الإمام الشافعي -عليه رحمة الله- أنه قال : ( إذا صح الحديث فهو مذهبي، واضربوا بقولي عرض الحائط )،كما ورد عن الإمام مالك أنه قال: ( كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر ).
وعندما كان نور الدين زنكي في إحدى غزواته الجهادية، وهو يخوض المعارك، أشفق بعض الجند عليه وقالوا: يا أمير، على رسلك؛ فإنك إن قُتِلتَ تفرّق الجيش وهُزِم الإسلام، فقال له: ( ما تقول!! قد نصر الله الاسلام قبلي وينصره بعدي )، هذا هو الربط المهم، أن يُربط الناس بالمنهج لا بالأشخاص.
ومن الأخطاء الواقعة في هذا الميدان بصورة منظورة، أو غير منظورة، أن هناك من يبالغ في وصف من يحب، أو يقدّر من أشخاص الدعوة، أو العلماء مبالغة قد توجد في نفوس المدعوين من صغار الشباب المبتدئين في أول الطريق، أنهم يرتبطون بالاشخاص دون ارتباطهم بالمنهج والمبدأ، ولا ننكر أن للأشخاص والقدوات آثارهم، ونحن نعلم أن العلماء الربانيين، وأن الدعاة المخلصين، لهم أكبر الأثر في الناس كقدوة حسنة يقتدون بها، وككلمة حق يصدعون بها، وكمواقف مشرفة يعلنونها، لا شك أن لهذا كله آثاراً عظيمة، لكنها ينبغي أن لا تتجاوز الحد الذي يخرج بها عن هذا الإطار إلى إطار آخر، ينبغي أن لا تتجاوزه بحال من الأحوال.
الأساس الثالث: الصواب لا الأخطاء
وهذه مهمة جداً؛ فإنه ينبغي علينا عندما نربي في محاضن الدعوة الواردين إليها والمقبلين عليها، أن نعلمهم الصواب، وأنه واحد لا يتعدد، بشكل مفصل، ودقيق ومعمق.
بمعرفة الصواب تكفي مؤنه أعداد الأخطاء، إلا ما يحتاج إليه، بمعنى كما يقول أهل العلم في العلم: بأن نعلّمه في أول الأمر قولا وحدا يعرفه، ويعرّف دليله،
ويعرّف استنباطه، ثم له بعد ذلك أن يعرف أقوالاً أخرى، فيُحْسِن التمييز، ويُتقِن التقويم.
أما إن جئته في المسألة لأول وهلة بأقوال أربعة أو خمسة، ولكل منها دليل، وأصحاب المنهج الأول ينقضون أدلة أصحاب المنهج الثاني، وأصحاب المنهج الثاني ينقضون أدلة المنهج الثالث؛ فإنه يخرج مشوّش الفكر، لم يقع في المسألة على شيء يعمل به، أو يطمئن إليه، أو يحفظه ويفقهه.
فالإثبات دائما أقوى في تحقيق العلم من النقل، و قد ذكـر الشـاطبي في الموافقـات: أن النبي صلى الله عليه وسلم سار على هذا المنهج، فبيَّن الأصول الكلية الجامعة، والمنهج الصحيح الصائب، وعندما جاء الى ذِكر الاخطاء والانحرافات، إنما ذكرها على سبيل الإجمال في أصولها الكليّة الجامعة، التي تُفنِّد ما يتفرع تحتها. لمـــــــــــــــــاذا؟
لأن الأخطاء متكاثرة، وأسبابها متعددة، ويمكن أن تكون في بعض الصور لا نهائية، ونحن نعلم أن المذاهب العقلية المنحرفة والوضعية، والانحرافـات الخُلقيّة،لا حصر لها، فلا بد إذن أن نُطبّق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خط خطاً واحداً، وخط على جنبيه خطوطاً مائلةً، وتلى قول الله عز وجل:
{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ... }، السُبُل كثيرة.. والأصل أن يعلم الناس هذا الدين، وكلياته، وفرائضه، وواجباته، وآدابه، فيعرفوا من خلال ذلك أن كل ما خرج من هذا هو خطأ، لا ينبغي التأثر به، ولا الاتباع له.
و إذا أردت أن تعرفه بالأخطاء فليكن ذلك على طريقتين:
أولا: القواعد الجامعة المعرفة بالأخطاء والانحرافات
فإن أمر الأخطاء لا نهاية له، لكنها ترجع إلى قواعد جامعة مانعة، يجمعها في أمر صحة الاعتقاد، وسلامة العبادة، فلا انحراف في الاعتقاد، ولا ابتداع في العبادة،وتجمع هذه الكليات كما ورد تفصيلها في الآيات، والأحاديث من كلام أهل العلم الذين أشاروا إلى ذلك.
ثانياً: أن يعرف بما يظن أنه متعرض له
فان كان على سبيل المثال سيغادر الى بلد يُرَوَّجُ فيها مذهب شيوعي، أو اشتراكي، أو رأسمالي، أو كذا، أو أنه في بيئة يشيع فيها مذهب كذا أو كذا،أو سلوك كذا أو كذا، حينئذ يمكن تنبيهه على الأخطاء.
بمعرفة الصواب تكفي مؤنه أعداد الأخطاء، إلا ما يحتاج إليه، بمعنى كما يقول أهل العلم في العلم: بأن نعلّمه في أول الأمر قولا وحدا يعرفه، ويعرّف دليله،
ويعرّف استنباطه، ثم له بعد ذلك أن يعرف أقوالاً أخرى، فيُحْسِن التمييز، ويُتقِن التقويم.
أما إن جئته في المسألة لأول وهلة بأقوال أربعة أو خمسة، ولكل منها دليل، وأصحاب المنهج الأول ينقضون أدلة أصحاب المنهج الثاني، وأصحاب المنهج الثاني ينقضون أدلة المنهج الثالث؛ فإنه يخرج مشوّش الفكر، لم يقع في المسألة على شيء يعمل به، أو يطمئن إليه، أو يحفظه ويفقهه.
فالإثبات دائما أقوى في تحقيق العلم من النقل، و قد ذكـر الشـاطبي في الموافقـات: أن النبي صلى الله عليه وسلم سار على هذا المنهج، فبيَّن الأصول الكلية الجامعة، والمنهج الصحيح الصائب، وعندما جاء الى ذِكر الاخطاء والانحرافات، إنما ذكرها على سبيل الإجمال في أصولها الكليّة الجامعة، التي تُفنِّد ما يتفرع تحتها. لمـــــــــــــــــاذا؟
لأن الأخطاء متكاثرة، وأسبابها متعددة، ويمكن أن تكون في بعض الصور لا نهائية، ونحن نعلم أن المذاهب العقلية المنحرفة والوضعية، والانحرافـات الخُلقيّة،لا حصر لها، فلا بد إذن أن نُطبّق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خط خطاً واحداً، وخط على جنبيه خطوطاً مائلةً، وتلى قول الله عز وجل:
{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ... }، السُبُل كثيرة.. والأصل أن يعلم الناس هذا الدين، وكلياته، وفرائضه، وواجباته، وآدابه، فيعرفوا من خلال ذلك أن كل ما خرج من هذا هو خطأ، لا ينبغي التأثر به، ولا الاتباع له.
و إذا أردت أن تعرفه بالأخطاء فليكن ذلك على طريقتين:
أولا: القواعد الجامعة المعرفة بالأخطاء والانحرافات
فإن أمر الأخطاء لا نهاية له، لكنها ترجع إلى قواعد جامعة مانعة، يجمعها في أمر صحة الاعتقاد، وسلامة العبادة، فلا انحراف في الاعتقاد، ولا ابتداع في العبادة،وتجمع هذه الكليات كما ورد تفصيلها في الآيات، والأحاديث من كلام أهل العلم الذين أشاروا إلى ذلك.
ثانياً: أن يعرف بما يظن أنه متعرض له
فان كان على سبيل المثال سيغادر الى بلد يُرَوَّجُ فيها مذهب شيوعي، أو اشتراكي، أو رأسمالي، أو كذا، أو أنه في بيئة يشيع فيها مذهب كذا أو كذا،أو سلوك كذا أو كذا، حينئذ يمكن تنبيهه على الأخطاء.
يتبع بأمر الله تعالى
هنـــــا
هنـــــا
تعليق