إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب




    حياكم الله جميعًا ...


    كلمات رائعة قرأتها وأحببت أن أنقلها لكم ..


    بإذن الله نستفيد منها جميعًا ..


    جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. اللهم آمين ،،،




    مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ ضَرُورَةٌ مُلِحَّةٌ



    بقلم فضيلة الشيخ/ محمد حسين يعقوب –حفظه الله ورعاه-




    الفهرس:-


    المُقَدِمَةُ.

    أولًا: مَعْنَى مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ.

    ثانيًا: أَهَميَةُ مُحَاسَبَة ُالنَّفْسِ.

    ثالثًا: فَضْلُ المُحَاسَبَةِ والْآثَارُ الْوَارِدَةُ فِي ذَلِكَ.

    رابعًا: كَيْفِيَةُ المُحَاسَبَةِ.

    خامسًا: نَمَاذِجُ مِنْ مُحَاسَبَةُ الْسَلَفِ لِأَنْفُسِهِم.

    وَأَخِيرًا.




    التعديل الأخير تم بواسطة أبومصعب محمود ابراهيم; الساعة 26-05-2013, 06:42 PM. سبب آخر: وضع المشاركات فى الفهرس

  • #2
    المقدمة

    المُقَدِمَةُ.


    النفس بطبيعتها كثيرة التقلب والتلون، تؤثر فيها المؤثرات، وتعصف بها الأهواء والأدواء، فتجنح لها وتنقاد إليها، وهي في الأصل تسير بالعبد إلى الشر، كما قال تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ} [يوسف 53]، ولذا فإن لها خطرًا عظيمًا على المرء إذا لم يستوقفها عند حدها ويلجمها بلجام التقوى والخوف من الله، ويأطرها على الحق أطرًا.


    قال لقمان الحكيم لابنه: "يا بني، إن الإيمان قائد، والعمل سائق، والنفس حَرون؛ فإن فتر سائقها ضلت عن الطريق، وإن فتر قائدها حرنت، فإذا اجتمعا استقامت، إن النفس إذا أُطعمت طمعت، وإذا فوضت إليها أساءت، وإذا حملتها على أمر الله صلحت، وإذا تركت الأمر إليها فسدت؛ فاحذر نفسك، واتهمها على دينها، وأنزلها منزلة من لا حاجة له فيها، ولا بد له منها، وإن الحكيم يذل نفسه بالمكاره حتى تعترف بالحق، وإن الأحمق يخير نفسه في الأخلاق، فما أحبت منها أحب، وما كرهت منها كره."


    ومن هنا كان لزامًا على كل عبد يرجو لقاء ربه أن يطيل محاسبته لنفسه، وأن يجلس معها جلسات طوالًا.


    فينظر في كل صفحة من عمره مضت: ماذا أودع فيها، ويعزم على استدراك ما فات، ويشحذ همته لسفره الطويل إلى الله تبارك وتعالى.
    التعديل الأخير تم بواسطة طريقي لربي; الساعة 16-12-2014, 09:05 AM.

    تعليق


    • #3
      رد: محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
      وفي انتظار تكملة الموضوع

      استغُفِركَ ربّي مِن كُل نية سيئة جَالت في صُدورنا
      ومِن كُل عًمل سئ تَضيقُ به قبورنًا




      تعليق


      • #4
        رد: محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

        يجزينا الله وإياكم ... ونفع الله بنا وبكم ...

        نكمل بإذن الله ...

        تعليق


        • #5
          معنى محاسبة النفس

          أولًا: مَعْنَى مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ.


          قال الماوردي في معنى المحاسبة: "أن يتصفح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره؛ فإذا كان محمودًا أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذمومًا استدركه إن أمكن، وانتهى عن مثله في المستقبل".


          وقال ابن القيم رحمه الله: "هي التمييز بين ما له وما عليه –يقصد العبد- فيستصحب ما له ويؤدي ما عليه لأنه مسافر سفر من لا يعود".


          وأما الحارث المحاسبي فقد عرفها بقوله: "هي التثبت في جميع الأحوال قبل الفعل والترك من العقد بالضمير أو الفعل بالجارحة؛ حتى يتبين له ما يفعل وما يترك، فإن تبين له ما كره الله عز وجل جانبه بعقد ضمير قلبه وكف جوارحه عما كره الله عز وجل ومنع نفسه من الإمساك عن ترك الفرائض، وسارع إلى أدائه".
          التعديل الأخير تم بواسطة طريقي لربي; الساعة 16-12-2014, 09:05 AM.

          تعليق


          • #6
            رد: محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

            سبحان الله وبحمدهـ ... سبحان الله العظيم ...

            تعليق


            • #7
              رد: محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

              ""بكت عيني و حق لها بكاها ... و ما يغني البكاء و لا العويلُ""

              اعود اليك يا رحمن ابكي __♦♦♦__ ذنوبا ليس لي منها وِجَاءُ

              ياااااااااااااااااااااااااا رب عفوك انني من دون عفوك ليس لي ما يعبدُ

              ياااااااااااا رب ما لي غير لطفك ملجا و لعلني عن بابه لا اطردُ

              يااااااااااااا رب هب لي توبة اقضي بها دينا عليا به جلالك يشهدُ

              انت الخبير بحال عبدك انه __♦♦♦__ بسلاسل الوزر الثقيل مقيدُ

              انت المجيب لكل داع يلتجإ __♦♦♦__ انت المجير لكل من يستنجدُ

              من اي بحر غير بحرك نستقي __♦♦♦__ و لاي باب غير بابك نقصدُ

              اللهم اجعلنا من البكااااااؤوون الذين : إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً

              فما احلي البكاء لرب الارض و السماء •••

              ما اجمل الانين ذُلاً لرب العالمين •••

              ما اروع الانكسار و الخضوع •••

              لمن يجير و لا يجار عليه فانزلي •••

              انزلي يا دموع ••• انزلي يا دموع و كفاااكي يا نفس تكبرا

              فليس لكي غدا سواه يرحم..

              تعليق


              • #8
                رد: محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

                جزاكِ الله خيراً أختنا ونفع بكِ .

                في أنتظار التكملة بإذن الله تعالى .
                القمم .. لأهل الهمم ، ومن هجر الرقاد سبق العباد

                ----
                من نذر نفسه لخدمة دين الله سيعيش متعبًا ولكن سيحيا كبيرًا؛
                فالحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله .
                ________

                خاب وخسر من أبتعد عن خدمة دين الله .






                تعليق


                • #9
                  رد: محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

                  بوركتم
                  ونفع الله بكم
                  وعلمنا وإياكم

                  وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

                  تعليق


                  • #10
                    رد: محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

                    محاسبة النفس ..............يقول جل وعلا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.

                    يقولُ ابنُ كثيرٍ – رحمه الله – في تفسيرِ قولِه تعالى : { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } : (( أي حاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتُم لأنفسِـكم من الأعمالِ الصالحةِ ليومِ معادِكم وعرضِـكم على ربِكم ، واعلموا أنه عالمٌ بجميعِ أعمالِكم وأحوالِكم ، لا تخفى عليهِ منكم خافيه )) انتهى كلامه رحمه الله .

                    * ويترتبُ – كذلكَ – على ترك محاسبة النفس أمرٌ هامٌ جداً ، ألا وهو هلاكُ القلب ، هـلاكُ القلب ! يقولُ ابنُ القيّم – رحمه الله - : " وهلاكُ القلب من إهمالِ النفسِ ومن موافقتها وإتباع هواها " .

                    وقالَ رحمه الله في إغاثةِ اللهفان : " وتركُ المحاسبة والاسترسالُ وتسهيلُ الأمورِ وتمشيتُـها ، فإنَّ هذا يقولُ بهِ إلى الهلاكِ ، وهذه حالُ أهلِ الغرور ، يُغْمضُ عينيهِ عن العواقبِ ويُمَشّي الحال ، ويتكلُ على العفو ، فيهملُ محاسبة نفسهِ والنظرُ في العاقبة ، وإذا فعلَ ذلكَ سَهُلَ عليه مواقعةُ الذنوبِ وأنِسَ بها وعَسُرَ عليه فِطامُها ولو حَضَرَه رُشْدَه لعلِم أنّ الحميةَ أسهلُ من الفِطام وتركُ المألوف والمعتاد " انتهى كلامه رحمه الله . وكتبَ عمرُ بن الخطابِ t إلى بعضِ عمُّالِهِ :
                    (( حاسب نفسكَ في الرخاء قبلَ حسابِ الشدة ، فإن من حاسبَ نفسهُ في الرخاءِ قبلَ حساب الشدة ، عادَ أمرُه إلى الرضا والغبطة ، ومن ألهته حياته وشغلتْـهُ أهواؤه عادَ أمرُه إلى الندامةٍ والخسارة )) .

                    وكان الأحنفُ بن قيسٍ يجيءُ إلى المصباحِ فيضعُ إصبَعهُ فيه ثم
                    يقول : يا حُنيف ، ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟ ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟

                    وقال الحسن – رحمه الله - : " إن المؤمنَ واللهِ ما تراهُ إلا يلومُ نفسهُ على كلِّ حالاته ، يستقصرها في كل ما يفعل ، فيندمُ ويلومُ نفسَهُ ، وإنّ الفاجرَ ليمضي قُدُمـاً لا يعاتبُ نفسَه " .

                    فيجبُ أن يكونَ المؤمنُ محاسباً لنفسهِ مهتماً بها ، لائماً على تقصيرِها قال الإمامُ ابنُ القيمِ رحمه الله تعالى : (( ومن تأملَ أحوالَ الصحابةِ رضي الله عنهُم وجدَهم في غايةِ العملِ معَ غايةِ الخوف ، ونحن جمعنا بين التقصير ، بل بين التفريطِ والأمن )) .

                    هكذا يقولُ الإمامُ ابن القيمِ عن نفسه وعصره !

                    فماذا نقولُ نحنُ عن أنفسِـنا وعصرِنا ؟!

                    * * *

                    · ولمحاسبةِ النفس نوعـان : نوعٌ قَبلَ العمل ، ونوعٌ بعدَه .

                    § النوعُ الأول : محاسبة النفس قبل العمل :
                    وهو أن ينظرَ العبدُ في هذا العمل ، هل هوَ مقدورٌ عليهِ فيعملَه ، مثل الصيام والقيام . أو غيرَ مقدورٍ عليهِ فيتركَه . ثم ينظر هل في فعله خيرٌ في الدنيا والآخرة فيعملَه ، أو في عملِه شرٌ في الدنيا والآخرة فيتركَه . ثم ينظر هل هذا العمل للهِ تعالى أم هو للبشر ، فإن كان سيعملُه لله فعلَه ، وإن كانت نيتَهُ لغيرهِ ترَكه .

                    § النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل : وهو ثلاثة أنواع :

                    * النوعُ الأول : محاسبة النفس على طاعاتٍ قصَّرتْ فيها .
                    كتركها للإخلاصِ أو للمتابعة ، أو تركِ العمل المطلوب كترك الذكر اليومي ، أو تركِ قراءةِ القرآن ، أو تركِ الدعوة أو ترك صلاةِ الجماعة أو ترك السننِ الرواتب . ومحاسبة النفس في هذا النوعِ يكون بإكمالِ النقص وإصلاح الخطأ ، والمسارعةِ في الخيرات وترك النواهي والمنكرات ، والتوبةِ منها ، والإكثارُ من الاستغفار ، ومراقبةُ اللهِ عز وجل ومحاسبة القلب والعمل على سلامتِه ومحاسبةُ اللسان فيمـا قالَه ، وإشغالِه إما بالخيرِ أو بالصمت ، وكذلك يكونُ بمحاسبة العين فيما نظرت ، فيطلقها في الحلالِ ويَغُضُّها عن الحرام ، وبمحاسبة الأُذن ما الذي سَمِعته ، وهكذا جميعِ الجوارح .

                    * النوعُ الثاني من أنواع محاسبة النفس بعد العمل :
                    أن يحاسبَ نفسَهُ على كلِّ عملٍ كانَ تركُهُ خيراً من فعله ؛ لأنهُ أطاعَ فيه الهوى والنفس ، وهو نافذةٌ على المعاصي ، ولأنهُ من المتشابه ،
                    يقولُ صلى الله عليه وسلم : (( إن الحلال بَيِّن ! وإن الحرام بَيِّن، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمهن كثيرٌ من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقعَ في الشبهات وقع في الحرام )) . ويقولُ عليه الصلاة والسلام : (( دع ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك )) .

                    * والنوع الثالث :
                    أن يُحاسبَ الإنسانُ نفسَه على أمرٍ مباح أو معتاد : لـمَ فعله ؟ وهل أرادَ به الله والدارَ الآخرة فيربح ، أم أرادَ به الناسَ والدنيا فيخسر ذلك الربح ويفوتَهُ الظَفَرُ به . يتبع ان شاء الله
                    التعديل الأخير تم بواسطة طريقي لربي; الساعة 16-12-2014, 09:07 AM.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

                      ولمحاسبة النفس فوائدٌ جمّةٌ ، منها :



                      أولاً : الإطلاعُ على عيوبِ النفس ، ومن لم يطلع على عيبِ نفسِه لم يمكنهُ معالجتُه وإزالته .

                      ثانيـاً : التوبةُ والندمُ وتدارك ما فات في زمنِ الإمكان .

                      ثالثـاً : معرفةُ حقُ اللهِ تعالى ، فإن أصلَ محاسبةُ النفس هو محاسبتُـها على تفريطها في حقِ الله تعالى .

                      رابعـاً : انكسارُ العبد وتذلُلَه بين يدي ربه تبارك وتعالى .

                      خامساً : معرفةُ كرَمِ الله سبحانه ومدى عفوهِ ورحمتهِ بعبادهِ في أنه لم يعجل لهم عقوبتَهم معَ ما هم عليه من المعاصي والمخالفات .

                      سادسـاً : الزهد ، ومقتُ النفس ، والتخلصُ من التكبرِ والعُجْب .

                      سابعـاً : تجد أنَّ من يحاسبُ نفسَهُ يجتهدُ في الطاعةِ ويترُكُ المعصية حتى تَسهُلَ عليهِ المحاسبةُ فيما بعد .

                      ثامنـاً : ردُ الحقوقِ إلى أهلِـها ، ومحاولةُ تصحيحِ ما فات .

                      وغيرها من الفوائد العظيمة الجليلة .

                      · وهناكَ أسبابٌ تعينُ المسلمَ على محاسبةِ نفسهِ وتُسهِّلُ عليهِ ذلك ، منها ما يلي :

                      1. معرفةُ أنك كلما اجتهدت في محاسبةِ نفسكَ اليوم ، استراحتَ من ذلك غداً ، وكلما أهملتها اليوم اشتدَّ عليكَ الحسابُ غداً .

                      2. معرفةُ أنَّ ربحَ محاسبة النفس هو سُكْنى الفردوس ، والنظرُ إلى وجهِ الربِ سبحانه ، وأنَّ تركها يؤدي بك إلى الهلاكِ ودخولِ
                      النار والحجابِ عن الرب تبارك وتعالى .

                      3. صحبةُ الأخيار الذينَ يُحاسبونَ أنفسَهُم ، ويُطلِعونَك على عيوبِ نفسِكَ ، وتركُ صحبة من عداهم .

                      4. النظرُ في أخبارِ أهل المحاسبةِ والمراقبة ، من سلفِنا الصالح .

                      5. زيارةُ القبورِ والنظرُ في أحوالِ الموتى الذين لا يستطيعونَ محاسبةَ أنفسِهم أو تدارُكِ ما فاتَـهم .

                      6. حضورُ مجالس العلمِ والذكر فإنها تدعو لمحاسبة النفس .

                      7. البعدُ عن أماكن اللهوِ والغفلة فإنها تُنسيكَ محاسبةَ نفسك .

                      8. دعاءُ اللهِ بأن يجعلك من أهلِ المحاسبة وأن يوفقك لذلك .

                      · كيفَ أحاسبُ نفسي ؟

                      سؤالٌ يترددُ في ذِهن كل واحدٍ بعدَ قراءةِ ما مضى .

                      وللإجابة على هذا التساؤل :
                      ذكرَ ابنُ القيم أن محاسبةَ النفس تكون كالتالي :

                      أولاً : البدءُ بالفرائض ، فإذا رأى فيها نقصٌ تداركهُ .

                      ثانياً : النظرُ في المناهي ، فإذا عرَف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبةِ والاستغفارِ والحسناتِ الماحية .

                      ثالثاً : محاسبةُ النفس على الغفلةِ ، ويَتَدَاركُ ذلِك بالذكرِ والإقبالِ على ربِ السماوات ورب الأرض رب العرش العظيم .

                      رابعاً : محاسبةُ النفس على حركاتِ الجوارح ، وكلامِ اللسان ، ومشيِ الرجلين ، وبطشِ اليدين ، ونظرِ العينين ، وسماعِ الأذنين ، ماذا أردتُ بهذا ؟ ولمن فعلته ؟ وعلى أي وجه فعلته ؟

                      التعديل الأخير تم بواسطة طريقي لربي; الساعة 16-12-2014, 09:11 AM. سبب آخر: تنسيق الخط

                      تعليق


                      • #12
                        رد: محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

                        قال ابن قدامة في كتابه : مختصر منهاج القاصدين :



                        وتحققَ أربابُ البصائر أنه لا ينجيهم من هذه الأخطار - الناتجة عن عدمِ محاسبة النفس - إلا لزومُ المحاسبةِ لأنفسِهم وصِدْقُ المراقبة ، فمن حاسبَ نفسهُ في الدنيا خفَّ حسابه في الآخرة ، ومَن أهملَ المحاسبة دامتْ حسراته ، فلما علموا أنهم لا يُنجيهم إلا الطاعة ، وقد أمرَهم بالصبرِ والمرابطةِ فقالَ سبحانه :""
                        يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُ*وا وَصَابِرُ*وا وَرَ*ابِطُوا ﴿آل عمران: ٢٠٠﴾

                        فرابطوا أنفسَهم أولاً بالمشارطةِ ثمّ بالمراقبة ، ثم بالمحاسبةِ ثم بالمعاقبة ، ثم بالمجاهدةِ ثم بالمعاتبة ، فكانتْ لهم في المرابطةِ سِتُّ مقاماتٍ أصلُها المحاسبة ، ولكنْ كلّ حسابٍ يكونُ بعدَ مشارطةٍ ومراقبة ، ويتبعهُ عندَ الخُسران المعاتبةُ والمعاقبة . نأخذها الآنَ بشيءٍ منَ التفصيل :

                        المقامُ الأول : المشــارطة :
                        اعلم أنّ التاجرَ كما يستعينُ بشريكهِ في التجارةِ طلباً للربح ، ويشارطهُ ويحاسبه ، كذلك العقلُ يحتاجُ إلى مشاركةِ النفس وشرطِ الشروطِ عليها وإرشادِها إلى طريقِ الفلاح ،
                        والتضييقِ عليها في حركاتها وسكناتها . فمثلاً : إذا فَرِغَ العبدُ من صلاةِ الصُبْح ، ينبغي أن يُفرغَ قلبَه ساعةً لمشارطةِ نفسهِ

                        فيقولُ للنفس : ماليَ بضاعة إلا العُمُر ، فإذا فَنِيَ مني رأس المال وقعَ اليأسُ من التجارةِ وطلبِ الربح . فليقُل أحدُنا الآنَ قبلَ الموت : يا نفس ، اجتهدي اليومَ في أن تعـمُري خِزانتكِ ولا تدعيها فارغة ، ولا تَميلي إلى اليأسِ والدَعَةِ والاستراحة فيفوتكِ من درجاتِ عليينَ ما يُدْرِكه غيرَكِ

                        المقامُ الثاني : المراقبــة :

                        إذا أوصى الإنسانُ نفسَهُ وشَرَطَ عليها ، لم يبقَ إلا المراقبة لها وملاحظتها وفي الحديثِ الصحيح في تفسيرِ الإحسان ، لما سُئِلَ عنهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : ((......، أنْ تعبدَ الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراهُ فإنه يراك ، .......))

                        الراوي: عمر بن الخطاب المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 8
                        خلاصة حكم المحدث: صحيح



                        . فمراقبة العبد نفسَه في الطاعة هو أن يكونُ مخلصاً فيه! ا ، ومراقبته في المعصيةِ تكونُ بالتوبةِ والندمِ والإقلاع ، ومراقبته في المباح تكونُ بمراعاةِ الأدب والشكرِ على النعيم ، وكلُّ ذلك لا يخلو من المراقبة .

                        المقام الثالث : المحاسبةُ بعدَ العمل :
                        اعلم أن العبدَ كما ينبغي أن يكونَ له وقتٌ في أولِ النهار يشارطُ فيهِ نفسه ، كذلك ينبغي أن يكونَ له ساعةٌ يطالبُ فيهِ نفسه في آخرِ النهار ويحاسبُها على جميعِ ما كانَ منها ، كما يفعلُ التُجّار في الدنيا معَ الشُركاءِ في آخرِ كل سنةٍ أو شهرٍ أو يوم .

                        المقام الرابع : معاقبةُ النفسِ على تقصيرِها :
                        اعلم أن العبدَ إذا حاسبَ نفسهُ فرأى منها تقصيراً ، أو فعلَتْ شيئاً من المعاصي ، فلا ينبغي أن يهملَها ، فإنه يَسْهُلُ عليهِ حينئذٍ مقارفةُ الذنوب ويعسرُ عليه فِطامُها ، بل ينبغي أن يعاقبها عقوبةً مباحة ، كما يعاقبُ أهلَهُ وأولادَه . وكما رويَ عن عمر رضي الله عنه : أنه خَرجَ إلى حائطٍ له ثم رَجعَ وقد صلى الناسُ العصرَ ، فقال : إنما خرجتُ إلى حائطي ورَجعتُ وقد صلى الناسُ العصرَ ، حائطي صدقةٌ على المساكين .

                        المقام الخامس : المجــاهدة :
                        إذا حاسبَ الإنسانُ نفسَه ، فينبغي إذا رآها قد قارفت معصيةً أن يُعاقبـَها كما سبق ، فإن رآها تتوانى للكسلِ في شيءٍ من الفضائلِ أو وِرد من الأوراد ، فينبغي أن يؤدبـَها بتثقيلِ الأورادِ عليها ، كما وردَ عن ابنِ عمرَ رضي الله عنه ، أنه إذا فاتته صلاةٌ في جماعةٍ فأحيا الليلَ كلَّه! ُ تِلكَ الليلة ، فهوَ هُنا يجاهدُها ويُكرِهُهَا ما استطاع .

                        المقام السادس والأخير : معاتبةُ النفسِ وتوبيخُـها :
                        قال أنس رضي الله عنه : سمعتُ عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنه ، وقد دخلَ حائطاً ، وبيني وبينه جدار ، يقول : عمرُ بن الخطاب أميرُ المؤمنين !! بخٍ بخ ، واللهِ لتتقينَ الله يا ابن الخطاب أو ليُعذبنَّك ! .

                        أخي الحبيب : اعلم أن أعدى عدوٍ لكَ نفسُكَ التي بين جنبيك ، وقد خُلِقتْ أمارةً بالسوءِ ميالةً إلى الشرورِ ، وقد أُمرتَ بتقويمها وتزيكتها وفطامها عن موارِدِها ، وأن تقودَها بسلاسلِ القهْرِ إلى عبادةِ ربِها ، فإن أنتَ أهملتها ضلّتْ وشَرِدتْ ، وإن لزمتَها بالتوبيخِ رَجونا أن تصيرَ مُطمئنة ، فلا تغفلنّ عن تذكيرِها .

                        أخي الحبيب :
                        كم صلاةٍ أضعتَها ؟
                        كم جُمُعَةٍ تهاونتَ بها ؟
                        كم صدقةٍ بَخِلتَ بها ؟
                        كم معروفٍ تكاسلتَ عنه ؟
                        كم منكرٍ سكتَّ عليه ؟
                        كم نظرةٍ محرمةٍ أصبتَها ؟
                        كم كلمةٍ فاحشةٍ أطلقتها ؟
                        كم أغضبتَ والديك ولم ترضِهِما ؟
                        كم قسوتَ على ضعيفٍ ولم ترحمه ؟
                        كم من الناسِ ظلمتَه ؟ كم وكم ...؟

                        إنا لنفـرحُ بالأيـامِ نقطعُـها *** وكـلَّ يومٍ يُدني من الأجـلِ
                        فاعمل لنفسِكَ قبلَ الموتِ مجتهداً *** فإنما الربحُ والخسرانُ في العملِ


                        هذا والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم ، وصلى الله وسلمَ وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبه أجمعين .

                        * * *

                        المراجع:
                        1. كيـف تحاسب نفسـك ؟
                        لفضيلة الشيخ : سعد بن سعيد الحجري .
                        2. مختصر منهاج القاصدين .
                        للإمـــام : ابن قدامة المقدسي .
                        3. مطوية " محاسبة النفس "
                        إعداد القسم العلمي بدار الوطن .





                        التعديل الأخير تم بواسطة طريقي لربي; الساعة 16-12-2014, 09:29 AM. سبب آخر: تنسيق الخط ،

                        تعليق


                        • #13
                          رد: محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

                          جزاكم الله خيرًا على المرور والإضافة ...

                          نكمل بإذن الله ...

                          تعليق


                          • #14
                            رد: محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،



                            ثانيًا: أَهَميَةُ مُحَاسَبَة ُالنَّفْسِ.


                            لمحاسبة النفس فوائد متعددة، نذكر منها ما يلي:-

                            1- الإطلاع على عيوب النفس ونقائصه ومثالبها، ومن ثم إعطاؤها مكانتها الحقيقية إن جنحت إلى الكبر والتغطرس.

                            ولا شك في أن معرفة العبد لقدر نفسه يورثه تذللًا لله فلا يُدِلّ بعمله مهما عظم، ولا يحتقر ذنبه مهما صغر.

                            قال أبو الدرداء: "لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون أشد مقتًا لها".


                            2- أن يتعرف على حق الله تعالى عليه وعظيم فضله ومنه.

                            وذلك عندما يقارن نعمة الله عليه وتفريطه في جنب الله، فيكون ذلك رادعًا له عن فعل كل مشين وقبيح، وعند ذلك يعلم أن النجاة لا تحصل إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته، ويتيقن أنه من حقه سبحانه أن يُطَاع فلا يُعصَى، وأن يُذكَرَ فلا يُنسَى، وأن يُشكَر فلا يُكفَر.


                            3- تزكية النفس وتطهيرها وإصلاحها وإلزامها أمر الله تعالى.

                            قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس 9-10].

                            وقال مالك بن دينار: "رحم الله عبدًا قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا؟ ثم ذمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل فكان لها قائدًا".


                            4- أنها تربي عند الإنسان الضمير داخل النفس.

                            وتنمي في الذات الشعور بالمسؤولية ووزن الأعمال والتصرفات بميزان دقيق هو ميزان الشرع.

                            حكى الغزالي في [الإحياء] أن أبا بكر رضي الله عنه قال لعائشة عند الموت: "ما أحدٌ من الناس أحب إلي من عمر"، ثم قال لها: "كيف قلت؟"، فأعادت عليه ما قال، فقال: "ما أحدٌ أعز علي من عمر".

                            يقول الغزالي: "فانظر كيف نظر بعد الفراغ من الكلمة فتدبرها وأبدلها بكلمة غيرها".

                            التعديل الأخير تم بواسطة طريقي لربي; الساعة 16-12-2014, 09:31 AM.

                            تعليق


                            • #15
                              رد: محاسبة النفس ضرورة ملحة .. للشيخ/ محمد حسين يعقوب

                              جزاكِ الله خير الجزاء أختنا .

                              في إنتظار البقية بإذن الله تعالى .
                              القمم .. لأهل الهمم ، ومن هجر الرقاد سبق العباد

                              ----
                              من نذر نفسه لخدمة دين الله سيعيش متعبًا ولكن سيحيا كبيرًا؛
                              فالحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله .
                              ________

                              خاب وخسر من أبتعد عن خدمة دين الله .






                              تعليق

                              يعمل...
                              X