إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

♥\\ الأُخُــــوَّةُ الإيمانِـيَّــــة \\♥

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ♥\\ الأُخُــــوَّةُ الإيمانِـيَّــــة \\♥




    \ الأُخُــوَّةُ الإيمانِيَّــة \

    - - - - - -

    لا بُـدَّ مِن استشعار الآياتِ والأحاديثِ الدَّالَّةِ على أُخُوَّتِنا ، فليس لنا اختيارٌ في أنْ نكونَ إخـوَة ، ليس لنا اختيارٌ في هـذا أبـدًا ما دُمنا على الإسلام ، فما دُمنا على الإسلام نبيُّنا - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يقول : (( المُسلمُ أخو المُسلِم )) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2564
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    ، لا اختيارَ لي في ذلك ، شِئتُ ذلك أم أَبَيْتُه ، فأنا أخٌ للمُسلِم ، ولقـد قال تعالى - ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا النساء/122 – قال : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ الحجرات/10 ، هكذا قال رَبُّنا سُبحانه وتعالى .

    فالذي أُريدُه لأخي مِن أُمِّي وأبي أريدُ أفضلَ منه لأخي في الله ، لأخي المُسلِم ، فأُخُـوَّةُ الإسلامِ تبقى ، أمَّا سائِرُ الأُخـوَّاتِ وأسبابِ التَّواصُل فلقـد قال اللهُ عنها : ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ الأنعام/94 ، أىْ : لقـد تقطَّعت الأوصالُ التي كنتم تتواصلون بها في دُنياكم ؛ أوصالُ النَّسَب ، أوصالُ الصَّداقات ، أوصالُ الصِّهْرِ والزَّوجات ، تقطَّعت كُلُّ الأوصال ، لم تبقَ إلَّا وَصْلَةٌ واحـدة ، وهِيَ " وَصْلَةُ الإيمان " ، فلا يَسوغُ لنا بحالٍ أنْ نُمَزِّقَ هـذه الأُخُـوَّة ، حتى لو قُتِلَ أخي مِن شخصٍ مُسلِم ، فالأُخُـوَّةُ ما زالت باقية ، قال تعالى في كتابه الكريم : ﴿ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ البقرة/178 ، فوُصِفَ بأنَّه ما زالَ أخًا .


    وكذلك لا يَخفَى عليكم قولُ النبيِّ عليه الصلاةُ والسَّلام :
    2032 حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((لا يبيع بعضكم على بيع أخيه)) ، (( لا يخطِب أحدُكم على خِطبةِ أخيه ))الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7666
    خلاصة حكم المحدث: صحيح ، (( لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسِه ))الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 13
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح] . النصوصُ تتوالى لإثباتِ هـذا الأصل ، (( لَعلَّ بعضَكم أنْ يكونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِن بعض )) الراوي: أم سلمة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3583
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    ، نُصوصٌ مُتواليةٌ تُذَكِّرُ بهـذه الأُخُـوَّة ، حتى لا يقطعَها عابِثٌ ، حتى لا يقطعَها شِرِّيرٌ مُفسِد ، فأُخُـوَّةُ الإسلامِ باقية ، ولا يجوزُ أنْ تُقطَعَ إلَّا بالكُفِرِ والعِيَاذُ بالله .

    وإذا هَجرتُ أخي في اللهِ لِمعصيةٍ ارتُكِبَت ، فهُجراني له كالطبيبِ المُعالِجِ الذي يُعطي المريضَ إبرةً تُؤلِمُه ، لكنْ لراحَتِه ، فلا يكونُ هُجراني له تَشَفِّيًا ، إنَّما هُجراني لصالِحِهِ ، رِفقًا به مِن الجحيم ، خوفًا عليه مِن الزَّلَل ، خوفًا عليه مِن الضياع ، هكـذا ينبغي أنْ يكونَ الهُجران ، هُجرانًا لله ، ليس للنَّفْسِ منه حَظّ ، ليس للهَـوَى مِنه نصيب ، إنَّما وإذا هَجَرْتُ أخي المُسلمَ المُرتَكِب مُخالَفَةً أهْجُرُهُ رفيقًا به ، حَنونًا عليه ، سائِلاً اللهَ له الهِداية ، سائِلاً اللهَ له التَّوفيق ، سائِلاً اللهَ أنْ يتوبَ عَلَيَّ وأنْ يتوبَ عليه معي . هكـذا ينبغي أنْ تكونَ أُصولُ الهُجران ، هُجرانٌ للهِ كما سمَّاه العُلَماء ، فقـد ذَكَـرَ أَئِمَّتُنا وعُلَمَاؤنا أنَّ إغضابَ الأَخِ في اللهِ كبيرةٌ مِن الكبائِر ، واستدَلَّ بعضُهم لذلك بالذي أخرجه مُسلِمٌ في صحيحِهِ ، وحاصِلُه أنَّ أبا سُفيان بن حَرْب مَرَّ عامَ الفتح على بِلالٍ وصُهَيْبٍ وعَمَّار وسَلْمان ، فرأَؤهُ يمشي آمِنًا ، وقبلُ كان يقول : " اعُلُ هُبَل " ، وكان يقول : " لنا العُزَّى ولا عُزَّى لكم " ، فلَمَّا رأَؤهُ يمشي آمِنًا يومَ الفَتْح ، قالوا : ( واللهِ ما بلَغَت سيوفُ اللهِ مِن عَـدُوِّ اللهِ مَبْلَغَها ) ؛ أىْ : كان ينبغي أنْ يُقتَلَ مِثْلُ هـذا . قال أبو بكر : أتقولون هـذا لِسَيِّدِ قُريش ؟ ثُمَّ انطلق أبو بكرٍ يُخبِرُ النبيَّ بأمرِهم صلواتُ اللهِ وسلامُهُ على رسولِه ، أبو بكرٍ ينتظِرُ أنْ يُؤَدِّبَ النبيُّ الصّحابةَ المذكورين ، وتعلمون منزلةَ أبي بكرٍ مِن النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلام ، ولكنْ ماذا قال ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( يا أبا بكر ، أغضبتَهم يا أبا بكر ؟ إنْ أغضبتَهم فقـد أغضبتَ رَبَّكَ عَزَّ وجلَّ )) ، فرَجَعَ أبو بكرٍ مُسرِعًا إليهم ، مُعتذِرًا عَمَّا سَلَف ، ( أغضبتُكم يا إخوَتاه ؟ ) قالوا : لا ( غَفَرَ اللهُ لَكَ يا أُخَيَّ )
    الراوي: عائذ بن عمرو المزني أبو هبيرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2504
    خلاصة حكم المحدث: صحيح ، فلهـذا ذَكَرَ فريقٌ مِن العُلَماءِ أنَّ إغضابَ الأخِ في اللهِ بغيرِ سببٍ ما كبيرةٌ مِن الكبائِر .

    ولقـد تعلمون ما يَدُلُّ على قُـوَّةِ الأخُـوَّةِ الإيمانيَّـةِ ، تعلمون مَن الذين بارَزُوا يومَ بَـدْر ، بارَزَ عُتبةُ بنُ رَبيعة وشَيْبَةُ بنُ رَبيعة والوليدُ بنُ عُتْبَة – ثلاثَتُهم مِن أهل الكُفْرِ – بارَزُوا مَن ؟ عَلِيًّا وحَمزةَ وعَبِيدةَ بنَ الحارِث ، ليس شاهدي مِن المُبارزة ، إنَّما الشَّاهِدُ مِن أنَّه كان في صفوفِ المُسلمين رجلٌ لا يَخفَى عليكم اسمُه ، مَن هُو ؟ هو أبو حُذَيْفَـة ، الذي نقولُ عنه سالِم مَوْلَى أبي حُذَيْفَة ، زَوْجُ سَهْلَة ، فأبو حُذَيْفَـة هـذا الذي هو زَوْجُ سَهْلَةَ - صاحِبة حديث : ((
    جاءت سهلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ! إن سالما يدخل علينا ، وقد عقل ما يعقل الرجال ؟ وعلم ما يعلم الرجال ؟ ! قال : أرضعيه تحرمي عليه بذلك فمكثت حولا لا أحدث به ، ولقيت القاسم ، فقال : حدث به ، ولا تهابه)) الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3322
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    – كان في صفوفِ المُسلمين . مَن أبوه ؟ أبُوهُ عُتْبَةُ بنُ رَبيعة ، عَمُّهُ شَيْبَةُ بنُ رَبيعَة ، أخوهُ الوليدُ بنُ عُتْبَة ، تَخَيَّـلْ هـذا . هو في صُفوفِ المُسلمين مُسلِمٌ وللهِ الحمد ، ومُسلِمٌ قوىُّ الإيمان ، أبو حُذَيْفَـة بنُ عُتْبَـة بنُ رَبِيعَـة ، يتمنَّى نُصرةَ مَن ؟ أبوهُ وأخوهُ وعَمُّه يُقاتِلُون ، وأُخُـوَّةُ الإيمانِ باقيـة ، عَلِيٌّ وحَمزةُ وعَبِيـدَة يُقاتِلُون ، وهو في صَفِّ عَلِيٍّ وحَمْزَةَ وعَبِيـدة ، يسألُ اللهَ النَّصرَ لأهلِ الإسلام ، وإنْ كان المُحارِبُ أبوهُ أو أخوهُ أو عَمُّه ، قُتِلَ ثلاثَتُهم ، قُتِلَ أبوه ، وقُتِلَ أخوه ، وقُتِلَ عَمُّه ، قُتِلَ ثلاثَتُهم ولم يَحْتَجُّ لذلك ما دام مُؤمِنًا ، بل أقبلَ على المَوْلَى مِن الموالي الذي ليس له في العربِ كبيرُ نَسَبٍ ، وزَوَّجَ سالِمًا – مَوْلاهُ الذي كان عبدًا عِنده ، فأعتقَه – زَوَّجَهُ لأُختِه ، فهكـذا الأُخُـوَّةُ الإيمانيَّـةُ تصنع .

    فلا ينبغي أبـدًا أنْ تُقطَعَ الأُخُـوَّةُ الإيمانيَّـة ، وإلَّا فقطعُها مُؤذِنٌ بالفَشَل ، وقَطْعُها مُؤْذِنٌ بالهزيمة ، ولقـد قال اللهُ تعالى في كتابه الكريم : ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ الأنفال/46 ، وقال تعالى : ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ آل عمران/105 . فالتَّنَازُعُ يأتي بالفَشَل ، التَّنَازُعُ يأتي بالعـذابِ العظيم ، التَّنَازُعُ يرفعُ الخيرات ، ويذهَبُ بالبركات ، لقـد قال النبيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - لأصحابِه وهو في مرض الموت : (( هَلُمُّـوا أكتُبُ لكم كِتابًا لا تَضِلُّوا بعـدَهُ أبـدًا ))
    الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4432
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    ، وهو يحتضِرُ أو بين يَدَيْ الاحتِضار ، (( هَلُمُّـوا أكتُبُ لكم كِتابًا لا تَضِلُّوا بعـدَهُ أبـدًا )) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4432
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    ، فقال قائِلُهم : قَرِّبُوا لرسولِ يكتُبُ لنا كِتابًا لا نَضِلُّ بعـدَهُ أبـدًا ، وقال آخَـر : إنَّ الرسولَ قـد هَجَر ( أىْ تكلَّمَ بكلماتٍ مِن شِدَّةِ المرض ) ، وعِندنا كِتابُ اللهِ كافِينا وحَسْبُنا ، واختلفوا ، وماينبغي عند نبيٍّ الاختلاف ، فقال النبيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - لَمَّا رأى مِن اختلافِهِم ولَغَطِهم : (( قُوموا عَنِّي ، فَوَاللهِ لَلَّذِي أنا فيه خَيْرٌ مِمَّا أنتم فيه )) ، ومات صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ولم يكتُب لأصحابِهِ ذلك الكِتاب ، قال ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما : ‹‹ إنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّة – أىْ المُصيبة كُلّ المُصيبة – ما حال بين رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – وبين أنْ يكتُبَ لأصحابِهِ هـذا الكِتاب ›› ، بسببِ الاختلافِ والَّلغَط .

    فلا يَـدُبُّ الاختلافُ ولا تَدُبُّ الفُرْقَةُ في مكانٍ إلَّا مَزَّقَته . فجديرٌ بنا أنْ نُراعِيَ أواصِـرَ الأُخُـوَّةِ الإيمانِيَّـة ، ولا نسعى أبـدًا في تقطيعِها ، فالقاطِعون يقطعُهم الله ، والواصِلون يَصِلُهم الله ، ومِن أَوْكَـدِ ما يُوصَلُ الأُخُـوَّةُ الإيمانِيَّـة ، فجديرٌ بِنا أنْ نَحْرِصَ عليها ، وأىُّ ساعٍ لِقَطْعِها علينا أنْ نُجابِهَهُ بكُلِّ سبيلٍ وبكُلِّ طريق ، بالحِكمةِ والموعظةِ الحسنة ، إنْ أَجْدَتْ فلِلَّهِ الحمد ، بالزَّجْرِ رِفقًا به ، بالزَّجْرِ خوفًا عليه ، وحِفاظًا على وِحـدةِ أهل الإسلام ، ذلك أمرُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( انصُر أخاكَ ظالِمًا أو مظلومًا )) ، كيف أنصرُه ظالِمًا يا رسولَ الله ؟ قال : (( تمنعُه مِن الظُّلْمِ ، فذاك نصرُكَ له )) .


    فجديرٌ بِنا أنْ نحفظَ تلكَ الأُخُـوَّة ، وأنْ نَدَعَ الاختلافاتِ جانبًا ، وأنْ نتعلَّمَ الصَّوابَ مِن الخطأِ مِن خلال كتابِ الله ، وسُنَّةِ رسولِ الله ، فذاكُمُ الحَكَمُ على الأشياء ، وذاكمُ الحَكَمُ على الأشخاص ، فالذي يجهلُ يُعادي بجَهْلِهِ ، الذي لا يعلمُ يُعادي بسببِ عـدمِ عِلْمِه ، قال تعالى : ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ الأنبياء/24 ، فإعراضُهم بسببِ الجَهْل ، فلندفع عن أنفُسِنا الجَهْلَ قَـدْرَ الاستطاعة ، حتى لا نقعَ في شِقاقٍ وعِناد ، وقـد نكونُ على باطِـل ، وقـد نكونُ على خطأٍ في شِقاقِنا وفي عِنادِنا بسببِ الجَهْلِ بالأُمور ، سَمِعتُم : ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ الأنبياء/24 ، وقال الخَضر لمُوسى : ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا الكهف/67-68 .

    ولا تقِفُ الأُخُـوَّةُ الإيمانيَّـةُ على أُخُـوَّةِ المِصريين لبعضِهم ، ولا أُخُـوَّةِ السعوديين لبعضِهم ، ولا الفلسطنيين لبعضِهم ، إنَّما الأُخُـوَّةُ الإيمانِيَّـةُ تشملُ كُلَّ مُؤمِن ، ولِذا كان شعارُ القوميةِ العربيةِ شعارًا باطِلاً ؛ لأنَّها حَجَبَت المُسلمين العربَ عن غيرِهم ، وكان الذين يُنادون بها يُنادون بنِداءٍ جاهِليٍّ ، وإنْ زَيَّنوا له ، وأثنَت عليه شُعراؤهم ، وسَطَّرَت له صُحُفُهم ، فشعارٌ باطِلٌ شعارُ القومية العربية ، سَوَّوْا فيه بين المُسلِمِ العربِيِّ والكافِرِ العربِيِّ والمُلْحِدِ العربِيِّ ، ومَزَّقوا آصِرَةً مِن أعظمِ الأواصِر ؛ أَلَا وهِيَ " آصِرة الإيمان " ، فآصِـرةُ الإيمان تقتضي أنَّ المُسلِمَ الباكِستانِيِّ أَحَبُّ إليَّ مِن اليهودِيِّ المِصريِّ أو النَّصرانِيِّ المِصريِّ ، فعُقـدةُ الإسلامِ أَوْثَق ، وعُرْوَتُهُ أَوْثَقُ وأَجَلُّ ، فَلِذا والذي يُسْعَى إليه في هـذا الزَّمَن – سَلَّمنا اللهُ وإيَّاكم مِن كُلِّ مكروهٍ وسُوء – وما يُوَطَّـأُ له في الصُّحُفِ أحيانًا ، وفي دهاليزِ المحاكِمِ أحيانًا أُخَر ، وعند مَن يُرتِّبون القوانينَ في هـذه البِلادِ مِن شعارٍ يُطلِقون عليه ( المُوَاطَنَـة ) ، يُسَوُّون فيه في الحقوقِ بين كُلِّ المِصريين - كافِرِهم ومُؤمِنِهم – شعارٌ باطِـل ، لا بُـدَّ وأنْ يُشْجَبَ مِن كُلِّ طريقٍ وكُلِّ اتِّجاه ، ورَبُّ العِـزَّةِ يقول : ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ السجدة/18 ، ويقول : ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ الرعد/19 ، ويقول : ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ * وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ فاطر/19-22 .

    فلا نُقِـرُّ بقَوْمِيَّـةٍ عربيَّـة ، ولا نُقِـرُّ بمُواطنَـة ، إنَّما نُقِـرُّ بأُخُـوَّةِ الإسلامِ الباقية التي رَضِيَها لنا رَبُّنا ، إذْ اللهُ قال : ﴿ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ الحج/78 ، وقال رسولُه محمدٌ صلواتُ اللهِ وتسليماتُه عليه : (( فادعو بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله
    )) الراوي: الحارث بن الحارث الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1724
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    عِبادَ الله .. فنقُولُها وبِمِلءِ الفَم مُتَقَرِّبين بها إلى الله : إنَّ المُسلِمَ الباكِستانِيَّ أو المُسلِمَ العِراقِيَّ أَحَبُّ إلينا – ولا مُقارنة – مِن كافِرٍ مِصريٍّ ، مِن يهودِيٍّ مِصريٍّ ، مِن نصرانِيٍّ مِصريٍّ .. الأُخُـوَّةُ الإيمانِيَّـةُ أبقى ، ولِذا قَـرَّبَ النبيُّ سَلْمان وصُهَيْبًا وعَمَّارًا وعَمَّارًا وبِلالاً – رَضِيَ اللهُ عنهم – على الهاشِمِيِّ القُرَشِيِّ أبي لَهَب ، الذي نَزَلَ فيه : ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ المسد .

    منقووول
    التعديل الأخير تم بواسطة sar; الساعة 29-03-2012, 08:14 PM. سبب آخر: تخريج الاحاديث
    [FLASH]http://www.saaid.net/flash/sa128.swf[/FLASH]

  • #2
    رد: ♥\\ الأُخُــــوَّةُ الإيمانِـيَّــــة \\♥

    جزاكم الله خيرا
    يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
    احبكم في الله
    لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
    الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


    تعليق


    • #3
      رد: ♥\\ الأُخُــــوَّةُ الإيمانِـيَّــــة \\♥

      جزاكى الله خيراً
      حسبي الله و نعم الوكيل فيمن ظلمني و كسر بخاطري وقلبي
      يَ رب انتقم لي اللهم انني رفعت أكف الضراعه اليك أدعوك بلسانٍ مظلوم
      وكلي يقين في استجابتك فاللهم انتصرلي ولو بعد حين


      [SWF]http://www.muslmah.net/upload/swfiles/csi47969.swf[/SWF]

      تعليق


      • #4
        رد: ♥\\ الأُخُــــوَّةُ الإيمانِـيَّــــة \\♥

        جزاك الله خيرا

        تعليق


        • #5
          رد: ♥\\ الأُخُــــوَّةُ الإيمانِـيَّــــة \\♥

          منابر من نور
          *****************

          هو مِنْ أوثق عرى الإيمان وسبيلا رقيقا الى الجنَّة

          حبَّا في الله وبغضا فيه ومنابرَ *ما زلنا بها نتغنّى

          يغبطنا عليها النبييون ونحلم بها كلّما الليل جنّ

          منزلة لا نبلغها ما لم يكن حبُّنا تبعا لله والسنَّة

          متشددون..إرهابيون فلتستمر ألسنتهم علينا تتجنّى

          تجنِّيهم حسنات لنا ومِنَ الله علينا فضلا ومنَّه

          ومَنْ ظَلَمنا من بني جلدتنا فنحن أهل العفو وأهل العفو منّا

          أم البراء


          ****************************

          * قال الله عز وجل المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء
          الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2390
          خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

          ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
          اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

          تعليق


          • #6
            رد: ♥\\ الأُخُــــوَّةُ الإيمانِـيَّــــة \\♥

            المشاركة الأصلية بواسطة sar مشاهدة المشاركة
            جزاكم الله خيرا
            جزانا الله وإياكم كل خير
            [FLASH]http://www.saaid.net/flash/sa128.swf[/FLASH]

            تعليق


            • #7
              رد: ♥\\ الأُخُــــوَّةُ الإيمانِـيَّــــة \\♥

              المشاركة الأصلية بواسطة *(بسمة أمــل)* مشاهدة المشاركة
              جزاكى الله خيراً
              جزانا الله وإياكم كل خير
              [FLASH]http://www.saaid.net/flash/sa128.swf[/FLASH]

              تعليق


              • #8
                رد: ♥\\ الأُخُــــوَّةُ الإيمانِـيَّــــة \\♥

                المشاركة الأصلية بواسطة العائدة لربها مشاهدة المشاركة
                جزاك الله خيرا
                جزانا الله وإياكم كل خير
                [FLASH]http://www.saaid.net/flash/sa128.swf[/FLASH]

                تعليق


                • #9
                  رد: ♥\\ الأُخُــــوَّةُ الإيمانِـيَّــــة \\♥

                  المشاركة الأصلية بواسطة أم البراء وعائشة مشاهدة المشاركة
                  منابر من نور
                  *****************

                  هو مِنْ أوثق عرى الإيمان وسبيلا رقيقا الى الجنَّة

                  حبَّا في الله وبغضا فيه ومنابرَ *ما زلنا بها نتغنّى

                  يغبطنا عليها النبييون ونحلم بها كلّما الليل جنّ

                  منزلة لا نبلغها ما لم يكن حبُّنا تبعا لله والسنَّة

                  متشددون..إرهابيون فلتستمر ألسنتهم علينا تتجنّى

                  تجنِّيهم حسنات لنا ومِنَ الله علينا فضلا ومنَّه

                  ومَنْ ظَلَمنا من بني جلدتنا فنحن أهل العفو وأهل العفو منّا

                  أم البراء


                  ****************************

                  * قال الله عز وجل المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء
                  الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2390
                  خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
                  جزاكم الله خيرا
                  [FLASH]http://www.saaid.net/flash/sa128.swf[/FLASH]

                  تعليق

                  يعمل...
                  X